نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 31 ديسمبر 2021

صلواتنا وأمنياتنا في بدء العام الجديد


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ نستقبل العام الميلادى الجديد 2022م. وكلنا أمل وثقة في الله القادر أن يقودنا في موكب نصرته ويحقق آمالنا فى عام أفضل ويتمم الله لنا وعده المتجدد فى سنة مقدسة ومقبولة { روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للمأسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة.} ( لو 18:4-19). نصلي  لنستجيب للصوت الإلهي المنادي فينا بالتوبة والقائل { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت  4 :  17). فحياة التوبة المثمرة و الإيمان العامل بالمحبة يطلبها الله من كل أحد ليستعلن فينا ملكوت الله ونحيا مذاقته على الأرض بحياة السلام والمحبة والفرح . نصلي ليهبنا الله قلباً جديداً ويقودنا بروحه القدوس لنعمل بوصاياه وننجح فى حياتنا الروحية والعملية كوعده الإلهي  { واعطيكم قلبا جديدا واجعل روحا جديدة في داخلكم وانزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم واجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها }(حز  36 :  26- 27).

+ نصلي ليحقق إله الرجاء أهدافنا وآمالنا على المستوى الفردي أو الكنسي والوطني والأقليمي  بل وللعالم كله. نصلي ليعطي الله الحكمة والنعمة للقادة والمسئولين كل فى مجاله لنتعاون معاً للنهوض ببلادنا ومنطقتنا في مختلف المجالات ونحن نفرح بكل تقدم يحدث لاسيما في البنية الأساسية من صحة وتعليم وطرق وتوفير الماء والكهرباء والوقود والسكن فى مدن وقرى وربوع مصرنا الحبيبة ونصلي ليلمس كل مواطن هذا التقدم الحاصل رغم الظروف الصعبة التي يمر بها العالم كله في ظل انتشار الوباء والذي تسعى الدولة بكل إمكانياتها لمحاصرته وتقديم التطعيمات المجانية المتاحة في دول العالم المتقدم للمواطن المصري مجاناً وبالوعي الصحي والإجراءات الوقائية نأمل أن ينحصر الوباء. طالبين الرحمة للذين انتقلوا بالوباء والعزاء لأهلهم وأقربائهم ومصلين من أجل شفاء المرضى وطالبين القوة والبركة للعاملين فى المجال الصحي ومن يبذلون حياتهم ووقتهم وجهدهم ومالهم  من أجل سلامة الوطن والمواطنين.

+  أننا نصلى ونتمنى ان يكون هذا العام الجديد عام خير وسلام وبركة واستقرار لمصرنا الحبيبة وعلى الوطن العربي وعلى العالم كله، ليتغلب العالم بتظافر الجهود على وباء الكورونا وآثاره الاقتصادية والاجتماعية ويتحقق السلام العادل وتقدم ملموس في القضية الفلسطينية واستقرار الأوضاع في ليبيا وسوريا ولبنان والعراق واليمن والسودان والصومال وأثيوبيا، والملف النووي الإيراني وقضايا الهجرة غير الشرعية وقضايا المناخ والحريات والأمن. أن أي أحداث مضطربة حولنا وفي العالم فى ظل العولمة تؤثر بالسلب في بقية الدول ولهذا نضع آمالنا وأمنياتنا فى ضابط الكون والكل ليقود القادة والحكام والمسئولين للتعاون معاُ لمستقبل أفضل لعالمنا المضطرب.

+   نصلى من أجل كنيستنا القبطية برعاتها وشعبها وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثانى والمجمع المقدس لكنيستنا والإكليروس والخدام وكل الشعب لينعم الله للجميع بالصحة و ملء النعمة والحكمة لتقوم الكنيسة بدورها الرائد في خدمة ورعاية وتقديس المؤمنين، لينعم لنا الله بوحدانية القلب التي للمحبة ومن أجل إعداد المواطن الصالح والأسرة المقدسة كنواة لمجتمع مستقر وخلاص كل نفس ونمونا فى حياة الفضيلة والبر بإيمان راسخ عامل بالمحبة والمشاركة الإيجابية الفعالة في المجتمع.

+  نصلى من أجل البعيدين والساقطين في الخطية أو الإدمان ليعودوا الى الله بالتوبة ويصيروا أصحاء من كل ضعف ونصلي لأجل المسجونين ليتحرروا ، والمرضى ليشفوا، والمحتاجين ليشبعهم الله من خيراته. نصلي من أجل الباحثين عن عمل مناسب ليجدوا عمل وحياة كريمة, ونصلي ونطلب من أجل المساكين والحزاني ومنكسري القلوب، والجهال ليفتح الرب عيون قلوبهم . نصلى من أجل أحبائنا واعدائنا ليكون العام الجديد فرصة لجديدة لنثمر ثمرا صالحا ولحياة أفضل للجميع.

+ نقدم الشكر لله على العام المنقضي وما حدث فيه من إيجابيات و نصلي ليعيننا الله لمعالجة كل أوجه التقصير والفتور والضعف في حياتنا ونتصالح مع الله بالتوبة والرجوع إليه ونتصالح مع من حولنا ساعين للسلام والمغفرة والصفح عن الأخطاء و نتصالح مع أنفسنا ونعيش فى قناعة بما هو بين أيدينا ونسعى لما هو أفضل على قدر طاقتنا واثقين فى معونة الله القدير { اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم و نبني}(نح  2 :  20).

الجمعة، 10 ديسمبر 2021

شعر قصير -126 " هلموا ورائي "


 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" هلموا ورائي "

سمعت صوته: هلموا ورائي فاجعلكم صيادين  للناس

الحصاد كثير والفعلة قلة اللي عندهم أمانه وأحساس

تركت الشبكة ومشاغل حياتي وقلت أتبعك  يارب خلاص

قال تعالى وأتعلم منى المحبة والإيمان والرجاء كأساس

ادعو للتوبة وقبول الإيمان لينجو الناس من القصاص

رحمتي واسعة وأردتي  الكل يرجع اليّ وينال الخلاص

قلت: ذوقوا ما أطيب الرب رحمته بلا حدود ولا قياس

.....
(2)

" مرحباً بالضيف الإلهي"

يامن تقف على الباب وتقرع أنى لصوتك البي وأسمع!

ادخل وأملك حياتي وأعطى نفسي رضا وقلبي تخشع

تفضل وحل في  وطهر القلب ولك ينبض وبك يشبع !

