نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 29 سبتمبر 2017

شعر قصير (59) إيماننا بالله


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" قوة كبيرة"
حقيقي أيد وحده لوحدها ماتسقفش
لكن تقدر تمتد للناس وتقدم السلام
ماتقولش أني وحيد بلا حول ولا قوة
في عالم كله مصالح وتعب وخصام
أنت بربك قوة كبيرة تصنع خير ووئام
قدم من قلبك محبة وكلمة حلوة وأبتسام
العالم محتاجك كشمعة تنور وسط الظلام
........
(2)
" مالك نفسه"
مالك نفسه وضابطها خير
من اللي يحكم ويملك مدينة
وضابط لسانه عن الشر،
يقدر يوجه جسده كله للخير
زي ما الربان بالدفة
يوجه ويدير كل السفينة
حواسك زي ما تحركها،
تروح للخير أو الشر
وكمال العقل زينة
وغني النفس بالله
أعظم من الكنوز الثمينة
دا هانخرج من الدنيا بلا شئ
زي ما دخلها فيها وجينا
.....
(3)
" بالرجاء نخلص"
أن أحاط بنا اليأس يوماً كوحش كاسر
فلا نخاف بل نرفع للسماء قلوبنا مباشر
فرجائنا يهزم اليأس ويكون لنا الله ناصر
الرجاء قوة تتجدد وتقيم الساقط والعاثر
بالرجاء نخلص وإبليس علينا لا يتجاسر
الرجاء يقوي إيماننا وسرورنا بالله يتكاثر
لنتمسك بالرجاء لان الذي وعد أمين وقادر
(4)
"عندما يتدخل الله"
عندما يتدخل الله يعدي في البحر طريق
ويعوضنا تعب سنين ويوسعها بعد الضيق
لو بنعاني الوحدة يكون لينا هو أحلي رفيق
من الشك واليأس ينقذنا ومعاه نقوم ونفيق
يهدم كل حصون الشر اللي فى طريقنا يعيق
نطلب بثقة ومحبة وننتظر عمله كصديق
نختبره كأب صالح وحبه مشبع وعميق
.....
(5)
" أطلب حكمة"
لا تصاب باليأس لعثرة وتقول فشلت خلاص
دا الهنا يدي رجاء ويقدر يقوي أضعف الناس
هو بيدي الجاهل حكمة ويخليه مرفوع الرأس
ولا تتغر لنجاح يوم وتتكبر دا التواضع أساس
والغرور بداية السقوط وياما ضيع وأسقط ناس
جاهد واطلب الحكمة من ربك في يقظة وأحتراس
قبل الكسر الكبرياء والتواضع نعمة تقود للخلاص
......

