نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 30 يونيو 2020

آية وتأمل وقول لكل يوم - ماذا تريد يارب أن أفعل؟ - الثلاثاء 30 يونيو 2020م.


القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+  { فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: «يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟» فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُم وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ»} (اع  9 :  6)
 {So he, trembling and astonished, said, "Lord, what do You want me to do?" Then the Lord said to him, "Arise and go into the city, and you will be told what you must do"} (Act  9 :  6).
+ كان شاول رجل فريسي متعصب يضطهد كنيسة الله وقد أخذ رسائل من رؤساء كهنة اليهود الى دمشق للقبض على أتباع السيد المسيح ولكن ظهر له المخلص وغير مجرى حياته { اما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا و قتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم. وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الأرض و سمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني .فقال من أنت يا سيد فقال الرب أنا يسوع الذي انت تضطهده صعب عليك ان ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد ان افعل فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل} ( أع 1:9-6).  ذهب شاول بعد الرؤيا الى مدينة دمشق الى حنانيا الذي عرفه بالمخلص ربا والها فأمن واعتمد على يديه  بالسيد المسيح وبقي فترة من الزمن متتلمذاً وفاحصاً ما جاء فى الكتب وبعدها جال كل حياته كارزا  ومبشراً بفضل من دعاه من عالم الظلمة الى نوره العجيب .
+ يجب علينا ان نسأل هذا السؤال ( يارب ماذا تريد ان أفعل ؟) ونعرف ما هي ارادة الله الصالحة الكاملة وماذا يريدنا ان نفعل في ضوء تعاليمه المقدسة وإرشاد الروح القدوس واقوال الاباء القديسين حتى نتمم إرادة الله فى حياتنا { ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات (مت 7 : 21). الإنسان المؤمن لا يشاكل أهل العالم فى طرقهم الملتوية أو أفعالهم الإثمة { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة (رو 12 : 2).
+ الله يريد خلاصنا ونجاتنا من الهلاك وهكذا يقول الإنجيل { الله يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). ولكن ليس الجميع يطيعون الإيمان ويخلصون لان الله اعطانا الحرية والارادة ان نتبعه أو نعصاه { يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا ، هوذا بيتكم يترك لكم خراباً} (مت 23 : 37-38 ). ولهذا يطلب منا ان نعطيه قلوبنا {  يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي } (ام 23 : 26). والإنجيل يقصد بالقلب الإنسان الداخلي ومشاعره وأفكاره وإرادته ونحن عندما نحب الله نسعى لمرضاته وحفظ وصاياه والعمل بها حتى النفس الأخير .
+ الله يريد قداستنا { لأن هذه هي ارادة الله قداستكم }(1تس 4 : 3) فبدون القداسة لا يري أحد الرب والقداسة  تعنى جهادنا فى حياة التوبة والصلاة وإن نتقدس بكلمة الله والعمل بها والتناول من الأسرار المقدسة وان تكون حياتنا وأعمالنا مخصصة لمجد أسمه القدوس ، لقد كان رئيس الكهنة في العهد القديم يضع على رأسه عمامة كتب عليها قدس للرب ، ونحن عندما نرشم بالميرون المقدس فهذا لكى تتقدس حواسنا وأفعالنا وسلوكنا وارادتنا {لكي لا يعيش ايضا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لإرادة الله ،لان زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر والبطر والمنادمات وعبادة الأوثان المحرمة} (1بط 4 : 2-3). هكذا نحن كابناء الله نسعى فى طريق التوبة وننمو فى معرفة إرادة الله والاتحاد به إلى ان نصل لملء قامة الكمال الروحى التى يريدها لنا الله كابناء وبنات له .
+ من محبة السيد المسيح لنا يعتبرنا قريبين له وأهل بيته متى صنعنا مشيئته {لان من يصنع مشيئة الله هو اخي واختي وامي} (مر 3 : 35)  لقد جاء كلمة الله متجسداً لكى ما يرينا ما هى مشيئة الله تاركاً لنا مثالاً لكى نتبع خطواته {قال لهم يسوع طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله} (يو 4 : 34). لقد تمم الابن الوحيد الجنس إرادة الآب السماوي فى خلاصنا و فدائنا ولكى مايردنا مرة أخرى إلى الفردوس فهل نحن نشهد لمحبة الله المعلنة لنا فى المسيح يسوع .
+ علينا ان نصغي إلى صوت الله الينا من خلال كتابه المقدس أو من خلال صوت روحه القدوس داخلنا وقيادته لنا او من خلال المرشدين الروحيين واباء الاعتراف ومن خلال الصلاة والتأمل فى الاحداث اليومية وليكون لنا الأذان الروحية المدربة على معرفة ماذا يريد الله لنا ان نفعل فهو أمين وعادل سيعرفنا ماذا ينبغي لنا ان نفعل علينا ان نطيع ولا نحزن او نقاوم روح الله القدوس وعمله فينا.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ الإرادة هي ما يدفعك للخطوة الأولى على طريق الكفاح ، أما العزيمة فهي ما يبقيك على هذا الطريق حتى النهاية
+ ما هو هذا المقبول؟ الصلاة من أجل جميع الناس. هذا هو المقبول لدى الله، هذه هي إرادته... تمثل بالله، فإنه يريد أن جميع الناس يخلصون.  وها هو سّر صلاة الإنسان من أجل الجميع. إن كان الله يريد أن جميع الناس يخلصون، فلترد أنت أيضًا هذا! وإذ تكون هذه هي إرادتك، فصلِ لكي تتحقق هذه الإرادة، فإن الإرادة تقود إلى الصلوات-  القديس يوحنا الذهبي الفم 
+ من الشعر الروحي:-   
          " مخلوق للخير"
يا صديقى كن نفسك كما يريد الله لك أن تكون
أنت مخلوق علي صورة الله ومثاله الحنون
أبغض الشر وطرقه وأبتعد عما لذاتك لا يصون
أعمل الخير للجميع ولاسيما لمن هم لك أقربون
قدم المحبة فنحن عن الدنيا قريبا أو بعيدا راحلون
أزرع الخير والبسمة كنسمة فالجميع لهم محتاجون
تواضع لله والناس جميعا فالله يرفع المتواضعون
كن سفيرا صالحا لله واقتدي دوما بسير القديسين.

الاثنين، 29 يونيو 2020

آية وتأمل وقول لكل يوم- « مُدَّ يَدَكَ» - الإثنين 29 يونيو 2020م.

القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ كان السيد المسيح وسيبقى دائما يجول يصنع خير مع كل أحد وهو على استعداد تام ليشفى الايدي المشلولة والعاجزة أو التي لا تمتد لعمل الخير بسخاء، كما فعل قديما مع ذو اليد اليابسة { وَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ: «قُمْ وَقِفْ فِي الْوَسْطِ». فَقَامَ وَوَقَفَ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَسْأَلُكُمْ شَيْئاً: هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ إِهْلاَكُهَا؟». ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى جَمِيعِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا. فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى.} (لو 8:6-10). ويجول السيد المسيح دائما يصنع خيرا ويعلم الشعب ويعلن اقتراب ملكوت الله { وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. ولما رأى الجموع تحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها.} ( مت 35:9-36(. وبعدما أكمل الرب خدمته الجهارية فى العالم بسط ذراعيه على عود الصليب ليجذب إليه الكل ، يجذبنا الى احضانه الابوية { وانا ان ارتفعت عن الأرض أجذب اليٌ الجميع}( يو 32:12.( وتحققت به نبؤة اشعياء النبي { قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق الى النصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الامم} (إش  42 :  3) .السيد المسيح كان وسيبقى رجاءاً لكل أحد ومن يتكل عليه لا يخزى ابدا.
+ الله يريد أن يشفي ايدينا العاجزة وركبنا المخلعة ويوقظ الضمائر النائمة، لنعمل معه ويجول بنا يصنع الخير. هو على استعداد ليشفي جهلنا وتقصيرنا ويعمل معنا كطبيب شافي  و يستخدمنا لصلاحه. يريد أن نعمل معه نمسح دموع المحتاجين ونواسي الحزانى ونصافح حتى الأعداء ونصلى من أجل المسيئين ونضمد جراح المتألمين { قَّوِمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى.} (عب 12:12-13). علينا أن نتبعه في جولاته على الأرض لخدمة البشرية، مظهرا عطفه وحنانه ورحمته ومحبته للبشرية، نعمل معه ونطلب منه أن يشترك معنا في كل عمل صالح ولا نكف عن الخدمة ومد أيدينا لكل أحد بالخير ونقدم التشجيع والمحبة والخير لكل محتاج. لقد عمل ولازال ويظل يعمل أيضا ونحن مخلوقين لاعمال صالحة { لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا } (اف 2 : 10). وفي كل مرة يكون في وسعنا ان نعمل الخير ونقصر فاننا نرفض الشفاء والاشتراك في العمل مع الله. فمد يدك ولا تقصر في عمل الخير، فما يزرعه الانسان اياه يحصد على الأرض وفي السماء، أمين.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ الفرصة تمر مر السحاب، فانتهزوا فرص الخير.
+عطاء بدون وعد خير من وعد بدون وفاء.
+ والآن أدعوكم لنرتفع بتفكيرنا من هذه الأمور الحاصلة معنا إلى تلك السمائية التي تفوقها. فأنت تدعو الله أبًا، فأكرمه بطاعة متأهِّبة، وقدِّم له الخضوع الذي يحق له، وعش الحياة التي ترضيه، ولا تسمح لنفسك أن تكون عنيفًا أو متكبرًا، بل على النقيض وديعا خاضعًا، مستعدًّا بلا أيِّ إبطاء أن تتبع أوامره حتى يكرمك هو بدوره ويجعلك شريكًا في الميراث. القديس كيرلس الكبير 
+ من الشعر الروحي:-   
"
عمل الخير "
سألوني أية أهم حاجة يمكن منحها للإنسان
الاهم منح الناس الثقة والإحساس بالأمان
التشجيع الصادق في الشدة وتقوية الإيمان
المحبة العملية في تقدير وتواضع وإحسان
الدفاع عن المظلوم وإراحة المثقل والتعبان
خدمة الغير وعمل الخير والصفح والغفران
الابتسامة والكلمة الطيبة في عالم الحرمان 

السبت، 27 يونيو 2020

آية وتأمل وقول لكل يوم- مفتدين الوقت - الأحد 28 يونيو 2020م.



القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ،. مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ.} (أف 15:5-16)
{ See then that you walk circumspectly, not as fools but as wise. redeeming the time, because the days are evil.} )Eph  5 :15-16).