ليس لي في الدنيا شهوة أخرى سوى أن بحبك استمتع

تعبت الليل كله ولم أصطاد ولكن ها أنا لصوتك أخضع

فتعال وأعلن لي أسرار ملكوتك فلك أخدم وأياك أتبع

نعم تعال أيها الرب، التفت لمعونتنا يارب إلينا  أسرع

.....

(3)

" البساطة والسعادة"

السعادة الحق بصحبة طيبة ولقمة بسيطه وراحة بال

دى خير من عجول ومعاها خصام كلام اتقال بالأمثال

اصنع محبة مع الغير الذي تزرعه تحصده ولك متشال

كأس ماء بارد تاخد أجرته من الله، ويحقق لك الأمال

سلامك الداخلي في الهدوء والبساطة مش بكتر المال

الصدق ونقاء القلب وعفة اللسان والعين، قمة الجمال

الزهد في الدنيا والقناعة كنز  لا يفني في كل الأحوال

.......

(4)

" نعم الأب، مريح التعابي" 

" قلت تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال

وانا اريحكم، تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب"

وسمعت أنك اله تشفي القلب المنكسر بالرحمة والحب

وتدافع عن الضعفاء والخطاة، والمسكين ترفعه يارب

جاي لك بثقة ورجاء تفرحني وتريحنى من كل التعب

علي صدرك رميت نفسي بمتاعبها، قلت لي : دا أنا أب

أنت ابني الغالي وهاعمل بيك وخليك معي في القرب

........

(5)

" آبائنا الرسل"

اختار المسيح تلاميذه ورسله من البسطاء والصيادين

تلمذهم وعلمهم وعاشوا معه ما يزيد عن ثلاثة سنين

أرسلهم أمامه ينادوا بالتوبة والإيمان جالوا مبشرين

تابعهم بحب وبذل ذاته عنهم ومنحهم الثقة واليقين

أعطاهم من روحه ووهبهم السلطان علي الشياطين

شهدوا للايمان بقولهم وحياتهم وصاروا منارة للمؤمنين

لننظر لنهاية سيرتهم ونتمثل بإيمانهم بحق مجاهدين


 

السبت، 4 ديسمبر 2021

خواطر في الحياة الروحية (18) ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية ؟

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

الحياة الحاضرة والحياة الأبدية 

إنه سؤال هام يجب علينا أن نسأله لأنفسنا ، ونسأل الله أن يهبنا الإجابة الصالحة التي نعيها كرسالة لنا فى الحياة نعمل بها ونحياها ليكون لنا نصيباً وميراثاً مع جميع القديسين . فنحن غرباء على الأرض وحياتنا ما هى الا أشبار أو بخار ماء يظهر قليلاُ ثم يضمحل إن قيست بالحياة الأبدية ، فإن الابدية سميت هكذا لأنها لا نهاية لها وهى مستقر الإنسان الأخير . الكتاب المقدس يدعونا للحياة الأبدية {جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت } (1تي  6 :  12) . ورغم أن حياتنا على الأرض قصيرة ورغم أهمية العمل للحياة الأبدية إلا ان الكثيرين لا ينظرون الى المستقبل الأبدى ويهتمون فقط بحياتهم على الأرض وقد تناسوا المستقبل الإبدى  وانشغلوا عنه باوجاع وهموم كثيرة بل يعمل الكثيرين ويكدوا ويدخروا من أجل تأمين حياة كريمة لهم ولابنائهم على الأرض وفى سبيل ذلك تراهم يكدون ويجتهدون ليلا ونهارا  ويكنزون  لهم كنوزاً على الأرض وفي طرفة عين نراها تنهار؟. ويتركوها الغنى الغبى الذى ظن أن له خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة فقال لنفسه كلى واشربى {فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون} (لو  12 :  20). ونرى البعض يتناسون أن أعمالهم ومالهم وحياتهم على الأرض لوقت قليل ويتركونها بإرادتهم او رغماً عنهم والبعض يغريهم المال او الجمال او الأهتمام الزائد بهموم الحياة وملاذها ويهتمون بتنمية ثرواتهم أو الأهتمام بأجسادهم و ملاذها وشهواتها فقط وتشغلهم هموم الحياة دون أن يتطلعوا بعيون الرجاء إلى الأبدية السعيدة .

 

سؤال يحتاج إلى إجابة وحياة..

لقد جاء الى السيد المسيح خلال خدمته على الأرض من يسأله ماذا يفعل ليرث الحياة الأبدية وكانت إجابة المخلص هي توجيههما إلى الكتاب المقدس وما هو مكتوب فيه ليفعل كما جاء بالكتاب {واذا ناموسي قام يجربه قائلا يا معلم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية. فقال له ما هو مكتوب في الناموس كيف تقرأ؟. فأجاب وقال تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك. فقال له بالصواب اجبت افعل هذا فتحيا} ( لو 25:10-28).  ثم وجهه إلى قامة أعلى في الكمال { وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله أيها المعلم الصالح ماذا اعمل لارث الحياة الابدية...فقال له يسوع  انت تعرف الوصايا لا تزن ،لا تقتل ،لا تسرق ، لا تشهد بالزور، لا تسلب، اكرم اباك وامك. فأجاب وقال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. فنظر إليه يسوع وأحبه وقال له يعوزك شيء واحد اذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب، فاغتم على القول ومضى حزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة. } (مر 17:10-22). ونحن نحتاج أن نوجه هذا السؤال لله ولانفسنا ومن خلال الكتاب المقدس نفهم ماذا يجب علينا أن نفعل لنرث الحياة الأبدية ونكون مع الله فى السماء ونتمتع بعشرة القديسين فى المجد .

 

الإيمان بالله ومحبته وخلاصه

نحتاج للإيمان والثقة بالله ومحبته وخلاصه وأبوته وعمل روحه القدوس. وان تكون لنا علاقة محبة بالله الذى أحبنا قبل تأسيس العالم واعلن لنا محبته بالتجسد الإلهى واقترابه إلينا ليعلن لنا محبته وفدائه وفعل الإيمان يحتاج الى ثقة وحب ورجاء { وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لانه هكذا احب الله العالم حتى  بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد} (يو 14:3-18).

