نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 23 فبراير 2021

شعر قصير -114 - من وحي سفر يونان النبي

  


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" الله الرحوم في سفر يونان"

الرب  الهنا رحيم ورؤوف طويل الروح كثير الإحسان

برحمته وحنانه وحبه أرسل لأهل نينوى النبي يونان

وخلصه من جوف الحوت والضيقة وجعله آية لكل زمان

دعى أهل نينوى للتوبة ليرجعوا وينالوا الخلاص والإيمان

جاء الرب يسوع يدعو الخطاة للتوبة، الهنا كله رحمة وحنان

علي الصليب غفر لصالبيه وحبه للبشرية بحق ظهر وبان

يغفر ويرحم ويستر ويمحو وفاتح للخاطئ الراجع الأحضان

لنتوب يا أخوة ونعيش في محبة الهنا واهب النعم والغفران

.......

(2)

" طاعة صوت الله"

نادى الله يونان ليذهب ويحذر نينوى من العصيان!

فذهب يونان من يافا في مركب للغرب من الله هربان

لكن أين نهرب من الله ؟ وكم صعبة نتيجة العصيان!

هاج البحر عليهم فألقوا يونان وابتلعه أحد الحيتان

وصرخ من جوف الحوت ونجاة الله كآية لكل زمان

بعصيانه آمن أهل السفينة وبطاعته رد نينوى للإيمان

يونان بعد الحوار مع الله أيقن من رحمة الله الحنان

فلنسمع ونطيع صوت الله كي ننجو من الشر والطوفان

......

(3)

 

" اصنعوا ثماراً تليق بالتوبة"

دعانا المسيح بأننا الملح لكل أحد ...  فكيف يُصلحُ المجتمع إذا الملح فسد؟

لنتوب ونكف عن الظلم والحسد...  و نصلي ونرجع لله بقلوبنا  ونجدد العهد

نقوا أنفسكم من شهوات الجسد..  واصنعوا بر وكونوا للمحتاجين عونا وسند

أعطوا مذاقه طيبة للمجتمع على كل الصعد ... ولا تسيروا في ركب الفساد متى صعد

انتم نور العالم كما العين في الجسد ... فمتى كانت العين مظلمة فعلى ما نعتمد؟

أعمى يقود أعمى يقعان ولا يجدوا عضد ..  أضيئوا بنور الله لتكونوا للعمى عون ومدد

أنتم رائحة المسيح الذكية التي تجذب من بَعُد .. فمتى أنتنتم بالخطية فعلي من نستند

سفراء السماء أنتم لمن تاه أو جحد..   فاصطلحوا مع الله واكسبوا بالحكمة كل أحد

....

(4)

" الله كلي الحكمة والرحمة"

يا الله الضابط الكل وكلى الحكمة والمقتدر فى أفعالك

كلك رحمة وطويل الأناة وبتبحث لكي تخلص الهالك

أستخدمت يونان وخلصته ونجيت بيه أفراد وممالك

بتستخدم الأشياء والطبيعة وتطيعك لتحقق بها أمالك

ثقتنا ورجائنا فيك يا رحوم تخلصنا بنعمتك و أفضالك

توبتنا فنتوب أيها الرب الهنا وكن لنا أب وسيد ومالك

نسمع صوتك ونطيع إرادتك ونسرع لتنفيذ كل أقوالك

.............

(5)

" آية يونان النبي"

زى ما كان يونان النبي آية توبة أهل نينوى زمان

أمنوا واقلعوا عن الشر وطلبوا رحمة من الله الحنان

ربنا بيبعت  إنذارات ويحذرنا من الغفلة والنسيان

لقد مات المسيح لأجل خطايانا وقام ليبررنا بالإيمان

بيدعوا للتوبة والإيمان لنجد رحمة وننال منه الغفران

قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الشيطان

ونلبس أسلحة النور  ولنسلك بلياقة في توبة وإحسان

تأملات في سفر يونان النبي

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

يونان النبي و سعى الله لخلاصنا..

+ يكفينا لكي نؤمن ونصدق سفر يونان وقصته ما جاء عنه في حديث السيد المسيح { حِينَئِذٍ قَالَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ.لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ. رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا!.} ( مت 38:12-41). ان بعض التقاليد اليهودية تعرفنا يونان بن أمتاى، من جت حافر الواقعة في سبط زبولون والتى تبعد ثلاثة أميال إلى الشمال الشرقي من مدينة الناصرة، وكلمة يونان معناه حمامه وأمتاى تعني حقيقة، وهناك تقاليد متعددة عنه، فالبعض يقول إنه ابن أرملة صرفة صيدا الذي أقامه إيليا من الموت، والبعض الآخر يقول إنه النبي الذي أرسله أليشع ليمسح ياهو بن نمشى، بينما اعتقد آخرون أنه زوج الشونمية التى كانت تضيف أليشع، وأيا كان هو، فإن الثابت أنه تنبأ فى عصر يربعام الثانى، ومن المرجح أنه بدأ نبوته فى أوائل حكم هذا الملك أو عام 785 ق.م. ويعتقد البعض أنه ذهب إلى نينوى حوالى 763 ق.م. وقد بدأ يونان رحلته وهو هارب من مدينته إلى يافا، الميناء الواقع على بعد اثنين وثلاثين ميلا جنوبي قيصرية، وإلى الشمال الغربي من أورشليم، والتى يقال إنها أقدم مدن الأراضي المقدسة وقد اتجه بالسفينة غرباً إلى ترشيش القريبة من جبل طارق فى أسبانيا، ثم رجع إلى نينوى عاصمة الدولة الآشورية العظيمة، والتى كانت من أعظم وأجمل المدن التي عرفها التاريخ القديم والتى كان محيط دائراتها، عندما ذهب إليها يونان، ستين ميلا أو يزيد، وقد بنيت على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وقد كشفت الحفريات الحديثة عما كان لها من مجد وقوة. ولقد استخدم الله يونان النبي ليتجاوز التزمت اليهودى، ويعلن عن محبة اللّه، وأبوته لليهود والأمم.

