نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 14 يوليو 2021

القديس الأنبا بيشوى في يوم عيده

 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ في عيد القديس العظيم الانبا بيشوي الرجل الكامل حبيب مخلصنا الصالح نذكر بالخير أمه القديسة التي نشأت أبنائها في تربية مقدسة وكيف اختاره الملاك منذ صباه ليكون إناء مقدس للرب من بين أخوته. وكيف انطلق الي البرية منذ شبابه المبكر وتتلمذ علي يد القديس الأنبا بموا وكيف كان خير مرشد له في الطريق الروحي، ونتذكر رفقة الصالحة للقديس الأنبا يحنس القصير حتى انتقال أبيهم الروحي فصليا ليرشدهم الرب فأعلن لهم أن يفترقا ويعيشا حياة الوحدة فانتقل الأنبا بيشوى الي مغارته الكائنة الآن في دير السريان العامر وبقي الأنبا يحنس في مكانه الذى تبعد بقايا ديرى الأثرى مسافة خمسة كيلوات جنوب شرقي دير الأنبا بيشوى حتى ذاع صيت الأنبا بيشوى وتقاطر حوله من يريدوا أن يتتلمذوا علي يديه ونموا حتى بني الكنيسة الأثرية بدير الأنبا بيشوى مابين 383 م. حتى 387م. حتى وصل ابنائه الروحيين الي حوالي 2400 راهب حسب وعد الرب أنه سيحول له البرية لتصير كأبراج الحمام وعندما سأل الأنبا بيشوى السيد المسيح : أتعولهم يارب في البرية قال له نعم إن أحبوا بعضهم بعضا وحفظوا وصاياي ساحول لهم الصحراء الي فردوس. وها نحن نرى ديره العامر كفردوس أرضى بالتعمير الروحي الزراعي والمعمارى بفضل محبة أبنائه بعضهم لبعض.

+ نذكر جهاد أبينا القديس ومحبته لله الذي قدم ذاته له ذبيحة حب مقدسة وكيف كان يسهر الليالي  في الصلاة لله الذي أحبه من كل قلبه وكيف جاهد الجهاد الحسن وأضاف وخدم الغرباء حتى استحق أن يغسل قدمي مخلصنا الصالح الذى ظهر له كغريب ثم عندما طلب منه أن يظهر لأبنائه ووعده السيد المسيح بذلك وظهر لهم في هيئة شيخ يذهب معهم عبر عليه الأباء ومضوا ثم جاء الأنبا بيشوى ليرافق الشيخ ثم لما تعب حمله على كتفيه ومن ثم أكتشف أنه السيد المسيح وقد وعده الرب أن جسده الذي حمله لن يرى فساداً .

 طوباك  يا أبينا القديس الأنبا بيشوي يامن قدمت نفسك الهادئه اناء طيعا للروح القدس فجعل منك قاروره طيب غاليه الثمن ملأ شذاها أرجاء البرية ووصل صيته الي أقطار الأرض وصار شفيعا وميناء وملجأ للمؤمنين. لقد سار القديس الأنبا بيشوى في طريق الكمال حتى النهاية وكان يربط شعر رأسه في سقف قلايته حتى يسهر مصليا لله الذى أحبه ودعي اسمك الرجل الكامل، حبيب مخلصنا الصالح . لقد ذاق جمال الحب الإلهي فسهر الليالي وطوي الأيام صاماً مصليا عابدا عاملا بيديه في صلاة حارة وقدم ذاته ذبيحة حب رغبة في معاينة مجد الله فكشف له السيد المسيح بهائه فستضائت نفسه ودخلت مع المسيح في عشرة عميقة يصعب أن نكتشف دقائق أسرارها.

 + طوباك يا أبانا القديس يامن صرت لنا شفيعا وصار جسده المبارك الذي لم يرى فساد شهاده صادقه علي عربون المجد المعد أن يهبه الله لعبيده الأمناء. اسأل الرب لكي يعيننا  وينجينا من فخاخ إبليس المتقدة نارا وأن يحفظ بلادنا و كنيستنا رعاة ورعية. وأطلب من الرب أن يرفع عنا بصلواتك الوباء والغلاء وكل أمر رديء. ويقودنا في موكب نصرته لنكمل جهادنا ونرث ملكوت السماوات. وتظل يديك يا أبي ممدودة بالعطاء والتعمير في ديرك العامر وتستجيب لكل الطالبين صلواتك وشفاعتك أمام ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا ويثبتنا في الإيمان المستقيم للنفس الأخير، أمين.

