نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 31 مايو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 6/1


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين احشاء رافات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة } (كو  3 :  12)
قول لقديس..
( في الفترة بين ظلام الليل وضياء النهار، ظهر خلاص الجنس البشري بالقيامة، كالشمس. لذا يجب أن تنتشر بركات هذا الخلاص وذلك كما تنشر الشمس قبل بزوغها أنوار الفجر حتى يمكن للعيون المعدة بنعمة هذا الشروق أن تري عندما تظهر ساعة قيامة الرب. لذلك فإنه يجب على الكنيسة كلها أن تتهلل بالتسبيح للسيد المسيح على مثال النسوة القديسات حينما تحققن قيامة الرب هذا الذي أيقظ البشرية من النوم إذ أعطاهم الحياة وملأهم بنور الإيمان) القديس جيروم
حكمة للحياة .. 
+  اما المستمع لي فيسكن امنا ويستريح من خوف الشر. أم 33:1
But whoever listens to me will dwell safely, And will be secure, without fear of evil. Pro 1:33
صلاة..
" ايها الرب الاله يا من خلقتنى على صورتك ومثالك، يارب الحكمة والمحبة والقدرة والعلم، هبني من لدنك نعمة روحك القدوس ليعطينى حكمة وتمييز لاسلك كما يرضيك واشترك فى العمل معك فى كل عمل صالح لاكون كما تريد واسير كما تهدينى، لا تدعنى اسير وراء ميولى فاتورط ، ولا وراء اهوائى فاتعثر بل اعطنى سلامة التفكير مع حكمة التدبير، والتصرف السليم فى الوقت المناسب. يامن خلقتنى لاعمال صالحة سبقت فاعددتها لاسلك فيها. هبنى الحكمة من روحك وارشدنى طول الطريق وكن لى نعم الرفيق، أحفظنى من الكبرياء والرياء وكل فكر لا يرضى صلاحك يالله الرحيم محب البشر الصالح فليبعد عنا، وأمنحنى ان نسير فى مخافتك ومحبتك كل الأيام، أمين"
من الشعر والادب
"الثبات فى الرب "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
زي الاغصان ما بتثبت فى الكرمة،
وتتغذى من عصارتها، وتجيب أثمار.
أثبت فى الهك وانمو بحبه انت كمان،
وعيش شاهد للي دعاك الى الإيمان.
وزى الزيتونة ما بتتطعم من السيقان،
 وتثمر بالصبر وتفرح الله والإنسان.
خليك مغروس وأتغذى بنعمة الحنان،
وأنمو فى القامة والحكمة والأحسان،
تسمع صوته المفرح فى يوم الديان،
أدخل لفرحى انا منتظرك بقالى زمان.

قراءة مختارة  ليوم
السبت الموافق 6/1
رو 1:11- 20
الإصحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ (1)
فَأَقُولُ: أَلَعَلَّ اللهَ رَفَضَ شَعْبَهُ؟ حَاشَا! لأَنِّي أَنَا أَيْضاً إِسْرَائِيلِيٌّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ. لَمْ يَرْفُضِ اللهُ شَعْبَهُ الَّذِي سَبَقَ فَعَرَفَهُ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ فِي إِيلِيَّا؟ كَيْفَ يَتَوَسَّلُ إِلَى اللهِ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «يَا رَبُّ قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي». لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ لَهُ الْوَحْيُ؟ «أَبْقَيْتُ لِنَفْسِي سَبْعَةَ آلاَفِ رَجُلٍ لَمْ يُحْنُوا رُكْبَةً لِبَعْلٍ». فَكَذَلِكَ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ أَيْضاً قَدْ حَصَلَتْ بَقِيَّةٌ حَسَبَ اخْتِيَارِ النِّعْمَةِ. فَإِنْ كَانَ بِالنِّعْمَةِ فَلَيْسَ بَعْدُ بِالأَعْمَالِ وَإِلاَّ فَلَيْسَتِ النِّعْمَةُ بَعْدُ نِعْمَةً. وَإِنْ كَانَ بِالأَعْمَالِ فَلَيْسَ بَعْدُ نِعْمَةً وَإِلاَّ فَالْعَمَلُ لاَ يَكُونُ بَعْدُ عَمَلاً. فَمَاذَا؟ مَا يَطْلُبُهُ إِسْرَائِيلُ ذَلِكَ لَمْ يَنَلْهُ وَلَكِنِ الْمُخْتَارُونَ نَالُوهُ. وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَتَقَسَّوْا كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ سُبَاتٍ وَعُيُوناً حَتَّى لاَ يُبْصِرُوا وَآذَاناً حَتَّى لاَ يَسْمَعُوا إِلَى هَذَا الْيَوْمِ». وَدَاوُدُ يَقُولُ: «لِتَصِرْ مَائِدَتُهُمْ فَخّاً وَقَنَصاً وَعَثْرَةً وَمُجَازَاةً لَهُمْ.  لِتُظْلِمْ أَعْيُنُهُمْ كَيْ لاَ يُبْصِرُوا وَلْتَحْنِ ظُهُورَهُمْ فِي كُلِّ حِينٍ».  فَأَقُولُ: أَلَعَلَّهُمْ عَثَرُوا لِكَيْ يَسْقُطُوا؟ حَاشَا! بَلْ بِزَلَّتِهِمْ صَارَ الْخَلاَصُ لِلأُمَمِ لإِغَارَتِهِمْ.  فَإِنْ كَانَتْ زَلَّتُهُمْ غِنىً لِلْعَالَمِ وَنُقْصَانُهُمْ غِنىً لِلأُمَمِ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ مِلْؤُهُمْ؟  فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا الأُمَمُ: بِمَا أَنِّي أَنَا رَسُولٌ لِلأُمَمِ أُمَجِّدُ خِدْمَتِي  لَعَلِّي أُغِيرُ أَنْسِبَائِي وَأُخَلِّصُ أُنَاساً مِنْهُمْ.  لأَنَّهُ إِنْ كَانَ رَفْضُهُمْ هُوَ مُصَالَحَةَ الْعَالَمِ فَمَاذَا يَكُونُ اقْتِبَالُهُمْ إِلاَّ حَيَاةً مِنَ الأَمْوَاتِ؟  وَإِنْ كَانَتِ الْبَاكُورَةُ مُقَدَّسَةً فَكَذَلِكَ الْعَجِينُ! وَإِنْ كَانَ الأَصْلُ مُقَدَّساً فَكَذَلِكَ الأَغْصَانُ!  فَإِنْ كَانَ قَدْ قُطِعَ بَعْضُ الأَغْصَانِ وَأَنْتَ زَيْتُونَةٌ بَرِّيَّةٌ طُعِّمْتَ فِيهَا فَصِرْتَ شَرِيكاً فِي أَصْلِ الزَّيْتُونَةِ وَدَسَمِهَا فَلاَ تَفْتَخِرْ عَلَى الأَغْصَانِ. وَإِنِ افْتَخَرْتَ فَأَنْتَ لَسْتَ تَحْمِلُ الأَصْلَ بَلِ الأَصْلُ إِيَّاكَ يَحْمِلُ! فَسَتَقُولُ: «قُطِعَتِ الأَغْصَانُ لِأُطَعَّمَ أَنَا». حَسَناً! مِنْ أَجْلِ عَدَمِ الإِيمَانِ قُطِعَتْ وَأَنْتَ بِالإِيمَانِ ثَبَتَّ. لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ!

