نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 31 يناير 2011

المسيحي والإيجابية

للأب القمص / أفرايم الأورشليمى

- الإيجابية المسيحية تعنى العمل والمشاركة والنجاح والتميز فى مختلف مجالات ، سواء فى الحياة الروحية والأجتماعية والوطنية والدراسية بما يبنى الأنسان وكنيسته ومجتمعه ومستقبله السمائى ، اما السلبية والتى تعنى الأنعزال والتقوقع وعدم المشاركة فهى عدم تحمل المسئولية وعدم الأمانة فى الوزنات المعطاة لنا من الله . ان أيماننا يدفعنا الى العمل والجد والإيجابية والأمانة والتفوق وان نمتد الى الأمام سعياً إلى التقدم والنجاح.

- عندما نفعل ذلك فاننا نقتدى برئيس أيماننا ومكمله الذى جاء عنه فى الكتاب المقدس { و جاء الى الناصرة حيث كان قد تربى و دخل المجمع حسب عادته يوم السبت و قام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي و لما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر و ارسل المنسحقين في الحرية. و اكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر و سلمه الى الخادم و جلس و جميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم}(لو16:4-21). كان الرب يسوع المسيح فى تجسده وخدمته يجول يصنع خيراً وهو هو أمس واليوم والى الابد مازال يعمل ويريد أن يعمل بنا ومعنا من أجل خلاصنا من جميع أعدائنا وأيدى مبغضينا وهو قادر ان يذيل ضعفنا وخوفنا وقادر كلما أقتربنا اليه ان يعطينا النعمة والقوة والحكمة لنعمل وننجح ، وما علينا الأ ان نواجه التحديات والصعاب ونسعى للتغيير للأفضل { فاجبتهم و قلت لهم ان اله السماء يعطينا النجاح و نحن عبيده نقوم و نبني } (نح 2 : 20).

- الإيمان هو قوة أيجابية دائمة وثقة فى الله وأنفسنا وأمكانياتنا ، هو ثقة ويقين فى الله الذى يقوينا ويهبنا القوة والقدرة { فاجاب و كلمني قائلا هذه كلمة الرب الى زربابل قائلا لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود} (زك 4 : 6). نعم نستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينا . فاننا نستطيع ان نتنبأ بمستقبلنا المشرق بان نصنعه يوماً فيوم ، لا نستكين للضعف او الخوف أو الانعزال بل يجب علينا ان نصنع مستقبلنا بايماننا بالله وبما وهبه لنا من نعمة التفكير والعمل والنجاح .

- نحن مدعوين الى الأيجابية فى كل مراحل حياتنا ومجالاتها فالأنسان كل لا ينقسم ،والنجاح يقود الى تكامل الشخصية ونموها ، ليقل الضعيف بطلاً انا. وليقل الشباب نحن قوة المجتمع وليقل الشيوخ نحن عنصر الخبرة والحكمة التى يجب ان يستفيد منها الابناء والاحفاد دون تسلط او تعامل سلطوى بل سعى لتنمية مواهب وأمكانات كل أحد وتعاون وتكاتف من أجل النهوض بأنفسنا وأسرنا وكنيستنا ومجتمعنا .

الأيجابية الروحية ...

- العلاقة الجيدة مع الله ومحبتة والنمو فى معرفتنا الروحية هو بدء لكل نجاح ، لقد كان يوسف مع الرب فكان رجلا ناجحاً ، والله يريد منا ان نكون { غير متكاسلين في الاجتهاد حارين في الروح عابدين الرب} (رو 12 : 11). لا يكفي العمل بل يجب تكون هناك حرارة وغيرة وأمانة وقوة وتميز في العمل { لانك لست باردا ولا حارا وهكذا لانك فاتر انا مزمع ان اتقيأك من فمي } رؤ 16:3.

- نعمل بجد وأجتهاد لان لنا أعداء روحيين {اصحوا و اسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو} (1بط 5 : 8).فيجب ان نقاومه راسخين فى الإيمان فيهرب منا نحن يجب ان ننمى وزناتنا ونستثمرها من اجل بناء ملكوت الله على الأرض ومن أجل ان نبرهن على ان أيماننا لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق .ولان كل واحد سيأخذ اجرته حسب تعبه فيجب ان نجاهد من أجل الأجر الأرضى والسمائى .

- لقد جاهد ابائنا القديسين من أجل أيمانهم وجالوا مبشرين بمحبة من أحبهم ، قدموا صومهم وصلواتهم وأتعابهم واموالهم وخدمتهم وعرقهم ودمائهم فلنسأل كل واحد وواحدة منا ماذا قدمت من أجل الله ؟

الأيجابية فى الاسرة و الكنيسة ...

- الإنسان المسيحى هو عضو حى فى أسرته وكنيسته ، ويجب ان يكون مشارك بايجابية فيهما ، والأيجابية يجب ان يغرسها فينا أهلنا منذ الصغير ، لقد تربى موسى فى بيت فرعون ولكن رضع لبن الايمان من أمه {بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون. مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية. حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة. بالايمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى}.(عب24:11-27) .

- أيجابيتنا فى الأسرة تجعلنا مشاركين بفعاليه وتفاهم وتفهم فى سعادة كل فرد فيها ، ومشاركين فى الحوار البناء والفعال من أجل خيرها . نعم نحن نستطيع ان نعمل الكثير من اجل اسرتنا ، نجاحنا فى الدراسة مصدر سعادة للأسرة ، التعاون والخدمة والشكر عليها مهم فى سعادتها ، التشجيع للصغار والضعفاء والمحتاجين له عامل مهم فى تنمية ونجاح ابنائنا ، الكبير قبل الصغير يحتاج للتشجيع والتقدير والانصات يطلق الطاقات الكامنه فينا ، كانت أم توماس أديسون مشجع له بعد ان اُتهم بالغباء ودافعت عنه وشجعته فجعلت منه مخترعاً ومكتشفاً وعالماً كما كانت الأم مونيكا تسعى لخلاص ابنها أغسطينوس ولم تكتفى بالصلاة بل ذهبت وراه من أفريقيا الى ميلانو فى إيطاليا حتى انه عندما رأى القديس امبروسيوس اسقف ميلانو دموعها قال لها (ثقى يا ابنتى ان ابن هذه الدموع لن يهلك) واستجاب الله لصلواتها ودموعها وتاب أغسطينوس وأصبح قديساً .

الأيجابية الكنسية .. سواء كنا رعاة أو رعية ، خداما او مخدومين فأنه يجب علينا أن نكون متشبهين بابينا السماوى الذى يريد لنا ان نشترك معه فى العمل ونحتمل الاخرين " محتملين بعضكم بعضا في المحبة " اف 4:1 . الأيجابية تمنحنا الأنقياد لروح الله ، روح الخدمة الحارة والأفراز والتمييز والسعى نحو خلاص أنفسنا وخلاص الأخرين والصلاة من أجل سلام الأسرة والكنيسة والوطن وأعضائه ، ان الايجابية في مجالات الخدمه في الكنيسة تستوجب ان نزرع السلام ونعيش في سلام ونعكف علي كل ما هو للسلام عاملين بقول الرب " طوبي لصانعي السلام لانهم ابناء اللة يدعون " مت 9:5

- الخدمه الهادئه التي بلا تحزب ولا تشويش { حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل امر ردي } يع15:3. فانكم انما دعيتم للحرية ايها الاخوة غير انه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا (غل 5 : 13). كونوا يا أحبائى مشاركين فى صلوات الكنيسة وأنشطتها ، الكنيسة هى أماً لكم ولا يستطيع أحد ان يقول ان الله أبى دون ان تكون الكنيسة اماً له ، شاركوا فى مختلف المجالات الخدمة حسب ما يناسب ميولكم وقدارتكم ، فانتم أعضاء فى جسد واحد ولابد أن تبنوا بعضكم بعضاً.

الأيجابية الأجتماعية والوطنية ....

- ان الكتاب المقدس يدعونا ان نكون نوراً فى العالم { انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل ولايوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال بل يضعونه على المنارة ليضى لكل من فى البيت فليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذى فى السموات } (مت 5 : 16-14) . المسيحى ملحاً فى الارض يعطى المجتمع مذاقاً روحياً ويمنحه أستنارة ً ، يجب ان نكون شهوداً لإيماننا بالله ومحبته وعدله وان نشهد للحق بحكمة ، المسيحى الحق ضرورة لا غنى عنها فى مجتمعه يبذل ويخدم ويكون أميناً فى عمله وخدمة مجتمعه فى محبة وعطاء .

- المسيحى يفهم ان عليه واجبات تجاه مجتمعه وله حقوق يطالب عنها بجراءة وقوة ، هو كعضو فى المجتمع يعرف ان يسير بحكمة بين السعى فى طريق السلام والمحبة دون ان يتنازل عن الحق والعدل يسعى للعيش الكريم والمشترك ولكن لا يشترك فى أعمال الظلمة غير الثمرة بل يدينها ويقاوم الظلم والجور مهما كلفه من ثمن،

- ان يوسف الصديق فى تعامله مع اخوته اولا وتعامله مع المجتمع الذى يعيش فيه ثانياً يعلمنا كيف كان نتعامل بايجابية وفعالية ، ان حياة يوسف الصديق تمثل السلوك الايجابي الذي لا يعرف اليأس وسط الفشل ولا يعرف الكسل وقت الضيق ولا يعرف البغضة و الكراهية وقت الظلم ، وكيف كان يتعامل في السجن وكيف يقدم الخدمه لكي من احتاج منه الخدمه حتي لو كانت الخدمه المقدمه هي تفسير الاحلام . وعندما اصبح الرجل الثاني بعد فرعون خدم مصر بامانه و تقبل الاساءه بالاحسان و الرضا و تعامل مع اخوته علي انه يتعامل مع الله الذي انقذه من ايديهم ومن امرأة فرعون ومن السجن .