+ هذا السفر الصغير الذي لا يتجاوز ثمان وأربعين آية يكشف لنا عن قصد اللّه الثابت لتوبة وإيمان وخلاص كل أحد كما فى إنقاذ نينوى، والتى كان يبلغ عدد سكانها في أيام يونان من الرجال 120 الف وما يزيد على ستمائة ألف نسمة باضافة من بها من الأطفال والنساء وكانت مطوقة بسور عظيم يسهل على أربع عربات أن تجرى متجاوره فوقه، أما داخلها فقد كان متسعاً يذخر بالترع والقنوات والميادين، والحدائق والقصور مع البهائم. أن الله ضابط الكل يستخدم كل الأشياء لخلاصنا  كما جاء فى سفر يونان لقد استخدم اللّه الريح، والحوت، واليقطينة، والدودة لإثبات قصده وتحقيق هدفه وهذا يطمئننا ويهبنا سلام ورجاء وثقة وإيمان بعمل الله لخلاصنا. فالله يسعى لخلاصنا وإيماننا أفراد وأمم ويرسل لنا دعوته بأنواع وطرق شتى لنؤمن ونخلص.

صلاة يونان النبي ..

+ لقد هرب يونان من الاستجابة لصوت الله بان يذهب الي نينوى وينادي عليها وينذرهم بالهلاك لأجل شرهم وعوضاً أن يذهب شرقا ذهب غربا من يافا في سفينة ذاهبة إلى ترشيش وهاج البحر على السفينة وتكلم معه البحارة وهو نائم ليصلي لله لينقذهم وعرفوا منه أنه هارب من وجه الرب وحاول البحارة ان يرجعوا فلم يقدروا وخففوا من حمل السفينة ولم يهدأ البحر والقوا القرعة ليعرفوا بسبب من هذا الهياج فوقعت علي يونان فألقوه في البحر وسكت البحر فأمن البحارة بإله يونان النبي أما الله فأعد حوت ضخم ليبتلع يونان وهنا صلى { وقال دعوت من ضيقي الرب فاستجابني صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي.لانك طرحتني في العمق في قلب البحار فاحاط بي نهر جازت فوقي جميع تياراتك ولججك. فقلت قد طردت من امام عينيك ولكنني اعود انظر الى هيكل قدسك. قد اكتنفتني مياه الى النفس احاط بي غمر التف عشب البحر براسي. نزلت الى اسافل الجبال مغاليق الارض علي الى الابد ثم اصعدت من الوهدة حياتي ايها الرب الهي. حين اعيت في نفسي ذكرت الرب فجاءت اليك صلاتي الى هيكل قدسك.}( يو 2:2-7) لقد أدرك ضعفه الكامل وإعيائه الكامل فى بطن الحوت ولم يكن له سوى الله ملجأ في الضيق وما أكثر ما نخطئ في استخدام حريتنا فيظهر اللّه اضطراراً  ليأخذها منا، حتى نرجع إلى رشدنا  وكان يونان محتاجاً إلى الإعياء النفسى حتى يتعلم كيف يعود إلى إلهه. لو قضي اللّه علي يونان بالموت غرقاً لما نسب إلى اللّه أدنى لوم، بل كان اللّه عادلا لو فعل ذلك. لكن اللّه العادل رحوم بنا ولا يشاء هلاكنا وهو الذي يطلب ويخلص من قد هلك. قد أدرك يونان فى بطن الحوت أن الله هو الرحمة بعينها، والعناية التى تعلو على كل فهم أو خيال. لقد علم أن الحوت تحول بقدرة الله القادر إلى سفينة نجاة أدخله اللّه فيها لينجو من الغرق وكم يغلق اللّه علينا، ولا يتركنا للحماقة والضياع، عندما يرانا نسعى إلى حتفنا بارجلنا. والله في رحمته طيب وكريم ويظهر محبته للخطاة والعصاة. لقد كان مجئ الابن الضال إلى أبيه كافياً لأن يستبدل هوانه وجوعه وذله وحاجته بالترحيب والإكرام والعطاء السخى، دون مراجعة أو حساب عما فعل أو أساء. فلنصلي ونثق في الله ومحبته ورحمته بنا في مختلف ظروف حياتنا {اطلبوا الرب مادام يوجد ادعوه وهو قريب } ( إش 55: 6 ). لقد صرخ يونان في بطن الحوت واستمع اللّه إلى صراخه وخلصه وجعله آية ورمز ومثال لموت وقيامة ربنا يسوع المسيح.

الله الرحوم في سفر يونان

+ الله الرحوم يعلن رحمته لكل أحد, ويبحث عن البعيدين ويشمل برحمته القريبين، يريد خلاص كل نفس الله يهتم بشعبه ويتعهدهم بالرعاية والاهتمام كما يهتم بخلاص الأمم البعيدة والغارقة في الشرور و يحذرهم وينذرهم بالهلاك لكي يتوبوا { الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون }(1تي 2 : 4). الله يسعى لخلاص البحارة الذين يعبدون الأوثان ويهتم بخلص نبيه الهارب من وجهه يونان. وفي محبته يستخدم النبي الهارب في عصيانه لكي يؤمن البحارة بالله وفي طاعته لصوت الله خلص به أهل نينوي  مع أن مناداته كانت أنذار بالهلاك {  فابتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد ونادى وقال بعد أربعين يوما تنقلب نينوى. فآمن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم.} (يو 4:3-5).

