نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأحد، 30 يونيو 2019

من ثمار الروح القدس (10) اللطف



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ اللطف كلمة مرادفة للتواضع والرقة والحنان والشفقة والبساطة والطيبة فى التعامل وهو عكس القسوة تمام .الروح القدس يريدنا ان نتميز عن بلطفنا ويحثنا كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، وفي الكتاب المقدس اللطف يعني الإنسان المنحدر من عائلةٍ طيبة. وأيَّة عائلة أفضل من «أَهْلِ بَيْتِ ٱللّٰهِ؟» (أف 2: 19). فعلى كل مؤمنٍ أن يكون لطيف كابن لله، يتعلم منه، ويتمثَّل به. المؤمن الذي سكن فيه الروح القدس يظهر اللطف فيه بوضوح من خلال كلامه الطيب والرقيق والمشجع والمريح. الشخص اللطيف يتوق الآخرين للتقرب اليه والكلام معه عكس الشخص القاسي الذي يتجنبه ويبتعد عنه الآخرين والشخص اللطيف فيه جاذبية وشهاده قويه للمسيح ويكون لطيف في بيته وفي العمل ومع الجميع{ فَٱلْبَسُوا كَمُخْتَارِي ٱللّٰهِ ٱلْقِدِّيسِينَ ٱلْمَحْبُوبِينَ  أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفاً،  وَتَوَاضُعاً، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ ٱلْمَسِيحُ هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً» (كو 3: 12 و13). وبقدر محبتنا لله وخضوعنا لتوجيهات روحه القدوس يكون تمثُّلنا به وسيرنا في خطواته. عندما يقودنا الروح القدس ونطيعه يعلّمنا اللطف حتى مع الذين يسيئون إلينا. أننا نتعلم لطف الله ومعاملته كيف نكون لطفاء مع الغير { أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ، إِنِ ٱنْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ ٱلرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هٰذَا بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ، نَاظِراً إِلَى نَفْسِكَ لِئَلا تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضا.  اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ وَهٰكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ ٱلْمَسِيحِ } (غلا 6: 1 و2(.
+ كل انسان يحتاج إلى المعاملة اللطيفة، فالحياة فيها من الشقاء والمشاكل ما يكفيها، وكلٌ يتمنى لو ان كل البشر عاملوه برقة ولطف. ان فضيلة اللطف مطلوبة فى كل تعاملاتنا اليومية، إن تعاملت مع انسان بدونها ينفر منك وإن عاملت به حيوان استأنسته، حتى ما لدينا من أجهزة يحتاج الى رقة فى التعامل ليعمر معنا. حين خاطب الله ايليا لم يكلمه من الريح العظيمة الشديدة التى شقت الجبال ولا من الزلزلة ولا من النار بل من الصوت المنخفض الخفيف. والحق اننا كثيراً ما نهمل هذه الفضيلة فى حياتنا ولعل عدم اهتمامنا يرجع إلى اننا لا نضع فى اعتبارنا انها واحدة من مطالب الحياة الروحية ربما يعتبرها البعض مجرد سلوك اجتماعى. لكن الحياة المسيحية لابد ان تكون لها ثمارها التى يراها العالم فينا { من ثمارهم تعرفونهم لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثماراً ردية} (مت 7 : 16 – 18) لابد ان نعلن للعالم عن الروح الوديع الهادى الذى هو قدام الله كثير الثمن. اننا نؤمن بشخص المسيح الوديع ويجب أن يكون لإيماننا ثمر ونضبط أنفسنا ونثمر ويدوم ثمرنا بالروح القدس.
+ اللطف نراه ونتعلمه من معاملات الله وفى مثل الأبن الضال نري الأب يعامل ابنائه بلطف الابن الضال جاء إلى أبيه يطلب منه أن يعطيه نصيبه من الميراث، فلم ينتهره الأب ولم يقل له: كيف هذا يا أبنى؟! كيف ترثني وأنا حيّ؟. إنما بكل لطف وهدوء قسم ماله وأعطاه نصيبه ولما أنفق هذا المال بعيش مسرف، احتاج وجاع، وعاد إلى أبيه معترفًا بأنه أخطاء، قلبه الأب بفرح، بل لما رآه من بعيد، وقبل أن يعترف {تحنن الأب، وركض ووقع على عنقه وقبله} (لو 15: 20). وألبسة الحلة الأولى، يجعل خاتمًا في أصبعه، وذبح له العجل المسمن، وفرح برجوعه. باللطف لم يكسر نفسه في رجوعه، ولم يخجله، ولم يوبخه. وأيضًا مع الابن الأكبر حينما غضب لإكرام أخيه العائد، ورفض أن يدخل البيت وأن يشترك في الفرح بعودة أخيه. واتهم أبيه بالبخل وعدم العدل، وقال له { ها أنا أخدمك سنين هذا عددها، وقط لم أتجاوز وصيتك. وجديًا لم تعطني لأفرح مع أصدقائي. ولكن لما جاء ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني، ذبحت له العجل المسمن}. ولم يغضب الأب لهذا العتاب القاسي بل باللطف أجابه { يا ابني أنت معي في كل حين. وكل ما لي فهو لك. ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر، لأن أخاك هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد}(لو 15: 25 - 31). لم يحاسبه ولم يعاتبه على اتهاماته له ولأخيه، وإنما في لطفه، رد عليه إيجابيًا {  كل ما لي فهو لك، كان ينبغي أن نفرح} القلب العامر باللطف لا يوبخ كثيرًا. وحتى إن وبخ لا يستخدم كلام جارح.
+ متي أعطينا الروح القدس القيادة على حياتنا، سيعلّمنا أن نكون لطفاء شفوقين متسامحين كما سامحنا الله. تعلَّم يوسف قديما من روح الله كيف يكون لطيفاً مع الآخرين، فأكرم إخوته الذين سبق وباعوه عبداً، واستضافهم في مصر طيلة حياة أبيهم يعقوب. فلما مات يعقوب خافوا أن يردَّ لهم يوسف الشر الذي فعلوه به، فبكوا أمامه وطلبوا غفرانه. ولم يتصرَّف يوسف معهم كما توقَّعوا، بل قال لهم: { لا تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ ٱللّٰهِ؟ أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّاً، أَمَّا ٱللّٰهُ فَقَصَدَ بِهِ  خَيْراً، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً}(تك 50: 15-21(. الله بسط إليك يديه باللطف والإنعام، لا لأنك تستحق، لكن من فيض محبته لك. وعليك أن تبسط يديك باللطف للذين يختلفون معك ويسيئون إليك، كما فعل يوسف.اعترف النبي إشعياء بفضل الله عليه، فقال: { أَعْطَانِي ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ لِسَانَ ٱلْمُتَعَلِّمِينَ لأَعْرِفَ أَنْ أُغِيثَ ٱلْمُعْيِيَ بِكَلِمَةٍ}(إش 50: 4). وما أكثر المصابين بالإعياء من حولنا، وهم يحتاجون للإغاثة بكلمة طيبة نقولها لهم. نحن مدينون أن نقول كلمة شكر للأمّ أو للزوجة أو للأب أو للمعلم أو لرجل الدين أو زميلنا فى العمل. كثيراً ما نشعر في قلوبنا بفضل الآخرين علينا، دون أن نذكر هذا لهم. فلنكن لطفاء، نشجع الآباء والأمهات والإخوة والأخوات والأساتذة والمعلمين بكلمة رقيقة لطيفة يستحقونها كثمرة حلوة من ثمار الروح القدس فينا.

