نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 15 نوفمبر 2019

الثبات في المسيح (2) الحديث المتبادل والثبات فى المسيح


الحديث المتبادل والثبات فى المسيح
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+  السيد المسيح هو الكرمة الحقيقية ولكي نثمر يجب أن نكون فيه أغصان ثابته فيه، نتغذى باسراره ونشبع بخبز الحياة الذى لا يموت أكلوه ونستنير بكلامه ووصاياه وننمو في محبته ونتحد به كاتحاد الأغصان بالكرمة. الله يُطلب من الكرمة عنبًا جيدًا (إش ٥: ٢)، لهذا يطلب منا كمؤمنين حياة لائقة بفكر وسلوك وقلب مسيحي محب لكل البشرية. فما نفع الكرمة بلا عنب؟ وما نفع المسيحي بلا حب؟.  ومع النمو المستمر في الحياة المسيحية، ومع الثمر المتكاثر إلا أنه  قد يوجد دائمًا ما لا يرغبه الله  فينا فينقيه، فيقوم الله بالعمل ككرام يقلم أغصان الكرمة لكي تأتي بثمر أكثر. لقد قال السيد المسيح لتلاميذه عند غسل أقدامهم أنهم أطهار، لكنهم يحتاجون أن يمد يديه ليقوم بنفسه بغسل أقدامهم حتى تتنقى أو تطهر مما لحق بها أثناء سيرهم في العالم. ويربط السيد المسيح بين الثبوت فيه والثبوت في كلمته، فإنه خلال إنجيله نتمتع بالوحدة الصادقة. هذا الإنجيل المترجم عمليًا بحفظ الوصية الإلهية وممارستها والفرح بها .  الثبوت في كلمة المسيح هو لقاء دائم مع الكلمة، وتعرف على شخص السيد المسيح خلال كلمته، فنثبت فيه بكل قلبنا وفكرنا ومشاعرنا وأحاسيسنا وإرادتنا.  ويقدم لنا السيد المسيح وعدًا ثابتًا أن كل ما نريده حسب مسرته يكون لنا خلال ثبوتنا فيه.  وما هي طلبتنا سوى أن نصير أيقونته، ونحمل مشيئته فينا، ونلتقي به، ونتمتع بالشركة في مجده. وثبوتنا في المسيح وفي كلمته، وثبوته فينا، يجعلنا بالحق رجال صلاة نعرف ماذا نطلب ونناله منه، لأنه حسب مسرة الله أبينا.  ونتابع هنا كيف نثبت في المسيح بعد أن تحدثنا عن الإيمان العامل بالمحبة وضرورة التوبة المستمرة عن أهمية الثبات في كلمة الله وحياة الصلاة الدائمة كوسائل للثبات في الله ...
3-  الثبات فى كلمة الله .. 
 + الكتاب المقدس هو رسالة الله  لنا، لكى نتعرف عليه ونعرف طرقه ووصاياه به يتحدث الروح القدس الينا ويعلمنا { كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتاديب الذي في البر} (2تي  3 :  16)  فكلمة الله مشبعة للروح { لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ} (مت  4 :  4).  وبالثبات في كلمة الله ننمو روحيا ونتقوى وكما يحتاج الإنسان الى الطعام الصحى حتى ينموا فى الجسد، كذلك الروح تتغذى بكلام الله وتثبت وتنمو فى الروح {الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة }(يو  6 :  63).  حفظنا لوصايا الله وطاعتها ينمينا روحيا ويثبتنا فيه وينقينا ويقوى محبتنا لله ويثبتنا فيه. ونعرف أرادته نحونا ورسالتنا في الحياة ونفرح ونسر بوصاياه ومن خلال كلمة الله نحصل على الإجابة على تساؤلاتنا، ونعرف الهدف والمعنى لوجودنا على الأرض. نعرف الحق والحق يحررنا من الجهل والضلال {ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي وتعرفون الحق والحق يحرركم.} (يو 8: 31-32).
