نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

شعر قصير - 32 عمل الخير

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
"بكلامك تتبرر "
بكلامك تتبرر و بكلامك تدان
حصن لسانك وأضبطه تنصان
لسانك حصانك أن صنته صانك
ولو أطلقت له العنان كمان تنهان
خليك لطيف قابل الشر بالإحسان
تجد نعمة عند الناس والرحمان
الرحمة تفتخر فى الحكم لدى الديان
أغفر للناس يغفرلك ربك ولا تدان
........
(2)
"أبي انت"
أبى انت والهي وربي العظيم
دعوتنى للبنوة وفى نورك أقيم
تحب وتبذل وتعطي كآب رحيم
فانت سر حياتي وبحبك أهيم
فاغفر لي جهلي وقلبى السقيم
هبني أستقامة قلب وعقلا فهيم
أتبع خطاك وأسلك دوما أبناً كريم
........
(3)
" عمل الخير "
متقصرش فى عمل الخير
ولا تحزن قلب محتاج وفقير
اللى بيزرع خير راح يلاقاه
ولو لقيت انسان ضعف أوذل
بالوداعة أستر وعدى ولا تمل
زي ما تحب أني الناس يعملوك
عاملهم كوصيه من الله ابوك
هو لعمل الخير دائما يدعوك
.....
(4)
"ثمر الروح "
روحك يارب يقدر، يقودنى دوما للخير أفكر
يسند بحكمة منك أدبر وحياتى معك تثمر
محبة لك وللناس تدى فرح وأنسجام ووئام،
لطف وطول أناة وصبر فى العمل والكلام
إيمان يدوم مع الأيام ووداعة تكسب الأنام
عفة حواس وقلب يضبط الجسد حتى للتمام
جهاد بالروح يوصل للسماء كمدينة السلام
......
(5)
"الإيمان العامل بالمحبة"
خميرة صغيرة، بتخمر كل العجين،
وصداقة معثرة ممكن تفسد الصديقين
لازم نحيا كحكماء لخلاصنا حريصين
على رجاء نحيا إيماننا الأقدس بيقين
بالإيمان العامل بالمحبة نحيا مثمرين
نبعد عن الشر ونكون الروح منقادين
بالصلاة والصوم والسهر نحيا مجاهدين
بالنعمة فى طريقنا نعيش دائما فرحانين
للسماء وامجادها بالإيمان نكون ناظرين
....

الأربعاء، 24 أغسطس 2016

شعر قصير -31 نعمة غنية


للقمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
"نعمة غنية "
بنعمة غنية منك يا قدوس يا بار
أخترت الخاطية واللص والعشار
غيرت عبيد للشر وجعلتهم أحرار
بأبوة فريدة أديتنا نعيش الاسرار
أديتنا بنوه وروح قدسك نور ونار
يحرق كل خطية ويرشدنا كفنار
نسبح فضلك، ونحبك بكل أصرار
روحك يثمر فينا ونحيا فى الانوار
.....
(2)
"أنر عيون قلبى "
أنر عيون قلبى وروحي يارب
خلينى أحيا الإيمان لك فى حب
أعمل ارادتك فى طاعة من القلب
أسير معاك حتى لو يطول الدرب
أذوق حنانك يا أطيب واعظم أب
يقوى رجائي فى الطريق الصعب
بعد الآلام قيامة معاك ومجد وقرب
.....
(3)
"خلاني سعيد "
انا كنت ميت بالخطيه، عايش بعيد
إبليس خلاني ليه خاضع من العبيد
الله الغني فى الرحمة يحيي ويعيد
الروح فى الميت ويخلق من جديد
حنانه أقامنى وقبلنى وخلاني سعيد
بنعمة خلصنى من الآسر بحب فريد
وروحه بيقودنى للخير دوما للمزيد
....
(4)
"روحك معايا "
برحمة الهي وحبه انا مش بعيد
ولا فى حزني وخوفى متروك وحيد
حنانه وروحه خلاني محبوب وفريد
روحك يارب يجدد الحب والمواعيد
ويدينى عزاء وسلام وفرح جديد
إيمانى وحبى يوم عن يوم لك بيزيد
قلبى هيكل لروحه وصلاتي كنار تقيد
.....
(5)
"جسد واحد "
أسمك القدوس يارب دُعي علينا
بحكمتك ونعمتك تقودنا وتهدينا
بوداعة وتواضع نسلك يا فادينا
نحتمل فى محبة، نقتدى براعينا
نبنى كجسد واحد ونكمل بعضينا
مهما واجهتنا رياح وهاجت علينا
بقوتك ننتصر ونوصل يارب للميناء
......

الاثنين، 22 أغسطس 2016

القديسة مريم العذراء وكرامتها (3)