- الله والكنيستة تعلمنا وتحثنا وتتشجيعنا علي المشاركة الأيجابية الوطنية والاجتماعية والسياسية بما فيه مصلحتهم دون ان تفرض عليهم راياً بعينه ، تطلب الكنيسة من أبنائها أن يكونوا إيجابين في بناء الوطن ومساهمين في العمل الوطني في الأحزاب والنقابات والجمعيات والمؤسسات وكل الأنشطة التي تخدم الوطن وحاضرة ومستقبله ، لكن الكنيسة لا تختار لهم نوعية التوجيه السياسي، بل تترك لهم حرية الأختيار والإنتماء. المهم أن يكونوا مواطنين صالحين يخدمون الكل ويحبوا الكل.ويقاوموا الظلم ويصلوا ويعملوا من أجل القيام بواجباتهم بامانة وايمان دون تنازل عن حقوقهم المشروعه من أجل بناء حاضر يتسم بالأمن والسلام ومستقبل مشرق مزدهر.

- نصلى من قلوبنا الى الله ... من أجل سلام بلادنا ونموها وازدهارها ومستقبلها وكل مواطن بل وكل ذرة تراب فيها،نحن نثق أنه لا يترك الرب شعبه من أجل إسمه العظيم. لأنه قد شاء الرب أن يجعلكم له شعباً. و أما أنا فحاشا لى أن أُخطئ الى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم بل أعلمكم الطريق المستقيم." 1 صموئيل 12:22

- يا الهنا الحبيب المتحنن نعلم انك تصغي لصلاتنا دائما نتضرع اليك ان تنظر بعين الرحمة والحب الى مصرنا وكنيستنا وشعبنا وترفع عنا البلاء والظلم والغلاء وتكون مع اولادك في كل مكان ليتم قولك " مبارك شعبي مصر " اصبغ علينا بروحك القدوس وحل بسلامك في ارض في مصر باركها واجعلها دائما ارض السلام .

اننا ننتظر ذراعك القوية لكي تنتشلنا من كل فقدان الأمن والأمان انت معيننا ورجائنا وليس لنا سوي رحمتك ومحبتك لنا لقد دعوتنا ابنائك فبدالة البنوة نصرخ لك يا فادينا ارحمنا واعنا وأعمل معنا من أجل مستقبل بلادنا وشعبها .

السبت، 29 يناير 2011

أمال وتطلعات الشعب المصرى

بقلم الأب القمص / أفرايم الأورشليمى

وقفة مع النفس ...

مع مع نشاهده من أحداث تراجيديه مؤسفه فى مصرنا الحبيبة وعمليات تخريب ونهب وسرقة وحرائق وفقدان الأمن والنظام فان قلوبنا يعتصرها الحزن والألم ويحدوها الأمل فى مستقبل أفضل ، ولابد لكل واحد منا من وقفة مع النفس لنتأمل فيما يحدث من حولنا من أحداث وتغييرات متلاحقة آلت اليها الأوضاع فى مصر من أنفلات أمنى نتيجة لغياب الديمقراطية والحرية وموجات الغلاء والتضخم المتوالية ومع أرتفاع نسبة البطالة وما سببته من كبت أدى الى أنفجار الأوضاع وتدهورها الى حد غياب الأمن والأمان وسيادة شريعة الغاب وكأننا لسنا دولة الحضارة والتاريخ والأديان . ماذا نريد من أنفسنا ومن النظام والقوات المسلحة وما يجب علي كل منا القيام به لفرض سيادة القانون والنظام ومعالجة الأوضاع الخطيرة التى وصلت اليها الأمور...

أحبائى مواطنى شعبنا الكريم مسلمين ومسيحيين ..

- يا شعبنا الكريم يا ابناء مصر الحضارة ، التزموا بالاخلاق والحرص على مقدرات وممتلكات بلادنا وتاريخها والممتلكات الخاصة وحرمة حياة كل أنسان على أرض مصر ، كونوا رجال وقفوا وقفة حق مع أنفسكم ومع التاريخ الذى سيكتب مطالبتكم بحقوقكم المشروعة فى الحرية والديمقراطية وحياة كريمة ولكن التزموا بعدم العبث بكل ما هو ممتلكات الشعب ومقدرتا الأمة . السرقة والنهب ليس من شيم شعبنا العظيم والمال الحرام لن ينفع أحد بل سيكون له نتائج كارثية على السارق .

- أن حق التظاهر السلمي للتعبير عن مطالب الشعب هو حق مشروع ولكن لا يجب باى حال ان ننجرف الى التخريب والنهب والسرقة . مطالب الشعب فى الديمقراطية والعدل والحرية مشروعة ولكن يتم التعبير بها بطرق مشروعة وقانونية ولقد وصلت رسالتكم الى السلطات السياسية والأمنية والدولية وسيتم تلبيتها وتحقيقها .

- حافظوا على حياتكم وممتلكاتكم وحاضركم ومستقبلكم وأمن وأمان كل مواطن ، شكلوا فى الوقت الحالى دروع بشرية للحفاظ على الأرض والعرض والتاريخ ، لقد كان محزنا ومسئياً جدا ان نرى المتحف المصرى الذى هو تاريخ وكنوز وحضارة مصر ينهب ويسرق ، تدمى قلوبنا كمصريين فى المهجر ان نرى النهب والسرقة وان نرى مستشفى السرطان التى تعالج أطفال مصر تخرب وتنهب ، انها صور تسئ لأنفسنا ولمصرنا وتاريخها وتظهرنا كقطاع طرق ولصوص . لنفكر فى تصرفاتنا وسلوكنا

- لقد بلغت رسالتكم ومطالبتكم بالتغيير الى كل أقصاء الأرض وها هو التغيير الذى تريدونه قادم لا محالة ولتلبية مصالح كل مواطن مصرى حر فى حياة كريمة ، فلا يجب ان يكون التغيير سبباً لأفتقاد الأستقرار ولايكون التظاهر سبباً لأنعدام النظام والأزدهار .

- لا يجب علينا باى حال ان نطالب بالأصلاح ونكون نحن أنفسنا مُفسدون فى الأرض، ولا نطالب بالديمقراطية بمظاهرات تخريبية ، العالم ينقل ما يحدث فى شوارع مصر وأزقتها وبيوتها بكل لغات العالم ،وفوق ذلك الله يراقب ويحاسب كل واحد منا ، فليكن ضمير كل واحد منا رقيب أمين لتصرفاته.

- نحيى رجال مصر الأمناء الذين وقفوا يدافعوا عن مناطقهم وأحيائهم وبيوتهم وممتلكاتهم وجيرانهم ومحالهم ونطالب شبابنا الذين تظاهروا بالحفاظ على الطابع السلمى للمظاهرات والتكاتف للحفاظ على ممتلكات الشعب صورة مصر .

الى كل مسئول على أرض مصر ....

- أننا نقدر اللحظات التاريخية التى أتت بنا وبكم إلى هذه الساعة ، يجب علينا ان نتعلم من أخطاء الماضى ويجب ان يكون لدينا تلاحم مع نبض الشارع المصرى ومصالحه وأماله والآمه وتطلعاته . ما يزرعه الانسان أياه يحصد، من يزرع خيراً يحصد خيراً فازرعوا خيرا ومحبة وسلاما وأمناً لتحصدوه . لنعمل سريعا لأستعادة النظام والأمن المفقود . لنساهم فى السعى الى أقامة نظام جديد يكون حراً كريماً مسئولاً يحقق طموحات الشعب المصرى .

- نحتاج لدستور جديد يحدد مدة الرئاسة بفترة واحدة قابلة للتجديد لمرة واحدة ونظام برلمانى ديمقراطى ورقابة قضائية ودولية على الأنتخابات ، نحتاج لقوانين ديمقراطية ومساواة وحرية وعدالة ومحاربة للفساد وتحقيق مطالب كل فئات المجتمع وتحقيق مبدء تكافؤ الفرص ومعاقبة الفاسدين على جرائمهم بعدالة وشفافية وان يكون الجزاء متوازى مع العمل.

- يجب ان نؤسس لنظام جديد يقوم على العدل والعدالة الأجتماعية والمساوة وتكأفو الفرص ومعالجة الغلاء وتوفير فرص عمل للعاطلين وصرف مرتبات بطالة للعاطلين عن العمل وتوفير نظام صحى يعتنى بالفقراء . هو من الأشياء الأساسية لتحقيق مطالب شعبنا الكريم.

- إن الظروف الاقتصادية الضاغطة، من بطالة وفقر وحرمان وإهمال لفئات واسعة من الشعب، وعدم تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة، وعدم تمثيل النظام لهم، والفساد الإداري والمالي والمحاسبي، تدفع رجل الشارع العادي قبل المثقف والواعي إلى عدم الرضا الذى يصل في مرحلة فقدان الأمل ثم الثورة الشاملة ضد فساد النظام ورموزه وهذا ما حدث فى مصر الأن .

- الى قواتنا المسلحة وقيادتها وهى الدرع الواقى والمدافع عن مقدرات الأمة ، نحيى تدخلكم لحماية امن وأمان المواطنين كما تقفوا دائما لحماية حدود مصر وأمنها القومى . هذا هو اليوم الذى ننظر فيه دفاعكم عن أمن مصر الداخلى وأستقرارها وصورتها وتقدمها .

- نصلى من أجل سلام وأمن مصر وشعبها وأرضها وتراثها وممتلكاتها ، نصلى من أجل حاضرنا المؤلم لنتشافى سريعا من كبوتنا ونقوم وننهض من جديد ، ولنعلم انه ، إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ،ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر.