 + عندما يصير الكتاب المقدس دستور حياتنا وكلمته تثبت فينا نستخدمه في  حروبنا الروحية للرد علي حيل إبليس كما فعل السيد المسيح علي جبل التجربة فكان رده علي إبليس بآيات من الكتاب المقدس. ومن يبني حياته علي أساس كلمة الله والعمل بها فانه يشبه من يبني بيته علي الصخرة ويثبت في مواجهة التجارب { فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ وَوَقَعَتْ عَلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساًعَلَى الصَّخْرِ.} ( مت 24:7-25). الكتاب المقدس رسالة الله المشجعة والمعلمة والقوية والفعالة { لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ }(عب  4 :  12).
+ تخيل ان أحد الملوك أرسل لك خطابا يدعوك فيه لزيارته والتعرف عليه شخصيا، فكم يكون هذا شرفا لك، لذلك فكم بالحرى يكون مقدار الشرف عندما يصلنا خطاب من الملك السماوى القدوس، وليس هذا فقط بل يدعوك للتعرف عليه مباشرة من خلال كلمته المقدسة كرسالة شخصية لك، لكى تتعرف عليه وعلى وعوده  وكلمنا درسنا الكتاب المقدس مفسراً ومترجم بحياة وأقوال الأباء القديسين ، كلما نمونا روحيا وتعرفنا من خلاله على الله القدوس وزاد ايماننا. ومن خلال قراءة الكتاب المقدس نشعر بمدى اهتمام ومحبة الله لنا وقربه منا ونتشجيع، من خلال قصص الأنبياء والرسل ونرى مدى عناية الله بالجنس البشرى ونثق انه هو أيضا الذى يعتنى بكل واحد منا ويحبه.  ويحثنا الله في الكتاب المقدس على محبة الآخرين، كما يعطينا الحافز على عمل الخير ويهبنا  قوة الإيمان والأمان، ليس فى الحاضر فقط  بل فى المستقبل أيضا. ففى كلمة الله نجد الأمان لأنها تقودنا الى الخلاص وهى  ترسم لنا الطريق الى السماء.
4-  الصلاة وسيلة للثبات في الله..
+ جاء في الكتاب المقدس عن الرب يسوع المسيح أنه { في الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك} (مر1 : 35). فلو لم تكن الصلاة هامة لما مارسها المسيح له المجد. ويطلب من أن نصلي ونسهر من أجل خلاصنا { اسهروا اذا وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون وتقفوا قدام ابن الانسان }(لو 21 : 36). {اسهروا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة} (مر  14 :  38). الصلاة حديث مع أبينا السماوى  { وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية } (مت 6 : 6). وكل رجال الله القديسـون كانت الصلاة وسيلتهم للأتصال والحديث مع الله { يا الله إلهى أنت إليك أُبكر، عطشت إليك نفسى يشتاق إليك جسدى فى أرض ناشفة ويابسة بلا ماء }(مز 63 : 1).  وسر قوة الكنيسة في عصر الرسل أنها كانت كنيسة صلاة وبقوة الروح القدس كانت تنقاد { كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم ام يسوع ومع اخوته} (اع 1 : 14). لهذا يوصينا الكتاب قائلاً { لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله }(في 4 : 6). { واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر} (كو 4 : 2). ويقول القديس أغسطينوس (الجسد لا يستطيع أن يبقى حياً بدون غذاء ، هكذا الصلاة هى غذاء النفس وقوام حياتها).
 + الصلاة هى حديث محبة بين الابناء وأبيهم السماوى، فيها نسبح الله على أحسناته ونشكره على محبته وأبوته وعطاياه ومعاملاته الطيبة معنا ونعترف له بخطايانا طالبين منه الغفران وبها نتوب وننمو ويقوي إيماننا ويزداد رجائنا وتثبت محبتنا لله. بالصلاة نتقدم لله بطلباتنا ونعرض عليه همومنا واحزاننا واشتياقاتنا، وهي علاقة حية تنبع من قلب الإنسان فتكون صلاته إنما نتيجة هذه العلاقة الصادقة القلبية بين الله والإنسان. نصلي بروح البنوة والمحبة ونخاطب الله قائلين يا ابانا الذى فى السموات وهو يسمع ويستجيب وكما قال لنا { وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه} (مت 21 : 22).  بالصلاة ندخل في عشرة حب مع الله ونتعلم كيف نرد هذه المحبة ونتعلم كيف ندع محبته تشبعنا وتروينا {أحبك يا رب يا قوتي} (مز 18 : 1). لهذا  نجعل الصلاة من أهم اولوياتنا ونعطيها الوقت المناسب كالصباح الباكر ونمهد لها ان كانا نصلى فى النهار او المساء بالاستعداد الحسن ولا ندع الفكر يطيش منا فى أفكار غير روحية بل نضبط فكرنا فى المسيح.