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
القديسة مريم فى الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة
+ القديسة مريم العذراء ذكرها الكتاب المقدس باكرام واجلال وجاء عنها الكثير من الرموز والنبوات فى العهد القديم ولها كرامتها الفريدة فى العهد الجديد فهى والدة الاله الكلمة المتجسد، المملؤة نعمة، القديسة الشفيعة التى قام السيد المسيح بعمل اولى معجزاته فى عرس قانا الجليل بطلبتها وهى توصينا دائما ان نطيع وصايا الله {قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو 2 : 5). انها المراة التى تنبأ عنها سفر التكوين بان نسلها يسحق راس الحية القديمة ابليس {واضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك ونسلها هو يسحق راسك} (تك 3 : 15). وهى العذراء الدائمة البتولية { ولكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل} (اش 7 : 14). وهى القديسة التى حل الروح القدس عليها وقدسها وملائها نعمة وبصوت سلامها على اليصابات امتلات اليصابات من الروح القدس { فقامت مريم في تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا. ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات. فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلات اليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك.فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي.فهوذا حين صار صوت سلامك في اذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني.فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب. } (لو 1 : 39-45). ومن سفر التكوين الى سفر الرؤيا نرى رموز واشارات عن القديسة مريم { وظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكب} (رؤ 12 : 1).
+ والعذراء مريم لها كرامتها فى تقليد الكنيسة منذ العصر الرسولى ، فهى الإنسانة الوحيدة التى أنتظر الله آلاف السنين حتى وجدها ورآها مستحقة لهذا الشرف العظيم بان يتجسد منها الله الكلمة هذا الشرف الذى شرحه الملاك جبرائيل بقوله { الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله}(لو35:1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس {بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقتِ عليهن جميعاً } (أم29:31). وعلى الصليب عهد بها السيد المسيح الى يوحنا الحبيب { ثم قال للتلميذ هوذا امك و من تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته} (يو 19 : 27) فلو كان لها ابناء أخرين كما يدعى البعض لكانوا اجدر واحق برعايتها. واذ صارت العذراء اما للرسل فهى أمنا لنا نحن الذين امنا على ايديهم . وما أكثر الالقاب التى اطلقها الاباء على القديسة مريم بما تحمله من مدلولات روحية مستمدة من الكتاب المقدس ، فهى السماء الثانية ، الحمامة الحسنة ، دائمة البتوليه ، شورية هارون ، سلم يعقوب ، الملكة القائمة عن يمين الملك كما جاء فى المزمور {قامت الملكة عن يمينك ايها الملك} (مز9:45). والدة الاله وهذا اللقب ثبتته الكنيسة باجمعها فى مجمع افسس 431م كما جاء فى الإنجيل {فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي } (لو 1 : 43). ونقول عنها فى التسبحة ان الاب تطلع من السماء فلم يجد من يشبهك ارسل وحيده اتى وتجسد منك . ولقد بنيت اول كنيسة على اسم القديسة مريم فى مدينة فيلبي فى عصر الرسل لاكرام العذراء التى بصلواتها انحلت ابواب السجن الحديدية واخرجت القديس متياس الرسول من السجن .
+ من اجل كرامة العذراء والاقتداء بها وتطويبها نهتم باكرامها ومدحها فى التسبحة اليومية والقداسات ففى القداس الالهي يجرى ذكر تطويب العذراء فى أكثر من مرة ففى لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنسى للعذراء ومطلعه ( السلام لمريم العذراء الملكة ونبع الكرمة ) عند رفع بخور البولس: يقال فى الأعياد وأيام الفطر لحن: (هذه المجمرة الذهب هى العذراء وعنبرها هو مخلصنا ، قد ولدته وخلاصنا وغفر لنا خطايانا).وفى مقدمة قانون الإيمان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة الآلة فى التقليد الكنسى، بعد انعقاد مجمع أفسس مباشرة سنة 431م، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهى ومقاومة البدع. وهكذا أضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا المجمع فى مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: (نعظمك يا أم النور الحقيقى...). وبعد صلاة الصلح وقبل قداس المؤمنين نطلب شفاعة امنا العذراء ونقول "بشفاعة والدة الاله القديسة مريم يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا". كما أنه فى مجمع القديسين نطلب شفاعة العذراء مريم على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة فى صلاة المجمع، فنحن نؤمن اننا كنيسة واحدة سواء من انتقلوا او يجاهدوا ليكملوا وينتصروا نصلى بعضنا من أجل بعض .