الأحد، 11 يوليو 2021

الآباء الرسل القديسين

     

                للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
عيد الآباء الرسل ..

+ تحتفل‏ ‏الكنيسة‏ القبطية ‏بعيد‏ ‏الرسل‏ ‏القديسين‏ ‏يوم‏ 5 ‏أبيب‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏عام‏ ‏الموافق‏ 12 ‏يوليو‏, ونتذكر إيمانهم و كرازتهم وخدمتهم  ونتمثل ونقتدي بهم .  ‏عيد‏ ‏الرسل‏ هو ‏بوجه‏ ‏خاص‏ تذكار ‏ ‏لاستشهاد‏ ‏القديسين‏ الرسولين ‏بطرس‏ ‏وبولس‏.‏ الكنيسة‏ و مؤمنيها ‏توقر‏ ‏هذين‏ ‏الرسولين‏ ‏ ‏وتكرمهما ‏إكرام‏ ‏جزيل‏ ونتعلم من سيرتهم المقدسة وجهادهم لنشر الإيمان { ‏اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم } (عب 13 : 7)‏. إنه الوفاء منا نحو الآباء والأجداد الذين بذلوا حياتهم لتصل لنا شعلة الإيمان وتضئ قلوبنا وبها ننال البنوة والمغفرة والخلاص من الخطية والشيطان والموت. فنحن مدينون لآبائنا الرسل القديسين وعملهم فى نشر الكرازة والإيمان ومطالبين أن نحيا إيماننا كما سلمه لنا الرسل ونسلمه لمن يأتون بعدنا كقول الرسول بولس { وما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه اناسا أمناء يكونون اكفاء ان يعلموا اخرين ايضا }(2تي 2 : 2).
+ كان القديس بطرس الرسول ‏في‏ ‏مقدمة‏ ‏من‏ ‏اختارهم‏ ‏الرب‏ ‏للعمل‏ ‏معه (مت‏10). أما القديس ‏ بولس‏ ‏فلم‏ ‏يكن‏ ‏من‏ ‏الاثني‏ ‏عشر‏, ‏ولا‏ ‏حتي‏ ‏من‏ ‏السبعين‏ ‏رسولا‏, ‏بل‏ ‏اختاره‏ ‏الرب‏ ‏‏بعد‏ ‏قيامته لكنه ظهر له وهداه للإيمان وتسلم يمين الشركة من أعمدة الكنيسة من التلاميذ وكرز به مجاهداً طول حياته بضيقات وأخطار وعمل الروح القدس معه حتى فاق بقية الرسل فى كرازته ‏. ومع اختلاف شخصية وظروف كل من الرسولين إلا أن نعمة الله عملت فى كليهما بقوة لنشر بشارة الملكوت. لقد ولد القديس بطرس ببيت صيدا وكان يعمل بصيد السمك عندما دعاه الرب يسوع للتلمذة له وكان متزوجا وقد شفى الرب حماته من حمى شديدة وكان أكبر التلاميذ سنا وذكر كاول قائمة الرسل لهذا السبب، أما القديس بولس الرسول فقد ولد بعد ميلاد السيد المسيح بخمسة سنوات تقريبا في طرسوس بكليكية وتعلم اليونانية والعبرية وتثقف بالعلوم والفلسفة فى طرسوس ثم تتلمذ فى العلوم الدينية فى أورشليم على يد غمالائيل ( أع 22:3) معلم الناموس ‏وكان ناموسي غيور على يهوديته وكان مضطهد‏ ‏للكنيسة‏ ‏حتى ظهر له السيد المسيح فى 37م وهو الطريق إلى دمشق ليضطهد كنيسة الله ثم آمن بالرب على يد القديس حنانيا في دمشق ومضى الي الصحراء لثلاثة سنوات يحيا إيمانه بالله على ضوء محبته المعلنة فى المسيح يسوع حتى دعاه الروح القدس للخدمة والكرازة بالمسيح يسوع وينادى بالتوبة والرجوع الي الله    .