+ الصلاة المقترنة بالصوم هى سر نصرة المؤمن على أعدائه الروحيين واغراءات الحياة المادية { قال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة والصوم} (مر 9 : 29). الصلاة هي وسيلة مهمة للأنتصار في التجربة. وهذا ما نراه في ليلة الخميس الأخير للسيد المسيح في جبل الزيتون. كان يسوع يعلم عن التجارب العظيمة التي كان سيمر بها وإلقاء القبض عليه ومحاكمته وجلده ووقوع التلاميذ تحت إلخوف بإنكاره. ثم صلبه وموته وقيامته. كان السيد مدركاً تمام الإدراك لحاجته تلاميذه للثبات، فأنه يخاطبهم قائلاً { اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف} (مر 14 : 38). ماذا كان يعني بذلك؟ لأن الصلاة بكل بساطة هي الترياق المضاد للاستسلام للتجارب التي كانت ستصادفهم قريباً مثل الخوف والإحباط والرعب. كانت الصلاة ستحصن إيمانهم وشجاعتهم المهتزة. لكن ما الذي فعله السيد ؟ فعل تماماً الذي قاله لتلاميذه أن يفعلوه: لقد صلى حتى يتغلب على التجربة. يخبرنا لوقا أن صلاة يسوع كانت نابعة من القلب وكان في جهاد عنيف لدرجة أن عرقه صار كقطرات دم تمهيداً للدم الذي كان سوف يُسفك فيما بعد. ابتدأ الصلاة قائلاً { يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذا الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك.} (لو 22 : 42). كانت الصلاة وسيلة غلبته. وعندما عاد إلى تلاميذه وجدهم نائمين!. فتحدى تعبهم وحزنهم وقال لهم مرة أخرى عندما أيقظهم{ قوموا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة} (لو46:22). وكما قال القديس مار اسحاق السريانى (الذى يتهاون بالصلاة ويظن ان له باب آخر للتوبة غير الصلاة فهو مخدوع من الشياطين). لهذا يوصينا السيد المسيح بالسهر والصلاة { فاحترزوا لانفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة.} (لو 21 : 34). ويوصينا القديس بولس قائلا { أَخِيراً يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ،. وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ}(أف 10:6-18)
+ تتنوع الصلوات من صلاة فردية يصليها المؤمن فى مخدعه وبمفرده ، منها ما هو مسلم لنا فى الكنيسة من صلوات الأجبية فى ساعات اليوم بدء من باكر النهار حتى النوم ومنتصف الليل ومنها الصلوات الارتجاليه التى نصليها فى البيت او الطريق او العمل او الخدمة كحديث محبة مع الله فيتقدس اليوم ونستمطر مراحم الله ومعونته لنا فى رحلة الحياة ونشعر بحضوره وحفظه ورعايته كل وقت. وهناك الصلوات العائلية التى نصليها معا كاسرة مسيحية متحدة كاعضاء بالله تعلن محبتها وطلباتها لله { لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله }(في 4 : 6). والصلوات الجماعية نصليها معا فى الكنيسة ونتحد فيها بالسيد المسيح رئيس ايماننا ومكمله كما مارست الكنيسة الصلاة معا منذ العصر الرسولى { وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة واذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب.مسبحين الله ولهم نعمة لدى جميع الشعب وكان الرب كل يوم يضم الى الكنيسة الذين يخلصون} (أع 46:2-47).