الأربعاء، 26 يناير 2011

الانتفاضات الشعبية ، تاريخ وأهداف

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

الأنتفاضات الشعبيه فى مصر...

ان كان التاريخ لا يذكر بالضبط متي كانت أول مظاهرة أو احتجاج‏ ضد الظلم والفساد لكن الذى وصل الينا من قصة احتجاج الفلاح الفصيح ورسائله للفرعون الذي اعتصم ببابه سبعة أيام يشكو الظلم‏..‏ ويتباطأ الفرعون عن الاستجابة ويكتب له الفلاح شكواه بادب وبلاغة ويعيد الشكوي وينمق أسلوب العرض وألفاظه‏ كما سجلتها أوراق البردي لتصل إلينا عبر آلاف السنين‏.‏وقد اكتشف الآثاريون المخطوطات التي تثبت أن مجموعة من العمال تظاهروا في عصر رمسيس الثالث لعدم تقاضيهم حقوقهم‏،وكانوا يتقاضون مقابل العمل الحبوب والزيت وكل ما يمكن العيش به وظلوا‏ سته عشر يوما حاملين المشاعل ليلا حتي ينتبه الفرعون لهم‏، وقد أكد العالم الراحل سليم حسن ما جاء فى البرديات فى كتابه عن تاريخ مصر القديمة .

كانت وستبقى المظاهرات وسيلة للتعبير عن السخط وعدم الرضاء والضغط لتحقيق مطالب المتظاهرين .ومنذ أن هتف المصريون يا عزيز يا عزيز كبه تاخد الإنجليز‏. والاستقلال التام أو الموت الزؤام ، يا حرية فينك فينك أمن الدولة بينا وبينك‏..‏ وغلوا السكر غلوا الزيت خلونا بعنا عفش البيت والمظاهرات تعلو وتهبط سواء كظاهرة عامة أو لجماعة معينة لها مطالب خاصة واخر هذه المظاهرات واقواها هى مظاهرات يوم الغضب التى بدات يوم 25/1/2011

لكن يتدخل النظام الحاكم فما إن تشتعل الحناجر بالهتافات حتي تسقط فوق الرءوس الهراوات وقنابل الدخان وتصوب فوهات المدافع إلا أن عام‏2007‏ شهد لونا جديدا من حقوق المتظاهرين فبدلا من قطف رءوس المتظاهرين والزج بهم إلي غياهب السجون أصبحت مصر تعيش المظاهرات الإيجابية يعني تستجيب الحكومة لحل مشاكلهم حتي أصبحت المظاهرات هي الحل‏..‏ بدأ من ثورة العطش التي قطع لأجلها بسطاء منطقة الحامول وبلطيم والرياض في كفر الشيخ الطريق‏..‏ وانتهاء بإضراب ومظاهرات موظفي الضرائب العقارية أمام مجلس الوزراء وقد سجلت أوراق التاريخ الحديث أن المصريين عرفوا المظاهرات مع غزو المحتل لبلادهم وكانت المظاهرات أولي وسائل المقاومة‏، وقد ظهر ذلك جليا في ثورة القاهرة الأولي ضد المحتل الفرنساوي الفرنسيس بلغة ذاك الزمان وكان ذلك في عام‏1798‏ وقادها عمر مكرم ثم ثورة القاهرة الثانية في عام‏1800‏ في منطقة بولاق والتي قادها مصطفي البشتيلي نسبة إلي بلدته بشتيل‏.‏ أيضا عرفت مصر مظاهرات شعبية تؤيد تولية عمر مكرم لمحمد علي باشا لاعتلاء عرش مصر وتلك واقعة غريبة لم يذكر التاريخ خباياها وأسرارها فقد كان البلد يعاني فراغا دستوريا وكانت فرصة مواتية ليتولي حكم مصر أحد أبناء البلد‏.‏ ولعل أول مظاهرة شعبية سلمية تلك التي حدثت في سبتمبر‏1881‏ وهي مظاهرة عابدين بقيادة أحمد عرابي باشا أمام خديوي مصر وقد أطلق عليها المغرضون هوجة عرابي وطالب أصحاب المصالح وهم في كل مكان وزمان برأس عرابي وليس نفيه فقط‏.‏ وفى مظاهرات 1919 ضد الأستعمار الانجليزى تظاهر الرجال والنساء معاً ، وهذا ليس بغريب فقد أورد عبد الرحمن الجبرتي في كتابه الشهير عجائب الآثار في التراجم والأخبار والشهير بتاريخ الجبرتي أول مظاهرة نسائية في وجه قرار نابليون بونابرت‏(‏ بونابرته‏)‏ بتحريم سكن القبور وإبعاد المساكن عنها‏..‏ وثار الناس وغضبوا‏ ولكن العجيب في ذلك أن سكن القبور قديم جدا رغم اتساع الأرض والصحراء حول القاهرة حينذاك‏. يقول الجبرتي‏:‏ذهب جماعة من القواسة ـ يعني الجنود المصريين‏,‏ الذين يخدمون الفرنساوية وشرعوا في هدم التراكيب المبنية علي المقابر بتربة الأزبكية وتمهيدها بالأرض فشاع الخبر بذلك وتسامح أصحاب الترب بتلك البقعة فخرجوا من كل حدب وصوب ينسلون وأكثرهم النساء الساكنات بحارة المدابغ وباب اللوق وكوم الشيخ سلامة والغوالة والمناصرة وقنطرة الأمير حسن وقلعة الكلاب إلي أن صاروا كالجراد المنتشر ولهم صياح وضجيج واجتمعوا في الأزبكية ووقفوا تحت بيت صاري عسكر نابليون فمنزل لهم المترجمون واعتذروا بأن صاري عسكر لا علم له بذلك الهدم ولم يأمر به وإنما أمر بمنع الدفن فقط‏، فرجعوا إلي أماكنهم ورفع الهدم عنهم‏.‏

طرق أنتقال السلطة والأنتفاضات الشعبيه ...‏

لانتقال السلطة السياسية فى عالم اليوم طرق متعدده أشهرها الانتقال السلمى للسلطة عن طريق الأنتخاب الحر فى صناديق الأقتراع سواء مباشرة باختيار رئيس الجمهوريه او أختيار ممثلى السلطة التشريعية كاغلبية تشكل الوزارة او بائتلافها مع احزاب اخرى لتحوز الأغلبية فى البرلمان او بالوراثة فى النظم الملكية ، كما ان الكثير من الأنظمة فى العالم الثالث قد تغير بالأنقلابات العسكرية .الا اننا لاحظنا فى العصر الحديث حدوث تغيير السلطة بالأنتفاضات الشعبية التى يحركها السخط الشعبى وعدم الرضاء ودكتاتورية النظم القائمة وعدم تلبيتها لمطالب الشعب أو مصالحه

مع وجود الأنظمة القمعية قامت العديد من الثورات بالتغيير ، صحيح حدث في التاريخ الغربي الكثير من الفوضي‏، ففي بداية الثورة الفرنسية حطمت المظاهرات سجن الباستيل وأيضا الثورة الأمريكية التي تحولت إلي حرب أهلية بين الشمال والجنوب‏، لكن الحال تغير الآن وأصبحنا نشاهد المظاهرات الحضارية التي تخاطب العقل وهذا يتطلب عندنا مناخا تتاح فيه حرية التعبير بطريقة حضارية لا يعتدي فيها المتظاهر علي المنشآت ولا يستخدم فيها البوليس الهراوات والعنف أو يبدأ به ضد المتظاهرين تلك وقفة حضارية لابد منها لنقف في مصاف الدول المتحضرة‏.

فى أثيوبيا ... صباح أحد أيام 1974 في أديس أبابا، ملأ سائق (تاكسي) خزان سيارته بالوقود، ودفع الثمن لعامل محطة المحروقات، فطلب منه هذا ضعف المبلغ المعهود، ولما استفسر السائق عن سبب مضاعفة السعر، أبلغه أن الحكومة ضاعفت الأسعار ليلاً، فأصيب السائق بنوية هيسترية، وأخذ يصرخ في الشارع ويمزق ثيابه ويشكو كيف يمكن أن يعيل أسرته أمام هذا الغلاء، وقبل أن تنتهي نوبته الهيسترية كان عدد المنظاهرين الذين يتبعونه تجاوز الآلاف ثم عشرات الآلاف، ولم يكن يقودهم حزب أو فئة أو تنظيم، ودامت المظاهرات عشرة أيام حتى استغل العسكر الانتفاضة فاستولوا على السلطة وأعدموا الإمبراطور هيلا سيلاسي. الأنتفاضة الفلسطينة الأولى .. وعام 1987 صدمت سيارة يقودها مستوطن إسرائيلي عدداً من مواطني غزة، فاشتعلت الانتفاضة الأولى في جميع مدن وقرى فلسطين، وأربكت سلطات الاحتلال، حتى أن إسحق رابين تمنى أن يستيقظ يوما ًويجد غزة قد غرقت في البحر، وبقيت الانتفاضة مشتعلة دون حزب أو تنظيم أو قيادة، إلى أن تدخلت القيادة الفلسطينية وتوصلت مع العدو الإسرائيلي إلى اتفاقية أوسلو، فخمدت الانتفاضة الأولى وطويت صفحتها. الثورة ضد الظلم فى رومانيا ... وفي عام 1989، دعا الرئيس الروماني تشاوشيسكو (الجماهير) بواسطة حزبه وأجهزة أمنه والمنظمات النقابية والشعبية التابعة للنظام، فجمع عشرات الألوف كما هي العادة، وبدأ الرئيس يلقي كلمة حماسية في الجموع، وما أن وصل إلى منتصف كلمته حتى صرخ أحد المتجمهرين بهتاف ضد الرئيس وسياساته، فانقلبت (الجماهير) المتلقية خلال دقائق وبدأت انتفاضة عنيفة دون حزب يقودها، أو تنظيم سياسي، لا سري ولا علني، وما أن جاء المساء حتى سقط النظام ثم أعدم الرئيس وزوجته، وبعدها قرر الشعب الروماني أن يتبنى نظاماً جديداً، وأسس أحزاباً وتكتلات سياسية جديدة، وقفز على السلطة بعض قادة الحزب الحاكم، ومغامرون وصيادو الفرص الثورة الشعبية فى تشيكوسوفاكيا ... وعام 1989 أيضاً خرج عشرات المواطنين في براغ (تشيكوسلوفاكيا) متظاهرين ضد النظام فأطلق جندي النار عليهم وقتل أحدهم فالتهبت المدينة، وخلال ساعات بلغ عدد المتظاهرين عشرات الألوف، دون حزب أو تنظيم يقودهم، ثم استعاروا بعض المقاعد والطاولات من المحلات التجارية المجاورة، وبنوا (منصة للخطابة) وأخذوا يهاجمون النظام، وصدرت عن أحد الخطباء عبارة (نحن حزب المنصة) وما لبثوا أن اسقطوا النظام واستلم (حزب المنصة) الحكم، ثم تدبروا أمورهم فيما بعد وشكلوا أحزاباً وأسسوا نظاماً سياسياً جديداً. الثورة ضد حكم الشاه فى أيران ..