القديس بطرس الرسول ...

هو سمعان ابن يونا الذي دعاه الرب يسوع بطرس أي صخرة الذي بالارامية يدعي صفا (يو 40:1-42 ) وهو من المعتبرين أعمدة بالكنيسة وعندما تكلم الرب عن التناول من جسده ودمه رجع الكثيرين الي  الوراء فقال الرب للتلاميذ {ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا ؟ إجابة سمعان بطرس يا رب الي من نذهب ؟ كلام الحياة الأبدية عندك} (يو 66:6-68 ). كان القديس بطرس باكورة التلاميذ إلا أنه يمثل الضعف البشرى أيضا وقد أنكر انه يعرف الرب يسوع المسيح أمام الخدم ليلة آلامه ولكنه ندم وخرج بعدها وبكي بكاً مراً (مت 75:26 ). وبعد أن ظهر السيد المسيح بعد القيامة ظهر لبطرس وقبل توبته ورد له رسوليته قائلاً له {ارع غنمي ، ارع خرافي} (يو 15:21-16 ). وقد أظهر القديس بطرس شجاعة كبيرة بعد حلول الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين وآمن علي يديه حوالي ثلاثة آلاف رجل و تعمدوا (أع 2 ) وقد وقف مدافعا عن الإيمان أمام رؤساء اليهود وكهنتهم وكثيرا ما اقتبس من العهد القديم في عظاته التي آمن بسببها الكثيرين كما أنه كتب رسالتين من أسفار العهد الجديد يحث المؤمنين على الثبات في الإيمان في مواجهة التجارب والالام والمعلمين الكذبة بروح الرجاء وقوة القيامة لتتمتع بميراث ملكوت السموات.

القديس بولس الرسول .. الكارز العظيم الذي اختاره الله للعمل في بناء الملكوت وعمل به لنشر الايمان في العالم في عصره الرسولي وقضي حياته يبشر من مدينه الي اخري وتكلم بألسنة أكثر من الكل لنشر الإيمان وتمتع بمواهب واستعلانات وصعد الي السماء الثالثة (2كو2:12-7 ). وكرز وأسس كنائس في اليونان وروما التي أقام فيها سنتين يكرز بالكلمة بلا مانع (أع 30:28-31 ). وخدم في أورشليم وأنطاكية وكرز في آسيا وأوروبا وخدم في جزر قبرص وكريت ومالطة وصقلية وأسس كنائسها، ووصل غربا الى اسبانيا وأسس كنائس كثيرة. كان القديس بولس يكرز ببشارة الملكوت في الهيكل والمجامع والبيوت والمعابد والميادين والأسواق والسجن وفي كل الأماكن المتاحة وتعرض للاضطهاد من غير المؤمنين ووقف أمام ولاة وملوك ومجمع السنهدريم مدافعا عن الإيمان المسيحي وكتب اربعة عشر رسالة للكنائس والتلاميذ يثبتهم في الايمان ويعالج قضايا الإيمان والفداء والقيامة والاسرار والسلوك المسيحي والترتيبات الكنسية ونال إكليل الرسولية والشهادة والبتولية على يد نيرون في 12 يوليو 67 ميلادية حسب التقويم الشرقي.

نواحي التشابه بين الرسولين بطرس وبولس..

