نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 13 أبريل 2019

الألم فى حياتنا



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
التاريخ البشري ورحلة الآلام ..
+ ان تاريخ البشرية حافلاً بالمأسي والآلام التى حلت بها منذ القدم . ومازالت الخليقة تئن وتتمخض وسيظل الألم مدرسة للفضائل أو مصدراً للتعاسة والضيق { فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن وتتمخض معا الى الان} (رو  8 :  22). وكما يقول الكتاب المقدس {الانسان مولود المراة قليل الايام وشبعان تعبا} (اي  14 :  1). وقديما تسأل ارميا النبى قائلا {  لماذا خرجت من الرحم لارى تعبا وحزنا فتفنى بالخزي ايامي}( أر18:20). لقد كان ابوانا الاولين ادم وحواء سعداء فى الفردوس بدون ألم او مرض او حزن . ولكن لما دخلت الخطية الى العالم وكان السقوط بدات رحلتنا مع الآلام كنتيجة للعصيان { قال الله للمراة تكثيرا اكثر اتعاب حبلك بالوجع تلدين اولادا والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك. وقال لادم لانك سمعت لقول امراتك واكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك. وشوكا وحسكا تنبت لك وتاكل عشب الحقل . بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الارض التي اخذت منها لانك تراب والى تراب تعود}( تك 16:3-20 ).
+ عندما تذمر الشعب فى البرية على الله وعبده موسى هاجت عليهم حيات الصحراء ولدغتهم بسمها القاتل فصرخ موسي النبى الى الله فأمره بصنع حية نحاسية ليضعها اعلى الجبل { فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية انسانا ونظر الى حية النحاس يحيا } (عد 21 : 9). ان هذه الحية كانت رمزاً ومثالا للصليب الذى به ننجو من سم الحية القديمة الشيطان ونخلص ويتحول الآلم الى هبة للمؤمن { وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية}( يو 14:3-15). لقد حمل السيد المسيح عقاب خطايانا وعصياننا على خشبة الصليب محتملاً الألم ومحولاً اياه ليصبح وسيلة لنيل البركات { لانه قد وهب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ايضا ان تتالموا لاجله} (في   : 29). اننا عندما نتألم بغير ارادتنا بسماح من الله يجب ان لا نتذمر ونحتمل فى شكر ما يأتى علينا لان مدرسة الالم لها القدرة والقوة لتنقية وتطهير النفس البشرية { لانك جربتنا يا الله ، محصتنا كمحص الفضة } (مز 10.66). لقد اختبر يوسف الصديق واحتمل الأم ظلما حتى من أخوته وشهد ان الله قادر ان يحول الشر الى خيراً { أنتم قصدتم لي شراً ، أما الله فقصد به خيراً} (تك20:50)
+ لقد أختبر الرب يسوع المسيح الآلام وجاء عنه فى نبؤة اشعياء النبي { رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به. لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا}( أش 3:53-6). أنتصر السيد على الآلام وتحمل عقاب خطايانا وقام فى مجد ليقيمنا معه ويعتقنا من الموت الأبدي . وهو البار القدوس { الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر}(1بط  2 :  22).
+ لقد أعطى المخلص الصالح للألم مفهوماً روحياً جديداً وجعله هبة وبركة للذين يتألمون بحسب مشيئة الله { فاذا الذين يتالمون بحسب مشيئة الله فليستودعوا انفسهم كما لخالق امين في عمل الخير } (1بط 19:4).  وطوب الرب المضطهدين من أجل البر {طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم اذا عيروكم و طردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين.افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم} (مت 10:5-12).
ان أحتمال الضيقات يؤهلنا لملكوت الله { حتى اننا نحن انفسنا نفتخر بكم في كل كنائس الله من اجل صبركم وايمانكم في جميع اضطهاداتكم والضيقات التي تحتملونها. بينة على قضاء الله العادل انكم تؤهلون لملكوت الله الذي لاجله تتالمون ايضا. اذ هو عادل عند الله ان الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقا. واياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته} (2تس 4:1-7).

