نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 24 يناير 2022

خواطر في الحياة الروحية (19) كُونُوا رَاسِخِينَ فِي الإيمَانِ



                     للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ بقدر ما نعمق أساسات البناء على أرضية وقواعد صلبة سليمة،  بقدر ما يثبت ويعلو ويبقي البناء ولا تؤثر فيه المخاطر التي يتعرض لها. وهناك من يدرسوا ويعملوا حساباتهم حتى لا تتأثر المباني بالزلازل والعواصف. هكذا يدعونا الكتاب المقدس أن نكون ثابتين راسخين فى الإيمان بالله ومحبته وفي العمل معه عالمين أن تعبنا وصومنا وخدمتنا وكل عمل خير نقدمه من أجل الرب له أجرته ومكافأته {إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ}(1كو 15 : 58).

+ رسوخنا في الإيمان يعني ثباتنا فى المسيح وشبعنا بكلمته وطاعتنا لوصاياه ومحبتنا له من كل القلب وعلاقتنا الشخصية الوطيدة به وتناولنا من الأسرار المقدسة تجعلنا نثمر ونتقوى كالأغصان الثابتة في كرمة خصبة تأتي بثمر لحساب مجد الله وملكوته كما قال الرب { اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً.} ( يو 4:15-5). يطلب السيد المسيح  منا أن نثبت فيه فالغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته ما لم يثبت في الكرمة. هكذا يجب أن تكون لنا حياة مسيحية بفكر وقلب وسلوك مسيحي لائق بأولاد الله القديسين. يكون لنا حواس مقدسة وفكر المسيح الطاهر { وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ }(1كو 2 : 16). ونسير حسب سلوكه { مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً} (1يو 2 : 6) نتبعه في محبته وبذله ورحمته ووداعته وأتضاعه وخدمته. وهو يعدنا أننا سنكون معه ويكرمنا الآب السماوي حسب غناه في المجد { إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ }(يو 12 : 26).

 + إيماننا بأبوة الله و صلاحه ومحبته واعترافنا برحمته وأحساناته يجب أن تدفعنا لحياة الإيمان العامل بالمحبة فنجاهد ونتاجر ونستثمر الوزنات المعطاة لنا من الله ونقدم فى إيماننا فضيلة ومعرفة وتعفف وصبر ومحبة أخوية ومتى كان فينا السعي والجهاد في الفضائل ننمو فيها، وتصير لنا حياة نشيطة مملوءة ثمارًا صالحة . وتكون الثمار وسيلة للنمو والثبات فى معرفة حقيقية لربنا يسوع المسيح وصلة روحية راسخة بالروح القدس الذى يهبنا بنعمته أن ننمو يوما فيوم { وَلِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،. وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،. وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.} (2بط 5:1-8). أن هدفنا من كل الفضائل المسيحية هو معرفة المسيح معرفة راسخة وكاملة وحقه وسليمة والنمو في محبته والالتصاق والاتحاد به. من يجاهد لكى ينمو فى الفضائل يعرف ربنا يسوع معرفة حقيقية. ويثبت فيه ويكون له هذا الثبات حياة أبدية. وسلسلة الفضائل تبدأ بالإيمان والتغصب على فعل ما هو صالح، وتنتهى بالمحبة، الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله يثبت فيه، لهذا يدعونا الرب يسوع المسيح للثبات فى محبته { كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي} (يو 15 : 9).

+ ومع الثمر المتكاثر والعمل الروحي إلا أنه قد تظهر لدى المؤمن ضعفات وخطايا مما لا يرغبه الله فينا وعلينا بمراجعة نفوسنا على ضوء كلمة الله ونعمة الروح القدس لنتوب ونتخلص من الضعفات ونصلي لينقينا منها بالتوبة والتواضع والطاعة والانقياد للروح القدس، فيقوم الله بالعمل ككرام يقلم أغصان الكرمة لكي تأتي بثمر أكثر. فلا نرفض تأديب الرب، بل ونعد أنفسنا للأنتصار فى الحروب الروحية وأحتمال التجارب فى إيمان بالله ومحبة ورجاء فى الله، أذ حررنا المسيح من العبودية للشيطان والشهوات ومحبة المال فيجب علينا أن نثبت فى الحق والحق يحررنا ويقودنا فى موكب نصرته { فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ }(غل 5 : 1). يجب أن نسهر على خلاص نفوسنا ونثبت فى الإيمان المستقيم في مواجهة قوى الشر { اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوُّوا } (1كو 16 : 13). نتمسك برجائنا فى المسيح ووعوده فى الإنجيل { مُتَأسِسينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ} (كو 1:23).

+ علينا أن نقاوم إبليس ولا نرضخ لتهديد أو وعيد حتى تتحقق لنا المواعيد فالله صادق وأمين ووعده بالنصرة أكيد لمن يقاوم راسخ فى الإيمان حتى وأن تألمنا يسيرا فالله يكملنا ويثبتنا ويقوينا ويقودنا فى موكب نصرته {اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هَذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ. وَإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيراً، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.} (1بط 8:5-11).

نصلي لأجل رسوخنا في الإيمان.

+ أيها الرب الهنا, محب البشر الصالح, صانع الخيرات الرحوم الذي دعانا أبناء وأحباء أنعم علينا بمعرفتك الحقيقة وهبنا قوة ونعمة لنشترك معك فى كل عمل صالح، وننمو فى المعرفة  والحب ثابتين في الإيمان ومتأصلين في المحبة و فرحين فى الرجاء لنصل الى ملء القامة والحكمة والنعمة التي إليها دعوتنا.

 + أيها المسيح الهنا، الكرمة الحقيقة ثبتنا فيك أغصان حية أيها الكرمة الحقيقية لنتغذى بنعمتك ونثمر بعملك فينا وثباتنا فيك ويدوم ثمرنا وعلمنا أن نكتشف وزناتنا ونتاجر ونربح بها من أجل امتداد ملكوتك السماوى فينا ومن حولنا.