+ الله في رحمته بنا يريدنا أن نصغي لصوته ونطيع وصاياه ونعمل أرادته لخيرنا ونجاتنا من بحر العالم ويود في بعدنا وخطايانا نرجع إليه و نتحاجج معه ليغفر ويمحو خطايانا { هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف } (إش 1 :  18). وعندما رجع أهل نينوي وتابوا رحمهم الله وغفر لهم خطاياهم ورفع غضبه عنهم { ونودي وقيل في نينوى عن امر الملك وعظمائه قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا الى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم. لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك. فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه} (يو 7:3-10). وتنازل الله بتواضعه ورحمته وأقنع يونان برحمته وحنانه بعد أن جلس يونان شرقي نينوى منتظر هلاكها { فغم ذلك يونان غما شديدا فاغتاظ. وصلى الى الرب وقال آه يا رب أليس هذا كلامي اذ كنت بعد في ارضي لذلك بادرت الى الهرب الى ترشيش لاني علمت انك اله رؤوف ورحيم بطيء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر. فالان يا رب خذ نفسي مني لان موتي خير من حياتي.} (يو 4-3:1). لقد أعد له يقطينة تظلل عليه من حر الشمس وسط غمه ثم أمر دودة ان تنخر جذورها فتموت اليقطينة واغتاظ يونان النبي وطلب الموت لنفسه وهنا يقنع الله يونان النبي باهمية خلاص نينوى { فقال الرب انت شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها ولا ربيتها التي بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت. افلا اشفق انا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة} (يو 10:4-11). أن التوبة الشاملة الصادقة ميسورة لأى شعب أو فرد أو جنس أو أمه في كل زمان ومكان ، متى اتجه الإنسان إلى اللّه من كل قلبه وفكره وكانت توبته عملية بالرجوع عن الطرق الرديئة والظلم الذى يصنعه.

الله يهمه رجوعنا وتوبتنا..

+ عندما تمرد يونان على الله وبدأ السفر فى الاتجاه العكسى ليذهب غربا الي ترشيش، أرسل اللّه له الريح الشديدة العاتية، لتعيده إلى الرسالة التي يلزم أن يؤديها، ويونان كان كموسى، وإرميا، وشاول وغيرهم من رجال الله ، فكثيراً ما يرسل اللّه ريحه الشديدة على سفينة حياتنا، وقد تكون هذا الريح فشلا أو ضيقاً، أو اضطراباً أو إفلاساً، أو ما أشبه، حتى ما نعود ونرجع ونطيع صوت الله لئلا نهلك ونضيع. ومع عصيان يونان النبي إلا أن الله عامله بالرحمة، وقد أعد اللّه لذلك حوتاً عظيماً ولم يكن هذا الحوت مصادفة أو خيالا أو رمزاً، كما يزعم بعض النقاد الذين علت القصة فوق إدراكهم، فتصوروها شيئاً يصعب تصديقه، وكان يكفيهم تماماً أن يشير ربنا يسوع  المسيح إلى هذه القصة كواقعة وحقيقة تعتبر صورة أو مثالا لما سيحدث معه هو فى القبر بعد الصليب { هذا الجيل شرير. يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبى. لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل } (لو ٢٩:١١-٣٠). فإذا كان اليهود قد قبلوا هذه القصة مرغمين وأوردها يوسيفوس المؤرخ اليهودى كواقعة تاريخية فى كتابه الآثار، وإذا كانت توبة نينوى لم تكن مجرد خيال أو تصور بل حقيقة واقعة، فإن رجال نينوى سيقومون في اليوم الأخير ليدينوا من لم يؤمنوا بعمل المسيح الخلاصي لأنهم آمنوا برسالة يونان الذي قذف به الحوت إلى الشاطئ على النحو العجيب الذى صنعه اللّه آية لهم، ليرجعوا عن شرورهم، ويتوبوا عن خطاياهم،.. وقد أدرك يونان أنها رحمة اللّه وليس غضبه، أن يحفظه في بطن الحوت ليصلي صلاته ويرجع  ليبلغ رسالته إلى أهل نينوى ويتوبوا ويقنع الله نبيه يونان بمحبته ورحمته التي خلصت يونان النبي وأهل السفينة وأهل نينوى وتسعى لخلاصنا و توبتنا ورجوعنا إليه ليكون لنا حياة أفضل وتكون لنا الحياة الأبدية.

من وحي سفر يونان..

+ يا الله الرحوم محب البشر الصالح الذى يريد أن الله يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون، يا من أرسل نبيه يونان لاهل نينوى قديما منذراً إياهم من عاقبة الشر، وداعياً اياهم للتوبة والرجوع ، ها نحن نرجع إليك و نتوب عن خطايانا و آثامنا فاقبلنا كعظيم رحمتك وأشملنا بعنايتك كصالح ومحب البشر.

+ يا الله المتأني في العقاب الجزيل الصالح، ضابط الكل الذي أستخدم الريح والبحر والشمس والحوت وحتى الدودة واليقطينة من أجل تحقيق مقاصده نحو خلاص يونان واهل السفينة وأهل نينوي، أنت أيضا يا سيدنا اجعل كل الأشياء تعمل معنا للخير والخلاص، وهبنا البصيرة الروحية والحكمة والنعمة لنستجيب لنعمتك ونطيع صوتك الحنون ونقوم برسالتنا في الحياة على أكمل وجه.

+ أيها الرب الهنا الذى يفرح برجوع الخطاة ويرحمهم، ارحم شعبك وكنيستك وبلادنا ومنطقتنا والعالم كله، وأرفع عنا الوباء وليكن جرس إنذار وتحذير للرجوع إليك وليس العكس. لنرجع اليك بالتوبة وتستجب لكل من يدعوك في الضيق ولتكن لنا قائداً ومخلصاً ومحرراً ليتمجد أسمك القدوس، أمين.