أسباب الألم فى حياتنا وبركاته  ..
+ الألم هبة وتنقية .. ان الله لا يريد لاحبائه وابناءه الألم أو الضيق ولكن الآلام قد تكون الادوية المناسبة للأنسان لتحريره وتنقيته من الخطية ولتهذيب نفسه وثقلها وترويضها { هوذا طوبى لرجل يؤدبه الله فلا ترفض تاديب القدير.لانه هو يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان. في ست شدائد ينجيك وفي سبع لا يمسك سوء}(اي 17:5-19). هكذا تنقينا الآلام من الشوائب كما ينقى ويصفى الذهب بالنار { كل من أحبه اوبخه واؤدبه}( رؤ 19:3).  لقد كانت الآلام فى حياة ايوب الصديق وسيلة لتنقيته من البر الذاتى حتى عرف ضعفه ورجع الى الله معترفا {فاجاب ايوب الرب فقال. قد علمت انك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك امر. فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة ولكني قد نطقت بما لم افهم بعجائب فوقي لم اعرفها. اسمع الان وانا اتكلم اسالك فتعلمني. بسمع الاذن قد سمعت عنك والان راتك عيني. لذلك ارفض واندم في التراب والرماد}( اي 1:42-5). والقديس بولس الرسول اعُطى شوكة فى الجسد لئلا يرتفع بفرط الأعلانات وتضرع من أجل الشفاء { فقال لي تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح }(2كو  12 :  9).{ كل من يأتى بثمر ينقيه الله ليأتى بثمر أكثر }(يو2:15).
+ الألم مدرسة التواضع .. ان الالم مدرسة يشعر الانسان فيها بضعفة وتواضعه وعجزه فى مواجهة التجارب فيطلب العون والقوة والتعزية من الله بصلوات من أعماق القلب { هانذا قد نقيتك وليس بفضة اخترتك في كور المشقة}( أش 10:48 ). {  يا بني ان اقبلت لخدمة الرب الاله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة. ارشد قلبك و احتمل امل اذنك و اقبل اقوال العقل ولا تعجل وقت النوائب. انتظر بصبر ما تنتظره من الله لازمه ولا ترتدد لكي تزداد حياة في اواخرك. مهما نابك فاقبله وكن صابرا على صروف اتضاعك. فان الذهب يمحص في النار والمرضيين من الناس يمحصون في اتون الاتضاع}( سي 1:2-5). من اجل هذا يوصينا الإنجيل بالتواضع {  وتسربلوا بالتواضع لان الله يقاوم المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة. فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه. ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتنى بكم}(ابط 5:5-7).
+  الألم مُعلم الصبر .. ان الضيقات تعلمنا ان نصبر وننتظر بسكوت خلاص الرب وتهبنا السعى النشط لايجاد الحلول الممكنة لمتاعبنا { عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا. واما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء} (يع  1 :  4،3). {ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر ايوب ورايتم عاقبة الرب لان الرب كثير الرحمة و رؤوف} (يع  5 :  11).{ وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا، والصبر تزكية والتزكية رجاء  والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا من الله }(رو  3:5-5). ومن يصبر للمنتهى فهذا يخلص.
+ الألم والشعور بالغربة .. ان الآم الزمان الحاضر تقوى فينا الأحساس بالغربة فى هذا العالم وتجعلنا لا نتعلق بالعالم وشهواته وتفطمنا عن محبة ما فى العالم من شهوات . انها الباب الضيق المؤدي الى السماء { فاني احسب ان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا.لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء الله. اذ اخضعت الخليقة للبطل ليس طوعا بل من اجل الذي اخضعها على الرجاء.لان الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله. فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن و تتمخض معا الى الان. وليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن انفسنا ايضا نئن في انفسنا متوقعين التبني فداء اجسادنا}( رو 18:8-23). {ونحن نعلم انه متى نُقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا فى السموات بناء من الله ، بيت غير مصنوع بيد ، أبدي . لهذا نئن مشتاقين الي ان نلبس فوقها مسكننا الذي فى السماء}(2كو 11:5-12). لانه ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة . عاش ابائنا قبلنا ايام غربتهم بهذا الاحساس وعاشوا غرباء على الارض واتموا بسلام ايام غربتهم { غريب انا في الارض لا تخف عني وصاياك} (مز  119 :  19).
+ الألم والتعزية والبركة .. لقد تألم المسيح بالجسد تاركاً لنا مثالاً لكى ما نتبع خطواته ومن يتألم حسب مشيئة الله يجد تعزية وبركة فى الألم والضيق . الألم يصبح دليل عملى على محبتنا لله الذى قبل الآلام بارادته وحده { انا أضع نفسي عن الخراف ، وليس آحد ياخذها منى بل لى سلطان ان أضعها ولي سلطان أن آخذها ايضاً} (يو 15:10-16). ان الآمنا من أجل الإيمان، شهادة صادقة وحية على صدق إيماننا . يقول القديس يوستينوس الشهيد المدافع عن الإيمان منذ القرن الثانى  " ها انت تستطيع ان ترى بوضوح انه حينما تُقطع رؤسنا باسم المسيح ، ونُصلب ونلقى للوحوش ونقيد بالسلاسل ، ونلقى فى النار وكل انواع العذاب فاننا لا نترك إيماننا وديانتا باسم يسوع المسيح " . كان  الله وسيظل نبع التعزية للمتألمين من أجل البر . والذين يجب أن يقولوا مع القديس بولس الرسول { من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا امور حاضرة ولا مستقبلة. ولا علو ولا عمق ولا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا}(رو 35:8-38).
+ لا تغاروا من نجاح الأشرار..  قد يتسبب الأشرار فى ظلم البعض وقد يسمح الله لتمادي البعض في غيهم معطياَ لهم الفرصة للتوبة أو العقاب أو قد لا يتألموا كالأبرار الي حين كما قال المرنم  { انما صالح الله لاسرائيل لانقياء القلب.اما انا فكادت تزل قدماي لولا قليل لزلقت خطواتي . لاني غرت من المتكبرين اذ رايت سلامة الاشرار. لانه ليست في موتهم شدائد وجسمهم سمين. ليسوا في تعب الناس ومع البشر لا يصابون. لذلك تقلدوا الكبرياء لبسوا كثوب ظلمهم. جحظت عيونهم من الشحم جاوزوا تصورات القلب. يستهزئون ويتكلمون بالشر ظلما من العلاء يتكلمون. جعلوا افواههم في السماء والسنتهم تتمشى في الارض. فلما قصدت معرفة هذا اذا هو تعب في عيني. حتى دخلت مقادس الله وأنتبهت الى اخرتهم. حقا في مزالق جعلتهم اسقطتهم الى البوار. كيف صاروا للخراب بغتة اضمحلوا فنوا من الدواهي. كحلم عند التيقظ يا رب عند التيقظ تحتقر خيالهم . اما انا فالاقتراب الى الله حسن لي جعلت بالسيد الرب ملجاي لاخبر بكل صنائعك} (مز 1:73-9، 17-20، 28).