+ يا روح الله القدوس العامل فى الأسرار والمؤمنين من أجل بنيان وخلاص النفوس، أعمل فينا وقودنا للتوبة وعلمنا طريق الحياة والبر والحق والخير والرحمة وارشدنا طوال الطريق وساعدنا مهما يطول أو يقصر الدرب وانصرنا في الحرب، واهدنا الى ملكوتك لكي وبهذا يتمجد اسمك القدوس، امين.

السبت، 22 يناير 2022

شعر قصير -127- الجهاد وثمر الروح



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" أحيا لا أنا بل المسيح "

واثق أني أنت حاضر معانا في كل زمان ومكان

وقادر أني تديني تواضع وتسكن في قلبي كمان

تنقي قلبى وتقدس فكرى وأشوفك معى بالإيمان

تعلمني ازاي أحب وأتعلم منك الطيبة والغفران

أنمو في معرفتك وبنعمتك أعيش دائما فرحان

أحيا لا أنا بل أنت وأتعلم منك الرحمة والاحسان

شمالك تسندني ويمينك تحيط بي برقة  وحنان

.......

(2)

" الجهاد وثمر الروح "

جاهد بتواضع قلب وأطلب من الله يهبك ثمر  الروح

أنقاد بروح الله في العمل رائحة المسيح منك تفوح

المحبة أم الفضائل تثمر بك سلام وفرح فين ما تروح

البار بالإيمان يحيا ويثمر صلاح وتعفف  بقلب صفوح

طول الأناة يملأ حياتك وداعة تظهر للغير بكل وضوح

طريق الكمال المسيحي  طويل ومجال الجهاد مفتوح

كل من يجاهد يضبط نفسه خلي عندك رجاء  وطموح

.....

(3)

" الإبحار نحو الأبدية"

وسط بحر العالم الهائج بأمواجه لازم تشق لك طريق

تبحر سفينتك حياتك بسلام ويكون لك المسيح رفيق

وجه البوصلة للأبدية ونحو السماء ولا شئ لك يعيق

ولا يوم تغرك الدنيا بحلاها ولا يجذبك بخداعها بريق

أعمل الخير وأنسى ما وراء وامتد لقدام وأصحى وفيق

خلك حكيم وأسلك بتدقيق العمر يجرى زفير وشهيق

اربح نفسك وخلصها للسماء ولو عانيت بعض الضيق

......

(4)

" مصر بلد القيم والقمم"

                     لما تجتمع العراقة والجمال يبقي احنا في وادي النيل                 

 عبق التاريخ باهرامه والخضرة والزرع يعانق النخيل

والسماء الصافية ويا غيوم سارحه تديك منظر جميل

مصر جنة الله فيها القيم والقمم وجو يشفي كل عليل

بلد الكنايس والجوامع والتسبيح بحمد الله نهار وليل

بكرمك وعطاء نيلك حلوه يا بلدى وزيك مفيش مثيل

لاجلك بذل أبائنا الدم وبالروح نفديكي ونردلك  الجميل

........

(5)

" الأبوة ومحبة الآب"

الأبوة مش كلام دى بذل وخدمة وعطاء بدون  قيود

أراد الفنان أن يعبر عن الأبوة التي تتخطى كل الحدود

اخذ قطع من تمثال الأب وصنع منه أبن لحيز الوجود

عبر عن حب الأب الذى يبذل ذاته لابناءه وبيها يجود

الله بحبه لنا بذل ذاته عنا وتجسد وهو  الإله المعبود

ووهبنا نعمة روحه القدوس يأخذ بأيدينا ولينا يقود

كأب صالح يهب خيراته لبنيه ومعها الميراث والعهود

الاثنين، 17 يناير 2022

عيد الظهور الإلهي وثماره في حياتنا- 2


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى


 المعمودية موت وقيامة مع المسيح .. 

 في عيد الغطاس تأسس سر المعمودية بعماد مخلصنا الصالح وأظهر لنا ضرورة المعمودية للخلاص فهي موت ودفن الإنسان العتيق وشهواته وقيامة مع المسيح في جدة الحياة والجهاد الروحي الذي تسنده نعمة الروح القدس ولذلك يقول الكتاب المقدس { أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة.} (رو 6: 35). في المعمودية نموت عن الخطية مع المسيح. ليحل المسيح بالإيمان في إنساننا الداخلي لنقوم خليقة جديدة في المسيح وعلينا أن نهتم بتغذية أرواحنا يوما فيوم وكما يقول السيد المسيح { ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الله }(لو 4 : 4). المعمودية لا تلغي حريتنا لنصنع الخير أو الشر ولكن بالمعمودية يحررنا المسيح من الطبيعة الخاطئة ولا يصح أن نعود لعبودية إبليس والخطية مرة أخرى. كما يقول القديس بولس الرسول { مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضا معه} (كو 2: 12).  والدفن لا يتم برش التراب على الميت، بل بوضع المتوفى تحت التراب. وحيث أن المعمودية دفن، فلابد أن يغمر المعمد تحت الماء، لكي يموت الإنسان العتيق ويحيا الإنسان الجديد. ولذلك ندفن في المعمودية بالتغطيس. ونخرج من رحم الكنيسة من جديد وكلمة معمودية أي صبغة  baptism  أي أن إنسانًا يدخل في الماء ويخرج مصطبغ بلون جديد. مثل قماشة تأخذ صبغة معينة من هذا يتأكد لنا أن المعمودية لابد أن تتم بالتغطيس وليس بمجرد الرش. كمعمودية المسيح: { فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء}(مت 3: 16). وفى تعميد خصي الحبشي تعمد بالتغطيس وصعد من الماء {فأمر أن تقف المركبة فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي وعمده ولما صعد من الماء خطف روح الرب فيلبس }(أع 8: 39). تتم المعمودية بالتغطيس ثلاث دفعات في الماء كمثال الثالوث، يتضح ذلك من قول رب المجد يسوع لتلاميذه {وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس} (مت 28: 19). ولان المعمودية ولادة روحية، فيولد الإنسان مرة واحدة فلا تعاد معمودية المؤمن لأن المعمودية موت مع المسيح وقيامة معه فلا تحدث المعمودية سوى مرة واحدة. كما نقول في قانون الإيمان "ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا". الذي اعتمد مرة لا يمكن أن يعاد معموديته حتى لو ضعف وأخطأ أو حتى أنكر المسيح، فعندما يتوب لا تعاد معموديته، بل يكتفى بالتوبة والاعتراف والتناول.