+ أن قام بعض الأشرار باختطاف أبنك وطلبوا منك فدية لقاء تسليمه لك سالما! الإ تكون على استعداد أن تدفع أية فدية لتحرير ابنك أو ابنتك وأسترداده؟ الكتاب يستخدم هذا التعبير ليُعلن أن الوقت غال جداً. اوقاتنا ثمينة جداً وحياتنا الزمنية هى ثروتنا الحقيقية للأعداد للأبدية. فعلامة التعقل هو افتداء الوقت. أهمية حياتنا الحالية هى فى كونها علة حياتنا الأبدية أو هلاكنا الأبدى. فانظر لأهمية الوقت وكيف تستثمره فمن يسلك فى النور، ويحيا حياة سماوية الآن سيكمل ما بدأه على الأرض فى السماء ويكون نصيبه فى النور فى السماء. أما من يسلك فى الباطل والمسليات الفارغة، أو فى خطايا وظلمة هذا العالم سيكون مكانه في الظلمة الخارجية ويضيع إكليله السماوى. وما هو الثمن المطلوب لنفتدى الوقت؟ الموضوع يحتاج لتدريب وحكمة للاستفادة من الوقت في سعي لخلاص نفوسنا نسهر مع الله، فى الصلاة والتسبيح ودراسة الكتاب المقدس، وفي الخدمة الباذلة ومن يفعل سيبدأ حياته الأبدية من الآن وسيشعر بأنه يحيا فى السماويات وسيكون له كنزاً سماوياً، هو بهذا سيكون يعمل لحساب أبديته ويتذوق عربون الأبدية.
+ يشتكي أو يعتذر البعض من ضيق الوقت فى عصر السرعة أو نري البعض يشتكي من الفراغ والبطالة و يضيعوا وقتهم في أشياء لا تبني أو تفيد. وللإنسان الحكيم، الوقت له قيمته الثمينة فلا نستطيع ان نسترده أن أضعناه.  ولما كانت حياة الإنسان من صنع أفكاره التي تترجم إلى أفعال، وسلوكه الذي يتحول الى عادات وتصبح حياة وتحدد المصير، فقد أصبح لزاما علينا أن نستغل ونستثمر الوقت حسنا و ننمي أنفسنا بأفكار مقدسة صالحة ونحولها إلى سلوك مقدس ونجول نصنع خير مفتدين الوقت لأنه مقصر. علينا أن نثمر ويدوم ثمرنا الصالح ليمتد بنا الي الأبدية السعيدة { الحكيم عيناه في رأسه أما الجاهل فيسلك في الظلام.} ( جا 14:2). الإنسان العاقل يفكر في أفعاله قبل وقوعها وليس بعد حدوثها، الكلمات قبل نطقها الفرصة قبل ضياعها والوقت قبل أن يعبر ويمضى.  علينا ان نحرص على ألا تضيع الفرص منا، مثل فرصة التوبة { لأنه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه}(مت 26:16).
+ المسيح هو أقنوم الحكمة، ومذخر لنا فيه كل كنوز الحكمة والعلم { المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم} (كو 2 : 3). وهو لا يبخل علينا بالحكمة بل يعطينا ذاته ويفرح ان نطلب منه الحكمة { انما ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له} (يع 1 : 5). من يتتلمذ على  المسيح ووصاياه وينقاد بالروح القدس يسلك بحكمة ويحيا فى سلام على الأرض وتكون له الحياة الأبدية. الله يريدنا أن نسلك بتدقيق. الحكمة التي من الله تقود الي التصرف الحسن فى وداعة الحكمة { مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَّزُبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ. لَيْسَتْ هَذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَّزُبُ هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ. وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَاراً صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ.} ( يع 13:3-17). فلنفحص أنفسنا ونسلك بحكمة فى كل شئ. 
+ ينخدع البعض فينجذب للزمنيات كمن هو لن يموت أبداً، ثم تطلب نفسه منه فجأة. لذلك إن لم ننتهز فرصة الوقت يضيع لحساب العالم الشرير فلنستثمره ليصير وقتاً للسماويات، و لنبدأ حياتنا الأبدية من الآن ولا نضيع الوقت فى الفراغ والكسل، بل ندرك مشيئة الله ونستغل كل فرصة لنعرف إرادته وبذلك نكون حكماء في تصرفاتنا و نسلك في الحياة كحكماء. يا احبائي حياتنا اوقات ومن يضيع أوقاته فإنه يضيع حياته. فليكن وقتنا ثمين في أعيننا نستغله في خدمة الله والناس وبناء أنفسنا على الايمان الاقدس، امين.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ عندما نسئ استخدام الوقت فأننا نبدد المورد الوحيد الذي لا يمكن ابداً استرداده.
+ هناك زهور لكل وقت وليس الربيع فقط.
+ فإذا أردنا إذا أن نُولد من الآب السماوي، فينبغي أن نفعل شيئًا يفوق ما يفعله سائر البشر، بالاجتهاد والجد والغيرة والمحبة، والسيرة الصالحة، وأن نكون في الإيمان ومخافة الرب، كأناس يشتهون الحصول على خيرات عظيمة بهذا المقدار، وأن نرث الله نفسه. كما يقول الكتاب { الرب هو نصيب ميراثي وكأسى} (مز 5: 16). وينظر الرب قصدنا الصالح وصبرنا وثباتنا، ويسكب رحمته علينا ويطهرنا من دنس الخطية، ويجعلنا مناسبين و ملائمين للملكوت. القديس مقاريوس الكبير - العظة الثالثة عشر
+ من الشعر الروحي:-
       " مفتدين الوقت "
الآن بداية الوقت المتبقي لك في أيام حياتك
فافتدي الوقت وعوض حسناً ما ضاع  وفاتك
لا تؤجل التوبة ابداً فلا تدرى متى وقت وفاتك
ازرع خير تحصد خير واستثمر وقتك ووزناتك
قاوم هواك وأصنع إرادة الله ولا تطاوع شهواتك
لا ينفعك مال أو ذهب متى ذهبت بلا نفع أوقاتك
كن مستعد للقاء الهك تفرح وتخلص وتربح ذاتك

آية وتأمل وقول لكل يوم -الالتزام والاتزان - السبت 27 يونيو 2020م.




القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ { فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ} (مت  5 :  48)
{Therefore you shall be perfect, just as your Father in heaven is perfect}  (Mat  5 :  48).
+ يتميز المؤمن الحقيقى بالتكامل فى شخصيته وعلاقاته مما يقوده إلى الالتزام  والأتزان، فيلتزم بعمله ووعوده وعهوده وقيمه الروحية وبالنظام والقانون وحفظ وصايا الله ويعمل بها فينجح فى كل ما يفعل { فاحفظوا كلمات هذا العهد واعملوا بها لكي تفلحوا في كل ما تفعلون} (تث 29 : 9). الإنسان الروحي هو شخص ملتزم و متزن في كلامه وتصرفاته وفي تنظيم وقته وحتى في سيره ولباسه وطعامه، يحيا فى اعتدال دون تطرف أو تسيب فى تكامل وتوازن فى شخصيته. إن الالتزام والاتزان هما تحلى بروح المسئولية كقيمة ومبدأ روحى وهو لا يعنى فقط أحترام المواعيد والوفاء بالعهود والوعود بل ايضا الالتزام الإيماني السليم والالتزام بالروحيات و الأخلاقيات والسلوك الحسن أمام النفس والله قبل ان يكون مع الناس.
+ الالتزام والاتزان هما ضبط للنفس وتعفف داخلى تظهر ثماره في علاقاته الخارجية { من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية. لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. فاذا من ثمارهم تعرفونهم. ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات} (مت 16:7-21). الالتزام الروحي هو مرحلة أعلى بكثير من الإلزام القانوني او مراعاة قيم وعادات المجتمع والتي يخضع لها الإنسان بحكم القانون وتقع عليه العقوبات أو الأحكام او الرفض الإجتماعي إن لم ينفذها فهو هنا إلزام اضطرارى أما الالتزام فينبع من ضمير وروحيات الانسان واخلاقه { لان فخرنا هو هذا شهادة ضميرنا اننا في بساطة وإخلاص الله لا في حكمة جسدية بل في نعمة الله تصرفنا في العالم ولا سيما من نحوكم} (2كو 1 : 12(.
 + الاتزان يعني الاعتدال في  جميع مجالات الحياة، الفلاسفة يعرفون التوازن بأنه عدم الميل إلى جانب على حساب بقية الجوانب، إنه القدرة على وزن الأمور وتقديرها التقدير السليم والصحيح دون تهويل أو تهوين، ولقد عرف أرسطو الفضيلة بأنها ( وسط عدل بين إفراط وتفريط كلاهما رذيلة). الشجاعة مثلاً هي الوسط العدل بين الجبن والتهور، كما أن التواضع هو الوسط العدل بين الخنوع والكبرياء، والكرم هو الوسط العدل بين البخل والإسراف، والحزم هو الوسط العدل بين القسوة والتساهل، والعفة هي الوسط العدل بين التزمت والتسيب، والحرية هي الوسط بين الانضباط والانفلات، والضحك هو الوسط العدل بين الجد واللهو الشخص المتزن هو من يقوم بكافة الأنشطة في الحياة بقدر معقول بحيث لا يطغى جانب على جانب آخر، وهو شخص متكامل نفساً وجسداً وروحاً ويسدد ويهتم بكل احتياجاته الفسيولوجية كالأكل والشرب والنوم والنظافة واحتياجاته النفسية والروحية كالحاجة إلى الحب والاحترام والأمن والتقدير والعلاقة مع الله  مسددة بطريقة متوافقة ومتناغمة وعلينا أن نزن الأمور بميزان دقيق وحساس، ونعرف بوضوح إيجابيات الأمور وسلبياتها ونتخذ القرارات الصحيحة فى الوقت المناسب.
+ الالتزام والاتزان دليل على  النضج الروحي والإحساس بالمسئولية والجهاد الروحى مما يجعل الإنسان ذو مصداقية و راض عن نفسه ومحل احترام الغير ووصول الى الرجولة الروحية. إنه إدراك واعي لجدية الحياة الروحية { الرخاوة لا تمسك صيدا أما ثروة الانسان الكريمة فهي الاجتهاد} (ام 12 : 27). ان ادراكنا ان لنا أعداء يتربصون بنا، يجعلنا نعمل بحرص ونشاط ونحن مستعدين لكل عمل صالح. إن النفس التي تستسلم لحياة الكسل والرخاوة تكون العوبة فى يد الشيطان وأفكاره أما الإنسان الملتزم والعامل بنشاط فانه ينمو يوماً فيوم { ايها الاخوة انا لست أحسب نفسي أني قد أدركت ولكني أفعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء وامتد الى ما هو قدام }(في 3 : 13). المؤمن الملتزم والمتزن ينمو روحيا نمو سليم { حافظ الوصية حافظ نفسه والمتهاون بطرقه يموت} (ام 19 : 16)  ويهتم بجوانب حياته المختلفة سواء على المستوى الشخصى الروحي والفكري والعقلي والجسدي أو العائلي أو الاجتماعي أو العملي والمالي ويحترم الوعود والاتفاقات فتكون كلمته أفضل من أي اتفاق مكتوب وموثق دون شهود أو إمضاء فيكون إنسان صادق ومستقيم وإنسان ذو خلق يحيا حياة الفضيلة والبر.
+ في وسط هذه الأجواء المشبعة بالتطرف في غالبية مناحي الحياة، ووسط التخبط الشديد في عصر العولمة وانفتاح الدنيا بهذا الشكل المخيف يأتينا صوت السماء من خلال كتابنا المقدس والذي يريد لنا حياة الاتزان والاعتدال في شتى المجالات، فهل من سامع منصت لأقواله { كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل}(مت 5: 48).ان الالتزام الروحي والأدبي يريح صاحبه ويجعله يحيا فى سلام مع نفسه الله والناس ويكون محترم ومحبوب بين الناس ينال رضا الكل وتكون كلمته عند الناس لها أهميتها وثقلها وينجح ويحقق أهدافه فى الحياة وينال الحياة الأبدية.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ الحياة كالبيانو هناك اصابع بيضاء وهناك أصابع سوداء. فى أوقات الرخاء أو الشدة، تعلم كيف تعزف لكي تُعطي الحياة لحناً.
+ عندما يخطئ سهمك لا تفكّر ما سبب الخطأ، ولكن اسحب السّهم الثّاني وفكّر كيف تصوب بطريقةٍ صحيحة.
+ يلزمنا أن نطلب فضيلة التمييز بكل طاقاتنا عن طريق الإتضاع، هذا الذي يحفظنا بدون أي ضرر في أي جانب من الجانبين. المغالاة في الصوم والنهم كلاهما يؤديان إلى نهاية واحدة. فلنتقدم باعتدال سليم، ونسير في الطريق الوُسطى بروح التمييز. من مناظرات يوحنا كاسيان
+ من الشعر الروحي:-
                    " بدون عنوان"
قال نفسي أقولك كلمتين  يا صاحبي بدون عنوان
قلتله قول منك أستفيد أنا كلى لك أذنان مصغيتان
قال المهم مش تسمع، المهم تعمل بجدية الإنسان
تحب ربك وتطيع وصاياه وتتعلم منه صنع الإحسان
تسلك في الطريق الوسطي باعتدال والتزام واتزان
أضبط الفكر وأجعل للسان لجام الشفاه والأسنان
عملك له أجره ويوم القيامة كله راح ينكشف ويبان

الخميس، 25 يونيو 2020

آية وتأمل وقول لكل يوم - الحاجة الي واحد - الجمعة 26   يونيو 2020م.




القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ { مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئا فِي الأَرْضِ} (مز  73 :  25)

{ Whom have I in heaven but You? And there is none upon earth that I desire besides You} (Psa  73 :  25).