عام 1979 في إيران، كان نظام الشاهنشاه يملك المال والسلاح (كان جيشه أقوى قوة في الشرق الأوسط بعد إسرائيل) كما كان يعتمد على السافاك (الجهاز الأمني سيء الصيت)، ثم انتفضت جماهير الشعوب الإيرانية عزلاء بدون سلاح، وما هي إلا أيام حتى رحل الشاه هارباً، تاركاً بلاده لجماهير لا يقودها حزب ولا تنظيم، إلى أن سد الخميني ورجال الدين الفراغ وتولوا السلطة ثورة الياسمين فى تونس ... في الشهر الحالي انتفض التونسيون نتيجة للبطالة والغلاء والفساد بعد ان قام أحد الشباب بشعال النيران فى نفسة أحتجاجاً على الاوضاع المعيشية التى يحياها ،وحاول الرئيس التونسى المخلوع أن يمتص غضب الغاضبين والتضحية بوزير الداخلية ولكن الثائرين لم يهدأ لهم بال الا برحيل وأنهيار النظام وهروب زين العابدين . هناك عشرات الأمثلة عن مثل هذه الانتفاضات في دول العالم المختلفة، التي استطاعت الجماهير الشعبية العزلاء من خلالها، أن تسقط الأنظمة، دون أن تكون لها أحزابها أو قياداتها أو برامجها.

أسباب وأهداف ومفاهيم مشتركه .. المؤشر الأول هو أن هذه الأنظمة التي جرى الانتفاض ضدها وسقطت تتقاسم عوامل مشتركة، على رأسها أنها لم تستطع أن تعالج قضايا الغلاء والفقر والجوع في مجتمعاتها، ولم تشغل نفسها باحتياجات الناس وهمومهم، كما أنها جميعها أنظمة قمعية صادرت الحريات واستسهلت الاعتقال، وغابت عنها الديموقراطية وألغت الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، كما تجاهلت المساواة وتكافؤ الفرص، ورفضت تداول السلطة، وقبل هذا وبعده استشرى الفساد في جسم هذه الأنظمة وإداراتها وسلطاتها ومسؤوليها، حتى كأن مهمتهم هي جمع المال وحماية النهابين من أقربائهم وأصدقائهم، وبالتالي نضجت الظروف الموضوعية للهبات الشعبية التي لم تكن تنتظر سوى شرارة للاشتعال، ولذلك كانت جميعها انتفاضات مفاجئة للأنظمة وللناس وللعالم الخارجي على حد سواء أما المؤشرالثاني فهو أن مثل هذه الأنظمة استبعدت أحزاب المعارضة، وعزلتها، وسجنت ناشطيها وقادتها وحرمتها من النشاط في وسطها الشعبي، وعندما قامت الانتفاضات لم تجد من يقودها، كما لم تجد الأنظمة القائمة من تتفاوض معه، لأن الانتفاضات بدون قيادات، وأحزاب المعارضة محاصرة أو ملاحقة، مما ترك فراغاً أدى إلى عمليات عنفية من جهة وقفز فئات أخرى على السلطة . أما المؤشر الثالث فهو الظاهرة الجديدة التي يتصف بها عصرنا وأعني ثورة الاتصال، فقد كان (الفيسبوك وإلإيميل والأنترنيت) وغيرها وسيلة فعالة لنقل المعلومة بين المنتفضين وتوجيههم والقيام بدور الأحزاب الغائبة، ولعل هذا المؤشر يفتح أعين بعض الأنظمة التي تقمع الحريات الصحفية والإعلامية، ويقنعها أن عملها هو عبث لا يفيد، لأن وهم الأنظمة بجدوى حجب المواقع الإلكترونية أو التضييق على حرية وسائل الإعلام هو مجرد وهم وعمل بدون فعالية، فمثلما يحجبون بسهولة يستطيع المتلقي إلغاء الحجب بسهولة أيضاً. إن ما جرى في تونس، وفي البلدان الأخرى التي أشرت إليها، جدير بالدراسة وأخذ العبر، ليس فقط من قبل المنظرين السياسيين والأيديولوجيين، وإنما أيضاً وأساساً من الأنظمة السياسية في عالمنا النامي

الاثنين، 24 يناير 2011

دعوة إلى الأتحاد بالعريس السمائى

بقلم الأب أفرايم الاورشليمى

عريس النفوس الحقيقى ...

يقدم لنا القديس يوحنا المعمدان الرب يسوع المسيح بكونه العريس الروحى الحقيقى للنفس البشرية وللكنيسة التى أقتناها بدمه الكريم على عود الصليب { من له العروس فهو العريس و اما صديق العريس الذي يقف و يسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل } (يو 3 : 29) ان فرح الخادم الامين لله هو ان ندعو كل أحد ليقترب من الله ويحبه ويحيا معه فى أيمان واثق وتوبة حقيقية وأتحاد روحى وان يحيا القريب والبعيد فى محبة من أحبهم وخلاصة ونوره وان يختفى ويتوارى الخادم ويظهر الله فى حياة كل أحد .

ولقد أكد السيد المسيح له المجد على انه هو عريس نفوسنا الذى جاء ليرفعنا بالمحبة لنكون فى أتحاد روحى به { اتقدرون ان تجعلوا بني العرس يصومون ما دام العريس معهم و لكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام }(لو 5 : 34،35). نعم أننا مدعوين للعرس السمائى لا على مستوى جسدى كما يظن غير الفاهمين قداسة الله وعظمة محبته ولكن على مستوى الروح والفرح والمحبة الإلهيه .

ولعل هذا ما دعا القديس بولس الرسول يعلن { فاني اغار عليكم غيرة الله لاني خطبتكم لرجل واحد لاقدم عذراء عفيفة للمسيح } (2كو 11 : 2) هذه العلاقة الفريده بين النفس البشرية والله أعلنها لنا الكتاب المقدس فى العهد القديم { و اخطبك لنفسي الى الابد و اخطبك لنفسي بالعدل و الحق و الاحسان و المراحم} (هو 2 : 19) . {اخطبك لنفسي بالامانة فتعرفين الرب} (هو 2 : 20). نعم يغار الله على شعبه ويعاتبه على بعده عنه {لان شعبي عمل شرين تركوني انا ينبوع المياه الحية لينقروا لانفسهم ابارا ابارا مشققة لا تضبط ماء }(ار 2 : 13) .

أعلان محبة الله للبشرية الخاطئه ...

لقد كلم الله الاباء بالانبياء قديما بطرق متعدده وانواع شتى ، ليعلن للبشر محبته وسعيه لخلاصنا لانه خالقنا ويهمه سعادتنا وكأب حقيقى يفرح بمحبة أبنائه ، اما نحن فكثيرا ما نهتم بالعطيه دون محبة للمعطى ونأخذ من الله الهبات لكى ما ننفق على شهواتنا ، وهذا ما فعله الأبن الضال فلقد طالب بنصيبه فى الميراث لكى ما يبدده فى الكورة البعيده مع أصدقاء السوء وعندما بدد معيشته تخلوا عنه وتركوه بعد ان غلبهُ الشيطان وسلبه غناه وتعرى من ثياب البنوة والمجد، ولكن الله كأب صالح عندما رجع الأبن اليه استقبله فرحا وعوضه ما فقده .

لقد بحث الله عنا وجاء متجسداً ليعلن لنا محبته وخلاصه وأقترابه منا وبذله دمه الثمين لخلاصنا {الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته} (اف 1 : 7) .لهذا يدعونا الإنجيل ان نحيا فى مجد البنوة لله { لانكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم و في ارواحكم التي هي لله }(1كو 6 : 20).

أبناء وبنات لله ...

لقد رفع الله من شأن المؤمنين به ليصيروا أبناء وبنات لله بالتبنى { و اما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم و لا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله}(يو12:1-13) .ولاننا ابناء وبنات لله فان الله يحبنا ويريد ان يهبنا حياة الفرح والسرور والسلام والشبع . يريد ان نفرح بخلاصه العجيب لنا ففى ميلاد المخلص بشر الملائكة الرعاة قائلين { لا تخافوا فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. و هذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود. و ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله و قائلين. المجد لله في الاعالي و على الارض السلام و بالناس المسرة} (لو10:2-14). وفى العماد راينا صوت الأب من السماء يعلن مسرته بالابن{ و صوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت} (مت 3 : 17). نعم صرنا موضع مسرة الأب فى أبنه الذى نقلنا من عالم الظلمة الى ملكوت النور فى محبته {أنظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه} (1يو 3 : 1) .

