نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأحد، 31 مايو 2020

آية وحكمة وتأمل  لكل يوم - زيارة العائلة المقدسة الي مصر - الأثنين  1 يونيو 2020م. 



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

{ فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ.} ( مت 14:2)
{ When he arose, he took the young Child and His mother by night and departed for Egypt}  (Mat  2 :  14).

+ انها بركة من السماء لبلادنا المصرية ان يزورها ملك السلام وهو طفل مع أمه مريم العذراء والقديس يوسف االنجار ويعيشا بين ربوعها، ويشربوا من نيلها، ويتجولوا فى مدنها وقراها وصحرائها ويتمم النبؤات التى جاءت عن مجيئه لمصر. ونحن نسبح الله فى ذكصولوجية دخول المسيح أرض مصر قائلين " إفرحى وتهللى يا مصر وكل بنيها وكل تخومها، فإنه اتى إليك محب البشر الكائن قبل كل الدهور".  لقد دشن السيد الرب كنيسته في مصر وأقام له عموداً عريقاً عند تخومها هو كرسى مارمرقص الرسول فى مدينة الأسكندرية الذى كان وسيبقى ذو دور هام وشأن مرموق فى نشر الكرازة بالإنجيل لا على مستوى مصر والشرق الأوسط  فقط بل وعلي مستوى العالم كله {في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط ارض مصر وعمود للرب عند تخمها}( أش 19:19).
+ عيد دخول السيد المسيح يجب ان يكون عيداً وطنياً لكل المصريين ويأخذ مكانته المهمة بين أعيادنا فليس هناك بلد أخر زارته العائلة المقدسة وتجولت في ربوعه سوى مصر وجيد أن تعمل الدولة مع الكنيسة لأحياء مسار زيارة العائلة المقدسة لمصر وتضعه في أهتمامها وتضع البرامج السياحية لذلك وتهتم بالكنائس والأماكن والمناطق التى زارتها العائلة المقدسة.  لقد جاء المخلص الي بلادنا المصرية وفيها وجد الأمان من بطش هيرودس الملك ، كما كانت الاراضى المصرية ملجأ وملاذ فى وقت الجوع والقحط لابائنا القديسين أبراهيم ويعقوب واليها جاء يوسف كعبداً مباع ووصل الى قمة المجد وخلص مصر وابيه واخوته من المجاعة والي مصر دخل يعقوب وبنيه ومن له وهم سبعين نفس وعاشوا فيها الى ان خرجوا أمة عظيمة. وفي بلادنا ولد وتربى موسى النبى وتعلم { فتهذب موسى بكل حكمة المصريين وكان مقتدرا في الاقوال و الاعمال} (اع 7 : 22). وهكذا كانت وستبقى مصرنا بلاد الكرم والعطاء والإيمان ولدينا ثقة ورجاء فى الله أنه سيحمي مصر وشعبها وكنيسته فيها ويقودنا فى موكب نصرته.
+  اذ نفخر بمجئ العائلة المقدسة الى بلادنا فاننا نصلى لينظر الرب الى مصرنا الحبيبة ويفتقدها بمراحمة وعنايته ويحفظ شعبها وكنيستها قوية مقدسة ويشفى جرحات نفوسنا بنعمته تتميماً لوعده {ويضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون الى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم} (اش 22:19). نصلي ليتم وعده الالهى الصادق { مبارك شعبى مصر} (أش 25:19). جاء السيد المسيح لمصر فوجد فيها الأمان ولهذا نسأله ان ينعم على شعبها بالأمن والأمان والاستقرار والسلام. أن بركة الله لشعبه فى مصر مصدر فرح روحي لنا وتحمل لنا رضا السماء وبركاتها علي بلادنا وشعبها ضد كل محاولات العبث بوحدتها أو مقدراتها وستبقى بلادنا محفوظة ومباركة من الله القدير حسب وعدة الصادق .