فضائل فى حياة العذراء مريم .
+ التواضع فى حياة القديسة مريم ... التواضع صفة محبوبة من الله والناس { لان قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يمجد} (سير 3 : 21). { يقاوم الله المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة} (يع 4 : 6). والعذراء القديسة مريم رغم ما نالته من حظوة وكرامة لدى الله { دخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء... وها انت ستحبلين و تلدين ابنا وتسمينه يسوع.هذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه.ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا. فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو28:1،31-35). بعد هذه الكرامة نراها تجاوب الملاك { فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك}( لو 38:1 ). وبعدما قال لها الملاك عن حبل اليصابات قامت مسرعة لتخدمها وعندما التقيا، امتلات اليصابات من الروح القدس وقالت لها من اين لى هذا انت تأتى ام ربى اليٌ وسبحت العذراء الله { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي.لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس} ( لو 46:1-49). احتملت العذراء فى تواضع الكرامة وسوء الظن من البعض فى تواضع عجيب وتسليم كامل لمشيئة الله . منذ طفولتها وحتى نهاية حياتها على الارض فى صمت الاتقياء { واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها} (لو 2 : 19).
+ الإيمان والصلاة .... ظهر ايمان العذراء مريم فى العديد من المواقف فى حياتها ، فلم يحدث لعذراء غير متزوجة قبلها انجاب طفل ولكن كان للعذراء الايمان القوى الذى به اجابت به الملاك ليكن لى كقولك حتى ان اليصابات طوبتها على هذا الإيمان قائلة لها { فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب} (لو 1 : 45). لقد كان للعذراء الايمان العمق والصلوات الدالة على علاقتها القوية بالله والكتاب المقدس حتى ان تسبحتها الحلوة عقب زيارتها لاليصابات كانت عبارة عن ايات من العهد القديم { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه.صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين.عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة. كما كلم اباءنا لابراهيم و نسله الى الابد} (لو46:1-55). وعند الصليب وقفت العذراء الام تتأمل بايمان تتميم عمل الخلاص وسيف الألم يجتاز قلبها كما سبق وانبائها سمعان الشيخ عندما كان يسوع المسيح ابن اربعين يوما وكانت تقول ( اما العالم فيفرح بقبوله الخلاص واما احشائى فتلتهب عند نظرى الى صلبوتك الذى انت صابر عليه يا ابنى والهى). وظهر ايمانها فى طاعتها وتسليمها عندما خدمت فى الهيكل وهى طفلة وفى خضوعها عند سن البلوغ وذهابها الى بيت يوسف النجار بامر الشيوخ حيث كانت يتيمة الابوين ، وفى ذهابها الى مصر مع يوسف النجار وفى طاعتها لامر السيد المسيح بان تحيا فى رعاية القديس يوحنا الحبيب.
3 – العذراء وحياة الطهارة .. لقد عاشت العذراء حياة الطهارة والعفة منذ طفولتها فى الهيكل وكما تلقبها الكنيسة بحق العذراء كل حين، ولتنظروا حتى الى ثيابها المتشحة بها فى كل الظهورات حتى بعد صعودها الى السماء، مكتسيه بحلل البهاء ومتسربلة بثياب من نور رمزا لطهارتها وعفتها. وعندما راي القديس يوسف النجار حبلها واذ كان رجلا بارا واراد ان يخليها سراً فمن أجل اظهار برائتها ظهر له ملاك الرب مدافعا عنها { ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس} (مت 1 : 20). وحسب التقليد الكنسي فان الذى رفع يديه ليعترض جسدها فى الطريق الى القبر فى عدم أحترام لها قطع يديه ملاك الرب مدافعا عن قداستها ولما صرخ نادما أعادها له الرسل بمعجزة . فحرى ببناتنا ان يتخذن من العذراء شفيعة وقدوة فى الطهارة النابعة من محبة الله والتأمل فى كلامه وحفظ وصاياه والعمل بها .
كرامة القديسة مريم العذراء.
+ اننا اذ نكرم العذراء القديسة مريم ونطلب شفاعتها عند الله ونصوم باسمها فهذا من قبيل الأكرام وليس العبادة اطلاقاُ فالسجود والعبادة لله وحده {للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد } (مت 4 : 10). فصومنا وصلواتنا مقدمة لله القدوس ونحن نكرم الله فى جميع قديسه الذي قال للرسل الذى يرزلكم يرزلنى والذى الذى يكرمكم يكرمنى والذى يكرمنى يُكرم ابى الذى ارسلنى. ونحن نتعلم من فضائل القديسة مريم كام روحيه لنا { اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7). العذراء بمحبتها وحنانها تطلب عنا وقد اختبارنا دالتها وصلواتها المستجابة عنا، ونحن فى الكنيسة القبطية عبر تاريخها الطويل نتمتع بامومة ورعاية وشفاعة امنا القديسة مريم وظهوراتها المتكررة فى مصر على المستوى العام او معجزاتها وظهوراتها على المستوى الفردى تشهد لصحة إيماننا وقوة شفاعتها الدائمة عنا .
+ الاصوام كلها نقدمها لله زهدا ونسكا وتفرغا من الأهتمام بملاذ الجسد لنتقوى فى الروح ونهتم بغذاء ارواحنا ، ويقال ان هذا صوم القديسة مريم صامه آبائنا الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول من التبشير فى الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم: (أريد أن أرى أين دفنتموها!) وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فإبتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا... فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسري حتى أعلن لهم الرب صعود جسدها الى السماء واصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي. ولقد مارس صوم القديسة مريم اولا بعد ذلك العذراى والرهبان وبعد هذا صامه الشعب كله وقننته الكنيسة كصوم عام بعد ذلك ، وكم نحن نحتاج الى الصوم والصلاة فى كل حين { صالحة الصلاة مع الصوم و الصدقة خير من ادخار كنوز الذهب} (طوبيا 12 : 8). فاذ لنا اعداء مقاومين لابد ان يكون لنا الركب المنحنية والايدى المرفوعة بالصلاة لنشبع بمحبة الله وننتصر على اعدائنا الذين قال عنهم السيد المسيح { هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم} (مر 9 : 29). فالصوم فترة للنهضة الروحية والشبع بكلمة الله { فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله }(مت 4 : 4).كما أننا فى شهر كيهك نسهر ونسبح الله ونكرم القديسة مريم بذكصوليجيات وتماجيد لانها ولدت لنا مخلص العالم كله كما قالت فى تسبحتها ان جميع الاجيال تطوبها.
+ طوباكى ايتها الشفيعة المؤتمنة التى خدمت البشرية كلها وعوضا عن مخالفة أمنا حواء للوصية، أطعتى انت ايتها القديسة مريم وقدمتى كحواء الجديدة والثانية لله شعبا مستعدا من قبل طهارتك، وكنتِ وستبقي على مدى الاجيال أمنا مكرمة تطوبك جميع الأجيال فانت قدوة للعذارى ومعلمة للفضيلة للجميع وانت أمنا الحنون التي نتلجأ اليها فى ضيقاتنا لترفعى معنا الصلاة وتطلبى عنا من الرب ليغفر لنا خطايانا ويقوى ايماننا ويحفظ كنيستنا رعاة ورعية.