 توقر الكنيسة الرسولين وتطلب صلواتهم لما لهما من دور بارز في نشر الإيمان المسيحي ولتشابهما في الغيرة والاستشهاد فكل منهما دعاة الرب. القديس بطرس دعاه الرب يسوع المسيح من  صيد السمك مع أخيه أندراوس الرسول عند بحر طبرية فقال لهما الرب هلمً ورائي فاجعلكما صيادي الناس فللوقت تركا الشباك وتبعاه (مت 18:4-20). والقديس بولس دعاه الرب في الطريق الى دمشق، اذ ابرق حوله نور من السماء (أع1:9-4) وبعد أن آمن واعتمد دعاة الروح القدس قائلاً افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه (أع 2:13) لقد دعا الله الرسولين إلى أن طريقة الدعوة اختلفت لكل شخص والله يدعونا اليوم لنتبعه ونسير في طريق الاباء الرسل مع اختلاف ظروف كل منا. وكل من الرسولين غير الرب اسمه من سمعان الي بطرس وقد غير اسم شاول الي بولس وكل منهما حل عليه الروح القدس وامن بواسطتهما الكثيرين وكان لهم السلطان الرسولي الذي به يحل الروح القدس على الذين يؤمنون بالرب. وكل من الرسولين صنع آيات وقوات وعجائب فجاء عن بطرس الرسول { كانوا يحملون المرضى خارجا في الشوارع ويضعونهم على فرش وأسرة حتى إذا جاء بطرس يخيم ولو ظله على أحد منهم. واجتمع جمهور المدن المحيطة الي أورشليم حاملين مرضى ومعذبين من أرواح نجسة وكانوا يبرأون جميعهم}(أع 15:5-16). وقيل عن القديس بولس {وكان الله يصنع على يدي بولس قوات غير معتادة.حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر فتزول عنهم الأمراض وتخرج الارواح الشريرة منهم} (أع 11:19). وكلا الرسولين أقام بصلواتهم ميتاً. بطرس أقام طابيثا في يافا (أع 36:9-41) وبولس الرسول أقام افتيخوس الشاب من الموت (أع 7:20-12 ) وقد كان الرسولين يبشرا ويعلما ويكرزا بغيرة لا تنقطع ويشهدا للتجسد الإلهي وللصلب والفداء وقيامة الرب يسوع من الأموات. بشر القديس بطرس في أورشليم ويافا وقيصرية وبين المغتربين في الشتات في بنطس وغلاطية وكبادوكيا وآسيا بيثينية (1بط1:1 ).

لقد كان القديسان بطرس وبولس يكرزان في شجاعة وعمل الروح القدس معهم وكرزا وبشرا بالإيمان بالمسيح أمام مقاومة قيادات اليهود حتى قال القديس بطرس {ينبغي ان يطاع الله أكثر من الناس} (أع 19:5). والقديس بولس كان جريئا في الحق وأما فيلكس الوالي عندما تكلم عن البر والدينونة والتعفف ارتعد أمامه الوالي (أع 25:24 ). كان بولس قويا أمام أغريباس الملك حتى قال له أغريباس {بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً} فقال له بولس { كنت أصلي الي الله بقليل وبكثير، ليس أنت فقط بل أيضاً جميع الذين يسمعونني اليوم ، يصيرون هكذا كما انا ما خلا هذه القيود} (أع 27:26-29) . وكان كلا  الرسولين حازمين في مواجهة السحرة بطرس الرسول واجه سيمون الساحر الذي ظن أن مواهب الله تقتني بالمال قائلاً { لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم. تب عن شرك هذا واطلب الي الله عسى ان يغفر لك فكر قلبك . لأني أراك في مرارة المر ورباط الظلم} (أع 18:8-23). وهكذا بولس الرسول تصرف مع عليم الساحر منتهرا اياه وعاقبه {هوذا يد الرب عليك. فتكون أعمى لا تبصر الشمس الي حين} (أع 6:13-11) ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده. وتميز الرسولين بالتواضع بطرس الرسول خر ساجدا بعد معجزة صيد السمك قائلاً للرب أخرج يارب من سفينتي فإني رجل خاطئ ( لو8:5) وعندما قدم للاستشهاد طلب أن يصلب منكس الرأس لاحساسه بعدم الاستحقاق أن يشبه سيده . والقديس بولس رغم تعبه في الكرازة يقول { وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا ، لأني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلا أن أدعي رسولاً لأني اضطهدت كنيسة الله} (1كو8:15-9) .

نواحي الاختلاف بين الرسولين...