المعمودية ولادة وخليقة جديدة ... 

في المعمودية يحل الروح القدس على ماء المعمودية ويقدسها ويعطيها القدرة الولادة  لذلك قال الرب يولد من الماء والروح. ونلاحظ أن الأب الكاهن يسكب الميرون على الماء على شكل الصليب  ليحل الروح القدس على الماء لكي يهبه القدرة على الولادة ويسكب الكاهن الميرون علي شكل صليب لكي يأخذ الروح القدس مما للمسيح ويعطينا. ويخبرنا بطريقة الخبرة وليس الإخبار أي المعرفة. المعمودية تجعل المعمد خليقة جديدة في المسيح { إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. فالأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدًا}(2كو5: 17). الذي يحدث في المعمودية هو إقامة من الموت. نموت مع المسيح ونقوم معه. ويفقد الشيطان سلطانه على النفس المؤمنة وتخرج من مملكة الشيطان وتدخل في مملكة الله. ولذلك يجحد المعتمد قبل التغطيس الشيطان أو يكفر بكل أفكاره واعماله النجسة، وعند جحد الشيطان ينظر الإنسان إلى الغرب. لأن الغرب إشارة للظلمة والهلاك والموت كما ان الاتجاه الى الشرق والاعتراف والإقرار بالايمان المسيحي يدخلنا إلى النور والخلاص والحياة. ويولد الإنسان الجديد الذي يتجدد حسب صورة خالقه بلا خطية. المعمودية تجديد وولادة من الماء والروح لذلك يلبس المعمد الملابس البيضاء وفوقها الزنار الأحمر. لكي نعلن أن النقاء الذي أخذه الطفل المولود من الماء والروح هو بفعل دم المسيح ويلبس الثوب الأبيض وفوقه الزنار الأحمر نقول حبيبي أبيض وأحمر كما قالت عروس النشيد على المسيح. فيكون على  صورة المسيح الكامل في نقائه وفاعلية الفداء. والزنار يربط من فوق الكتف الأيمن إلى تحت الإبط الأيسر. لماذا؟ لأن المسيح ردنا من التدبير الشمالي والبعد عنه وجعلنا قريبين منه فهذه قيمة دم المسيح أو الخلاص الذى تممه السيد المسيح.

 المفاعيل الروحية لسر المعمودية

 المعمودية تهب المعمدين مفاعيل روحية كثيرة يتمتع بها المعمد الذي  يعيش في عهد مع الله لنكون أبناء وبنات لله ونحيا كما يحق لإنجيل المسيح.

1: غفران الخطايا والخلاص والتبرير ...هذا ما وضحه معلمنا بطرس الرسول بقوله: { توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا..} (أع 2: 38). بالمعمودية تغفر الخطية الموروثة من آدم وتسمى بالخطية الجدية أو الأصلية، كما يقول الكتاب { بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت} (رو 5: 12). بالتوبة و الإيمان والمعمودية تغفر الخطايا التي ارتكبها الشخص الكبير قبل أن يقبل سر المعمودية. بالإيمان والمعمودية نحصل على الخلاص {من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن}(مر 16:16). {خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس} ( تي 5:3). {الذي مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح من الله}(1بط 21:3). المعمودية تهب المعمد الخلاص من عقوبة الخطية ومن قوتها حتى لا نستعبد للخطية والموت الأبدي بل ينال قوة روحية تمكنه من حياة النصرة والغلبة في المسيح يسوع. ونتبرر بالنعمة لنصير أهلا الحياة الأبدية { خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية} (تي 3: 57). والتبرير معناه إعطاء البراءة للمذنب ليس لأنه لم يخطئ، بل لأنه قد افتدى بدم المسيح.

 2- المعمودية والبنوة والاستنارة .. بالمعمودية نولد من فوق كأبناء الله بالتبني {لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح.} ( غل 26:3). إن المعمودية تعتبر ميلادا جديدا من الله، فهي تعطي بنوة جديدة أي يصبح المعتمد ابنا لله. ويشرق علينا نور الإيمان وننمو في معرفة ربنا يسوع المسيح وحقائق الإيمان المسيحي وسرّ التجسّد والفداء ونحيا أسرار الكنيسة ونجاهد برجاء منتظرين المجيء الثاني وقيامة الأموات وحياة الدهر الآتي.

والمعمودية تهبنا استنارة روحية وتنقلنا إلى مملكة المسيح فى النور وهي موت مع المسيح وقيامة معه كأبناء النور { ولكن تذكروا الأيام السالفة التي فيها بعدما أنٌرتم صبرتم على مجاهدة آلام كثيرة} (عب 3:10). هكذا المولود أعمي عندما أغتسل في بركة سلوام أتي بصير واستنار عقله ووبخ اليهود على عدم إيمانهم بمن فتح عينيه. المعمودية تهب استنارة بالروح المسيح وينير إنساننا الداخلي و ننال مغفرة للخطايا ويحل المسيح فينا { لأن الذى قال أن يشرق نور من ظلمة، هو الذى أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح} (2كو6:4). المعمودية تعطي استنارة وحكمة وتمييز فيكون لنا الإيمان العامل بالمحبة ونعرف مجد ميراثنا فيه { مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا هو رجاء دعوته وماهو مجد ميراثه في القديسين وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين، حسب عمل شدة قوته} ( أف 18:1-19). فالمعمودية هي سرُّ إنارة المؤمن، ومن هنا فهي تُسمَّى سرَّ الاستنارة.

