نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

شعر قصير -89 - توبني فاتوب




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
" توبني فاتوب"
ان لم تكن الخطية قد انتزعت منك فاصرخ لالهك الحنان
 صلي وأطلب الخلاص وخلي عندك رجاء فى الله للغفران
توب وأبتعد عن الخطية وأقلع من ذاتك الشرور والزوان
دا الهك قدوس ومحب واهب النعمة ومخلص لكل إنسان.
 قله توبني يارب فاتوب فانت الهي كثير الرحمة والأحسان
........
(2)
" أزرع الخير تحصده"
أوعى تفتكر ان وظيفتك قلع الزوان
 أو تفتكر ان انت مصلح لهذا الزمان
 وتنتقد وتنتهر الغير وتعيش حيران
 أصلح من ذاتك وأزرع حنطة بايمان
أخرج الخشبة من عينك تحيا فرحان
 أحترم غيرك تعيش معاهم في أمان
 أزرع الخير تحصده من الله الديان
......
(3)
" أعطي بسخاء كالنيل"
متى إمتلك الإنسان أعين نقية، فسيرى كل شيئاً جميل
 وإذا أمتلك نفساً راضية ؛ سيقنع في حياته ولو بالقليل
 ومن إمتلك روحاً طاهرة ؛ فسيكون عفيف طاهر جليل
 ضابط نفسه وكلامه رقيق وحضوره حلو يشفي العليل
فكن عفيف النفس والروح والحواس الناس اليك تميل
وأرفض أن تحيا في الخطية والشر فتجعلك لها ذليل
مغبوط هو العطاء فكن كريم ومعطاء سخي كالنيل
........
(4)
" أبوك السماوى"
خليك وأثق أني الهك ، دا اله قوي وكلي التدبير
 مهما كانت ظروفك صعبة، هو بحكمه رايح يدير
هو أبوك السماوى وأنت غالي عليه وأبنه الصغير
 وعد يرعاك ويقود خطواتك يديك بركة وتلاقى خير
فقط عيش كما يحق للإنجيل وأنقاد لروحه بغير تأخير
.......
(5)
" بيحبك وينجيك "
اوعي تدور علي المسيح خارج وبعيد
ولاتفكر انه في مكان من نوعه فريد
دا هو اليك أقرب من الدم في الوريد
 دور عليه في قلبك تلاقي الاله الوحيد
 بيحبك وبيناجيك ويجدد لك المواعيد
 تحيا معاه فى فرح لا ينطق به ومجيد

الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

المسيح يجول يصنع خير




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الله صانع الخيرات
+ الله هو صانع الخيرات الرحوم، يجول يصنع خير مع كل أحد وفى كل مكان وزمان، أدرك ذلك الإنسان أو لم يعي ويهمه أمرنا كخالق وأب صالح ومحب للبشر. ولقد جاء عن السيد المسيح كلمة الله المتجسد أنه كان يسير ويجول يعلم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وضعف في الشعب { وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ } (مت  4 :  23). كما جاء عنه أيضا أنه كان يجول يصنع خير { الذي جال يصنع خيرا} (اع  10 :  38). ولما جاء الي السيد المسيح بعضا من تلاميذ يوحنا المعمدان قال لهم السيد الرب {أذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ }(لو  7 :  22). والمسيح هو هو  أمس واليوم والي الأبد، أنه يعمل الخير للكل لأحبائه ولأعدائه وحتى  للذين ينكرون وجوده. وعطاياه تنبع من محبته ورحمته وجوده.
+ الله  يسعي  ويبادر الينا لنؤمن به ونتوب اليه ونبتعد عن الشر مثلما فعل مع شعب نينوى قديما أذا أرسل لهم يونان النبي دون حتى أن يطلبوا ومثلما فعل مع كثيرين بمعجزاته وآياته وبإحساناته الكثيرة، هذه الأحسانات التي شكر الله داود عليها  فقال { بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ.الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ. الَّذِي يُشْبِعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ. اَلرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلَ وَالْقَضَاءَ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ.} (مز 1:103-6).  الله كان يجول يصنع خيرًا منذ القدم، حتى من أيام أبوينا آدم وحواء.   وعندما أخطأ آدم وخاف من الله وكان غير قادر على مواجهة الله، لكن الله لم يتركه هكذا، بل ذهب إليه وبدأ بمصالحته وبدأ يتفاهم معه ومع حواء ولم يتفاهم معهم فقط بل أعطاهم وعد بالخلاص. لكن علينا أن نستجيب لمبادرات الله الخيرة والساعية لتوبتنا لئلا نسمع صوته { يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً!. (مت 37:23-38) . أن نعمة الله تعمل وتفتقد الجميع ليعرفوا الحق ويخلصوا وينجوا من طوفان بحر العالم الزائل والسماء تفرح بخاطئ واحد يتوب.
+  الراعي الصالح...
 الله  هو الراعي الصالح { أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ} (يو  10 :  11). وهو كراعي صالح لنا يجول دائما ليفتقد الناس المتعبين ليريحهم والضالين ليردهم ويسترد المطرود ويفتقد المرضى والمجروحين ليشفيهم. والجهال والبسطاء ليعلمهم والبعيدين ليقربهم اليه { أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَأَطْلُبُ الضَّالَّ, وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ, وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ, وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ} (حز 15:34-16). وكما جاء عن السيد المسيح { وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ. وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ مُمَجَّداً مِنَ الْجَمِيعِ. وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ. فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوباً فِيهِ : «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ. وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ». ثُمَّ طَوَى السِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ وَجَلَسَ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ كَانَتْ عُيُونُهُمْ شَاخِصَةً إِلَيْهِ.فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ: «إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ».} ( لو 14:4-21). أنه يبشر المساكين بالخلاص ويشفي منكسرى القلوب وينظر اليهم بالرحمة والشفقه ويحرر من أستعبادهم لإبليس والشر ويقودنا ويتعهدنا بالخلاص ويرشدنا بروحه القدوس.
 + الله يقبل الخطاة ويدعوهم للتوبة ...