تأمل..
+ لا يرفض الله شعبه.. فنّد القديس بولس الرسول بروح الحب حجج اليهود، لا ليحط من امتيازاتهم في العهد القديم، إنما ليرفعهم فوق روح التعصّب وضيق الأفق، فيتمتّعوا مع سائر الأمم ببرّ المسيح، ويشعروا بالتزامهم بالكرازة به أكثر من غيرهم، وهو كرسولٍ للأمم يحذّر بذات روح الحب أيضًا المؤمنين من الأمم لئلاّ يفقدوا برّ المسيح خلال كبريائهم أو استخفافهم بغيرهم، موضحًا خطّة الله الفائقة نحو الكل. وبذلك يعطي الرسول رجاءً لليهود ليتخلّوا عن جحودهم للمسيّا وتعصبهم ، كما يدعو الأمم للتواضع  والإيمان فالقديس بولس وهو يهودى ومن سبط بنيامين قَبِلَهُ الله عندما تجاوب مع محبة المسيح له، وأدخله إلى حظيرة الإيمان، ليس فقط كمؤمن بل ككارز عظيم. السيد المسيح سيظل دائماً وإلى الأبد فاتحاً ذراعيه لكل من يؤمن به. لأنه فى كل جيل يوجد من يؤمن به بدليل أن إيليا النبى عندما اشتكى شعب إسرائيل لله قائلاً عنهم أنهم قتلوا الأنبياء وهدموا المذابح واستبدلوا عبادة الله بعبادة الأوثان، وطلبوا قتله أجاب الله أنه ابقى لنفسه سبعة الأف رجل لم يسجدوا للبعل (امل19: 18). وفى كل الأزمنة، يوجد من يدخل إلى الإيمان بالمسيح. وكيف يكون ذلك؟ باختيار النعمة، أى ينظر الله إلى القلوب فيرى من هو مستعد لقبوله ويرسل له نعمة الروح القدس لتؤازره وتنير قلبه وتقويه ليدخل الإيمان المسيحى ويعتمد، فيثبت فيه الروح القدس إلى الأبد. كما ان الاختيار ليس بناء على أعمال الناموس. لأنه لو كانت أعمالهم سبب خلاصهم لكانوا فى غير حاجة إلى نعمة الله.
+ قساوة القلب وعمي العيون.. عندما يقسى الانسان قلبه ويعمى عينيه عن رؤية الحق ويصم أذنيه عن سماع كلمة الله، يتركه الله فى قساوته ويحجب عنه نعمته لانه رافض لها، وعندما يكون الإنسان وكأنه فى نوم عميق لا يسمع ولا يري ويعمل الشر فانه يبتعد بنفسه عن الله وخلاصه. وبالرغم من أن الكثيرين يروا ويسمعوا بتعاليم وأعمال السيد المسيح إلا أنهم يغلقوا قلوبهم وعيونهم وآذانهم عنه كنبؤة من موسى النبى (تث29: 4)، وإشعياء النبى (إش29: 10-12). ان الانبياء فى العهد القديم موسى وإشعياء وداود شهود على رفض اليهود للإيمان بالمسيح. ومن يريد العمى بالرغم من مناداة الله له، فليكن له ما يريد، فلن تعود نعمة الله تلح عليه بل سيتخلى الله عنه لأنه إذ يعاني فقد يكون ذلك دافع له للتوبة. فلنكن مستعدين فى كل حين لسماع صوت الله من خلال الروح القدس والكتاب المقدس ومن الذين يريدوا لنا الخير، ولا ندع الكبرياء تمنعنا من التلمذة وفهم رسائل الله لنا على فم المحيطين بنا. فالاتضاع هو طريق المعرفة والحكمة وكل صلاح.

+ دعوة اليهود والأمم للإيمان بالمسيح .. يتسأل القديس بولس هل عدم تصديق اليهود أن يسوع هو المسيا المنتظر ورفضهم له، أنهم سقطوا إلى المنتهى؟ بالقطع لا، لأن عثرتهم هى فترة مؤقته، حتى أنهم عندما ابتعدوا عن الإيمان اتجه الله لإنقاذ الأمم. ولعل أحد فوائد ذلك هو بث روح الغيره فى قلوبهم. ان حالتهم "زلة" حولها الله للخير بأن فتح ذراعيه للأمم. أما البهجة العظمى فستكون برجوع غالبيتهم للإيمان بالمسيح. عندما رفض اليهود السيد المسيح دخل الشق الوثنى إلى الإيمان. إذًا فعندما يعود الشق اليهودى إلى الإيمان بالمسيح، سيصبح العالم بشقيه اليهودى والأممى فى الإيمان ليقوم من موت الخطية والجحود، متمتعاً بالقيامة الروحية وفى حالة صلح مع الله. أن اليهود سيرجعون للإيمان قبل نهاية العالم والله ينتظر عودتهم. وكما كانت باكورة الحصاد من اباء وانبياء كخميرة مقدسة تخمر العجين كله، وكما كان الآباء بالأصل جذر وسيقان شجرة جيدة. ولكن خرجت من تلك الشجرة بعض الأغصان الجافة، أى الرافضين للإيمان، فقطعهم الله منها وطرحهم. فان الأمم تشبه زيتونة برية لا تحمل ثمراً فتراءف الله عليك برحمته، ووجد فيك استعدادًا لتتشارك مع شجرة الزيتون الدسمة، فطعَّمها فيها واصبحت منتسبة إلي الزيتونة الاصلية. فلا يمكن للامم أن يفتخروا على الأغصان المقطوعة، حتى وإن أثمروا ثمارًا روحية جميلة، فالمجد والفخر والفضل يعود إلى الأصل، فلا يقل أحد أن الغصن الثابت أحسن من الأغصان الأصلية التى قطعت، لأن الله رفضها ووضع بدل منها فى أصل الشجرة؛ فلنعرف إذاً السبب الحقيقى لسقوط البعض وهو عدم الإيمان، والسبب الحقيقى لثبات الغير هو الإيمان. وهذا يجعل المؤمن ليس متكبرًا أو مفتخرًا، بل متواضع خائف من السقوط. وعلى قدر مخافة الله، يرفض الخطية فيتنقى قلبه ويتعلق بمحبة الله فيحيا فيما لله.