الأحد، 21 أغسطس 2016

القديسة مريم الدائمة البتولية ... (2)

للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

+ تؤمن الكنائس الارثوذكسية والكاثوليكة بأن مريم العذراء دائمة البتولية فهى لم تعرف رجلا قط كل أيام حياتها بمعنى العلاقة الزوجية والجسدية بين الأزواج، فقد كانت مريم عذراء قبل الحبل بيسوع المسيح وأثناء الحبل بيسوع وظلت عذراء بعد ولادة يسوع المسيح حتى آخر يوم فى حياتها على الأرض. فهى "الدائمة البتولية" aeparthenos، كما أعلن المجمع المسكوني الخامس المنعقد في القسطنطينية في العام 553م. لهذا لقب أباء الكنيسة القديسة مريم بالعذراء والدائمة البتولية. وقد يتساءل البعض عما إذا كان قد وجد بين القديسة مريم والقديس يوسف علاقة جسدية، بعد إتمام الخطوبة قبل التجسد الالهي، نجد العذراء بنفسها أجابت للملاك {كيف يكون لي هذا وأنا لا أعرف رجلا}(لو1: 34). وبقيت أمنا مريم عذراء بعد ولادتها فمثلما دخل السيد المسيح على التلاميذ بعد قيامتة وكانت الأبواب مغلقة ولم يخترق حاجز، هكذا تمت ولادة السيد المسيح المعجزية من مريم وبقيت عذراء فهو ميلاد معجزى، وهذا ما اشارت اليه نبؤة حزقيال النبى ووصفها بأنها الباب الشرقى { ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ وَهُوَ مُغْلَقٌ. فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً, لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً.}(حز44: 1). وبتولية مريم العذراء تحدث عنها آباء الكنيسة منذ القرن الثانى وحتى الخامس الميلادى، ومنهم القديس أغناطيوس الأنطاكى وجيروم وإيرناؤس وإكليمندس السكندرى وأبيفاتيوس والعلامة أوريجانوس وكثيرون غيرهم.
+ أخوة يسوع ... هاجم القديس جيروم عام 382م كتاب هيلفيدس الذى قال فيه أن يوسف ومريم قد تمما زواجهما بعد ميلاد يسوع، وأن مريم قد أنجبت أبناء آخرين، وأشار إليهم الإنجيل بعبارة "أخوة يسوع"، وقد تبنى ذات فكرة هيلفيدس كل من جوفنيانوس وبونيسيوس أسقف بيوغسلافيا، مستخدمين نفس التعبير "أخوة الرب" (مت 13: 55-56)، (مر 6: 33). وقد دافع القديس جيروم عن بتولية العذراء ضد هلفيديوس وقال: لو أفسد ميلاده بتوليتها، لما حسب مولودا من عذراء، وتكون شهادة الكنيسة الجامعة بأنه ولد من العذراء مريم باطلة (حاشاً!)
ويرى القديس جيروم أن تعبير "إخوة" أستخدم في الكتاب المقدس في الحالات التالية:
1- أخوة حسب الدم. فهم إخوة بالطبيعة كعيسو ويعقوب, بطرس واندراوس.
2- أخوة بسبب وحدة الجنسية: أى إخوة حسب الجنس فكل اليهود دعوا اخوة لبعضهم كما فى سفر التثنية اذ يقول الكتاب "اذا بيع لك اخوك العبرانى او اختك العبرانية وخدمك 6 سنوات تطلقه فى السنة السابعة (تثنية 15: 12). وكما يقول بولس الرسول " كنت اود لو اكون انا نفسى محروما من المسيح لاجل اخوتى وانسبائى حسب الجسد الذين هم اسرائيليون " (رو 9: 4).
3- إخوة بالمحبة والصداقة: توجد آيات كثيرة توضح أن المؤمنيين جميعهم اخوة منها:
أ- هوذا مااحسن ومااحلى ان يجتمع الاخوة معا (مز 133: 1). ب- قال السيد المسيح لمريم المجدلية فى فجر القيامة " اذهبى لاخوتى وقولى لهم (يو 20: 17)، قارن مع (مت 28: 5).
4- أخوة بسبب القرابة الشديدة. مثل ما قاله ابراهيم للوط ارجوك الا تكون هناك مخاصمة بينى وبينك وبين رعايتى ورعايتك لاننا نحن اخوان (تك 13: 8) ولما سمع ابراهيم ان اخاه قد سبى جر رجاله المتمرنين (تك 14: 14)، وأيضا لابان دعى يعقوب أخية وهو خالة (تك 29: 15).
وإستخدام تعبير "إخوة الرب" مطابق للحالة الأخيرة، وذلك كما دعي إبراهيم ابن أخيه لوط "أخاه" وهو عمة (تك 13: 8)، فمن المعروف لدى اليهود أن أبناء العم والخال والعمة والخالة يدعون أخوة، لأنهم غالبا ما يعيشون في العائلة الكبيرة تحت سقف واحد. وإلى يومنا هذا لازالت الكلمة مستخدمة في بعض قرى صعيد مصر، فيحسبونه عيبا أن يدعو الإنسان ابن عمه أو خاله أو عمته أو خالته بلقب غير "أخي". وفي اللغة الآرامية تستخدم نفس الكلمة "أخ" لتعبر عن كل هذه القرابات. وهكذا بحسب نظريه القديس جيروم يكون "أخوة يسوع" هم أولاد القديسة مريم زوجة كلوبا، أخت القديسة مريم العذراء (يو 19: 25).