رأيناه يبحث عن الخطاة ليخلصهم ويدعوهم للشهادة بفضل من دعاهم من الظلمة للنور هكذا ذهب الي متي العشار فى مكان الجباية وطلب منه أن يتبعه فآمن وصار تلميذا ورسول وذهب الرب على  زكا العشار فى أريحا  وقال له: { ينبغي اليوم أن أمكث  في بيتك}. وتذمر الفريسيين لانه ذهب ليبيت عند رجل خاطئ دافع عنه السيد الرب { فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذَلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئٍ». فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: « الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا الْبَيْتِ إِذْ هُوَ أَيْضاً ابْنُ إِبْرَاهِيمَ. لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».}   ( لو 7:19-10). جلس السيد المسيح مع العشارين  والخطاه وكان يأكل معهم. وقد انتقده البعض فقال لهم { فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةًإِلَى التَّوْبَةِ».} (مت 12:9-13).  السيد المسيح ذهب الي السامرة قديما من أجل توبة المرأة السامرية وقبلها وجعلها مبشرة بالخلاص وقبل المرأة الخاطئة ودافع عنها أمام من أرادوا رجمها { وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!». ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسَطِ. فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداًسِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟». فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً». ثمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ». } ( يو 7:8-12).  الله يريد أن الكل يخلصون { يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ }(1تي  2 :  4).  الله هو الذى رد أغسطينوس من ضلاله والذى قاد القديس القوى الأنبا موسي وبلاجيه ومريم المصرية للتوبة وهو لا زال يجول يصنع خيرا ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس. وعلينا أن نتعلم من رحمة الله وحنانه وقبوله للخطاة ونعمل معه ونسعى من أجل توبتهم ونعلن لهم محبة الله ونفتح لهم باباً للرجاء فى حياة أفضل .
شفقة المسيح علي المرضى والحزاني ....
+ لقد جال السيد المسيح يشفي المرضى بكل أنواع الأمراض شفقة منه علي شعبه ورحمة بهم وسجل لنا الأنجيل البعض من المعجزات والكثير منها لم يسجل لكثرتها وكان يشفي بلمسة أو كلمة منه ولم يكن غرضه أجراء المعجزات كغاية بل بها يشفق علي المرضى ويظهر لهم محبته وسلطان لاهوته ويشفي أرواحهم من مرض الخطية ويقيم الموتي ويردهم كما أقام أبن الأرملة بنايين تحنن منه علي أمه الأرملة وأقام لعازر من القبر بعد أربعة ايام من موته ليعلن أنه القيامة والحياة وأن من أمن به ولو مات فسيحيا.
أن المرض كمشكلة تعاني منها البشرية في كل زمان ومكان والله عن عالمنا ليس ببعيد ويهتم بنا ويريد شفائنا ويهمه بالأكثر خلاصنا الأبدى فان كنا خطاه فبالأمراض والتجارب نتنقى وأن كنا أبرار فبالأمراض نختبر وننال آكاليل البر.  أن السيد المسيح القدوس ورئيس إيماننا  جاء عنه أنه  "رَجُلُ أَوجاعٍ ومختبر الحزن ". وهو البار المتألم وبه ومعه تأخذ أمراضنا وأحتمالنا قيمتها الخلاصية  ومكأفاتها { رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا.} (أش 3:53-6). والقديس بولس الرسول يتكلم عن هذه الخبرة في الضيقات التي تجعلنا ان نتحد مع المسيح المتألم بقوله { حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضاً فِي جَسَدِنَا }(2كو  4 :  10).
أن معجزات الشفاء الذي قام بها يسوع  تعبِّر مسبقاً عن حالة الكمال التي ستعود إليها الإنسانيّة في السماء ولكنها تحمل أيضاً معنى روحي فشفاء المريض هو رمز أيضاً للشفاء الروحي الذي جاء يسوع ليتمّمه في البشر، فيغفر خطايا مقعد كفرناحوم، ولكي يظهر أنه يملك سلطان مغفرتها قام بشفاء جسده { فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».}( مر 11:2) . ولقد أشرك السيد المسيح له المجد رسله القديسين  في  شفاء الأمراض { ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناًعَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ.} (مت 1:10) . وفي كل جيل أعطي الله البعض مواهب الشفاء { وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاًمُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ».}( مر17:16-18). وعلى خطى الرسل، يمسح كهنة الكنيسة المرضى بالزيت باسم الرب ويصلون بإيمان ويعترف المرضى بخطاياهم، فتغفر لهم ويستطيعون أن ينالوا الشفاء من الله { أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ،. وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ. } ( يع 14:5-15). أننا يجب أن نصلي من أجل المرضى والرازحين تحت أمراض الروح والنفس والجسد فى عالم يعاني ويئن وعلينا من باب المحبة ان نساعد المرضى على تخفيف آلامهم كما ينصح القديس اغناطيوس الانطاكي (أحملوا أمراض الجميع). فإن خدمة المرضى هي خدمة يسوع نفسه في اعضائه المتألمة. ويحاسبنا يسوع يوم الدينونة بقوله {كُنتُ مَريضاً فعُدتُموني} (مت 25: 36). فأصبحت خدمة المريض خدمة للرب يسوع المسيح نفسه. وعلينا أن ندعو المرضى للصلاة والصبر وأحتمال صليب المرض بشكر لينالوا الأجر والتعزية من الله وعليهم أن يذهبوا للأطباء الأمناء قول الرب { فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى} (مت  9 :  12). أن الشفاء علي يأتي علي يدى الأطباء  وهو نعمة من الله  الواهب الشفاء بصلاة الإيمان الواثق لأن كل شيء ممكن بالإيمان كما قالَ الرب لِرئيسِ المَجمَع يائِيرس لما طلب منه شفاء ابنته { لا تَخَفْ، آمِنْ فقط} (مر 5: 36). وهذا هو الإيمان الذي يُخلص ويشفي كما صرّح يسوع لأعمى اريحا  {اِذهَبْ. إِيمانُكَ خلَّصَكَ} (مرقس 52:10).
محبة الله تفتقد الضعفاء والخائفين والمقاومين ...
+ أن الله بمحبته يفتقد الكل برحمته ومحبته ويدافع عن الضعفاء والمظلومين {الرب مجري العدل والقضاء لجميع المظلومين }(مز  103 :  6). لقد كان الرب مع يوسف الصديق الذى ظلم من أخوته وباعوه كعبد وظلمته أمرأة فوطيفار، وادعت عليه شرًا. وظلمه فوطيفار ووضعه في السجن لكن الله دبر خلاصه من السجن ومنحه حكمة وعلم وجعله ينقذ مصر من المجاعة وجاء اليه أخوته وسجدوا له طالبين عفوه  اما هو فكان رحيما وحليما معهم وقال لهم { أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّاًأَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً} (تك  50 :  20).
+ كان السيد مع الخائفين والضعفاء وقال لتلاميذه في ضعفهم وخوفهم أنا هو لا تخافوا . وعندما هاجت عليهم الرياح والأمواج في بحيرة طبرية أنتهر الريح وأسكت الأمواج { فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «?سْكُتْ. ابْكَمْ». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. وَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هَكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟». فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ هَذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضاً وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!»} (مر 39:4-41). أن الله يقول لنا ولكل ضعيف أو خائف { لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ }(لو  12 :  32).
+ كان شاول الطرسوسى  من الذين قاوموا الرب ووقفوا ضد المسيحية، ويقول الكتاب عن شاول أنه كان يجر رجالًا ونساءًا إلى السجن، بخطابات يأخدها من رؤساء الكهنة في أورشليم. لقد أفتقده الرب كصانع الخيرات الرحوم وهو في طريقه لدمشق، وقال له يا شاول لماذا تضطهدني وعرفه بنفسه ودعاه للإيمان وحوله الي رسول يجول يدعو للإيمان بالمسيح . لقد رأى الله في شاول طاقات قوية يمكن أن يستخدمها في الخير.  وهكذا فعل مع أريانوس والي أنصنا الذى أضطهد الكنيسة فآمن وأستشهد علي أسم المسيح الحسن .  الله لا ييأس من أحد وهو يجول يصنع خيرًا حتى مع الميئوس منهم  والهالكين والملحدين ولذلك قال: { ابن الأنسان قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ} (مت 18: 11). أن الله يسعى إليك حتى دون أن تطلب. انه يهبنا النعمة والحكمة والتوبة التي تقيمنا من الخطية وتهبنا أمكانيات الحياة المقدسة معه فالله قادر على كل شيء ولا يعثر عليه أمر.
أسندني فأخلص ....
+ أيها الرب الهنا صانع الخيرات الرحيم أسندني فاخلص وأجول أصنع خير معك. هبني نعمة وقوة وبركة وحكمة لكي أتعلم منك وأنقاد بروحك القدوس وأتمثل بابائي القديسين الذين جاهدوا الجهاد الحسن وحفظوا الإيمان وأكلموا السعي ونالوا آكاليل البر التي تهبها للقديسين في ذلك اليوم الذى تدين فيه الأحياء والأموات وتعطي كل واحد كنحو أعماله.
+ أيها الآب القدوس الذى يريد أن الكل يخلصون والي معرفة الحق يقبلون، أننا نصلي اليك ونطلب منك وأنت ضابط الكل الرحوم محب البشر الصالح أن تنظر الينا بعين الرحمة والمحبة والحنان وتترأف علي العالم وترحم خليقتك وتخلص شعبك وتشفينا من كل مرض وضعف ولا يقوى علينا موت الخطية ولا علي كل شعبك.
+ أيها الراعي الصالح والأمين أرعانا حسب مهارتك وحكمتك ورد الضالين وأسترد المطرودين وأشفي جراح من جرحتهم الخطية والشيطان والضعف والخوف والمرض فليس لنا آخر سواك، فان كنا كخراف ضاله أرجعنا اليك ومن جهلنا وضعفنا أشفنا أيها الرؤوف بمراهم نعمتك الغنية وبروح قدسك أرشدنا الي العمل بوصاياك وأهدنا الي ملكوتك لكي وبهذا يتبارك ويتمجد أسمك القدوس، أمين.