+ نحن غرباء على الأرض ووطننا الحقيقى هو السماء وهي مستقرنا الأخير الذي علينا أن نعد أنفسنا له لنكون فيه مع الله كل حين، وبالرغم من قصر حياتنا على الأرض فهي فترة  إعداد النفس لمكانها فى السماء لكن البعض يهتموا ويضطربوا من أجل أمور مؤقتة كثيرة، ويفقدوا سلامهم ويحيوا في أرق وقلق وتوقع لمخاطر قد لا تحدث ابداً، أو ينشغل البعض باعمالهم وأموالهم أو رغباتهم ومتطلباتهم وتأمينها والخوف من الغد وفى ذلك لا ينعمون بما فى يومهم من سعادة أو عبادة أو شبع بالعلاقة بالله والغير وكلما كثرت مشغولياتنا ورغباتنا ارتبكت حياتنا. ومع هموم الحياة ومشاغلها قد يهمل الكثيرين الحاجة الأكثر أهمية لنا وهي النصيب الصالح الذي نحتاجه إلى الأبد وهو الله ومحبته والتأمل فى كلامه المعطي الحياة. أما النفس الشبعانة بالمسيح فإنها تدوس عسل العالم ومتعه الزائلة { النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو}( ام 27 : 7) فلنطلب من الرب ان يجعل نفوسنا ممتلئه بالايمان وشبعانه من محبة الله وكلمات فمه وعمل نعمة روحه القدوس فينا. لقد عرف المرنم أن شبعه وسعادته ومستقره فى الله ساكن السماء فقال { مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئا فِي الأَرْضِ} (مز 73 : 25).
+ عاتب السيد المسيح مرثا على ارتباكها فى خدمات كثيرة ، حتى لو بدت لنا صالحة كأن نخدم بيت الرب ونهمل رب البيت { فأجاب يسوع وقال لها مرثا مرثا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة. ولكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها} (لو 41:10-42). المسيح في إجابته على مرثا المرتبكة لم يقل لها أن تمتنع عن العمل وإلاّ لمات الناس جوعاً، وهلك المخدومين من عدم الخدمة، لكن المسيح يشرح لها أننا نحتاج بالدرجة الأولى إلى الجلوس عند قدميه نشبع به ونعرفه فنمتلئ بالسلام ويزول ارتباكا. الواحد الذي نحتاجه هو المسيح، أمّا باقي الأشياء فهي سوف تنتهي بإنتهاء الجسد فعلينا أن لا نرتبك بسببها كما ارتبكت مرثا، ونسيت أن تجلس عند قدمي المسيح. للأسف هذا حال الكثيرين في هذه الأيام، فهم مرتبكين بأمور هذه الحياة، لا وقت لديهم للصلاة ولا للكتاب المقدس.
+ السيد المسيح لم يَلُمْ مرثا على خدمتها بل لإرتباكها في أمور كثيرة تاركة كلمة الحياة الأبدية، إذاً هو ينبه على أهمية الشعور بالحاجة لكلمة الحياة الأبدية. والشبع بالله ومحبته، إن مثَّلت مريم جماعة العاملين في الكنيسة خاصة الخدَّام فان مريم تمثل جماعة المتأمِّلين، لكن علي كل مسيحي ان  يحمل في قلبه فكر مرثا ملتحمًا بفكر مريم، فلا جهاد حق خارج حياة التأمُّل، ولا حياة تأمُّل صادقة بلا عمل. حقًا لكل عضو موهبته، فمن الأعضاء من يحمل طاقة عمل قويَّة قادرة على الحركة في الرب على الدوام. ومنهم من يحب الهدوء والسكون ليحيا في عبادة وتأمُّل. ولكن يلزم على الأول وسط جهاده أن يتمتَّع بنصيب من الحياة التأمُّليَّة اليوميَّة حتى لا ينحرف في جهاده، ويليق بالثاني أن يُمارس محبَّته عمليًا بالجهاد، إن لم يكن في خدمة منظورة، فبالصلاة على لسان الكنيسة كلها بل ومن أجل العالم كله.
+ الحاجة إلى واحد أي إلى شخص المسيح ومعرفته، وليس الاهتمام الزائد بالماديات وفي نفس الوقت علينا أن نعرف أنه لا يكفي أن نجلس ونتأمل ونهمل خدمتنا كوزنه من الله. ما يريده المسيح هو التعقل والاتزان. لا نترك هذه ولا نهمل تلك. المسيح يريدنا أن تكون لنا خلوتنا ولكن ليس على حساب الخدمة، ويكون لنا خدمتنا ولكن ليس على حساب خلوتنا فالتوازن مطلوب. أن محبة المسيح تدوم وتثبت في قلب الإنسان، هنا على الأرض وهناك في السماء. أما الأطعمة أو الماديات عموماً فهي إلى زوال، إما نتركها ونمضي بالموت أو تزول هي عنا. فليكن لنا يا أحبائى غيرة روحية وسعي دائم لخلاص أنفسنا والجلوس مع الله فى صلاة وتأمل فى كلامه المحيي ونجاهد لكي نرضي الله وأحظى بمحبته والنمو فى معرفته وتعويض ما فاتنا من أيام آكلها الجراد ولم يكن لنا فيها ثمر روحي لننعم بالسعادة والهدوء والراحة ويحل ملكوت الله داخلنا.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ قَالَتْ نَفْسِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُوهُ (مرا  3 :  24)
+ جلست على قمة العالم عندما أحسست أني لا أشتهي شئ ولا أخاف شئ. القديس أغسطينوس
+ لتدركوا أيها الأحباء أن فرح كل الأفراح يتحقق بالبهجة في الثالوث الذي خُلقنا على صورته. أينما توجهت نفس الإنسان فإنها إن لم تتجه نحوك تجمع لقلبها الأحزان، حتى إن التصقت بما هو محبوب لديها. إن كان هذا المحبوب خارج الله، فإنها تلتصق بالحزن. لأن هذه الأمور الجميلة لا وجود لها بدونك. هب لي أن أسبحك من أجل هذه الأشياء.. لكن لا تدع محبة هذه الأشياء تلتصق بنفسي. لا يوجد في هذه الأمور موضعًا للراحة، لأنها أمور غير باقية، بل تعبر وتختفي من حواسنا. القدِّيس أغسطينوس
+ من الشعر الروحي:-
                         " الحاجة الي واحد"
اوعي تهتم وتقلق وتضطرب من أجل أمور كتير
الحاجة الي واحد تختاره ترتاح من تعب وتفكير
دنيا فانية وغرورة وها نتركها بقلب جريح وكَسير
 مشفناش حد خد معاه في كفنه مال كثير ولا قليل
اعمل خير وأرميه وراء ظهرك تجده بغير تأخير
أطلب ملكوت الله وبره وربك باحتياجاتك هو خبير
يديك أكثر مما تطلب أو تفتكر ولا تحتاج يوم للغيير

الأربعاء، 24 يونيو 2020

آية وتأمل وقول لكل يوم - تواضع المرء يرفعه - الخميس 25 يونيو 2020م.



القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ { قَبْلَ الْكَسْرِ يَتَكَبَّرُ قَلْبُ الإِنْسَانِ وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ.}(أم 12:18)
{ Before destruction the heart of a man is haughty, And before honor is humility}  (Pro  18 :  12).