الخميس، 30 مايو 2013

آية وقول وحكمة ليوم الجمعة الموافق 05/31


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات} (رو  10 :  15)
قول لقديس..
(أن الخطاة تلزمهم التوبة التي تؤهلهم لنوال المغفرة، ومع ذلك فإننا نترجى نوال الغفران كهبة للإيمان. وليس كدينٍ لنا، إذ هناك فارق بين من يطلب الغفران كهبة، ومن يطالب به كحق. عليك أن تسدد ديونك السابقة حتى تطلب ما ترجوه. تعالْ كمدينٍ أمينٍ يسدد ما عليه من ديون مستحقة عليه وذلك بالإيمان، قبل أن تعقد قرضًا جديدًا. فالذي يقترض من الله يسهل عليه الوفاء بدينه أكثر مما لو اقترض من إنسان. لأن الإنسان يطلب مالاً لتسديد قرضه، وهذا المال لا يكون ميسورًا على الدوام بالنسبة للمدين. أما الله فيطلب سداد الدين بمشاعر القلب التي في مقدورك... الصلاة والصوم والدموع هي كنوز المدين الوفي، وهي أغنى ممن يقدم مالاً بلا إيمان) القديس أمبروسيوس
حكمة للحياة .. 
+ امراة فاضلة من يجدها لان ثمنها يفوق اللالئ. أم 10:31
Who can find a virtuous woman? For her price is far above rubies.
Pro. 31:10
صلاة..
" يارئيس الحياة وملك الدهور، الداعى الكل الى الخلاص والسلوك فى النور، نشكرك على محبتك ايها الأب الرحيم محب البشر الصالح ونعلن طاعتنا ومحبتنا لك، ونطلب من صلاحك ان تكشف لنا عن محبتك لنحيا وننمو فيها، وتهب لنا حكمة من كنوز الحكمة والعلم لنتعلم منك ايها الراعي الصالح، وتقودنا بروحك القدوس لنحيا سلام النفس والروح فى محبة كاملة، وإيمان واثق، ورجاء متجدد. أعطي يارب إيمان وقوة وقيام للساقطين، شفاء للمرضى، نجاح وحكمة للدارسين. محبة وشبع وسعادة للجائعين، ومعونة وخلاص لمن يعانوا فى بحر العالم المضطرب، سدد أحتاج شعبك وقودنا رعاة ورعية للخير والسلام والخلاص ليتمجد ويتبارك أسمك القدوس، أمين"
من الشعر والادب
"اسجد لك بالروح "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ياللى الدنيا لاهياك عن معرفة الله اللى فداك
غرورها وهمومها مانعاك ترفع قلبك لمولاك
قوله تعالى افتح عيون قلبى ونور ليا دربي
احس اللى معايا اقوى من اللى عليا وضدى
واشوف جمال الحياة معاك وأذوقك بعد صدى
وأجول أبشر بربي وأعلن جمالك من كل قلبى
اعرف أمجاد السماء وأسجد لك بالروح يا ربى
قراءة مختارة  ليوم
الجمعة  الموافق 5/31
الإصحَاحُ الْعَاشِرُ (2)
رو 14:10- 21
فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ. وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ». لَكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ، لأَنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟» إِذاً الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ. لَكِنَّنِي أَقُولُ: أَلَعَلَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا؟ بَلَى! «إِلَى جَمِيعِ الأَرْضِ خَرَجَ صَوْتُهُمْ وَإِلَى أَقَاصِي الْمَسْكُونَةِ أَقْوَالُهُمْ». لَكِنِّي أَقُولُ: أَلَعَلَّ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْلَمْ؟ أَوَّلاً مُوسَى يَقُولُ: «أَنَا أُغِيرُكُمْ بِمَا لَيْسَ أُمَّةً. بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُكُمْ». ثُمَّ إِشَعْيَاءُ يَتَجَاسَرُ وَيَقُولُ: «وُجِدْتُ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي وَصِرْتُ ظَاهِراً لِلَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا عَنِّي». أَمَّا مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُولُ: «طُولَ النَّهَارِ بَسَطْتُ يَدَيَّ إِلَى شَعْبٍ مُعَانِدٍ وَمُقَاوِمٍ».
تأمل..
+ ما اجمل أقدام المبشرين بالسلام .. الذى يؤمن بالله وبمحبته المعلنة لنا فى المسيح يسوع ربنا يجب ان يحيا وينقاد بروح الله ويبشر بإنجيل المحبة والسلام والمصالحة ويشهد لإيمانه الذى يصنع المعجزات. ويوجه القديس بولس الرسول اللوم لبنى جنسه من اليهود الذين من المفروض أن يكونوا نوراً للعالم، وبمعرفتهم للرب أولاً كان يجب أن يكونوا سفراء للعالم كله، ويقوموا بدور كرازي. ولكنهم لم يقوموا بهذا الدور وقاموا قبول الأمم للإيمان. لقد كانوا قادرين أن يكتشفوا المسيح ويكرزوا به للأمم، لكنهم للأسف بسبب كبريائهم لم يقوموا بدورهم الذي أراده لهم الله. وهنا يشير الرسول للخدمة القانونية التي تستلزم خدام يرُسِمَوا بالطريقة القانونية. والذي يرسل الخدام هو رب الحصاد ولكنه من محبته يمنح لقادة الكنيسة ولجماعة المؤمنين أختيار الخدام ثم رسامتهم وتكليفهم وذلك من أجل حفظ نظام الكنيسة واستمرارية التسليم الرسولى ولذلك رأينا أنه بينما إختار الله بولس وبرنابا للكرازة، قامت الكنيسة بوضع اليد عليهما لترسلهما (أع2:13،3) وحينما خَسِر اليهود دورهم ككارزين وسط الأمم خسروا بركات أن يكونوا المبشرين بالسلام (إش7:52). فالذي يبشر بالإيمان بالمسيح، يبشر بالسلام والخيرات فالمسيح ملك السلام ورئيس كهنة الخيرات العتيدة ومعطي كل بركة وخير.
+ أطاعة الإيمان... ليس الجميع أطاعوا الإنجيل كما تنبأ اشعياء النبي فقليلون هم الذين صدقوا وآمنوا. قد أطاعوا الإنجيل. علينا أن نسمع ونؤمن ونطيع. ولابد من الإستماع لكلمة الله حتي يؤمن الإنسان، فبداية الإيمان ونموه تأتي من سماع كلمة الله ولأن الخبر السارة تأنى من كلمة الله فمن يرفض الكلمة، فإنه يرفض الله. ويتسأل الرسول بولس هل لم يسمع هؤلاء بكلمة الله؟ بكل تأكيد هم سمعوا. لأن صوت الكارزين ببشارة الخلاص قد ذاع ووصل إلي كل الأرض. وأقوال الكرازة قد وصلت إلي أقاصي المسكونة. والذى يسمع ولا يؤمن فلاعذر له فى عدم الإيمان ولقد إقتبس الرسول من (مز5:19). وان كان المزمور كان يتكلم عن شهادة الفلك والطبيعة لله، فالكواكب بنظامها العجيب تنطق بوجود الله، لكن بولس فهم المزمور أنه عن شهادة الرسل وكرازتهم التي بلغت أقاصي المسكونة (مر15:16 + مت19:28). فكما رتب الله أن تذاع أعماله في الخليقة عن طريق الشمس والقمر والكواكب، هكذا رتب الآن أن تذاع أعمال الفداء وأعمال محبته لكل العالم بواسطة كرازة الرسل، لذلك يسمي الرسل كواكب.

+ باب مفتوح ودعوة للجميع.. ان باب الإيمان مفتوح لكل انسان والدعوة موجهة لجميع الأمم فى كل مكان وزمان، وعلينا ان نستجيب وونحيا بالإيمان. والقديس بولس يحث اليهود للغيرة من الأمم الذين قبولوا السيد المسيح لكي يرجعوا ويؤمنوا. فالله لم يغلق بابه أمام اليهود أو اي إنسان. إن إشعياء النبى العظيم، الداعي للايمان بالله يتجاسر ويقول علي لسان الرب. وجدت من الذين لم يطلبوني (إش1:65-3) أي صرت إلهاً للأمم. فإشعياء تنبأ هنا عن قبول الأمم. {أما من جهة إسرائيل فيقول طول النهار بسطت يدي إلى شعب معاند ومقاوم}. هنا نري الله طول النهار أي علي الدوام كأب غيور رحيم يمد يده ليحتضن كل من يأتى اليه وبسطت يدي فيها إشارة للصليب حيث بسط المسيح يديه يطلب المصالحة ويريد أن يجذب الكل ويبحث عمن يلبي النداء. إن رحمة الله واسعة جدا وبصلاحه يدعو الجميع ولكن يجب ان نؤمن ونطيع ونبشر بفضل الذى دعانا من عالم الظلمة الى نوره العجيب.

الأربعاء، 29 مايو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 2013/05/30


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ هو يدعو باسمي وانا اجيبه اقول هو شعبي وهو يقول الرب الهي} (زك  13 :  9)
قول لقديس..
( ليتنا لا نيأس، حتى إن كنا أرتكبنا خطايا. عالمين أنه بمثابرة الروح يمكننا نحن غير المستحقين أن نصير مستحقين للأخذ... عالمين أن لنا مدافعًا عظيمًا هو الذهاب إلى الله نفسه بغيرة عظيمة، ويمكننا بالصلاة أن نعبر رحلتنا بسهولة وطمأنينة في هذه الحياة الحاضرة، مكملين بغيرة واشتياق وإلى النهاية حتى نفوز بالأمور الصالحة المحفوظة لنا ونمتع بالرجاء الحسن الذي يهبه الله كي نأخذه، بنعمة ورأفات وحنو ربنا يسوع المسيح، الذي يليق به مع الآب والروح القدس المجد والكرامة والعز إلى الأبد الآبدين آمين.) القديس يوحنا ذهبى الفم
حكمة للحياة .. 
+  كل كلمة من الله نقية ترس هو للمحتمين به. أم 5:31
Every word of God is pure: he is a shield unto them that put their trust in him.Pro 30:5
صلاة..
" ايها الرب الهنا الذى دعانا بنعمته لمعرفته ونحن غير مستحقين لا لبر فينا، بل بمقتضي رحمته وسعيه كأب صالح من أجل خلاصنا. نؤمن بمحبتك ونشكرك لنعمتك ونعترف بخلاصك ونبشر بفضلك. نسائلك ايها الصالح ان تهبنا الحكمة والقوة والنعمة لنحيا شهود أمناء لدعوتك المقدسة باقوالنا وسلوكنا وعلاقاتنا. وليكن لنا منك الإيمان الواثق العامل بالمحبة فى رجاء ثابت برعايتك الإلهية وحكمتك المعطية الحياة وبالأجر السمائى فى مجيئك الثاني لتدين الاحياء والاموات وتعطي كل واحد كنحو أعماله، أمين"
من الشعر والادب
"نفسك يخلصها "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بتشكى همومك ومش لاقي حد أمين للنفس يجالسها
وزاد حزنك والأسي وسالت دموعك وبلت مفارشها
أطلب ابوك السمائى، دا هو قريب ونفسك يخلصها
تعالي لربك وآمن بحبه وهو يشبع النفس ويؤانسها
روح الله يحول حزنك لافراح والمحبة تبقى فارسها
أديله قلبك يسكنه وصادقه وهو فيك الحكمة يغرسها
فى وحدتك يسعدك وثمار روحه تملاء النفس وتقدسها
أطلبه بتوبة وإيمان تعيش سعيد وأمجاد السماء تورثها