الجمعة، 19 فبراير 2021

شعر قصير -113 - كنوز في السماء

 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" أشكرك في كل حال"

اشكرك يا الله إلهي على كل حال وعلى مدى الأيام

أحمدك حين تهب النعم وحين يسود الحياة الظلام

أسبحك على وقت الراحة أو في الجهاد بهمم العظام

أحمدك في صحة وعافية أو حتى في المرض والسقام

وأطلب لتحل بالإيمان في قلبي وتهب النفس السلام

فكل الأشياء تعمل معاً للخير لمحبيك بحكمة ونظام

ليس لك مثيل يا رب ممجد في قديسيك ولك الأكرام

.........

(2)

" الانتصار في التجربة"

الخليقة كلها تئن وتتمخض وتتعرض لمحن وتجارب

لكن إيماننا بقائد نصرتنا اللي عنا أنتصر لما حارب

هو اللي يدينا ثقة وإيمان نغلب وننتصر على المتاعب

فلا نشك في محبة الله لنا لو واجهتنا ضيقة ومصاعب

ونتمسك بكلام الله ووعوده ونتبعه بقلب محب راغب

نضبط ذواتنا ونجاهد ولا يغرنا بريق الدنيا دا كله كاذب

بالإيمان والصلاة والصوم والتوبة نجاتنا وخلاصنا يقارب

........

(3)

" ثق في الهك "

الله بيقولك: ثق يا أبني فيّ فأنا الهك ولك السند

أنا أعينك وأقويك وأحبك ولو لم يبقي معك أحد

عالم بضعفك وحتى شعر راسك محصي لدي بالعدد

معي يصير الضعيف بطل وله أنا عون وقوة ومدد

أنا الطبيب القادر الذي يحيي موتى الروح أو الجسد

 أقمت لعازر بعد أربعة أيام وقالوا عليه أنتن وفسد

أنا اقيمك تشهد لحبي وترد الضال اللي عني قد بعد

.......

(4)

" كنوز في السماء"

اكنزوا  كنوزاً في السماء بالمحبة والرحمة والعطاء

فحيث يكون كنزك هناك يكون قلبك وحبك والرجاء

الغني الغبي عمل فقط للاتساع والغنى فحصد الشقاء

فلنتعلم من أخطاء الغير  ولنسلك بالتدقيق كحكماء

الغنى غنى النفس بالله لا في امتلاك المال والأشياء

القناعة مع القليل بشكر راحة وسلام للنفس وصفاء

أقتني الرب كنز في قلبك تحيا سعيد وترث السماء

                                                                                            ........

(5)

" بمراحم الله نُغني"

بمراحم الهي وحبه وحنانه وطيبة قلبه، نفرح ونُغني

بحكمته خلقني وعينه عليه ولو أشكو إليه بيسمعني

لو أغلط يغفر لي ويستر ويقول أرعى غنمي، اتبعني

أقول سامحني يا ربي يقول نسيت خلاص أنت أبني

احساناته ومراحمه الجديدة في كل صباح بتشملني

الهنا أب صالح وحنين ومعين وأمين وبسلامي معني

ثقتنا فيه بتدينا سلام وأمان ومحبته بترويني وتبني

السبت، 13 فبراير 2021

المحبة الباذلة


للأب  القمص أفرايم الأنبا بيشوى

قصة أعظم حب

+ إن التجسد الإلهي وما تبعه من خدمة وتعاليم السيد المسيح وصلبه وفدائه العجيب وقيامة المقدسة تقدم لنا أعظم حب علي مدي التاريخ وبرهان أكيد على محبة الله للبشر وأعطى كرامة ورفعة للإنسان الساقط ودرس لنا في المحبة الباذلة والتواضع العملي. لقد جاء الأبن الوحيد لكي يخلص من قد هلك وقد لنا أعظم درس عملي في المحبة { ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه} (يو 15 : 13). السيد المسيح قال هذه الآية لا كعظة ولكنه قالها في ليلة صلبه، ليعلن ما يكرز به عمليًا، موجهًا أنظارنا نحو الصليب كتجلي عملي للحب الإلهي نحو كل البشر، نحو أحبائه، ليس الأبرار، بل الخطاة. وكما يقول القديس بولس الرسول  {ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه} (رو 5: 10). لقد مات مسيحنا حتى من أجل مضطهديه على الصليب ليقدم أعظم قصة حب من الله القدوس نحو خليقته.

+ لا يستطيع أحد أن يحب أحد أحبائه أكثر من هذا، إذ يضع نفسه لأجله، ويضع كل ما لديه في سبيل خلاص من قد هلك . لقد دفعت الصداقة العظيمة التي ربطت بين داود وناثان دفعت ناثان ابن شاول أن يُسلم تاج الملك لداود، لكنه لم يكن قادرًا أن يضع حياته من أجله. أما السيد المسيح فوضع حياته ليس من أجل أحبائه بل ومن أجل أعدائه، طالبًا المغفرة لصالبيه. أعظم برهان على محبته لهم هو بذل ذاته من أجلهم، الأمر الذي لا يفعله إنسان ما على ذات المستوى، لأنه وهو الخالق بذل ذاته عن خليقته المحبوبة لديه جدًا. بذل ذاته عن البشرية وهي معادية له (رو ٥: ٨، ١٠).أن المسيح يقدم لنا نموذج ومثال عن المحبة العملية والباذلة وهذا ما دعا القديس يوحنا الحبيب أن يتعلم من سيده ويقول { يا اولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق }(1يو  3 :  18). وهذه هي غاية الوصايا { وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر و ضمير صالح وايمان بلا رياء }(1تي  1 :  5) لقد قيل عن المحبة بحق قيل أنها { قوية كالموت} (نش 6:8)، إما لأنه لا يغلبها أحد كما لا يغلب أحد الموت؛ أو لأنه في هذه الحياة قياس المحبة هو أنها حتى الموت.