+ كانت مصر رائدة العالم في الفكر والحضارة وكانت الأسكندرية مركز ثقل ثقافى وفكرى عالمي. وكانت مصدر مصدر غني للحبوب التي تصدر حتى الي روما. كما أنها كانت متقدمة في كل مجالات العلوم. كما كانت بفرعونها تُشير في العهد القديم الي إلقوة والسلطة وبخصوبة أرضها تُشير إلى حياة الترف والغني. كانت الاسكندرية مدينة الفكر والفلسفة الهلينية فصارت مركزاً للفكر المسيحى والإيمان الحى بكنيستها وبمدرسة الأسكندرية اللإهوتية التى تتلمذ فيها كبار أباء الكنيسة فى العالم، كان يمكن للسيّد أن يلتجئ إلى بلد أخر، لكنّه أراد تقدّيس أرض مصر، ليقيم في وسط أرض الأمم مذبحًا له وصارت مصر مركز إشعاع إيماني حيّ. قدّمت مصر  للسيّد المسيح فيض نعم وبركة للعالم كله، ظهر ذلك بوضوح خلال عمل مدرسة الإسكندريّة وظهور الحركات الرهبانيّة والعمل الكرازي كما قدمت مصر عبر التاريخ ومازالت تقدم الاف الشهداء الذين أرتوت الأرض بدمائهم كسحابة من الشهود يصلوا من أجل شعبها وسلامها.
+ مجئ السيد المسيح الى مصر أبتعاداً عن الشر الذى يمثله هيرودس وطغيانه يقدم  لنا منهج روحي للهروب من وجه الشر فالصديق يرى الشر فيتوارئ ، كما انه يقدّم لنا منهج روحي أساسه عدم مقاومة الشرّ بالشرّ، وكما يقول القدّيس يوحنا ذهبي الفم أن النار لا تطفأ بالنار بل بالماء. وإذ كانت مصر وبابل هما أكثر بلاد العالم ملتهبتين بنار الشرّ، أعلن الرب منذ البداية أنه يرغب في إصلاح المنطقتين لحسابه، ليأتي بهما إلى ما هو أفضل، وفي نفس الوقت تتمثل بهما كل الأرض، فتطلب معرفته وعبادته، لهذا جاء المجوس من الشرق طالبين معرفة الله وجاء المخلص الى مصر بنفسه مع أمه ليعلن لنا ذاته والظهورات المتكرره للسيدة العذراء القديسة مريم فى مصر هي تأكيد ومباركة  لبلادنا التى نصلى من أجلها بكل قلوبنا ونعمل على رفعتها فى كل مكان .
+ ايها الرب الإله الذى بارك بلادنا بقدومه اليها ووجد فيها الأمان، ها نحن نلتجأ اليك ان تهب الأمن والسلام لبلادنا وتقودنا قيادة وشعب، رعاة ورعية الى النور والحق والحكمة، أنعم على بلادنا بالسلام والامن. علمنا أن نواجه الشر بالخير، والكراهية بالمحبة، والجحود بالوفاء. علمنا ان نضئ شمعة الايمان بدلا من ظلمة الإلحاد، وشعلة الرجاء بدلاً من روح اليأس، هبنا أن نزرع أشجار المحبة التى تقتلع اشواك الكراهية. أيها الرب الإله اصنع لك منزلاً فى قلوبنا وبارك بيوتنا وقدس بلادنا، لكى ما يعلن مجدك فى كل الإرض ويراه كل بشر
+ نصلى من اجل سلام وبنيان كنيستنا القبطية التى أسستها ايها المسيح الهنا وباركتها بزيارتك التاريخية وفديتها بدمك الإلهى وارسلت لها القديس مارمرقص الرسول ليقيم عمودا ومناراً للدين فى الأسكندرية وينشر فيها الإيمان المسيحى الذى ارتوى بدماء أجدادنا الشهداء وعرق وجهاد ودم أبائنا الشهداء وجهاد ابائنا البطاركة العظماء وقديسنا المجاهدين.
+ أقوال وأمثال وحكم: -
*  إذ كانت مصر وبابل هما أكثر بلاد العالم ملتهبتين بنار الشرّ، أعلن الرب منذ البداية أنه يرغب في إصلاح المنطقتين لحسابه، ليأتي بهما إلى ما هو أفضل، وفي نفس الوقت تمتثل بهما كل الأرض، فتطلب عطاياه، لهذا أرسل للواحدة المجوس، والأخرى ذهب إليها بنفسه مع أمه. القديس يوحنا ذهبي الفم
* العلم في الراس مش في الكراس.
* سال الممكن المستحيل أين تقيم؟.  فاجاب: فى أحلام العاجز.
 من الشعر الروحي :-+
                  " بحبك يا مصر"
بحبك يا مصر من قلبي، دا أنت اللي باركك ربي
أرض الكنائس والمساجد أجعلها  باسمك تنادى
نرفع أيادينا وقلوبنا ونركع للرب ونقول ياهادى
أحفظها من الوباء والشر وبارك نيلها والوادي
أملائها خير وسلام وأمان وعمار وبارك أولادي
نحيا فى محبة وبركة ونتعاون معاً وتتقدم  بلادي
وجدت فيها الأمان زمان أسمح الأن وبارك بلادي