+ علينا أن نتعلم من الكتاب المقدس وسير الأباء ومن واقع الحياة أمامنا شرف وبهاء التواضع وقسوة سقوط المتكبرين، المتواضع ينال كرامة من الله والناس، فقبل السقوط يتكبر القلب. قديما كتب أشعياء النبي سر سقوط الشيطان { كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللَّهِ وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاِجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. لَكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ.} (أش 12:14-15).  ومن أجل خطورة الكبرياء طلب منا الرب يسوع المسيح أن نتعلم منه التواضع والوداعة لنجد راحة لنفوسنا  { تَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ }(مت 11 : 29). المتواضعين يجدوا نعمة { وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً } (1بط5:5). فان أردنا أن ننتصر علي الشيطان وحروبه علينا أن نسلك بتواضع القلب كما كان القديس الأنبا أنطونيوس يقول للشياطين " أيها الأقوياء ماذا تريدون منى أنا الضعيف، أنا أضعف من أن أقاتل أصغركم" فكانوا ينهزموا أمام تواضعه وطلبه معونة الله
+ علينا أن نبتعد عن الأنانية وتكبر القلب وننسب كل ما لدينا من أمكانيات روحية أو عملية لنعمة الله العاملة معنا والذى بدونه لانستطيع شئ، وفي المسيح نستطيع كل شئ لانه يقوينا. التواضع هو تركيز الأنظار على الله الساكن فينا، فندرك أننا به ننعم بكل شيء. هكذا عاش أبائنا القديسين في تواضع ومسكنة كمطلب الهي { قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ} (مي 6 : 8).
من اجل هذا  طوب الله المتواضعين {طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ }(مت 5 : 3). والمساكين بالروح ليسوا هم المعتازين مادياً ولكن هم من يشعرون بفقرهم الشديد بدون الله، ويشعرون بحاجتهم له، وأن الله كل شئ لهم لذلك فهم يطلبونه بإنسحاق شديد، وهذا هو مفهوم الإتضاع، وهؤلاء يرفعهم الله لملكوته ويسكن عندهم (أش 15:57). الكبرياء تجعل نعمة الله تتخلي عنا فيسقط  الإنسان فى الخطايا والإتضاع يرفعنا يجعل نعمة الله تسندنا وترفعنا. كما أن القلب المنكسر والمتواضع يسر الله ويستمع الله لصلاته لهذا يقول أيوب النبي { الْجَاعِلِ الْمُتَوَاضِعِينَ فِي الْعُلَى فَيَرْتَفِعُ الْمَحْزُونُونَ إِلَى أَمْنٍ} (اي 5 : 11). المتواضع كما الشجرة التى كلما تضرب جذورها في الأرض نراها تثبت وترتفع الي فوق وتتكيف مع متغيرات الطقس، هكذا نحن من خلال التواضع نسعى لكي نثبت، فبالتواضع نجاهد حتى نصل الي السماء.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -

+ قبل الكسر الكبرياء و قبل السقوط تشامخ الروح (ام  16 :  18)
 +  المتواضع وديع، يخاف كلمة الله، ويعترف بخطاياه، ولا يغتر باستحقاقاته وببرّه.
المسكين  بالروح هو من يسبّح الله حين يأتي عملاً صالحًا، ويشكو نفسه حين يأتي سوءًا. هو من لا يرجو سوى الله، لأن الرجاء فيه وحده لا يخيب. يتخلّى عن كل ماله ويتبع المسيح، وإذ يتحرّر من كل حمل أرضي ويطير إلي الله كما على أجنحة. القدّيس أغسطينوس
+ من الشعر الروحي:-
                " غرباء علي الارض"
هو فيه عاقل يبني بيته علي كوبري علي النيل
فلا تغرنا الدنيا بدومها دا انا وانت عابري سبيل
غرباء علي الارض هنرجع لديارنا من غير تطويل
أيامنا كبخار ماء يظهر فجأة ويضمحل بعد قليل
شاطر أكنز فوق وأعمل رحمة مخفية بلا تطبيل
ومهما فعلت من بر أسلك بتواضع من غير تدليل
تجد نعمة وفي السماء تنال من ربك اجر جزيل  

الثلاثاء، 23 يونيو 2020

آية وتأمل وقول لكل يوم - القناعة والرضى - الأربعاء 24 يونيو 2020م.




القمص أفرايم الأنبا بيشوى

{ لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ.} (أم 1:17)
{ Better is a dry morsel with quietness, Than a house full of feasting with strife}  (Pro  17 :  1(.