صلاة من أجل المتألمين ..
+ ايها الرب الاله الذى تألم مجرباً نصلى اليك ان تعين المجربين ، ناظراً اليهم بعين الرحمة والرأفة والمحبة . انت عالم بضعف البشر وليس مولود أمراة يتذكى أمامك . انظر يا الله الى ضعفنا ومذلتنا ولا تعاملنا كحسب خطايانا بل برحمتك الغزيرة يا محب البشر الصالح ، هب عبيدك المتألمين صبراً وتعزية . كن عوناً لهم يا عون من لا عون له ، رجاء صغيري القلوب ، مينا الذين فى العاصفة . أعط عبيدك نعمة وخلاصاً وفرحا ورجاء .
+ يا من سمع لصلاة يونان النبى من وسط الضيق وهو مبُتلع من الحوت فى وسط البحر وخلصه ونجاه، ان اخوة وأخوات  لنا يعانون وسط  طوفان بحر هذا العالم . البعض يعانون الاضطهاد والظلم والتمييز، وأخرين يعانون الفقر والضيقة والحاجة ، وأناس تعانى المرض والآلم ، أخرين تعساء يعانون الحرمان والبؤس وانت مريح التعابى الذي جاء ليبشر المساكين و ليشفي المنكسري القلوب وينادي للماسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر وترسل المنسحقين في الحرية. وتكرز بالتوبة المقبولة. انت القائل تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وانا اريحكم . اننا نضع بين يديك الحانية طلبات وصرخات أخوة وأخوات لنا ، لتستجيب لهم وترحمهم .
+ أقم يارب الساقطين والرازحين تحت نير ابليس وحررهم من كل رباطات الخطية المهلكة للنفس والجسد والروح . أعط راحة وتعزية وشفاءاً للمرضى والمنطرحين على أسرة المرض والضعف . هب شجاعة وقوة وحكمة للضعفاء والخائفين ، قوى إيمان الرعاة والرعية . أعط نسل صالح  للذين  ليس لهم . هب شبعاً للجياع والمحتاجين. هب حكمة للحكام ليقودونا الى العدل والمساواة والحرية . رد سبي قلوبنا اليك لكى نحبك من كل القلب ونتعزي ونتغذى بعشرتك كل الأيام والى أنقضاء الدهر. أمين

شعر قصير (77) مريح التعابي





للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" إيماننا بالمسيح"
سالوني ماذا وهبك الإيمان بالسيد المسيح؟
قلت وهبني الخلاص والتبرير والإيمان الصحيح
منحني الغفران والسلام وضمير وقلب مستريح
جعلني أحب القريب والبعيد وأسامح وأستريح
أحبي فضلاً ويقودني بروحه فهو المحب المريح
المسيح أعطاني ذاته فغدا قلبي مسرور يصيح
ذوقوا ماأطيب الرب وقدموا له المجد والتسبيح 

(2)