فرح الله بتوبتنا ورجوعنا اليه ..

ان الله القدوس محب النفوس يطلب منا ان نكون قديسين كما ان ابانا السماوى قدوس وكامل وهذا يحتاج منا لى حرص وتدقيق وان نسلك لا كجهلاء بل كحكماء ويحتاج منا ذلك ان نسلك فى النور كابناء النور ولان لنا أعداء محاربين والشيطان يسعى الى هلاكنا أسقاطنا حتى بعد ان أخذنا مجد البنوة بالمعمودية ونور المعرفة الحقيقية فانه قد نخطئ عن جهل او سهو او نسيان او حتى عن طيش وأصرار على البعد فان الله وضع لنا التوبة والإعتراف والرجوع الى الله بابا للرجاء والقيام من جديد وهذا ما اكد عليه المخلص الصالح {اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة و تسعين بارا لا يحتاجون الى توبة} (لو 15 : 7). وهكذا يأمر الله فى كل زمان الناس ان يتوبوا {فالله الان يامر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة الجهل (اع 17 : 30). لان الله رحوم { لكنك ترحم الجميع لانك قادر على كل شيء و تتغاضى عن خطايا الناس لكي يتوبوا} (الحكمة 11 : 24) ولهذا يدعونا للرجوع والفرح { لاعطيهم جمالا عوضا عن الرماد و دهن فرح عوضا عن النوح و رداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة فيدعون اشجار البر غرس الرب للتمجيد }(اش 61 : 3).

لكى نستعد للأتحاد بالعريس السماوى ...

أن ابوته الله لنا ومغفرته لخطايانا وسعيه لخلاصنا ورعايته الدائمه وسعيه للشركة والأتحاد بنا يجب ان تقابل منا بالوفاء والأخلاص له ، والأيمان به وبخلاصه ، نحن مدعوين للعرس السمائى والاتحاد بالعريس فهل نقبل الدعوة ونتحد بالعريس السمائى من خلال الرجوع اليه و المحبة والصلاة القلبية والتناول أم نهمل الدعوة ونتهاون عن أمر خلاصنا ونستهين بمحبة من أحبنا وبهذا التهاون واللامبالاه نهلك ونخسر أبديتنا {فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله و حسب دم العهد الذي قدس به دنسا و ازدرى بروح النعمة} (عب 10 : 29).

علينا أذن ان نحرص على قبول دعوة العريس السمائى ونقترب اليه تائبين عن خطايانا ، واثقين من قبوله لنا بل من حرصه على خلاصنا وسعيه للحلول فينا والأتحاد بنا. يجب ان نسعى إلى محبة عريس نفوسنا بنفس راغبة ونعد أنفسنا للعرس السماوى والاتحاد من الان بالعريس .

ان الله القدوس يريد نفوس طاهرة تحبه وتنفتح على معرفته الحقيقية ، الله يريد منا القلب والمحبة ويقول لنا { يا ابني اعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي} (ام 23 : 26). ويريد الله ان نرجع اليه ونخلص فى محبته بطهارة وبر ، وهو يريد ان يهبنا الفرح الدائم والكامل والشبع والارتواء { لانه كما يتزوج الشاب عذراء يتزوجك بنوك و كفرح العريس بالعروس يفرح بك الهك} (اش 62 : 5).

أيماننا بالله وخلاصة وملكوته ..

ان الأيمان هو الثقة بالله وتصديق مواعيده ،هو صله بالله وحياه معه كما سار رجال الله القديسين مع الله {مخافة الرب اول محبته و الايمان اول الاتصال به} (سيراخ 25 : 16) الأنسان البار بالإيمان يحيا مع الله ويطيعه ويصدق مواعيده .وان كان الإيمان يقوم على عقائد محدده أعلناها لنا الإنجيل المقدس وسارت عليها الكنيسة عبر تاريخها كما سلمه لها الاباء القديسين لكن الايمان يحتاج منا لحياه وفقاُ لمعتقداتنا السليمة والتى صنعت القديسين . نعم نؤمن بالله وابوته فهل نحيا كابناء وبنات له ، نؤمن بخلاصه ونعترف بفدائه لكن هل نحيا فى محبته ونشهد لها بسلوكنا وأقوالنا وأفكارنا ، نؤمن بروحه القدوس فهل ننقاد لقيادته ونتعلم منه ونتحرك بهدايته ونشركه معنا فى كل عمل صالح ، نؤمن بالكنيسة المقدسة فهل نحن فيها أعضاء مقدسة ، نؤمن بقيامة الأموات فهل نعد أنفسنا لقيامة الصديقين والابرار ، نؤمن بحياة الدهر الأتى فهل نعد أنفسنا للحياة الدائمة مع الله .

ورثة الملكوت السماوى ...

ولاننا ابناء وبنات لله فنحن ورثة ملكوت السماوات الذى شبه الرب الدخول اليه بالعرس الروحى الذى نفرح فيه بالمجد والحياة الملائكية {حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى اخذن مصابيحهن و خرجن للقاء العريس} (مت 25 : 1) الملكوت السماوى يا أحبائي ليس أكلا وشرب {لان ليس ملكوت الله اكلا و شربا بل هو بر و سلام و فرح في الروح القدس} (رو 14 : 17). الحياة فى السماء هى حياة ملائكية نفرح فيها بالمحبة الإلهيه ونسبح الله شاكرين نعمته ونمتد فى المعرفة وننموا فى المحبة ونفرح بالنصرة والتتويج كما اكد على هذا رب المجد { لانهم متى قاموا من الاموات لا يزوجون و لا يزوجون بل يكونون كملائكة في السماوات} (مر 12 : 25).

أنت عريس نفسى ...

الهى يا من خطبت نفوسنا لتكون فى أتحاد روحى دائم بك ومعك ، انت ينبوع حبى ومصدرفرحى وسعادتى وسرورى ، انت العريس الحقيقى والدائم والوفى لكل نفس تعرفك وتحبك . نعم يارب تريد ان نحيا معك حياة الفرح والأمتلاء والسلام والتسبيح .

تدعونا يارب للحياة السعيدة والمطوبة والمباركه ولكن نحن نبتعد عنك يا واهب السعادة والفرح والمحبة . ولانك حباُ فانت مستمر فى السعى الى خلاصنا وأعلان دعوتك لنا للدخول الى الحياة الملائكية السعيدة ولو حتى ان اتينا فى الهزيع الأخير .

ياقابل توبة الخطاه أقبل توبة شعبك الصارخين لك ليلاً ونهاراُ ، الراجعين اليك بكل قلوبهم ، لتلبسهم رداء البر وثياب الخلاص ، فيفرح بك شعبك .

أعد لكنيستك مجد بهاء أتحادها بك وأقتنينا لك يالله لاننا لا نعرف أخر سواك . اسمك القدوس هو قد دعى علينا فلا يكون مجدك عاراُ بين الأمم .

لتكون كنيستك ونفوسنا كعروس مزينة لعريسها ، لا يشوبها عيب ولا دنس بل أغسلنا من خطايانا بدمك الثمين وكن لنفوسنا طهراً وخلاصنا وقداسةً لنستحق ان نوجد بلا لوم أمامك فى اليوم الأخير .

الجمعة، 21 يناير 2011

بلد مبنى على الصخر

للأب القمص أفرايم الاورشليمى

مقومات قوية للثبات والأستقرار ...

عندما نريد ان نؤسس لبيت مبنى على الصخر، يثبت ضد تيارات الحياة المتغيرة والعواصف والرياح والزلازل يجب أن نبنى البيت على صخر وارض قوية تحتمل البناء والمتغيرات ونحتاج لأهل الخبرة فى البناء وهندسة الزلازل وعمل الدعائم والقواعد الخرسانيه لثبات وبقاء بيتنا مستقر وراسخ . وعندما تؤسس الدوله على العدل والمساواة والحرية والتعبير عن ارادة مختلف أبنائها والتخطيط السليم وحق المواطن فى أختيار سلطاته وبناء دولة موسسات تبنى على الشفافية والراقبة والمحاسبة القانونية ورفع الظلم.

بعد ان عٌلم السيد المسيح له الجموع العظة على الجبل والتى تتضمن أهم مبادئ السلوك الأنسانى الراقى والفاضل قال للجموع " فكل من يسمع اقوالي هذه و يعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر و جاءت الانهار و هبت الرياح و وقعت على ذلك البيت فلم يسقط لانه كان مؤسسا على الصخر. و كل من يسمع اقوالي هذه و لا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته على الرمل. فنزل المطر و جاءت الانهار و هبت الرياح و صدمت ذلك البيت فسقط و كان سقوطه عظيما" متى 24:7-27.

ولكن قد تكون الحسابات الخاطئة أو فساد الضمير أو حتى سوء التخطيط والتقدير عوامل لإنهيار البيت وعدم ثباته أمام الأحداث والمحن والظروف. إن الإصلاح المطلوب لابد أن يسبقه تحديد دقيق للمشكلات التى نواجهها وتحليل جيد واع لأسبابه واقتراحات محددة لحل ما نعانى منه استنادا لدراسات علمية جادة. إن أي مراقب للمجتمع المصري سيكتشف كم الفساد والرشوة المستشرى في مجالات عديدة وعلى مستويات مختلفة ولابد من تحديد لأنواع الفساد وأسبابه ووضع استراتيجية لمكافحته .

نعم قد يوجد فساد فى اى نظام ديمقراطى لكن يتم كشفه من أعلى هرم السلطة الى أسفله وفى أسرائيل كمثل مجاور ننتقده فى سياساته لكن يجب ان نتعلم منه أيضا ، تم خلع الرئيس من منصبة ومحاكمته فى حالة الرشوة لعزرا ويتسمان والحكم وادانه موسى قصاب بالتحرش الجنسى كما تم محاكمة رؤساء وزرائها السابقين شارون ثم ايهود اولمرت بتهم الفساد والرشوة ونتنياهو فى فترة رئاسته السابقة بتهمة نقل هدايا قُدمت له بصفته رئيس وزراءالى بيته الخاص وتم أرجاعها وتغريمه فليس أحد كبير على المسألة القانونية من الكبير للصغير .

أننا اذا نطبق ذلك على الدول وعوامل أستقرارها ونجاحها فاننا عندما ننظر حولنا ونرى كيف صمدت الدول أما متغيرات كثيرة ؟ وكيف سقطت الدول وأنهارت الممالك بفعل هزات مختلفة ؟ لنفكر معاُ ونقرأ أحدث التاريخ وحتى البعيد والقريب فانهيارالأمبراطورية البريطانية التى كانت لا تغيب عنها الشمس ثم أنهار الاتحاد السوفيتى وتفككه الى دويلات كلها مدعاة للتعلم ، كما أن انهيار أنظمة الحكم الدكتاتورى حتى فى العصر الحديث بسقوط نظام الشاه فى أيران وحكم تشاوسيسكو فى رومانيا وماركوس فى الفلبين وأخيرا حكم زين العابدين بن على فى تونس ولا أحد يعلم اى نظام سيكون التالى لكن قد تعجل أو تؤجل بعض النظم بمصيرها المحتوم بقدر ما تتعلم العبر والدروس من التاريخ .

لعلنا نتعلم الدروس والعبر ولعل أنظمة الحكم والمسئولين فيها يتعلموا من أخطاء الماضى والحاضر للبناء لمستقبل أفضل . أن الأمر لا يحتاج لمحللين سياسيين فقط ولكن للعديد من المختصين فى شتى فروع المعرفة المختلفة لتحليل الظواهر من حولنا فان تفرع العلوم أخل بالوعى الشامل للأنسان بما حوله وبمجتمعه ، ولهذا نرى حاجة أنظمة الحكم الى العديد من المستشاريين الأمناء فى مختلف المجالات للعمل معاً من أجل تقديم الدعم والمشورة والرأى والتخطيط والتنفيذ والمتابعة والمحاسبة .

مجالات الخلل والضعف ...

فى البراكين المدمرة نرى هياج الأرض من تحتنا وتقلباتها تبحث عن النقطة الضعف من الأرض والطبقات غير الصلبة وتحدث فيها الشروخ الأرضية التى تخرج منها حمم البركان الحارق والمدمر ويكون تأثيره مدمراً ان لم يكن هناك توقع وعلاج وأبعاد للسكان فى تلك المناطق ،هكذا ونحن نبحث عن الأستقرار وعدم الوصول الى البراكين السياسية ، علينا ان نبحث فى مواطن الضعف فى بلادنا ومعالجتها حتى لا تستفحل الأخطاء اوتحدث الكوارث.

- القائد والبرج العاجى ... فى العديد من الدول نرى الطبقة الحاكمة تعيش فى برج عاجى منعزل عن الشعب وهمومه والآمه ومشاكله ، ويحاط الحكام والقادة ببعض الأنتهازيين والمستفيدين ويعتمدوا المسئولين على التقارير السرية التى تكتب لتناسب ميولهم وأهوائهم ومخططاتهم وكلما أستفحل الداء أنعدمت فرص الشفاء وهكذا نرى القائد الملهم والمؤمن ولا يفيق القائد الإ على كابوس أنه المكروه والمخدوع والهارب والمطارد والمطلوب للعدالة .

- االأستبداد السياسى والتداول الديمقراطى للسلطة .. فى أنظمة الحكم غير الديمقراطية يسود القمع والظلم والفساد والرشوة ونرى كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والجيش والأمن والصحافة والاعلام تكون فى خدمة النظام الحاكم والقائد الاوحد. ان التداول الديمقراطى والسلمى للسلطة فى دولة المؤسسات والقانون والمواطنة ، وقيام كل سلطة فى الدولة بوظائفها وقيام الأحزاب بدورها الرائد فى تبنى قضايا المواطن والوطن لخلق حراك سياسى ومجتمعى وتداول ديمقراطى أمن للسلطة التنفيذية والتشريعية يضمن سلامة الوطن والمواطن فى ظل نظام يعمل على تنفيذ الاهداف السياسية والاقتصادية والأجتماعية التى من أجلها تم أنتخابه . أما ان تسود سلطة الحزب الواحد القائم على سلطات دكتاتوريه وفساد أدارى وبيروقراطي ومصلحة النظام تكون هى العليا فوق مصلحة الوطن والمواطن فانها لابد ان تؤدى الى أخطار وزلازل وعلى الأقل تقود انتشار الظلم والفساد والتخلف فى شتى مجالات الحياة .

- الفقر والبطالة والحرمان ..ان الظروف الأقتصادية الضاغطة من بطالة وفقر وحرمان وأهمال لفئات واسعة من الشعب ومطالبهم العادله والمشروعه وعدم تمثيل النظام لهم والفساد الأدارى والمالى والمحاسبى تدفع رجل الشارع العادى قبل المثقف والواعى الى عدم الرضاء الذى يصل فى مرحلة فقدان الأمل ثم الثورة الشاملة ضد فساد النظام ورموزه وهذا ما رأيناه فى سقوط النظام التونسى .

- الحرية وحق الحياة كقيمة عليا... ان الانسان فى سعيه فى الحياة يظل يبحث عن حقه فى الطعام والشراب الصحى والسكن المعقول والأمن والأمان وتأمين مستقبل أفضل له ولاولاده وحقه فى الحياة الحرة الكريمة ، ومن ثم التقدم والمساهمة فى التقدم والرخاء لمجتمعه وموطنه ولكن عندما يجد أن بلاده قد ضاقت به وضاق بها وحتى فرص الرحيل منها بحثاً عن وطناً أفضل قد أنعدمت واذ يصدم المواطن بالعراقيل والبيروقراطية والفساد فقد يصبر ولكن عندما يتحول كل ذلك الى تذمر جماعى وعدم رضاء لغالبية الشعب فانه لابد ان يأتى اليوم الذى تتأجج فيه المشاعر ولو بفعلة الفاعل ليتحول الى ثورة شعبية ضد الفساد والمفسدين .

- الأعلام والراى العام ودوره الفاعل... نحن نعيش فى عصر الأعلام والكمبيوتر والسموات المفتوحة وقد اصبح من المستحيل حجب الحقائق عن عيون وعقول الناس، فى عصر التعليم والثقافة والفكر المستنير وأنتشار القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية كما تُسمى فى تونس والتواصل الأجتماعى على النت ، كل ذلك جعل المواطنين لاسيما الشباب والذين يشكلوا القوى الضاربة فى المجتمع غير راضين على أوضاعهم المعيشية الصعبة فى ظل البطالة وأنعدام فرص الحل فى مستقبل أفضل مما يدفعهم للثورة على سوء الأحوال المعيشية والحياتية التى يحيونها وعلى النظم السياسية البحث الجاد والعملى فى حل مشاكل الشباب وخلق فرص العمل والمعيش الكريم والتمثيل السياسي والفكرى والروحى المناسب لهم فى مختلف المجالات .

- الفئات المهمشه والمظلومة ...يظن البعض ان النظام الديمقراطى هو حكم الأغلبية دون النظر الى حاجات الأقليات فى المجتمع ويتشدق البعض بانهم يمثلون حكم الأغلبية وهم لا يمثلون الا أنفسهم وشلة المستغلين والبيروقراطية التى تزور الحقائق وتعمل لمصلحة قلة منتفعة لا تفيق الأ على ثورة الجياع ، أن التمثيل الصادق لمختلف أطياف وفئات الشارع السياسى والدينى والعرقى والنقابى يجعل العدل يعم والاستقرار يستمر وعجلة التقدم تسير .

- وفي بلاد العالم الثالث التى تتستر على الفساد والمفسدين ويخشى الشعب من مواجهة بطش النظام . كما يخشون فساد المؤسسات كل ذلك يهدد الشرعية و مقومات المجتمع كله، فالرشوة والمحسوبية إذا تفشت فإن أسس العدالة تزول والاستبداد يتوحش. ان عدم المساواة، والاعتداء على حقوق الآخرين وأستبداد النظم البوليسية القمعية هو المعجل بالقضاء وحكم حتمى بالمصير البائس على تلك الدول وهبوب رياح التغيير .

دعوة للبناء الراسخ والتقدم ...

- من منطلق الحرص على مستقبل بلادنا فاننا ندعوا للعمل الجاد والصادق والأمين وعلى مختلف المستويات لا سيما لرجال الفكر والسياسة والأقتصاد والدين والمجتمع والقانون والمعرفة من اجل البحث والتعاون والتخطيط لبناء مسقبل أفضل لبلادنا . وهذا يحتاج الى عمل جاد لعلاج مواطن الخلل وأوجه القصور والاهتمام بالفقراء وربط الأجور بالأسعار والبحث فى أفق الحل الأمثل للمشكلات القائمة دون زيف او تغطية لعوراتنا وتركها كنار تحت الرماد يمكن أن تشتعل متى توافرت الظروف .

- على نظام الحكم ان يقود موجة التغيير الديمقراطى وبناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية ، وان يكون لدى المسؤليين الحس الوطنى والشعبى والوعى بحاجات ومتطلبات المرحلة الحالية وحاجات المواطنين وتطلعات الشباب .وقيام السلطة التشريعية المنتخبة بديمقراطية بوظائفها فى سن القوانين ومراقبة عمل السلطة التنفيذية والتمثيل الحقيقى للأحزاب ومختلف فئات الشعب فيها كضمانات حقيقية للتقدم والأستقرار .