السبت، 30 مايو 2020

شعر قصير (100) - أعظم نصيب



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
" المحبة الإلهية"
محبة الله عميقة وقوية بلا مقابل ومالها حدود
محبة تغفر وتغير وتقيم حتى المائتين للوجود
تحرر الخاطئة وتنقذها من الموت بكرم وجود
تحرر من محبة المال والشهوة وتجعلنا لله شهود
محبة ظهرت علي الصليب وللأبد ذراعها ممدود
بتنادى للضال والبعيد والجاحد أرجع اليّ وعود
محبة تبذل الذات بسخاء وتقدم لنا وعود وعهود
.......
(2)
" أعظم نصيب"
أنت أبويا وانا ابنك وخدامك تدعوني فاستجيب
أنت مخلصي وفاديا اللي بذل ذاته علي الصليب
حبي وفرحي وسلامي وشبعى وليّ أوفى حبيب
وسط الضيق والصعوبات تفتح لي طريق رحيب
في المرض نلجأ اليك تدى سلام وجراحنا تطيب
روحك يقود ويرشد ويقوى ويعزى القلب الكئيب
لمين غيرك الجأ وأدعو، أنت وحدك أعظم نصيب
......
(3)
" ماذا تريد أن افعل؟"
ماذا تريد يارب أن أفعل لارث الحياة الأبدية؟
وازاي فكرى وحياتي وأعمالي لك تكون مرضية؟
أديني إيمان قوي وقدني لأعمل وأطيع الوصية
أتكل عليك وحدك وأحمل الصليب بسلامة نية
مكونش كالشاب الغني اتكل علي أشياء أرضية
أحبك من كل القلب والفكر منطلقاً نحو الأبدية
تكون أنت قائد حياتي وتشبعني بنعمتك الغنية
......
(4)
" أطلبوا الرب"
أطلبوا الرب مادام يوجد، أدعو الرب وهو قريب
هو يسمع همسات قلوبنا، ولتضرعاتنا يستجيب
ليترك الخاطئ طريقة، ويختار الله أوفى حبيب
من آمن بخلاصه لايخزى، به يفرح القلب الكئيب
من يقبل اليه يشبع بمحبته المعلنة علي الصليب
هلموا أيها العطاش أرْرتُوّ من ينابيع حبه العجيب
يعطى أكثر مما نطلب ونفتكر والقسوه هو يذيب
........
(5)
" كنوزنا الحقيقية"
أكنزوا كنوز في السماء لانكم علي الأرض غرباء
قصرت الرحلة ولا طالت هنسافر وطننا السماء
خذوا لكم محبة الله كنز يبقي ويمنحنا شبع بسخاء
أسم المسيح الحلو كنز يهبنا حكمة وفرح ورجاء
شركة الروح القدس أنهار محبة وفيض وأرتواء
الرحمة تنقل مالنا للسماء وبها ننال حسن الجزاء
صلوا وصوموا بطهارة فهذه بحق كنوز الأغنياء

الجمعة، 29 مايو 2020

آية وتأمل وحكمة وقول كل يوم -الأحد 31 مايو 2020م.- المسيح سلامنا


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

{  قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ.} ( يو 33:16)
{ These things I have spoken to you, that in Me you may have peace. In the world you will have tribulation; but be of good cheer, I have overcome the world} ( Joh. 16:33)