الثلاثاء، 25 يونيو 2019

من ثمار الروح القدس (9) طول الأناة


  

            للأب القمص / أفرايم الأنبا بيشوى

+ طول الاناة ثمرة شهية من ثمار الروح القدس ويعنى الصبر والاحتمال والتأني وسعة الصدر كموقف إرادي ايجابي ويحتاج منا ضبط النفس والتفكير قبل التحدث أو التصرف أو العمل من أجل ان ندرك ما يدور حولنا فقد نجد البعض يستعجل في الردّ على كلّ كلمة أو نظرة أو حركة من الغير وردّهم هذا يأتي بنتائج سيئة عليهم. لكن بالصلاة والأنقياد لروح الله نكتسب طول الأناة ونصبر ونفكّر قبل القيام بأي عمل ونتعوّد علي ضبط أعصابنا ونكبح جماح أنفسنا لكي نكسب أنفسنا وغيرنا { فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا}(كو12:3-13(.
+ لو عرفنا أضرار التسرع ونتيجته من أمراض ومتاعب كثيرة نفسية وبدنية وإجتماعية، وما يصيبنا من عدم الاحتمال والغضب وخسارة الغير لفضلنا أن نطيل بالنا ونصبر ونحتمل بل ونبادر لصنع الخير مع الغير {ها نحن نطوب الصابرين، قد سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب} (يع5: 11). فليكن لدينا طول اناة وشكر وانتظار فرج الرب، الذي سوف يأتي في الوقت المناسب. لقد أعطى الله درساُ فى طول الأناة والصبر والاحتمال لاب الاباء ابراهيم : قيل أن ضيفاً قدم الي أبراهيم يوماً فرحب أبينا إبراهيم بالضيف وذبح له عجلاً وأعد الأطعمة. وقبل ان يأكلا ويبيتا طلب منه الصلاة معاً ، وقبِل الشيخ ذو الستين ربيعاً وعندما طلب أبينا إبراهيم من الضيف أن يصليا أخرج الضيف وثناً من جيبه وأخذ يصلى إليه فانزعج  أبينا إبراهيم وقال إن هذا خطأ لأنه يوجد اله خالق السماء والأرض له نسجد ونصلى هنا لم يقبل الضيف نصيحة رجل الإيمان وأستمر في صلاته وإذ بأبينا إبراهيم يحتد عليه ويطره من عنده وفي ذات الليلة كلم الله أبينا إبراهيم معاتباً قائلاً : ( يا إبراهيم ستون سنه وأنا صابر على هذا الرجل ومحتمله ، أما قدرت أن تصبر عليه ليلة واحدة).
 + فى كل مجالات الحياة نحتاج للأناة وطول البال. فلو سادت طول الأناة بين الناس لأصبحت حياتنا أفضل وارحنا الغير لأن من يطيل أناته على غيره يحصل على السلام مع الآخرين ومع نفسه. فلو الزوج صبر على زوجته لو تأخرت في إعداد الطعام، ولو أطال المسئول أناته على مرؤسيه لاصبحت الحياة أجمل وأفضل والروح القدس هو معلمنا وهو يستطيع ان يهبنا طول الاناة ان طلبناه وسمعنا نداه وأطعناه {فتأنوا انتم ايها الاخوة وثبتوا قلوبكم لأن مجيء الرب قد اقترب} (يع 8:5). ونتأني علي أنفسنا ونترجى مراحم الله ولا نيأس بل نجاهد لنتخلص من أخطائنا وخطايانا وننمو فى الفضائل الروحية والتقوى. ونصبر على ابنائنا واخوتنا وأقاربنا ومع الوقت لابد ان تنصلح احوالهم ومحبتنا لهم. نطيل أناتنا حتى علي المسيئين الينا ونصلى ليحاسبوا أنفسهم ويصلحوا من احوالهم ونلتمس لهم الأعذار لجهلهم أو قلة معرفتهم.{والذي في الارض الجيدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر (لو 8 : 15).
+ الأنقياد للروح القدس.. كلما سلَّمنا أنفسنا أكثر للروح القدس وخضعنا لتوجيهاته، يعمل فينا، ويعطينا من ثماره  ويسيطر على أفكارنا وأقوالنا ومشاعرنا ويقودنا وعلينا ان نصلى ليهبنا روح الله الوداعة وطول الأناة  ويزيل منا الغضب من داخلنا، ويعلّمنا ويغرس فينا فكر المسيح الذي شرحه الرسول بطرس في قوله: {لأَنَّكُمْ لِهٰذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ. ٱلَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلا وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ، ٱلَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ} (1بط 2: 21-23). علينا ان نثق فى مواعيد الله وعمله وان لكل شئ تحت السماء وقت فنصبر ونواظب على عمل الخير وسنحصد فى الوقت المناسب. فطويل الأناة لا يخاصم ويحتمل ويكون محبوبا ومن محبته للغير يحتمل ويصبر ويملك الدرع الواقى لمنع الخصومات ولذلك قال سليمان الحكيم {الرجل الغضوب يهيج الحقد ، وبطء الغضب يسكن الخصام} (1م 5 : 19). فإن أردت أن تحيا سعيداً وتعمر مديداً لا تغضب وكن صبوراً لكى لا تحطم سعادتك بيديك فالإنسان الهادئ يجلب السعادة لنفسه، ولمن حوله.
+ طول الأناة والملكوت السماوى .. الصبر لازم لخلاصنا، كما هو ايضاً ضرورة لدخول الملكوت فمن يصبر للمنتهي فهذا يخلص ولذلك نري يعقوب الرسول يوصي بشدة جماعة المؤمنين فيقول {فتأنوا ايها الاخوة إلي مجيء الرب، هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين متأنياً عليه حتي ينال المطر المبكر والمتأخر، فتأنوا انتم وثبتوا قلوبكم لأن مجيء الرب قد اقترب... خذوا يا اخواتي مثالاً لإحتمال المشقات والأناه، الأنبياء الذين تكلموا بإسم الرب ها نحن نطوب الصابرين، قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب} (يع 5 : 7 ـ 11) ويمتدح الرسول بولس تلميذه تيموثاوس {وأما أنت فقد تبعت تعليمي وسيرتي وايماني واناتي ومحبتي وصبري واضطهاداتي وآلامي... اية اضطهادت احتملت ومن الجميع أنقذني الرب، وجميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوي في المسيح يسوع يضطهدون} (2تيم 3 : 10 ـ 12).
+ أننا نصلي اليك أيها الرب الاله طويل الانأة كثير الرحمة، أن تتأنى على خليقتك رغم بعدنا وجحودنا وخطايانا لكننا نترجى مراحمك يارب وصبرك، انت اله الصبر والرجاء، طويل البال، تأني علينا وعلى عالمك المجروح، فابليس يعمل جاهدا ليبعدنا عنك وانت كآب صالح قادر على كل شئ فردنا اليك يالله كعظيم رحمتك. علمنا ان نقابل الكراهية بالمحبة، والشر بالخير، والتسرع والغضب بالصبر والهدوء، علمنا ان نكون شفوقين محتملين بعضنا بعض بالمحبة، مسرعين الى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل، صانعين ارادتك كل حين، أمين.