+ إن محبة المسيح يسوع لم تكتفي بان يموت عنا بل قام ليقيمنا وصعد إلى السموات ليعد لنا مكانا ومكانة وأرسل لنا الروح القدس ليكون لنا مرشدا وقائدا معزيا في الطريق ويقدم لنا بسعة الدخول إلى ملكوت الله. أعلن الله محبته لنا بالتجسد أنه سر عظيم  كما قال الإنجيل { وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد} (1تي  3 :  16). بذل الأبن الوحيد ذاته علي الصليب حبا بنا ووهبنا نعمة الحياة أبدية { لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ} (يو 3 : 16). بالتجسد الإلهي أعلن لنا الله محبته وصار ابن الله انسانا ليجعلنا أبناء لله بالنعمة والتبني وعرفنا محبة الله الآب نحو البشرية وأشترك معنا في الجسد الإنساني ليقدسه بتجسده ويرينا كيف يمكن أن نحيا كاناس الله القديسين { فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ،. وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ.} (عب 14:2-15). بايماننا بمحبة الله المعلنة في المسيح يسوع ربنا ندعو الله اباً لنا ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا وتكون لنا شركة معه في الروح القدس { اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم }(1كو  3 :  16).

أنت محبوب لله

+ ان كان يومك ملبدا بالغيوم. ولا تري في ليلك النجوم، وأن كنت تعانى الوحدة والأحزان أو الظلم أوالحرمان، إن أحسست أن أبواب السماء مغلقة وقد صارت نحاسا يطن او صنجا يرن، إن عشت الخوف وعدم الأمان وفقدان الأمل، أن لم يكن لك احد يسمعك ولا أحد يزيل همك وأحزانك، إن كان هذا حالك وأحسست كأنك هالك ولا أحد يذيل همك وأحزانك، إن اشتدت ظروف الضيق ورايت ان ماضيك مظلماً وحاضرك معاناة والآم، ومستقبلك غير واضح  فليست هذه النهاية، فإليك جاء رجاء من ليس له رجاء، جاء الرب يسوع المحب ليبحث عن من هلك ويعطيه حياة أفضل، هو الحبيب لمن ليس له حبيب وهو نعم الصديق طوال الطريق. جاء الإله المحب متجسداً ليعلن محبته لك أنت بالذات. أن أمرك وخلاصك وأبديتك تهمه كثيرا جداً، انه أفتقر ليغنينا وجاع ليشبعنا وبذل دمه الثمين لتكون لنا حياة أفضل { وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ}(يو 10 : 10). بل قد جاء ليهبنا بعد الحياة على الأرض حياة أبدية نحيا فيها كملائكة الله.

+ ثق حبيبي أن الشمس خلف الغيمة وبعد ظلام الليل يشرق شمس البر. إن الرب يسوع المسيح تجسد وعاني الوحدة وترك الأحباء، وعاني الظلم وقالوا عليه أنه مجدف وكاسر للسبت وما هو أصعب من ذلك والجميع وقت الصلب تباعدوا عنه، جاء ليبشر المساكين ويعتق المأسورين ويبشر منكسري القلوب، جاء يبحث عن الخروف الضال ويعطي الأمل السامرية الخاطئة. جاء يقدم محبة لانهائية وغفران تام وتحرير من سلطان إبليس والخطية والشر والضعف والخوف وغلبة حتى على الموت. 

الرب يسمع الدعاء ..

+ جاء المسيح الإله متجسداً ليعطي للبائسين الرجاء ويمنح لنا الأمل المتجدد في الحياة ويضمنا الى أحضانه الإلهية فى سماء المجد، جاء يقوي الضعفاء، ويهب المرضى الشفاء، ويدافع عن المظلومين، انه الصديق الصدوق، والحبيب الذي لا يفارقنا في اليأس أو الشقاء، انه العريس الأبرع جمالاً لمن فاتهم قطار الزواج ، أنه المحبة والوفاء، أنه الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف ويهبهم حياة أفضل، انه المخلص لمن استعصى عليه الخروج من الخطية المهلكة للنفس والروح، انه الألف والياء، البداية والنهاية، وسيبقى أمينا حتى لو كنا نحن غير أمناء. أنه المحبة المتجسدة التي  تعلن لنا ان الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. فهل نريد ان نحيا عمق المحبة وقوتها أذن لنتحد بالمسيح المحب والمتواضع ولا نحب باللسان والكلام بل بالعمل والحق.

+ فلنصلي له وهو يسمع الصلاة وإليه يأتي كل بشر . نتحاجج معه ونطلب أن يعرفنا محبته ويملؤنا بمخافته ولنقل له: نعرف أنك الإله الحاضر في كل مكان ولكن نريد أن نشعر برفقتك لنا، ندرك انك قادر علي كل شيء فهل لك أن تغيرنا، وتحررنا من الأنا والخوف والضعف والمرض والوحدة، وترشدنا وتفتح أمامنا الأبواب المغلقة وتمهد لنا الطرق الوعرة، وتعطينا الأمل في مستقبل أفضل في عالم شرير ومظلم. وتهبنا السلام والرجاء وتملأ قلوبنا بمحبتك.