نؤمن ونعتمد بالماء والروح لنصير أبناء الله وورثة لملكوته السماوي ، وبالإيمان نعمل ما يرضى الله وبالإيمان نصلى ونصوم ونمارس أسرار الكنيسة و نحيا حياتنا الكنسية وبالإيمان نصدق الله و كلامه ووعوده وصفاته وكتابه المقدس { وانك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع (2تي  3 :  15).( اما البار فبالايمان يحيا وإن ارتد لا تسر به نفسي) (عب  10 :  38) بل إن غاية الكتاب المقدس وآياته هو أن نؤمن وتكون لنا الحياة الأبدية { وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه }( يو 30:20-31). ليكن لنا إيمان بالله ونحيا حياة الإيمان التي تهبنا الرجاء والسلام والطمأنينة و ايماننا الاقدس والحياة طبقاً له يقدم لنا بسعة الدخول إلى الحياة الأبدية .

التوبة والرجوع الى الله ...

إن حياة الخطية هى موت روحى وانفصال عن الله من أجل هذا قال الرب يسوع المسيح فى مثل الابن الضال عندما رجع بالتوبة { ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن اخاك هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد} (لو 30:15).  ولكل الخطاة جاء الله ، المخلص والمحرر والطبيب يدعونا  قائلاً { لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة } (مر 2 : 17). وعندما بدأ الرب يسوع المسيح دعوته كان يدعونا الى التوبة { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات}. (مت 17:4). لكن للأسف الشديد نرى الكثير من المؤمنين يؤخرون توبتهم وهم لا يعلمون إن فى ذلك عدم أمانة لله وضياع الوقت  او نطلب التوبة فلا نجدها وقد نكون قد تعودنا على نمط حياة خاطئة وأصبحت لنا ارتباطات وعادات خاطئه لا نستطيع التخلص منها ، ويحيا الإنسان الخاطئ فى قلق وعدم سلام وفقدان الرجاء والفرح وها هو الرب يحذرنا اننا ان لم نتوب سنهلك {كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون}  (لو  13 :  3) وينبه علينا الإنجيل المقدس أن لا نؤخر توبتنا بل نتوب ونعترف بخطايانا { لا تؤخر التوبة إلى الرب ولا تتباطأ من يوم الى يوم }(سيراخ  5 :  8).  {ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل إثم }(1يو  1 :  9) فلماذا نهمل خلاصا هذا مقداره { هذا وإنكم عارفون الوقت انها الان ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين امنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد. بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لاجل الشهوات} (رو 11:13-14).

 

 

حياة الفضيلة والبر وثمر الروح..

اننا مدعوين إلى حياة الكمال المسيحى ولابد أن نثمر ثمر البر والروح { كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار}  (مت  7 :  19) ولان الله رحوم وبار فانه يطلب منا الثمر على مقدار الوزنات والإمكانيات المتاحة لنا ولكن علينا أن ننمي هذه الوزنات ونربح بها لحساب الملكوت السماوى .ولهذا يدعونا الكتاب أن نقدم فى إيماننا فضيلة وتقوى { ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة. وفي المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوى. وفي التقوى مودة اخوية وفي المودة الاخوية محبة. لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح.لأن الذي ليس عنده هذه هو اعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة. لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تزلوا ابدا. لانه هكذا يقدم لكم بسعة دخول الى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الابدي} (2بط5:1-11).

ان كل شجرة تصنع ثمرا جنسها والإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح { لأنه ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا ردية ولا شجرة ردية تثمر ثمرا جيدا ،لان كل شجرة تعرف من ثمرها فإنهم لا يجتنون من الشوك تينا ولا يقطفون من العليق عنبا )(لو  6 : 43، 44) ولهذا نحن لا نشترك فى أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحرى نوبخها باعمالنا وحياتنا البارة . ونسلك منقادين لروح الله وإرشاده فتثمر ثمراً صالحاً {واما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان } (غل  5 :  22) {لان ثمر الروح هو في كل صلاح وبر وحق} (اف  5 :  9) . أن الثمار الصالحة هى ثمار الإيمان العامل بالمحبة وتعبيراً عن محبتنا لله فى كل محتاج و حزين وبائس، ولهؤلاء حتى كأس الماء البارد لن يضيع اجرة من الله الذي يعطي كل واحد وواحدةً حسب عملهم ، ولان نجم يمتاز عن نجم فى المجد فعلينا أن نسعى لكى ننال ونحصل على الأكاليل التى لا تذبل وننسى ما وراء ونمتد إلى ما هو قدام  تواضع العبيد البطالين ليرفعنا الله إلى مرتبة الأبناء الإمناء في بيت الله هكذا نمسك بالحياة الأبدية التى لها دعينا.

أجذبنا ورائك فنجرى ...

+ ربنا الحبيب أنت أجمل نصيب وأعظم مكأفاة للنفس البشرية. معرفتك حياة أبدية ومحبتك كنز النفس البشرية . معك لا نريد شئياً على الإرض وبك نحن سعداء وفرحين ونحيا على رجاء الحياة الأبدية .

+ الى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك و إلى من نلتجئ وأنت الراعى الصالح والأب الحنون والمرشد الأمين ، كلامك شبع للنفس ومحبتك حياة أبدية وسلامك يفوق العقول والبعد عنك شقاء وفناء وهلاك .

+ ربى والهى وسلامى ، علمني أن أحبك لا طمعا فى الحياة الابدية ولا سعياً للمكافأة والأجر السمائى ولا خوفاً من الهلاك الأبدي ، بل أحبك لأنك أبى والهى والتصق بك لانى مخلصى الأمين ، لأنك أحببتنى قبل ان أوجد وتقدم لى ذاتك حباً بلا مقابل .

+ أنظر يارب الينا بعين الرحمة والحنان لكل البشرية وتقودها للرجوع إليك ، لتنظر لبلادنا وشعبك فيها وتمنحها السلام والإيمان والمحبة والرجاء فى مستقبل أفضل ، لتسعى في طلب الضالين مانحا معرفتك وسلامك للعالم الذي يسير نحو الهاوية ، ومن أجل القلوب الضارعة والأيدي المرفوعة والنفوس الأمينة والبقية الباقية ارجع واطلع من السماء وتعهد هذه الكرمة التي غرستها يمينك واهبنا ايانا الحياة الابدية.

الجمعة، 3 ديسمبر 2021

شعر قصير -125- " القاعدة الذهبية للتعامل "


 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" باركي يا نفسي الرب"

باركي يا نفسي الرب الصالح ولا تنسي كل حسناته

الذي يغفر جميع ذنوبك و يشفي كل امراضك برأفاته

الذي يفدي من الحفرة حياتك ويكللك بحبه وخيراته

الذي يجدد كالنسر شبابك فلنشكره لأعماله ولمساته

الرب مجري العدل للمظلومين وقوية هي مجازاته

الرب رحيم ورؤوف ويصنع معنا خير حسب رحماته

كما يترأف الأب على البنين يترأف علينا كبنيه وبناته

..........