- الإصلاح السياسي يجب ان يسمح بحرية الاحزاب والأفراد والجمعيات والموسسات وغيرها لكى تمارس صلاحياتها فى البناء والنقد واقتراح الحلول ليستفيد المجتمع كله من التنوع وإتاحة الفرصة لكل الاتجاهات الفكرية والسياسية والدينية والعرقية لأن الوطن ملك لجميع المواطنين .كما ان مكافحة الفساد ليس مسؤلية فرد مهما علت نزاهته بل هى مسئولية نظام وموسسات وهيئات وحقوق إنسان لمراقبة وتنفيذ القانون ومكأفاة المتميزين ومعاقبة المسئيين بما يتناسب مع جرائمهم .

- ان الاصلاح السياسى والأجتماعى والديمقراطى يجب أن ياتى من الداخل وذلك لمعالجة المخاطر الخارجية سواء السياسية او الأمنية او الأقتصادية المحدقة ببلادنا ولعلاج مخاطر الفساد والارهاب والفقر والمرض والجهل .فلا يجب ان ندفن رؤوسنا فى الرمال ونقول نحن فى احسن الأحوال فالبيت المصرى يتعرض لمخاطر جمه ورياح أتيه من الشمال حيث نرى سقوط كل النظم الشموليه فى الدول الشرقية ومراقبة الغرب لكل ما يحدث فى بلادنا ولا يمكن لنا الصراخ مطالبين بعدم تدخل أحد فى شئوننا فى عصر السماوات المفتوحة وسرعة نقل الخبر

وفى ظل تلقينا للمساعدات الخارجية بل ونحن ننتقد ونطالب باصلاح أحوال الأخرين ، وفى ظل حقوق الأنسان التى تقرها المواثيق الدولية والتزام الدول بها وتوقيعها عليها . ان الخطر محدق بنا من الجنوب بما فيه من صراعات فى أفريقيا وتقسيم السودان ومحاصرة شريان حياتنا "مجرى النيل" ومن الشرق وما تمثله "أسرائيل" من مصدر رعب نووى وصراع على الأرض فى ظل عدم وجود أفق سلام شامل بل بوادر حرب ايرانية اسرائيلة ومن الغرب ورياح التغيير القادمة من تونس بثورة الجياع والمهمشين على الظلم والفساد.

كل ذلك الا يكون دافع لنا فى مصر مسؤليين ومواطنين وأصحاب فكر وضمير وتطلع لمستقبل أفضل لكى نعمل بالسعى الدائم والواعى والمستنير لمعالجة مواطن الضعف والخلل وعمل أجندات عاجلة للأصلاح السياسى والاقتصادى والأجتماعى والقانونى الواجب للعبور الى شاطئ الأمان .

أعدوا طرق الرب

بقلم: القمص أفرايم الأورشليمي

صوت صارخ في البرية...

أعدوا طريق الرب. قوِّموا في القفر سبيلاً لإلهنا" (أش (40: 3، الصوت النبوي منذ ما يزيد عن ألفي عام، بدأ "يوحنا المعمدان" رسالته النبويه صارخـًا داعيـًا إلى التوبة، ورفع الظلم عن المظلومين، وقد كان "هيرودس" وأعوانه قد قسوا النير على الشعب بالظلم والفساد الإداري، والعشارون ظلموا الفلاحين والعمال بثقل الضرائب، والكتبة والفريسيون حمـَّلوا الناس أحمالاً عثرة بالحرفية المقيته، والكهنة أصبحوا عثرة للناس بريائهم وتعشيرهم كل شئ حتى "النعنع والشبث والكمون". وتركوا أثقل الناموس. الحق والرحمة والإيمان حتى الجنود ورجال الشرطة ظلموا الناس وأخذوا يشوا بالفقير ويحابوا الغني، وأصبحت الجاسوسية منتشرة، وأهل الثقة والمقربين من الحكام والرومان ذوي سطوة وسلطان، وانتشرت الإباحية والفساد الخلقي في المجتمع، وصرخ الناس من أجل العتق من نير العبودية والخطية والشيطان والسلطان الجائر ووسط هذا الجو ظهر مَن يريد أن يُحدِث التغيير في قلوب الناس وتصرفاتهم، وفي المجتمع بأسره، جاء "يوحنا المعمدان" السابق والصابغ والشهيد؛ "فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم: يا أولاد الأفاعي. مَن أراكم أن تهربوا من الغضب الأتي. فاصنعوا اثمارًا تليق بالتوبة. ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبـًا. لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم. والآن قد وُضعت الفأس على أصل الشجرة، فكل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تـُقطع وتـُلقى في النار. أنا اعمدتكم بماء للتوبة. ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني. الذي لست أهلاً أن أحل سيور حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار" مت3:7-11 تقاطرت الجموع إلى البرية لتسمع منه، وقد تأثرت بمنظره ونسكه وزهده، وسأله الجمع قائلين: فماذا نفعل؟ فأجاب وقال لهم: مَن له ثوبان فليعطِ مَن ليس له، ومَن له طعام فليفعل هكذا، و جاء عشارون أيضـًا ليعتمدوا فقالوا له يا معلم ماذا نفعل؟ فقال لهم: لا تستوفوا أكثر مما فـُرض لكم، وسأله جنود أيضـًا قائلين: وماذا نفعل نحن؟ فقال لهم: لا تظلموا أحدًا ولا تشوا بأحدٍ واكتفوا بعلائفكم" لو10:3-14 يوحناالمعمدان ومجتمعنا اليوم..

نعم يا أعزائي.. ما أحوجنا إلى هذا الصوت النبوي في مجتمعنا اليوم، نحتاج لمَن يمهد طريق الرب، لا بالقول فقط لكن بالفعل والحياة، نحتاج إلى القدوة الصالحة، والنفس العفيفة والروح القوية الحكيمة التي لا تخاف أحدًا، ولا تخشى في الحق لومة لائم، نحتاج إلى مَن يدعو إلى التوبة ورفع الظلم وإيقاظ الضمير، ولمَن يعد الطريق للمجئ الثاني لرب المجد "يسوع المسيح"؛ نعم هناك حاجة.نحتاج لمن يختفِى ويظهر الله في أعماله وأقواله وحياته مَن يقول: "ينبغي أن هذا يزيد وأنا أنقص" (يو3: 30)، إن سر نجاح الخادم هو تواضعه ومحبته لله، وكل عمل نعمله حبـًا في الظهور نكون قد أخذنا أجره، وكل عمل خالٍ من المحبة الصادقة يكون كالقش الذي يـُحرق سريعـًا بالنار؛ فالله محبة، ومَن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه. العدل والرحمة والإيمان...

أن الله عادل ويحب العدل ويرفع الظلم، وإن كنا نرى الظلم أمامنا فلا يجب أن نسكت، بل نصرخ إلى رب القوات ليرفع الظلم والظلمة، ونقول الحق في حكمة ودون نفاق؛ حتى مع المنافق الآفاق، "إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الأمر، لأن فوق العالي عاليـًا يلاحظ، والأعلى فوقهما" جا5: 8 إن الله يريد منا أن نرفع أصواتنا ليسمع صراخنا؛ "حتى بلغ إليه صراخ المسكين فسمع زعقة البائسين". (أي 34: 28)، فلم يضع دم "القديس يوحنا" هباءًا، بل ارتوت الأرض بدمه الطاهر معلنه لله ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وبلغ عنان السماء ليستريح مع القديسين وهو يصرخ في وجه "هيرودس" الظالم: "لا يحل لك أن تكون لك امرأة أخيك"مر6: 18 إن دماء "القديس يوحنا المعمدان" عجلت بنهاية الظالم المريعة والقاسية، وهكذا في كل زمان يريد الله مَن يقول الحق ويحكم بالعدل؛ فإلى الحكام والقضاة نقول: "افتح فمك. اقضِ بالعدل وحامِ عن الفقير والمسكين" (أم 9: 31)، نحن نحتاج إلى الصوت النبوي حتى مجئ الحاكم الديان العادل الذي: "يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويميت المنافق بنفخة شفتيه" أش 4:11 نحتاج إلى أن نكون رحماء على الجميع في مجتمع يسوده الفقر والجوع، وارتفاع التضخم إلى مستويات جعلت الملايين من الأسر ترضخ تحت ثقل الحاجة؛ فمَن له ثوبان فليعطِ مَن ليس له، ومَن لديه الطعام فليفعل ذلك، وهذا هو المقياس الذي به نرث الملكوت في ذلك اليوم العظيم. "ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريبـًا فآويتموني، عريانـًا فكسوتموني، مريضـًا فزرتموني، محبوسـًا فأتيتم إليَّ، فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب.. متى رأيناك جائعـًا فأطعمناك؟ أو عطشانـًا فسقيناك؟ ومتى رأيناك غريبـًا فآويناك؟ أو عريانـًا فكسوناك؟ ومتى رأيناك مريضـًا أو محبوسـًا فأتينا إليك؟؟ فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم.. بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت34:25-40)، وطوبى للرحماء لأنهم يـُرحمون.. لقد خلـَّد لنا تاريخ الكنيسة منذ عصر "يوحنا المعمدان" وللآن أسماء اشتهرت بالرحمة وعمل البر ينبغي لنا أن نقتدي بها حبـًا في مَن أحبنا، نحتاج إلى مَن يشعل الفتائل المدخنة ويضئ الشموع وسط الظلام، ويقوي إيماننا بالله ومحبتنا له، ويحذر البعيدين ويرد الضالين، ويكون قدوة للكثيرين؛ "لكن متى جاء ابن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الأرض" لو 8: 18 نحتاج إلى رجال الإيمان لينيروا لنا الطريق ويلهبوا القلوب ويعزوا صغيري النفوس، الذين يبتعدون عن الله والكنيسة، نحتاج لمَن يفتح عيوننا على وجود الله في حياتنا فنطمئن ونحيا في سلام "المسيح"، الذي يفوق كل عقل ليحفظ قلوبنا وأرواحنا وعقولنا ويقينا أمراض النفس والجسد ولهذا فنحن نصرخ إلى رب الحصاد "أن يرسل فعلة إلى حصاده" (لو2:10)، إننا نضع ثقتنا في رب الحصاد وراعي الرعاة الأعظم، الذي جاء لتكون لنا حياة أفضل، وهو قادر أن يقود الكنيسة رعاة ورعية، ويعمل في مجتمعنا وعالمه من أجل خلاص ونجاة كل أحد.