+ يقول القدّيس أمبروسيوس سنة 392: "ليكن لنا ثقة بكلام الملاك ليس أمر غير ممكن لدى الله ولنثق بكلام النبي أشعياء الذي يؤكد أن العذراء تحبل وتلد لا بمعنى منفصل بل بمعنى متصل أي أنها عذراء ليس فقط في الحبل بل في الولادة أيضاً أن الذين يريدون أن يحكموا في الأمور كلها حكماً يستند إلى الحكمة البشرية عليهم أن يشرحوا لنا كيف خرج المسيح يوم قيامته من قبره المغلق وكيف دخل على التلاميذ والأبواب مغلقة، فإذا قبلوا هذه الخوارق وصدقوها فليؤمنوا أيضاً بما تعلمه الكنيسة بشأن ولادة مريم لأبنها الإله ومن حدث السير على المياه الذي فعله المسيح ومن حدث التجلي. الأباء يضعون هذه الأحداث أمام أعينهم في شرح كيفية الحفاظ على البكورية بعد الولادة.
+ يقول القديس اغسطينوس: " كما ولدت مريم ذاك الذى هو رأسكم، هكذا ولدتكم الكنيسة، لأن الكنيسة هى أيضا أم (ولود) وعذراء، أم فى أحشاء حبنا، وعذراء فى ايمانها غير المنثلم، هى أم لأمم كثيرة الذين يمثلون جسدا واحدا، وذلك على مثال العذراء مريم أم الكثيرين وفى نفس الوقت هى أم للواحد ". القديسة مريم عذراء حسب الجسد والروح، أما الكنيسة فيمكن دعوتها عذراء إذ لا تنحرف قط عن الأيمان بل تبقى أمينة على تعاليم السيد المسيح إلى النهاية.
+ والقديس البابا بطرس بطريرك الإسكندرية الشهيد عام 311م. لقب العذراء مريم ب"إيبارثينوس "أى دائمة البتولية للقديسة مريم قائلاً: يسوع المسيح قد ولد حسب الجسد من مريم سيدتنا القديسة المعظمة والدة الاله "ثيؤتوكوس" الدائمة البتولية. وأكد أنه: ليس من أحد أفكاره صادقة نحو مريم يدعى بأن لها طفل غير يسوع. وأعلن إنحيازه بكل وضوح إلى النظرية المنسوبة فيما بعد لإبيفانيوس أن إخوة الرب هم أولاد للقديس يوسف من زوجة سابقة، ويعود فيقول إن يعقوب المذكور في رسائل بولس الرسول هو أخو الرب ليس لأنه كان قريباً له ولا لأنه كان يعيش معه ولا حتى من جهة أخلاقه ويقول أوريجانوس: إنه بالتقليد يقول بعض الناس بحسب إنجيل بطرس وبحسب إنجيل يعقوب أن إخوة الرب كانوا أولاداً ليوسف من زوجة سابقة كان قد تزوجها قبل -أن يخطب- مريم العذراء. وواضح أنهم كانوا يرغبون في حفظ كرامة بتولية العذارء الدائمة. وأنا أظن أن هذا من التعقل لأن يسوع كان باكورة الطهارة والبتولية بين الناس هكذا أيضاً مريم بين النساء لأنه غير لائق أن تُنسب بداية البتولية لأي امرأة سواها. والكتاب المقدس دعا مريم إمرأة يوسف لكى لا يشتبة فى أمر حبلها أم بعد الولادة فكان إسمها أم الصبى.
+ وقال القدّيس أثناسيوس الكبير سنة (296-373): "لقد أخذ (الرب) جسداً إنسانياً حقيقياً من مريم الدائمه البتولية". "إنّ الكلمة هو نفسه قد ولد بالجسد من مريم والدة الإله" (عظات ضدّ آريوس 3: 14، 29، 33؛ 4: 32).
+ ويقول القدّيس إغريغوريوس أسقف نيصص سنة (330-395): "إنّ ابن الله قد اتّخذ لنفسه جسدًا من العذراء، لذلك حقّ للعذراء أن تُدعى والدة الإله" (في البتوليّة، 13). "يا لَلْمعجزة الرائعة: العذراء تصير أمًّا وتبقى عذراء. لا البتوليّة حالت دون الولادة ولا الولادة أزالت البتوليّة. ولقد كان من الملائم أنّ الذي صبار إنسانًا لينقذ البشريّة من الفساد يستهلّ عمله بتلك التي ولدته فيحفظها من الفساد". ثمّ يتابع قائلاً: "هذا ما سبق موسى فرآه في النار التي ألهبت العلّيقة دون أن تحرقها. فكما أنّ العلّيقة كانت ملتهبة لم تحترق كذلك ولدت البتول النور دون أن يعتريها الفساد".
+ هناك برهان لاهوتي يستند إليه إيرونيموس وأمبروسيوس وأوريجانيس، لتأكيد بتوليّة مريم العذراء بعد ولادة يسوع. فيقولون: هل يُعقَل أنّ التي حملت في أحشائها ابن الله، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس، دون مباشرة رجل بل بقدرة الروح القدس، أن تراودها، بعد ذلك الاختبار الديني الفريد، إرادة العيش كسائر النساء ورغبة إنجاب أولاد آخرين؟ إنّ الله قد امتلك كل كيان مريم العذراء، فلا بدّ أن تكون قد كرّست لله ذاتها بكلّ قوى جسدها ونفسها وروحها. إنّ الذين يختبرون الله في اختبارات روحيّة خاصّة فيظهر لهم المسيح كما ظهر لبولس الرسول أو النسّاك الذين يختبرون الاتّحاد بالله بعمقٍ، لا يعودون يشعرون بأيّ رغبة في الزواج، بل يسلكون طريق البتوليّة. فكم بالحريّ يمكننا تأكيد بتوليّة مريم العذراء بعد ولادتها يسوع وعلى أثر هذا الاتّحاد العميق بالله وهذا الاختبار الفريد في تاريخ البشر لقدرة الله تملأها وتبذر في أحشائها الحياة البشريّة. ولهذا أقر مجمع القسطنطينية الثاني سنة 553م: أن العذراء " دائمة البتولية"