3- المعمودية و التقديس والتطهير ..

نتقدس بالرشم بالميرون لنكون هيكلاً لله { كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو أي شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب}(أف 5: 2527). التقديس يعني إعطاء الصحة الروحية السليمة، القداسة في أصل الكلمة اليوناني هي الصحة السليمة الخالية من الأمراض. وليس معنى القداسة أنها العصمة من الخطية، فالإنسان يظل معرض للسقوط في الخطية طيلة أيام حياته على الأرض. تمام كالشخص السليم صحيا، يكون معرضا للإصابة بالأمراض. ولكنه يسعى للشفاء ليستعيد صحته. فما ينطبق على الجسد ينطبق أيضا على الروح. فلنطلب دائما من الله ان يعطينا البصيرة الروحية لنحيا كابناء وبنات مقدسين ومكرسين حياتنا لله لنعرفه ونعبده بالروح والحق ونتدرج في معرفة الله حسب نمونا الروحي ومقدرتنا على المعرفة والحبّ { إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!»}(رو 8 : 15). { فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ }(رو 8 : 17).  نطلب كأبناء فنأخذ ونسأل فيعطى لنا ونقرع ويفتح لنا. ونصلي ليجدد الروح القدس طبيعتنا و يهبنا حياة مقدسة غير فاسدة تستطيع أن تقاوم الشر والخطية. ويقصد بالتطهير التنظيف من أدران الخطيئة وفسادها الداخلي. ويكتسي المعمد ببر المسيح فيغطيه بثوب خلاصة ورداء بره، كما يقول النبي {فرحا أفرح بالرب، تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر} (أش 61: 10)

4- نوال الحياة الأبدية:

المعمودية تؤهل الإنسان للدخول إلى الحياة الأبدية، كما قال الرب يسوع المسيح { إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله}(يو5: 5) {خلضنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح ومخلصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية} (تى 5:3-7)) {ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلكم}( 1بط 3:1-4). فيا لعظم هذه البركات التي يحصل عليها الإنسان عندما يتقبل سر المعمودية ونعمة الحياة الجديدة في المسيح يسوع ويسلك كما يحق لإنجيل ربنا يسوع المسيح.  أما أن تهاون المؤمن ورجع للخطية فعليه بالتوبة والرجوع الي الله . ليستعيد بركات المعمودية وامتداد عملها الخلاصي فينا وما علينا إلا أن نتوب بدموع ونتبع مثال الابن الضال في عودته إلى أحضان أبيه ويقدم توبة لله معترفا بخطاياه شاعرا  بعد أستحقاقه ويأخذ الخاطئ التائب من الأب الكاهن العلاج والحل من الخطايا ويتناول من الأسرار المقدسة ويحيا فى تقوى ومخافة ومحبة الله مجددا عهود معموديته ويجد القبول وينال الغفران وتفرح به السماء وملائكة الله ويؤهل للحياة الأبدية.


في عيد الظهور الإلهي نرفع الصلاة

+ أيها الآب القدوس السمائي الذي أعلن لنا عن ذاته وأبوته وبره نرفع صلاتنا لتجعلنا أهلاً لنعمة البنوة والسير في طريق القداسة لنكون قديسين في كل سيرة ونسعى إلى الكمال المسيحي. ونحن نثق في محبتك ولا نتكل علي ذواتنا بل علي نعمتك الغنية ومحبتك الأبدية وصلاحك يا من خلقتنا لأعمال صالحة أعددتها لنسلك فيها.

+ يا يسوع المسيح الهنا، شمس البر و واهب الاستنارة. يا من أعلنت لنا سر الثالوث القدوس وتجسدت وعشت بيننا لتعلمنا المحبة والطريق وتهبنا حياة أفضل لنسلك في النور والحق وتكون لنا الحياة. نشكرك يا حامل خطايا العالم ونطلب من صلاحك أن تغفر خطايانا وتمحو آثامنا وتقودنا في طريق البر و كقائد نصرتنا بك ومعك نرث الحياة الأبدية مع كافة قديسيك.

+ يا روح الله العامل في الكنيسة وأسرارها، الغني فى طبيعته، واهب النعمة والمواهب وثمار الروح، دعنا ننقاد بحكمتك و ننمو في النعمة وفي معرفة مشيئة الله الصالحة و تثمر ثمار الروح ورائحة المسيح الذكية منا تفوح، ونكون بحق أبناء لله الآب ونعيش بالتقوى في العالم الحاضر، أمين.

 

تأملات في عيد الظهور الإلهي - 1


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

عيد الظهور الإلهي

+  لقد حقق الله شهوة الآباء والأنبياء المقدسة لمجئ الله متجسداً لخلاص البشرية كما قال اشعياء النبي { ليتك تشق السماوات وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال} (اش 64 : 1). وها السموات تنشق في عيد الظهور الإلهي ورأينا الرب يسوع المسيح الإبن الكلمة المتجسد يعتمد من يوحنا المعمدان والآب القدوس يعلن سروره بالابن ويحل الروح القدس على السيد المسيح في نهر الأردن معلنا تكريس الإبن الوحيد ذاته من أجلنا خلاصنا ليقدسنا فيه من خلال عماده في نهر الأردن ورسم لنا طريق الخلاص ومغفرة الخطايا { وللوقت وهو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه } (مر1 :10). في هذا العيد انفتحت فيه السماء على على الارض لتعلن رضا الآب القدوس ومسرته بالبشرية المتمثلة فى الابن الكلمة المتجسد ومن خلاله الابن رضاه على المؤمنين باسمه { وصوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت }(مت 3 :17). ولقد سمى العيد بعيد الغطاس لان السيد المسيح فيه غطس فى ماء الاردن معتمدا من يوحنا وهو القدوس الذي بلا خطية ولهذا رفض يوحنا المعمدان اولا بلباقة ان يعمده { ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتي الي} (مت3:14). لقد أكمل السيد المسيح فى تواضع ووداعة كل بر واتى ليعتمد معمودية التوبة نائبا عن البشرية الخاطئة وممثل لها ولكي يرسم لنا طريق الخلاص كحامل لخطايا العالم، لهذا قال الرب ليوحنا المعمدان { اسمح الآن لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر حينئذ سمح له } (مت3:1).