السبت، 22 يونيو 2019

من ثمار الروح القدس (8) السلام


       
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ السلام هو صفاء وهدوء النفس وراحة الروح والضمير كثمرة من ثمار الروح القدس للمؤمن تجعله يحيا في وئام وأنسجام وأرتياح مع نفسه والله والغير. فلا يوجد داخله صراع أو خصام أو كراهية بل يحيا فى مخافة الله. {ليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13). ونحن نصلي ونطلب ان يمنحنا الله والسلام دائما ونقول يا ملك السلام أعطنا سلامك، قرر لنا سلامك وأغفر لنا خطايانا وهو يجيبنا قائلاً {سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 : 27). الله فى محبته ورحمته يعطينا الوعود بان لا نخاف { فان الجبال تزول والاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10). ورغم الضيقات والتجارب التى نتعرض لها فان الله أمين { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 :  33) . لقد نجا الله يونان قديما من بطن الحوت وخلص الفتية من أتون النار المتقدة ناراً وأنقذ دانيال من جب الأسود ، وكان القديس بطرس الرسول نائما فى سلام وهو مقيد فى السجن وجاء الملاك وفك قيوده وفتح ابواب السجن وخلصه من موت محقق، والله هو هو أمس واليوم والى الابد.
+ لقد واجه اجدادنا القديسين كل ظروف الحياة فى سلام داخلى عميق بالروح القدس الذي ملاء قلوبهم بالثقة في الله ومنحهم حكمة لم يستطيع جميع أعدائهم أن يقاوموها وعمل الله معهم المعجزات أن لانهم وثقوا في الله وأمنوا بكلامه وهو قادهم فى موكب نصرته. لقد خلق الله الإنسان ليعيش معه في سلام وشركة عميقة مع الله ، وبالخطية فقد سلامه وشركته مع الله { لا سلام قال الهي للأشرار.لأن الشرير كالبحر المضطرب الذي لا يستطيع أن يهدأ بل تقذف مياهه حمأة وطينا} (اش 2:57). ويأتي السلام مع الله من حياة التوبة والرجوع إلي الله ، فالإنسان التائب يتمتع بسلام الهي عميق{ إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله} (رو1:5). والسلام مع الله كنتيجة لتسليم الحياة بكاملها لله والاتكال عليه والثبات فيه. أما السلام مع الناس فانه نتيجة لروح المحبة والتعاون بين الناس وبعضهم، وبوجود حسن الظن والعواطف الصادقة وحب الخير للغير علينا أن نتصف بطول البال { أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ افْرَحُوا. اكْمَلُوا. تَعَزَّوْا. اهْتَمُّوا اهْتِمَاماً وَاحِداً. عِيشُوا بِالسَّلاَمِ، وَإِلَهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ }(2كو 13 : 11). علينا أن نصلي ونعمل من أجل السلام ونجد فى اثره، فالذى يحتمل الغير هو الأقوى أما الذي يثور ويغضب ويعيب في الآخرين فهو الأضعف {يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء ولا نرضي أنفسنا} (رو2:15).
+ السلام مع النفس هو نتيجة لعلاقة طيبة بالله يشعر فيها المؤمن بانه يرضى الله ويعيش فى حماه وبضبط المؤمن لنفسه وقناعته الداخليه ورضاه عن واقعه مع سعيه الجاد ليحيا فى أطمئنان وهدوء بدون تشويش أو صراع بين الرغبات والميول {سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع} (في 7:4(. السلام الحقيقي هو انتصار للمحبة وسيطرتها على حياة الإنسان. أننا أذ نعلم ان الله يقبلنا كما نحن لنصير الى حال أفضل نستطيع ان نقبل الإخرين كما هم ونغفر لهم زلاتهم نحونا ونقول مع السيد المسيح { يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون }(لو 23 : 34). لابد ان نجاهد لكى ما نحصل على حياة السلام ونبتعد عن الغضب والكراهية والشهوات بضبط النفس وترويضها ولو بالتغصب ومعاقبة النفس { ولكن كل تاديب في الحاضر لا يرى انه للفرح بل للحزن واما اخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام }(عب 12 : 11). علينا بالصلاة طالبين عمل نعمة الله فينا بتواضع وثقة. نعم قد توجد حروب ومعوقات خارجية او داخلية ولنستمع لنصيحة القديس ثيؤفان الناسك لكسب السلام الداخلى ( يوجد اضطراب في الداخل وهذا تعرفه من الخبرة. يجب أن تقضي عليه، وهذا ما تريده وقد قررت ذلك. ابدأ مباشرة بإزالة سبب هذا الاضطراب. السبب هو أن روحنا فقدت أساسها الأصلي، الذي هو في الله، وهي تعود إليه مجدداً بتذكر الله. إذاً، الأمر الأول هو هذا، ضروري أن تتعوّد على تذكّر الله بدون انقطاع، إلى جانب خوفه وتوقيره. كًنْ مع الله، مهما فعلت، ووجّه نحوه كل عقلك، محاولاً أن تتصرّف كما في حضرة ملك. سوف تعتاد على هذا سريعاً، فقط لا تستسلم أو تتوقف. إذا تبِعتَ هذا القانون البسيط بضمير حي، سوف تقهر الاضطراب الداخلي) .

+ نحرص أن نكون هادئين فالهدوء شجرة حياة لا يموت الذين يأكلون منها لقد جاء عن مخلصنا الصالح  { لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صوته} (مت 12 : 19).  يجب ان يكون لنا هدوء ورقة اللسان {هدوء اللسان شجرة حياة واعوجاجه سحق في الروح } (ام 15 : 4). { كلمات الحكماء تسمع في الهدوء اكثر من صراخ المتسلط بين الجهال} (جا  9 :  17) . {انه هكذا قال السيد الرب قدوس اسرائيل بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمانينة تكون قوتكم فلم تشاءوا }(اش 30 : 15). ان كنا لا نستطيع ان نتحكم فى الظروف الخارجية او الضجيج فيجب ان نسرع لاقتناء الهدوء الخارجي من هدوء الحواس والفكر والقلب وعدم التقلب فى الاراء او السير وراء الاهواء وفى الهدوء نتحدث الي الله ونصغى لصوته الحنون ونقتنى بالإيمان نعمة قيادة الروح القدس لنا ذلك الروح الوديع الهادئ يقودنا فى سلام عبر أمواج العالم ويعطينا الحكمة للعيش فى هدوء { البغضة تهيج خصومات والمحبة تستر كل الذنوب } (ام 10 : 12).{ المحبة تتانى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ }(1كو 13 :  ). ان كثيراً من الصرعات الفردية والجماعية تنشأ من الأنانية ونزعات السيطرة ومحبة الذات واللذات ولهذا نجاهد ونفرح لا لشهوة ننالها ولكن لرغبة غير مقدسة نُخضعها ونسيطر عليها فضابط نفسه خير من مالك مدينة. نصلي ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا ونحيا مذاقة الملكوت من الأن { لان ليس ملكوت الله اكلا وشربا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس} (رو 14 : 17).