السبت، 20 أغسطس 2016

والدة الإله القديسة مريم العذراء (1)


للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

والدة الإلة القديسة مريم ...
+ تتشفع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومؤمنيها بامنا القديسة مريم العذراء وتعطيها الإكرام اللائق بها، دون مبالغة، ودون إقلال من شأنها. فمريم العذراء هى الإنسانة التي شرفها الآب بالتجسد الإلهى وبشرها رئيس الملائكة غبريال المبشر قائلا {الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله} (لو1: 35). ونجد الكثير من النبؤات والرموز في العهد القديم تنبأت بالتجسد الإلهي من القديسة مريم، فعن الخلاص الذى وعد به الله أبوينا آدم وحواء قال لهما {أن نسل المرأة يسحق رأس الحية } (تك15: 3) هذه المرأة هى العذراء مريم ونسلها هو المسيح الذى سحق رأس الحية على الصليب. وعن الحبل البتولي منها تنبأ أشعياء النبي قائلا { وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ}(أشعياء 7: 14).
+ كرامة العذراء والدة الإله تكريم يفوق كل كرامة نالها ملاك او رئيس ملائكة أو الشاروبيم والسارافيم، وتكريمنا للعذراء مريم يحدده قولها {هوذا انا امة الرب} فهى أيضا فى تقليدنا عبده وامة خاضعة لسلطان الله ويحتم فى الايقونة القبطية ان ترسم العذراء حاملة للمسيح على ذراعها الايسر "قامت الملكة عن يمين الملك" فنكرم العذراء لانتسابها ومحبتها وأمومتها لله الكلمة. فهي أم الإله المتجسّد, وقد أصبحت أيضًا أمًّا روحية لنا.
+ القديسة مريم العذراء في اعتقاد الكنيسة وبحسب الإنجيل "والدة الإله" وليست والدة "يسوع" كما ادعى النساطرة بسبب إنكارهم لاهوت المسيح، وحاربهم القديس كيرلس الأسكندري، وحرمهم مجمع أفسس المسكوني المقدس. الروح القدس قد قدس مستودع العذراء لياتي المولود منها بحبل بلا دنس الخطية الأصلية. أما العذراء نفسها، فقد حبلت بها أمها كسائر الناس، وهكذا قالت العذراء في تسبحتها {تبتهج روحي بالله مخلصي} (لو1: 47). ولقب والدة الإله أطلقه المجمع المسكوني المقدس المنعقد في أفسس سنة 431م وهو اللقب الذي تمسك به القديس كيرلس الكبير ردا علي نسطور وبهذا اللقب خاطبتها القديسة أليصابات { فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ». } (لو 34:1-45). والكنيسة في تعليمها تميز بين اصطلاحي "العبادة" و"التكريم"، فهي لا تدعو، مطلقا، الى عبادة مريم وإنما تكرمها وهي بذلك تطيع ما جاء على لسانها { فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي } (لو 1: 48). ولقد استعمل لقب والدة الإله كثير من الآباء الأولين مثل هيبوليتس، وديديموس الضرير، وألكسندروس بطريرك الاسكندرية، وغريغوريوس النيصصي، وكيرلُّس الاسكندري وغيرهم، مما يؤكد انه كان لقب معروف ورائج قبل أن سطره الآباء عقيدةً في مجمع أفسس.
+ لقد حل الله الكلمة وتجسد من بطن العذراء وإتحد بجسدنا إتحاداً معجزياً ليس له مثيل، بدون إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير، وبدون إنفصال ولا إزدواجية ولا تناقض في إتحاد معجزى فى المسيح الواحد، بلاهوت كامل وناسوت كامل. الله الحال فى كل مكان بلاهوته حل وتجسد وتأنس من القديسة مريم العذراء وصار إنسان وإفتدانا وصلب عنا ومات عنا، وقام من الأموات، وصعد الي السموات، وجلس على يمين الآب بجسد روحاني نوراني ممجد. كل الأعمال التى قام بها الناسوت المتحد به كل ملء اللاهوت في المسيح يسوع ربنا، ولقد شبه القديس كيرلس ذلك الإتحاد المعجزى بين اللاهوت والناسوت بإتحاد النار بالحديد، إلى كيان إتحادى واحد، هو الحديد المحمى، بدون أن تتغير طبيعة النار وبدون أن تتغير طبيعة الحديد، وبدون أن يكونا منفصلين عن بعضهما، والذى يمسك ذلك الحديد المحمى بالنار سيحترق بناره، مع أنه فى الأصل النار لا تُمسك والحديد لا يحرق. والتشبيه مع الفارق. وتسمية والدة الإله، لا