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

شعر قصير -88 - دبر حياتنا كما يليق



     
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
" الحاجة الي واحد"
اوعي تهتم وتقلق وتضطرب من أجل أمور كتير
الحاجة الي واحد تختاره ترتاح من تعب وتفكير
دنيا فانيا وغرورة وها نتركها بقلب جريح وكَسير
 مشفناش حد خد معاه في كفنه مال كثير ولا قليل
أعمل خير وأرميه وراء ظهرك تجده بغير تأخير
اطلب ملكوت الله وبره وربك باحتياجاتك هو خبير
                                                      يديك أكثر مما تطلب أو تفتكر ولا تحتاج يوم للغيير
.........

(2)
" أشكر كل حين"
كل يوم جديد أشكر الهي وأهب الحياة والنور
برجاء متجدد في إله صالح رحيم كريم وغفور
أشكره علي لقمة هنيه تقوى وتغذى في الفطور
ومياه تروى النفس ونسمة تنعش الحس والشعور
أشكره علي ناس وأحداث تدخل لقلبنا محبة وسرور
إشكر إلهي بيقودنا نصنع خير وهو ينمي البذور
في الصعب نشكره ونقول يارب نجينا من الشرور
نطلب منه الحكمة والفهم ويكون معنا دائم الحضور
......
(3)

" ينبوع الماء الحي"
المسيح الهنا يروى عطش نفوسنا لمحبته الإلهية
وينعش بروحه القدوس النفس المشتاقة للحرية
بلا ماء نموت وبدون المسيح ليس لنا حياة أبدية
فكيف نترك الماء الحي لنبحث عن سموم مؤذية
الماء ينقي وإيماننا بالمسيح يطهرنا من الخطية
الماء يطفي النار والمسيح يضمنا للمظال الإبدية
من آمن بالله تجري من داخله ينابيع مياة مُروية

.......
(4)

" دبر حياتنا"
أيها الرب الهنا دبر حياتنا كما تحب وكما يليق
كنعمتك املاء قلوبنا سلاماً وكن فرحنا اللصيق
أياك نترجي وأسمك وحدك ندعو ومنك التوفيق
كن لنا مرشد والراعي لو قصر أو طال الطريق
أنقذنا يارب من كل شدة وأخرجنا من كل ضيق
انت ملجانا ورجائنا يا أعظم أب وأوفي صديق
ووقت الرحيل أسعدنا بلقائك ومن العالم نفيق
......
(5)
 " بدون عنوان"
قال نفسي أقولك كلمتين  يا صاحبي بدون عنوان
قلتله قول منك أستفيد أنا كلى لك أذنان مصغيتان
قال المهم مش تسمع بس تعمل بكلامي  وينصان
تحب ربك وتطيع وصاياه وتتعلم منه تعمل الأحسان
أضبط الفكر وأجعل للسان لجام بالشفاة والأسنان
خليك حكيم وطيع روح ربنا دا العالم كله عالم فان
دخلنا العالم بلا شئ وهنتركه بلاشئ بس بالأكفان
عملك له أجره ويوم القيامة كله راح ينكشف ويبان

الاثنين، 14 أكتوبر 2019

المؤمن وحياة الشكر الدائم



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
حياة الشكر الدائم ..