+ سلام بالرغم من الضيقات.... الله يعد المؤمنين بانهم سينعمون بالسلام فيه ومنه وبه رغم الضيقات التي تواجههم { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم }(يو 16 : 33). فقد يستخدم  الله التجارب والضيقات كجزء من عمله الحكيم لخلاصنا وتتحد الآمنا بالآم المسيح المخلصة لتتجلى فى نفوسنا نعمته الغنية ونحيا فى سلام الله. فى وسط اتون النار المتقدة نسبح الله على عنايته وقيادته لنا عبر رحلة الحياة. هكذا راينا الثلاثة فتيه الامناء لله وقد حسدهم الاشرار وامر الملك ان يلقوا فى الاتون، فكانوا يتمشون في وسط اللهيب مسبحين الله. لقد نجا الله الفتية لانهم وثقوا به ورفضوا ان يسجدوا للاصنام من أجل مجد عالمي زائل، وكان الله معهم وسط الاتون فحوله الى ندى بارد وصاروا يتمشون وسط النيران مسبحين الله فى حضوره معهم. فمتى كان الله فى حياتنا تختفى الضيقة ويحل مجد الله وسلامه وفرحه فى قلوبنا { سلاما اترك لكم، سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 : 27). الله يطمئننا بوعوده الامينة،  حتى أن الملك أعترف باله الفتية الثلاثة وانقاذه لهم { فاجاب نبوخذنصر وقال تبارك اله شدرخ وميشخ وعبد نغو الذي ارسل ملاكه وانقذ عبيده الذين اتكلوا عليه وغيروا كلمة الملك واسلموا اجسادهم لكيلا يعبدوا او يسجدوا لاله غير الههم} ( دا 95:3). المؤمن يحيا فى سلام داخلي عميق لان الرب حصنا وملجا له لقد دعى اسم الله " عمانوئيل" اي الله معنا وهو يقول لنا أنه يستطيع ان يخلص من اتون النار ومن فخ المكائد الشيطانية والمجد الباطل ونراه أكثر قوة وحضور وسط الضيقة والتجارب فالتجربة والمحنة فى حياتنا ليست هزيمة او تخلى من الله بل هي مراهم وادوية علاجية لخلاصنا وبها يختبر الايمان ونرى الله خلال المحنة معنا عبر الزمان والمكان وفى قلب وحياة الانسان المؤمن.
+ الإيمان والصلاة ...  نحن لا نستطيع ان نغير العالم من حولنا ولكننا نستطيع ان نغير أنفسنا ونحيا فى سلام قلبي وفى سلام مع من حولنا وعلى قدر طاقتنا نسالم جميع الناس ونصلى ونعمل من اجل السلام. لقد نجا الله يونان قديما من بطن الحوت وأنقذ دانيال من جب الأسود، وكان القديس بطرس الرسول فى  السجن مقيدا وهو نائم فى سلام  رغم المصير المحقق الذى كان ينتظره والكنيسة تصلى من اجله فارسل الله ملاكه وفك قيوده وفتح ابواب السجن وخلصه من موت محقق. فمتى سمح لنا بتجربة يجب أن لا نخاف ولا نجزع حتى من الموت حباً فى من مات من أجلنا. السلام الحقيقي هو انتصار للمحبة وسيطرتها على حياة المؤمن.
+ التوبة وحياة السلام ... ان الإنسان الشرير أو الخاطي لا ينعم بالسلام من اجل هذا قال الإنجيل { لا سلام قال الرب للاشرار }(اش 48 : 22). ولما كان الله اله رأفة ورحمة لذلك هو يدعونا الى التوبة {من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم }(ام 28 : 13). وهو جاء ليهبنا التوبة لغفران الخطايا ولكي ما ننعم بالسلام { فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مر2 : 17). ولقد أشار الرب الى اهمية التوبة لحياة السلام الد اخلى عندما غفر للمراة  الخاطئة فقال لها { فقال للمراة ايمانك قد خلصك اذهبي بسلام }(لو 7 : 50). عندما نعلم ان الله يقبلنا كما نحن لنصير الى حال أفضل نستطيع ان نقبل الآخرين كما هم ونغفر لهم زلاتهم نحونا ونقول مع السيد المسيح {يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون }(لو 23 : 34).
+  الجهاد والهدوء وعمل النعمة .. لابد ان نجاهد لكي نحصل على حياة السلام الداخلي، ونبتعد عن الغضب والكراهية والشهوات التي تحارب النفس ونصلي طالبين نعمة الله فينا بتواضع وثقة. نجاهد بروح الصلاة الواثقة ليعمل الروح القدس فينا ويحول الاضطراب الى هدوء والحزن الى فرح واليأس الى رجاء.  لقد جاء عن مخلصنا الصالح انه كان { لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صوته} (مت 12 : 19). علينا أن نتعلم الوداعة والتواضع  والهدوء ورقة اللسان من مخلصنا الصالح { كلمات الحكماء تسمع في الهدوء اكثر من صراخ  المتسلط  بين الجهال} (جا 9 : 17). عندما تحاربنا أفكار الغضب من اساءة أحد فيجب ان نهدأ ونبتعد عن النقاش وقت الغضب {ان صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك لان الهدوء يسكن خطايا عظيمة }(جا 10 : 4)  كم مرة تكلمنا ونحن فى لحظات الثورة والغضب فخسرنا أحباء لنا وندمنا ولم ينفع الندم {انه هكذا قال السيد الرب قدوس اسرائيل بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم فلم تشاءوا }(اش 30 : 15). ان كنا لا نستطيع ان نتحكم فى الظروف الخارجية او الضجيج فيجب ان نسرع لاقتناء الهدوء الخارجي من هدوء الحواس والفكر والقلب وعدم التقلب فى الاراء او السير وراء الاهواء وفى الهدوء نتحدث الي الله ونصغى لصوته الحنون ونقتنى بالإيمان نعمة قيادة الروح القدس لان الروح الوديع الهادئ يقودنا فى سلام عبر أمواج وتيارات العالم .
+ المحبة والتطلع للأبدية... المحبة تجعلنا نحيا فى تناغم وانسجام مع الله والناس، فالله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. محبة الله اذ تسكن القلب تطرد الخوف الي خارج وتجعلنا نحيا فى سلام. الله يقدر ان يحررنا من الخوف والضعف والإضطراب والقلق { فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا }(يو 8 : 36). المحبة تجعلنا ودعاء ولطفاء وتعطينا القدرة والحكمة للعيش فى هدوء { البغضة تهيج خصومات والمحبة تستر كل الذنوب } (ام 11 :12). { المحبة تتأنى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ }(1كو 13 : 4) المحبة لا تسقط ابداً، بالمحبة لله  نحيا كغرباء على الأرض وعيون قلوبنا ناظرة الى رئيس ايماننا ومكمله { لذلك لا نفشل بل وان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما. لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا. ونحن غير ناظرين الى الاشياء التي ترى بل الى التي لا ترى لان التي ترى وقتية واما التي لا ترى}  (2كو 12:4-16). ومن أجل الابدية السعيدة نحيا فى تواضع وانكار للذات ومحبة نحو الجميع. ان مفعول القيامة لا نناله بعد الموت بل هو حقيقة يومية تنشط النفس والروح والجسد وتغفر الخطايا وتنير الذهن وتطهر القلب وتهب القوة للصبر فى الضيقات  والانتصار فى الملمات وتنعم لنا بالسلام { لان كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا} (1يو 5 : 4).