الأحد، 17 سبتمبر 2017

أنا أريحكم



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ دعوة ووعد من الله...
إلي جميع المتعبين والثقيلي الأحمال فى عالم يعاني، فى البعد عن الله، من المتاعب والأثقال. سواء كانت متاعب ظاهرة للآخرين، أو مكتومة في القلب لا يعلمها الأ الله، ولو كانت متاعب روحية، أو نفسية، أو جسدية، أو إجتماعية في ظل المشكلات التي يعاني منها الأفرد والمجتمع. ولكل المتعبين والثقيلي الأحمال جاء السيد المسيح يقول { تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ}(مت 28:11-30). لقد جاء السيد المسيح له المجد { يطلب ويخلص ما قد هلك} (مت 18: 11). جاء ليخلص العالم من خطيئته كما قال إشعياء النبي { كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلي طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا} (اش 53: 6). جاء ليخلص العالم من آلامه ومتاعبه، ولذا قال النبي { لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها} (اش 53: 4). وعلينا أن نصلي ونأتي الي الله ونطلب منه الراحة بثقة ومحبة ورجاء ونلجأ إليه سواء كان الحمل ثقيل أو خفيف. ولن نجد أمامنا مثل الله ودعوته ووعوده الصادقة بأن يريحنا.
+ الهنا وديع ومتواضع القلب..
أنه ملك السلام الذى يهب الراحة والسلام لمن يدعوه { سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ} (يو 14 : 27). أنه الوحيد الذى يغفر الخطايا ويحرر من الذنوب {مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ }(مي 7 : 18). أنه الداعي الخطاة الي التوبة {فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراًبَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَة} (مت 9 : 13). أنه يدعونا أن نأتي اليه بخطايانا وذنوبنا ويعدنا القبول والغفران {هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ} (اش 1 : 18) . أن الله الهنا طيب ومريح للتعابى والثقيلي الأحمال، كثيرون في متاعبهم يجلسون مع البعض فيزيدونهم تعبًا. لكن المسيح المريح، كل من يلجأ إليه يستريح. أنظروا كيف دافع عن المراة الخاطئة وسامحها { وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ. قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ. وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟». قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاًبِحَجَرٍ!». ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسَطِ. فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟». فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً.}( يو3:8-11). إنه مانح السلام والغفران والمصالحة ويقدر أن يعطي الناس راحة وهدواً وعزاءاً، وسلاماً وطمأنينة. ويرفع عن الناس أثقالهم، ويحملها بدلًا عنهم ويريحهم. وهكذا يفعل أبناء الله وخدامه الذين ذاقوا محبة الله . وقد قال {ادعني في يوم الضيق، أنقذك فتمجدني} (مز 50: 15).
+ الضيقات ليست تخلي من الله عنا ...
الله قد يسمح بالضيقات لفائدتنا وتعليمنا ولتنقيتنا لكي ننال بها الآكاليل . المؤمن المتضع يصلى ويشكر الله ويطلب الصبر والتعزية في الضيقات ، وبالعمل الإيجابي والإيمان يصل الى أفضل الحلول لما يواجهه من ضيقات فيرى يد الله تحمله فى الضيقات وترفعه فوق الأحداث، ويلجأ إلي الله بالركب المنحنية والأيدي المرفوعة والكتاب المقدس المفتوح والتوبة الدائمة. لقد تساءلت النفس البشرية أو الكنيسة قديماً وقالت قد تركنى الله ونسينى فاتها الجواب من الله مطمئناً: { وَقَالَتْ صِهْيَوْنُ: «قَدْ تَرَكَنِي الرَّبُّ وَسَيِّدِي نَسِينِي».هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هَؤُلاَءِ يَنْسِينَ وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ.هُوَذَا عَلَى كَفَّيَّ نَقَشْتُكِ. أَسْوَارُكِ أَمَامِي دَائِماً.}(إش 49: 14-16 ). وهكذا قال القديس بولس يكتب عن ضيقاته وزملائه في الخدمة {مكتئبين في كل شي، لكن غير متضايقين. متحيرين لكن غير يائسين، مضطهدين لكن غير متروكين.} (2 كو 8، 9). أن البعض عندما يواجه ضيقة أو محنة تراهم يفقدون سلامهم، ويظلوا يعانوا من الألم والحزن داخل نفوسهم. ولا يجدوا أمامهم سوي الشكوى أو التذمر أو البكاء. وفي كل ذلك لا يفكروا أن يلجوا إلي الله، ولا أن يضع أمامه وعد الله {القي علي الرب همك. وهو يعولك}(مز 55: 22). البعض الأخر يفكر فى حلول بشرية خاطئة أما نحن فلنأتي الي الله ونضع أمامه متاعبنا بكل صراحة، سواء كانت تتعبنا أنفسنا وخطايانا أو عاداتنا الخاطئة أو معاملة الآخرين أو ضغوطهم. أو ظلمهم أو قسوتهم. أو حروب إبليس. ونصلي الي الله ليخلصنا منها. هكذا تدخل الله مع دانيال النبي قديما وأنقذه من الأسود الجائعة كما أنقذ الفتية فى آتون النار المتقدة.
+ كيف نأتي الي الله ....
التوبة والتواضع
الأبن الضال كان في الكورة البعيدة يعيش في تعب. ثم فكر أن يأتي إلي أبيه ليستريح فأتى إليه تائباً بقلب منسحق وهو يقول { أخطأت إلي السموات وقدامك، ولست مستحقًا أن أدعي لك ابنًا} (لو 15: 21). وبهذا الانسحاق قبله أبوه، وأقام له وليمه فرح وألبسه الحلة الأولي، وجعل خاتمًا في يده. بينما أخوه الأكبر خسر الموقف، لأنه رفض أن يأتي الي أبيه، وتكلم معه بكبرياء قلب. فلا تأت إلي الله متكبرًا، تقول له: لماذا تتركني، ولا تنسب لله أسباب مشاكلك، إنما تعال إليه منسحقًا، لكي تصطلح معه. وكما يقول { ارجعوا إلي، أرجع إليكم، قال رب الجنود } (ملا 3: 7). عندما نصطلح مع الله. نجد الدنيا كلها قد اصطلحت معنا، ويعطينا الرب سلامًا وراحة في قلوبنا وثقة وطمأنينة.
الإيمان والصلاة.
كثيرون يأتون إلي الله، ولكن ليس عندهم إيمان أن الله سيحل مشاكلهم ويصلون وهم لا يحسون إن الصلاة ستكون لها نتيجة، وهكذا يستمرون في تعبهم بسبب عدم إيمانهم، وبسبب فقدانهم للرجاء والثقة بالله. أما نحن فعلينا أن نصلي بإيمان وثقة فى قوة وأقتدار الصلاة. فلقد قال السيد المسيح للأبرص الذي شفي { قم وأمض.. إيمانك خلصكْ} (لو 17: 19). وقال للأعمى المستعطي في أريحا {أبصر إيمانك قد شفاك} (لو 18: 42) وقال للأعميين { بحسب إيمانكما يكون لكما}. لذلك تعال إليه بإيمان، واثقًا أنه سيريحك وصلي اليه بثقة وخشوع ودموع وستخرج من أمامه فى راحة وسلام.
التلمذة وحمل الصليب..
أن السيد المسيح يدعونا الي التعلم منه والتلمذة عليه فهو الوديع والمتواضع القلب فنجد الراحة ونحمل الصليب كحمل خفيف ونير هين نجد معه التعزية والسلام { وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَتْبَعْنِي} (لو 9 : 23). علينا أن نحيا فى شكر وتسليم لله حتى وسط الضيقات فمدام الله معنا فانها تهون وتخف، وخفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا ثقل مجد أبدي{ لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيّاً }(2كو 4 : 17). ونطلب من الله السلام وسط الضيقات، والتعزية وسط الأحزان، والراحة من متاعب الحياة، ونطلب منه ثمار الروح القدس { محبة وفرح وسلام} (غل 5: 22). فالروح القدس يعطي التعزية والسلام والفرح والله قادر أن يقودنا ويصل بسفينة حياتنا الي بر الأمان والأبدية السعيدة لمجد أسمه القدوس.