(2)

" أبنك وغالي عليك "

أنت الهى وابويا وسيدى وانا عارف اني  غالي عليك

خالقي وراعيا ومخلصي بتهتم بي فأنا صنعه أيديك

تقول أنت أبني، عزيز في عيني، من الموت أنا فاديك

مخلوق لأكون على صورتك ومثالك وأتشبه دوما بيك

دربني اسير بطريق الكمال وبكل طرقي يارب أرضيك

أنا مخلوق لأعمال صالحة لأعملها وتحل فيّ وأنا فيك

هبني نعمة وبركة كخادم أمين ، تفرح بيّ وأفرح بيك

........

(3)

" الله اللي بينقذ ويخلص"

أنا فاكر إني وحدي وبجدف في بحر العالم ضد التيار

وبجاهد لأنجو بشطارتي من الوباء ومن  كل الأخطار

وساعات باشتكي وأقول فينك أنت يارب دا أنا منهار

لقيتك بتحملي على كفيك وتقودني وتنجيني من النار

تدافع عني في صمتي وتخلصني من إبليس والاشرار

وبترفعني بايديك لما يعلاء الموج وتنجيني باستمرار

محبتك بترعاني وتحرسني وفيها العقل بصدق يحتار

.........

(4)

" نحو مستقبل أفضل"

متقولش انك مش مسئول علي اللي بيجري في العالم

الأرض كروية بأيدينا نرفعها أو نجعلها في سلام دائم

بايدينا نصنع محبة وعدل او نخليها ظلام وشر ومأتم

تعالوا الكل قادة وشعوب، نتعاون على الخير ونساهم

بسفينة واحدة نبحر ونوصل أو نغرق بالقريب القادم

لكل مشكلة حلول والأفضل تعالوا نعمل معا ونتفاهم

نصلي ونعمل بحكمة والله يدى الهدى لكل نظام حاكم

......

(5)

" القاعدة الذهبية في التعامل"

داوم على فعل الخير لأنك ستحصد في حينه ولا تكل

لا تعتذر بضيق الوقت أو نقص المتاح او ناس قد تَعّل

عامل الناس بطبعك الخير لا بتصرفاتهم أو كرد للفعل

المحبة تحتمل وتصبر وتتأني ولا تسقط أبداً ولا تمل

لا تتمثل بالشر بل بالله المحب الذي لا يعاملنا بالمثل

يشرق على الأبرار والأشرار وينزل علينا المطر والطل

وكما تريد أن يفعل الناس بك أفعل معهم باحترام للكل

الخميس، 2 ديسمبر 2021

خواطر في الحياة الروحية (17) دعوة الي حياة السعادة والارتواء





للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى


+ من محبة الله أنه خلق الإنسان علي صورته ومثاله وأعد له الفردوس ليعيش فيه في سعادة وعلاقة روحية سليمة وسلام حتى مع الحيوانات التي دعاها آدم بأسمائها في وعندما سقط الإنسان سعى الله الى خلاصه وقدم له الفداء والتبرير وهو يريد خلاصنا { يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون}(1تي 2 : 4). يجذبنا الله إليه بربط المحبة والرحمة وتعمل نعمته لدعوة كل أحد للتوبة والخلاص وإن نؤمن به ونقبل اليه، لكي تجد السعادة والارتواء { فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياة من يقبل الي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا} (يو 6 : 35). وكل من يقبل الي الرب يجد فيه القبول والغفران والمحبة والسلام{ كل ما يعطيني الآب فالي يقبل ومن يقبل الي لا اخرجه خارجا} (يو 6 : 37). والروح القدس يفجر فينا الطاقات الخلاقة التي تروينا وتسعدنا كما قال السيد المسيح { من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي }(يو 7 : 38). وعلينا أن نعمل مع الله ونستثمر وزناتنا وطاقاتنا ونربح بها ونسعد ونخدم من حولنا ونكون ذوي رسالة سامية.

+ الإنسان صنيعة أفكاره .... 

فإن ملأت فكرك وقلبك وروحك بأباطيل العالم المملؤة تعباً فستورثك القلق والهم والكآبة. أن العالم أفقر مما يغنيك، بل إن المؤمن هو نور وغنى العالم لاسيما عندما يعمل به الله ويكون سفير لله بفكره المستنير وعلاقته بالسماء وبنور المسيح. فلنعد ذواتنا للامتلاء بالروح القدس ونصلي مبتعدين عن اهتمامات العالم المملؤة تعباً ونحيا مع السيد المسيح بتواضع ووداعة وهدوء ومحبة مقدمين لله قلوبنا ذهبا و صلواتنا لباناً وبخوراً مقدساً يصعد الي عرش النعمة، واحتمالنا وأتعابنا وصبرنا ناردين رائحته طيبه لدي الله .إن الناس ينالوا من السعادة قدر عزمهم أن يصبحوا سعداء. السعادة والرضا ليس شئ بعيد المنال هم في قلبك وفكرك وروحك متى كان لنا بالإيمان سلام مع الله وراحة الضمير غير المثقل بالإثم بالتوبة والرجوع الي الله، وبالكلمة الطيبة والروح الوديعة والعمل الصالح نجول نصنع خير ورحمة فنجني الشكر والتعاطف والرحمة وحب الخير ونحيا في اعتدال وشبع روحي ولا تتعارض رغباتنا معاً بل تتوازن وتتناغم بفهم وقناعة ورضا بما بين أيدينا وسعي حثيث لإرضاء الله ومحبته.