+ أن لم تستطيع أن تصلي فاصمت وبث المسيح شكوكك و ضعفك وعجزك وقل له أنت تعرف مما أعاني وما فى صمتي من معاني وتقدر أن تنتشلني من ضعفي وخطاياي وأحزاني  . أعترف له بخطيئتك وضعفك وخوفك وان لم تستطع أجلس أمامه وتأمل محبته، هاتوا معكم كلاما وقولوا بك يرحم اليتيم وبك تفرح وتتعزى الأرملة، بك نحمل الصليب ونتبعك من كل القلب.
 + اتحد بالمسيح بالإيمان والتناول من الأسرار المقدسة وهو يقودك ويرعاك واتخذه صديقا وهو الوفي واشتكي له همك وهو يعولك . قل له العمر ضاع وأنا وسط برية من أسود وذئاب  وليست لي قوة للدفاع، أنت صخرتي وقوتي وحمايتي ، وفي حياتي أنت محبتي وأملي الوحيد. قدس أنت جسدي واجعله هيكل مقدس لك . قدس فكري ليكون لي فكرك المقدس. نقي روحي وحواسي لكي أكون لك. كن أنت يارب سر قوتي ونصرتي وسلامي وفرحي.

   ليكن لك إيمان بالله

+ الله يقول لك "لا تخف لأنى معك"، أنا المحبة المشبعة وسأكون سلاما وفرحا لك ، أنا المحرر وها أنا أحررك من الضعف والخوف والمرض واليأس، روحي القدوس سيقودك ويحول البرية إلى جنة، وينبع منك أنهار تجرى لحياة أبدية ، أنا أسير أمامك والهضاب أمهد، أكسر مصاريع النحاس أنا أمس واليوم وإلى الأبد. ها أنت معنا كل الأيام . فالشكر والحمد والتسبيح لك يا من تجسدت لترفعنا وتجعلنا أبناء للآب السماوى، نعم يا إلهي ما أجملك وما أروع عشرتك، قلبي وروحي يسبحان اسمك القدوس، أنت سلامى وأملى ومخلصي وليس لي سواك، حررنى وغيرني وامنحني القوة والشبع والعزاء، أريد ان أحيا لا أنا بل أنت تحيا في. منك سلامي ولك حبى وكلامى وحياتي، أشكرك يا إلهي فليس لك مثيل. وبك ننمو في المحبة ونتقوى في الرجاء ونرسخ في الإيمان و نتغير للأفضل ونرث ملكوت السموات. 

الثلاثاء، 9 فبراير 2021

أنا أريحكم


 القمص أفرايم الأنبا بيشوى

متاعب وأثقال الحياة ...

عندما نتأمل فى حياتنا أو ننظر الي الي العالم من حولنا نجد الكثيرين يعانوا المتاعب الكثيرة وعصرنا كما هو عصر التقدم العلمي والتقني إلا أنه عصر القلق والمتاعب ومن منا لا يبحث عن الراحة لنفسه المتعبة؟ ومن لا يسعى للحصول على السلام الداخلي والشعور بالرضا عن النفس والسلام مع الله والغير؟. قد يركض الإنسان وراء راحة البال وكأنها سراب نطارده ولا ندركه فتمتلئ النفس بالهم والفكر بالقلق ويصاب الجسم بالأمراض. ولقد دعانا الله ان ناتي اليه ونتعلم منه ونلقي همومنا عليه وهو يحملها ونعترف بخطايانا وهو يغفرها ونبثه متاعبنا وهو يريحنا وهو الذى قال لنا { تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ}(مت 11 : 28- 30). أن لكل منا في الدنيا متاعبه الخاصة، سواء كانت ظاهرة أو مكتومة في القلب، سواء كانت متاعب روحية، أو نفسية، أو جسدية، أو عائلية اجتماعية. سواء متاعب تأتي من داخل النفس أو من الناس حولنا أو من الشيطان وحروبه.

دعوة الله لنا ووعود صادقة ...

جاء السيد المسيح ليخلصنا من متاعبنا وضيقاتنا ومن إبليس وتسلطه ومن الخطية وعقوبتها وجاء عنه أنه قد جاء ليخلص من قد هلك { قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ}(مت  18 :  11). جاء ليخلص العالم من خطيئته {  كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا (اش 53 : 6). جاء المسيح ليخلص العالم من آلامه ومتاعبه { لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا.}(اش 53 : 4). أن الله يدعو جميع التعابي والمثقلين من الخطية أو المرض أو الخلافات والصراع أن يأتوا إليه وهو يريحهم. رغم أننا في متاعبنا قد نجلس مع آخرين فنزداد تعباً علي تعب. وقد نلجأ إلى البعض، فلا نجد منهم سوي الإهمال واللامبالاة. لكن المسيح المريح، كل من يلجأ إليه يستريح. الله يعطي الناس راحة وهدوًا وعزاءًا، وسلامًا وطمأنينة في الداخل. ويرفع عن الناس أثقالهم، ويحملها بدلًا عنهم ويريحهم. وهو أيضا يدعونا للعمل معه لنريح المتعبين ونساعد في تضميد جراح المجروحين. علينا أن نلقي همومنا علي الله وهو يعولنا { أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ }(مز 55 : 22) عندما نشعر بثقل الهموم فعلينا نلقيها على الله ونحدثه بصراحه سواء عن متاعبنا سواء من معاملة الآخرين أو ضغوط الحياة وقسوتها. أو كانت متاعب من شكوك أو أفكار، أو خطايا، أو عادات مسيطرة ، و لنتأكد أن الرب يعرف متاعبنا أكثر مما نعرفها نحن ويريد أن يخلصنا منها جميعًا. وهو يهبنا الحلول الأفضل لكل متاعبنا ويريحنا منها.

هل الضيقة تعني تخلي عنا؟...  