+ لقد عاش يوحنا المعمدان ناسكا عابدا لله فى صحراء اليهودية حتى بدأ رسالته يعمد ويدعو الى التوبة وغايته القصوى اعلان مجئ ابن الله الذى سيعمد بالروح القدس ويحمل خطايا العالم { وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ» وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ»} (يو 29:1-34).

عيد الأنوار و الاستنارة الروحية...

+ فى عيد الظهور الإلهي استعلن لنا النور الحقيقي الذى ينير لكل إنسان يقبل للنور ويؤمن به ويسير فيه { فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه. كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم. كان في العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم}( يو 4:4-10). أن الظلمة المقصودة هنا،هي ظلمة الخطية بالسقوط وظلمة العقل بالجهل وعدم معرفة الله التي تقود للهلاك { قد هلك شعبي من عدم المعرفة }(هو 4 : 6) ألم يقل الكتاب { لأنكم كنتم قبلا ظلمة وأما الآن فنور في الرب اسلكوا كأولاد نور }(أف 5 : 8). ولهذا نرى السيد المسيح رد على مقاوميه عندما فتح عيني المولود أعمى عندما قاوموا عمله الخلاصي وأغلقوا عقولهم واعينهم وادعوا المعرفة { فقال يسوع لدينونة أتيت أنا الى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين وقالوا له لعلنا نحن ايضا عميان. قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية ولكن الآن تقولون إننا نبصر فخطيتكم باقية} (يو 39:9-41). لقد استنارت قلوب المؤمنين فى عيد الأنوار باستعلان الثالوث القدوس الإله الواحد فالاب من السماء يعلن مسرته بالابن الكلمة المتجسد والابن يعتمد فى نهر الأردن والروح القدس مثل حمامة مستقرا عليه. وهذا ما علمه الرب يسوع المسيح لتلاميذه وبشروا به فى كل مكان وآمنا به ونعيشه بالروح والحق كخبرة إيمانية يومية وبه نثق أننا بالإيمان نخلص { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به وها أنا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 19:28-20) وهؤلاء الثلاثة هم واحد { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد } (1يو 5 : 7). إن بنوة المسيح يسوع لله الآب هي بنوة روحية أزلية أبدية كولادة النور من النور{ ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل انشاء العالم} ( يو 17 : 24). وقد أعلنت هذه البنوة الازلية من قبل الملاك { فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو1 : 35). واعلن السيد المسيح في طفولته فى الهيكل{ الم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لابي } (لو 2 : 49). واعلن السيد المسيح بوضوح فى بشارته { أنا والآب واحد } (يو 10 : 30). اما انه المسيح قد لقب ايضا "ابن الإنسان" فلانه تجسد وتأنس فى ملء الزمان من القديسة مريم البتول { والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا} (يو 1 : 14). لقد تجسد الابن الكلمة وصار مسيح للعالم كله ولكل انسان ليحتضن البشرية بالمحبة والتواضع ويعلن لها محبة ومعرفة الآب وغفرانه ويقودها للخلاص والحياة الأبدية { عرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم} (يو 17 : 26). ولهذا اوصى السيد تلاميذه بإعلان بشري الخلاص للخليقة كلها{ وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن}( مر15:16-16).

لماذا اعتمد السيد المسيح ؟

+ أعتمد السيد المسيح من يوحنا المعمدان كممثل ونائب عنا وأكمل السيد المسيح فى تواضع ووداعة كل بر وأتى ليعتمد معمودية التوبة نائبا عن البشرية الخاطئة ولكي يرسم لنا طريق الخلاص كحامل لخطايا العالم. كان الشعب يذهبون ليعمدوا بمعمودية التوبة لغفران الخطايا في نهر الأردن، وذهب معهم السيد المسيح في اتضاع عجيب، ضمن جموع التائبين الذين يغتسلون بالماء من خطاياهم، مع أنه لم يفعل أية خطية. هنا ونشير إلى حقيقة أن الغفران بذبائح العهد القديم أو بمعمودية يوحنا غفرانًا ينتظر ذبيحة صليب السيد المسيح وفاعليتها، إذ لم ينتقل البشر من الموت إلى الحياة، ومن الجحيم إلى  الفردوس إلا بعد إتمام الفداء على الصليب. ذهب مخلص العالم البار القدوس الذي بلا خطية وحده، ليُحسب في نظر الناس مع الخطاة التائبين الذين يغتسلون من خطاياهم، مثلما قيل عنه {وأحصى مع أثمة} (إش 53: 12). لقد حمل الرب يسوع المسيح خطايانا، وقبل ذلك بكل اتضاع لكي نحمل نحن الخطاة صورة بره وقداسته وكماله.