" مريح التعابى"
عند المسيح الجواب الشافى لكل متسأل حائر ؟
معه يجد الراحة المجُهد،البائس،المتعب،الخائر
يجد السلام والهدوء من كان قلق،مضطرب فائر
عنده الحل والانصاف لمن كان للعدل طالب ثائر
هو الله القوى القادرعلي كل متسلط متكبر جائر
به ننمو ونثمر وتنجب النفس حتى لو هي عاقر
هو فرح وعزاء النفوس، فندعوه ليوقظ الضمائر

(3)

"أطلق عبدك بسلام"
لما ولدنا فرحوا اهالينا وقمطونا في اللفه
نمونا وكبرنا وياما شفنا كدابين كتير في الزفه
يفرحوا لو شافوا حد بالتجارب بيتنقي ويتشفى
نطلب الستر من الله أحسن ما تيجئ لعقولنا هفه
ونسلك بحكمة ونعمل خير وبالمحبة لبعض نتدفأ
ولما يحين وقت الرحيل ويحملونا علي محفه
تنطلق ارواحنا بسلام وكالأبرار ننتقل ونتوفى

 (4)

" قلب الأم"
يابخت اللي ليه أم تقف جنبه وتشجعه وتضم
وراء كل عظيم هتلاقي أم صابرة تحمل عنه الهم
تسهر وتصلي وترعي وتعلم وبكل أمورنا بتهتم
الله يعين امهاتنا ويجعلنا في كبرهم لخدمتهم نهم
واللي سافرت للسماء نطلب لها رحمة من الله كأم
نطلب ونصلي ونعمل ونشجع اللي حولينا بقلب الأم
الناس حولينا محتاجة لقلوب محبة تفرج عنها الغم
تحية لكل سيدة فاضلةفى صمت ولكل بنت وأخت وأم

(5)

" الوقت وزنه"
كل يوم بيجي ويقبل علينا ويمضي من جديد
فيه ١٤٤٠ دقيقة نقدر نستخدمها بشكل فريد
بنقابل ناس ونشوف أحداث تتلاحق بالمزيد
نعمة ربنا تشبعنا وتروينا ويقودنا بحب فريد
يدينا فرصة نتوب ونحس بالغير والخير يفيض
نشكر ربنا علي عطاياه وحتي لما يمنع لينا مفيد
الوقت وزنه والعاقل يستخدمها للخير والتجديد