لقد كان القديس بطرس من اول الرسل الذين تبعوا المخلص اما بولس الرسول فلم يتبع الرب يسوع المسيح في حياته بل تبعه بعد القيامة بسنوات رغم أنه تعب في الخدمة أكثر من جميع الرسل( اكو 10:15) وقد كان بطرس الرسول من بيت صيدا الجليل وعاشت أسرته في كفر ناحوم وكان صيادا للسمك قبل دعوته ومتزوجا. أما القديس بولس فكان طرسوسي من كيليكية فريسي من سبط بنيامين كان ابيه غنيا وتعلم اليونانية حرفة صنع الخيام في كيليكية ثم تعلم الناموس والتلمود في أورشليم على يد غملائيل، أعظم أساتذة عصره وكان بتولاً وهذا يدل على أن لكل واحد موهبته الخاصة من الله وان الله يدعو الجميع للايمان والي الخدمة سواء متزوجين أو بتوليين ومهما كان عملهم ومستواهم التعليمي وإمكاناتهم فالروح القدس قادر أن يقودنا في موكب نصرته ويجعل منا أواني مقدسة للكرازه. وأن كان القديس بطرس هو بحق رسول الرجاء والإيمان فإن القديس بولس هو رسول الجهاد والإيمان والمحبة والنعمة الإلهية المغيرة والمحررة . لقد أؤتمن بطرس الرسول على التبشير والكرازة لليهود رغم أن الله استخدمه لقبول كرنيليوس وأهل بيته من الأمم فاتحاً باب دخولهم على يديه أما بولس الرسول للتبشير للأمم وهكذا قال الرب لبولس {أذهب فإني سأرسلك بعيداً الي الأمم } (أع 12:22). وكتب بولس أربعة عشر رسالة الي كنائس الأمم ومنها الرسالة الي رومية أما القديس بطرس وكتب رسالتين فقط الي اليهود المتغربين في الشتات. وكان القديس بطرس متحمسا مندفعا وقد مدحه الرب لشهادته له بأنه يسوع المسيح ابن الله الحي(مت 15:16-19) وان كان في اندفاعه قد أخطأ و انتهره الرب على ذلك (مت 12:16، يو8:13-23 ، مت 51:26-52 ). ولقد حول الرب هذا الاندفاع الى الخير بعد حلول الروح القدس علي التلاميذ فدعا الجموع الي الإيمان و بعظة واحدة آمن على يديه أكثر من ثلاثة آلاف نفس. وكلا الرسولين تعرضا للاضطهاد والسجن والجلد وكان الرب يقويهم الى ان اكملا جهادهما ونالا إكليل الرسولية والشهادة سنة 67 ميلادية بأمر من نيرون الإمبراطور الذى اضطهد وقاوم الإيمان. بركة شفاعة وصلوات القديسين الرسولين العظيمين فلتكن معنا أمين.

نرفع صلواتنا لله...

+ أيها الرب الهنا الذى أختار رسله القديسين وعلمهم وعاشوا معه في الإيمان ثابتين وبالمحبة نامين وشعلة التوبة والرجاء والخلاص جالوا مبشرين، أجعلنا نقتدي بإيمانهم ونسير على خطاهم ونحيا الإيمان المستقيم الذي سلمه لنا آبائنا القديسين لنكون معهم لامجاد السماء وارثين.

+ يا الله المحبة ورازق الرأي الواحد الذي للفضيلة، الذى اختار الرسل القديسين من عامة الشعب ومنحهم الحكمة والنعمة والغلبة والسلطان علي إبليس وأعطاهم مواهب الروح القدس وثماره، فعلموا وبشروا وردونا الي الإيمان الحقيقى، نشكرك ونسبحك علي نعمتك الغنية ومحبتك الأبدية وقيادتك الإلهية ونسألك أن تنعم علينا بغفران خطايانا وتقودنا في موكب نصرتك.

+ يا روح الله القدوس العامل في الأنبياء والرسل والقديسين، هبنا وحدانية القلب التي للمحبة وأعمل في كنيستك و مؤمنيها لنكون شعباً مبرراً وأمة مقدسة وجنس مختار يخبر بفضل من دعانا من الظلمة الى نوره العجيب، وتقودنا لنسلك بالروح ولا نكمل شهوة الجسد. ونثمر ثمر الروح ويدوم ثمرنا لمجد اسمك القدوس، امين 

الجمعة، 9 يوليو 2021

شعر قصير -119- " الآب السماوي المحب "


 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" بالأحضان الأبوية"

انت الهنا  و مانح العطايا والحرية كآب صالح  بار

بتديني الحرية كأعظم عطيه لاعيش معك بالاختيار

وفي جهل تجذبني الخطية واهرب وأحيا مع الاشرار

أفقد سلامي وأبدد طاقاتي وأجوع وأتعرض للأخطار

والخطية تنجس وتجرس وتفلس وتجلب معها العار

أرجع لنفسي واقوم واقول اقبلني كأجير في انكسار

تستقبلني بالأحضان الأبوية بفرح وتخلصني من النار

........