+ أيها المسيح سلامنا هبنا سلاماً وثقة فيك لنحيا فى محبة وإنسجام ووئام فلا يكون لدينا انقسام بين مطالب الروح  والجسد وتوبة فى الضعف فيكون لنا سلام معك بالتوبة ومع الناس بالمحبة والأحتمال وعندما يهيج علينا العدو علمنا أن نحتمى فى أحضانك الإلهية وبروحك القدوس نجد الرائحة والامن والإيمان الواثق. أنت الهنا القوى والقادر ان تسكت أمواج بحر العالم الهائجة ضدنا وتسد أفواه الأسود وتطفئ سهام إبليس المتقدة نارا وتشفي شعبك من كل ضعف ومرض. أرفع يارب عن العالم الأوبئة والمجاعات والحروب. نصلى من أجل السلام الدائم والشامل والعادل فى بلادنا وشرقنا والعالم. هب يارب القائمين على أمورنا حكمة وقوة ونعمة ليكونوا صناع سلام ، وأشملنا بعطفك ورحمتك لنحيا فى سلام ومحبة وهدوء، أمين .
+ أمثال وحكم وأقوال قديسين:-
 * لن تحصل على السلام الداخلي حتى تستمع إلى قلبك
* لا تسمح لسلوك الآخرين بتدمير سلامك الداخلي.
* لا يكفي الحديث عن السلام بل يجب على المرء أن يؤمن به، ولا يكفي أن نؤمن به بل يجب على المرء أن يعمل على تطبيقه.
* السلام هو الميراث الذي وعد به السيد تلاميذه قبيل صلبه قائلًا (سلامًا أترك لكم سلامي أنا أعطيكم). فمن أراد أن يكون وارثًا للسيد المسيح فليملك على سلام المسيح ويسكن فيه. هذا السلام الحقيقي متى ملأ القلب فاض على كل النفس فتشعر بالسلام في داخلها ومع كل من هم حولها مهما كانت مضايقاتهم ومتاعبهم. لذلك فمن لم ينل سلام المسيح الحقيقي لا يقدر أن يسالم جميع الناس وخاصة مضايقيه. القديس أغسطينوس
+ من الشعر الروحي: -
" هذه صلاتي "
هذه صلاتي نحوك يا الله اليوم وعلي مر الأيام
سامحنا علي ضعفنا وتقصيرنا وأغفر لنا الأثام
أبعد عنا الشرور وهبنا حياة النصرة علي الدوام
أعطنا حكمة ونعمة وقوة نسير معك علي الدوام
أملك يارب علي حواسنا وأفكارنا وقلوبنا للتمام
وأهدى خطانا للمحبة والبر والخير وصنع السلام
أشبعنا من حبك وخيرك ياصانع العجائب العظام
هب سلام لبلادنا وحكمة للقادة وشعوبهم والحكام

الخميس، 28 مايو 2020

آية وتأمل وحكمة لكل يوم - الجمعة 29 مايو 2020م. ثقتنا في الله



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

{ لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي} (اش  43 :  1)
{ Fear not, for I have redeemed you; I have called you by your name; You  are  Mine}  (Isa  43 :  1).

+ الله يريد أن يدخل الطمانينة والسلام لقلوبنا وحياتنا. وفى كل يوم بل في كل وقت يقول لنا "ثقوا أنا هو لا تخافوا" هو الراعي الصالح الذى بذل ذاته عنا خلاصا. في سّر الفداء تكمن كل محبة الله الفائقة نحو كل واحد منا، يدعونا الله باسمائنا ويعرف ضعفاتنا ومخاوفنا وقوتنا وأذ نثق فيه ونقدم له ما لدينا من أمكانيات ضعيفة يباركها وينميها ويستخدمها لمجد أسمه القدوس. إن الله يعبر عن اهتمامه  بكل واحد وواحدة منا وقد أعطانا اهتمامًا خاصًا كخليقة محبوبة لديه، يعرف الإنسان باسمه فيدعوه ويفديه ليكون له، ويريده أن  ينعم بالاتحاد معه. ما أجمل صوت الفادي حين يُناجي كل إنسان منا قائلاً: { لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي . إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ مُخَلِّصُكَ.} (اش 1:43-3). أنه يُريدني له، وهو ليّ. يعرفني باسمي ويدعوني للدخول معه في علاقة حب فريدة. لا يطلب مني شيئًا بل يطلب كياني وقلبي وحبي، وأنا لا أطلب عطاياه بل شخصه وروحه القدوس وحبه. الله  يقدم ذاته لي كخالق ومخلص وعريس شخصي ليّ.
+ الله القدوس هو سر قداستنا والمخلص الصالح لنا هو يخلصنا من كل ضعف وخطية ومن هياج إبليس والأشرار وروحه القدوس يهبنا القداسة والنعمة ويعلمنا كل شئ، فهو سرّ نصرتنا، ومادام الله معنا فلا تغمرنا مياه هذا العالم ولا تحرقنا نيران الشهوات. يهبنا الله ذاته فلا يقدر الموت بكل وسائله وطرقه أن يبتلعنا، أذ نحمل مسيحنا واهب القيامة فينا فنمارس الحياة المقامة الغالبة للموت. عندما  نواجه مياه محبة العالم التي تغرق النفس وتقتلها، أو لهيب نار الشهوات. نحن ننال نعمة الروح القدس الذى من خلال مياه المعمودية حيث فيها نجحد الشيطان وكل جنوده وكل أعماله وبالروح الناري كما في يوم العنصرة نستطيع أن ننتصر علي كل خطية ونطفي لهيبها القاتل. وكما قدم السيد المسيح ذاته فدائنا عنا وأطاع حتى الموت، موت الصليب فيجب أن نقدم ذواتنا من اجله. لقد دعانا خاصته وشعبه المقدس وأختارنا قبل تأسيس العالم لنكون قديسين، وخلقنا لأعمال صالحة سبق فاعدها لنسلك فيها، الله يريدنا له ونحن يجب أن لا نكون فيما لسواه.
+ الله مخلصنا هو سرّ نصرتنا، وهو سر تقديسنا ونجاتنا، ومادام الله معنا فلن تغمرنا مياه وبرودة هذا العالم كما عبر موسي والشعب البحر الأحمر يعبر بنا الله طوفان العالم الشرير، ومعه لن تحرقنا نيران الشهوات والتجارب بل ننتصر في المسيح المنتصر والذى غلب العالم والشيطان والخطية وهو قادر أن يغلب بنا وفينا. وكما نجنا الله الفتية قديما من آتون النار المتقدة هو قادر بروحه القدوس أن يهبنا القداسة والغلبة والحياة.
+ من الأمثال والحكم وأقوال الأباء :- 
*  إلهي، إنني إذ أتأمل في ضميري، أراك ناظرًا نحوي دائمًا، ومتنبها إليّ نهارًا وليلاً بجهد عظيم، حتى كأنه لا يوجد في السماء ولا على الأرض خليقة سواي. أنت بنفسك تهتم بخطواتي وطرقي ليلاً ونهارًا، تسهر على رعايتي، تلاحظ كل سبلي، لا تكف عن الاهتمام بيّ، حتى ليمكنني أن أقول: انك تنسى السماء والأرض وما فيهما، مركزًا اهتمامك بيّ، فتبدو كمن لا يهتم بخليقة سواي!. القديس أغسطينوس
* لا يمكن دفع أحد لارتقاء السلم إذا لم يكن راغب في الصعود.
+ من الشعر الروحي: -