قراءة مختارة  ليوم
الخميس الموافق 5/30
رو 1:10- 13
الإصحَاحُ الْعَاشِرُ (1)
أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِنَّ مَسَرَّةَ قَلْبِي وَطَلْبَتِي إِلَى اللهِ لأَجْلِ إِسْرَائِيلَ هِيَ لِلْخَلاَصِ. لأَنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً لِلَّهِ وَلَكِنْ لَيْسَ حَسَبَ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّهُمْ إِذْ كَانُوا يَجْهَلُونَ بِرَّ اللهِ وَيَطْلُبُونَ أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِمْ لَمْ يُخْضَعُوا لِبِرِّ اللهِ. لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ.  لأَنَّ مُوسَى يَكْتُبُ فِي الْبِرِّ الَّذِي بِالنَّامُوسِ: «إِنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». وَأَمَّا الْبِرُّ الَّذِي بِالإِيمَانِ فَيَقُولُ هَكَذَا: «لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ؟» أَيْ لِيُحْدِرَ الْمَسِيحَ، أَوْ «مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ؟» أَيْ لِيُصْعِدَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ؟ «اَلْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ فِي فَمِكَ وَفِي قَلْبِكَ» أَيْ كَلِمَةُ الإِيمَانِ الَّتِي نَكْرِزُ بِهَا لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ. لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى». لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ بَيْنَ الْيَهُودِيِّ وَالْيُونَانِيِّ لأَنَّ رَبّاً وَاحِداً لِلْجَمِيعِ غَنِيّاً لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهِ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ.
تأمل..
+ غيرة بلا معرفة.. مسرة قلب القديس بولس الرسول وطلبته هو خلاص وايمان بنى جنسه. فقلبه يتمزق من الألم حزناً وحسرة على بنى إسرائيل الذين رفضوا المسيح فرُفضوا من الله. وبقلب محب ينظر إلى الميزة  الحلوة فيهم وهى تمسكهم الشديد بالله وغيرتهم على اسمه ولكن تنقصها المعرفة الروحية، متذكرا نفسه هو شخصياً عندما كان شديد الغيرة على الله، في جهله أضطهد المسيحيين قبل أن يستنير قلبه برؤية المسيح. ان عمل الله الرحيم ان يبرر المؤمنين كهبة منه للمؤمنين الخاضعين المتضعين ، لقد تجاهل اليهود بكبريائهم بر المسيح وأرادوا أن يثبتوا جدارتهم فى تبرير أنفسهم بأعمالهم، ليأخذوا كل المجد والمديح لذاتهم المتضخمة، فكانت النتيجة أنهم لم ينالوا البر بسبب كبريائهم. لقد جهل اليهود أن كل الهدف من الناموس والذبائح والعهد القديم، هو تمهيد البشرية لقبول المسيح الواهب البر لكل من يؤمن به. يعود القديس بولس ليقنعهم باستحالة التبرير بالناموس، لأن موسى وضع شرطا وهو أن يفعل الإنسان كل أعمال الناموس ولا يخطئ فى واحدة منها لكى ينال التبرير فيحيا. ولكن منَ من البشر يستطيع ذلك.

+ بر الإيمان بالسيد المسيح.. لقد تساءل الناس فى العهد القديم، إذ رأوا البر عالٍ وبعيد عنهم مثل السماء، وقالوا هل يوجد إنسان يستطيع أن يرتفع إلى السماء ويحيا البر؟! أى لا يوجد إنسان بار واحد يقدر أن يتمم الناموس. أو هل يوجد من يصعد الى السماء ليحدر المسيح واهب البر؟ لقد جاء الينا السيد الرب متجسدا وأصبح التبرير بالإيمان الآن قريب منا ومتاح لنا. وقدم لنا المخلص بموته وقيامته الفداء والتبرير لكل من يؤمنوا وكل ما علينا هو أن نؤمن بقيامته وبقوة تبريره ونسير معه فى طريق البر وأصبح الخلاص ميسوراً بالمسيح يسوع. وعلى كل منا ان يستغل الفرصة مادمنا أحياء على الأرض لئلا يفوتنا الوقت؟ وذلك بالتوبة والتناول من الأسرار المقدسة والاتحاد بالله فى محبة وصلاة ومعرفة ارادة الله منا من خلال الكتاب المقدس كل يوم. وبإيماننا القلبى بأن الله القادر أن يقيمنا من كل سقطاتنا وبسيرنا فى النور تتنقى حياتنا الداخلية. وباعترافنا بالمسيح بسلوكنا الحسن وتصرفاتنا الخارجية نشهد أننا أولاد الله. لننال البر والخلاص. وكل من آمنوا ينالون نصرة على خطاياهم ومجد وكرامة فى الأبدية. لقد تساوى اليهودى واليونانى فى خطاياهم أمام الله، هكذا يتساوى كل من يدعو باسم الرب سواء يهودياً أو يونانياً فى نوال البر من الله الواحد الغنى بسخائه وعطائه للبشرية. وكل من يدعو باسم الرب بالإيمان يخلص.