الخميس، 20 يونيو 2019

من ثمار الروح القدس (7) الفرح الروحي


                                           

 للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوي
+ أن أهم ما يميز المؤمن الحقيقي هو فرحه في الرب كل حين { افرحوا في الرب كل حين واقول ايضا افرحوا }(في 4 : 4). نفرح بمحبة الله وخلاصة وبعشرته دائما، ونتمتع بمعرفة الله ونحيا حياة القناعة والرضى والشكر لله ونحب الناس رغم ضعفاتهم من محبتنا لله. نحن ابناء الله وورثة ملكوت السموات فلماذا لا نفرح ونحن سائرين في طريق الملكوت وننشر الفرح ونرسم الابتسامة علي وجوه الاخرين ونسعدهم. {افرحوا كل حين} (1تس 5 : 16) علينا إن نثق في الله الذى احبنا ونلقي همومنا علية ونتمتع بمغفرته وقبوله وحنانة ونبشر بخلاصه العجيب
+ المسيحي الممتلئ بالروح القدس، يظهر ثمر الروح فيه ويتمتع بالبشاشة الدائمة، كدليل الفرح الداخلى، فى القلب المُحب والحنون والمرتبط بكل وسائط النعمة على نقيض الحزن والإكتئاب الضار بالنفس والناس والمسبب لليأس. صاحب الوجه البشوش يشع السلام من حولِه، وليس داخل نفسه فقط، بل يعطي التعزية والفرح للقلوب الحزينة ويؤاسهيم ويعزيهم فى ضيقاتهم { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرافة واله كل تعزية. الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله. لانه كما تكثر الام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا ايضا.}( 2كو 3:1-5). حتى الموت الذي يحزن الكثيرين فيه لانتقال أحد الأحبه يعتبره المؤمن عطية من الله ترسحنا من أتعاب الحياة وتدخلنا الي الفردوس لنكون كملائكة الله من أجل ذلك قال القديس يولس الرسول {  ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضاً مَعَهُ.} (1تس 13:4-14). إن الله يستطيع ان يعزينا ويهبنا الرجاء الصالح لنتعزي في الضيقات والأحزان ونعزي المتضايقين والحزاني وننشر روح السلام والفرح والرجاء كل مكان نحل فيه .
+  فى الضيقات نحن لا نفقد سلامنا وفرحنا فى الرب عالمين أن الضيقة تنشئ صبر والصبر تزكية والتزكية رجاء { فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.الَّذِي بِهِ أَيْضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ. وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي الضِّيقَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً. وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً. وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.} ( رو 1:5-5). علينا أن نضع الله أمامنا فتختفى الضيقات ويظهر الرب الذى يمنحنا سلام ويعزينا ويفرحنا { ساراكم ايضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع احد فرحكم منكم} (يو 16 :  2). إن البشوش لا يعيش فى التعب الحاضر، إنما بالرجاء يعيش فى الفرح المُقبل، وانتظار تحقيق وعود الله له.
+ الفرح فى الروح لا يتعلق بكم الأشياء التي نملكها، أو حتى الصحة أو المرض فالمؤمن لا يحزن على فقدان شئ مادى، ولا يشتهى أن يكون له ما لدى الغير من كماليات، بل يفرح بالله أكثر من عطاياه، وبالتالى فلا يوجد لديه الا الشكر لله علي محبته ولا يوجد داخله حقد أو حسد أو غيرة أو كراهية لاحد. بل فى غني بالروح القدس يتعود علي الأكتفاء بما لديه وبايمانه يغني كثيرين ويترك حتى همومه علي الله وأثقا فى عمله العجيب لأنه يثق فى وعده المريح لثقيلى الأحمال ( مت 11 : 28 ). فلنفرح بالرب وخلاصة ووعودة وحفظة لنا وسط الضيقات والتجارب ونثق في الأب السماوي الحنون الذي في محبتة يريد سعادتنا وخلاصنا من اعدائنا ومن ايدي جميع مبغضينا ولنسعد من حولنا ونقدم من شفاهنا الابتسامة ومن لساننا كلام طيب ومن قلوبنا محبة ورحمة وشفقة وبهذا نزرع المحبة والسعادة لنحصدها فى الحين الحسن.

الثلاثاء، 18 يونيو 2019

من ثمار الروح القدس (6) المحبة


                                            

         للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوي
+ ثمار الروح القدس هى نتيجة لعمل روح الله في المؤمنين والتي تظهر في علاقتهم بالله وعلاقتهم وتعاملاتهم مع الأخرين. المحبة هي الثمرة الأولي في جهادنا لاقتناء الفضائل وثمار الروح فينا { وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح إيمان، وداعة تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس{ (غل5: 22، 23). الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. المحبة من الفضائل الأمهات التى تنتج عنها سلسلة من الفضائل الأخرى، فالفرح هو المحبة المتهللة والسلام هو المحبة الهادئة والوديعة وطول الاناة هو المحبة في وقت الشدة واللطف هو المحبة في التعامل مع الغير والصلاح هو المحبة في التصرف والايمان هو المحبة في العلاقة مع الله والناس والوداعة هي المحبة العملية والتعفف هو المحبة في تهذيبها.

+ محبتنا هي ايضا أستجابة إيجابية لمحبة الله لنا. الله محبة وفى محبته أعلن لنا أبوته، وتجسده لاجل خلاصنا، واعطانا روحه القدوس ووعدنا بالحياة الأبدية {لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية}(يو 16:3). ومحبة الله تنسكب فى القلوب بالروح القدس { محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو 5 : 5). وبهذه المحبة يدعونا الله ان نحبه، ونحب بعضنا بعضاً {ايها الاحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله }(1يو 4 :7). علينا أن نتعلم من محبة الله، كيف نحب بعضنا بعض { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا (يو 1 : 34) }. بالمحبة الروحية الطاهرة التى من الله أن نخدم الأخرين كانفسنا ونسعى لخلاصهم { بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً، لأن كل الناموس في كلمة واحدة يُكمل: تحب قريبك كنفسك}(غلا 14:5).
+ الروح القدس كانهار الماء الحي التى تفيض محبة فى داخل المؤمنين ولا يمكن أن تتوقف بل دائمة العطاء فى حكمة ووداعة وتقوى { في اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه} ( يو 37:7-39). الروح القدس يهبنا محبة بغير رياء { في طهارة في علم في اناة في لطف في الروح القدس في محبة بلا رياء} (2كو 6 : 6). من صفات المحبة الروحية أنها تصدق وتحتمل وتصبر وتترفق وتستر { البغضة تهيج خصومات والمحبة تستر كل الذنوب} (ام 10 : 12). المحبة تجعلنا نحيا فى فرح وسلام وأنسجام وتكامل وتجعلنا نثمر وثمرنا يدوم لحياة أبدية {اخيرا ايها الاخوة افرحوا اكملوا تعزوا اهتموا اهتماما واحدا عيشوا بالسلام واله المحبة والسلام سيكون معكم} (2كو 13 : 11).

الاثنين، 17 يونيو 2019

مظاهر الأمتلاء من الروح القدس -5 القوة والحرارة الروحية


مظاهر الأمتلاء من الروح القدس  (5)