الجمعة، 15 سبتمبر 2017

أطبوا أولاً ملكوت الله وبره


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
أهتمام الإنسان بتوفير حاجاته المادية..
+ في عالم اليوم ووسط موجات الغلاء والتضخم نجد الكثير من الناس يقلق ويضطرب من أجل أمور الحياة الكثيرة ويقضى وقته فى توفير متطلبات الحياة المادية ويغفل الأهتمام بروحياته وصلاته وحرصه علي أبديته وأهتمامه بعلاقته بالله وملكوته { فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟. فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ} (مت 13:6-34). يوضح لنا الله أهمية الحياة معه، فلا نقضي غالبيه حياتنا لاقتناء الطعام واللباس والمسكن والتعليم، والأهتمام بمطالب الجسد فقط بل علينا أن نهتم أيضا بتوبتنا ونمونا الروحي وشبعنا بالله فى توازن وترتيب للأولويات فى حياتنا، فحياتنا وأبديتنا أهم من الماديات الزائلة. والله الذى منحنا هذه الحياة وهذا الجسد، قادر بالطبع أن يهبنا احتياجاتنا المادية وجاء لتكون لنا حياة أفضل.
+ الله يقدم دليلا علي أهتمامه حتى بطيور السماء التي تطير مغردة دون أن تقلق لأجل احتياجاتها الجسدية والتخزين للمستقبل، وهو يقوتها يوما فيوما.الإنسان، رأس الخليقة، يهتم به الله ويعطيه احتياجاته إذا اتكل عليه. وماذا استفاد المهتمون بالأمور المادية، هل استطاعوا أن يزيدوا طولهم ذراعا واحدة؟ فالله هو الذى يعطى طول الجسد وشكله، ويحفظه إذا اتكلنا عليه. كما أن زنابق الحقل، ولا سليمان الملك، رغم عظمته وكثرة أمواله، لم تصل ملابسه إلى جمال هذه الأزهار، مع أنها مجرد أعشاب تنمو لبضعة شهور ثم تذبل. أن الإنسان ذو قيمة عظيمة فى نظر الله أعظم من الطيور وزهور الحقل ؟. لقد تجسد الأبن الكلمة وبذل ذاته فداءاً عنا ولهذا علينا أن نعمل بعدم تكاسل فى ثقة بمحبة الله وعنايته بنا وتوفيره لاحتاجاتنا وعلينا أن نطلب أن يملك الله على قلوبنا ونتمتع بعشرته، ويملك علي البعيدين ويقربهم اليه ونسعي فى طلب البر واثقين أن أمور الحياة يوفرها الله لنا. ولا ننسى أن هدفنا الأسمي هو الله، نعطيه القلب والأولوية فى وقتنا وأعمالنا وتفكيرنا ومحبتنا. هكذا قدم أبراهيم أبو الأباء أبنه وحيده علي المذبح معطيا الله الأولوية حتى على أبنه من أجل ذلك راينا الله يمنعه أن يمد يده عليه وقدم له حمل محرقه عوض عن أبنه وباركه الله. ولهذا قال القديس بطرس الرسول والرسل { فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ }(اع 5 : 29)
+ ترتيب أولويات حياتنا...
+ مع أهتمامات الإنسان الكثيرة والأنفتاح علي عالم الميديا والنت والموبيل والطفرة فى عالم الأخبار، تشتت الفكر وكثرت متطلبات الحياة وأصبح الإنسان عرضة لضياع الهدف أو وضع أهداف وقتية زائلة تعطلت مسيرته نحو الله والأبدية. وحتى فى زمن السيد المسيح كانت مرثا مرتبكة من أجل أمور كثيرة وطلبت مساعدة أختها لها فيها ولهذا عاتبها السيد { فَأَجَابَ يَسُوعُ: «مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ. وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا»} (لو 41:10-42). رغم أهميته ما تعمله مرثا فى إعداد الطعام الضرورى للحياة الجسدية، لكنها إنهمكت فيه بمبالغة، لدرجة أنها اضطربت، فعاتبها المسيح. وهو طبعاً يقدر محبتها واهتمامها بتكريمه، ولكن الإنشغال الزائد يربك ويوتر الإنسان. قد يكفى صنف واحد أو أثنين من الطعام الضرورى. وأما مريم اختارت النصيب الأفضل، وهو سماع تعاليم السيد وهذا الاختيار هو الذى يشبع النفس ويخلصها. وهو الذى يوصل المسيحى إلى الملكوت الأبدى ومع تقدير المسيح للأعمال العالمية المفيدة وكل الخدمات حتى الروحية، مثل مساعدة المرضى، والمسنين، وإعالة الفقراء مادياً، لكنها لا تغنى الخادم أو الإنسان الروحى عن علاقته الشخصية بالمسيح ومحبته وممارسة الأسرار المقدسة والصلاة وقراءة الكتاب المقدس.