الخميس، 11 أبريل 2019

أهمية سر المعمودية ونتائجها



   
القمص أفرايم الأنبا بيشوى                        
أولا - تأسيس السر وضرورته
لقد أسس ووضع سر المعمودية الرب يسوع المسيح نفسه الذي أوصى تلاميذه قالاً { اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس} (مت28: 18و19). ولضرورة المعمودية للخلاص قال السيد الرب {من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن} (مر16: 16). بل أن السيد المسيح قال لنيقوديموس { الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ. قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ} (يو 3:3-6). وسر المعمودية المقدسة هو المدخل للأسرار المقدسة وأولها. ولقد أعتمد السيد المسيح فى نهر الاردن من القديس يوحنا المعمدان وهو القدوس الذى بلا خطية ليقدس لنا المعمودية ويؤسس لنا هذا السر الضرورى للخلاص. "حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الأردن الى يوحنا ليعتمد منه، ولكن يوحنا منعه قائلا أنا محتاج أن اعتمد منك وأنت تأتي اليّ. فاجاب يسوع وقال له اسمح الآن.لأنه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر، حينئذ سمح له. فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. واذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه. وصوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت3: 1317). 
+ ولهذا منذ العصر الرسولي ومع حلول الروح القدس علي الرسل القديسين راينا القديس بطرس يعظ الداخلين للإيمان أن يتوبوا ويعتمدوا ليقبلوا عطية الروح القدس قالأ { توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا الروح القدس .. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس} (أع2: 3843). كما قام فيلبس بتعميد الرجل الحبشي بعد أن بشره بالمسيح، فقد طلب الخصي بنفسه أن يعتمد إذ قال لفيلبس: {هوذا ماء فماذا يمنع أن أعتمد .. فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمده.}(أع8: 36و38).
 ويسجل أعمال الرسل تعميد بطرس الرسول لكيرنيليوس ومن معه عندما آمن، فيقول: { حينئذ أجاب بطرس أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضا وأمر أن يعتمدوا بإسم الرب}(أع1: 1048). ويلاحظ هنا في هذه الحادثة أهمية معمودية الماء، فرغم أن الروح القدس قد حل على كرنيليوس وأهل بيته قبل تعميدهم، إلا أن معلمنا بطرس الرسول قد أصر على إتمام معمودية الماء، فلو لم تكن هذه المعمودية لها أهمية ما كان قد أصر على إتمامها. وربما يقول البعض: لماذا حل الروح القدس بدون معمودية الماء؟ أليس هذا دليل على أن الروح القدس يمكن أن يحل على الناس بدون معمودية الماء؟. نجيب على هذا التساؤل ببساطة شديدة أن القيام بتعميد الأمم كان أمرا غير مسبوق ولم يكن مقبولا من اليهود الذين دخلوا الإيمان المسيحي. ولهذا سمح الرب بإظهار قبول الأمم بهذه الوسيلة، ولهذا تشجع بطرس الرسول أن يعمدهم. ومن الأمثلة الأخري علي ممارسة الكنيسة الأولى أيضا للمعمودية ما ذكر في سفر أعمال الرسل عن  تعميد ليديا بائعة الأرجوان: في فيلبي عندما قبلت المسيح قام بولس الرسول بتعميدها (أع16: 15). وأيضا عماد سجان فيلبي: "فأخذهما في تلك الساعة من الليل وغسلهما من الجراحات وأعتمد في الحال هو والذين له أجمعون" (أع 16: 33).
+ ولكي يعطي سر المعمودية لغير المؤمنين يجب أن يرغبوا ويسعوا لذلك ثم يتم  تعليمهم الإيمان المسيحي ويتوبوا عن الخطية معترفين مقرين بايمانهم { توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا} (أع2: 38). ولهذا علي الداخل للإيمان أن يجحد الشيطان قائلا أجحدك أيها الشيطان.. أي أرفضك أيها الشيطان وكل أعمالك الشريرة. ويؤمن بعمل المسيح الكفاري على الصليب أنه مات لأجله شخصيا ليخلصه من عقوبة الموت { من آمن واعتمد خلص}(مر16: 16)، ولهذا يقر بالإيمان قائلا "أؤمن بإله واحد..." الرغبة والتصميم على الحياة مع المسيح تحت قيادة وارشاد الروح القدس والأرتباط بالكنيسة كأم روحية للمؤمنين. هذه الشروط مطلوبة من البالغين المتقدمين للمعمودية، أما بالنسبة للأطفال فيحل الأشابين محل المعمدين بخصوص هذه الشروط وهم المسئولين أمام الله والناس عن تنشئتهم علي الإيمان المستقيم ليعيشوا مسيحيتهم ويمارسوا الأسرار الكنيسة ويحيوا حياة الفضيلة والتقوى.
ثانيا .. رموز للمعمودية فى العهد القديم .. أشار اليها الكتاب المقدس فى العهد الجديد ومنها:
أ- فلك نوح وماء الطوفان.. الذي قال عنه بطرس الرسول: { كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون أي ثمان أنفس بالماء الذي مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية، لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح} (1بط3: 20و21) . الفلك كرمز للمعمودية واضح بأن البحر إشارة للعالم، والفلك الكنيسة المعمودية التي تخرج الإنسان من العالم تمنحه الخلاص، مثلما نجا الفلك نوح وأسرته من الموت. فالفلك كان وسيلة النجاة من هلاك محقق للعالم، كل الناس ماتوا ما عدا الذين في الفلك. ولذلك قال الله لنوح "ولكن أقيم عهدي معك فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك".