                    " الراعي الصالح"

ربي والهي.. أنت هو الاله المحب والراعي الصالح
أنت تدعو الخاطي ليتوب ومع نفسه ومعاك يتصالح
تعلم يا سيدي ما هو الخير لنا وما الحسن والصالح
وتحبنا وتريد خلاصنا لمحبتك كاب دون أدني مصالح
أنا يا سيدي بين يديك عجينة شكلها لاكون بك ناجح
أثمر ثمار البر وأكون أبن لك وحدك وأكون خادم فالح
حل بالإيمان في وأهديني وروح قدسك مني لا يبارح

الأربعاء، 27 مايو 2020

آية وتأمل وحكمة لكل يوم - الخميس 28 مايو 2020م.- عيد الصعود المجيد




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

{ وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجاً إِلَى بَيْتِ عَنْيَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ.} (لو 50:24-51)
{ And He led them out as far as Bethany, and He lifted up His hands and blessed  them. Now it came to pass, while He blessed them, that He was parted from them and carried up into heaven}  (Luk  24 :  50-51).

+ صعود السيد المسيح للسماء هو تتويج للعمل الخلاصى الذى قام به السيد المسيح من أجلنا فى رحلة تجسده ليردنا الي الفردوس ويصعد طبيعتنا البشرية، بطبيعة ممجدة للسماء كسابق لأجلنا. صعد الرب الى أعلى السموات بالجسد البشرى الذى اخذه من العذراء مريم بجسد القيامة الروحاني ، به أصعد طبيعتنا البشرية معه الى السماء، وانتهاء لمرحلة اخلاء الذات التدبيرى من اجل خلاص جنس البشر وبصعود المخلص تمجد الابن الكلمة واستحقت البشرية حلول نعم ومواهب وثمار الروح القدس. دخل السيد المسيح الي أورشليم السمائية، راكبا على السحاب، تستقبله الملائكة بالتسابيح، يهتف الاباء والانبياء الذين ماتوا على رجاء ويشكروا  الله الذى خلصنا وادخل طبيعتنا الى السماء، ونحن نصلى لصاحب العيد ليصعدنا من الضعف والخوف والمرض والخطية وينقذنا من أعدائنا الخفيين والظاهرين .
+ عيد الصعود المجيد هو عيد سيدي كبير وتقليد رسولي كما جاء فى الدسقولية  التي هي تعاليم الاباء الرسل (من أول اليوم من الجمعة الاولى احصوا أربعين يوما إلى خامس السبوت ثم أصنعوا عيد لصعود الرب الذى اكمل فيه كل التدبيرات وكل الترتيب وصعد إلي الاب الذى أرسله وجلس عن يمين القوة (دسق 31). لقد استقبلت الملائكة وكل قوات السماء المخلص بما يليق به من إكرام وسجود كما تنباء بذلك داود النبي (مز 4:24-10). ونحن نتمثل بالملائكة ونفرح مع الاباء الرسل بصعود الرب الى السموات كسابق من أجلنا مترنمين كأمر داود النبي { يا جميع الامم صفقوا بالايادي  اهتفوا لله بصوت الابتهاج. لان الرب ملك كبير على كل الارض. صعد الله بهتاف الرب بصوت البوق. رنموا لله رنموا رنموا لملكنا رنموا. ملك الله على الامم الله جلس على كرسي قدسه}( مز47).
+  السيد المسيح بلاهوته حال فى كل مكان ولا يحويه مكان وكما نستقبل ارسال القنوات الفضائية ونراها صوت وصورة دون ان نحدها فى الجهاز التلفزيوني الخاص بنا هكذا التجسد الإلهي لم يحد اللاهوت الحال في كل مكان  { وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 28 : 20). ونحن نثق ان الله كائن معنا { لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم} (مت 18 : 20). وباستحقاقات الفداء والقيامة أرسل الروح القدس ليعزي المؤمنين ويرشدهم ويقودهم {لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ.} (يو١٦: ٧). وقد وعدنا باننا سنكون معه فى السماء {فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا} (يو١٤: ٢، ٣). ووعدنا بانه سيأتي ثانية ليدين الأحياء والأموات { فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.} (مت١٦: ٢٧).