+ ويجيب القديس يوحنا ذهبي الفم عن لماذا أعتمد السيد المسيح ويقول " كان يوحنا يعمد اليهود لمغفرة الخطايا، فلماذا نال يسوع المعمودية؟ وما هي المعمودية التي نالها؟ من الأكيد أن المسيح لم يكن بحاجة إلى معمودية يوحنا، فهو "الذي لم يصنع خطيئة ولم يوجد في فمه مكر" (1 بطرس 2: 22). ويسوع تحدّث عن نفسه فقال: "مَن منكم يثبت عليَّ خطيئة؟" (يوحنا 8: 46). فإذا كان المسيح أتى إلى يوحنا لا لطلب غفران الخطايا، فلماذا طلب أن يعتمد إذًا؟ هذا العماد شرحه سفر الأعمال بهذا القول: {ان يوحنا عمّد بمعمودية التوبة مخاطبًا للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده أي بيسوع المسيح}(أع 19: 4). إذاً كان من الضروري ان يبشَّر بالمسيح من بيت الى بيت، وأن تتمّ الدعوة لقضيته في كل مكان ومنطقة، وأن يجري التعليم في المجامع بأن يسوع هو ابن الله مخلّص العالم. لقد استفاد يوحنا من زحف الجموع من كل المدن والقرى، وقال كلمته: "هذا حَمَلُ الله"، "الذي يأتي بعدي كان قبلي وهو أقوى مني". وجاء التثبيت من العلاء بصوت الأب وشهادة الروح القدس الذي ظهر بهيئة حمامة. فالأب أراد أن يعلن هو نفسه عن ابنه للبشر. وهذا ما عبَّر عنه يوحنا المعمدان بقوله: "الذي أرسلني لأعمّد قال لي...الذي ترى الروح نازلاً عليه هو..". أما السبب الثاني لمعمودية يسوع فقد أشار إليه يسوع نفسه، وذلك عندما قال ليوحنا "...يجب أن نكمل كل برّ" (مرقس 13: 14). ما هو البر؟ هو تتميم كل وصايا الله. بهذا المعنى قال لوقا البشير عن زكريا وأليصابات: "كانا كلاهما بارّين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم" (لوقا 1: 6). وبما أن  كل إنسان يلتزم بتكميل كل بر، لهذا جاء المسيح وأكمل البر. فالمسيح أطاع النبي يوحنا وأطاع شريعة الختان و تقدمة الذبائح، وحفظ شريعة السبت والأعياد اليهودية. وهذه كلها برّ".

+ أكمل السيد المسيح كل بر عن طريق تتميم الناموس لأن الناموس يظهر الخطية ولكن لا يبرر منها فمعمودية التوبة ترمز لمحاولة التبرير من مخالفات الناموس. فالمسيح من خطوات اكمال الناموس في جسده تعمد لكي وأكمل كل بر. وأعلن قبوله لمهمته الخلاصية أي موته فالمعمودية هي موت مع المسيح، فالمسيح بمعموديته يعلن أنه يقبل هذا الموت وأنه سيقوم بعد موته لأن المعمودية فيها موت وقيامة، وأنه يطيع حتى الموت موت الصليب. المعمودية هي مثال لسر موته وقيامته. المعمودية هي اعلان حب. باتحادنا مع المسيح فأحيا بحياته فيستخدم اعضاءنا كآلات بر، فنعمل أعمال بر.

+ أعتمد السيد المسيح لكي يرسم لنا طريق الخلاص والولادة الجديدة من الماء والروح القدس لهذا قال لنيقوديموس{ الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ» قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوح} (يو 3:3-6). لقد رسم لنا الرب يسوع بعماده طريق المصالحة والتي بدأت بتجسده لتتم المصالحة على عود الصليب ثم بالقيامة. ونلاحظ أنه في آدم فقد الإنسان علاقته بالله وحدثت فاصل بينه وبين الله ولكن قبول السيد المسيح للروح القدس فى معموديته لحسابنا وهو آدم الثاني وحل الروح القدس عليه كما يحل على ماء المعمودية وتصير المعمودية لنا موت وقيامه معه

+ كان الكهنة قديما في سن الثلاثين وهي  بدء عملهم الكهنوتي يغتسلون بماء علي مثال معمودية التوبة { وتقدم هارون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع وتغسلهم بماء}(عد 4:29) ومعمودية السيد كانت إعلان بدء خدمة المسيح الكهنوتية فهو رئيس كهنة الخيرات العتيدة، الذي جاء وقدم نفسه ذبيحة عنا. كما يوجد في الفكر اليهودي نوع أخر من الاغتسال يتم قبل الزفاف فتذهب العروس إلى المعمودية التي تسمى ميكفا مياه جارية وتتعمد وتعتبر حياتها القديمة انتهت وتبدأ حياة جديدة مع عريسها. والكنيسة لابد أن تتعمد وتبدأ حياة جديدة مع عريسها المسيح. ولهذا المسيح أيضا بنزوله إلى المعمودية اعد المعمودية لعروسه الكنيسة بانه اعد ينبوع مياه لتتخلص من حياتها القديمة وتبدأ حياة جديدة مع المسيح.  .

+ اعتمد السيد المسيح أيضا لكي يقدس الماء ويفتح أبواب السماء لقد قدس الماء بعماده ليعد لنا التقديس والتبني بالنعمة، لقد طهر ماء المعمودية باصطباغه في نهر الأردن، واعد لنا الروح القدس لتطهيرنا وتبريرنا باعتمادنا باسمه القدوس .ماء المعمودية قبل عماد رب المجد يسوع لم يكن له الفاعلية في تجديد النفس، لذلك نسمع يوحنا المعمدان يقول {أنا أعمدكم بماء التوبة ولكن  يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لست مستحقاً أن أنحني وأحل سيور حذائه هو يعمدكم بالروح القدس ونار}. أما بعد عمليه عماد الرب صار للماء قوته وفاعليته النارية لذلك يقول القديس غريغوريوس النزينزي ) كما أن في أحشاء الأم قوه لمنح الحياة الجسدية، هكذا ماء المعمودية قد نال قوة لمنح الحياة الروحية).