(2)

" الآب السماوي المحب"

مثل الابن الضال دا جوهر ومحور كرازة الإنجيل

الله هو كأب صالح برجوع الخاطئ فرحه جزيل

يهبنا عطاياه بسخاء وحبه ثابت للكل بلا تفضيل

ينتظر رجوع الضال بقلب أب محب وروح نبيل

الابن المتذمر يقنعه ومن بغضته لأخيه بحب يزيل

ياسلام علي حبك يارب، يشفي كل متعب وعليل

اقبل توبتنا يارب لنتعاون معاً كاخوة لهدف نبيل

...............

(3)

" وصية بوعد"

أمي اللي حملتني وانا بلا حول ولا قوة  كطفل رضيع

أرضعتني لبن الإيمان وربتني بروح محب وقلب وديع

وحمتني من الأخطار وعلمتني وكانت لىٌ حصن منيع

كيف لا أحملها على كتفي وبقلبي يكون لها مكان رفيع

علي قيمها وتعاليمها أسير ولوصاياها أكون باراً مطيع

أخلص لأمي وكنيستى وبلدى وبتاريخها افتخر وأذيع

أكرمك ياأمى وصية بوعد ولي في السماء هي شفيع

........

(4)

" انواع من القلوب"

بعض القلوب كالميناء تجد فيها الراحة لذاتك المتعبة

وبعض القلوب قاسية كالحجر تصدم مشاعرك الطيبة

بعضها متلونة ويضحك على الآخرين لأجل شئ يكسبه

وقلوب نجسة تخرج الشرور وتدبر المكائد للبار لتغلبه

ليكن قلبك صالح يفرح الله ويعمل ما يرضيه ويعجبه

صلي ليهبك الله قلب حكيم يبني الغير ويريح صاحبه

قلب نقي أخلق في يا الله وروحك القدوس فيّ نصبه

.......

(5)

" يقود سفينة حياتك"

المسيح ظهر لتلاميذه وهدئ العاصفة بطبرية الجليل

 معجزة المسيح الحاضر معنا يقود سفينتنا وبنا كفيل

يهدى صخب الحياة ويخلصنا ولو حتي بنص الليل

يهدئ النفس ويبدد ظلامها ويشرق علينا بنور جزيل

اطلبوا الرب مادام يوجد وأدعوه يرفع ويشفى العليل

لا تخشى غدر أحد ولا سهام في النهار ولا قلق بالليل

معاه مش ممكن  تجنح سفينتك بريح ولا حتى تميل

ثق في محبته وأتوكل عليه كقائد وربان ومرشد ودليل

خواطر في الحياة الروحية (13) النمو في معرفة الرب


للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

+ فى كل يوم من حياتنا علينا أن ننمو في معرفتنا للرب وفي حياة التوبة والقداسة ونهتم أن نبنى أنفسنا على الإيمان المستقيم ونتقدم روحيا. إن الله يدعونا للنمو في معرفتنا له وفي محبته { وعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم} (يو 26:17). { انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلى يوم الدهر آمين }(2بط 3 : 18). حتى الطبيعة تعلمنا فالأشجار التي لا تنمو معرضة للتوقف وعدم الإثمار والموت. نعمل الخير على قدر طاقتنا مع من حولنا ونسعدهم وذلك سيعود علينا بالسعادة ونصل إلي الحياة أفضل التي إليها دعينا.