نحو حياة أفضل (5) الطموح وأستثمار الوزنات


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى 
الطموح كحافز للتفوق...
يُعرف الطموح بانه الحافز او الدافع للوصول الى أهداف محددة فى حياة الانسان، هو الإمل فى النجاح والعمل  للوصول الي ما نريد بما ينمى الفرد ويجعله فى تقدم واذدياد فى المعرفة والامكانيات البشرية والمادية ، البعض يقولون ان الطموح باللغة العربية  يتكون  من (ال) وتعنى {الأستعداد للنجاح} بتنمية الامكانيات الذهنية والمعرفية وتنمية المشاعرالايجابية الخلاقة لدى الشخص لاداء عمل معين فى جد ومحبة وسرور والعمل على تحقيق هذا الطموح بالكفاح والعرق و (ط،م) وتعنى {طور مهاراتك} المعرفية والفنية والعلمية والاخلاقية فلابد ان نكتشف ما هى وزناتنا وما هى نقاط القوة فينا وننميها بالجهد والتدريب والدراسة ونتلافى العادات السئية وأضاعة الوقت فيما لا يفيد . ثم ( و،ح) والتى تعنى { وجه حياتك } نحو الواجهة  الصحيحة لتحقيق أهدافك فى الحياة فلابد من ان يوجد لدينا تصميم للوصول الى اهدافنا الروحية والعملية حتى لو واجهتنا المعوقات والعراقيل فيجب ان يكون لدينا الإيمان بالله والثقة فى محبته لنا ومعاونته لنا للوصول للنجاح { فقال له يسوع ان كنت تستطيع ان تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمن}(مر 9 :  23). ثم ان يكون لدينا الثقة فى أنفسنا اننا قادرون على مذيد من النجاح { فاجبتهم وقلت لهم ان اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني }(نح  2 :  20).
+ ان الله يحثنا على النجاح والتفوق ففى مثل الوزنات نراه يطالبنا بالعمل واستثمار الوزنات المعطاة لنا والذى ربح بالوزنات المعطاة له ضاعف له الاجر وأما من أخذ الوزنة وطمرها ولم  يستغلها حسناً عاقبه {وكانما انسان مسافر دعا عبيده و سلمهم امواله. فاعطى واحدا خمس وزنات واخر وزنتين واخر وزنة كل واحد على قدر طاقته و سافر للوقت.فمضى الذي اخذ الخمس وزنات و تاجر بها فربح خمس وزنات اخر. وهكذا الذي اخذ الوزنتين ربح ايضا وزنتين اخريين. واما الذي اخذ الوزنة فمضى وحفر في الارض واخفى فضة سيده. وبعد زمان طويل اتى سيد اولئك العبيد وحاسبهم. فجاء الذي اخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات اخر قائلا يا سيد خمس وزنات سلمتني هوذا خمس وزنات اخر ربحتها فوقها. فقال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك. ثم جاء الذي اخذ الوزنتين وقال يا سيد وزنتين سلمتني هوذا وزنتان اخريان ربحتهما فوقهما. قال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك. ثم جاء ايضا الذي اخذ الوزنة الواحدة وقال يا سيد عرفت انك انسان قاس تحصد حيث لم تزرع وتجمع حيث لم تبذر. فخفت و مضيت واخفيت وزنتك في الارض هوذا الذي لك. فاجاب سيده وقال له ايها العبد الشرير والكسلان عرفت اني احصد حيث لم ازرع واجمع من حيث لم ابذر. فكان ينبغي ان تضع فضتي عند الصيارفة فعند مجيئي كنت اخذ الذي لي مع ربا. فخذوا منه الوزنة واعطوها للذي له العشر وزنات. لان كل من له يعطى فيزداد ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه. والعبد البطال اطرحوه الى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الاسنان } (مت 14:25 -30).
+ ان كل ما لدينا من إمكانيات روحية أو فكرية أو جسدية أو مادية أو علمية يجب ان نتاجر بها ونستثمرها وننميها لمجد الله ولخيرنا ولخير غيرنا، وكل الانجازات التى نراها حولنا من تقدم علمى وتقنى ومعرفى وحتى فى المجال الروحى ما هي الا سعى دائم من أناس عظماء تحدوا الظروف والمعوقات وحلموا ان يصلوا الى غاياتهم النبيلة ووصلوا اليها . ان تفوقنا الدراسى وزنة يجب علينا ان نربح بها . كما ان عملنا فى تفانى واخلاص وسعى الى التفوق فى تواضع وعدم أنانية وتخطي كل المعوقات فى صبر وحكمة واجب علينا . كما ان علاقاتنا الاسرية والاجتماعية مع المحيطين بنا سواء فى البيت او الشارع او العمل او المجتمع هى وزنات علينا ان نبنى بها نفوسنا ونربح الآخرين، اموالنا وزنة يجب ان تستخدم فى خدمة الله والخير والغير، أوقاتنا وزنة نستطيع ان نتاجر بها ونربح فحياتنا أوقات ومن يضيع اوقاته يضيع حياته، يجب ان نعمل على بناء نفوسنا وغيرنا واسعادهم بطريقة روحية تربح نفوسهم ليكونوا اناس صادقين أمناء مما يحقق الطموح فى بناء الانسان الصالح فى المجتمع الفاضل . 
مابين الطموح والطمع ...
+ الطموح  السليم يجب ان تكون له غايات وأهداف خيرة وكذلك يجب ان نستخدم الوسائل السليمة للوصول اليه وعندما نحيا فى مخافة الله ومحبته يزيدنا النجاح تواضع وحكمة ونبتعد عن حب الظهور وتمجيد الذات أما الطمع فهو تمركَّز حول الذات، ولأهداف عالمية رخيصة ، وبوسائل قد تكون سليمة او خاطئة. مثل الطمع في الغنى، في اللذة، في الشهوة، في المال ، في الألقاب، في العظمة، في المجد الباطل وما الى ذلك .
+ سليمان الملك كانت طموحاته في العظمة والرفاهية، وفى الزواج والمتع الحسية. مع انه بدا بداية حسنة وطلب من الله الحكمة فاعطيت له لكنه انحرف عن الهدف السليم  وهكذا قال عن نفسه {فعظمت عملي.  بنيت لنفسي بيوتا، غرست لنفسي كروما، عملت لنفسي جنات وفراديس قنيت عبيدا وجواري. جمعت لنفسي أيضا فضة وذهبا وخصوصيات الملوك والبلدان. اتخذت لنفسي مغنين ومغنيات،وتنعمات بني البشر سيدة وسيدات.  فعظمت وازددت اكثر من جميع الذين كانوا قبلي في  اورشليم  ومهما اشتهته عيناي لم امسكه عنهما} (جا4:2 -10). وماذا كانت نتيجة كل هذه الطموحات العالمية؟ يقول سليمان الحكيم {ثم التفت أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي، وإلى التعب الذي تعبته في عمله، فإذ الكل باطل وقبض الريح، ولا منفعة تحت الشمس}(جا11:2). هذا هو الطمع العالمي الباطل..  الطمع العالمى قاد سليمان إلى الخطية وإلى عقوبة الله.  وقال عنه الوحي الإلهي {إن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى.  ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه }(1مل4:11).
+ والغنى الغبى هذا الذي {أخصبت كورته فقال أهدم مخازني، وأبني أعظم منها، وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي.  وأقول لنفسي: يا نفسي لكِ خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة.  استريحي وكلي واشربي وافرحي} (لو19،18:12).وهكذا كان مركزاً كل همه في المادة وحول ذاته.  ولم تدخل علاقته بالله في طموحه. لذلك سمع ذلك الحكم الإلهي: { يا غبي، في هذه الليلة تؤخذ نفسك منك.  فهذه التي أعددتها، لمن تكون؟} (لو20:12). ولكن بالطبع الغنى والنجاح فى الحياة يكون لمجد الله  وخدمة النفس والغير متى تم بطرق سليمة ولاهداف نبيلة وهكذا راينا ابينا ابراهيم كان غنياً جداً وخائفا لله مضيفاً للغرباء، والمعلم ابراهيم الجوهرى كان رئيس للدواوين وكان غنياً بالحكمة والمال والعمل الصالح .
+ الحكمة وضرورتها لحياتنا .. اننا نحتاج الى الحكمة والافراز لنعرف ان نميز بين الخير والشر وبين الفضيلة والرذيلة وبين التواضع او الكبرياء ، وبين الطموح الروحى السليم والطمع او الجشع  ويجب ان نلاحظ أنفسنا ونطلب من الله روح الحكمة التى يمتدحها الإنجيل قائلا عنها { تبلغ من غاية الى غاية بالقوة وتدبر كل شيء بالرفق. لقد احببتها والتمستها منذ صباي  وابتغيت ان اتخذها لي عروسا وصرت لجمالها عاشقا. فان في نسبها مجدا لانها تحيا عند الله ورب الجميع قد احبها. فهي صاحبة اسرار علم الله و المتخيرة لاعماله. اذا كان الغنى ملكا نفيسا في الحياة فاي شيء اغنى من الحكمة صانعة الجميع. وان كانت الفطنة هي التي تعمل فمن احكم منها في هندسة الاكوان. واذا كان احد يحب البر فالفضائل هي اتعابها لانها تعلم العفة والفطنة والعدل والقوة التي لا شيء للناس في الحياة انفع منها. واذا كان احد يؤثر انواع العلم فهي تعرف القديم وتتمثل المستقبل وتفقه فنون الكلام وحل الاحاجي وتعلم الايات والعجائب قبل ان تكون وحوادث الاوقات والازمنة. لذلك عزمت ان اتخذها قرينة لحياتي علما بانها تكون لي مشيرة بالصالحات ومفرجة لهمومي وكربي} (حك 1:8-9).
فوائد الطموح فى حياتنا ..
+ الطموح يكسب صاحبه حيوية ونشاط .. ويهبه قوة لتحقيق الاهداف التى تبدو مستحيلة للكثيرين وهكذا يدعونا القديس بولس للتسابق للفوزمع ضبط النفس للحصول على الأكاليل السمائية { الستم تعلمون ان الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكن واحدا ياخذ الجعالة هكذا اركضوا لكي تنالوا. وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء اما اولئك فلكي ياخذوا اكليلا يفنى واما نحن فاكليلا لا يفنى}( 1كو 24:9-25). ان الطموح دليل على شرف النفس ونبلها وعفتها { والنفس العفيفة لا قيمة توازنها }(سير 26 : 20) .
+ ان الطموح يحقق المستحيل ويعطى صاحبه كرامة ومجدا.. {اما الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون؟؟ المجد و الكرامة والبقاء فبالحياة الابدية } (رو 2 : 7) ولهذا يوصينا الانجيل بان نعطى كرامة  للاباء المدبرين حسنا { اما الشيوخ المدبرون حسنا فليحسبوا اهلا لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم }(1تي 5 : 17). وليس الطموح او النجاح مدعاة للكبرياء او الغرور بل يجب ان يقودنا للتواضع وخدمة الاخرين.ليكن الطموح واستثمار الوزنات مجالاً لنا للخدمة وخلاص نفوسنا ومن حولنا أيضاً.   
+ الطموح يحقق السعادة والرضا والقناعة.. اننا اذ نسلك بحكمة نجد ان الطموح يقودنا الى اقتناء الفضائل وثمار الروح فننمو ونساعد الإخرين على النمو والنجاح ونفرح ونسعد بما لدينا ونسير فى طريق الكمال ناسين ما هو وراء ممتدين الى قدام لنصل الى حياة القداسة فى تواضع { كما ان قدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة و التقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد و الفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة.ولهذا عينه وانتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة  وفي المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوى. وفي التقوى مودة اخوية وفي المودة الاخوية محبة. لان هذه اذا كانت فيكم و كثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح }( 2بط 3:1-8). هكذا نسعى فى أجتهاد هاربين من الفساد، مثمرين ثمر الروح، نبى أنفسنا على أيماننا الاقدس ليرى الناس أعمالنا الصالحة فيمجدوا ابانا السماوى .
هبنى روح التفوق والطموح ..
+ ايها الرب الاله يا من خلقتنى على صورتك ومثالك، يارب الحكمة والمحبة والقدرة والعلم هبني من لدنك روحاً صالحاً في حكمة وتمييز لاسلك كما يرضيك واشترك فى العمل معى فى كل عمل صالح لاكون كما تريد واسير كما تهدينى ولا تدعنى اسير وراء ميولى فاتورط ، ولا وراء اهوائى فاتعثر بل اعطنى سلامة التفكير مع حكمة التدبير، يامن خلقتنى لاعمال صالحة سبقت فاعددتها لاسلك فيها. هبنى الحكمة من روحك وارشدنى فى الطريق وكن لى نعم الرفيق .
+  أعطنا يارب روح التلمذة لنتعلم  لنتعلم من رجال الحكمة والقداسة والعلم الذى قدتهم للنجاح والتفوق متمثلين باعمالهم الصالحة وإيمانهم المستقيم . وهبنا حكمة لنتعلم ونقبل النقد البناء الذى يبني ولا نلتفت الى مشورة الاشرار. أعطنى الحكمة لكي لا اسلك فى طريق الخطاة ولا أجلس فى مجلس المستهزئين . بل فى نور كلامك أسير ومن انجيلك أتعلم وبروحك القدوس أنقاد، وتكون انت الراعي الصالح لي تقودنى الى حياة الشبع والارتواء بمحبتك والأكتفاء بنعمتك واستخدم  مواهبى ووزناتى وأمكانياتى فى خدمتك وخلاص نفسي واخوتى .