يعنى أننا ننسب لها الإلوهية، وإنما ذلك يشبه تسمية الأم بالقاب إبنها، مثلما نقول " أم الدكتور"، على إنسانة قد لا تكون متعلمة نهائياً، ولكن إبنها دكتور. وبنفس هذا المعنى، نقول على السيدة العذراء، أنها أم ربنا وأم الله وأم النور وأم الخلاص وأم الرحمة... إلخ، وكلها بالمعنى المجازى والروحي. والإعلان عن أنّ مريم العذراء هي حقًّا "والدة الإله" قد تمّ في المجمع المسكوني الثالث المنعقد في أفسس سنة 431 في أيّام الامبراطور ثيودوسيوس الثاني. تلك هي العقيدة المريميّة الأساسية التي تجمع كلّ المسيحيين. لماذا تمّ إعلان تلك العقيدة؟ وماذا تعني؟. لم يلتئم مجمع أفسس لتحديد عقيدة بشأن مريم العذراء، بل لتجديد عقيدة بشأن السيّد المسيح. فأعلن، ضدّ نسطوريوس، أنّ المسيح شخص واحد في طبيعتين، وليس شخصين متّحدين أحدهما بالآخر كرامة وسلطة. وينتج من هذا التحديد أنّ مريم العذراء، التي هي أمّ هذا الشخص الواحد، شخص ابن الله، هي حقًّا "والدة الإله". لم يصدر عن المجمع قانون إيمان خاص. بل اكتفى المجمع بالموافقة على رسالة القدّيس كيرلّس إلى نسطوريوس. وقد جاء فيها:
"إنّنا نعترف بأنّ الكلمة صار واحدًا مع الجسد، إذ اتّحد به اتّحادًا أقنوميًّا. فنعبد الشخص الواحد، الابن الربّ يسوع المسيح. إنّنا لا نفرّق بين الإله والإنسان، ولا نفصل بينهما كأنّهما اتّحدا الواحد بالآخر اتّحاد كرامة وسلطة. فهذا القول ليس سوى كلام فارغ. ولا ندعو الكلمة المولود من الله مسيحًا آخر غير المسيح المولود من امرأة. إنّما نعترف بمسيح واحد هو الكلمة المولود من الآب، وهو الذي اتّخذ جسدًا. إنّنا لا نقول إنّ طبيعة الكلمة تغيّرت فصارت جسدًا، ولا إنّها تحوّلت إلى إنسان كامل مكوّن من نفس وجسد. ولكننا نؤكّد أنّ الكلمة، باتّحاده اتّحادًا أقنوميًّا بجسد تحييه نفس عاقلة، صار إنسانًا على نحو لا يفي به وصف ولا يمكن إدراكه، ودعي ابن البشر. هذه الوحدة لم تتمّ بأنّ الكلمة اتّخذ شخصاً وحسب. وإن اختلفت الطبيعتان اللتان اتّحدتا اتحادًا حقيقيًّا، ففي كليهما مسيح واحد وابن واحد... ليس أنّ إنسانًا اعتياديًّا وُلد من مريم العذراء ثمّ حلّ عليه الكلمة... فالكتاب المقدّس لم يقل إنّ الكلمة وحّد بين نفسه وشخص إنسان، بل قال إنّه صار جسدًا. وهذا التعبير "الكلمة صار جسدًا" لا يمكن أن يعني شيئًا آخر غير أنّه اتّخذ لحمًا ودمًا مثلنا أي جعل جسدنا جسدًا له. ووُلد إنسانًا من امرأة دون أن يخلع عنه وجوده كإله أو ولادته الأزليّة من الله الآب. ولكنّه مع اتّخاذه لذاته جسدًا بقي كما كان. هذا هو إعلان الإيمان القويم الذي ينادى به في كل مكان. وهكذا اعتقد الآباء القدّيسون، ولذلك تجرّأوا على أن يدعوا العذراء القدّيسة "والدة الإله"، ليس لأنّ طبيعة الكلمة أو ألوهيّته كانت بدايتها من العذراء القدّيسة، بل لأنّه منها ولد الجسد المقدّس بنفس عاقلة، وهو الجسد الذي اتّحد به شخصيًّا الكلمة الذي قيل عنه إنّه وُلد بحسب الجسد".
+ القديسة مريم العذراء والدة الاله، هي أم روحية للكنيسة وللمؤمنين، وفخر العذاري، فعلى الصليب نظر اليها السيد المسيح له المجد في محبة وأحساس بقلب الأم الحزينة والتي يجوز في قلبها سيف الألم وهي تري ابنها وربها علي الصليب وأشار اليها بيوحنا الرسول كأبن يرعاها وعهد الي القديس يوحنا الحبيب برعايتها { فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.} (يو26:19-27). فان كانت العذراء مريم أم روحية لابينا القديس يوحنا الرسول فكم بالحرى هي أم روحية لنا نحن المؤمنين. نراها تشاركنا أفراحنا كما فى عرس قانا الجليل، وتشير علينا أن نعمل بوصايا أبنها الحبيب كما قالت فى العرس للخدام { قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»} (يو 5:2). ومن يريد أن يأخذ بركة أمنا العذراء كام روحية له عليه بطاعة الله وصنع أرادة الله كوصية القديسة مريم كأم روحية لنا.