+ من الأشياء الهامة والضرورية للنجاح والتفوق فى الحياة ان نرتب أولويات حياتنا ونعطيها الإهتمام والوقت الكافى، فنقوم بعمل الأشياء المهمة فالأقل أهمية. فليس من المعقول ان يسوق أحد سيارته هائما على وجهه فى الطرق ويتمنى الوصول سريعا الى نقطة وصول محددة. ففى هذا مضيعة للوقت والجهد والمال. فلا نعطي الشئ الاقل أهمية او بلا فائدة الوقت الكثير أو نمضى الوقت فى الكسل ونطمح فى تحقيق النجاح والسعادة. كما ان من يعمل ما يفيد يتخلص مما لا يفيد والعكس صحيح. ان الله يدعونا للتفكير والتخطيط السليم لبناء حاضر سليم ومستقبل آمن وأبدية سعيدة { ومن منكم وهو يريد ان يبني برجا لا يجلس اولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله. لئلا يضع الاساس ولا يقدر ان يكمل فيبتدئ جميع الناظرين يهزاون به. قائلين هذا الانسان ابتدا يبني ولم يقدر ان يكمل} (لو 28:14-30). فالإنسان الروحى الذى يريد أن يبنى برجاً، أى علاقة روحية تربطه بالسماء، ينبغى أن يضع الأساس وهو الإيمان بالمسيح والجهاد الروحي فى الصلاة والصوم والتوبة بانسحاق، حتي لا تهزأ الشياطين به.فدعوة المسيح لحساب النفقة ليس تخويفاً لتابعيه من صعوبة الطريق، لكن ليدفعهم حتى يستعدوا بوضعه هدفاً وحيداً لهم والإرتباط بمحبته، فيضمنوا الوصول للملكوت والتمتع بعشرته المفرحة دائماً.
+ ويوصينا الكتاب المقدس بان نهتم بخلاص نفوسنا وعلاقتنا بالله والناس فى توازن وتكامل فى حياتنا، ففى مثل الغني الغبي الأناني الذى أهتم فقط بامواله دون علاقته مع الله والناس راينا كيف خسر حياته الابدية { فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون } (لو 12 : 20). فلو ربحنا العالم وخسرنا أنفسنا فنحن نسير فى طريق خاسر{ ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26). وحتى لو استباح الإنسان لنفسه شهوات العالم، ولو تصورنا أنه مَلَكَ كل شهوة فيه، وهذا مستحيل لكن سيخسر أبديته، وبهذا يكون قد أضاع نفسه وأهلكها ولا شئ يساويها أو يعوضها، فللإنسان نفس واحدة لا يستطيع أن يجد غيرها، وهى أغلى من كل ممتلكات العالم وشهواته، وثمنها هو دم المسيح المسفوك لأجلها، فلا يمكن أن يضيع الإنسان أغلى شىء فى الوجود، وهو نفسه، لأجل أية شهوات أو أمور مادية مؤقتة.
+ ترجع أهمية ترتيب الأولويات فى حياة الإنسان لمحدودة الوقت والجهد والإمكانيات فبترتيب أولويات حياتنا وأعملنا ومقابلاتنا نستطيع ان نحقق الامور التي نسعى للقيام بها والتخطيط السليم يجعلنا نتفوق ونحقق رسالتنا فى جوانبها الحياتية المختلفة فى تكامل وتعاون للقيام باعمالنا ودورنا كافراد فى الاسرة والعائلة ودورنا فى كنيستنا ومجال العمل الذى نقوم به فى المجتمع وبين الاصدقاء نقوم به بحكمة مفتدين الوقت. وعلى المؤمن وضع الاهداف التي يريد ان يصل اليها سواء على مستوى الاسبوع او الشهر أو السنة. كل هذا يجعلنا نتقدم وننجح ونسعد. ومع معرفة ميولنا وإمكانياتنا ووزناتنا وتنميها بالجهد والعرق المتوالي نصل للنجاح والنبوغ بالتخطيط والتنفيذ والمتابعة نتخطى العقبات وننجح فى كل عمل صالح { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 10(.
+ بتحديد الأولويات ومعرفة امكانياتنا وتطوير وبناء الذات نجد ان هناك فرق كبير بين حياتنا التي تمضى بدون حساب النفقة وبلا ترتيب ونظام وبين ان نبنى برج النجاح لعلاقات ناجحة تنمو وتفتح أفاق جديدة للسعادة وتحقيق ما لم نكن نحلم به أو نتصوره من تقدم وما العبقرية الى جهد متواصل تنمو ثماره على مر الزمن وتظهر نتائجه مع اداء الانسان دوره فى مجتمعه فى سعادة. علينا اذا إكتشاف إمكانياتنا وقدراتنا وطاقاتنا وميولنا واستغلالها والمتاجرة والربح بالوزنات المعطاة لنا من الله لهذا مدح الله الذين تاجروا بوزناتهم لهم وربحوا وأدان الى طمر وزنته (مت 19:25-29). لقد منح الله كل من وزنات ليتاجر ويربح بها ولم يبخل علينا بل أعطي كل وأحد على قد طاقته وسيحاسبنا على ما هو متاح لنا وليس ما هو غير مستطاع مع أننا نستطيع عمل الكثير بالتركيز والنظام والتصميم فى المسيح الذي يقوينا. لكن علينا أن نعي أن هناك حساب على أعمالنا والوزنات التي بين أيدينا. الله منحنا وزنات ومواهب روحية وجسدية ونفسية ومادية سواء معرفة وحكمة وتعليم وإمكانيات عقلية ومحبة وخدمة وصحة ومواهب ومال ووقت علينا أن نجاهد بها في حياتنا لنربح. كما أن الله لا يحابي أحداً على حساب آخر، لكنه يعرف طاقة كل واحد فما قدمه لنا الله من مواهب لم يقدمها إعتباطاً وإنما هو يعرف ما يناسب كل إنسان لخلاص نفسه وأسرته وخدمة كنيسته ومجتمعه. فلا يتكبر أحد على أصحاب المواهب الأقل ولا يحسد حساب الوزنات الأقل أصحاب المواهب الأكثر، بل نشكر الله ونستثمر ما بين أيدينا. الله يهبنا الحرية والارادة وفى المقابل نجد أن كل منا مسئول عن أستثمار وزناته (مت14:25-30). ويجب ان ننمى وزناتنا الروحية العقلية والعملية وعلاقاتنا فما التفوق والعبقرية الا معرفة من الانسان لمواهبه وبالجهد الامين فى تنميتها بمرور الوقت والتراكم المعرفي والزمنى وبالانجازات تصنع المعجزات. اما الكسالى والخاملين فلا مكان لهم فى عالم اليوم ولا حتى فى السماء من أجل تراخيهم وعدم أهتمامهم بخلاص نفوسهم.