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوي
                              
1-  القوة الروحية
+ الروح القدس عندما يعمل معنا يهبنا قوة روحية تهزم الضعف والخوف وقوى الشر الروحية وهو الذى عمل في كنيسة الرسل قديما وكانوا أناس عزل لا حول لهم ولا قوة لكن تحولوا الي قوة روحية جبارة وبقوة نشروا الإيمان.الروح القدس يعمل فينا ويقودنا ويقوينا ويهبنا قوة وحرارة روحية ونعمة ويشترك فى العمل معنا ويهبنا ثماره ومواهبه لخلاص أنفسنا وبنيان الكنيسة. لقد أوصى السيد المسيح تلاميذه أن يمكثوا في أورشليم الي أن ينالوا قوة من الروح القدس ويكون له شهود { فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي} (لو24: 49). {  لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ.} (أع1: 8). وقد أخذ التلاميذ هذه القوة في اليوم الخمسين، وانتشر بها الملكوت. ويقول سفر الأعمال عن كرازتهم { وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع. وتحقق قول السيد المسيح لهم {إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة} (مر9: 1). وخلال عدة عقود في القرن الأول كانت البشارة بالملكوت قد ملأت كل البلاد اليهودية والسامرة والي كل بلاد العالم المعروفة حينئذ. الرسل القديسين لم يخافوا الموت ولا السجن ولا الجلد أو التهديد وكانت لديهم قوة أخرى في تأثير كلامهم على السامعين، وأيضاً قوة آيات ومعجزات وعجائب.
+ وكان الامتلاء من الروح القدس شرطاً لجميع الخدام في الكنيسة حتى الشمامسة ففي اختيار الشمامسة السبعة قال الآباء الرسل لجمهور الشعب {انتخبوا أيها الرجال الأخوة سبعة رجال منكم مشهوداً لهم، ومملوئين من الروح القدس والحكمة، فنقيمهم على هذه الحاجة} (أع6: 3). { فاختباروا اسطفانوس، فإذ كان مملوءاً إيماناً وقوة، كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب} (أع6: 8). وكما عمل الروح الرسل فهو الذى عمل في شهداء الإيمان، وقواهم في مواجهة الأباطرة والولاة والأضطهاد ويعمل فينا لنقول مع بولس الرسول من أجلك نمات كل النهار. وهو الذى منح القوة لأبطال الإيمان لمقاومة البدع والهرطقات وهو الذى عمل ويعمل في الأباء الرهبان القديسين بقوة لترك العالم وأغراءته ليحيوا حياة الزهد والبتولية والصلاة والطاعة لله ووصاياه
+ أننا نحتاج كخدام ومؤمنين لقوة الروح القدس ليعمل فينا ويمنحنا ثمارة ومواهبه { قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء}(1كو12: 11). علينا أن نعمل بروح الله وقوته وليست بقوتنا أو علمنا ومعرفتنا أو بوسائل وطرق عالمية بل يكون لنا شركة مع الروح القدس، ويعمل الروح القدس فينا ومعنا. ويمنحنا قوة المنطق والأقناع والأرادة وهكذا تكون لخدمتنا قوة الروح وبرهان الروح وقوة القداسة التي تهدم حصون الشر وحيل إبليس ومؤمرات الناس الأشرار.
+ إن كنا ضعفاء وخائفين أو مهزومين من الشيطان فهذا دليل علي ضعفنا الروحي وأن روح الله لا يشترك معنا في العمل وعلينا أن نصلي ونطلب بلجاجة وان نتجاوب مع قيادة الروح القدس ولا نعطل عمله فينا ليهبنا نصرة ونجاح ويقودنا فى موكب نصرته. إن فقدنا يوما قوة الروح فيمكننا أن نجدد عمله فينا مرة بالتوبة والصلاة ونشترك في العمل مع الله { يعطى المعيى قدرة يكثر شدة} (أش40: 29). { أخيراً يا أخوتى.. تقووا في الرب، وفى شدة قوته}(أف6: 10).

2- الحرارة الروحية ....
+ الروح القدس يهب حرارة روحية وعندما حل علي التلاميذ والرسل في يوم الخمسين حل عليهم كالسنة من نار والنار تعطي حرارة وأستنارة وطاقة ألهبت قلوبهم وأرواحهم فصاروا حارين في الروح (رو12: 11). فالتهبوا بمحبة الله والناس وسعوا بغيرة روحية من أجل خلاص كل نفس ومعرفتها لربنا يسوع المسيح لقد تغير القديس بطرس بعد حلول الروح القدس عليه من رجل خائف ينكر معرفته بالمسيح الي قوة روحية بعظة واحدة رد أكثر من ثلاثة الاف وقال لرؤساء اليهود { نحن لا نستطيع أن لا نتكلم} (أع4: 20). لقد ألقوا بطرس في السجن، وهددوه وأهانوه.. ولكنه احتمل ولم يستطيع أن يصمت. وبعد اطلاق سراح بطرس ويوحنا من سجنهما. صلى الرسل { ولما صلوا، تزعزع المكان اللذة كانوا مجتمعين فيه، وامالأ الجميع من الروح القدس. وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة} (أع4: 31). لقد كانت الكنيسة تصلي بالروح وكان لصلواتهم مفعولها ونتائجها التي أتت بنفوس كثيرة للمسيح.
+ الإنسان الروحي الذى يعمل فيه روح الله، ينبغى أن يكون حار في الروح وتشمل الحرارة الروحية كل حياته وتوبته وصلواته وخدمته ومحبته لله والغير وكلما فترت محبتنا وحرارتنا علينا أن نشعل حرارة الروح فينا بكل الوسائط الروحية المناسبة ونبتعد عن البرودة الروحية والخطية لقد تابت مريم المصرية وتدرجت من خاطئة تائبة إلى قديسة راهبة تنمو في النعمة، إلى أن وصلت إلى درجة السواح، واستحقت أن يتبارك منها القديس الأنبا زوسيما. كذلك الحرارة الروحية التى تاب بها أوغسطينوس الشاب، حتى أصبح راهباً وأسقفاً، أحد مصادر التأمل الروحى الذى انتفعت به أجيال كثيرة. ويعوزنا الوقت أن نتحدث عن الحرارة الروحية التى تاب بها القديس موسى الأسود، حتى أصبح من آباء الرهبنة الكبار.إن الروح القدس يوقد في القلب ناراً، ويشعله بمحبة الله. وقوة المحبة الإلهية شبهها الكتاب بالنار { مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفئها}(نش8: 7). لذلك كل من يحيا بالروح يمتلئ قلبه بالحب. ويكون الحب في قلبه ناراً. تشتعل في قلبه نار من جهة محبته للناس والسعى إلى خلاصهم. عندما زار القديس مقاريوس الكبير القديسين مكسيموس ودوماديوس ليفتقدهما راي صلاتهم ليلاً كأنها اشعة من نار تخرج من شفاههما، وعندما كان يصلى القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين حتى في صغره كانت أصابعه تبدو وكأنها شموع متقدة.
+ أننا نحتاج لخدام حارين يهتموا بنموهم الروحي وصلواتهم ويهتموا بخلاص كل أحد يلتهب قلبهم بمحبة الله وملكوته. وعندما نصلى { ليأت ملكوتك} نقولها من كل قلبونا ومشاعرنا ونعمل من أجل أنتشار ملكوت الله بحماس روحى يقود الناس إلى الإيمان والتوبة. نسعي للأمتلاء بروح الله والشبع بكلام الكتاب المقدس وتنتقل حرارة الروح منا الي من هم حولنا فالحرارة تبعث الدف في من حولنا ويتلهب قلوبهم بالمحبة كما أنها تنير لنا وتهدينا لنأخذ من نور المسيح، شمس البر ونستنير بالإيمان ونكون ناقلي لنور المسيح العجيب الذى نقلنا من عالم الظلمة الي نوره العجيب.