+ اذا نتبع خطي التلاميذ والاباء الرسل نفرح بالصعود ونواظب على الصلاة بروح الوحدة والرجاء. نرفع قلوبنا إلى السماء ونحتمل مع المسيح ونشاركه الامه وحمل الصليب. لم يحزن  التلاميذ لاجل صعود الرب ومفارقته لهم حسب الجسد، إنما رجعوا إلى أورشليم بفرحٍ عظيمٍ، فلقد أدركوا أنه حيث يوجد الرأس تكون الأعضاء، وما يتمتع به السيد المسيح إنما هو باسم الكنيسة كلها ولحسابها هكذا نحن ايضا ترتفع قلوبنا حيث المسيح جالس عن يمين العظمة فى الأعالي. ورجع التلاميذ الى العلية يواظبوا على الصلاة بنفس واحدة طالبين مواهب وثمار وعطية الروح القدس المعزي ونحن ايضا علينا ان نواظب على الصلاة بوحدانية القلب والمحبة ونصلى ليحل علينا الروح القدس وثماره ومواهبه ويقودنا الله فى موكب نصرته.
+  نحن نشكر الله الذى أقام طبيعتنا واصعدها الى السماء. ونصلي ان يقيمنا من الكسل والتعلق بالأرضيات الي سمو الفكر وارتفاعه عن كل فكر غريب عن محبة الله { هادمين ظنونا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستاسرين كل فكر الى طاعة المسيح }(2كو 10 : 5). ان السيد المسيح  الذى نزل لأجل خلاصنا هو الذى صعد ايضا فوق جميع السموات لكي يملأ الكل (أف 9:4، 10). نحن مدعوين الى الصعود بحياتنا مع من صعد ليقيمنا ويرفعنا الى مرتبة البنوة والحياة السمائية
+ أن يسوع المسيح الذى ارتفع عنا إلى السماء سيأتي هكذا ليدين العالم وياخذ الابرار للحياة الدائمة معه ونحيا معه كملائكة باجساد نورانية روحية ممجده {ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون واخذته سحابة عن اعينهم. وفيما كانوا يشخصون الى السماء وهو منطلق اذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض. و قالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء} (أع 1: 9-11)  سيأتي السيد المسيح فى مجده للدينونة ومكأفاة الابرار ومعاقبة الاشرار {فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله} (مت 16: 27). ولهذا فنحن نعد أنفسنا بالتوبة الدائمة وثمار الأعمال الصالحة منتظرين سرعة مجئ ربنا يسوع المسيح.
+ يا ربنا والهنا يا من صعدت الى السماء بمجد عظيم، انت القادر ان تجذبنا اليك وانت القدوس القائل {وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع }(يو 12 : 32). فكما تنجذب الاجسام المادية الي الارض بقانون الجاذبية، أجذبنا اليك بالروح وأرفع قلوبنا الى السماء حيث أنت جالس عن يمين العظمة فى الأعالى، فلا يجذبنا العالم ولا الشيطان باغراءات الشهوات ولا تعظم المعيشة أو شهوة العيون بل تكون أنت شهوة النفس والروح وتشبع عواطفنا وقلوبنا بروحك القدوس. ربى لتكون قلوبنا منجذبة اليك في السماء، لنصلى بالروح وتقبل صلواتنا وتستجيب لطلباتنا من أجل خلاص ونجاة كل أحد، أمين.
+ من الأمثال والحكم: .....

*  { مَدِينَةٌ مُنْهَدِمَةٌ بِلاَ سُورٍ الرَّجُلُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى رُوحِهِ} (ام  25 :  28)
*  في صعودك نحو القمة وجه نظرك  إلى السماء واطلب من الله أن يرفعك ويثبت أقدامك .
وأنظر الي السفح لتعضد من يعاونوك فى الصعود، وتأمل داخلك لئلا تتكبر أو تغتر فلا شئ يدوم.
*  كن لطيفا مع الناس في طريقك للصعود لأنك ستقابلهم مجددا في طريقك للهبوط.
+ من الشعر الروحي : ....
  " غالي عندي "
لما المسيح أتم عمله وصعد الي السماء
ساله ملائك متعجب:  لماذا كل هذا العناء!
تتجسد وتخدم وتموت من أجل تراب وهباء؟
جاوبه الرب وقال لأخلص أحبائي من الشقاء
وأرفعهم للمجد وأهبهم محبة وإيمان ورجاء
كل إنسان غالي عندى حتى لو أخطأ أو أساء 
خلاصي للجميع وتلاميذى يعلنوا حبي بسخاء