+ الانسان الشاكر لله هو الذى يشعر بنعم الله عليه ورعايته له فى مختلف ظروف الحياة، فهو إنسان متواضع طيب القلب قنوع، يشعر ان الله صانع الخيرات حتى وان سمح بالضيقات فهي لفائدتنا الروحية ، ويثق أن الله قادر ان يغير ما يصنعه ضدنا الاشرار الي خير لنا كما قال يوسف الصديق { انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا }(تك  50 :  20). وهكذا كان يوسف نبيلا مع اخوته الذين تأمروا على  قتله وبعد  ذلك باعوه عبدا ، وكان شهماً ستر على اخوته وعلى امرأة سيده عندما أتهمته ظلما { لاني قد سرقت من ارض العبرانيين وهنا ايضا لم افعل شيئا حتى وضعوني في السجن} (تك 15:40). من أجل إيمان يوسف وطهارته وتواضع قلبه وهبه الله الحكمة والنعمة واستطاع ان يفسر حلم فرعون ويدير احوال مصر فى المجاعة وينقذ شعبها واهله من الجوع والغلاء والفناء .من اجل ذلك يدعونا الإنجيل الى حياة الشكر كابناء محبين لله { فكونوا متمثلين بالله كاولاد احباء. واسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا قربانا و ذبيحة لله رائحة طيبة. شاكرين فى كل حين ، على كل شئ} ( أف1:5- 2، 20 ) .
+ اننا نتعلم الوفاء والشكر والأحسان من الله {فاجتاز الرب قدامه ونادى الرب الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء }(خر  34 :  6). وهو يريد منا ان نشكره على نعمه وعطاياه . عندما شفى السيد المسيح له المجد العشرة البرص . رجع واحد فقط  ليقدم الشكر لله وكان رجلا سامري غريب {  فواحد منهم لما راى انه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم.وخر على وجهه عند رجليه شاكرا له و كان سامريا. فاجاب يسوع وقال اليس العشرة قد طهروا فاين التسعة. الم يوجد من يرجع ليعطي مجدا لله غير هذا الغريب الجنس}( لو 15:17-18). من اجل هذا تعلمنا الكنيسة فى كل صلاة نصليها ان نبتدي بعد صلاة أبانا الذى بصلاة الشكر لله صانع الخيرات الرحوم لانه سترنا واعاننا وحفظنا وقبلنا اليه واشفق علينا وعضَددنا ووهبنا نعمة الحياة لنقف أمامه ونشكره علي كل حال وفى كل حال ومن أجل كل حال.
+ نشكر الله على نعمة الوجود وعلى على ما لدينا من صحة وحتى من مرض فالمرض هبة من الله لنعرف ضعفنا ونجلس مع ذواتنا ونتقابل مع الله . نشكر الله على رعايته ونصرته لنا فى حروبنا ونتعلم من أخطائنا ونتوب عنها ، يقول قداسة البابا شنوده الثالث ( لا شك أن الشيطان يبذل قصارى جهده من أجل ضررنا وأسقاطنا ، فاٍن كنا الآن بخير ، فذلك لأن الله قد منع الضرر عنا ، الضرر الذى نعرفه او لا نعرفه ، ونحن نشكر الله على هذا الحفظ ، اٍننا اٍن شكرنا على النعم فقط ، يكون حبنا هو للنعم ، وليس لله معطيها ! أما اٍن شكرنا الله حتى على الضيقة ، فاٍنما نبرهن على أننا نحب الله لذاته وليس لعطاياه ). كتبت احدى المجالات البريطانية  مقالاً موثراً عن احد الجنود الذي أصيب بشظية استلزمت اجراء سبع عمليات جراحية له وعندما أتاه الطبيب بعد ان استفاق سأله الجندي : هل سأعيش ؟ فاجابه نعم . فسأله مره اخري : هل ساستطيع ان أزاول حياتى العادية من جديد؟ فأجابه الطبيب نعم . عند ذلك رد الجريح قائلاً : انني احمق ! علام القلق أذاً ! .
+ ان لدينا الكثير والكثير من الاشياء التي تستحق الشكر ، عزيزى هل شكرت الله على انك لك عينين ترى  بهما . وعلى نعمة القراءة وعلى ضوء الشمس والكهرباء ؟ يقول الشاعر الراحل أمل دنقل : ترُي حين افقأ عينيك ، واثبت مكانهما جوهرتين . ترُي هل ترى ؟ هى أشياء لا تشترى !. وكم يكفي من المال مقابل ساقيك ؟ ان لدينا نعم كثيرة تكفى للشكر الدائم ، والإنسان القنوع بما لديه ، الشاكر الله على نعمه يحيا سعيدا ويقبل نفسه  كما هو ساعيا الي الكمال المسيحي والنمو الروحي والعملى فى تواضع ورضا بما لديه فى غير تذمر او تمرد او عصيان بدلا من السعى للوصول الى اهداف زائفة تقوده الى هلاك النفس والروح {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه }(مت  16 :  26). {و اما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة }(1تي  6 :  6) الإنسان الشاكر لله والأخرين يحيا حياة الرضا والسعادة بما لديه فالسعادة ليس بمقدار ما نملك ونستهلك بل السعادة تأتي من القناعة بما بين ايدينا وما في مقدورنا عمله لادخال البهجة والفرح لحياتنا وحياة من حولنا . وكما يقول أحد القديسين (لا موهبة بلا زيادة الا التي هي بلا شكر) . فلنعود أنفسنا يا أحبائي على حياة الشكر لله  وكذلك نقدم الشكر لكل من يساهم فى تقديم خدمة لنا ولاحبائنا ونعود حتى أطفالنا على الشكر لله ولمن يقدم لهم اي شئ لينموا أصحاء النفس والروح.
قال أحدهم عندما تري المرضى في المستشفيات تشكر الله علي الصحة وعندما تري السجون أشكر الله علي نعمة الحرية وعندما تري القبور أشكر الله علي نعمة الحياة وأطلب منه أن يهبك حياة الأستعداد الدائم والحياة الأبدية .
مجالات وأسباب الشكر ..
+ اذ نعدد المجالات والاسباب التى تستوجب تقديم الشكر لله فاننا نستمر فى حياة الشكر الدائم لله على كل شى ، نشكره على انه اعطانا واحبائنا نعمة الوجود كخالق ومحب للبشر ، وعلى نعمة البنوة لله { فشكرا لله انكم كنتم عبيدا للخطية و لكنكم اطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها }(رو  6 :  17) ونشكره على انه عبر بنا تجارب كثيره تعلمنا منها الكثير { شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح. اذا يا اخوتي الاحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب}( 1كو 57:15-58). ونشكره لانه يقودنا فى موكب نصرته {و لكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين و يظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان }(2كو  2 :  14). نشكره على كل ما لدينا من أمكانيات ومواهب { فشكرا لله على عطيته التي لا يعبر عنها }(2كو  9 :  15).