+  لقد علم السيد المسيح بضرورة المعمودية للخلاص{ مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ }(مر 16 : 16).  وكما صام عنا هكذا أعتمد كممثل لنا ومارس المعمودية بذاته من يوحنا المعمدان الذى جاء ليعد الطريق أمام الرب ويعلن مجئ ابن الله الذى سيعمد بالروح القدس { وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ» وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ»} (يو 29:1-34). ولضرورة المعمودية للخلاص رأينا الرب يسوع المسيح يوصى تلاميذه القديسين قائلاً { اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس} (مت 28: 18و19). بل أن السيد المسيح قال لنيقوديموس { الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ. قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ} (يو 3:3-6). سر المعمودية المقدسة هو المدخل للأسرار المقدسة وأولها. ولهذا منذ العصر الرسولي ومع حلول الروح القدس على الرسل القديسين راينا القديس بطرس يعظ الداخلين للإيمان أن يتوبوا و يعتمدوا ليقبلوا عطية الروح القدس قائلا { توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا الروح القدس. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس} (أع 2: 3843). كما قام فيلبس بتعميد الرجل الحبشي بعد أن بشره بالمسيح، فقد طلب الخصي بنفسه أن يعتمد إذ قال لفيلبس: {هوذا ماء فماذا يمنع أن أعتمد فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمده.}(أع 8: 36 و 38).

+ في عيد الظهور الإلهي نصلى لله القدير أن يظهر لنا مجد لاهوته  وينير قلوبنا و أذهاننا وأرواحنا، ونعرف الحق والحق يحررنا فلا نحيا في ظلمة الخطية والموت بل ننتقل من عالم الظلمة ونستنير بالإيمان ونسلك كأبناء النور في الإيمان العامل بالمحبة ونصنع ثمار تليق بالتوبة .

+ نصلي ونجدد مواعيد سر عمادنا ونبتعد عن شهوات العالم ونجحد إبليس وأفكاره وأعماله وحيلة الرديئة والمضلة ونعترف بإيماننا بالله الآب ضابط الكل وأبنه الوحيد ربنا يسوع المسيح وبالروح القدس وبمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا و الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الأتي، آمين. 

الثلاثاء، 4 يناير 2022

قصص ميلادية واقعية قصيرة في زمن الميلاد

 

                            للأب أفرايم الأنبا بيشوى


                                                                                                               (1)

                           أمين تعال أيها الرب  يسوع

 

حدثت هذه القصة في  رومانيا  اثناء الحقبة الشيوعية  

فى أحد فصول الدراسة و قُرب أعياد الميلاد، كانت المعلمة "جيرترود" تعرف أن إحدى تلميذاتها في الصف الرابع مؤمنة بالمسيح وتذهب الى الكنيسة كل صباح أحد للصلاة  وبالحقيقة كانت المعلمة تريد أن تخضعها وتهدم ما فيها من إيمان تحسدها عليه .. 

طلبت جيرترود من تلميذتها " إنجيل" الوقوف في الصف وأخذت تثني على أخلاقها والتزامها  ثم سألتها عن جدها الذي توفى وقالت لها اننا نشاطرك الأحزان ولكن أريد أن أسألك هل لو ناديت على هذا الجد الآن سيسمعك ويجيبك؟

قالت التلميذة "إنجيل" : لا لن يسمعني لأنه توفي ..

قالت لها : ولكن كيف تصلين وتطلبين من يسوع الذي مات منذ مئات السنين ، أنه لن يسمعك؟

إنجيل : هناك فرق بين يسوع وجدي يا معلمتى فيسوع المسيح حي لا يموت حاضر دائما ، ويستجيب الدعاء.

سخرت المعلمة بخبث من تلميذتها وقالت لها أن هذه القصص هي من وحى الخيال المريض لأهلك . واتحدى ان تطلبي منه الآن فيأتي لنؤمن به معك والا فاتركي عنك قصص امك وستك المريضة.

في تحدي واضح و مواجهه ساخنه بين إيمان طفلة وإلحاد معلمتها ، طلبت المعلمة  من تليمذتها أن تنادى على يسوع ليأتي!!

وقفت التلميذة تنادي بحرارة الإيمان : أمين تعال أيها الرب يسوع.. أمين تعال أيها الرب يسوع.

فجأة انفتح باب الصف وإذ بنور هادي خفيف يظهر كقرص الشمس ويدخل إلى الفصل وأمام الصبورة وعلى بعد مترين من الأرض ومن القرص المنير يتشكل يسوع الطفل وديعاً مبتسماً، ينظر إلى تلاميذ الصف، في محبة تذيب القلب و كشعاع من الحب يدخل الى القلب... وبعد عدة دقائق نظر بشفقة إلى معلمة الصف ... ثم أختفى لتصرخ المعلمة وهي تهرول الى غرفة المدير ...نعم لقد أتي ... أنه يسمع ..انه حاضر ... ياله من حب .. لقد انقشعت الغمامة من عيني  ...

وبعد أن سمعوا منها القصة وذاع  أمرها ، أودعوا المعلمة مصحة للأمراض العقلية حتى أفرج عنها بعد انهيار الشيوعية في رومانيا لتخرج تبشر بفضل الذي نقلها من عالم الظلمة الى نوره العجيب.

                                                     ...............................

 

                                                                   (2)

 

                                                          أي هدية نقدم ليسوع ؟

 

                                                         قصة من حياة القديس جيروم

 

القديس جيروم أو ايرونيموس باليونانية هو مؤسس دير رهباني في بيت لحم فى منتصف القرن الرابع وهو الذي ترجم للكتاب المقدس إلى اللاتينية دخل إلى كنيسة بيت لحم وشرع يتأمل في التجسد الإلهي ؛ وفي سر ولادة مخلص العالم ، عند المزود فظهر له بغتة يسوع الطفل محفوفا بأنوار بهية ونظر إليه نظرته الالهية الحانية التي تشف رحمة ونعمة عجيبة لايقدر اي لسان بشري أن يصف سموها وحنوها ، ثم جرى بينهما هذا الحوار المؤثرة

قال له يسوع : يا جيروم ، ماذا تعطيني في ميلادي وانت واقف امامي عند المزود ؟ 

فقال  : أيها الطفل الإلهي ها أنذا اعطيك قلبي !! ياسيدي !! 

