نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 9 سبتمبر 2023

التوبة والرجوع إلى الله - 3- كيف أتوب؟


للأب القمص افرايم الأنبا بيشوى

           كيف أتوب؟ (3)

التوبة والرجوع الى الله ليس مجرد ندامة أو تهدئة أو مصالحة مع الضمير ولكن إشتياق حار ورغبة أكيدة في العشرة الصادقة مع الله وعودة ورجوع الي الأحضان الأبوية وبالتالي هي كراهية للإنسان العتيق ونفور من الخطية من أجل الألتصاق بالله وإضرام محبة الله فينا وهي تحتاج عدة خطوات . ..

+ محاسبة الذات .. ان يجلس الإنسان مع نفسه ويحاسب ذاته ويعلم أنه مخطئ تجاه الله أو الناس أو الي نفسه  هذه هي بداية الطريق الي التوبة { لأن ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه }(مت 16 : 26). هكذا فعل الابن الضال بعد ان أخذه ميراثه من أبيه وبدده في أرض الخطية وجاع ولم يجد ما يشبعه حتى من أكل الخنازير كرمز للخطية فرجع الي نفسه وفكر في أمره وقال كم من أجير لأبي يشبع خبز وأنا أهلك جوع. أقوم وأرجع إلى أبي. يجب ان نفكر فيما حصدناه فى البعد عن الله ونصارح أنفسنا والله ونقف امامه فى خشوع ودموع ونقول له ( أخطأت يا ابتاه فى السماء وقدامك ولست يستحقا ان يدعى لك ابناً). ثم نبدأ العمل الروحي ونبتعد عن الخطية ونجاهد فى الصلاة وضبط النفس واكتساب الفضائل الروحانية.

+ الاعتراف الحسن ..نحن فى حاجة للاعتراف الأمين لكى يخلصنا من الكبت والشعور بالذنب او المرض النفسى والروحي الناتج عن ثقل الخطية، ونحتاج للارشاد من أب الاعتراف عن كيفية مقاومة الخطايا والتغلب على الضعفات ونحتاج لعلاج الخطية وآثارها ونتائجها {ويل لمن هو واحد وقع إذ ليس ثانى ليقيمه }(جا 4 : 10). والكاهن كخادم أمين فيما إليه يسمعنا صوت الله ويصف لنا العلاج المناسب كطبيب روحي {اعترف لك بخطيتي ولا اكتم اثمي. قلت اعترفت للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيتي} (مز 32 : 5) . إليست خطية مرض روحي يحتاج الى طبيب روحيّ!؟. وكما ان الطبيب هو الذي يشفي أمراضنا الجسدية، وكذلك الله هو الشافي أمراضنا الروحية بمساعدة الكاهن. مهمة الكاهن مثل مهمة الطبيب لذلك الكاهن لا يعالج عوارض الأمراض بل اصل المرض ، فالاعترف هو إرشاد روحي لكي يساعد المعترف على التخلص من أمراضه الروحية. ويطلب للمعترف المغفرة من الله ويطلب عن نفسه أيضا ( نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر عن عبدك وعن ضعفى نحن المنحنين برؤوسنا أمام مجدك القدوس، ارزقنا رحمتك واقطع كل رباطات خطايانا . ان كنا قد أخطأنا إليك بعلم او بغير علم او بجزع القلب، بالقول او بالفعل او بصغر النفس أو بجميع الحواس، انت كصالح ومحب البشر انا نعم لنا بمغفرة خطايانا، باركنا، حالنا وحالل كل شعبك، املنا من خوفك، اهدنا  الى صنع إرادتك المقدسة ..). وعندما يرى الله صدق توبتنا نسمع على فم الكاهن مغفورة لك خطاياك { فلما راى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياك} (مر 2 : 5). إن الكاهن كوكيل لأسرار الله وبالروح القدس العامل فى الأسرار يعطي الحل وينقل الخطايا ليغفرها المسيح بدمه الذي هو كفارة لخطايانا وآثامنا { يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا وان احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا.}(1بو 1-2). من اجل ذلك يقول القديس اغريغوريوس النيصي (خذوا كاهن الكنيسة شريكاً أميناً لكم في أحزانكم وأباً روحياً وأكشفوا له أسراركم بجسارة أعظم وأكشفوا له أسرار نفوسكم فتنالوا الشفاء) ). والكاهن لا يكف عن الصلاة والطلبة من اجل شعبه وتوبتهم وخلاصهم.