+ حياة القناعة والرضى ولو بالقليل هى كنز لا يفني، وطعام بسيط ومعه محبة وسلام يسعد الإنسان ويبهج قلبه خير من الولائم التي معها خصام { وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُظْهِرُ أَنَّهُ يُحِبُّ الْخِصَامَ فَلَيْسَ لَنَا نَحْنُ عَادَةٌ مِثْلُ هَذِهِ وَلاَ لِكَنَائِسِ اللهِ } (1كو 11 : 16). كم من بيوت عامرة بالمحبة و تحيا في سعادة على القليل مع بركة الرب التي تغني وتسعد وكثير من البيوت تخرب بسبب الخصام وعدم المحبة والكبرياء. فعلينا أن نعمل ونصلي من أجل أن يسكب الله سلامه فى قلوبنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا ويرفع عنا الوباء والغلاء والحروب والخصام ويبارك فى كل ما تمتد اليه أيدينا { وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ } (في 4 : 7). يليق بالمؤمن أن يختلي ويجلس في هدوءٍ مع الله، يغرف من الحب الإلهي ويرتوي بالمحبة والعلاقة الطيبة مع الله لتنعكس على علاقته بالغير. لقد سحب الله موسى من وسط قصر فرعون بكل أنشطته وولائمه وإمكانياته، ليعيش في برية قاحلة لمدة 40 عامًا يتمتع بلقمة يابسة ومعها سلامة مع الله عن أن يعيش في قصر فرعون وسط ولائم وفيرة مع خصام. وانسحب إيليا إلى جوار نهر كريت (1 مل 17)، وترك الكل ليختبر الجميع بعد رجوعه إليهم تأثير ذلك عليهم، ويتصالحوا مع الله ومع أنفسهم، عن أن يتمتعوا بالخيرات مع خصام مع الله و تابوا بمناداة أيليا لهم. ونحن أيضا يا أحبائي علينا أن نستغل الفرصة التي  سمح الله فيها بالوباء حتى نبقى هادئين فى بيوتنا ننسحب من الانشغال بالأنشطة الكثيرة لنجلس مع الله بكوننا أهل بيت الله، نقدم توبة صادقة ونشبع بالمسيح والكتاب المقدس والقراءات الروحية وبروح الصلاة والمحبة فننعم بالسلام معه، وينعكس هذا السلام على علاقتنا بالغير كما يقول الرسول {اتبعوا السلام مع الجميع، والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب} (عب 12: 14). مادمنا مرتبطين بالجسد نحمل نيرًا لأمور كثيرة تتعبنا لكن ابحثوا إذن عن السلام, وتحرَّروا من متاعب هذا العالم. اقتنوا ذهنًا هادئًا، ونفسًا هادئة غير مرتبكة, لا تثيرها الأهواء، ولا تجتذبها التعاليم الباطلة، فتتحدوا إغراءاتها وتعيشوا بالقناعة راضين فليس سعادتنا في البيوت المزخرفة وهي من طين سنتركه مضطرين ولكن في سكني روح الله داخلنا كقديسين.
+ أساس الأسرة السعيدة، هو المحبة والسلام والتفاهم فى البيت عندما يعمل كل فرد في محبة وبذل لراحة البقية وهذا هو الأساس الذى يجب أن تقوم عليه الكنيسة في تقديم الحب لله والناس. أن كانت كنيسة العهد القديم قد انشغلت بأنواعٍ كثيرة من الذبائح من بينها ذبيحة السلامة (لا 3: 1-17) التي هي {رائحة سرور للرب} (لا 13: 5، 16). لكن عندما قدمتها بدون محبة ورحمة رفضت ذبائحهم فموضوع سرور الله هو مصالحة الإنسان مع خالقة وإخوته في حب عملي { فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ» }(مت 9 : 13).
+ من يطلب السلام يطلب المسيح, لأنه هو نفسه سلامنا, الذي يجعل الاثنين إنسانًا جديدًا واحدًا (أف 2: 14), عاملاً سلامًا بدم صليبه. علينا أن نعمل لأقتناء سلام الروح والنفس وأن نتجنب الخصام والأنقسام ونقدم رحمة ومحبة لتقبل صلواتنا وتقدماتنا وعطايانا للمحتاجين ونعمل بتفاهم وأنسجام بقلب لا يحمل كراهية أو حسد لاخوتنا { فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ. فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.}( مت 23:5-24). فلنحرص على الهدوء والوداعة { اَلرَّجُلُ الْغَضُوبُ يُهَيِّجُ الْخُصُومَةَ وَبَطِيءُ الْغَضَبِ يُسَكِّنُ الْخِصَامَ } (ام  15 :  18) لقد طوب الله صناعى السلام وقال أنهم أبناء ابناء الله يدعون. نصلي ليملك سلام الله في قلوبنا ونقدم له الشكر ونحيا فى شبع وفرح به علي الدوام { وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي الَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ}(كو 3 : 15).
+ من الحكم وأقوال القديسين: -

+ أَكْلَةٌ مِنَ الْبُقُولِ حَيْثُ تَكُونُ الْمَحَبَّةُ خَيْرٌ مِنْ ثَوْرٍ مَعْلُوفٍ وَمَعَهُ بُغْضَةٌ (ام  15 :  17)
+ اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرٍّ حُلْوٌ (ام  27 :  7).
+  أوصانا الله أن نكون صانعي سلام وفي وحدة وبفكرٍ واحدٍ في بيته.. ويريدنا إذ وُلدنا ثانية أن نستمر هكذا. إذ صرنا أولاد الله نظل في سلام الله، وإذ صار لنا الروح الواحد يكون لنا أيضًا القلب الواحد والفكر الواحد. لا يقبل الله ذبيحة المخاصم، بل يوصيه أن يترك المذبح ويتصالح أولاً مع أخيه، حيث يُسر الله بصلوات صانع السلام. الشهيد كبريانوس
+ من الشعر الروحي:-
      " رجاؤنا في المسيح"
نضع كهدف أمامنا المسيح كلي الكمال
علي غير الله لا نعلق ابدا رجاء او أمال
دا الناس بتتغير وكلنا لا محال الى زوال
ولن يفيدنا سلطة ولا جاه ولا جمال ومال
مش هناخد معانا شئ غير صالح الاعمال
الأمين يأخذ أجرته أضعاف ويصل للكمال
لقمة يابسة ومعاها سلام وهدوء تريح البال

الاثنين، 22 يونيو 2020

آية وتأمل وقول لكل يوم- خلاص الله ورعايته لشعبه - الثلاثاء 23 يونيو 2020م.




القمص أفرايم الأنبا بيشوى

 {وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ. قَدْ فَعَلْتُ وَأَنَا أَرْفَعُ وَأَنَا أَحْمِلُ وَأُنَجِّي.} (أش 4:46)
{ Even to your old age, I am He, And even to gray hairs I will carry you!. I have made, and I will bear; Even I will carry, and will deliver you} (Isa  46 :  4).