+ قد يشتكى البعض من فتور صلواتهم وعدم الرغبة فى الصلاة، لكن يجب ان نغصب أنفسنا على الصلاة حتى فى فترات الجفاف والفتور فالله ينظر الى امانتنا فى الصلاة وتدب فينا الحرارة وعلينا ان نفحص ذواتنا هل ذلك الفتور بسبب شهوات فى القلب تُبرد حرارتنا فنتوب عنها أم بسبب تعب الجسد والاعصاب فنختار الوقت المناسب للصلاة ونعمل على البعد عن مسببات التعب وحلها أم هل ذلك بسبب حروب من الشيطان فتغلب عليها بالتواضع والصبر والجهاد، وكما قال السيد المسيح {ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه} (مت 11 : 12). { وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء اما اولئك فلكي ياخذوا اكليلا يفنى واما نحن فاكليلا لا يفنى } (1كو 9 : 25). علينا ان نبتعد عن العثرات التى تحاربنا وقت الصلاة ونمهد للصلاة بالقراءة الروحية الجيده التى هي ينبوع للصلوات النقية، ونصلي صلوات الساعات متذكرين أعمال الرب من أجلنا مقدسين زمن حياتنا على الارض قدر أمكانياتنا طالبين من الرب ان يعلمنا كل حين ان نصلي له بالروح والحق.

الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

الثبات في المسيح - 1- الأغصان والثبات في الكرمة




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الأغصان والثبات فى الكرمة  
{ أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاًإِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ فَيَحْتَرِقُ. إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. بِهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تلاَمِيذِي.كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي.إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ} ( يو 1:15-10)
+  يدخل بنا السيد المسيح الي عمق الحياة الروحية للثبات فيه والأتحاد به والثمر الروحي بثباتنا في محبته ويشبه ذاته بالكرمة الحقيقية والآب السماوى بالكرام والمؤمنين به كالأغصان المثمرة فيه. فاتحاد المؤمن بالله إتحاد وثيق، فالإبن صار يحمل المؤمنين الذين ثبتوا فيه يعطيهم ذاته، جسده ودمه طعاماً وشراباً كعصارة تجعل الكرمة حية مثمرة ويقدمنا لله الآب الكرام المهتم بخلاصنا كأب صالح. فالله الآب هو الذي يدعونا لمعرفته وإلى ميراثه وقدرته وقوته وهو الذي أقام المسيح رأساً لهذه الكرمة وهو يثبت الأعضاء. المؤمن يتحد بالمسيح بسر إلهي ليصير عضواً حياً في المسيح على مستوى الغصن في الكرمة. والآب هو الذي أرسل إبنه ليكون سبب حياة وخلاص للمؤمنين.
+  حدثنا الكتاب المقدس عن كرمة العهد القديم وما حدث لبيت إسرائيل ويهوذا والتي قال عنها أشعياء النبي نشيد الكرم، كتوبيخ لهم علي خطاياهم وبعدهم عن الله فى مثل الكرم َالذى وفرَ الله له كل أسباب النمو والخصب فجاء بثمر ردىء. ثم بين الله ماسينزله عليهم من عقاب. والثمر الذي ينتظره الرب هو حياة التوبة والفضيلة والثمار الروحية التي تفرح الله والناس { لأُنْشِدَنَّ عَنْ حَبِيبِي نَشِيدَ مُحِبِّي لِكَرْمِهِ. كَانَ لِحَبِيبِي كَرْمٌ عَلَى أَكَمَةٍ خَصِبَةٍ. فَنَقَبَهُ وَنَقَّى حِجَارَتَهُ وَغَرَسَهُ كَرْمَ سَوْرَقَ وَبَنَى بُرْجاً فِي وَسَطِهِ وَنَقَرَ فِيهِ أَيْضاً مِعْصَرَةً فَانْتَظَرَ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً فَصَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً.«وَالآنَ يَا سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ وَرِجَالَ يَهُوذَا احْكُمُوا بَيْنِي وَبَيْنَ كَرْمِي. مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضاً لِكَرْمِي وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟ لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً صَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً؟. فَالآنَ أُعَرِّفُكُمْ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَرْمِي. أَنْزِعُ سِيَاجَهُ فَيَصِيرُ لِلرَّعْيِ. أَهْدِمُ جُدْرَانَهُ فَيَصِيرُ لِلدَّوْسِ. وَأَجْعَلُهُ خَرَاباً لاَ يُقْضَبُ وَلاَ يُنْقَبُ فَيَطْلَعُ شَوْكٌ وَحَسَكٌ. وَأُوصِي الْغَيْمَ أَنْ لاَ يُمْطِرَ عَلَيْهِ مَطَراً». إِنَّ كَرْمَ رَبِّ الْجُنُودِ هُوَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ وَغَرْسَ لَذَّتِهِ رِجَالُ يَهُوذَا. فَانْتَظَرَ حَقّاً فَإِذَا سَفْكُ دَمٍ وَعَدْلاً فَإِذَا صُرَاخٌ.}( 1:5-7). أن هذا المثل هو تحذير لكل إنسان خاطئ وكل أمة وشعب فى كل زمان يصنع الشر والظلم ويسفك الدم يحذرهم من الخراب ليرجعوا الي الله بالتوبة والإيمان ليرحمهم الله القدير وينزل عليهم أمطار نعمته ومحبته وسلامه والا يصيروا عرضه للدمار والهلاك.{ قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاًمَعَ إِلَهِكَ} (مي  6 :  8).
كيف نثبت في المسيح...
1-  حياة الإيمان العامل بالمحبة ...
+ أوضح لنا السيد المسيح أهمية الإيمان {  مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ } (مر 16 :  16). وكما تقول الحكمة { مخافة الرب اول محبته والايمان اول الاتصال به} (سير 25 :  16). بدون الإيمان لا يمكن أن نرضى الله { وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ} ( عب 6:11). الإيمان بالله يتطلب عقيدة مستقيمة تقود لحياة روحية سليمة فيها تظهر ثمار الإيمان العامل بالمحبة فينا { من ثمارهم تعرفونهم.. كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا ردية. ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارًا جيدة. فإذن من ثمارهم تعرفونهم}(متى 7: 16-20). وبهذا نعرف أننا قد عرفنا { إن حفظنا وصاياه، "من قال قد عرفنه، وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه} (1يو 2: 3، 4). بالإيمان يتغلب المؤمن على كل قوى الشر والمادية والظروف الصعبة المحيطة ويؤمن بقول المخلص { كل شيء مستطاع للمؤمن}( مر9: 23). كما يشعر بالضعف البشري الذى يدفعنا للاستناد المُطْلَق علي الله والاتكال علي عمله معنا. فهو الحكمة الكاملة إزاء جهلنا، والقدرة المُطْلَقَة إزاء ضعفنا  وهكذا {التصقت نفسي بك  ويمينك تعضدني} (مز63: 8(. إيماننا بالله وقدرته تدفعنا الي طاعته وحفظ وصاياه والعمل بها لنثبت فيه ونأتي بثمار كثيرة لمجد أسمه القدوس.
 + علينا أن نثبت فى الإيمان وننمو ونتقوى في الروح فنرسخ في إيماننا ولهذا مدح الرب  تلاميذه القديسين، لثباتهم معه (أنتم الذين ثبتم معي في تجاربي) (لو 22: 28) ووعدهم بميراث ملكوت السماوات. لهذا نرى القديس بولس الرسول، يتحدث عن أهمية الثبات في الإيمان{ أما اللطف فلك، إن ثبت في اللطف وإلا فأنت أيضًا ستقطع} (رو 11: 22). ويقول لأهل كولوسي (ليحضركم قديسين..  إن ثبتم على الإيمان، متأسسين وراسخين..)  (كو 1: 22، 23). الثبات في الرب هو اختبار لإرادتنا وسط تجارب وضيقات الحياة ، لذلك قال الكتاب (أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بايمانهم) (عب 13: 7). لكي نثبت في المسيح يجب أن نحيا إيماننا المسيحي بالروح والحق وتستعلن حياة المسيح فينا بروحه القدوس الساكن فينا (2كو1: 21)، ونتغذى ونثبت في كلمة الله وننمو بالأسرار المقدسة والتناول منها بانسحاق وأستمرار ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا لتسرى فينا عصارة الكرمة ويلتهب قلبنا بمحبة الله فنحفظ وصاياه ونطيعها ونعمل بها وتظهر ثمار الروح القدس فينا فنلصق بالله ونتحد به ويدوم ثمره فينا.