+  الحكمة والفهم وحياة الرضا.... 
علينا أن نسعى في طلب الحكمة ونغتني بالقراءات المفيدة والمعرفة الروحية والنافعة في كل مجال ولا سيما في مجال عملنا لنكون خلاقين ونشترك مع الله في كل عمل صالح { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 10). عندما تراءى الله لسليمان الحكيم قديما سائلا إياه ماذا يطلب منه؟ فماذا طلب سليمان الحكيم {اعطني الان حكمة ومعرفة لاخرج أمام هذا الشعب وادخل لأنه من يقدر ان يحكم على شعبك هذا العظيم} (2أخ 10:1 ). {فقال الله لسليمان من اجل أن هذا كان في قلبك ولم تسأل عني ولا أموال ولا كرامة ولا أنفس مبغضيك ولا سالت اياما كثيرة بل انما سألت لنفسك حكمة ومعرفة تحكم بهما على شعبي الذي ملكتك عليه، قد أعطيتك حكمة ومعرفة واعطيتك غنى وأموالا وكرامة لم يكن مثلها للملوك الذين قبلك ولا يكون مثلها لمن بعدك} (2اخ 1 : 11-12). نطلب الحكمة من مسيحنا القدوس المذخر لنا فيه كل كنوز الحكمة والعلم أن يهبنا حكمة وفهم قلب وقناعة ورضا لنحيا سعداء . فهل نقترب إليه وهو يدعونا أن ننهل مجانا ونمتلئ بكل حكمة روحيه، تسكن فينا كلمة المسيح بغنى{ طوبى للانسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم} (ام 3 : 13). سعيد هو الحكيم لا بحكمة أهل هذا العالم التي تتميز بالمكر والدهاء بل الحكمة التى من السماء، من الروح القدس { وأما الحكمة التي من فوق فهي اولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة واثمارا صالحة عديمة الريب والرياء}. (يع 3 : 17).
+ المحبة الحقيقية والسعادة....
 أن العالم في جوع حقيقي للمحبة الروحية الطاهرة ويريد ان يراها فينا لقد أحبنا الله وتجسد ليعلن لنا محبته ولكن لم يجد السيد في مولده قلوب تستقبله بالحب ولا بيوت تفتح له أبوابها ليولد فيها فولد في مذود بقر، ونادي بالمحبة فما كان من جحود البشر الإ ان يقدموا  له الصليب وفي وقت عطشه قدموا له على الصليب خلاً ليشرب! ولانه المحبة فمازال يقرع على القلوب والبيوت ليجد ماؤي ودفء من برد شتاء المشاعر والأنانيه، نحن في حاجة الي الامتلاء بالحب الذي يسعد النفس، ويجب ان نكون كانوار تجذب الآخرين بالمحبة { واسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة}(أف 5 : 2). اننا أذ نمتلي بالمحبة نسعد ونروى ظمأ العالم وحاجته الي المحبة وهذه هي غاية الوصية { وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء}(1تي 1 : 5). وإذا نحب الله فإننا نحب كنيسته وأبنائه ونبذل أنفسنا من أجل الجميع حتى الأعداء والمسيئين في حب وبهذه المحبة المسيحية نعلم ونشهد لإيماننا الأقدس.

+ نصلي لله مصدر الخير والسعادة

* اليك يا الله خالقنا ورازقنا ومصدر كل خير وبر وقداسة, نسألك أن تنعم علينا بنور معرفتك و مخافتك ومحبتك لنسير فى طريق البر والعدل والرحمة ونجد سلامنا لنفوسنا وسعادة وفرح لأرواحنا وبركة ونعمة وقوة في حياتنا لنحيا حياة السعادة والرضا والقناعة ونكتشف رسالتنا فى الحياة ونقوم بها كما تريد.

* يا مسيحنا القدوس الذي جاء ليكون لنا حياة ولتكن لنا حياة أفضل، هبنا منكم حكمة وفهم قلب وأشبعنا من محبتك وجودك وكرمك وعلمنا أن نجول نصنع خير مقتدين ومتعلمين منك لتكون حياتنا سعيدة وأيامنا مقدسة ومجيدة توافق صلاحك.

* ايها الروح القدس المعزي واهب القداسة والحكمة والعلم ومعطي ثمار الروح ننسكب أمامك طالبين نعمتك وغني ثمارك ومواهبك وعملك فينا ليروينا ويغنينا ويسعدنا ويقودنا طوال الطريق، ويكون لنا نعما المعزي والمرشد والرفيق، ويقودنا الي الحياة الأبدية، أمين

الخميس، 25 نوفمبر 2021

خواطر في الحياة الروحية (16) المسيحي والحياة في المسيح

 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

قدم ذاتك لله ليعمل معك...

+ الله مستعد أن يعمل معنا وفينا وبنا، مهما كانت إمكانياتنا وقدراتنا وعملنا وظروفنا. فلقد عمل بكل أنواع البشر الذين أطاعوه و قدموا ذواتهم كأواني لخدمته وبارك فى حياتهم وقدسها. لقد عمل الله مع موسى النبي ثقيل اللسان ليتكلم مع فرعون ويقود الشعب قديما كما عمل مع داود النبي راعي الغنم وصيره ملكا ونبي ومرنم المزامير العميقة. أستخدم الله بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا صيادي السمك وجعلهم صيادين للناس كما عمل مع متى الذي كان من جباة الضرائب وجعله سفيرا وتلميذا له. عمل الرب فى سمكتين وخمس خبزات قدمهم له طفل صغير وباركهم ليشبع بهم الالوف. كما عمل الرب بمريم المجدلية التائبة وجعلها مبشرة بالقيامة.

+ الله مستعد أن يعمل معك وهو يريد أن تعطيه قلبك وتفعل أرادته { يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي} (ام 23 : 26). فلا تتحجج بصغرك { فقال الرب لي لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب وتتكلم بكل ما امرك به} (ار1 : 7) ولا يهرب أحد من العمل مع الله أو الخدمة محتجا بجهله أو ضعفه أو حاجته { اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء. واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود} (1كو 1 : 28). {اسمعوا يا اخوتي الاحباء أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه} (يع 2 : 5). علينا أن نقدم ذواتنا لله وننقاد بروحه القدوس ونواظب على الصلاة في شكر ونخدمه بما لدينا من قدرة ونقول مع النبي { اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني}(نح 2 : 20)

المسيح ثباتنا وحياتنا ...

+ السيد المسيح هو شجرة الحياة التى لا يموت أكلوها. فيه لنا شبع وارتواء وحياة أبدية. من يعرف الله ويحبه ويحيا معه ويتناول من الأسرار المقدسة بانسحاق وتوبة واستحقاق وإيمان يشبع ويحيا سعيد، فها هي المرأة السامرية تابت ارتوت فعلاً بعد أن آمنت بالمسيح بل وذهبت تبشر بالمسيح مخلص العالم. إن  ما نأكله وما نشربه يتحول فينا الي لحم ودم ويعطي استمرارية للحياة فكم بالحري يعمل فينا المسيح ويهبنا ثبات وحياة أبدية { من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي مأكل حق و دمي مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه. كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي.} ( يو 54:6-57). فما أحوجنا يا أحبائي للتناول من الأسرار المقدسة والثبات في المسيح لا لبر أو استحقاق فينا بل لحاجتنا القوية للخلاص والثبات والحياة بالمسيح المشبع بكلامه ومحبته وباسراره المقدسة. هو لا يخيب رجاء من يقبل إليه. لكن علينا أن نقبل إليه ونؤمن ونصدق، ونتقدم إليه بإشتياق، ويصير هو سيد لحياتنا.