+ عندما كان الشعب قديماً فى البريه واطعمهم الله المن فى البرية أمر موسى ان يحتفظ منه بالقليل في بيت الرب ليكون مجال للتذكر والشكر { و قال موسى هذا هو الشيء الذي امر به الرب ملء العمر منه يكون للحفظ في اجيالكم لكي يروا الخبز الذي اطعمتكم في البرية حين اخرجتكم من ارض مصر. وقال موسى لهرون خذ قسطا واحدا واجعل فيه ملء العمر منا وضعه امام الرب للحفظ في اجيالكم. كما امر الرب موسى وضعه هرون امام الشهادة للحفظ} (خر32:16-34). وهكذا نحن فى العهد الجديد نشكر الله فى كل صلاة ولاسيما فى صلاة القداس التي هي بحق سر الشكر لله على عطيته التى لا يعبر عنها بكلمات .
لقد عرف داود النبي مراحم الله واختبرها لذلك رايناه يبارك الله دائما { باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل امراضك. الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرافة. الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك. الرب مجري العدل و القضاء لجميع المظلومين... الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة.لا يحاكم الى الابد ولا يحقد الى الدهر.لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب اثامنا} (مز1:103-10).
فياليتنا نتعلم من رجال الله القديسين ونشكر الله على نعمه المتنوعة .
+ نشكر الله على الإيمان وعلى نعمة الحياة والفرص المتجدده للتوبه والعمل . كما ان حياة الشكر لا تعني الاستكانة وعدم الجهاد فى تحسين أوضاعنا سواء فى الدراسة او المعيشة او العمل او العلاقات . بل علينا ان نجلس مع  الله وأنفسنا ونحاسبها او نعاتبها ونتخذ القرارات اللازمة لتصحيح اوضاعنا ونقوم بتنفيذ الخطوات العملية للوصول الى الأفضل . علينا ان نتعلم من أخطائنا ونصححها لا ان نبكى على الحليب المسكوب وعندما نسقط علينا ان نبادر بالقيام عالمين ان النجاح يأتى من حسن التقدير وحسن التقدير يأتى من التجربة  والسقوط ما هم الا سوء تقدير . فمع كل يوم جديد نشكر الله الذى اعطانا فرصة جديده للحياة والعمل  والقيام والنجاح ولا ندع شئ يفصلنا عن الله حتى التجارب التى نواجهها فى حياتنا هى فرص نرى يد الله العاملة معنا ، ونجاهد لنكلل . فان الجهاد ومواجهة متاعب الحياة تخلق فينا التحدى والعمل على تخطى الصعاب { اله السماء يعطينا النجاح و نحن عبيده نقوم و نبني } (نح  2 :  20).