+ يارب أملنا رضاك ولا نبتغى فى الإرض سوى صنع ارادتك الصالحة الكاملة المرضية  فعلمنا ان لا نشاكل أهل العالم الذين الهتهم بطونهم ومجدهم فى خزيهم بل نخلع الإنسان العتيق ونلبس الانسان الجديد الذى على صورتك، فنسير معك وتنقلنا من مجد الى مجد.

الثلاثاء، 28 مايو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 5/29

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ ايها الاحباء اذ كنت اصنع كل الجهد لاكتب اليكم عن الخلاص المشترك اضطررت ان اكتب اليكم واعظا ان تجتهدوا لاجل الايمان المسلم مرة للقديسين (يه 1 : 3)
قول لقديس..
(في كل فضيلة اذ نشعر بتقدم فيها ننطق بكلمات الرسول: {لا أنا بل نعمة الله التي معي، بنعمة الله أنا ما أنا} "1 كو 15: 10"،  فالله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل مسرته."في 2: 13". إذ يقول مقدم خلاصنا نفسه: {الذي يثبت فيّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كبير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا} "يو 15: 5". كما قيل: {إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون، وإن لم يحرس الرب المدينة فباطلاً يتعب الحراس} "مز 126: 1-2") القديس يوحنا كاسيان
حكمة للحياة .. 
+  بلا رؤية يجمح الشعب اما حافظ الشريعة فطوباه. أم 18:29
Where there is no vision, the people perish: but he that keepeth the law, happy is he.Pro 29:18
صلاة..
" ربي والهي.. فى كل يوم نري رحمتك وصبرك ورافاتك علينا، تستر وتغفر، ترعى وتعول ، تحفظ وتجبر وتعصب، تجود علينا بمراحمك رغم عدم إستحقاقنا ، وتعلن لنا محبتك بطرق كثيرة، فاعطنا يا الله الإيمان القوى والرجاء الثابت والمتجدد والسلام الراسخ. علمنا ان نثق في محبتك ورعايتك  وحتى ان اتت الرياح بما لا تشتهى السفن، فلتكن انت فرحنا وسلامنا ومع حبقوق النبي{ فمع انه لا يزهر التين ولا يكون حمل في الكروم يكذب عمل الزيتونة والحقول لا تصنع طعاما ينقطع الغنم من الحظيرة ولا بقر في المذاود. فاني ابتهج بالرب وافرح باله خلاصي .الرب السيد قوتي ويجعل قدمي كالايائل ويمشيني على مرتفعاتي} (حب 17:3-19).

من الشعر والادب
"نقاوة القلب "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
لو عاوز القلب يبقى نقي مقبول فهيم
لازم تحرره من شهوات أبليس اللئيم
وأبعد الثعالب تدخل تفسده وفيه تهيم
علي الخليقة كلها خليك شفوق ورحيم
وخلي المسيح بالمحبة فيه يحل ويقيم
وأعمل مع الله وخليك مع الكل كريم
تسعد على الأرض وتنال حياة النعيم

قراءة مختارة  ليوم
الاربعاء الموافق 5
/29
رو 25:9-33
كَمَا يَقُولُ فِي هُوشَعَ أَيْضاً: «سَأَدْعُو الَّذِي لَيْسَ شَعْبِي شَعْبِي وَالَّتِي لَيْسَتْ مَحْبُوبَةً مَحْبُوبَةً. وَيَكُونُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فِيهِ لَسْتُمْ شَعْبِي أَنَّهُ هُنَاكَ يُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ الْحَيِّ». وَإِشَعْيَاءُ يَصْرُخُ مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ: «وَإِنْ كَانَ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ فَالْبَقِيَّةُ سَتَخْلُصُ. لأَنَّهُ مُتَمِّمُ أَمْرٍ وَقَاضٍ بِالْبِرِّ. لأَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ أَمْراً مَقْضِيّاً بِهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَمَا سَبَقَ إِشَعْيَاءُ فَقَالَ: «لَوْلاَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ أَبْقَى لَنَا نَسْلاً لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُومَ وَشَابَهْنَا عَمُورَةَ». فَمَاذَا نَقُولُ؟ إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوْا فِي أَثَرِ الْبِرِّ أَدْرَكُوا الْبِرَّ، الْبِرَّ الَّذِي بِالإِيمَانِ. وَلَكِنَّ إِسْرَائِيلَ وَهُوَ يَسْعَى فِي أَثَرِ نَامُوسِ الْبِرِّ لَمْ يُدْرِكْ نَامُوسَ الْبِرِّ! لِمَاذَا؟ لأَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ لَيْسَ بِالإِيمَانِ بَلْ كَأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. فَإِنَّهُمُ اصْطَدَمُوا بِحَجَرِ الصَّدْمَةِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «هَا أَنَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ وَكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى».