المسيح خبز الحياة

 + وها هو يعلن عن نفسه أنه الخبز النازل من السماء { فقال لهم يسوع: أنا هو خبز الحياة، من يقبل إلي،ّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي، فلا يعطش أبدًا} (يو 35:6). لقد أشبع الآلاف بخمس خبزات وسمكتين. وهو كائن معنا فى كل حين بمحبته وكلمته وحضوره الإلهي لاسيما فى سر الأفخارستيا. هو يعطي الشبع الروحي، فهو لا يسد الإحساس بالجوع فقط، بل ويحرر الجسد من الهلاك ويعيد تشكيل كل الكائن الحي ويهبه حياة أبدية. ويصير الإنسان الذي خليقة جديدة.  أننا يجب أن لا نقتات بالخبز المادي فقط بل بكل كلمة تخرج من فم الله و بالخبز الذي نزل من السماء، وهو يقودنا إلى حياة أبدية، بواسطة عمل الروح القدس العامل فى الأسرار والذي يسكب فينا شركة الله، ويمحو الموت الذي حلّ بنا من اللعنة القديمة. السيد المسيح تجسد ليعطي ويبذل جسده الحي ليكون بذرة الخليقة الجديدة، نأكل جسده لنتحد به ونثبت فيه ونأخذ قوة وحياة أبدية.

الحياة الأبدية في المسيح يسوع...

+  السيد المسيح هو الخبز النازل من السماء لكل من يتناول منه ويؤمن به ويثبت فيه ويثمر به ينال الحياة الأبدية فهو حي ومعطي الحياة. ومن يثبت فيه تكون له الحياة الأبدية ويقيمه الرب في اليوم الأخير حتى إن مات جسده، فالروح تحيا ولا تموت حتى يقوم الجسد فى اليوم الأخير جسدا روحاني نوراني ممجد على مثال جسد القيامة الذي لربنا ومخلصنا يسوع { تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة.}( يو 28:5-29). وبدون الثبات فى المسيح تموت الروح حتى وإن كان الجسد حي لكن من يريد هذه الحياة عليه أن يؤمن ويحيا الإيمان العامل بالمحبة. وكما أن الجسد يموت إن لم يأكل الخبز المادي هكذا تموت الروح إن لم تثبت في المسيح ثبوت الأغصان في الكرمة وتتغذى من عصارة الكرمة الحقيقة سر الأفخارستيا. إن كان للخطية مفعولها في الإنسان وهو الموت فإن التوبة والاعتراف والحياة في المسيح هو عملية نقل حياة لهذا الميت روحياً بسبب الخطية. مثل من عنده مرض بسرطان الدم ويحتاج بصفة مستمرة لعملية نقل دم طاهر اليه وهذا ما يفعله فينا دم المسيح الثمين انه يعطي لنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. أما في السماء والحياة الأبدية فسيكون المسيح هو حياتنا وفرحنا وشبعنا الأبدي في حياة التسبيح والشكر والصلاة والفرح التي يجب أن نحيا مذاقها من الآن { لأن ها ملكوت الله داخلكم} (لو  17 :  21) . 

الأحد، 21 نوفمبر 2021

خواطر في الحياة الروحية 15- الأولويات في حياتنا


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى


اهتمام الإنسان بتوفير حاجاته المادية..
   في عالم اليوم ووسط موجات الغلاء والتضخم نجد الكثير من الناس يعاني من القلق ويضطرب من أجل أمور الحياة الكثيرة ويقضى معظم وقته فى توفير متطلبات الحياة المادية ويغفل عن الأهتمام بروحياته وصلاته أو لا يحرص علي أبديته وأهتمامه بعلاقته بالله وملكوته بينما السيد المسيح يدعونا للأهتمام أولاً بحباتنا الأبدية { فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟. فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ} (مت 13:6-34). فلا نقضي غالبية حياتنا لاقتناء الطعام واللباس والمسكن والتعليم، والاهتمام بمطالب الجسد فقط بل علينا أن نهتم أولاً بتوبتنا ونمونا الروحي وشبعنا بالله فى توازن وترتيب الأولويات فى حياتنا، فحياتنا وأبديتنا أهم من الماديات الزائلة. والله الذى منحنا هذه الحياة وهذا الجسد، قادر بالطبع أن يهبنا احتياجاتنا المادية وجاء لتكون لنا حياة أفضل.

+ الله يقدم دليلا على اهتمامه حتى بطيور السماء التي تطير مغردة دون أن تقلق لأجل احتياجاتها الجسدية والتخزين للمستقبل، وهو يقوتها يوما فيوما.الإنسان، رأس الخليقة، يهتم به الله ويعطيه احتياجاته إذا اتكل عليه. وماذا استفاد المهتمون بالأمور المادية فقط، هل استطاعوا أن يزيدوا طولهم ذراعا واحدة؟ فالله هو الذي يعطي الجسم شكله وقامته، وهو يهتم بزنابق الحقل، ولا سليمان الملك، رغم عظمته وكثرة أمواله، لم تصل ملابسه إلى جمال هذه الأزهار، مع أنها مجرد أعشاب تنمو لبضعة أيام ثم تذبل. أن الإنسان ذو قيمة عظيمة فى نظر الله أعظم من الطيور زهور الحقل ؟. لقد تجسد الأبن الكلمة وبذل ذاته فداءاً عنا ولهذا علينا أن نعمل بعدم تكاسل ونثق بمحبة الله وعنايته بنا وتوفير احتياجاتنا وعلينا أن نطلب أن يملك الله على قلوبنا ونتمتع بعشرته، ويملك علي البعيدين ويقربهم إليه ونسعى في طلب البر واثقين أن أمور الحياة يوفرها الله لنا. ولا ننسى أن هدفنا الأسمى هو الله، نعطيه القلب والأولوية فى وقتنا وأعمالنا وتفكيرنا ومحبتنا. هكذا قدم إبراهيم أبو الآباء ابنه وحيده علي المذبح معطيا الله الأولوية حتى على أبنه من أجل ذلك رأينا الله يمنعه أن يمد يده عليه وقدم له حمل عوض عن أبنه وباركه. ولهذا قال القديس بطرس الرسول والرسل { فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ }(اع  5 :  29)

+ ترتيب أولويات حياتنا...