+ الله هو الاله الحيّ يهتم بنا ويرعانا، ونحن نتشكل في رحم أمهاتنا حتى نبلغ الشيخوخة، والي الأبد هو يضع نفسه عن خرافه ويحمل أتعابهم، ويرفع عن شعبه خطاياهم، ويسندهم في كل أيام غربتهم { فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ } (اش 63 : 9).  فلا يكف الله مخلصنا عن دعوتنا إليه لكي يحمل أثقالنا، قائلا { تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم} (مت 11: 28). لذا قيل عنه { لكن أحزاننا حملها} (إش 53: 4) ولماذا يحملنا ويحتملنا إلا لأنه إله خلاصنا  {يحملنا إله خلاصنا} (مز 68: 19). جاء ربنا يسوع كمخلص ليس فقط يحمل أثقالنا وخطايانا مكفرًا عنها، وإنما ليحملنا نحن فيه، يسبينا بحبه ليرفعنا معه إلى مجده. نزل إلينا ليحملنا فيه فنصعد فيه وبه إلى ملكوته.  أن كان الله قد سمح بسبي شعبه قديما من أجل عظم خطاياهم فانه هو الذى دبر تحررهم من السبي  وخلصهم منه. هذا هو عمل الله المخلص: ويرفع، ويحمل، ويخلص. إنه يكشف لنا خطايانا لندرك إننا مأسورون لا في سبي بابل وإنما تحت سبي إبليس وأعماله الشريرة، وهو يرفع إذ ينزع هذا العار عنا بتدبيره الإلهي لخلاصنا.  لقد أحنى السيد المسيح ظهره ليحمل خطايا العالم كله، إذ مات عن الجميع، الذين قبلوا أن يرفع عنهم ثقل خطاياهم، وأمنوا بخلاصه يحملوهم  أبرارًا فيه ويدخل بهم إلى حضن أبيه. وهو يحمل إذ رفع الدين بنفسه عنا ولم يأتمن ملاكًا أو رئيس ملائكة أو نبيًا على خلاصنا؛ بل تجسد وبذل ذاته فداءاً عنا. وأخيرًا يحملنا إلى سمواته ويهبنا شركة أمجاده الإلهية.
+ من الالقاب التي أطلقها الله علي ذاته لقب  "بالراعي الصالح"  { أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ} (يو 10 : 11). هذا ما يؤكده الله عبر الأجيال { هأنذا أسأل عن غنمي وأفتقدها... أنا أرعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب، وأطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح وأبيد السمين والقوي وأرعاها بعدل... أخلص غنمي فلا تكون من بعد غنيمة وأحكم بين شاة وشاة } (حز 34: 11-22).
ورعاية السيد المسيح في العهد الجديد تتجلى في الفداء  {والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. }(يو 11:10) { كراعٍ يرعى قطيعه، بذراعه يجمع الحملان، وفي حضنه يحملها، ويقود المرضعات } (إش 11:40). أهذا هو الله العظيم الجبَّار كلِّي القدرة والقوة، يحمل ضعاف وصغار شعبه على ذراعه بل في حضنه، كالأُم يحنو عليها ولا يتركها { إن نسيت الأم رضيعها فأنا لا أنساه} (إش 15:49). أننا نطمئن لرعايته وأهتمامه بنا { لا يجوعون ولا يعطشون ولا يضربهم حرٌّ ولا شمس، لأن الذي يرحمهم يهديهم وإلى ينابيع المياه يوردهم } (إش 10:49).  الله يحمل مسئولية إطعام شعبه وإمداده بما يحتاجوه من ماء، ويظلِّل عليهم في يوم الحرّ  هكذا بلغت العلاقة الوثيقة الحميمة بين الله وشعبه كأب مع أولاداً  لا يهدأ ولا ينام حتى يوفِّر لهم أَوَدَ حياتهم وأكثر ولكن مثل الراعي أعمق فالراعي يتعامل مع غنم لا تنطق ولا تشكو ولا تعرف أين تسير، لهذا فالمسئولية التي وضعها الله على نفسه بأخذه لقب راعٍ جعلتنا ندرك مدى رهافة حسّ الله في رعايته لشعبه ولطفه وحنانه وسهره ويقظته التي فيها لا يغفل ولا ينام. لما جاع الشعب في البرية أرسل لهم خبزاً من السماء، ولمَّا عطشوا فجَّر لهم ماءً من صخرة. وإذ طالت مسيرتهم في القفر وسط القيظ الشديد أرسل لهم سحابةً تظللهم بالنهار ونوراً يهديهم بالليل أربعين سنة بالتمام. ولما جاع الشعب من حوله خمسة آلاف من الرجال غير الأطفال والنساء، والمكان قفر؛ أطعمهم و اشبعهم من خمسة أرغفة وسمكتين وكانت هذه المعجزة توطئة لأن يعطيهم الخبز الحقيقي ليبقى لهم إلى الأبد وكل مَنْ يأكل منه لا يجوع ولا يموت { مَنْ يأكلني فهو يحيا بي. هذا هو الخبز الذي نزل من السماء، ليس كما أكل آباؤكم المنَّ وماتوا. مَنْ يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد } (يو 57:6و58). والسيد المسيح هو هو، أمس واليوم وإلى الأبد يفتقد الخراف الضالة يحملها في قلبه بل بروحه، ويرفعها ويُحضرها إليه في السماء، ليصنع لها الآب وليمة محبته.
+ ثقوا فى محبة الله ورعايته وخيريته هو الخالق وصانع الخيرات الذى جبلنا ويعتني بنا كل الأيام منذ أن صورنا في البطن والي الشيخوخة { قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ.} (ار 1 : 5). الراعي الصالح هو قادر أن يفعل معنا أكثر مما نطلب أو نفتكر، يدافع عنا ونحن صامتين ويقودنا فى موكب نصرته فهو الأمين. وبه نحن يجب أن نكون واثقين، نطمئن على حاضرنا بين يديه ومستقبلنا معه. هو حمل الله رافع خطية العالم الذى قال عنه القديس يوحنا المعمدان {وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ} (يو1:29). { هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ للَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ }(عب 9 : 28). هو ينجينا من فخاخ إبليس و مؤامرات الأشرار ويشفي أمراضنا ويقودنا في موكب نصرته كل الأيام.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+  كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أَرَ صِدِّيقاً تُخُلِّيَ عَنْهُ وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزاً. (مز  37 :  25)
+ ليس إنسان في التاريخ بلغ العظمة التي تؤهله أن يرفع خطية العالم كله، لا أخنوخ ولا إبراهيم ولا إسحق، فمن هو هذا الرجل العظيم الذي بموته تموت الخطية؟! هذا لا يمكن أن يكون من البشر، لكن الله اختار الابن، ابن الله الذي فوق الكل، وهو الذي يمكن أن يُقدم عن خطايا الجميع. وبغلبته على الموت يقدر أن ينقذ الآخرين الذين هم كقتلى مضطجعين في القبور.  لقد كسر عبودية الشهوات، ولم تقدر قيود الموت أن تمسكه. القديس أمبروسيوس
+ من الشعر الروحي:-
"           ثقتنا فى الله"
ثقتنا في الله تدينا قوة لنسير فى الحياة
اللي مع ربنا ينجح طرقه وثمره ما أحلاه
لا يخشي يوم شر أو ضيق لان الله يتولاه
منتظر الرب كالنسر يرتفع وتتجدد قواه
الليّ يعطي المعيي والضعيف قدرة هو الله
فلا تخف وليتشدد قلبك وتمسك بالصلاة
لأن الله سائر معك يقودك للنصرة والنجاة