السبت، 6 أغسطس 2016

قصص قصيرة - متى أجد الله؟


قصص قصيرة
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
الهدف
ذهب أحد هواة الصيد مع كلابه المدربة للصيد فى الجبال، وقد أستراح فى خيمته، والكلاب من حوله، وفجأة جرى أحدهم بسرعة وكأنه يتبع شيئاً، فلحقه الاخرون. واستمرّ الكلب يجري وقتاً طويلاً من مكان الى مكان، والباقون يلحقون به لكن دون أن يعرفوا لأي سبب يركض فتوقفوا وتراجعوا.. واخيراً رجع الكلب وفي فمه أرنـبٌ. فعلموا انه كان يلحق بهذا الأرنب البرى.. أما هم فكانوا يركضون بلا هدف. هكذا مَن يسير بلا هدف لا يحصل على شيء.
يجب أن يكون لدينا هدف حقيقى نسعي اليه ونواصل المسير، هذا الهدف هو ملكوت السموات والحياة فيه مع الله. علينا أن نجاهد فى صبر دائم ناظرين الي رئيس إيماننا وملاحظين أنفسنا والتعليم السليم حتى المنتهي.
(2)
متى أجد الله؟
تقدّم شاب الى رجل دين هندوسي في الهند وكان يجلس على شاطيء النهر وسأله ان يدلّه عن كيف يستطيع أن يجد الله؟.
قال الحكيم الهندي تعالي معي يا أبني الي الماء فاريك الله !
أمسك الحكيم بالشاب وغطّسه تحت الماء حتى كاد يغرق.
أنتفض الشاب وخرج يتأوه ويتنفس بشدة وسأل الحكيم: لماذا فعلت بي هكذا؟
أجاب الحكيم : عندما تتوق الى الله، كما تتوق الى الهواء وانت تحت الماء، فستجده يا أبنى.
الله عنا ليس ببعيد بل به نحيا ونتحرك ونوجد ولكن عندما نطلبه بكل قلوبنا سنجده منا قريب جدا .. داخلنا..
{وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ }(ار 29 : 13).
...
(3)
خير الأمور الوسط
في إحدى البحيرات كانت هناك سمكة كبيرة ومعها بعض السمك الصغير
أطلّت إحدى الصغيرات من تحت الماء برأسها، وصعدت عالياً، فرأت الطيور المحلّقة فوق الماء، وأعجبت بها وأخذت تتطلع للأعلي .. فاتى الطير واختطفها ثمّ التهمها، وأصبحت غداءً له!
قالت إحداهما لاختها : أين نذهب ؟ قالت الأخرى: ليس أمامنا إلا قاع البحيرة، علينا أن نغوص في الماء إلى أن نصل إلى القاع!
وغاصت السمكات إلى قاع البحيرة، وفي الطريق إلى القاع وجدتا سرب من السّمك الكبير المفترس! فالتهم البعض منهم وابتلعها وهربت البقية وأسرعت إلى أمّها خائفةً مذعورة‍ً، وقالت لها:" ماذا نفعل يا أمّي؟ إذا صعدنا اختطفنا الطير‍‍‍‍‍‍‍‍‍! وإذا غصنا ابتلعنا السّمك الكبير! "
قالت الأمّ: " إذا أردتوا نصيحتي فإنّ خير الأمور الوسط " . { اَلذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى وَالْحَمْقَى يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ }(ام 22 : 3). الطريق الوسطي خلصت كثيرين، وعلينا أن نسلك بتدقيق لا كجهلاء بل كحماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة .

الخميس، 4 أغسطس 2016

شعر قصير -30 ليس له مثيل

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
" ليس له مثيل"
كان وسيبقى يصنع خير حتى مع الأثمين
يشفي المرضى بكلمة ويرد الخطاة الضالين
يعمل بما يعلم فى صبر ولطف علي الجاهلين
ليس له مثيل يحب ويغفر حتى لمن له صالبين
يبكت بحزم كل متكبر يُنصب نفسه قاض يدين
من منكم بلا خطية فليتقدم أولاً ويرجم المذنبين!
يسوع المسيح القدوس فدانا بدمة الغالي الثمين
فارجعي يا نفسي وتوبى وأشكر الله فى كل حين
.......
(2)
"المسيح المحرر"
ياللي عشت تتمرغ فى الخطية طوال أيام وسنين،
وتعبت من قيود العالم والشيطان وسلطانه اللعين،
جالك القوى اللى يحرر ويفك وينجى المقيدين،
ويدى حكمة وثوب البر ويغفر ويستر العريانين
يتوب الخاطئ والخاطية ويعطف على المساكين،
يديك حرية مجد اولاد الله وتحيا كابن من المنتصرين
تعالي وقوله حررني وقويني وأسندنى فاخلص، أمين.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
......
(3)
أين هى قلوبكم؟"
ياللى عاوز تعبد ربك وعلى مجد أسمه بتغير
أديله حالاً قلبى وهو يقدر يصنع فيك تغيير
نقى حواسك، طهر قلبك وفكرك يستنير،
أوعى تكون بالفم بتعبد وقلبك رايح بعيد،
ولا بتدين غيرك وتحاسب وكأنك بار وفريد،
شيل الخشبة من عينك، هتشوف من جديد،
تقضى حياتك فى محبة وطهارة وهتبقى سعيد
.......
(4)
" هبني إيمان"
أدينى يارب منك إيمان المرأة الكنعانية
فى تواضعها، وثقتها نالت منك العطية
عشان تشفي وحيدتى، ونفسى الشقية
أطلب منك بلجاجه لخلاص كل البشرية
اسمع صوتك الوديع واتبعه بنفس رضية
افتح فاى بالتسبيح واشكر اعمالك المحيية
البار بالإيمان يحيا فرحان بالرعاية الإلهية
بالايمان ننال ونحيا في فرح ونصل للأبدية
...
(5)
"أنت نصرتى "
مهما كان إيمانى يارب ضعيف،
والشيطان بيحاربنى للتخويف،
حبك أنت غنى فوق التوصيف،
دا أنت يارب أبويا والهى القادر،
تنقذنى وتنصرنى وتنتهر الشيطان،
تدينى منك قوة ثبات وحب وإيمان،
وتعلم أيديا الحرب وقلبى التسبيح،
تشبعنى بحنانك وفى قلبك أستريح.
....