+ مع اهتمامات الإنسان الكثيرة والانفتاح على عالم الميديا والنت والموبايل والطفرة في عالم الأخبار والقنوات الفضائية، تشتت الفكر وكثرت متطلبات الحياة وأصبح الإنسان عرضة لضياع الهدف أو وضع أهداف وقتية زائلة تعطلت مسيرته نحو الله والأبدية. وحتى فى زمن السيد المسيح كانت مرثا مرتبكة من أجل أمور كثيرة وطلبت مساعدة أختها لها فيها ولهذا عاتبها السيد { فَأَجَابَ يَسُوعُ: «مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ. وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا»} (لو 41:10-42). ورغم أهميته ما تعمله مرثا فى إعداد الطعام الضروري للحياة الجسدية، لكنها انهمكت فيه بمبالغة، لدرجة أنها اضطربت، فعاتبها المسيح. وهو طبعاً يقدر محبتها واهتمامها بتكريمه، ولكن الإنشغال الزائد يربك ويقلق الإنسان. قد يكفى صنف واحد أو أثنين من الطعام الضروري. وأما مريم اختارت النصيب الأفضل، وهو سماع تعاليم السيد وهذا الاختيار هو الذي يشبع النفس ويخلصها. وهو الذى يوصل المسيحى إلى الملكوت الأبدي ومع تقدير السيد المسيح للأعمال العالمية المفيدة وكل الخدمات التي ترتقي بحياة الإنسان مثل مساعدة المرضى، والمسنين، وإعالة الفقراء مادياً، لكنها لا تغنى الخادم أو الإنسان الروحى عن علاقته الشخصية بالمسيح ومحبته وممارسة الأسرار المقدسة والصلاة وقراءة الكتاب المقدس.

 + من الأشياء الهامة والضرورية للنجاح والتفوق في الحياة ان نرتب أولويات حياتنا و نعطيها الاهتمام والوقت الكافى حسب أهميتها لنا، فنقوم بعمل الأشياء المهمة فالأقل أهمية. فليس من المعقول أن يسوق أحد سيارته بدون نقطة وصول محددة ويتمنى الوصول سريعا، ففي هذا مضيعة للوقت والجهد والمال. ولا نعطي الشئ الأقل أهمية الوقت الكثير أو نمضي الوقت في الكسل ونطمح في تحقيق النجاح والسعادة. كما أن من يعمل ما يفيد يتخلص مما لا يفيد والعكس صحيح. ان الله يدعونا للتفكير والتخطيط السليم لبناء حاضر سليم ومستقبل آمن وأبدية سعيدة { ومن منكم وهو يريد ان يبني برجا لا يجلس أولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله. لئلا يضع الأساس ولا يقدر ان يكمل فيبدأ جميع الناظرين يهزأون به. قائلين هذا الانسان ابتدا يبني ولم يقدر ان يكمل} (لو 28:14-30). فالإنسان الروحي الذي يريد أن يبنى برجاً، أى علاقة روحية تربطه بالسماء، ينبغى أن يضع الأساس وهو الإيمان بالمسيح والجهاد الروحي فى الصلاة والصوم والتوبة بانسحاق، حتى لا تهزأ الشياطين به.فدعوة المسيح لحساب النفقة ليس تخويفاً لتابعيه من صعوبة الطريق، لكن يدفعهم حتى يستعدوا بوضع هدفاً وحيداً لهم والارتباط بمحبته، ليضمنوا الوصول للملكوت والتمتع بعشرته المفرحة دائماً.

+ يوصينا الكتاب المقدس بأن نهتم بخلاص نفوسنا وعلاقتنا بالله والناس فى توازن وتكامل فى حياتنا، ففي مثل الغني الغبي الأناني الذي يهتم فقط بأمواله دون علاقته مع الله والناس رأينا كيف خسر حياته الابدية { فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون } (لو 12 : 20). فلو ربحنا العالم وخسرنا أنفسنا فنحن نسير فى طريق خاسر{ ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26). وحتى لو استباح الإنسان لنفسه شهوات العالم، ولو تصورنا أنه مَلَكَ كل شهوة فيه، وهذا مستحيل لكن سيخسر أبديته، وبهذا يكون قد أضاع نفسه وأهلكها ولا شي يساويها أو يعوضها. لكل منا نفس واحدة وهي أغلى من كل ممتلكات العالم وشهواته، وثمنها هو دم المسيح المسفوك لأجلها، فلا يمكن أن يضيع الإنسان أغلى شىء فى الوجود" نفسه" لأجل أية شهوات أو أمور مادية مؤقتة.

