نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 10 أكتوبر 2015

فكرة لليوم وكل يوم 103- { كُونُوا قِدِّيسِينَ }

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ القداسة صفة من صفات الله { يا رب من مثلك معتزا في القداسة مخوفا بالتسابيح صانعا عجائب} (خر 15: 11). وفى سفر الرؤيا نرى الغالبين فى السماء يسبحون الله قائلين {من لا يخافك يارب ويمجد إسمك لأنك أنت وحدك قدوس}(رؤ4:15). والله القدوس يدعونا ان نتعلم منه ونقتدى به فنكون قديسين{ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ» } (1بط 1 : 16). وقداسة الله تعنى طهارته الكلية وبره وصلاحه وسموه وتنزيهه عن الخطية والشر، كما تعنى عدم قبوله للخطية وحياة الأثم أو النجاسة ولان الله عالم بضعف البشر لهذا يدعو الله الانسان متى أخطأ الى التوبة والرجوع الى حياة القداسة والنقاوة والطهارة. لقد دعانا الله لنخصص حياتنا ونكرسها كشعب مخصص له { وانتم تكونون لي مملكة كهنة وامة مقدسة } (خر 19 : 6). لقد دخل الله معنا فى عهد جديد يقدسنا فيه لا بدم ذبائح حيوانيه بل بدمه الكريم لهذا كرس السيد المسيح ذاته لخلاص جنس البشر{ ولاجلهم اقدس انا ذاتي ليكونوا هم ايضا مقدسين في الحق} (يو 17 : 19). وعلينا نحن أن نكرس ونخصص أنفسنا له ابناء وبنات ومن قداسته نأخذ ونقتدى وبه ندخل للاقداس السمائية.
+ ارادة الله هى قداستنا { لان هذه هي ارادة الله قداستكم } (1تس 4 : 3) وهو يدعونا لكى نكون قديسين لانه بدون القداسة لن ندخل الملكوت السماوى او نعاين الرب { اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى احد الرب} (عب 12 : 14).ان القداسة فى جوهرها تعنى التوبة والنقاوة والطهارة { طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله} (مت 5 : 8). انها الخلو من النجاسة التى تحرم المؤمن من السماء{ فانكم تعلمون هذا ان كل زان او نجس او طماع الذي هو عابد للاوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح والله }(اف 5 : 5). لهذا دعانا السيد المسيح للانفصال والبعد عن ما يعيقنا عن القداسة { كل من يعمل الخطية هو عبد للخطيئة}( يو34:8). ان ابتعادنا عن الخطية ومقاومتنا لاغرائتها يحتاج الى الحرص والتصميم والارادة على السير فى طريق القداسة والانتصار على العقبات التى يضعها أبليس واعوانه او شهوات الانسان واهوائه لهذا دعانا السيد المسيح الى الدخول من الباب الضيق لنصل الى الحياة الابدية { ادخلوا من الباب الضيق لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما اضيق الباب واكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه} (مت 13:7-14). القداسة تنبع من صميم القلب فى تقوى وطاعة ورغبة صادقة لمحبة الله وليس مجرد أفعال أو اقوال او عبادة شكلية من اجل هذا طلب منا الله ان نحبة من كل القلب. ومحبة الله لابد ان تترجم فى حياة المؤمن الى سلوك عملى لتنفيذ ارادة الله فى حياتنا. فالقداسة هى فكر مقدس وعواطف وارادة قد تقدست بالروح القدوس تجعل المؤمن يسلك فى النور ويشهد له.
+ الله يقدس المؤمنين به ويقدم لنا الإيمان بذبيحة أبنه يسوع المسيح ربنا على الصليب وفاعليتها فى تقدس المؤمنين وتبررهم بالإيمان ليصيروا ابناء مقدسين في الحق ويعملوا أعمال تليق بابناء الله. كما أن كلام الله يقدسنا { قدسهم في حقك كلامك هو حق} (يو 17 : 17). الرب يسوع المسيح يمنح للمؤمنين قداسة ليست "خارجية " بل تدخل الى اعماق كياننا. يحيا المسيح القدوس فينا ونحن فيه، فيشترك المسيحيون في حياة المسيح القائم من بين الأموات بالإيمان والمعمودية والمسحة المقدسة {واما انتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء} (1يو 2 : 20) ثم يجدد حياتنا بالتوبة والاعتراف { ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم} (1يو 1 : 9). كما ان القداس الإلهى هو رحلة نحو القداسة وفى التناول نصلى ونقول القدسات للقديسين ونتناول منها لتقودنا للقداسة وعلينا أن نسلك فى هذه القداسة ونختبرها فى داخلنا كل يوم ونمجد الله القدوس باعمالنا الذى جعلنا قديسين فى أبنه يسوع المسيح. وتصير حياتنا متحدة بحياة أبن الله على صعيد معرفتنا لله وحبنا له واعمالنا تجاه الله والناس.
+ القداسة هي أيضا انقياد لروح الله القدوس والثبات فى كلمة الله والعمل بها فكلمة الله حية وفعالة وقادرة ان تقودنا للخلاص. والمسيحية هى بنوة حقيقة لله الآب وثبات وأتحاد فى أبنه نبع الفضيلة والبر والقداسة وأنقياد لروح الله القدوس مما يجعلنا نثمر ثمار البر والفضيلة وتحتاج القداسة الي جهاد شخصى ضد الخطية تؤازه نعمة الله. فننموا في القداسة استعداداً لمجي الرب والحياة المقدسة معه كل حين فننمو فى معرفة الله والصلاة والشوق اليه بصفته القدوس فى علاقة بنوة للآب فالقداسة بعلاقة شخصية مباشرة بالله ننالها بالنعمة ونجاهد لنصل الى الكمال المسيحي.

ليست هناك تعليقات: