نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 31 يوليو 2010

التجارب والانتصار في حياتنا

" طوبى للرجل الذى يحتمل التجربة " ( يعقوب 1 : 12 )

التجربة في الطريق

التجارب في الحياة تأتي علي كل الناس فكل الخليقة تئن وتتمخض فلا يوجد أنسان لا يواجه المشكلات والمصاعب التي ينبغي مواجهتها والتغلب عليها. ونحن نسمع صوت الرب يسوع المسيح يقول لنا في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا اني قد غلبت العالم ،فالمسيح رئيس ايماننا جُرب وخرج منتصراً وهو قادر ان يعين المجربيين .

الجهاد طبيعة كل إنسان يريد أن يحصل على شيء ثمين. الحرب تكون ثقيلة عندما يكون المقصود منها الحرب لذاتها. ولكن إذا كان الهدف منها النمو الروحي والثبات في الله فهي حرب لذيذة. والحرب لذيذة لأن النصرة أكيدة لأن الرب يسوع انتصر لي ، وأنا به أنتصر . هي حرب مع عدو شرس سبق أن غلبه الرب. حارب المسيح بالأكل، وحاربه بالكبرياء قائلاً ارم نفسك عن جناح الهيكل، وأخيراً حاربه بترك الصليب ونهج الطريق السهل قائلاً: أعطيك ممالك الأرض كلها إن خررت وسجدت لي بدل أن تملك على قلوب البشر بالصليب... ارم صليبك وتعلم الميوعة في الحياة... ولكن ربنا انتصر لنا .

اليوم الكنيسة في حالة حرب... وهذه ملامحها، مثلاً ماذا يغيظ الشيطان أكثر من الصوم ؟ "هذا الجنس لا يخرج إلاَّ بالصلاة والصوم" الشيطان أيضاً يدخل طرق العالم في الكنيسة، محبة المال، اللف والدوران تحت اسم الحكمة، والغاية تبرر الوسيلة، والكذب الأبيض... ثم يدخل العالم البيت وبدل أن يسمع الطفل صوت الترتيل والعبادة يسمع التليفزيون ويرى الصور الخليعة وأيضاً تأثير الشارع والمدرسة... البنت المسيحية محاصرة في وسط إغراءات العالم... وتسمع في كل مكان عن مغامرات الشر. وترى المجلات . الحق أن أولادنا في جب الأسود... جب الأسود أرحم... لكن دانيال سد أفواه الأسود بالصوم والصلاة... إنها حرب عنيفة لا يمكن ضمان سلامتنا في الرحلة إلاَّ بالصوم والصلاة مع الإيمان. ربنا قال لأرميا النبي: "طوفوا في شوارع أورشليم... " هل تجدون إنساناً أو يوجد عامل بالعدل، طالب الحق فأصفح عنها" (أر 5: 1). لو أن واحد يصوم صوماً حقيقياً و يبذل ذاته ربنا ينقذ الكنيسة كلها. لو أن واحد يكرس حياته في صمت وبذل يخزى الشيطان.

توجد حرب في كل مكان- في العائلة القبطية، أولادنا في الجامعة- توجد حرب الإلحاد- و الانحراف الخلقي- الإيمان يتزعزع... تأثير المادة، طلب الهجرة من أجل المال- من كثرة الإثم تفتر محبة الكنيسة. لعل إبن الإنسان عندما يجئ يحد الإيمان على الأرض. والموضوع في أيدينا لأن أسلحتنا قادرة بالمسيح يسوع على هدم حصون، وإخضاع كل فكر لطاعة المسيح.

لماذا ينسانا الله إن كان أبانا ؟

هذا هو إنجيل الأحد الثاني: إنها تجربة التشكيك في أبوة الله لنا "إن كنت ابن الله- لماذا يتركك جائعاً؟ ولماذا يسمح الله بالمرض وبالفشل وبموت أحبائنا". علينا أن نختبر أن يكون إيماننا في محبة الآب الذي بذل ابنه عنا- أن يكون إيماناً فوق مستوى التجارب و الانفعالات إيمان بالآب يعطينا حصانة أمام تجارب العدو وضيقات العالم وآلام و شهوات الجسد.

التجربة على الجبل

لما صام المسيح عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة وقد أورد الإنجيليون مار متى ومار لوقا عينات من هذه التجارب تجربة الخبز وتجربة مجد العالم وتجربة إلقاء المسيح نفسه من على جناح الهيكل وقد صرعه المسيح في كل تجاربه وكسر شوكته عنا واستخلص لنا بصومه المقدس نصرة على جميع سهام الشرير الملتهبة نارًا. ولكن لأن المسيح صام عنا ومن أجلنا، ولم يفعل شيئًا إلا لحسابنا فبكل تأكيد أن ما خرج به المسيح منتصرًا على كل تجارب العدو كان لحسابنا بل أعطاه المسيح لنا وأجزل لنا العطاء. ونحن نقترب إلى سجله بمار مرقص تلمس فيه نصيبنا لأن المسيح وهو متحد بطبيعتنا البشرية، صام بها وحارب بها وانتصر بها لحسابنا ومن أجلنا.

الانقياد بروح الله

فأعلم أنه قد تسجل لنا هذا ميراثًا في المسيح، وقد تم هذا بعد المعمودية مباشرة حين جاء صوت الآب من السماء شاهدًا "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، وحين حل الروح عليه بهيئة جسمية كاملة بشكل حمامة. فصار فيما بعد أن الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله.

فبدء بمعموديتنا حين ينادي أننا صرنا أولاد الله وحين نقبل نعمة البنوة إذ نتحد مع المسيح بشبه موته وننال نعمة الروح المعزي الحال فينا والساكن فينا حينئذ يتسلم الروح القدس قيادتنا.

فالذي يُقتاد بروح الله فقد ختم أن الله أبوه وهو ابن الله. الروح هو الذي يرشد إلى جميع الحق، يعلم وينصح ويعزي ويشفع فينا بأنات لا ينطق بها ويأخذ مما للمسيح ويعطينا ويذكرنا بكل ما قاله السيد، وهو يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة، ويفحص كل شيء حتى أعماق الله.

فإن كان الإنسان ينقاد بالروح في العمل والكلام ويسلك بالروح ولا يطفئ الروح ولا يحزن الروح، ويكون مراضيًا للروح مادام في طريق الحياة يسلك. يصير الإنسان محمولاً منقادًا بروح الله وحسبما يسير الروح يسير.

التجارب في حياتنا

ويتقدم المجرب لأن التجارب في حياة أولاد الله حتمية ولا مفر لأن العدو متربص ويوم أن ننحاز إلى المسيح فقد أعلنا الحرب عليه. إن بداية معموديتنا أننا جحدنا الشيطان وكل قواته الشريرة وكل نجاساته وكل حيله الردية والمضلة.

فبعد أن خرج الشعب مع موسى من أرض العبودية واعتمدوا جميعهم في البحر الأحمر صارت الحرب مع عماليق. فالحرب بعد أن استعلن المسيح ابن الله بصوت الآب وحلول الروح صارت الحرب والتجارب وانتصب المجرب للصراع. إذن التجربة نتيجة طبيعية لالتصاقنا بالمسيح واتحادنا معه ودخولنا إلى شركة معه وفيه بالروح القدس. لم تخل حياة أحد من القديسين على مر العصور من التجارب، فتش في حياة القديسين جميعًا، هل خلت حياة أحدهم من التجارب؟ "جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يضطهدون".

فالرسل الأطهار كم قاسوا من التجارب والتشريد والحبس والسجون الاضطهادات والضيقات والأحزان... شيء مهول ولكن في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا.

وهكذا الشهداء والأبرار الصديقين والنساء سكان البراري ورجال الإيمان والآباء، كم قاسوا وحملوا الصليب وتجربوا وطافوا معتازين مذلين مكروهين من العالم مجربين.

ولكن الذي يحلو لنا أن نتفكر فيه أن النصرة في المسيح وبالمسيح شيء أكيد لا يقرب منه الشك.

فالمسيح سحق الشيطان وأذل فخره، ورجع الشيطان مكسورًا مهانًا مذلولاً خائبًا. فالتمسك بالمسيح والحياة فيه، يزكي فينا الشعور بالنصرة ووعد المسيح قائم أنه أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو الشرير.

وهكذا ندرك أنه مهما طالت التجارب وتنوعت ومهما بدا أن الشيطان متقوٍ علينا ولكن الغلبة النهائية هي لحساب المسيح. وما بناه الشيطان في سنين وسنين يهدمه المسيح بكلمة، لأن ابن الله قد جاء لكي ينقض أعمال إبليس.

وهكذا يدخل أبناء الله التجارب وهم حاملون للنصرة في داخلهم كتلميذ يدخل الامتحان ونتيجة الامتحان والفوز في جيبه. "ثقوا أنا قد غلبت العالم"، "وخرج غالبًا ولكي يغلب". وهذا الشعور في القديسين هو الذي قادهم إلى الاتضاع الحقيقي، لأنهم أدركوا أن النصرة ليست بقوتهم ولا بذراع البشر، ولا اعتمدوا على عملهم ولا على قدرتهم بل على الله وحده. فكان إذا انتصروا على الشيطان وأذلوا فخره، كانوا يزدادون اتضاعًا وإنكارًا لذواتهم ويزدادون ثقة في الذي يقويهم "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني"، "أنا ما أنا ولكن نعمة الله التي معي".

فؤائد التجارب

ولا يجب على المؤمن أن ينظر إلى التجربة الصعبة ، على أنها نقمة بل نعمة ، لأن لها بركاتها الكثيرة ، ومنها ما يلى :

- إحساس المؤمن بوجود يد الله معه فى تجاربه من أجل الإيمان ، وشعوره بالأكثر بالفرح ، بعد أنقضائِها فعلاً ، وشكره عليها .

- زيادة المعونة والتعزية للنفس المتألمة ظلماً ، كما قال القديس بولس الرسول ." كلما كثرت آلامنا ، كثُرت ( بنفس النسبة ) تعزياتنا أيضاً " ( 2 كو 1 : 5 ) . والرب يساعد الأبرار فى تجارب كثيرة . " عند كثرة همومى فى داخلى تعزياتك تلذذ نفسى " ( مز 94 : 19 ) .

- وأنها تُعلم المؤمن الصابر فضائل كثيرة ، وتُشعر المؤمن بضعفه ، فلا يفتخر بعمله ، أو بجهاده الروحى " إن خفة ضيقتنا الوقتية ، تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقَل مجد أبدياً " ( 2 كو 4 : 17 ) . وقال القديس مار إسحق السريانى : " إن التجارب أبواب للمواهب " .

- ولها بركاتها فى الأبدية ( رو 8 : 17 ) ، ( أع 14 : 22 ) فمقدار المكافأة يكون حسب صبر الإنسان على احتمالها ، وعدم تذمره عليها .

- ووعد الله بإنقاذ الأتقياء من تجارب الشياطين ( 2 بط 2 : 9 ) : " سأحفظك فى ساعة التجربة " ( رؤ 3 : 10 ) وهو وعد أكيد .

- وتقود للخير ( يوسف فى السجن + القاء موسى فى النهر + الفتية فى أتون النار + حرب شاول لداود + دانيال فى جب الأسود + أكاليل للشهداء والمعترفين بالإيمان )

- تُظهر لنا أمانة الله ، وبُطلان التعزيات الأرضية ، وتدفعنا للتوبة ، وتؤدى إلى إذلال الخاطئ المتجبر ، الذى يعاند النصائح اللينة . وتدعو للصلاة وطلب معونة الله ( يونان فى جوف الحوت ) ، وتُعلم الجدية ، وفهم متاعب الدنيا ، وامتحان للتزكية ( إر 9 : 7 )

- فاحذر ، لئلا تكون التجربة ، بسبب البُعد عن الله ، كما قال عن بنى إسرائيل :

" أُضيق عليهم حتى يشعروا " ( إر 10 : 18 ) .

- وقال القديس مارإسحق السريانى : " إن كنا أشراراً ، بالأحزان نؤدب وإن كنا أبراراً بالأحزان نُختبر " . فتذكر هذا الفارق الواضح . وقال أب قديس آخر : " عندما تأتينا التجربة ، يكون لنا شعوران : شعور بالفرح ، لأننا نسيرفى طريق الله الضيق ( المؤدى للملكوت ) ، أو شعور بالحزن ، لئلا تكون التجربة بسبب غلاظة القلب فينا " . وبدلاً من أن نفكر ، ونحزن ، ونتعب من التجربة ، نسأل انفسنا ، لماذا سمح الله لك بتلك الضيقة ؟! وخذ الدرس ، لخلاص النفس .

السبت، 24 يوليو 2010

الرجوع إلى الله

للأب القمص أفرايم الأورشليمي

رحلة البحث عن السعادة

يقدم لنا الرب يسوع المسيح في مثل الابن الضال رحلة البشرية في بحثها عن السعادة بعيداُ عن الله وهي رحلة بعض الشباب خاصةً بحثاً عن المتعة أَو اللذة بعيداً عن قيود الأهل ورحلة الهروب من الله إلى بئر شهوات العالم ومتعتهُ المتعبة للنفس . هكذا نظن أن الله ووصاياه عائقا أمام سعادتنا مع أن الله كأب سماوي بِهِ نحيا ونتحرك ونوجد ،هو الذي يهبنا الإمكانيات والمواهب والغنى ونحن في جهل نبحث عن العطية وننسى الرب المعطي ونبحث عن الحب والغنى والحرية بعيداً عن الله فماذا قال الرب في هذا المثل الذي يعلن لنا حنان الله الأب .

" إنسان كان له ابنان ... فقال أصغرهما لأبيه يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال . فقسم لهما معيشتهُ . وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كوره بعيدة وهناك بذر مالهُ بعيش مسرف . فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكوره فابتدأ يحتاج فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكوره فأرسله إلى حقله ليرعى الخنازير وكان يشتهي أن يملا بطنه من الخروب الذي كانت الخنازير تأكله فلم يعطهِ لهُ لو 15 : 11 - 16

إننا في رحلة البحث عن سعادة وهمية نأخذ عطايا الله لنبذرها بعيش مسرف في كورة الخطية لنصير لها عبيد مذلولين نجوع إلى طعام الخنازير والنجاسة فلا نجدها . نبحث عن الغنى فنجد نفوسنا فقدنا ما نملك. ونحتاج للشبع والارتواء بالمحبة فلا نجد غير البؤس والشقاء ونشتهي طعام الخنازير النجس غير المشبع فلا يعطى لنا ونظل هائمين في القلق فالشرير يهرب ولا مطارد .

إننا في رحلتنا في البحث عن السعادة خارج بيت الله لا نجد شبع لا في مال أو جمال زائل و في منصب غير باقٍ أو في شهوة وقتية ليعقبها الندم والألم أو في لذة تورث الهلاك أو في عالم كاذب وحكمة أرضية شيطانية . لن أجد الشبع في كورة الخطية ولا الحرية في أرض العبودية ولا السعادة في سراب العالم الكاذب . أن الميراث الحقيقي والسمائي ينتظر أبناء الله الذين لهم في القناعة كنز ، وفي محبة الله الكرامة والعز، وفي الجلوس تحت أقدام الصليب السعادة والشبع والميراث والوعود الصادقة .

أن الذات هي الصنم الذي يجب ان لا نتعبد له في أنانية بعيداً عن الله . إن نفسي صورة الله الفريدة فلنعطيها لله ونبذلها من اجل محبته فنحيا فيه ونوجد معه وننمو في معرفته والله الأمين إذ نخصص ذواتنا لخدمته ومحبته ينمي مواهبنا ووزناتنا ويقودنا في موكب نصرته محققاً بنا ولنا السعادة الحقيقية ، لنا وللآخرين ولنفرح به ويفرح بنا ؤيكون نصيبنا السماوي " فنفتخر باسم قدسه وتفرح قلوب الذين يلتمسون الرب " أخ 16:16 .

رجع الي نفسه

عندما تجوع أنفسنا بعيداً عن الله فحسناً لنا أن نرجع إلى الله لنقف وقفة جادة مع أنفسنا نحاسبها على خطاياها ونعاتبها على ضلالها أو حتى نعاقبها لننجو من العقاب الأبدي ونتخذ القرار السليم كما فعل الابن الضال كما جاء عنه في الإنجيل :

" فرجع إلى نفسه وقال كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا اهلك جوعاً . أقوم واذهب إلى أبي وأقول يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً بعد أن ادعى لك ابناً . اجعلني كأحد أجرائك " لو 15 : 17 – 19 .

ان الخطية تبدد كل ما نملك من مواهب ووزنات وتذهب بسعادتنا وتفقدنا مجد البنوة لله وتورثنا القلق والمرض والضياع والعوز . لقد أخطئ الابن الضال عندما طالب بالميراث في حياة أبيه وهو متمتع وخيراته .

لقد سعى الابن الضال كما يفعل الكثيرين منا الى الحياة بعيداً عن الله ليحيا بلا ضابط في حياة اللذة والخطية ليصير عبداً محتاجا لا يجد شبعاً بل تعاسة وجوع .

لكن هل لا يزال الأب السماوي يحبني ويفتح أحضانه لاستقبالي للعودة إليه . نعم أن الله يحبني ويحب الخطاة ويعلن مسرته برجوعهم متغاضيا عن أزمنة الجهل.

إن هروبي من الله لن يسعدني وأين اهرب منك يا رب وأنت تملا كل مكان. لقد تقوقعت حول ذاتي وأنانيتي فلم أجد إلا الشقاء. فحررني يا رب من أنانيتي لألتقي بك بعيداً عن فلسفات كاذبة وحكمة أرضية لا تقود إلا إلى الجوع والضياع.

ربي إني جوعان لمحبتك وغناي هو في حياة الفضيلة وعطشي إلى ينبوع محبتك وعمل روحك القدوس داخلي فأنت الكنز والعريس المفرح للنفس البشرية.

ربي إنني إن أحببت أن أجد نفسي بعيداً عنك فاني اهلك فها أنا أتوق للرجوع إليك يا رب لتقبلني إليك معطياً لي التشجيع للعودة والتوبة والاعتراف كي أحيى في بيتك كابن حقيقي لأب صالح وأنت يا رب تسمح بالضيقة لي حتى أعود إليك شاعراً باحتياجي إليك وأنت لم ترفض احد بل قبلت إليك أصحاب الساعة الحادية عشر وأعطيتهم نفس الأجرة التي للذين عملوا معك طوال اليوم والحياة . فاعني يا الله اله خلاصي من اجل مجد اسمك. وأعلن محبتك المحررة والغافرة للخطية فيبتهج الكل بخلاصك ورحمتك ،

التوبة تفرح قلبك يا أبي السماوي كاب حقيقي تسعى في طلب الضال وتفرح الملائكة الذين يعملون على خلاصنا ويفرحون بتوبتنا ويقدمون ثمار أيماننا إليك . وتفرح القديسين في السماء الذين يشفعون فينا ويكملوا بنا وتفرح الكنيسة العاملة على خلاصنا ونبتهج نحن برحمتك ونقدم لَك الشكر والسجود يا من ذبحت واشتريتنا وجعلتنا ملوك وكهنة وشعب مقدس لله أبيك .

نعم يا رب ما زلت اذكر محبتك لي وعنايتك بي وحريتي فيك واشتياقي إليك وحنانك علي وأرنو إلى أحضانك . أرى نفسي بعيداً عنك عريان مدنس بالخطية كأبرص نجس يبتعد عن الناس وارى نفس مليئة بالأحزان وادري انك غير راضي عن حياتي في الخطية ومع هذا تحبني وأنا خاطئ وبذلت ذاتك لتحريري من الخطية والشر وتحبني أن ارجع إليك لكي أتوب وارثي للخطاة وضعفهم عالماً بمرارة قيود الخطية . ارجع إليك وبين حنان نعمتك الغزيرة اعترف بالضعف والجهل وألجوع فاعمل معي لأقوم وارجع إليك في ندم وإقرار بحاجتي إليك . ولا اطمع يا رب إلا في رحمتك لأني خاطئ ولست مستحق آن ادعى لك ابناً فاقبلني كأجير لديك فقط أريد أن أحيا في بيتك وفي كنف محبتك .

الحياة المقامة والرجوع

" فقام وجاء إلى أبيه ، وإذ كان لم يزل بعيداً فراه أبوه فتحنن ووقع على عنقه وقبله فقال له الابن يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً أن ادعى لك ابناً . فقال الأب لعبيده اخرجوا الحلة الأولى والبسوه واجعلوا خاتماً في يده وحذاءاً في رجليه وقدموا العجل المسمن واذبحوه . فنأكل ونفرح . لان ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد ، فابتدأو يفرحون " لو 15 : 20 – 24 .

لا تنام وقت العمل ولا ترضخ للقيود والمسيح المقام يدعوك لتقوم معه في جده الحياة ناظراً إلى فوق حيث المسيح جالس. تحرر من أنانيتك لتشعر بمحبة أبيك السماوي الذي يهبك الحكمة لتتخذ القرار الصائب بالعودة إلى أحضان الأب الذي يهبك القوة للرجوع لأنه بدونه لا تقدر أن تفعل شيء وبه تؤهل للتبني والنعمة والحرية والحياة الأبدية .

أعترف إليك يا رب ،إني أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً ان ادعى لك ابناً وها أنا اقر بخطاياي وحاجتي إليك وعزمي إلى البقاء في أحضانك والتصميم على عدم العودة للخطية فمن يعترف بخطاياه ويقر بها يرحم ومن يكتمها لا ينجح . حقا يا رب في البعد عنك افقدني فرحي وسلامي ومستقبلي . اعترف لك وللكنيسة باني خاطئ فأسرع وأعني وفي محبتي للعودة إليك اقبلني ابناً لك تلبسني حلة البر والرحمة وبجسدك ودمك طهرني وقويني وثبتني فيك .

نعم يا رب أنت تسرع للقائي وتنزع عني حزني وبقبلاتك وقبولك تسرع فرحاً باحتضاني ورجوعي إليك محرراً إياي من نير العبودية للخطية . نعم لقد خرجت يا سيدي يسوع من علياء سمائك من اجل خلاصي رافعاً عقوبة خطاياي بموتك عني

وما زال صليب حبك يعلن إن ذراعك ما زالت مفتوحة لاستقبال الراجعين إليك بقلوبهم لتغيير حياتهم وتسترهم بثوب برك وتصالحهم مع الأب السماوي .

السلوك في جدة الحياة المقامة مع المسيح يجدد فكرنا ويقدس حواسنا وينقي عواطفنا ويطهر قلوبنا ويشبع أرواحنا ويجعلنا نجاهد بالصبر ونحن مرنمين لله .

مجد التوبة

أنت يا رب تعود فتحيينا ، فيفرح بك شعبك مز 8 : 6 نعم يا رب أنت الأب الحنون الذي تفرح برجوعي إليك وتعطي للتائبين جمالاً عوض الرماد ودهن فرح عوض النوح ورداء تسبيح عوض الروح اليائسة ليكونوا كأشجار البر وغرس الرب للتمجيد. حقاً يا رب أنت تعطي للتوبة أهمية في حياتنا وهي بدء رسالتك لنا " توبوا وأمنوا بالإنجيل " وكما قلت يارب ان السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون إلى التوبة .

الله يفرح بعودة الخاطئ إليه " يا ابني كن حكيماً يفرح قلبي أنا أيضا " أم 23 : 15 أن الله يسعى في طلب الضال ويسترد المطرود ويعصب الجريح ويجبر الكسير ، أنه يركض لاستقبال الابن الضال ليعيد له ثوب الحكمة والبر ويأتمنه على الميراث الأبوي والإيمان الحي ليحتذي بالاستعداد للبشارة المفرحة بالإنجيل بعيداً عن أدناس الطريق الواسع لحياة الخطية.

التوبة تهب الإنسان سلام النفس الضائع وسلامته النفسية المفقودة فكم من الأمراض الجسدية والنفسية ترجع أسبابها إلى الخطية وتأثيرها المدمر للنفس والجسد والروح ، لهذا نرى الرب يسوع المسيح عندما شفى المخلع قال له لا تعود للخطيئة لئلا يصير لك أشر . فالتوبة تشفي النفس والجسد وتفرح القلب بالقبول الإلهي .

التوبة تكشف لنا ما في قلب الأب السماوي من محبة وقبول فانا لست عبدا أو أجيرا حتى رغم بعدي عن الله فالأب السماوي دعانا أبناء وأخصاء له وهو لا يقبل لنا أن نكون عبيداً للخطية أو أجراء في بيته . أننا بحريتنا نتركه ونصير عبيداً للخطية والشيطان ورغم هذا تظل محبة الله تنتظر رجوعنا إليه ليعيد لنا مجد البنوة وفرح الخلاص " لأنه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك . هوذا ألان وقت مقبول هوذا ألان يوم خلاص " 2 كو 6 : 2 . فلا تؤجلي يا نفسي توبتك حتى الغد فمن يضمن حياتك للغد لأنه بينما تقولين إني في سلام وأمان يفاجئك الموت بغتة .

لقد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع عنا أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور ونصلي لله أن يحررنا ربُط وقيودها لنتمتع بقوة القيامة وسلامها وفرحها وأمجادها ونفرح السماء بملائكتها وقديسيها .

إن الله الكلمة الابن القدوس تجسد من اجل خلاصنا وصلب ومات من اجل فدائنا وتبريرنا وقام في مجد ليغلب لنا الشيطان والخطية والموت . ووهبنا التناول من الأسرار الإلهية لنأخذ منه طهارة وغفراناً وحياة أبدية فأي مجد هذا الذي أعطى للإنسان وما أعظم محبة الله المذخرة للخطاة .

ليكن لك محبة لخلاص الخطاة

احترس يا أخي أن تماثل الابن الأكبر الذي تذمر على الأب السماوي لأنه قبل أخيه الأصغر بفرح وقدم فرحا به العجل المسمن. وكما ادان الفريسيين المعلم الصالح لأنه يحب الخطاة ويأكل معهم . وهكذا لاموه عندما دخل يبيت في بيت زكا العشار غير عالمين إن لطف الله إنما يقودنا للتوبة والبنوة لله .

لقد جاء المخلص ليطلب ويخلص ما قد هلك ولأنه لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى جاء الرب لا ليدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة . ليكن لك المحبة الإلهية والقلب المتضع الذي يفرح بعودة كل احد إلى الأحضان الأبوية ...

الابن الأكبر في قصة الابن الضال لم يرد أن يدخل بيت الأب لان ابيه كان فرحاً بعودة ابنه من الكوره البعيدة ولولا محبة أبيه له وخروجه إليه ليقنعه ويشفي عجرفته وكبرياء قلبه ويداوي حسده وتذمره لكان قد هلك انه مثل يونان النبي الذي اغتاظ من أجل توبة أهل نينوى وعدم هلاك المدينة حتى تفاهم الله معه وأقنعه بشفقته فأحذر أن توجد في بيت أبيك وأنت لا تعرف إرادته وتعمل في حقله متطلعاً إلى المكافأة الأرضية لتفرح فقط مع أهل العالم ناسياً الميراث ألسمائي .

نعم إن الإدانة والحسد من العوائق التي تحرمنا من التمتع بالفرح ألسمائي ويجعلنا لا نشعر بإخوتنا ونفرح لفرحهم اونحس بجوعهم الروحي . إن الحسد والإدانة يجعلان النفس تظلم وتجاهد في كأبة وتدين الله على أعماله الخلاصية .

إننا نحتاج لحنان الله الذي يؤكد لنا تمتعنا بأبوته وبميراثه ألسمائي ولكي ما نعرف إرادته في خلاص الجميع لنحيا معه حياة الحب والبذل ونسعى لرجوع الخطاة بدون انكفاء أو تقوقع على الذات .

الله غني في المجد ، سخي في العطاء ، لا حد لمحبته وشفقته جاء ليصالح ويوحد الجميع فيه يهوداً وأمما ، كباراً وصغاراً رجال ونساء . مصالحاً لمن يقبلونه غير حاسباً لهم خطاياهم وملكوته وأبوته تتسع للجميع .

أرجع اليك

أرجع إليك يا الهي و خلاصي

فتفرح بي الملائكة في السماء

ظننت البعد عنك سعادة

فوجدتـــــــه ضــــيــاع وشـــــقاء

وحسبت في العالم فرح و غنى

فوجدته بعيداً عنك حزن وبلاء

وبــدلاً مـــن مـــجـــد القداســــــة

بعيداً عنك جـــــوع وعــــنـــــــاء

أرجع إليك يا الـــهي حتى لو أجير

وبـــك مــن قوات الظلمــة أستجير

فارحمنــــــــــي يــــــا ابــــــن الله

افتــــــح لــــي الأحضـــان الأبوية

وأرنــــــــي نعمتــــــــك الأزلـــية

وتلــبــسنــي الحـــــلـل الـبــــــهية

وتـــقــــيــم لـــــي ولـيمة ســمائية

وتـقـــودنــــي بالتــوبة لحياة أبدية

الجمعة، 23 يوليو 2010

رسالة السيد المسيح لشباب اليوم

احبائي الشباب اني أحبكم

وانا قريب منكم جداً في قلوبكم

واريد ان اعلن لكم عن ذاتي

واظهر فيكم وفي حياتكم واشبع قلوبكم،

في بحثكم عن المحبة الصادقة أريد ان اشبع قلوبكم ونفوسكم وارواحكم

ولكن الكثيرون منكم يبحثون عن السعادة بعيداً عني!

في اللذة او البحث عن وظيفة مرموقه بمرتب مغري او اللهو او ...اشياء اخري انتم أدري بها

عندما تجسدت وصرت انساناً عشت شابا مثلكم..

انشر المحبة في كل مكان..مع الاطفال ومع الفقراء ومع الخطاة وفي الهيكل.

كنت حباً مع أبي السماوي ،أقضي الليل في الصلاة ،وكنت واحدا مع الأب.

كنت ادافع عن المظلومين ، وارد الضالين، واعطي رجاء للبائسين...

دافعت عن المراة الخاطئة التي ارادوا رجمها والان ادافع عنكم لدي أبي السماوي

أنا هو هو أمس واليوم والي الابد..اريد ان امنحكم حبي

أقراوا كتابي لتعرفوا محبتي..اعطوني بعض الوقت ومعه اذانكم وقلوبكم وارواحكم

أتحدوا بي في سر القربان . وتعلموا اني وديع ومتواضع القلب ومذيل الاحزان

تتلمذوا علي فاني المعلم الصالح الذي سيخلق منكم أنسان الله.

سافجر طاقات الخير والأبداع في داخلكم.

انا المحبة الخلاقة وانا القدير الذي أسكب من قلبي حباً وعطاءاً ونجاحاً.

انا قوتكم في الضعف ونجاحكم في التعثر ومن خطاياكم انا المحرر.

تقولون ان العالم شرير لكن ثقوا اني قد غلبت العالم

أنا الذي خرج من العالم منتصراً وسانتصر بكم وفيكم ولكم.

اعطوني قلوبكم واهتمامكم ولاحظوا طرقي

ها انا معكم كل الأيام والي أنقضاء الدهر

وسامنحكم سعادة وحياة أفضل بل أعطيكم حياة أبدية.

صياد السمك الماهر

ذهبا اثنين لاصطياد سمك من احدى الترع وكان احدهما ولد صغير والاخر رجل كبير اصطاد الولد الصغير سمكا كثيرا واما الرجل فلم يصطاد شيئا ! فذهب الرجل الى الولد ليسأله عن سبب ذلك رغما من استعدادات الرجل من حيث طعم السمك والسنارة وغيرها .. واكثر من ذلك ان تيار المياة كان يمر على الرجل قبل وصوله للفتى . فقال له الولد : انك تصطاد وانت واقف على شاطىء الترعه فتلقى بظلك على المياة فيراك السمك ويهرب منك اما انا فمختبأ وراء الحشائش فلا يرانى السمك فأصطاد سمكا كثيرا صديقي هل علمت السر وراء الصيد الوفير؟ لابد من صياد الناس ان يختفى ويظهر المسيح لكى يحصل على الصيد الوفير من اجل هذا قال المسيح له كل المجد لبطرس : من الان تكون تصطاد الناس .لو5:10 ولقد استطاع بطرس ان يصطاد بشبكه واحدة وعظه ثلاثه آلاف نفس من الناس بعظه واحدة لانه اختفى ليظهر المسيح ولقد استطاع يوحنا المعمدان ان يهيىء للرب شعبا مستعدا لانه اختفى ليظهر المسيح معلنا له : ينبغى ان ذلك يزيد وانا انقص . يو3:30 واذا قرأت انجيل يوحنا ورسائله الثلاث التى كتبها لن تجد اسمه مكتوبا فيها بالمرة وذلك لانه اختفى ليظهر المسيح وحتى عندما استهل سفر الرؤيا بذكر اسمه وكان هو الرسول الوحيد الباقى على قيد الحياة من بين الرسل جميعا . كان قد اقترب من المائه وبرغم كل ذلك لم يصف نفسه رسول بل قال : انا يوحنا اخوكم . رؤ9:1 ولقد تعمد ان يخفى اسمه ليظهر مسيحه عزيزى الخادم لن تستطيع ان تكون صيادا ماهرا للناس الا اذا اختفيت انت ليظهر المسيح فالخادم ما هو الا موصل جيد لكلمه الله يأخذ الكلمه من فم الله ويضعها فى قلوب الناس

الأربعاء، 21 يوليو 2010

غداً أفضل

ان كان يومي ملبدا بالغيوم . وليلي لا تظهر فية النجوم

ان كنت أعاني الوحدة والاحزان وفراق الأهل والخلان

ان أحسست ان أبواب السماء مغلقة وقد صارت نحاسا يطن

ان عشتت الملل وعدم الامل وانتظرت الموت ولم اجده

ان وجدت ان لا احد يسمعني ولا أحد يزيل همي وحزني

ان كان هذا حالك واحسست انك هالك ولا أحد تبثه همك

فليست هذه النهاية ...أبتسم فان احوج الناس الي الابتسام هو انت

جاء يسوع

جاء الرب يسوع ليبحث عمن هلك وليعطيه حياة أفضل

هو حبيب لمن ليس له حبيب وهو نعم الصديق طوال الطريق

ان الشمس غلف الغيمة وبعد ظلام الليل يشرق شمس البر

ان الرب يسوع المسيح تجسد وعاني الوحدة وترك الأحباء

وعاني الظلم والقيل والقال والجميع وقت الصلب عنه قد مال

وجاء ليبشر المساكين ويعتق المأسورين ويبشر منكسري القلوب

جاء يبحث عن الخروف الضال ويعطي الأمل للسامرية الخاطئة

فيه الرجاء وهو يسمع الدعاء

جاء ليعطي للبائسين الرجاء ويمنح لنا الأمل في الحياة

جاء ليقوي الضعفاء، ويهب المرضي الشفاء ، والقوة للضعفاء

انه الصديق الصدوق ، والحبيب الذي لا يفارقنا في اليأس والشقاء

انه العريس الابرع جمالا لمن فاتهم قطار الزواج ، انه المحبة والوفاء

انه الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن من أحبهم وقدم للمرضي الدواء

انه المخلص لمن استعصي عليه الخروج من الخطية المهلكة للنفس والروح

انه الالف والياء ، البداية والنهاية ، وسيبقي اميناً حتي لو كنا غير أمناء

غد أفضل مع المسيح

تعالي اليه ايها المتعب وانت تستريح وتفرح الي الأبد

تعالوا اليه وبثوا اليه شكواكم وأحزانكم والآمكم وأمالكم في الحياة

أعترف له بخطيئتك وبضعفك وخوفك وان لم تستطع أجلس أمامه وأبكي

هاتوا معكم كلاما وقولوا بك يرحم اليتيم وبه الشاعر يهيم وبك تفرح الارملة

أتحد به وهو القوي واتخذه صديقا وهو الوفي وأشكوا له همك وهو يعولك

قل له العمر ضاع وانا الان وسط برية السباع وليست لي قوة للدفاع

انت صخرتي وقوتي وحمايتي ، وفي يأسي انت أملي الوحيد.

بالمسيح يسوع رجائنا

ادرك انك قادر واعلم انك محب وقيل عنك الكثير

ولكن اريد ان تكون لي ومعي ينتفي من حياتي الوحدة والغربة

احب ان يكون يومي هذا نقطة تغيير في حياتي وللأبد

انا بك ولك ومعك لا اريد شئ علي الأرض

فانت الهي وأبي وأحن من الأم وارق من الجميع

أمسك يدي وقدني كما تشاء ، لساعة انطلاقي الي السماء

أنت مرشدي ومعك غدي سيكون أفضل جدأُ

نعم تحبني

أعرف انك تحبني ولكن اريد ان أمتلئ بالمحبة

اعرف انك الاله ولكن اريد ان اشعر برفقتك لي

ادرك انك قادر علي كل شئ فهل لك ان تغيرني

تحررني من الخوف والضعف والمرض والوحدة

ترشدني وتفتح أمامي الأبواب المغلقة وتمهد الطريق الوعرة

تعطيني الأمل في مستقبل أفضل في عالم مغلق ومظلم

تهبني السلام وتعطيني الرجاء وتملأ القلب بالمحبة

نعم سيكون ...

انا هو الهك الممسك بيمينك القائل لا تخف لاني معك

انا المحبة المشبعة وساكون سلاما وفرحا لك

انا المحرر وها انا أحررك من الضعف والخوف واليأس

روحي القدوس سيقودك ويحول البرية الي جنة

وسينبع منك أنهار تجري لحياة أبدية ولن تنزع منك

انا أسير أمامك والهضاب امهد ، أكسر مصاريع النحاس

انا امس واليوم والي الابد ..ثق في وها انا معك كل الايام.

الشكر والحمد والتسبيح

نعم يالهي ما أجملك وما اروع عشرتك

قلبي وروحي يسبحان اسمك القدوس

انت سلامي وأملي ومخلصي وليس سواك

تحررني وتغيرني وتمنحي القوة والشبع والعزاء

انا ما انا؟ أحيا لا انا بل انت تحيا في

بك لا يقدر علي شي ومنك سلامي ولك حبي وكلامي

أشكرك يا الهي فليس لك مثيل وبك انت المحبة والرجاء والايمان نسير .

الثلاثاء، 20 يوليو 2010

لوِّن آثامك بالدّموع

شعر الصديق والاستاذ زهير دعيم

امسح شبابَكَ بالفَرَحْ

لوِّن آثامَكَ بالدُّموعْ

احمل صليبَكَ بالمَرَحْ

واتبع خطواتِ يسوعْ

فالعمْرُ نصفُهُ وجَعْ

وحياة معظمه صعودْ

ونصفه الثّاني هَلَعْ

موتٌ وزمجرة رعودْ

إنسَ الرَّدى،إنسَ الهوى

واعشق مُغيِّرَ القلوبْ

فالقلب زاغّ وانكوى

حاد عن الربّ المهوبْ

بهِ الأمل ، لهُ العَمَلْ

والفِدا كانّ الرّبيعْ

والصّلبُ لحنٌ للأجلْ

غرّدهُ ذيّاكَ الوديعْ

افرحي يا نفسي وانتشي

فالحُبُّ قد ملأَ الوجودْ

واسعَدْ يا قلبي واكتسِ

فالنصر من ربِّ الجنودْ

ما أروع الشَّعب الذي

ينثر التلَّ طُيوبْ

ويتبع القلبّ الندي

فاض حبًّا للشعوبْ

السبت، 17 يوليو 2010

كيف نقتني الفضيلة

" من كان ذا فضيلة لا يسقط ( بسهولة )" ( 1 ملوك 1 : 52 )

ما هى الفضيلة؟ وما معنى عبارة إنسان فاضل؟ ‏ربما عبارة إنسان فاضل تعنى أنه إنسان خير،يحب الخير ويعمله ويحب البر. ‏والفضيلة قد تعني النقاوة،أو السير فى طريق الله. وقد تعنى قوة فى النفس،تمكنها من الانتصار على كل نوازع الشر وإغراءاته..وتمارس الحياة البارة. ‏وربما تعنى الفضيلة الارتفاع فوق مستوى الذات. بحيث يخرج الإنسان عن دائرة ذاته،ويعيش لغيره.. ‏يخرج من الاهتمام بنفسه أو التركيز على نفسه للاهتمام بالاخرين..من محبته لنفسه إلى محبته لله وللناس.. ‏نقول هذا لأن الخطيئة كثيرا ما تكون انحصارا حول الذات..إنسان يريد ان يرفع ذاته،يمنع ذاته يشبع رغبات ذاته الفضيلة أيضا هى ارتفاع فوق مستوى اللذة: ‏لأن غالبية الخطايا قد تكون مصحوبة بلذة حسية أو لذة نفسية.. فتدور حول ملاذ الجسد أو الفكر أو النفس ،وتصبح لونأ من إشباع الذات وبطريقة خاطئة فالذى يحب المال أو المقتنيات إنما يجد لذة فى المال وفى المقتنيات،وكذلك من يحب الزينة ومن يحب الطعام ..ومن يحب المناصب أو الشهرة إنما يجد لذة فى كل هذا ومن يحب الجسد يجد لذته فى الجسد ومن يحب الانتقام لنفسه يجد لذة فى ذلك. الخطيئة إذن هى سعى وراء اللذة.. والفضيلة هى ارتفاع فوق مستوى اللذة إلى أن تجد إشباعا لها فى السعادة الروحية. والسعادة غير اللذة،والفرح غير اللذة،اللذة غالبا مرتبطة بالحس ،بالجسد والمادة. أما السعادة والفرح فيرتبطان بالروح. .ولذلك الفضيلة إذن تكون ارتفاعأ فوق مستوى المادة

ولكى يحصل المرء على الفضيلة ويتحلى بها ، ينبغى أن يقتنى الآتى :

الحكمة والمعرفة السليمة : " الحكيم عيناه فى رأسه ( ويعرف طريق خلاصه ) ، أما الجاهل ( روحياً ) فيسلُك فى الظلام " ( جا 2 : 14 ) . ويقولون فى الأمثال : " فلان جاهل ، لا يعرف خيرّه من شّره ، ولا نفعه من ضرره " ( لو 23 : 34 ) ، ( 1 كو 2 : 8 ) .

تقوية الإرادة ( العزيمة ) بوسائط النعمة المجددة :

أما عدم القدرة على سلوك الفضيلة ، لأن الخاطئ مغلوب على أمره ، من عادة ضارة أو بفكرة شريرة " لأنى لستُ أفعل الصالح الذى أريده ، بل الشر الذى لستُ أريده ، فإياه أفعل " ( رو 7 : 19 ) . ويقول قداسة البابا شنودة الثالث : " إن الضعف هو بسبب الوقوع فى الخطية ، والوقوع فى الخطية ، يؤدى إلى مزيد من الضعف ، والإنسان الذى تستعبده عادة رديئة هو إنسان " ضعيف " أما الشخص " الفاضل " فهو قوى بنعمة الله ، ويتحكم فى لسانه وفى أعصابه وفى فكره ، ولا يعود للخطية . " ولا قيمة للفضائل عند الخاطئ ، مما يدفعه إلى الأستهتار واللامبالاة . ولا الوقت له قيمة عنده ، ولا المواعيد ، أو الأرتباط بالعهود والوعود ، ولا الواجبات لها قيمة فى نظره ، ولا القانون ولا التقاليد ، ولا شئ على الإطلاق " .

مخافة الله :

" بدء الحكمة مخافة الله " ( أم 9 : 10 ) ، فالفاضل يرى الرب أمامه كل حين ، ورقابته فى كل مكان ، فيسلك فى الفضيلة ، فى السر والعلانية ( يوسف الصديق ، ودانيال وأصحابه ) . ويعمل الروح القدس فى النفس المُجاهدة ، من أجل إقتناء الفضيلة : فقد اختار الرب إرمياء ، ويوحنا المعمدان لخدمته ( إر 1 : 5 ) ، ( لو 1 : 15 ) ، فهو بسابق علمه يعرف أن هؤلاء مجاهدين من أجل إقتناء الفضائل ، لذلك ملأهما – وقبل ولادتهما بالروح القدس – ويقول المثل العامى : " مالك متربى ؟! قال : من عند ربى " . فلنمارس وسائط الخلاص تقتنى وتربح ثمار الفضيلة الجميلة ، وتتمتع بها . قوة الإرادة والعزيمة: ‏قد لايستطيع إنسان أن يسلك فى طريق الفضيلة لأنه مغلوب من نفسه لأنه ضعيف الإرادة.. وكما يقول الكتاب ( لأنى لست أفعل الصالح الذى أريد بل الشر الذى لست أريده إياه أفعل رو 19:7) ‏ ولهذا فإن كثيرين لكى يحيوا فى الفضيلة يسلكون تد اريب روحية لتقوية إرادتهم. ‏إن الضعف يسبب الوقوع فى الخطية. ‏والوقوع فى الخطية يؤدى إلى مزيد من الضعف، كل منهما يكون سببا ونتيجة للآخر. . ‏ولذلك نقول عن الإنسان الفاضل إنه إنسان قوى..قوى فى الروح وفى الفكر وفى العزيمة وفى التنفيذ وفى التدريب إنه قوى فى الانتصار على الحروب الخارجية وفى الانتصار على النزعات الداخلية. الذى تستعبده عادة رديئة هو إنسان ضعيف ‏والذى لايستطيع التحكم فى لسانه ولا التحكم فى أعصابه ولا التحكم فى فكره هو إنسان ضعيف وبسبب هذا الضعف يبعد عن الفضيله..حتى إن تاب عن الخطية يعود إليها مرة أخرى من مصادر الفضيله أيضا: المبادىء والقيم ‏الإنسان الروحى المتمسك بالمبادىء والقيم يحيا حياة الفضيله لأن القيم التى يؤمن بها تحصنه فلا يستطيع أن يخطى، مهما حورب بالخطية يقول لك:لا أستطيع أن أفعل هذا الشىء ولو كان السيف على رقبتى لا أستطيع أن أكسر مبادئى. أما الإنسان الخاطىء فلا قيم عنده. ‏أى أن الفضائل لاقيمة حقيقية لها فى نظره حتى يحافظ عليها . إنه يكذب لأن الصدق لاقيمة له فى نظره ويزنى لأن العفة لاقيمة لها فى نظره ويخون لأن الأمانة لاقيمة لها فى نظره..وهكذا مع باقى الفضائل. وبسبب ضياع القيم،يقع فى الاستهتار واللامبالاة. ‏لا الوقت له قيمة،ولا المواعيد لها قيمة ولا الواجبات لها قيمة،ولا النظام العام ولا القانون ولا التقاليد ولاشىء على الإطلاق..! من مصادر الفضيلة أيضا مخافة الله. ‏الإنسان الذى توجد مخافة الله فى قلبه،لايخطىء..ولهذا قال الكتاب بدء الحكمة مخافة الرب أم 9 ‏: 10 .ونجد فى هذه الآية الحكمة والمخافة معأ. الإنسان الروحى،يخاف أن يكسر وصايا الله.ويخاف اليوم الذى يقف فيه أمام الديان العادل عب. 1 ‏: 31 ‏ ويخاف العقوبة. .بل يخاف أن يفقد طهارته،وأن يفقد الصورة الإلهية ويخاف أيضأ على سمعته ويخاف أن يكون عثرة لغيره. ‏وبالمخافة يسلك فى طريق الفضيلة وبممارسة الفضيلة يحبها وهكذا يسلك فيها حبأ لاخوفأ. ‏غير أن البعض من الذين لايفهمون الترتيب الطبيعى للفضائل يبعدون عن المخافة بفهم خاطىء للآية التى تقو ل لا خوف فى المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج ايو 11:4 ‏ فمن من الناس قد وصل إلى هذه المحبة الكاملة لله، التى تطرح الخوف إلى خارج؟علينا أن نبدأ بالمخافة أولا والكتاب يقول سيروا زمان غربتكم بخوف ابط 17:1 ويقول ايضا تمموا خلاصكم بخوف ورعدة فى 12:2 ‏ولنثق أن هذه المخافة هى التى ستوصلنا إلى المحبة . مصدر آخر للفضيلة هو الموهبة الإلهية ‏فالفضيلة على نوعين نوع يولد الإنسان به،بطبع هادىء طيب..ونوع يجاهد الإنسان لكى يصل إليه. أما عن النوع الذى يولد الإنسان به فهو كمثال يوحنا المعمدان الذى قيل عنه إنه من بطن أمه يمتلىء من الروح القدس لوا: 15 ومثال أرميا النبى الذى قال له الله قبلما صورتك فى البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك جعلتك نبيا للشعوب أرا: 5(وكما يقول المثل العامي مالك متربى قال من عند ربىي)..ومن الذين جاهدوا حتى يصلوا إلي الفضيلة القديس موسى الأسود.. والذى يجاهد ينال بلا شك أجرا سماويا على جهاده وانتصاره وهؤلاء وضعهم السيد الرب فى سفر الرؤيا تحت عنوان من يغلب رؤ 11:3 حتى الذى يولد بالفضيلة يحتاج أيضا إلى جهاد لكى يغلب. . لأن عدو الخير لايشاء أن يتركه فى راحة بل يحاربه محاولا أن يفقده فضائله، فالذى ولد بالفضيلة يلزمه أن يثبت فيها ويصمد أمام حروب العدو،وكما قال الرب لملاك كنيسة فيلادلفيا تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك رؤ 3 ‏: 11 ‏ وأيضا الذى يجاهد حتى يصل إلى الكمال فى فضيلته. إنه جهاد للنمو وجهاد يدخل به من الباب الضيق حسب وصية الرب 13:7 من مصادر الفضيلة:النعمة: ‏نعمة الله التى تساعد الإنسان وتقويه لكى يسلك ويثبت فى طريق الله،كما قال بولس الرسول بنعمة الله أنا ما أنا ونعمته المعطاة لى لم تكن باطلة بل أنا تعبت اكثر من جميعهم ولكن لا أنا بل نعمة الله التى معي 1 ‏كو 5 ‏ا: 0 ولأهمية هذه النعمة. فإن الكنيسة المقدسة تطلبها لنا فى كل اجتماع قائلة نعمة ربنا يسوع المسيح،ومحبة الله وشركه الروح القدس،تكون مع جميعكم آمين 2 ‏كو 4:13 ‏على أننا يجب أن نتجاوب مع عمل النعمة ونشترك مع الروح القدس فى العمل. ذلك لأن نعمة الله العاملة معنا لا تهبنا الفضيلة إلا باشتراكنا معها وقبولنا لها ولذلك يقول الرسول النعمة العاملة معي وليست العاملة وحدها . الروح القدس يعمل فينا ونحن نعمل معه نشترك معه فى العمل.ويتحد عمل الله مع إرادة الإنسان وعمله ونصل إلى الفضيلة بالشركة مع الروح القدس. ‏قال بعض الآباء :الفضيلة بطبيعتها مغروسة فى النفس. وهكذا تكون الخطية مجرد مقاومة لهذا الغرس الإلهى .ولهذا تجد ضمير أى إنسان أيا كان من أى دين من الأديان بوذى ،براهمى،كنفوشيوسى.. من اى دين تجد الفضيلة مغروسة فيه..إنها الشريعة الطبيعية غير المكتوبة،التى وضعها الله فينا. توضح لنا الخير وتدفعنا إليه،وتبكتنا إن لم نسلك فى طريق الفضيلة. لذلك نجد الذى يخطيء،يشعر بالخجل والخوف والارتباك. ‏هذا هو الذى يحدث للطفل حينها يخطف شيئا ليس له أو حينها يرتكب خطأ لاتوافق عليه القيم المغروسة فيه بالفطرة.. وهذا ما يحدث للكبار أيضا لهذا يحبون أن يرتكبوا الخطية فى الخفاء فى الظلمة دون أن يلاحظهم أحد..لأنهم يقاومون شيئا مغروسا فى أعماقهم،ولذلك قيل عنهم: ،أحب الناس الظلمة أكثر من النور،لأن أعمالهم كانت شريرة يو 19:3