السبت، 15 يونيو 2019

الروح القدس المعلم والمعزى (4)


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
أولاً:  الروح القدس المعلم....
+ الروح القدس يهب المؤمنين الحكمة والفهم والأستنارة وهو الذى وهب يوسف الصديق ودانيال النبي موهبة الحكمة وتفسير الأحلام والشفافية الروحية. بل حتى فى أعمالنا نحتاج لروح الحكمة من الله للنجاح والتفوق كما منح الله بصلئيل قديما حكمة لصنع أدوات وأواني خيمة الشهادة { وكلم الرب موسى قائلا. انظر قد دعوت بصلئيل بن اوري بن حور من سبط يهوذا باسمه. وملاته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة} (خر 3 : 1-3). ولهذا علينا ان نصلى ونطلب حكمة من الله { وانما ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له} (يع 1 : 5). فروح الله هو روح الحكمة والفهم { ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب }(اش 11 : 2). وقد وعدنا الرب بان الروح القدس هو الذى يتكلم على السنتنا للشهادة للإيمان { فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا بل مهما اعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لان لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس }(مر 13 : 11). الروح القدس يعلمنا طريق الرب ووصاياه وكلامه ويقودنا الى الحق ويهبنا الحكمة لكي نسير في طريق الرب.
+ الروح القدس هو الذى قاد الأنبياء والرسل فى كتابتهم للكتاب المقدس وعصمهم من الخطأ { لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس} (2بط 1 : 21). وهو الذى يعلمنا ويذكرنا بكل تعاليم السيد المسيح {وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى، فهو يعلمكم كل شئ، ويذكركم بكل ما قلته لكم} (يو14: 26). والروح القدس يقودنا الى الحق والإيمان {متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق} (يو16: 13). وهو الذى يوحي للبشر بالرؤى والاحلام والأمور المستقبلية كما تنبأ عنه يوئيل النبي{ ويكون بعد ذلك اني اسكب روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم احلاما ويرى شبابكم رؤى. وعلى العبيد ايضا وعلى الاماء اسكب روحي في تلك الايام.} ( يوئيل 28:2-29) { ويخبركم بأمور آتية}(يو16: 13). والذين  ينقادوا لروح الله يرشدهم وقال القديس يوحنا عن مسحة الروح القدس {وأما أنتم فالمسحة التى أخذتموها منه ثابته فيكم. ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شئ، وهي حق} (1يو2: 27). إن الروح القدس هو المعلم والمرشد. يعلمنا كل شئ، ويكشف لنا الحق ويذكرنا بكل وصايا السيد المسيح.
ثانياً: الروح القدس المعزي....
+ الروح القدس هو الملازم للنفس والموصل للتعزية والصبر والرجاء وقد دعى أسمه المعزى. فالمؤمنين يجدوا منه التعزية { واما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلام وكانت تبنى وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر } (اع 9 : 31).  روح هو الله هو مصدر العزاء لكل المحزونين والمتضايقين ولهذا يقول الرسول بولس { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرافة واله كل تعزية. الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله. لانه كما تكثر الآم المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا ايضا.}( 2كو 3:1-5). الروح القدس يهب الفرح للمحزونين والصبر للمتضايقين والرجاء للبائسين والسلام للمجربين والإيمان والقوة للضعفاء والساقطين. وهو الذى يبكت الخاطئين ليتوبوا ويرجعوا لله وهو معلم ومعطي الحكمة للجهال وفيه لنا الرجاء كل حين { وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس}(رو 15 : 13). فليتنا نطلب منه عزاءنا كل حين، أمين
الروح القدس والتجديد.....
ثالثاً : الروح القدس واهب التجديد...
+ أن التجديد والنمو دليل حياة الكائن الحي وتطوره للأفضل. والإنسان عليه أن يؤمن بمحبة الله المعلنة فى المسيح يسوع ربنا بالروح القدس والتى تهب لنا بالمعمودية نعمة البنوة لله وغفران الخطايا والإستنارة الروحية. وبالتوبة المستمرة تجدد الذهن ليرفض المؤمن الفكر الشرير والماضي الخاطئ وينطلق في حياة البر والتقوى الى أفاق المستقبل والحياة الأفضل. وهذا من عمل الله بروحه القدوس واهب الحياة الذى يؤازر جهادنا الروحي { ترسل روحك فتخلَق، وتُجدّد وجه الأرض} (مز 104: 30). المؤمن يصلي الى الله ويعترف بضعفاته ويتوب عنها ويكتسب عادات إيجابية جديده ويسعي فى عمل الخير ويستجيب وينقاد لعمل الروح القدس وإرشاده لهذا يدعونا الكتاب المقدس على البعد عن السلوك كأهل العالم ويحثنا علي معرفة إرادة الله الصالحة وتنفيذها فى حياتنا { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة} (رو 12 : 2).
+ الروح القدس هو الذى يغير القلب والفكر والروح ليكون لنا فكر المسيح، فنسلك فى محبة الله وطاعة وصاياه بنشاط وفرح وتدقيق { وأعطيهم قلبا واحدا وأجعل في داخلهم روحا جديدًا، وأنزع قلب الحجر من لحمهم، وأعطيهم قلب لحمٍ} (حز 11: 19). لقد أدرك داود النبي حاجته الى التغيير فصلى قائلا { قلبا نقيًّا اخلق فيَّ يا الله وروحا مستقيما جدّده في أحشائي}(مز 51: 10). ونحن نحتاج  لعمل الله بروحه القدوس ليجدد شبابنا الروحي.{ واما منتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون اجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون} (اش 40 : 31). الروح القدس يهبنا القوة والحكمة لنواصل مسيرة الحياة فى جد ونشاط ، فنحافظ على إيماننا الأقدس المسلم لنا بالروح القدس من خلال الكتاب المقدس بالاباء الرسل القديسين ونبني عليه حلول للمشاكل المعاصرة، حتى يكمل جهادنا لنصل تجديد الخليقة بمجئ السيد المسيح الثاني فننعم بالسماء الجديدة والأرض الجديدة (رؤ 21: 1)
+ الله يدعونا الى النمو في الحياة الجديدة التي توهَب لنا خلال عمله الخلاصي ويريد لنا الخلاص ومعرفة الحق والسلوك فى طريق الخير والحياة { لا تذكروا الأوليات، والقديمات لا تتأَمَّلوا بها، هأنذا صانع أمرا جديدا. الآن ينبت. أَلا تعرفونهُ؟ اجعل في البرية طريقا، في القفر أنهارا} ( أش43: 18-19). الله  يريدنا أن نخلع الإنسان العتيق بأعماله وننشغل بالحياة الجديدة التي تنبت فينا. إنه يجعل في البرية طريقًا، وفي القفر أنهارا. ما هو هذا الطريق الا السيد المسيح الذى قال {أنا هو الطريق والحق والحياة } (يو 14: 6). ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا لكي يدخل بنا إلى ملكوته. والأنهار التي يريد الله تتفجر فى حياتنا القفرة هي ينابيع الروح القدس التي تحول قلوبنا الى فردوس للسلام والمحبة والفرح فتصبح مسكن لله القدوس.