قد تكون الضيقة تنقية للمؤمن لكي لا نتمسك بالأرض وشهواتها بل نتطلع للسماء وأمجادها وقد تكون أكاليل تمنح للمنتصرين الثابتين في الله الذى سمح حتى لرسله وقديسيه أن يعانوا، ولكنه كان واقفًا إلي جوارهم يريحهم.. كما قال القديس بولس عن نفسه ومن معه { مكتئبين في كل شي، لكن غير متضايقين. متحيرين لكن غير يائسين، مضطهدين لكن غير متروكين } (2 كو 8، 9). علينا في ضيقاتنا أن نلجأ إلى الله وفيما هو تألم مجربا يستطيع أن يعين المجربين. أن الله لم يعدنا بعالم مفروش بالورود ولكن قال فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا غلبت العالم وسيغلب بنا أيضا ويريحنا متى لجأنا اليه، أن بعد الإنسان عن الله هو مصدر تعاسته وثقل حمله. تحكي إحدى القصص أن أحد رجال الله ذهب ليقدم بشارة الإنجيل لحلاق ملحد في مدينة شيكاغو، وكانا معا في حي من الأحياء التي ينتشر فيها الشر والفساد والإدمان، وكانت حالة الناس هناك تدعو إلى الرثاء وهم في منتهى البؤس والشقاء. أراد الحلاق إحراج المبشر، فبادره بالقول: "إذا كان يسوع يحب الخطاة المساكين كما تقول، فلماذا لم يخلص هؤلاء التعساء وينقذهم من حالتهم المتردية هذه؟ . سكب رجل الله قلبه أمام الله في صمت، وفجأة مر أمامهما رجل قد أهمل حلاقة شعره وتنظيفه، فبدا منظره مقززًا، فقال للحلاق: "أنت رجل غير أمين في مهنتك، وإلا فما كنت تترك الرجل بهذا المنظر". استشاط الحلاق غضبًا وقال للمبشر: "كيف تتهمني بعدم الأمانة بسبب رجل لم أره من قبل، ولو أتى إلي لتغير شكله تمامًا"، فأجابه المبشر: "وسر تعاسة هؤلاء المساكين، هو أنه لم يأتوا إلى الرب يسوع ليطلبوا منه الخلاص".

المسيح يسوع ربنا مريح التعابي  ..

لقد وعدنا المسيح له المجد أن يريحنا متى أتينا إليه ووعوده صادقة. أننا نكتشف محبّة الآب الفائقة ونتعرّف على حنوّه نحونا من خلال أبنه الوحيد الذى مات على الصليب لأجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا { الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟! من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرّر! من الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالأحرى قام أيضًا الذي هو أيضًا عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا!}(رو 8: 32-35). في المسيح يسوع عرفنا الآب كمحب البشر لم يبخل علينا بشيء بل قدّم ابنه فِدية عنّا. المسيح يسوع ربنا هو الديّان وهو الشفيع في نفس الوقت. المسيح يسوع سرّ راحة لجميع المتعبين. منه نتعلم التواضع والوداعة فقد جاء إلى أرضنا وعاش ينادي بالمحبة للجميع حتى نحو الأعداء وفى تواضع الحكماء جال يصنع خير ورحمة نحو الجميع وعلمنا أن لا نهتم بالغد بل نثق فى الله الذى يهتم بطيور السماء وزنابق الحقل.
 التوبة والرجوع الي الله ..

 الابن الضال كان في الكورة البعيدة يعيش في تعب. ثم فكر أن يأتي إلي أبيه ليستريح فأتى إليه بقلب منسحق فرجع الي نفسه وقال أقوم وأرجع إلى أبي وأقول له: "أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقًا أن أدعى لك ابنًا" (لو 15: 21). وبهذا الانسحاق قبله أبوه، وأقام له وليمة فرح وألبسه الحلة الأولي، وجعل خاتمًا في يده.. بينما أخوه الأكبر خسر الموقف، لأنه رفض أن يأتي، وتكلم مع أبيه بكبرياء قلب. علينا أن نصطلح مع الله، فربما يكون السبب الأصلي في مشاكلنا، أننا في خصومة مع الله وإن طرقنا لا ترضيه. ويقول لك الله: أنا مستعد أن أريحك، إنما المهم أن تترك الطريق الخاطئ الذي تسير فيه. {ارجعوا إلي، أرجع إليكم، قال رب الجنود} (ملا 3: 7). من الخطأ أن نسير على نفس الطريق الخطأ ونتوقع نتائج جيدة!. إن أردنا أن نحصل على راحة البال علينا ان نقبل الي الله ونعترف بخطايانا ونتوب عن آثامنا و ننال الغفران ونغفر لنفوسنا الأشياء التي لم نكن فيها كما يجب من أقوال أو تصرفات أو سلوك ونراعي أن لا تتكرر الأخطاء ونعالج ضعفاتنا بحكمة وصبر وطول بال فى بساطة وبدون تعقيد. علينا أن نتحلي بالبساطة وعدم التعقيد. البسطاء يدخلوا الي باب الراحة الحقيقيّة خلال اتّحادهم بالسيّد المسيح المتواضع القلب والوديع. يحملون المسيح بالإيمان في قلوبهم، فيجدون نيره هيّن وحمله خفيف، فتستريح نفوسهم في داخله. حقًا لقد دعانا السيد المسيح لحمل الصليب، لكن مادام الصليب خاص به والموت هو شركة معه تتحوّل الآلام إلى عذوبة والموت إلى حياة والصلب إلى قيامة، بهذا يصير النير هيّن، لأنه نير المسيح، والحمل خفيف لأنه حمل المخلص. أنا لست بحاجة لامتلاك ما يمتلكه الآخرون كي تستمتع بالحياة، ولا في حاجة لمكان أو مركز مرموق لكي تعمل مع الله وتثمر. الله يريد أن نعطيه قلوبنا ونتاجر بالوزنات القليلة المعطاة لنا ونتبعه ونحبه بنفس راغبة ويكون هو نصيبنا وكنزنا ونسعد به ومعه.

 المحبة والنوايا الحسنة ...