ب-  الختان... للمعمودية عهد بين الله والمعتمد ليكون الله له الها ويكون المعتمدين أبناء وبنات لله كما الختان للدخول فى شعب الله طرفين.  أيضًا عهد. "هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر. هذا هو كلام ربنا لإبراهيم أبو الآباء". (تك 17: 10) دخل إبراهيم في عهد وأول من طبق عليه الختان في اليوم الثامن هو إسحق. رمز للسيد المسيح ولذلك إسحق رمز للمسيح كذبيحة وتقدم نفسه طاعة لله. الختان رمز للمعمودية. الختان فيه موت جزئي، وهو ما يسموه لحم الغرلة وموت الجزء فيه إشارة إلى موت الكل. وبالختان وبالموت الجزئي كانوا يأخذوا البنوة لله. كل مختتن كان ابن لله، وفي المعمودية الآن نأخذ البنوة لله لأننا نموت عن العالم لحظة التغطيس الكامل، يكون الطفل منفصل عن العالم تمامًا، ميت عن العالم. فموت الجزء إشارة إلى موت الكل. فالختان رمز للمعمودية من حيث البنوة ومن حيث الموت.
ج - البحر الأحمر والسحابة: فقد قال معلمنا بولس الرسول: { ولست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة وجميعهم اجتازوا في البحر وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر} (1كو10: 1و2). س) كيف أن العبور كان رمز للمعمودية؟. الماء واقف أي أحد يريد أن يعبر يقول ممكن الماء ينهار على، كيف أدخل فيها؟ فهي مياه محيطة بالإنسان ممكن تميته. ولذلك العبور رمز للمعمودية لأنه قبول للموت، لكنه موت محيى؛ لأنه إذ لم يعبروا كانوا سوف يموتون بسيف فرعون. فهناك موت منتظرهم وإذا عبروا في وسط المياه هناك موت لكنه يوصل للحياة لكنه يريد إيمان ولذلك عبور بنى إسرائيل في البحر الأحمر يشير للمعمودية كايمان بوعد الله وفعلًا عبروا وآمنوا أن "الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" فكان هناك عنصر الإيمان والتصديق لوعد الله. ثم غرق فرعون، وفرعون يرمز للشيطان لذلك المعمودية تخرجنا من سلطان الشيطان والظلمة الي ملكوت الله في النور. وفيها الاغتسال الذي يعطى الإنسان تنقية من الخطية. وهذه الفكرة من غسل الأيدي أن الإنسان يتنقى يقول أغسل يديَّ بالنقاوة. فالاغتسال مرتبط بالنقاوة. 
ثالثا.. المعاني الروحية للمعمودية
1- المعمودية موت عن الانسان العتيق وقيامة مع المسيح ..  لذلك يقول الكتاب المقدس    { أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة . } (رو6: 35).  وقوله أيضا { مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضا معه} (كو2: 12).  والدفن لا يتم برش التراب على الميت، بل بوضع المتوفى تحت التراب. وحيث أن المعمودية دفن، فلابد أن يغمر المعمد تحت الماء،  لكي يموت الإنسان العتيق ويحيا الإنسان الجديد. ولذلك ندفن في المعمودية بالتغطيس. نخرج من رحم الكنيسة وندفن مع المسيح. كلمة معمودية أي صبغة baptism  أي أن إنسانًا يدخل في الماء ويخرج مصطبغ بلون جديد. مثل قماشة تأخذ صبغة معينة من هذا يتأكد لنا أن المعمودية لابد أن تتم بالتغطيس وليس بمجرد الرش. كمعمودية المسيح: "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء" (مت3: 16). وفى تعميد خصي الحبشة: "فأمر أن تقف المركبة فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي وعمده ولما صعد من الماء خطف روح الرب فيلبس .." (أع8: 39). تتم المعمودية بالتغطيس ثلاث دفعات في الماء كمثال الثالوث، يتضح ذلك من قول رب المجد يسوع لتلاميذه: {وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس} (مت28: 19). ولان المعمودية ولادة روحية، فيولد الإنسان مرة واحدة فلا تعاد معمودية المؤمن لان المعمودية موت مع المسيح وقيامة معه فلا تحدث سوى مرة واحدة للمسيح. كما نقول في قانون الإيمان "نعترف بمعمودية واحدة". الذي اعتمد مرة لا يمكن أن يعاد معموديته حتى لو ضعف وأخطا أو حتى أنكر المسيح، فعندما يتوب لا تعاد معموديته، بل يكتفى بالتوبة والاعتراف والتناول.
2- المعمودية ولادة وخليقة جديدة ...  يحل فيها الروح القدس على ماء المعمودية ويقدسها ويعطيها القدرة  الولادة لذلك قال الرب يولد من الماء والروح. نلاحظ أن الأب الكاهن  يسكب الميرون علي الماء  على شكل الصليب. ليحل الروح القدس على الماء لكي يهبه القدرة على الولادة ويسكب الكاهن الميرون علي شكل صليب لكي يأخذ الروح القدس مما للمسيح ويعطينا. يخبرنا بطريقة الخبرة وليس الإخبار أي المعرفة. فالدفن مع المسيح والولادة والصبغة مأخوذة من عمل الخلاصي علي الصليب.
والمعمودية خليقة جديدة .. {إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. فالأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدًا}(2كو5: 17). الذي يحدث في المعمودية هو إقامة من الموت. نموت مع المسيح ونقوم معه. ويفقد الشيطان سلطانه على  النفس المؤمنة وتخرج من مملكة الشيطان وتدخل في مملكة الله. ولذلك يلزم قبل التغطيس شيء مهم وهو جحد الشيطان. وعند جحد الشيطان ينظر الإنسان إلى الغرب. لان الغرب إشارة للهلاك وإشارة للموت والشرق إشارة للحياة. حتى الفراعنة كانوا يجعلون المقابر تجاه الغرب والشرق للمعابد. ويولد الإنسان الجديد الذي يتجدد بحسب صورة خالقه بلا خطية. وهذه فكرة تجديد الطبيعة بالمعمودية لذلك نلبسه الملابس البيضاء وفوقها الزنار الأحمر. لكي نعلن أن النقاء الذي أخذه الطفل المولود من الماء والروح المولود من الله هو بفعل دم المسيح ويلبس الثوب الأبيض وفوقه الزنار الأحمر نقول حبيبي أبيض وأحمر كما قالت عروس النشيد على المسيح. فيكون علي  صورة المسيح الكامل في نقائه وفاعلية الفداء. والزنار يربط من فوق الكتف الأيمن إلى تحت الإبط الأيسر. لماذا؟ معناها أن المسيح رفعنا من أسفل اليسار إلى أعلى اليمين فهذه قيمة دم المسيح أو الخلاص الذي تممه السيد المسيح.
رابعا ... المفاعيل الروحية لسر المعمودية
 للمعمودية مفاعيل روحية كثيرة يتمتع بها من يعيش في عهد مع الله ليكون أبنا لله ويحيا كما يحق لإنجيل المسيح..  