تأمل..
+ رحمة الله تشمل الجميع.. الله برحمته يدعو الجميع الى التوبة والإيمان، اليهود والأمم، بالرغم من أن الكثيرين رفضوا المسيح. لكن الله كما جاء فى هوشع النبي ان الله سيدعو النفس والشعب الذى لا يستحق الرحمة والمحبة برحمة. والذين ليس شعبي "لوعمي". بشعبه المختار. والرسول يقصد أن هوشع تنبأ عن أن الله سيختار الأمم، فهم لم يكونوا من شعبه وصاروا من شعبه، ولم يكونوا مرحومون فصاروا مرحومين. وسوف يحدث أنه في المكان الذي كان يتعبد فيه الأمم للأوثان حين قيل لهم لستم شعبي، في نفس هذا الموضع سيقدم الأمم العبادة لله وسُيْدعَوْن أبناء الله الحي، ولا داعي لأن يذهبوا إلي أورشليم، بل الله سيُعْبَد في كل مكان. يعتقد اليهود هيكل أورشليم هو موضع العبادة أمّا قول المسيح للسامرية فهو فى كل مكان يجب ان تقدم العبادة لله بالروح الحق. وكما تنبأ إشعياء بالعودة من السبي، وقليلون هم الذين عادوا من السبي. وهذا ما حدث أيام المسيح، فالأقلية آمنوا والأغلبية رفضوا المسيح. وهنا يسمي الرسول الذين آمنوا بالبقية كما أسماهم إشعياء. والبقية قد تكون إشارة لإيمان اليهود في آخر الزمان. لكن كلمة البقية هي إشارة واضحة لأن الكنيسة في العهد القديم أو العهد الجديد هي شجرة زيتون واحدة، وبعد المسيح قطعت الأفرع التي رفضت الإيمان، وبقي المؤمنون علي الزيتونة. لان الله الذي بدأ سيكمل معهم ويخلص البقية ويتمم عمله بالبر، وهذا سيتم في نهاية الأيام. ويحقق الخلاص والبر لكل من يؤمن، يهوداً وأمم، بإنتشار الكنيسة في كل العالم. لانه لولا رحمة الله لصرنا مثل سدوم وعمورة أي بلا نجاة وخلاص.
+ قبول الأمم للإيمان وسقوط المتكبرين.. إن الأمم الذين لم يكونوا يسعوا فى أثر البر فهم لا يعرفوا شيئاً ولم يشعروا بإثمهم أمام الله، بل لم يسمعوا عن الله ولا علي الناموس. نالوا التبرير بواسطة الإيمان بالمسيح الذي سمعوا عنه ودون أن يسمعوا عن الناموس. وصدقوا ببساطة أن الله قد قبلهم، ففرحوا به وآمنوا به، وبإيمانهم صاروا أبراراً، دون أن يكون لديهم أي خبرة سابقة من ناموس أو أعمال. هذه هي نعمة الله المجانية. البر الذي بالإيمان وليس بالتحول إلي اليهودية أولاً. وبهذا رأينا صدق مواعيد الله، فالذين ليسوا من شعبه صاروا من شعبه ويسبحونه بل أبنائه. ولكن إسرائيل وهو يسعى في أثر ناموس البر لم يدرك ناموس البر. لماذا لأنه فعل ذلك ليس بالإيمان بل كأنه بأعمال الناموس فأنهم اصطدموا بحجر الصدمة. كما هو مكتوب ها أنا أضع في صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة وكل من يؤمن به لا يخزى. مشكلة اليهود أنهم شعروا أنهم قادرين أن يتبرروا دون الله، بل هم يفتخرون علي الله ببرهم، فمن يستطيع أن يتبرر من دون حاجة لله لن يشعر بإحتياجه لله. وبافتخار وكبرياء على الله والغير. وفي مقارنة بين الفريسي الذي إستضاف المسيح (لو7) والمرأة الخاطئة، فالفريسي كان يشعر في نفسه أنه بار فلم يحصل علي شئ، أما المرأة الخاطئة فتبررت لأنها شعرت بخطيتها وإحتياجها للمسيح. وما يشرح فكر اليهود المثال الذي إستعمله السيد المسيح عن الفريسي والعشار. فما فعله الفريسي هو مثال يشرح هذه الآيات.  فالمؤمن المسيحي يشعر دائماً أنه محتاج لله والمؤمن يثق في الله العامل معه وبهذا يستمر في إتحاد مع المسيح وينطلق للانهائية في عمله، ويضمن حياته الأبدية. والمؤمن تكون عينيه مفتوحة ويري نفسه أن خاطئ (أر9:17). أما اليهود فكانوا لا يشعرون باحتياجهم لله، بل كانوا يشعرون في داخلهم أنهم أبرار، هم أرادوا أن يثبتوا بر أنفسهم. وهذا عكس ما حدث مع الأمم الذين لم يحاولوا إثبات بر أنفسهم، بل هم في بساطة آمنوا بالمسيح فتبرروا.

اليهود كان لهم الناموس الذي كان قادراً أن يقودهم للمسيح، فغاية الناموس هي المسيح لمن يسلك بتواضع وإنسحاق، ومثل هذا يكتشف المسيح ويعرفه وهذا ما حدث مع التلاميذ الإثني عشر مثلاً، أما رئيس الكهنة المنتفخ بكبريائه وبره لم يعرف المسيح. بل أن التلاميذ إعترفوا أنهم لم يستطيعوا الإلتزام بالناموس (أع10:15). وشعروا بإحتياجهم لله، أما المتكبرين فلم يعرفوا المسيح المتواضع فكان لهم حجر صدمة فتعثروا فيه، فالله لا يسكن سوى عند المنسحق القلب والمتواضع. ولكن المتكبرين الذين يرفضوا الإيمان بعناد، فقد رفضوا البر مع الرحمة وإستمروا يعملوا ليقيموا بر أنفسهم. وبرفضهم للسيد المسيح يترضضوا وتنكسر أمجادهم الروحية، أو يقعوا تحت الحجر فيسحقهم. وكل من يؤمن بالمسيح مخلصا وراعي صالح لا يخزي وكل من يأتى الي لله معلناً إحتياجه في إيمان فالله سيعطيه ويعمل معه ولن يخزي.

الاثنين، 27 مايو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 5/28


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ الله يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي  2 :  4)
قول لقديس..
( وعد وكلمة الله هما اللذان شكّلا إسحق وولداه. فماذا إن كان الرحم هو الأداة وأحشاء المرأة هي الوسيلة؟ لكن ليس قوّة الأحشاء هي التي ولدت الطفل بل قوّة الوعد. هكذا نحن أيضًا نولد بواسطة كلمة الله. ففي جرن المعموديّة كلمة الله تلدنا وتشكّلنا. لقد ولدنا من جديد بالعماد باسم الآب والابن والروح القدس. هذا الميلاد ليس بقوّة الطبيعة بل بقوّة وعد الله (يو 3: 3؛ أف 5: 26؛ يع 1: 18؛ 1 بط 3: 21). إذن لنتيقّن من معرفة دقيقة عن سمونا، ولتكن حياتنا لائقة بهذا السمو) القديس يوحنا ذهبي الفم
حكمة للحياة .. 
+ من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم. أم 13:28
He that covereth his sins shall not prosper: but whoso confesseth and forsaketh them shall have mercy. Pro28:13
صلاة..
" ايها الرب الاله الذي قاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل ، وعبر بها بحار ورياح التجارب والضيقات منتصراً على قوى الشر. نسالك يا ملك السلام ان تقودنا رعاة ورعية هذه الايام وكل أيام حياتنا بكل سلام لننمو فى محبتك ونسير فى مخافتك. أبطل عنا كل فخاخ ابليس المنصوبة حولنا وبدد مشورة الاشرار مقدما كل يوم وعلى مدى الأيام كل خير وصلاح وبركة لشعبك مسددا احتياجات رعيتك ايها الراعي الصالح . لنصل بك ومن خلال قيادتك الى حياة الشكر والفرح والمحبة وننتصر على كل معوقات الحياة التى تواجهنا ونصل الى ملكوتك السماوي، أمين."