المجالات الهامة فى حياة المؤمن..
+ العلاقة بالله ومحبته والعمل للوصول الى ملكوت السموات يأتي فى أول سلم إهتمامات الانسان الروحي من أجل هذا قال لنا السيد الرب { اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم }(لو 12:31). محبة الله والقريب والنفس هم مثلث راسه محبة الله وضلعيه محبة القريب والنفس { تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الاولى. وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية اخرى اعظم من هاتين} (مر 30:12-31). محبتنا لله وطاعتنا لوصاياه وعمل ارادته فى حياتنا والنظر الى الناس والحياة والأشياء فى ضوء الكتاب المقدس وقيادة الروح القدس يجعلنا نسلك فى النور ونكون نور للعالم الجالس فى الظلمة { لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح}(2تي 1 : 7(. علينا أن نكون أناس صلاة من أجل الجميع ليس من أجل خلاص أنفسنا فقط ولكن ومن هم حولنا بل وعالمنا كله { فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ انْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ} (1تيم 2:1) كما أنه وأجب علينا أن نتوب ونحاسب أنفسنا ونسعي للسلام والمصالحة مع الغير لاسيما أن كان الخطأ قد صدر منا { فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ. فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ وَاذْهَبْ أَوَّلاًاصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.} (مت 23:5-24)
+ الاهتمام بالسعادة الاسرية وبناء اسرة مترابطة قوية سعيده متفاهمة تحيا فى محبة وتعاون وشركة مع الله والكنيسة وتشارك فى المجتمع وتشهد للإيمان اولوية مهمة فى حياة المؤمن، فقد ينجح الانسان فى العمل ويحقق طموحه الدراسي والمادي دون ان يهتم ببناء بيت سليم، فتتفكك الاسرة أو يفشل الأبناء. وكم من اشخاص تغربوا من أجل تحقيق طموحهم المادي وتركوا زوجاتهم واولادهم دون إهتمام وتسبب ذلك فى العديد من المشكلات التي تسبب لهم التعاسة والآلم. لهذا فمن أولويات المؤمن الاهتمام بأهل بيته وأسرته واقربائه وحياتهم الروحية { واما انا وبيتي فنعبد الرب} (يش 24 : 15). علينا التعاون فى تحقيق الإشباع النفسي والروحي والإجتماعي والحرص على النمو السليم لافراد الاسرة مع اشباع حاجتهم للطعام والشراب ومستقبلهم الدراسي والعملي. ومن النجاح الأسري ينطلق المؤمن الى مجال أوسع للعلاقات الإجتماعية مع العائلة والاقارب والجيران والاصدقاء والزملاء والامتداد بالمحبة والعطاء على قدر طاقتنا وتنمية هذه العلاقات للمرضى والمحتاجين والغرباء والمسجونين وذوى الحاجات الخاصة فهذه اساسيات الدخول لملكوت السموات { من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما} (مت 20 : 26).
+الأمانة فى العمل والالتزام به مع الاتزان فى القول والسلوك والعلاقات من المجالات الهامة التي يجب ان يقوم بها المؤمن فى بذل وإخلاص وتفانى حتى وسط أجواء الفساد الاداري والمالي من حوله. العمل مجال للكسب المادي والعيش الكريم يجب ان نوليه الاهمية فى النجاح والتميز فى عالم يسوده التنافس وقلة فرص العمل ومهما كانت وظيفتنا، كبرت أو صغرت علينا ان نحب ما نعمل ونعمله بامانة ونتغلب على التحديات والمضايقات بالحكمة والصبر والمثابرة، ومع الوقت لابد ان يظهر معدنه الانسان جليا للناس، وان كنا ننتظر المجازاة من الله الذى يرى فى الخفاء ويجازى علانية.
+ المؤمن فى كنيسته عضو فعال ومشارك وخادم ناجح على قدر طاقته وعمق محبته وأمانته تجعله محب ومحبوب ويعتمد عليه، كما انه شاهد حي للإيمان العامل بالمحبة فى مجتمعه وبين أصدقائه، يخصص لكل شئ وقت للجد والعمل وقت وللمجاملات والترفيه عن النفس وقت. المؤمن أمين كملح فى الارض لوطنه ويستنير من علاقته بالله وينير الدرب لكثيرين. مع الحرص علي ايجاد توازن وتكامل بين مجالات عمله فى الحياة وأولوياتها والاستجابة للظروف الطارئة والملحة فى حكمة من أجل بناء النفس والغير وعمل الخير والإمتداد نحو حياة وابدية سعيده .