1: غفران الخطايا والخلاص والتبرير  
 بالمعمودية ننال غفران الخطايا .. هذا ما وضحه معلمنا بطرس الرسول بقوله: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران 000الخطايا.." (اع2: 38). فبالمعمودية تغفر الخطية الموروثة من آدم وتسمى بالخطية الجدية أو الأصلية، والتي يقول عنها الكتاب { بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت} (رو5: 12). بالتوبة والمعمودية تغفر الخطايا التي ارتكبها الشخص الكبير قبل أن يقبل سر المعمودية. وبالايمان والمعمودية نحصل علي الخلاص {من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن}(مر 16:16). {خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس} ( تي 5:3). {الذي مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح من الله}(1بط 21:3). فالمعمودية تهب المعمد الخلاص من عقوبة الخطية ومن قوتها حتى لا يستعبد لها بل ينال قوة روحية تمكنه من حياة النصرة والغلبة في المسيح يسوع. ونتبرر بالنعمة لنصير أهلا الحياة الأبدية { خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح ومخلصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية"} (تي3: 57). والتبرير معناه إعطاء البراءة للمذنب ليس لأنه لم يخطئ، بل لأنه قد افتدي بدم المسيح.
 2- المعمودية والبنوة والأستنارة .. بالمعمودية نولد من فوق كأبناء الله بالتبني {لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح.} ( غل 26:3).ان المعمودية تعتبر ميلادا جديدا من الله، إذن فهي تعطي بنوة جديدة أي يصبح المعتمد ابنا لله. ويشرق علينا نور الإيمان وننمو في معرفه ربنا يسوع المسيح وحقائق الإيمان المسيحي وسرّ التجسّد والفداء ونحيا أسرار الكنيسة ونجاهد برجاء منتظرين المجيء الثاني وقيامة الأموات وحياة الدهر الآتي .
والمعمودية تهبنا أستنارة روحية وتنقلنا الي مملكة المسيح فى النور وهي موت مع المسيح وقيامة معه كابناء النور { ولكن تذكروا الأيام السالفة التي فيها بعدما أنٌرتم صبرتم علي مجاهدة آلام كثيرة} (عب 3:10). هكذا المولود أعمي عندما أغتسل في بركة سلوام أتي بصير وأستنار عقله ووبخ اليهود علي عدم إيمانهم بمن فتح عينيه. المعمودية تهب أستنارة بالروح المسيح وينير أنساننا الداخلي وننال مغفرة للخطايا ويحل المسيح فينا { لان الذى قال أن يشرق نور من ظلمة، هو الذى أشرق في قلوبنا لانارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح} (2كو6:4) . المعمودية تعطي أستنارة للمؤمن وحكمة وتمييز ليكون لنا الإيمان العامل بالمحبة ونعرف مجد  ميراثنا فيه { مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا هو رجاء دعوته وما هو مجد ميراثه في القديسين وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين، حسب عمل شدة قوته} ( أفس 18:1-19). فالمعمودية هي سرُّ إنارة المؤمن، ومن هنا فهي تُسمَّى سرَّ الاستنارة.
3- المعمودية والتقديس والتطهير ..
نتقدس بالرشم بالميرون لنكون هيكلاً لله { كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو أي شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب}(أف5: 2527). التقديس يعني إعطاء الصحة السليمة، فالقداسة في أصل الكلمة اليوناني هي الصحة السليمة الخالية من الأمراض. وليس معنى القداسة أنها العصمة من الخطية، فالإنسان يظل معرض للسقوط في الخطية طيلة أيام حياته على الأرض. تماما كالشخص السليم صحيا، يكون معرضا للإصابة بالأمراض. ولكنه يسعى للشفاء ليستعيد صحته. فما ينطبق على الجسد ينطبق أيضا على الروح. فلنطلب دائما من الله ان يعطينا البصيرة الروحية لنحيا كابناء وبنات مقدسين ومكرسين حياتنا لله لنعرفه ونعبده بالروح والحق ونتدرج في معرفة الله حسب نمونا الروحي ومقدرتنا على المعرفة والحبّ. { إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!»}(رو  8 :  15). { فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ }(رو  8 :  17) .  نطلب كابناء فنأخذ ونسأل فيعطى لنا ونقرع ويفتح لنا. ونصلي ليجدد الروح القدس طبيعتنا ويهبنا حياة مقدسة غير فاسدة تستطيع أن تقاوم الشر والخطية. ويقصد بالتطهير  التنظيف من أدران الخطية وفسادها الداخلي. ومعنى لبس المسيح هو أن يكتسي الإنسان بشخص المسيح فيغطيه بثوب خلاصه ورداء بره، كما يقول النبي {فرحا أفرح بالرب، تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر} (أش61: 10)
4- نوال الحياة الأبدية:
المعمودية تؤهل الإنسان للدخول إلى الحياة الأبدية، كما قال الرب يسوع المسيح { إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله}(يو5: 5) {خلضنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح ومخلصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية} (تى 5:3-7)) {ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلكم}( 1بط 3:1-4). فيالعظم هذه البركات التي يحصل عليها الإنسان عندما يتقبل سر المعمودية ونعمة الحياة الجديدة في المسيح يسوع ويسلك كما يحق لإنجيل ربنا يسوع المسيح.
أما أن تهاون المؤمن ورجع للخطية فعليه  بالتوبة والرجوع الي الله . ليستعيد بركات المعمودية فما عليه إلا أن يتوب بدموع ويتبع أتبعها الأبن الضال في عودته إلى أحضان أبيه ويقدم توبة لله ويعترف بخطاياه شاعرا بعد أستحقاقه ويأخذ من الأب الكاهن العلاج والحل من الخطايا ويتناول من الأسرار المقدسة ويحيا فى تقوى ومخافة ومحبة الله مجددا عهود معموديته وسيجد القبول وينال الغفران وتفرح به السماء وملائكة الله ويؤهل للحياة الأبدية.