من الشعر والادب
"نعمة غنية "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
نعمة الله الغنية ترحم وتصبر على كل البشرية
وتقبل الخاطئ وتغفر له وتحرره من كل خطية
واشبعت الالاف وفاض من خمسة خبزات كمية
دا غيرت شاول المجدف لقديس النعمة الالهية
اللص قال اذكرني دخل الفردوس،برحمة سمائية
انت وانا بالنعمة محبوبين وعطايا الله لينا غنية.
قراءة مختارة  ليوم
الثلاثاء الموافق 5/28
الإصحَاحُ التَّاسِعُ (1)
رو 1:9- 24
أَقُولُ الصِّدْقَ فِي الْمَسِيحِ لاَ أَكْذِبُ وَضَمِيرِي شَاهِدٌ لِي بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: إِنَّ لِي حُزْناً عَظِيماً وَوَجَعاً فِي قَلْبِي لاَ يَنْقَطِعُ! فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُوماً مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ وَلَهُمُ الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً ُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. وَلَكِنْ لَيْسَ هَكَذَا حَتَّى إِنَّ كَلِمَةَ اللهِ قَدْ سَقَطَتْ. لأَنْ لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلاَ لأَنَّهُمْ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ هُمْ جَمِيعاً أَوْلاَدٌ. بَلْ «بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». أَيْ لَيْسَ أَوْلاَدُ الْجَسَدِ هُمْ أَوْلاَدَ اللهِ بَلْ أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ يُحْسَبُونَ نَسْلاً. لأَنَّ كَلِمَةَ الْمَوْعِدِ هِيَ هَذِهِ: «أَنَا آتِي نَحْوَ هَذَا الْوَقْتِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ».  وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ رِفْقَةُ أَيْضاً وَهِيَ حُبْلَى مِنْ وَاحِدٍ وَهُوَ إِسْحَاقُ أَبُونَا.  لأَنَّهُ وَهُمَا لَمْ يُولَدَا بَعْدُ وَلاَ فَعَلاَ خَيْراً أَوْ شَرّاً لِكَيْ يَثْبُتَ قَصْدُ اللهِ حَسَبَ الِاخْتِيَارِ لَيْسَ مِنَ الأَعْمَالِ بَلْ مِنَ الَّذِي يَدْعُو  قِيلَ لَهَا: «إِنَّ الْكَبِيرَ يُسْتَعْبَدُ لِلصَّغِيرِ».  كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ».  فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْماً؟ حَاشَا! لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: «إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ».  فَإِذاً لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى بَلْ لِلَّهِ الَّذِي يَرْحَمُ.  لأَنَّهُ يَقُولُ الْكِتَابُ لِفِرْعَوْنَ: «إِنِّي لِهَذَا بِعَيْنِهِ أَقَمْتُكَ لِكَيْ أُظْهِرَ فِيكَ قُوَّتِي وَلِكَيْ يُنَادَى بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ».  فَإِذاً هُوَ يَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَيُقَسِّي مَنْ يَشَاءُ.  فَسَتَقُولُ لِي: «لِمَاذَا يَلُومُ بَعْدُ لأَنْ مَنْ يُقَاوِمُ مَشِيئَتَهُ؟»  بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟ أَلَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا: «لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هَكَذَا؟»  أَمْ لَيْسَ لِلْخَزَّافِ سُلْطَانٌ عَلَى الطِّينِ أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ وَآخَرَ لِلْهَوَانِ؟  فَمَاذَا إِنْ كَانَ اللهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً لِلْهَلاَكِ.  وَلِكَيْ يُبَيِّنَ غِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ الَّتِي أَيْضاً دَعَانَا نَحْنُ إِيَّاهَا لَيْسَ مِنَ الْيَهُودِ فَقَطْ بَلْ مِنَ الأُمَمِ أَيْضاً.
تأمل..
+ أحزان القديس بولس لعدم إيمان شعبه بالمسيح.. يعبر القديس بولس عن رغبته ومحبته لإيمان الجميع بالمسيح ونوالهم الخلاص والحياة الأبدية لاسيما الشعب اليهودى. فهو يود بمحبته ان يبذل حياته من أجل ان يؤمنوا وينفى عن نفسه تهمة أنه قد ضحى بهم وأنكرهم كشعبه وأقاربه وأنسبائه بالجسد بعد إيمانه بالمسيح، بل ويظهر محبته الباذلة نحوهم لأنه تأثر بمحبة المسيح الفادى على الصليب. وهو لا ينسى بولس الامتيازات العظيمة التى خصهم بها الله دوناً عن سائر الشعوب اذا جعلهم ابناء له منذ القديم (تث 14: 1). وهم الشعب الوحيد فى العالم الذى رأى مجد الله فى صورة عمودى السحاب والنار فى البرية وفى الخيمة. ومنحهم العهود التى أقامها الله معهم، ولكن يا للعجب أنهم رجعوا عن عهودهم مع الله. واعطاهم الشريعة التى كشفت إرادة الله وهذبت الإنسان وعلمتهم كيف يعبدوا الله وأعطاهم المواعيد بالمخلص ومنهم الاباء وهم إبراهيم وإسحق ويعقوب المحبوبون لدى الله. وأهم من كل ما سبق هو مجئ السيد المسيح من نسلهم من جسد العذراء مريم، ولكنه ليس إنساناً عادياً بل إلهاً أزلياً أبدياً له كل المجد والبركة إلى الأبد آمين.
 + وعود الله للمختارين ... لعل البعض يظن أن كلمة الله قد سقطت، أى وعد الله بخلاص شعب إسرائيل. فنفى بولس ذلك مؤكداً أن كلمة الله ووعوده ثابتة لا تسقط عبر الأزمنة. لأن وعد الله هو فقط للإسرائيلى الحقيقى الروحى الذى سيرتبط بالمسيح المخلص الموعود به، والذى هو غاية العهد القديم وليس لكل بنى إبراهيم بحسب الجسد، بدليل أن إسماعيل ابن لإبراهيم بالجسد ولكن لم ينل الوعد، بل أن الوعد يتم بإسحق الذى سيحافظ على الإيمان ثابتاً كأبيه إلى أن يأتى المسيح، الذى هو غاية الوعد والبركة لإبراهيم. فالبنوة لله ليست البنوة لإبراهيم بالجسد، بل الإيمان والتمسك بوعود الله أى الإيمان بالمسيح. فعندما وعد سارة أنه سيكون لها ابن فى شيخوختها، هو الذى اعطي حياة لمستوع سارة بعد شيخوختها لإقامة نسل لله.
+ أختيار الله ليس للنسب الجسدى فقط.. يؤكد القديس بولس أن اختيار الله غير قاصر على النسب الجسدى، قدم مثلاً قوياً بيعقوب وعيسو التوأمين من بطن رفقة زوجة أبينا إسحق والمتشابهين من حيث الأب والأم. ولم يختار الله الإثنين، بل بسابق علمه نظر إلى مستقبل كل منهما فوجد يعقوب الأصغر أكثر حباً له وأكثر حرصاً على إرضائه من أخيه، فاختاره الله بالرغم من أن يعقوب لم تكن أعماله كاملة، إذ سقط فى خطيتى الخداع والكذب. ولكن مهما بلغت أعمال الإنسان من البر فهو لم يصل بعد إلى درجة استحقاقه لاختيار الله له، ولكن الاختيار هو هبة ونعمة فائضة من الله المحب للبشر المتجاوبين معه، لتسندهم وترفعهم إلى كماله. وقد جاءت محبة الله ليعقوب ليس كمحاباه من الله له، بل لأنه سبق ورآه مستحقًا لهذه المحبة. فجاءت أعمال يعقوب الحسنة بعد ذلك مؤكدة لدقة اختيار الله له، وكتقدمة بسيطة من يعقوب لله المحب، بينما جاءت بغضة الله لعيسو ليس ظلمًا له ولكن بناء على سابق علم الله أن عيسو إنسان قاسى القلب مستهتر بالنعمة.
 + الاختيار الإلهي وحرية الإنسان.. أختيار الله لإنسان دون الآخر ليس معناه أبدًا أن الله قد حدد للبعض النعيم الأبدى وللبعض الهلاك الأبدى، وإلا لكان الإنسان غير مسئول عن حياته، ولكن الحقيقة أن اختيار الله مبنى على سابق علمه بقلب الإنسان وسلوكه وأعماله وكل تفاصيل حياته. فالله يختار الإنسان الذى يريد أن يختار الله. لذلك قال الله لموسى مع كل تقديرى للإنسان فى جهاده وأعماله، فإن هذا لا يعنى أن ما يناله الإنسان من عطايا سماوية هى ثمن هذا الجهاد، بل هى نعمة لا تقدر بثمن تُمنح بالقطع للمجاهدين وتُمنع عن المتراخين. لذلك قال الله، إنى أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف، لأن الفضل كله فى النعمة يرجع إلى رحمتى ورأفتى وبالتالى ليس من حق إسرائيل أن يغضب بسبب اختيارى للأمم، لأن رحمتى المبنية على سابق علمى تخصنى أنا وحدى كإله. الإنسان بمشيئته وسعيه غير قادر على الوصول إلى مستوى جيد يستحق عليه الرأفة والرحمة، إن فعل الصلاح من مراحم مساندة نعمة الله للعجز الإنسانى كما قال السيد المسيح "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يو15: 5).

+ خلاص الله لشعبة من عبودية فرعون.. عندما أراد الله أن يخلص شعبه إسرائيل من أرض مصر، اختار فرعون القاسى القلب المقاوم لله ليظهر طول أناة الله فى احتماله مماطلة فرعون وعناده طوال فترة الضربات العشر. واختار موسى الحليم ليخلص الشعب من يد فرعون. وكلمة يقسى من يشاء تعنى أن الله سمح لفرعون أن يظهر قساوته الموجودة أصلاً فيه ويتحدى الله، لكن لو شاء الله لأهلك فرعون من أول ضربة، ولكنه تركه فى قساوته مرة بعد مرة ليتمجد الله فى النهاية. علينا ان نؤمن بحكمة الله ونتضع أمامه ليرشدنا ويهدينا ويصنع منا إوأني للكرامة والمجد فالخزاف يري فى فكرة الطينة ويشكلها كما يليق بها وهي تسلم وتعطى ذاتها لله الذى له سلطة مطلقة على العجينة الواحدة من الطين، أن يجعل منها إناء للكرامة كتحفة فنية جميلة، أو إناء للهوان والغضب ونلاحظ أن القديس بولس لم يقل أن الله هو الذى صنع آنية الغضب، بل فقط احتملها لأن الإنسان بشره يصير آنية تغضب الله. وكانت آنية الرحمة هى إسرائيل المتذلل من العبودية فى أرض مصر، فأخذهم إلى أرض الموعد، وأصبحوا شعبا ذا شأن وجعل لهم اسمًا عظيمًا ممجدًا بين الشعوب، وهنا ظهرت عظم رحمة الله بهم. وكما اختار الله اليهود البؤساء ليرحمهم، هكذا أيضاً امتدت رحمته لتشمل الأمم البؤساء، ليصنع منهم شعبه أى كنيسة العهد الجديد جنباً إلى جنب مع المسيحيين من أصل يهودى.