+ اننا اذ نحيا حياة الإيمان والتسليم لله فاننا نثق ان ما يحدث لنا سواء بارادة الله او بسماح منه لابد ان ينتهى لخيرنا { و نحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده }(رو  8 :  28). فلهذا نقدم الشكر لا على السعة فقط ولكن حتى فى الضيقات { بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو 3:5-5). فلنحيا دائما شاكرين فى كل حين {شاكرين الآب الذى أهلنا لشركة ميراث القديسين فى النور ، الذى لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا } ( كو 1 13 – 14 ).
فلنشكر صانع الخيرات الرحوم ..

+ ايها الاله الرحوم محب البشر الصالح نشكرك يارب لانك خلقتنا ووهبتنا علم معرفتك ووهبتنا كل مقومات الحياة من شمس وماء وهواء وغذاء وكساء ولم تدعنا معوزين لشئ بل تقودنا كراعي صالح كل الأيام وتعبر بنا تجارب وضيقات الحياة لنتعلم ويشتد عودنا ويتقوى ايماننا ويزداد رجائنا وتنمو محبتنا لك .
+ نشكرك يارب على كل حال لانك تغفر خطايانا وتعيننا وتحفظنا وتقبلنا اليك كأب صالح وتشفق علينا كالأم الحنون. انت يارب تبحث عن الضال لترده وتعصب الجريح وتُجبر الكسير  ولاترفض الراجعين اليك بكل قلوبهم مانحا ايانا سلامك ، واهباً لنا شفاء النفس والروح والجسد . فكيف نعبر عن محبتنا لك الا بشكرنا لنعمك وتسبيحنا بحمدك وطاعتنا لوصيتك وتقديم محبتك لكل محتاج الى أعلان محبتك للجميع .
+ ايها الرب الاله الذي قاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل ، وعبر بها رياح التجارب والضيقات منتصراً على قوى الشر . نسالك يا ملك السلام ان تقودنا رعاة ورعية هذه الايام  وكل أيام حياتنا بكل سلام ونحن نامين فى محبتك وسائرين فى مخافتك . وأبطل عنا كل فخاخ ابليس المنصوبة حولنا وبدد مشورة الاشرار مقدما كل يوم وعلى مدى الأيام كل خير وصلاح وبركة لشعبك مسددا احتياجات رعيتك ايها الراعي الصالح . لنصل بك ومن خلال قيادك الى ملكوتك السماوي . أمين