+ معرفتنا لله تحتاج منا أن نواظب على قراءة الكتب المقدسة القادرة أن تقودنا الي الخلاص وتجمع فكرنا من الطياشة والتفكير فيما لا يفيد كما أن القراءة في الكتب المقدسة والروحية المفيدة تهب المؤمن مادة للصلاة والحديث مع الله { كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر }(2تي 3 : 16). القراءة المستمرة تجعل المؤمن دائم النمو ومن يلاحظ نفسه بتواضع قلب في تعلم مستمر يخلص نفسه والذين يسمعونه أيضاً { لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لأنك إذا فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك ايضا} (1تي 4 : 16).

+ أن هدف الإنسان الروحي من القراءة ليس تثقيف عقله بمعلومات نظرية فقط بل يهدف الي فهم روحي جيد لما جاء بالكتب وتطبيقها في حياته العملية وتحويلها الي سلوك عملي فيه يختبر ويذوق ما أطيب الرب { ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه}  (مز 34 : 8). قراءتنا لوصايا الله تجعلنا نعمل على تطبيقها عملياً في حياتنا و قراءتنا لسير القديسين تجعلنا نلتهب بمحبة الله ونسير ورائهم في سيرة مقدسة ترضى الله ونجد أمامنا أمثلة عملية لأناس الله القديسين الذين ساروا في طريق معرفة الله وكان الله قائداً لهم في الدرب فانتصروا في الحروب الروحية ونالوا أكاليل الحياة المعدة للقديسين.

+ نحن مدعوين الي حياة التوبة المستمرة، والنمو الروحي الى أن نصل الى القداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب. إن الله لا يطلب منا ما هو فوق طاقتنا ويعطى القوة والنعمة والحكمة لمن يريد أن يحيا حياة مقدسة ترضى الله. ونحن مدعوين أن نحيا كما يحق لإنجيل المسيح { فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح }(في 1 : 27) .المؤمن الحقيقي لا يصنع الشر و ينمو دائما في صنع الخير وكما يريد ان يفعل الناس معه يبادر بصنعه معهم.المسيحي يجول يصنع خير كسيده، يحب الكل ويصلي من اجلهم. يقدر ويشجع الجميع لاسيما صغار النفوس ويغفر للناس أخطائهم لينال الغفران من الله. فطوبي للرحماء لانهم يرحمون.

+ علينا أن نجلس مع أنفسنا ونشكر الله على رحمته ونعمته وصبره ونطلب منه المعونة والحكمة وهو قادر أن يهبنا أكثر مما نطلب او نفتكر. أن وصايا الإنجيل ليست بقليلة بل يمكن تلخيصها في كلمات قليلة وهي: { تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك} (لو 10 : 27). وهذا يقول القديس بولس الرسول { وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء }(1تي 1 : 5)  فلنحرص على محبة الله من كل القلب والفكر والقدرة ونقدم محبة للغير كما نحب نفوسنا، فإن ما يزرعه الانسان اياه يحصد.

 نصلي ونعمل للنمو في معرفة الله

+ أيها الرب الهنا، محب البشر الصالح يا من يريد أن الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر أن تنعم علينا بنور معرفتك الحقيقة وتعلن لنا إرادتك المقدسة الصالحة نحونا نتبعك بكل قلوبنا ونحبك ونسير على خطى القديسين الذين ارضوك لننمو في المعرفة والمحبة ويحل ملكوتك فينا ويكون لنا نصيباً وميراثاً مع القديسين.

+ هبني يارب حكمة ونعمة من لدنك تقودني في الدرب وتعطي قوة ونصرة في الحرب، وتسدد أحتياجاتي حسب غناك في المجد، فلا أتطلع لارتواء من آبار العالم التي لا تضبط ماء ولا تهب أرتواء بل تقود الي السراب والهلاك. هبني قلباً محباً وروحاً متضعة وفكراً يتسع ويحتمل الآخرين و يغفر وينسي لينال المغفرة والصفح ويجد نعمة أمامك ولدى الناس.

+ يا روح الله القدوس، حرك في قلبي المشاعر النبيلة، وقدني بحكمتك الجزيلة وأثمر في ثمار الفضيلة، وأبعد عني كل شر ورذيلة فانت الروح القدس واهب الفضيلة. هب لروحي تخشع  ومسكنة ووداعة وصبر وقدس حواسي بنعمتك وهبنى كمالاً مسيحياً يرضيك كل حين، أمين.