الخميس، 14 سبتمبر 2017

شعر قصير (57) مخلوق علي صورة الله


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
" مخلوق للخير"
يا صديقى كن أنت وغير نفسك لا تكون
أنت مخلوق علي صورة الله ومثاله الحنون
أبغض الشر وطرقه وأبتعد عما لذاتك لا يصون
أعمل الخير للجميع ولاسيما لمن هم لك أقربون
قدم المحبة فنحن عن الدنيا قريبا أو بعيدا راحلون
أزرع الخير والبسمة كنسمة فالجميع لهم محتاجون
تواضع لله والناس جميعا فالله يرفع المتواضعون
كن سفيرا صالحا لله وأقتدي دوما بسير القديسون
......

(2)
" رجائنا في الله"
الهنا صالح دايما معانا حتي لو احنا كنا بعاد
أب حنين بيرعانا ويقودنا ويدينا علم وارشاد
أحنا اولاده وبناته وهو لينا منقذ ومخلص وفاد
رغم المرض والغلاء والضيق متعزين وسعاد
دا حياتنا غربة والقناعة كنز سلام يا أهل البلاد
رجائنا فى الله بحكمته يعيد مجد الأباء والأجداد
بالإيمان يعدي الصعب وبكره يكون أفضل ياعباد
.......
(3)
" يارب القوات"
أيها الرب اله القوات
أطلع الينا من السماوات
ونقي قلوبنا من الخطايا والآفات
لنعوض ما قد مر منا وعبر وفات
بروحك القدوس لتكثر الثمرات
ويدركنا خلاصك بكل البركات
فنمجدك ونسبحك يارب القوات
...........

(4)
"أنت مهندس حياتك"
أنت مهندس حياتك وتقدر تصنع التغيير
حباك ربنا بالعقل زينة وبنعمة التفكير
وهبك روح ترفعك وتفهم محبة القدير
ولما فى أمر تحتار حكم القلب والضمير
أنقاد لروح ربنا يديك حل لكل أمر عسير
صلي لله يرشدك وهو بكل الأمور بصير
تستطيع كل شئ بربنا ومعاه الامور تسير
.....
(5)
" هاتشوف عجائب"
طريقنا طويل ومحاط بمخاطر كتير وتجارب
محتاج نعمة غنية وصلاة لربنا عننا يحارب
بالتواضع والصبر ننتصر ونجاتنا ها تقارب
قائد مسيرتنا قوي ودايما هو منصور وغالب
يرعانا ويحرسنا وإبليس يكون أمامنا هارب
سلم له قلبك وأتكل عليه وهاتشوف عجايب
.....