قال له يسوع : حسنا جبروم ، لكن هب لي شيئا آخر.

قال  : اقدم اليك جميع صلواتي وسجودي وتوبتي وعواطف قلبي ومشورات حريتي .

قال له يسوع : حسنا  وبعد

قال  : يارب كلي لك بجملتي لانك تجسدت وصنعت التدبير لتخلصني .. اعطيك كل مالي وكل ما أنا عليه ؛ أهبك نفسي كلها يا سيد يا حبيب نفسي 

قال له يسوع : لكنني أطلب منك شيئا آخر !؟

أجاب : لم يبق لي شيء يا سيدي ومليكي ، اتوسل ان تقول لي ماذا انت مربد ؛ قل لي اي شيء تريد ان اقدم اليك. ؟ 

قال له يسوع :  يا جيروم اعطني خطاياك. وضعفاتك ! اعطني عثراتك وزلاتك وسقطاتك

أجابه  :  يا الهي ماذا تريد ان تفعل بها ؟ كيف اعطيك هذه النفايات ؟!

قال له الرب يسوع : أعطني خطاياك كي أغفرها لك بكليتها. وضعفاتك لاسترها ؛ وسقطاتك لاقيمك واحييك فلا تسودك الخطية عليك ؛ ولا تمكث بعد في جحيمك ؛ بل تحيا في نعمة الخلاص الذي من أجله انا ولدت في هذا المزود .

اجابه جيروم : آه ما الطفك وأجملك يا يسوع الملك. المحبوب ، فاسمح لي ان اسكب عند قدميك عبرات التعزية والفرح ، ساطرح نفسي كلها عند مغارة مزودك ، فتعال لتولد في كياني ؛ انك ولدت من اجلي انا وصار بك الفرح يا مخلصي مسيح الرب .

تأثر آنذاك جيروم ولم يتمالك أن أفاض الدموع الغزيرة ممجدا الرب المعبود .

فلنقدم للمسيح حياتنا ليحييها ويبعد عنها كل الأعمال غير النافعة ... ذهبا ولبانا ومرا في العبادة المقبولة وفي خدمة ابنائه وبناته - لاتدعو عيد ميلاده يفوت قبل ان تدعوه وتقبلوه يولد في حياتكم ويسكن فيها؛ فمع المسيح سيولد الخلاص والصلاح والخير والنور والفرح والمجد والسلامة التي من السموات .

                                                              ........... 

                                                                   (3)

                                               هدايا القديس جوزيف

 

حدثت هذه القصة في جنوب فرنسا ..

شاب نشأ في ظروف أسرية مفككة ولم يجد الرعاية والحنان في ظل انفصال الأب والأم منذ الصغر وزواج الأم من آخر. فما كان الا ان يكبر وينحرف إلى الإدمان والسرقة.

وفي احتفالات عيد الميلاد وما بقي من ذكريات طيبة لهدايا الميلاد ومن أجل حاجته للمال تسلل إلى منزل ليسرق ما يجد فيه مما خف وزنه وغلا ثمنه للإنفاق على ملذاته وإدمانه.

أخذ يبحث في المنزل عن مال أو مجوهرات ووجد شنطة سفر أخذ يجمع فيها بعض المقتنيات والأشياء الثمينة والتحف الفنية التي كانت الأسرة مغرمة باقتنائها.

كان الرجل وزوجته خارج البيت وتركا ابنهما ذو الستة أعوام بول وابنتهم كاترين الاصغر نيام في البيت .

ومع حركة اللص أستيقظ الأبناء وأخذ يبحثا لعله بابا نويل قد أحضر لهم هدايا عيد الميلاد .

سألت كاترين أخيها: هل أتي بابا نويل محمل بالهدايا؟

قال لها بول دعنا نبحث عنه ... وأخيراً أمسكا باللص وفى براءة الأطفال

سالوه، بابا نويل فين ! إنت مين!

أرتبك اللص وقال أنا سانت جوزيف.

وأين بابا نويل ؟

أنه مشغول وطلب مني أن أساعده!

ولماذا ملابسك غير مرتبة وشعرك غير مرتب وغير حليق ، تساءلت كاترين؟

أجابها اللص ..انها زحمة الأعياد وتجهيز الهدايا !

أخذ الابن يتحدث عن العيد والابنة تحضر الحلوى والطعام للقديس يوسف، وكانا يتبادلان الحديث الودي عن عيد الميلاد ، حتي نسي انه لص وذاب قلبه محبة وقدم لهم بعض من هدايا الشنطة المسروقة. وفجأة سمع اللص صوت سيارة الأب والأم معه تدخل للبيت فأستاذن من الابناء ليمضي ، وكانا هما يطلبان منه أن ينتظر ولديهم للسلام عليه والترحيب به ..إلا أنه اعتذر ليواصل توزيع الهدايا !

لكنه هرب الباب الخلفي مضى واختفى!

لم ينم الشاب ليلته هذا متأثراً بمحبة الأطفال وتضاربت الأفكار في ذهنه وقرر

ان يتغير وذهب بعد ذلك إلى الكنيسة صباحاً ليحتفل بمولود المذود الذي ولد في قلبه بالتوبة .

وكانت هذه الحادثة سببا لتغيره وتوبته ورجوعه الى الله والبدء بحياة الصلاة والعمل وتكوين أسرة ... الإ أنه لم ينسى أن يكتب قصته لتكون حافز ودعوة لأخرين من الشباب البعيد عن الله ليرجعوا إليه.

أن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى التوبة . فهل نفرح بتوبتنا صاحب العيد.