الثلاثاء، 9 أبريل 2019

شعر قصير (76) فكر المسيح



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى




(1)

"
فكر المسيح المريح"
أما نحن كابناء فلنا فكر ربنا يسوع المسيح
نفكر في الناس بوصيته لنا ووعده الصريح
نراهم بعينه النقية فنقدم الحب والمديح
نصغي لهم باذنيه فالكل يأتي الينا ويستريح
نتكلم معهم بلسانه الرقيق وبكلامه المريح
نحبهم بقلبه المتسع فلا نخاصم ولانصيح
نفرح الغير ونحبهم فيضمنا الله لقلبه الفسيح

.........
(2)

" الروح القدس والارتواء"
عندما أقابل أحد من الناس جاء يلقاني!
أتسأل ماذا يفعل المسيح لو كان مكاني؟
أساله نعمة لاكون سفير حسن لمن دعاني
أقدم الحب والايمان والرجاء لعالم يعاني
نحن خلقنا لاعمال صالحة نقدمها بتفاني
نقدم ذواتنا لله وندعوة ليعمل بنا كأواني
يفيض روحه فينا لنروى من في حرماني
ونقدم الصلاة والشكر لم يقودنا وقواني
......
(3)

"
كلام الله"
كلام الله نور لطريقنا ذهاب وأياب
يقودنا ويفتح للحياة السعيدة الباب
يعلم الجاهل ويهدي ويحكم الالباب
يرد الخاطئ للحق ويقدس اللي تاب
يلين قسوة القلب والصخر منه ذاب
يغذي الروح وينمي وينجح الشباب
ينصرنا في الحروب ويسند الليّ شاب
......
(4)

"
قابل الشر بالأحسان"
بكلامك تتبرر وبكلامك تدان
حصن لسانك وأضبطه تنصان
لسانك حصانك أن صنته صانك
ولو أطلقت له العنان كمان تنهان
خليك لطيف وقابل الشر بالاحسان
تجد نعمة عند الناس ولدي الرحمان
الرحمة تفتخر في الحكم لدي الديان
أغفر للناس يغفر لك ربك ولا تدان
.......
(5)

"
طاقة حب"
"
هو أية يدي لحياتي معني وقيمة غيرك أنت يارب؟
ولا مين في وقت ضيقي يسمعني ويفرج عني الكرب؟
ولايحول ضعفي لقوة الا روحك اللي يقودني فى الدرب
أنت تحول حزني لفرح وحياتي معاك تبقي طاقة حب
انا مهما أقول معرفش أعبر عن جمايلك معاي يارب
رحمتك تدركني جميع أيام حياتي وترعاني أنت كآب
بتعلمني وتقودني وتسكن كمان فى الروح والقلب
لما أرحل تضمني ومعك أكون فى محبة وفرح وقرب