آية وحكمة وتأمل لكل يوم - الأربعاء 27 مايو 2020م. - النعمة والحق



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

  { وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.} ( يو 16:1-17)
{ And of His fullness we have all received, and grace for grace. For the law was given through Moses, [but] grace and truth came through Jesus Christ.} ( Joh. 1:16-17)

+ مسيحنا القدوس هو ينبوع النعم الإلهية التى لا تنقطع، وفيض الرحمة والمحبة والوداعة. ومن كمال ملئه اللانهائي يفيض على كنيسته وأعضائها ببركاته وعطاياه وهباته المجانية وبكل وزنة نتاجر بها نربح ونأخذ وزنات أخري. وتبقى نعمة الله تفيض علي الكل بلا توقف.  { ليس بكيل يعطي الله الروح} (يو 3: 35). نحن من ملئه  نأخذ ويفيض علينا الله بروحه القدوس ليملأ الكل حسب قياس وحاجة كل أحد وتعبه وكما ترى حكمة الله { إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى قياس قامة ملء المسيح} (أف 4: 13). ومع تمتعنا بالنعمة وتذوقنا لها نعطش بالأكثر إلى فيضٍ جديدٍ من النعمة، فكل نعمة في داخلنا تقودنا لعمق أكثر وتصير أعماقنا هدفًا لفيضٍ لا ينقطع من النعم الإلهية تعمل في وحدة وأنسجام.
+  لقد أعطى الله لموسي النبي الناموس من أجل حفظ وصايا الله ولكي يضبطهم عن الخطأ ويقودهم الي التقوى وعبادة الله ومن أجل علاقات طيبة بين الناس. وفى العهد الجديد  نزل الله متجسدا بنفسه ليعطينا النعمة ويكمل الناموس الذى ينهي ويأمر بان يشجع ويقود فى طريق محبة الله والغير وعمل الخير أن واهب الناموس يظهر حنوًا ورحمة مجانية وأذ نؤمن به ننال إحسانًا من اللَّه ونتقبل البنوة والحكمة ونعرف الحق والحق يحررنا من إبليس والخطية والشر والموت وننال قوة عوض الضعف وتعزية في الضيقات وندخل الي عمق الوصية بالمحبة لنسلك كابناء الله ونختبر العبادة بالروح والحق. النعمة التي نتقبلها تشَّكلنا لنحمل أيقونة المسيح التي تزداد فينا وضوحًا وننال الخلود والحياة الأبدية.
+ لكن لنحترس بالأكثر لئلا نفقد ما قد أخذناه أو نحول نعمة الله الي نقمة بالطياشة وعدم الحكمة والجهل، فالحرية في المسيح نعمة قد يحولها غير الحكماء الي أستهتار وتسيب، التدبير نعمة لكي نخدم ونبني ونخلص أنفسنا وسامعينا ونعمل فى حقل الرب المتسع لكن قد يحولها البعض الى تسلط وتحكم وأستبداد، الجمال نعمة تظهر مجد الله ولكن قد تتحول الي أداة للغواية، المال نعمة بها نعمر ونعضد الضعفاء ونخدم المحتاجين قد يتحول الي نقمة ويشتري الذمم وينفق في الملاهي، العلم والمعرفة نعمة تستخدم لبناء النفوس ورد الضالين وتفتيح أعين الجهال وقد يستخدم لعمل أشياء ضارة وحتى خدمة الله قد تتحول الي تحزبات وصراعات تسئ الي الكنيسة. فلنلاحظ انفسنا والتعليم السليم ونداوم على ذلك { لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذَلِكَ، لأَنَّكَ اذَا فَعَلْتَ هَذَا تُخَلِّصُ نَفْسَكَ والَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضاً} (1تي 4 : 16). وعلينا أن نستخدم النعم المعطاه لنا من أجل خلاص نفوسنا وبنيان وأمتداد ملكوت الله كخدام أمناء علي نعم الله المتنوعة.
أقوال أباء وحكم وأمثال: -
 * ما يميّز الخليقة الجديدة التي للمسيحيين عن كل أهل العالم هو:  تجديد القلب، وسلام الأفكار، والمحبة والشهوة السماوية للرب. وهذا هو الغرض الذي لأجله جاء الرب إلى العالم، أن يهب هذه البركات لأولئك الذين يؤمنون به حقًا. فإن المسيحيين لهم مجد وجمال وغنى سمائي يفوق الوصف والتعبير، وهذه تُكتسب بالآلام والعرق والتجارب ومحاربات كثيرة ولكن الكل يتحقق بنعمة الله. القديس مقاريوس الكبير - العظة الخامسة
* لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك و لكنك تستطيع أن تمنعها أن تعشش في رأسك
+ من الشعر الروحي:-

          "علي صور ومثاله"
املأ قلبي وفكرى وروحي بحبك وأقوالك
وفرحني وخلصني ونجيني من كل مهالك
أتبعك واخدمك وبالروح أصلي وأشارك
أبعد عن الشر وما له من طرق ومسالك
أعمل الخير واللي يعاديني أحتمل وأبارك
أضبط نفسي وأكون لروحي ضابط ومالك
أتغير  وأكون علي  شكلك وحبك وكمالك.