الثلاثاء، 18 يناير 2011

عيد الظهور الإلهى وأيماننا الأقدس

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

عيد الظهور الإلهى...

أهنئكم أحبائى بعيد الظهور الإلهى المجيد وهو من الأعياد السيدية الكبرى فى كنيستنا ويسمى فى اليونانية عيد الأبيفانيا اى الظهور الإلهى ايضا كما يسمى شعبياً بعيد الغطاس المجيد لان السيد المسيح عندما أعتمد كان ذلك بالتغطيس كما نمارسه فى كنيستنا الأن بالتغطيس للذين ينالوا صبغة المعمودية { و للوقت و هو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت و الروح مثل حمامة نازلا عليه} (مر 1 : 10). وهو ايضاً عيد الأنوار الذى فيه أنار الله عقولنا وقلوبنا وارواحنا بنور معرفة الحقيقية ومنحنا الاستنارة الروحية ونقلنا من عالم الظلمة الى ملكوت أبن محبته فى النور .

أيماننا الأقدس ...

- لقد أعلن لنا الثالوث القدّوس ذاته واضحا فى عيد الغطاس . فإن كان عند نهر الأردن جاء كثيرون معترفين بخطاياهم، فإنه بدخول السيّد إلى المياه انكشفت طبيعة الاله الواحد الذى نعبده دخل الرب يسوع الله الكلمة المتجسد ليعتمد ممثلاً للبشرية الخاطئة ليكشف لنا جوهر لاهوته، فندرك أسراره، لا لمجرّد المعرفة العقليّة، وإنما لنختبر عمله الفائق فينا . نحن نعبد اله واحد ، وحاشا ان نشرك بالله أحد ، وكما لله صفات الكمالات الالهية فان له صفات ذاتية ضرورية لاغنى عنها ومنها .

- الكينونة فالله كائن منذ الأزل والى الأبد وهذه الصفة الذاتيه او الاقنوم بالسريانية تعرف بالأب ، كما ان الله كائن عاقل كلى الحكمة وهذا الاقنوم دُعى الابن وهو الذى تجسد وتأنس دون ان يحد التجسد من لاهوته كما قال لنيقوديموس {و ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء}.يو13:3 . وكما نرى الارسال التلفزيونى الان ونستقبله فى بيوتنا دون ان نحده فى اجهزتنا فقط ،مع الفارق هكذا عقل الله تجسد وحل بيننا وراينا مجده دون ان يحد التجسد من لاهوته . وهل يستحيل على الله شئ . الله الذى كلم موسى قديماً من شجرة ملتهبة وظهر لكثيرين معلما اياهم ابوته وتواضعة ووداعته لماذا لماذا لا يقبل البعض ان يعلن لنا ذاته بالتجسد {و بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد } (1تي 3 : 16) وكقول القديس اثناسيوس الرسولي : " كما أن الماء ينبع من النبع ، وكما أن أشعه الشمس متصلة بالشمس نفسها ، ولا يمكن أن نتصور النور دون ان تكون أشعه منه منذ ان كان نور ، هكذا أيضا لا يمكن ان نتصور لحظه من الزمان كان الله فيها كائنا ولم يكن الكلمة كائنا فيه ، أو يكون هذا معناه أن الله كان في لحظه من اللحظات بغير عقل حاشـــا ، وهو ما لا يمكن نتصوره إذ ان الله هو العقل الأعظم منذ الأزل .

- والله حى بروحه القدوس وهذا هو اقنوم الروح القدس .. بهذا الإيمان كرز الرب يسوع وعلم { فاذهبوا و تلمذوا جميع الامم و عمدوهم باسم الاب و الابن و الروح القدس} (مت 28 : 19). وعلم الاباء الرسل { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد} (1يو 5 : 7).

- فى العماد ظهر الثالوث القدوس الإله الواحد متمايزًا لكنه غير منفصل، الابن المتجسد صاعدًا من المياه لكي يهبنا الخروج من خطايانا لندخل به وفيه إلى شركة أمجاده، والروح القدس نازلاً على شكل حمامة ليقيم كنيسة المسيح الحمامة الروحية الحاملة سمات سيدها، وصوت الآب صادرًا من السماء يعلن بنوتنا له في ابنه، ويقيم منا حجارة روحية ترتفع خلال السماوات المفتوحة لبناء الكنيسة الأبدية. هكذا ظهر الثالوث القدوس لبنياننا بالله، لذا دعي عيد عماد السيد بعيد الظهور الإلهي، و يجب أن نؤكد ما قاله القديس أغسطينوس: {هذا ما نتمسك به بحق وبغيرة شديدة، وهو أن الآب والابن والروح القدس ثالوث غير قابل للانفصال، إله واحد }.

- أعتمد الرب يسوع مع انه القدوس البار راسما لنا طريق الولادة من فوق بالماء والروح {اجاب يسوع و قال له الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله}يو 3:3. مقدساً لنا المياة بعماده المقدس ونائبا عنا فى تكميل كل بر شاهداً ليوحنا ودعوته للأخرين لأتباع المسيح الرب {و في الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم }(يو 1 : 29). بعماد السيد المسيح له المجد أسس لنا سر العماد المقدس الذى هو المدخل للحياة المسيحية والبنوة لله ونوال غفران الخطايا .

المعمودية ومغفرة الخطايا ...

من بركات عيد الظهور الإلهى فى حياتنا انه يهبنا من خلال المعمودية غفراناً لخطايا سوء الجدية التى نتجت عن التعدى والسقوط فكما انه فى أدم يموت الجميع ففى المسيح يسوع ربنا نحيا به ومعه كابناء مقبولين مقدسين معه {مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله الذي اقامه من الاموات} (كو 2 : 12). فالمعمودية تطهرنا من آثامنا كما احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لاجلها واسس لها سر المعمودية للتطهير من الخطاياالجسدية والروحية " كما احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لأجلنا لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيده لا دنس فيها ولا غضن أو شىء من مثل ذلك بل تكون مقدسه وبلا عيب " أف 5 :27.ونحن نمارس سر التوبة والاعتراف للمعمد الكبير الداخل للأيمان وتغفر خطايا الخطايا فى دم الحمل الذى بلا عيب الذى بذل ذاته كفارة لخطايانا ويقوم مع المسيح فى جدة الحياة الروحية مقدساً حياة لله . كما نعمد الطفل الصغير لينشأ فى الإيمان أبنا لله وعضواً حياً فى كنيسته المقدسة متمتعاً باسرارها.

المعمودية والتبنى ...

بالمعمودية نصير ابناء لله بمقتضى نعمته ، {و اما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم و لا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله} يو 12:1-13. { لانكم جميعا ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع }(غل 3 : 26).

ان المسيح دعى ابن الله اى من جوهره وطبيعته لذلك دُعى الوحيد الجنس اما نحن فقد تبنانا برحمته ومحبته { انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه }(1يو 3 : 1). المعمودية هي ميلاد جديد ويأخذ الإنسان من خلالها نعمه التبنى { اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب.الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} رو 15:8-17.

الخلاص وميراث الملكوت السماوى..

هذا ما أكده الرب يسوع عندما قال من آمن واعتمد خلص ومن لا يؤمن يدن . (مر 16:16)واكد عليه القديس بطرس الرسول ايضا فى رسالته ({ إذ كان الفلك يبنى الذى فيه خلص قليلون أى ثمانى أنفس بالماء الذى مثاله يخلصنا نحن الآن اى المعمودية } ابط 20:3-21 . أما كون المعمودية ضرورة للدخول للملكوت السماوى فقد أكد عليها ربنا يسوع المسيح لنيقوديموس: "أجاب يسوع الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو5:3). من أجل ذلك قال معلمنا بولس الرسول: " ... بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلّصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية." (تى5:3-7). ويقول معلمنا بطرس الرسول: "ولدنا ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم. (1بط3:1،4). انتصر الرب على الشيطان فى حربه معه بعد العماد ليرينا كيف ننتصر نحن فى حروبنا ايضاً ،ولقد بلغ القديس يوحنا ذهبي الفم ذروة التعبير عن مفاعيل المعمودية في عبارة شاملة إذ قال: { إن الذين تعمدوا فإنهم يتمتعون ببهاء الحرية، وصاروا أعضاء الكنيسة سالكين في نور البر البهي بعد ما كانوا سائرين في فيافي الضلال الحالك وظلام الخطية القاتم. حقاً إنهم الآن محررون، وليس ذلك فقط بل قديسون فأبرار فأبناء فورثة فأخوة المسيح وارثون معه، فأعضاء لجسده الطاهر، فهياكل للروح القدس.

ان عماد الرب يسوع المسيح وبذله ذاته فدءاً عنا تطهيراً وتقديسا لنا أكد عليه الأنجيل {كما احب المسيح ايضا الكنيسة و اسلم نفسه لاجلها. لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة} أف 25:5-26. فنحن نعيد عيداً روحياً ونحى مبنين على إيماننا الأقدس وله نشهد وبه نحيا ابناء لله وارثون ملكوت السموات.