الجمعة، 1 سبتمبر 2017

الأصغاء لصوت الله (4)الأستجابة لصوت الله


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ علينا أن نستجيب لصوت الله ونطيعه كما يدعونا الكتاب { الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ} (عب 3 : 15). لقد تذمر الشعب قديما علي الله وعلي موسي النبي وقالوا أفي وسطنا الرب أم لا؟ { وقالوا لماذا اصعدتنا من مصر لتميتنا واولادنا ومواشينا بالعطش. فصرخ موسى الى الرب قائلا ماذا افعل بهذا الشعب بعد قليل يرجمونني.} (خر 3:17-4) وأمر الرب موسي أن يخرج لهم من الصخرة ماء، والصخرة كانت تشير الي الرب يسوع المسيح { وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح }(1كو 10 : 4).علينا ان نصغي ونستجيب لصوت الله حتى يرحمنا ويقبل اليه صلواتنا ويهبنا حياة أفضل ورجاء صالح وحياة أبدية
+ العناد ورفض صوت الله ... لقد رفض شاول الملك قديما الأستماع الي صوت الرب فكانت النتيجة رفض الله لشاول وهلاكه وموته في الحرب وقال له صموئيل النبي { فقال صموئيل هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب هوذا الاستماع افضل من الذبيحة والاصغاء افضل من شحم الكباش. لان التمرد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم لانك رفضت كلام الرب رفضك من الملك.} (1صم 22:15-23). لهذا يحذرنا الكتاب المقدس من العصيان كما عصا الشعب قديما فى البرية فلم يدخلوا الي أرض الموعد. بطاعتنا لله وحياة الإيمان العامل بالمحبة ننال السماء وأمجادها { فلنجتهد ان ندخل تلك الراحة لئلا يسقط احد في عبرة العصيان هذه عينها. فاذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات يسوع ابن الله فلنتمسك بالاقرار. لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية. فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة و نجد نعمة عونا في حينه} ( عب 11:4،14-16). هناك أناس لهم عيون ولكنها لا تبصر عجائب وأعمال الله أو تنسبها لأنفسها أو حتى تنكرها ولهم أذان ولكنها لا تسمع صوت الله يكلمها بطرق متنوعه ويدعوها للإيمان والخلاص.
+ طاعة صوت الله .. علينا أن ننزع القساوة من قلو ونستجيب لصوت الله لنا ونرجع اليه بسرعه مفتدين الوقت فالله يدعونا الي التوبة والسير فى طريق الفضيلة والتقوى. كان شاول شديدًا جدًا في غيرته ومضطهدًا للكنيسة وفعل ما فعله بجهل (اتى 1: 13). فلما ظهر له السيد المسيح ودعاه قبل كلام الرب بفرح، وآمن وتألم لأجل المسيح والكرازة بالإيمان المسيحي، كما كان بطرس الرسول حساسا فى توبته مجرد أن سمع صياح الديك بكى بكاء مرًا. وزكا العشار تطلع إليه السيد المسيح وكلمة فلم يحتمل. وأعلن توبته أمام الجميع (لو 19: 5). القلوب الحساسة تستجيب لأية إشارة من الله ولو من بعيد، يهتز قلبه لها ويفرح ويطيع، لأن قلبه متفتح لله باستمرار. أن طاعتنا لصوت الله تهبنا سلام وبركة ونعمة فى عيني الله هكذا أطاع أبونا أبراهيم قديما صوت الله فصار بركة وبنسله تباركت كل شعوب الأرض وصار لنا مثالا فى الطاعة {بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداًأَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي }(عب 11 : 8). وبالإيمان أطاع صوت الله وقدم أبنه وحيده وأثقا فى قدرة الله على أقامة أبنه من الأموات { بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ. الَّذِي قِيلَ لَهُ: «إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ».إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضاً، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضاًفِي مِثَالٍ.} ( عب 17:11-19).
+ التوبة كاستجابة لصوت الله ... أن الله لا يسر بموت الخاطي بل أن يرجع عن طريق وتحيا نفسه { لا يتباطا الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتانى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة} (2بط 3 : 9). أن الله يسعي لخلاص الجميع { الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ}(1تي 2 : 4). لقد دعانا الله الي حياة الإيمان والقداسة { مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ»} (مت 4 : 17) {قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ} (مر 1 : 15) وعلينا أن نستجيب لدعوة الله ونرجع الي بكل قلوبنا { فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ }(اع 3 : 19). وهذا هو أمر الرب { فَاللَّهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا مُتَغَاضِياًعَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ }(اع 17 : 30). والتوبة تعني الرجوع الي الله وترك الخطئية والأعتراف بها ومعالجة نتائجها وعدم العودة الله وفعل الخير والسير فى طريق القداسة والثمر الروحي حتى لا نظهر أمام الله فارغين. بل نكون قديسين بلا لوم فى المحبة { بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة }(1بط 1 : 15). فلا نعرج بين محبة الله وشهوات العالم وطرقه الشريرة والملتوية { فَتَقَدَّمَ إِيلِيَّا إِلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ وَقَالَ: حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللَّهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ. فَلَمْ يُجِبْهُ الشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ }(1مل 18 : 21). { كما اختارنا فيه قبل تاسيس العالم لنكون قديسين و بلا لوم قدامه في المحبة }(اف 1 : 4) . لقد قبل الله توبة داود بعد خطيئته وعندما وبخه ناثان النبي قال عبارة واحدة هي " أنت هو الرجل" فصرخ داود قائلا "أخطأت إلى الرب". وتاب توبة قوية كان فيها في كل ليلة يعوم سريره بدموعه ويبل فراشه" (مز 6). والمرأة السامرية، مجرد جلسة واحدة مع السيد المسيح غيرت حياتها كلية. وتحولت من امرأة خاطئة الي مبشرة بخلاص المخلص وكان لها قلب رقيق يمكن أن يستجيب بسرعة للرب أكثر من الكتبة والفريسيين فى ريائهم كانوا يتكلموا عن المبادئ العالية ولا ينفذونها بل ويدينوا السيد المسيح لشفقته ورحمته بالخطاة. القديس أغسطينوس قضى فترة طويلة بعيدا عن الله، لأن الصوت الإلهي لم يكون قد وصل إليه واضحًا. فلما وصله صوت الرب، استجاب للتو، بكل القلب وبكل العاطفة وصار قديسا. كذلك مريم المصرية ظلت بعيدة عن الله زمنا، وبعيدة عن صوته. ولكن لما شعرت بصوت الله وهو يناديها عند الأيقونة المقدسة، تغيرت تغيرًا كاملًا، واستجابت للرب، وعاشت بقية عمرها في محبة الله. العاطفة القوية للخطاة وعمل الرب معهم أشعل محبة الله فى قلوبهم وجعلهم يتوبوا ويركضوا فى طريق القداسة.
+ التكريس أوالزواج كاستجابة لصوت الله .. أن الله يريد نفوس مكرسة له تحبه وتتبعه. سواء فى زواج مقدس { فَأَثْمِرُوا أَنْتُمْ وَاكْثُرُوا وَتَوَالَدُوا فِي الأَرْضِ وَتَكَاثَرُوا فِيهَا} (تك 9 : 7). أو فى حياة بتوليه مخصصه لله، فكل الداخلين للسماء هم نفوس عذاري حكيمات متزوجين أو بتوليين أحبوا الله وأمتلأت أوعيتهم بزيت الروح القدس والإيمان العامل بالمحبة بحسب الوزنات المعطاة لهم من الله. الله يريد أن نعطيه قلوبنا أولاُ { يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي} (ام 23 : 26). ثم نعمل معه ونخدم ونبذل ذواتها فى خدمته وخدمة أخوتنا بامكانياتنا المتاحة فالحصاد كثير والفعلة قليلون وعلينا أن نعمل مع الله ونكرس له حياتنا كليا أو جزئيا حسب طاقة وأمكانيات كل واحد وواحدة منا لقد دعا السيد الرب تلاميذه قديما فاستجابوا لدعوته وعمل بهم واضاء المسكونة بتعاليمهم { وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةًفِي الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ». فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا شِبَاكَهُمَا وَتَبِعَاهُ. ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلاًفَرَأَى يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَهُمَا فِي السَّفِينَةِ يُصْلِحَانِ الشِّبَاكَ. فَدَعَاهُمَا لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَهُ.} ( مر 16:1-20). وهكذا سمع الشاب أنطونيوس يوما صوت الله فى الإنجيل يقول للغني { قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاًفَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي»} (مت 19 : 21). وأعتبر هذا الصوت موجه له هو فذهب ووزع كل ماله علي الفقراء وتبع الله فاصبح أباً لكل الرهبان.
أن الله أمين وعادل لا ينسي تعب المحبة وقد قال للقديس بطرس قديما { فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «?لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاًعَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاًأَوْ إِخْوَةًأَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباًأَوْ أُمّاًأَوِ امْرَأَةًأَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.} (مت 27:19-29).فالله يعطي كل وأحد حسب عمله. وعلينا أن نسمع ونعمل بكلام الله فيكون لنا ثمر صالح ويدوم ثمرنا لمجد أسمه القدوس، أمين.