يجب أن نتحلى بالمحبة تجاه الكل ونسعى للقيام بعمل ما ينبغي علينا القيام به من واجبات في كل يوم فى علاقتنا بالله ومن حولنا وفى العمل بإخلاص كقول الكتاب { أدرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس} (اع 24 : 16). نزرع المحبة حتى إن قابلها البعض بالكراهية فالنار لا تطفئها النار بل الماء والنور يطرد الظلام. علينا أن نعيش فى حدود يومنا فلا نقلق على ماض قد ولى ولن يعود وننسى ما هو وراء ولا نقلق على ما هو لم يأت بعد فالمستقبل فى يد الله الأمينة ونعمل عمل اليوم فى ثقة بالله والنفس. نحيا فى رضا وقناعة بما نملك ونسعد بالأشياء الصغيرة التي بين أيدينا، نسعى إلى فهم الآخرين وإسعادهم. نمنح المحبة والابتسامة لمن حولنا ونقدم لهم الكلمة الطيبة برغبة صادقة فى مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، نبتعد عن النزاعات والمجادلات العقيمة. نشكر الله على كل شئ  { اشكروا في كل شيء لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم} (1تس 5 : 18). نجلس مع نفوسنا ولو عشرة دقائق كل صباح نشكر الله فى هدوء على نعمه الكثيرة وعلي اليوم الجديد وعلى نعمة الحياة والهواء والماء وفرصة العطاء وعلى كل ما لدينا من أشياء. نصلى من أجل أن يهبنا الله سلامه الكامل { وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع }(في 4 : 7).

المسامحة والغفران ...

علينا أن نتعلم كيف نغفر ونسامح عندما يُساء إلينا لكي نستريح ونريح الغير، علينا أن ندرّب أنفسنا على سرعة المسامحة والغفران. فلا نحتفظ بكراهية لأحد في قلوبنا ونحمل عبء ثقيل يمرر حياتنا بل يجب أن نتخلص من مشاعر الغضب والضغينة التي بداخلنا من أجل سلامنا الداخلي وراحة نفوسنا وعندما نتذكر كم مرة أخطأنا إلى الله وسامحنا نستطيع ان نسامح الغير بسهولة وعندما نفعل هذا سنشعر بمدى الراحة فى المغفرة والصفح وننال المغفرة من الله. سليمان الحكيم بعد أن جرّب كل شيء في الحياة، صرَّح في النهاية قائلاً: { فلنسمع ختام الامر كله اتق الله واحفظ وصاياه لان هذا هو الانسان كله} (جا 12 : 13). فلنتقي الله ونحفظ وصاياه ونعيش في رضاه ونحيا في راحة وسعادة.

+ صلاة الإيمان والشكر لله...

علينا أن نأتي الي الله بثقة في قدرته ورجاء في محبته وخضوع بشكر لإرادته. البعض يأتوا إلى الله ولكن ليس عندهم إيمان أن الله سيحل مشاكلهم! لكن علينا أن نتمثل بإيمان القديسين ونأتي إلى الله بثقة لنسمع قوله للمرأة الخاطئة التائبة {إيمانك خلصك، اذهبي بسلام} (لو 7: 50) وقال للأبرص الذي شفي {قم وامض.. إيمانك خلصك} (لو 17: 19). وقال للأعمى المستعطي في أريحا {أبصر إيمانك قد شفاك} (لو 18: 42) وكما قال للأعميين بحسب ايمانكما. لذلك تعال إليه بإيمان، واثقًا أنه سيريحك، وحينئذ ستستريح. و احتمل الصليب بشكر كما قال لنا { احملوا نيري عليكم، وتعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت 11: 29). حمل الصليب يشاركنا فيه ربنا فيحمل الحمل الأكبر هو ويعطينا السلام الداخلي وراحة البال والضمير. نأتي إلي الله بذنوبنا فيغفرها ونتركها فيرحمنا وفى كل يوم نرى احساناته المتجددة. نحيا حياة التسليم والشكر خاضعين لمشيئته، متذكرًا قول الرسول: { احسبوه كل فرح يا أخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة} (يع 1: 2). بهذا لا يضغط علينا التعب، المتاعب التي في الخارج  لا تستطيع أن تؤثر على القلب الذى يمتلئ بالسلام  الداخلي والطمأنينة والفرح، حتى في وسط الضيقات. وإن لم يكن لنا هذا الشعور فلنطلب من الله. وهو الذي يهبنا السلام، لأنه هو القائل {سلامي أترك لكم، سلامي أنا أعطيكم} (يو 14: 27).

فيك يارب راحتي وسلامي ...

+ يارب إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك؟ وأين نجد الراحة ما لم نأخذها منك يا ملك السلام. العالم يفتقد للسلام فكيف نجد سلامنا أو ناخذه منه بل أن من يتعلق بالعالم يتعبه ويشقيه!. لقد بحث الكثيرين عن الراحة والسعادة فى آبار العالم المشققة التي لا تضبط ماء فحصدوا العطش والتعب والشقاء.

+ اليك نأتي يا من دعوتنا إلى ينابيع المياه الحية. منك وحدك نطلب أن تشبع أرواحنا وتروي نفوسنا بروحك القدوس وتشفي أمراضنا بنعمتك وتقودنا فى موكب نصرتك فيعظم انتصارنا بك أنت وحدك ويشتد عودنا ويكمل فرحنا ويتحقق سلامنا.

+ لقد دعوتنا أن نأتي اليك بمتاعبنا ونلقى عليك باحملنا ووعدت أنك تريحنا منها، ونحن نثق فى وعودك ونلبي دعوتك ونطلب أن تكون سلامنا وراحتنا وفرحنا. كن قائدا لنا طوال الدرب، وانصرنا في الحرب وعزائنا في الضيق ورفيقنا في الطريق يا من قلت سلامي أنا أعطيكم، سلامي أترك لكم. يا ملك السلام أعطنا سلامك وأغفر لنا خطايانا.