+ علاج نتائج الخطية .. ينبغى علينا ان نعالج نتائج خطايانا لننعم بغفران خطايانا وننعم بالمصالحة مع الله والناس. ونبادر بالمصالحة وعلى قدر طاقتنا نسالم الجميع { فان قدمت قربانك الى المذبح وتذكرت ان لاخيك شيئا عليك. فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولا اصطلح مع اخيك. كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضي ويسلمك القاضي الى الشرطي فتلقى في السجن} (مت 23:5-25). وكما فعل زكا العشار بعد توبته { فوقف زكا وقال للرب ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة ا مذهلة. فقال له يسوع اليوم حصل على خلاص هذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم. لان ابن الانسان قد جاء ليطلب ويخلِّص من قد هلك} (لو 8: 19-10). علينا أن نعالج نتائج الخطية ونجتهد لتقديس أفكارنا ونبتعد عن العثرات ومسبباتها حتى نتخلص من الخطية و تذكار الشرّ الملبس الموت .

+ النمو فى الفضيلة .. التوبة هي بداية طريق غايته ليس الامتناع عن الشرّ بل فعل الخير{حد عن الشر واصنع الخير اطلب الخير واسع وراءها}(مز 34 : 14). نبتعد عن الخطية ومسبباتها والعثرات حتى نصل الي  كراهيتها وانتزاعها من الفكر والقلب لان الخطية خيانة لله المحب { فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة }(مت 3 : 8). التوبة هي سعي للوصول إلى القداسة والكمال الذي دعانا الله {اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي لا ترى أحدا الرب} (عب 12 : 14).  نحب الله من كل القلب والفكر والنفس  والإرادة ونحب قريبنا من كانفسنا ونعوض ما فاتنا من سنين اكلها الجراد بلا ثمر . حتى نصل في نهاية رحلة الحياة الى السماء لنكون مع الله كل حين.

توبنى فاتوب

+ أيها الرب الهي اليك التجأ اليك لتنير بصيرتي الروحية، وتشرق بمحبتك في فكرى وقلبي وروحي وتكشف لي عن محبتك القوية ، وتعرفني خطورة الخطية، فارجع اليك وأتوب وأبتعد كل كل الخطايا والذنوب . أنت يا الهي رحوم ومحب للبشر تقبل إليك كل من يتوب وتغسله من خطاياه وتلبسه حلة بهية تليق بمحبتك الأبوية .

+ أيها المسيح الهنا، كلمة الله الآب، الذي جاء ليدعو خطاة الى التوبة ويخلص من قد هلك. اجذبنا اليك بربط كما وكما قبلت توبة العشار وصيرته من الأبرار وغفرت للخاطئة خطاياها. وكما قبلت  اللص  وأدخلته الي الفردوس، أقبلنا إليك أيها الصالح وحررنا من سلطان إبليس والخطية  والخوف والضعف وهبنا توبة نقية وحياة الجهاد الروحي والفضيلة والبر.

+ يا روح الله القدوس، روح القداسة والحكمة .. نصلي ونطلب من صلاحك أن تعمل فينا لنتوب وتحثنا لنثمر ونأتي بالثمر الروحي المراد منا ونحب الله من كل القلوب ونسلك لا حسب ميولنا أو أهوائنا الشخصية أو نقاد بتأثير الغير أو بميديا ​​مغرضة بل بحكمة منك وفهم قلب وضمير صالح وقلب طاهر وإيمان بلا رياء. فنصير هيكلا مقدسا لك يرضيك كل حين، آمين.