 + ترجع أهمية ترتيب الأولويات في حياة الإنسان لمحدودة الوقت والجهد والإمكانيات فبترتيب أولويات حياتنا وأعمالنا ومقابلاتنا نستطيع أن نحقق الأمور التي نسعى للقيام بها والتخطيط السليم يجعلنا نتفوق ونحقق رسالتنا فى جوانبها الحياتية المختلفة فى تكامل وتعاون للقيام بأعمالنا و دورنا كأفراد في الأسرة والعائلة ودورنا في كنيستنا وفي العمل الذي نقوم به فى المجتمع . نقوم بعمل أولويات لحياتنا بحكمة مفتدين الوقت. وعلى المؤمن وضع الأهداف التي يريد ان يصل اليها سواء على مستوى الأسبوع أو الشهر أو السنة. كل هذا يجعلنا نتقدم وننجح ونسعد. ومع معرفة ميولنا وامكانياتنا ووزناتنا وتنميها بالجهد والعرق المتوالي نصل للنجاح والنبوغ بالتخطيط والتنفيذ والمتابعة نتخطى العقبات وننجح فى كل عمل صالح { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 10(.
 + بتحديد الأولويات ومعرفة امكانياتنا وتطوير وبناء الذات نجد ان هناك فرق كبير بين حياتنا التي تمضي بدون حساب النفقة وبلا ترتيب ونظام وبين أن نبني برج النجاح لعلاقات ناجحة تنمو وتفتح أفاق جديدة للسعادة وتحقيق ما لم نكن نحلم به أو نتصوره من تقدم وما العبقرية الى جهد متواصل تنمو ثمارها على مر الزمان وتظهر نتائجه مع أداء الإنسان دوره في مجتمعه فى سعادة. علينا إذا إكتشاف إمكانياتنا وقدراتنا وطاقاتنا وميولنا واستغلالها والمتاجرة و الربح بالوزنات المعطاة لنا من الله ولهذا مدح الله الذين تاجروا بوزناتهم لهم وربحوا وأدان إلى طمر وزنته (مت 19:25-29). لقد منح الله لكل منا وزنات يتاجر ويربح بها ولم يبخل على أحد بل أعطي كل واحد على قدر طاقته وسيحاسبنا على ما هو متاح لنا وليس ما هو غير مستطاع مع أننا نستطيع عمل الكثير بالتركيز والنظام والتصميم فى المسيح الذي يقوينا. لكن علينا أن نعي أن هناك حساب على أعمالنا والوزنات التي بين أيدينا. الله منحنا وزنات و مواهب روحية وجسدية ونفسية ومادية سواء معرفة وحكمة وتعليم وإمكانيات عقلية ومحبة وخدمة وصحة ومواهب ومال ووقت علينا أن نجاهد بها في حياتنا لنربح. كما أن الله لا يحابي أحداً على حساب آخر، لكنه يعرف طاقة كل واحد فما قدمه لنا الله من مواهب لم يقدمها إعتباطاً وإنما هو يعرف ما يناسب كل إنسان لخلاص نفسه وأسرته وخدمة كنيسته ومجتمعه. فلا يتكبر أحد على أصحاب المواهب الأقل ولا يحسد حساب الوزنات الأقل أصحاب المواهب الأكثر، بل نشكر الله ونستثمر ما بين أيدينا. الله يهبنا الحرية والارادة وفى المقابل نجد أن كل منا مسئول عن استثمار وزناته (مت 14:25-30). ويجب أن ننمي وزناتنا الروحية العقلية والعملية وعلاقاتنا فما التفوق والعبقرية إلا معرفة من الإنسان لمواهبه وبالجهد الامين فى تنميتها بمرور الوقت والتراكم المعرفي والزمن بالانجازات تصنع المعجزات. اما الكسالى والخاملين فلا مكان لهم فى عالم اليوم ولا حتى فى السماء من أجل تراخيهم وعدم اهتمامهم بخلاص نفوسهم.
المجالات الهامة فى حياة المؤمن..
+  العلاقة بالله ومحبته والعمل للوصول إلى ملكوت السموات يأتي في أول سلم اهتمامات الإنسان الروحي من أجل هذا قال لنا السيد الرب { اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم }(لو 12:31). محبة الله والقريب والنفس هم مثلث رأسه محبة الله وضلعيه محبة القريب والنفس { تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الأولى. وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية اخرى اعظم من هاتين} (مر 30:12-31). محبتنا لله وطاعتنا لوصاياه وعمل ارادته فى حياتنا والنظر الى الناس والحياة والأشياء فى ضوء الكتاب المقدس وقيادة الروح القدس يجعلنا نسلك فى النور ونكون نور للعالم الجالس فى الظلمة { لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح}(2تي 1 : 7(. علينا أن نكون أناس صلاة من أجل الجميع ليس من أجل خلاص أنفسنا فقط ولكن ومن هم حولنا بل وعالمنا كله { فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ انْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ} (1تيم 2:1) كما أنه وأجب علينا أن نتوب ونحاسب أنفسنا ونسعي للسلام والمصالحة مع الغير لاسيما أن كان الخطأ قد صدر منا { فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ. فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ وَاذْهَبْ أَوَّلاًاصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.} (مت 23:5-24)
 + الاهتمام بالسعادة الاسرية وبناء اسرة مترابطة قوية سعيده متفاهمة تحيا فى محبة وتعاون وشركة مع الله والكنيسة وتشارك فى المجتمع وتشهد للإيمان اولوية مهمة فى حياة المؤمن، فقد ينجح الانسان فى العمل ويحقق طموحه الدراسي والمادي دون ان يهتم ببناء بيت سليم، فتتفكك الاسرة أو يفشل الأبناء. وكم من أشخاص تغربوا من أجل تحقيق طموحهم المادي وتركوا زوجاتهم وأولادهم دون إهتمام وتسبب ذلك فى العديد من المشكلات التي تسبب لهم التعاسة والفشل. لهذا فمن أولويات المؤمن الاهتمام بأهل بيته وأسرته وأقربائه وحياتهم الروحية { أما انا وبيتي فنعبد الرب} (يش 24 : 15). علينا التعاون في تحقيق الإشباع النفسي والروحي والاجتماعي للأسرة، والحرص على النمو السليم لأفراد الاسرة مع إشباع حاجتهم للطعام والشراب ومستقبلهم الدراسي والعملي. ومن النجاح الأسري ينطلق المؤمن الى مجال أوسع للعلاقات الإجتماعية مع العائلة والاقارب والجيران والاصدقاء والزملاء والامتداد بالمحبة والعطاء على قدر طاقتنا وتنمية هذه العلاقات للمرضى والمحتاجين والغرباء والمسجونين وذوى الحاجات الخاصة فهذه أساسيات الدخول لملكوت السموات { من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما} (مت 20 : 26).
 +الأمانة فى العمل والالتزام به مع الاتزان في القول والسلوك والعلاقات من المجالات الهامة التي يجب أن يقوم بها المؤمن في بذل وإخلاص وتفاني حتى وسط أجواء الفساد الاداري والمالي من حوله. العمل مجال للكسب المادي والعيش الكريم يجب أن نوليه الأهمية فى النجاح والتميز فى عالم يسوده التنافس وقلة فرص العمل ومهما كانت وظيفتنا، كبرت أو صغرت علينا ان نحب ما نعمل ونقوم به بامانة ونتغلب على التحديات والمضايقات بالحكمة والصبر والمثابرة، ومع الوقت لابد أن يظهر معدنه الإنسان جليا للناس، وان كنا ننتظر المجازاة من الله الذى يرى فى الخفاء ويجازى علانية.

 + المؤمن فى كنيسته عضو فعال ومشارك وخادم ناجح على قدر طاقته وعمق محبته وأمانته تجعله محب ومحبوب ويعتمد عليه، كما أنه شاهد حي للإيمان العامل بالمحبة فى مجتمعه وبين أصدقائه، يخصص لكل شئ وقت للجد والعمل وقت للمجاملات والترفيه عن النفس وقت. المؤمن أمين كملح فى الارض لوطنه ويستنير من علاقته بالله وينير الدرب لكثيرين. مع الحرص على إيجاد توازن وتكامل بين مجالات عمله في الحياة وأولوياتها والاستجابة للظروف الطارئة والملحة فى حكمة من أجل بناء النفس والغير وعمل الخير والامتداد نحو حياة أبدية سعيدة .