الخميس، 13 يونيو 2019

الروح القدس نبع الأرتواء والقداسة - 3



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

1- الروح القدس والشبع الروحي
+ لقد شبه السيد المسيح له المجد، الروح القدس فى فعله بانهار الماء الحي الذي لا ينضب ومن يؤمن بمحبة الله المعلنة في المسيح يسوع ويجاهد بالإيمان العامل بالمحبة ويقبل الروح القدس ويشعل قلبه بمحبة الله وكلامه المقدس يحل في داخله كانهار الماء الحي للأرتواء والشبع والتقديس والفرح والسلام { وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه} (يو 37:7-39). أن الله الذى أخرج  قديما للشعب فى عطشه ماء من الصخرة، والصخرة تابعتهم فى ترحالهم، هو قادر وسط صحراء الحياة القاحلة ان يهبنا الشبع والارتواء ليس من أبار العالم المشققة بل من روحة القدوس. ارتواء لا من غنى العالم وملذاته وشهواته بل من ثمار ومواهب وعطايا الروح القدس. إن عطايا الله تنتظر من يريدها، عطشنا وجوعنا إلى الله وحياة البر يؤدى إلى الارتواء والشبع بروح الله كنبع لا ينضب. نسعى للامتلاء بالروح من خلال وسائط النعمة التي فى كنيسته المجيدة كقول الرب للمرأة السامرية { من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد} (يو4: 13، 14). بالروح نشبع بالمحبة الإلهية { محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا }(رو 5 : 5) والروح القدس يهبنا سلام الله الذى يفوق كل عقل.
+ نصلي من كل قلوبنا ليشبع الله نفوسنا الجائعة للمحبة والفرح ويمنحنا سلامه الكامل كثمرة من ثمار الروح القدس ويروى نفوسنا العطشي الي المعرفة الحقيقية والأمتلاء الروحي والدخول الي عمق المحبة والراحة والسكينة، نصلي من أجل كل نفس جائعة الي المحبة  وتبحث عن الشبع والأرتواء فى آبار العالم المشققة التي لا تضبط ماء، ولا تروى بعد العناء بل كل من يشرب منها يعود عطشان ويحيا الندم والحرمان. نقول لكل العطاشى تعالوا أشربوا بلا ثمن من ينابيع الروح القدس فتنفجر فيكم طاقات المحبة الخلاقة وتفرحوا بالنعمة الغنية. ننادي للبعيدين والقريبين ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب الصالح الذى يغدق علينا مراحمة المتجددة كل صباح.
 2- الروح القدس واهب القداسة
+ لقد دعانا الله القدوس ان نكون له أبناء وبنات قديسين فى كل سيرة لننال المواعيد العظيمة والسماء وأمجادها ونسلك فى حياة الجهاد الروحي وبالإيمان العامل بالمحبة نطهر ذواتنا من كل دنس { اذ لنا هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله}(2كو 7 : 1). وعلينا أن نصلى كل حين ليحل فينا الروح القدس ويقدسنا فلا تكون لنا شركة في أعمال الظلمة { فلا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة، بل بالحرى بكتوها} (أف5: 11). لقد دعانا الله الي حياة القداسة، والروح القدس هو الذى يعمل لقداسة المؤمنين وهو العامل فى تقديسنا الأسرار الكنسية، فبالمعمودية نصير ابناء لله وبالميرون نتقدس ويحل علينا روح الله بثمارة ومواهبة وعلينا . وفى سر التوبة والأعتراف نجد الروح القدس يبكتنا على الخطية لنتوب عنها باستمرار، فتكون سيرتنا حسنة وقلوبنا وحواسنا نقية وأعمالنا صالحة ترضي الله وهكذا فى بقية الأسرار الكنسية يقدس روح الله المؤمنين { كاولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم. بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة. لانه مكتوب كونوا قديسين لاني انا قدوس.} ( 1بط 14:1-16).
+ الروح القدس يجدد طبيعتنا العتيقة بنعمته { لا باعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس }(تي 3 : 5). ويكون لنا فكر المسيح { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة }(رو 12 : 2). المؤمن كعضو فى جسد المسيح وكنيسته المقدسة يتغذى ويثبت في المسيح بسر الأفخارستيا. الروح القدس يطهرنا من كل دنس وخطية بالتوبة المستمرة من ناحيتنا وبنعمة الله وأنقيادنا للروح القدس ولهذا نصلى فى القداس الالهي قائلين " صيرنا أطهارا بروحك القدوس" وعلينا أن نسلم ذواتنا وننقاد للروح القدس حتى يقوم بتطهيرها وتنقيتها فتصبح الخطية مكروهة لدينا.
+ الروح القدس يهبنا ثمارة ومواهبه وهو قادر أن يعطينا حكمة وقداسة ومحبة وسلام وفرح ونمو دائم ومستمر لنصل الي القداسة التي بدونها لن يعاين أحد الله. وعلينا أن ننقاد لروح الله فى فكرنا وسلوكنا وأعمالنا لكي ننجو من الدينونة ونرث الملكوت السماوى { اذا لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت. لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله. اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب. الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه.} ( رو 1:8-2، 14-17). إن الروح القدس هو المعلم الإلهي والمرشد الأمين للنفس البشرية وقائدنا الحكيم نحو القداسة وهو المعزي فى الأحزان والتجارب وهو الذى يعلمنا كل شئ، ويكشف لنا الحق ويذكرنا بكل وصايا السيد المسيح. الروح القدس كنار تحرق الخطايا وتنقى المؤمنين وتهبهم حرارة وإيمان ويقين ويهب المواهب للمؤمنين من أجل بنيان الكنيسة وخلاص أعضائها وتقديسهم ونوالهم الحياة الأبدية.
+ نصلي طالبين من الأب السماوى القدوس بنعمة أبنه الوحيد يسوع المسيح ربنا أن يهبنا روح القداسة والبنوة والحكمة، يقودنا فى حياة التوبة والأعتراف ويحثنا علي حياة الفضيلة والبر. أننا مدعوين الي القداسة وبدون نعمة الله الغنية وعمل روحه القدوس فى الأسرار المحيية وفى حياتنا لن نستطيع شيئاً ولا يمكننا أن نصل الي الكمال المسيحى أو ندخل السماء وأمجادها. ولان أبانا السماوى قدوس فقد دعانا أن نكون قديسين فى كل سيرة  لهذا نصلي ونجاهد لننال المواعيد الثمينة { فاذ لنا هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله} (2كو 7 : 1). نسير فى حياة القداسة التي بدونها لن يري أحد الرب طالبين كل حين عمل روح الله القدوس وقيادته لنفوسنا ونصلي من أجل قداسة كل عضو فى الكنيسة ليتمجد أسم الله القدوس، أمين.

الثلاثاء، 11 يونيو 2019

الأمتلاء من الروح القدس (2) كيف نمتلي بالروح القدس



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
                      كيف نمتلي بالروح القدس
1- أهمية الإيمان والتوبة المستمرة
 + حياة الإيمان والتوبة والأعتراف شرط أساسي لقبول الروح القدس، والأمتلاء منه وكما قال الكتاب { تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ} (أع 2: 38). الروح القدس هو روح القداسة والحكمة فهو لا يسكن في النفوس الساعية بالمكر أو مستعبدة للخطية { ان الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحل في الجسد المسترق للخطية } (حك1 : 4). فعدم ترك الخطية هو أحد أسباب عدم الامتلاء بالروح القدس. إن المرنم يقول: {إِنْ رَاعَيْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لا يَسْتَمِعُ لِيَ ٱلرَّبُّ} (مزمور 66: 18). الروح القدس هو الذى يبكتنا ويعطينا روح التوبة والصلاة والعلاقة الواثقة بالله ويعزينا فى ضيقاتنا ويعلمنا ويقودنا {واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم }(يو 14 : 26). علينا أن نصلى بروح التواضع والإيمان ليحل علينا روح الله القدوس ويقودنا من أجل بنيان الكنيسة وخلاص النفوس. ونعمل ونصلي من أجل أن نثمر ثمر الروح ونقراء الكتاب المقدس بتواضع لنتعلم ونقدم ذواتنا كأوانى مقدسة لروح الله ليعمل فينا ويتجدد دأخلنا يوما فيوم { قلبا نقيا اخلق في يا الله وروحا مستقيما جدد في داخلي} (مز 51 : 10).

  +  التوبة تجدد عمل الروح القدس فى القلب... وفى حالة الذين يعتمدون كبار لابد من  الإيمان الحي بالمسيح وقبوله والاعتراف به وكذلك لابد من توفر التوبة وتغير الفكر وتغير إتجاه الحياه من محبة الخطية ومحبة العالم والرجوع بقلب صادق إلى المسيح المخلص لنوال نعمته وخلاصه ونوال عطية الروح القدس. أما فى حالة كل من اعتمد فى طفولته فإن الروح يدعوه ويناديه أن يتوب ويرجع بكل قلبه إلى المسيح الذى صلب من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرناـ {ومتى جاء المعزى يبكت على خطية} (يو8:16). وهكذا فإن الروح القدس يكشف للنفس محبة المسيح الفادى على الصليب ويوبخ القلب على ابتعاده وعدم إيمانه. والذى يسمع نداء الروح ويقبل فإن الروح القدس يجدد حياته بالتوبة. وبالإيمان يكشف له مجد الرب يسوع فيتعرف على المسيح ويعرفه معرفة شخصية ويصبح المسيح بالنسبة للإنسان التائب شخصًا حي حقيقي يستطيع الإنسان أن يحبه ويثق برعايته ومحبته وقدرته ويستطيع أن يسلّم له كل الحياة لكى { مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي} (غل2 :-20). يقول القديس أنطونيوس (لأن الروح القدس المعزى المأخوذ فى المعمودية يعطينا العمل بالتوبة ليردنا ثانية إلى رئاستنا الأولى ).
2-  الصلاة والأمتلاء من الروح ... أن نعمة الروح القدس تعمل مع من يعمل وتعطي لمن يطلب بصدق ولجاجة ويهب الله الروح القدس لنا بقدر لجاجتنا في الصلاة { وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. فَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ أَبٌ يَسْأَلُهُ ابْنُهُ خُبْزاً أَفَيُعْطِيهِ حَجَراً؟ أَوْ سَمَكَةً أَفَيُعْطِيهِ حَيَّة بَدَلَ السَّمَكَةِ؟.أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَباً؟. فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَه.} (لو 10:11-13) علينا أن نصلي بإخلاص ونية صادقة ليعلن لنا الله كل طريق باطل في حياتنا وننقى ذواتنا من الخطية ليظهر نور قداسته فينا. ونمو متواصل في حياة الروح. نجوع ونعطش إلى البر (متى5: 6)، نشتاق إلى كل ما يغذى اروحنا ونصلى ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا { اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم} (1كو 3 : 16) ونطلب أن يقودنا روح الحكمة والفهم والمشورة ومخافة الرب فننال حكمة من الله فى الكلام والعمل ونجد نجاح وبنيان وشبع وارتواء. نحمل ايضا صليبنا بفرح وتسبيح ونتبع مخلصنا الصالح الذى يقودنا فى الطريق حتى ينقلنا الى الفردوس فان الروح القدس هو الذى يقيم أجسادنا المائتة لنقوم باجساد نورانية روحية ممجدة { وان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم} (رو 8: 11) . الروح القدس إذاً هو مصدر غني وشبع حياتنا الروحية ونموّها المستمر، إلى أن نصل المؤمن الي السماء وننال النصيب الأبدي المعيَّن لأولاد الله.
3- المحبة وسلامه الهدف ..... يجب أن يكون هدفنا من الأمتلاء من الروح القدس هو محبة الله والقداسة التي بدونها لن يري أحد الرب. أن يتمجد الله فينا ويعلن لنا مجد الله وملكوته الأبدي. لقد كان "دهن المسحة" الذي يرمز به للروح القدس مخصَّصاً لمَسْح الهيكل وأوانيه، لتكون «مكرسة لله» كما كان مخصصاً لمَسْح هارون وبنيه لتقديسهم لخدمة الله. ونحن بعد المعمودية ندهن بزيت الميرون المقدس لنصير مقدسين ومخصصين لله وعلينا أن نكرس فكرنا وأعمالنا وحياتنا وسلوكنا لله. الروح القدس يعطي ثمار ومواهب وخِدَم وأعمال متنوِّعة يهبها الروح القدس للمؤمنين. ويعطي الروح القدس لكل مؤمن ما يريد الروح أن يعطيه، فلا يوجد مؤمن يمتلك كل المواهب، كما لا يوجد مؤمن بلا مواهب. ومن هذه المواهب ما هو خاص بالخدمات الاجتماعية والتدبيرية (رو 12: 8 و1كو12: 28) ومنها مواهب تعليمية وتنظيمية (أف 4: 11) ومنها مواهب روحية. بل وأعطى الله للجميع مواهب طبيعية. ويجب أن نستخدم كل هذه بغير كبرياء ولا أنانية. فعندك موهبة يحتاج إليها غيرك، لأنها ليست عنده، وأنت تحتاج إلى خدمة موهبة عند أخيك وليست عندك. وهكذا نخدم بالمواهب بعضنا بعضاً، بلا مصالح أو أهداف مادية أو تسلط أو تكبر بل من أجل مجد الله وخدمة الكنيسة ومؤمنيها.

4- الإنقياد لروح الله ... علينا أن نطيع روح الله وننقاد لعمله فينا حين يحثنا علي الأمتناع عن شئ أو يدفعنا أو يحثنا لعمل ما فلا نحزن روح الله أو نطفأه بعد أستجابتنا لعمله { لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله} (رو14:8). فالذين يعيشوا بروح الله ويسلكوا بالروح هؤلاء هم أبناء الله. فالروح القدس كما وعد المسيح يرشدنا إلى جميع الحق لأنه يأخذ مما للمسيح ويخبرنا (يو13:16،14). أى يرينا ويكشف لنا حتى نسلك ونفكر ونتصرف بحسب إرشاد الروح. والروح القدس يعلّم أولاد الله ويرشدهم لمعرفة أسرار ملكوت الله. ليست معرفة مادية أو نظرية، بل معرفة الاختبار الحي بارشاد الروح القدس وإعلانه هذه هى معرفة الروح القدس الحقيقية. هذه المعرفة التى يقول عنها يوحنا الرسول {وأما أنتم فالمسحة التى أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شئ وهى حق وليست كذب ، كما علمتكم تثبتون فيه} (1يو27:2(. فالروح القدس يعلن لنا ربوبية المسيح فى قلوبنا لنعترف به ربًا وإلهًا ومخلصًا، مصلوبًا ومقامًا لأجلنا، وهذا هو أساس الإيمان بالمسيح. وهو الذى يرشدنا إلى جميع الحق أى إلى كل ما يتصل بالخلاص والحياة الأبدية وكل أمور ملكوت الله وعمل الله فى كنيسته وفى الخليقة ويرشد إلى الحق والسلوك فيه. وهذا ما قصده الكتاب {لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله }( رو 12:8) . نسلك حسب الروح ونميت شهوات الجسد بقوة الروح القدس { لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون } (رو13:8). الروح القدس يرشد المؤمن ويحثه لكى يسلك حسب وصايا الله ـ وكون الروح القدس يرشدنا ويعلمنا ويقودنا فى الإيمان والسلوك، فهذا لا يعنى أننا لا نحتاج إلى ارشاد المرشدين وتوجيه الآباء الروحيين لأننا فى أمور كثيرة يمكن ان ننخدع بدوافع جسدية ذاتية ويختلط علينا الأمر، هل الصوت الذى فى قلوبنا هو من ذواتنا أم من الروح القدس. ونحتاج بكل تأكيد إلى المرشد الذى يرشدنا بالروح القدس ويساعدنا فى الطريق الروحى وهنا تظهر أهمية الاعتراف والارشاد الروحى الذى استلمناه فى تقليد الكنيسة  ووصية الإنجيل {أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابًا لكى يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لأن هذا غير نافع لكم} (عب17:13).