2-  ضرورة التوبة المستمرة ..  
+ التوبة هى عودة الانسان الخاطئ الى الله بعزم قلب وارادة صادقة واقلاعه عن الخطية وعدم الرجوع اليها وتحرره من العبودية للخطية أو إبليس واعماله كما قال الإنجيل عن الابن الضال { فرجع الى نفسه وقال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وانا اهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك}(لو 15 : 17- 18). التوبة في اللغة اليونانية مأخوذة من كلمتين " ميتا" اي تغيير  و"نوس" . اي العقل فمعنى التوبة  تغيير الذهن والفكر والسلوك ليكون لنا فكر وسلوك مسيحنا القدوس. قد يخطئ الانسان عن جهل او عدم حرص او تهاون او بحيل الشيطان أومصادقة الاشرار وتفتقده النعمة ويستيقظ من غفلته وتهاونه وكسله فيعود الى الله الذى يدعونا للتوبة كآب صالح { ارجعوا اليٌ ، ارجع اليكم } (ملا7:3) . ويبدأ التغيير فى حياته ويعمل على اصلاح ما أفسده ويسير مع الله فى اصرار على عدم الرجوع الى الخطية وهذا ما راينا فى حياة قديسى التوبة كداود النبي والقديس اغسطينوس ومريم المصرية وغيرهم ، لم يعودا الى الخطية وقاوموا حتى الدم مجاهدين ضدها. هذا التغيير عمل متبادل من الانسان  بالوعى والارادة والاصرار على الاصلاح والتغيير والندم على الخطأ وبقوة وعمل النعمة فينا لكي نتغير ونتحرر من سلطان ابليس وقبول الله لنا واعلان محبته وسلامه فينا { لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة }(في 2 : 13). الله يدعونا الى التوبة ويفتقدنا بنعمة لنرجع ويمهد لنا الطريق للرجوع  ثم يقبل توبتنا ويفرح برجوعنا اليه {فقال الأب لعبيده: أخرِجوا الحُلَّة الأولى وألبِسوهُ، واجعلوا خاتمًا في يده، وحذاءً في رِجليه، وقدموا العِجل المُسَمن واذبَحوهُ فنأكُل ونفرح. لان ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد فابتداوا يفرحون } (لو15: 22-24). لان الله صالح ورحوم يعد بالغفران  والقبول للراجعين اليه  { فاذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياة يحيا لا يموت. كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه في بره الذي عمل يحيا. هل مسرة اسر بموت الشرير يقول السيد الرب الا برجوعه عن طرقه فيحيا. واذا رجع البار عن بره وعمل اثما وفعل مثل كل الرجاسات التي يفعلها الشرير افيحيا كل بره الذي عمله لا يذكر في خيانته التي خانها وفي خطيته التي اخطا بها يموت} (حز 21:18-24). التوبة هي عودة بلا رجوع الى الاحضان الابوية والبنوة لله.

الأحد، 10 نوفمبر 2019

تاملات في صوم الميلاد المجيد



القمص أفرايم الأنبا بيشوى

 صوم الميلاد رحلة أستعداد ... 
في صوم الميلاد المجيد تستعد الكنيسة وتهيئ وتعد المؤمنين لاستقبال الله الكلمة المتجسد ليحل بالإيمان فى قلوبنا وندرك عظمة هذا السر{ عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد}(1تي 3 : 16). فكما صام موسي النبي قديما أربعين يوما وأربعين ليلة ليستضئ فكره وقلبه وروحه لاستلام لوحى العهد المكتوبة بإصبع الله { وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات لانني بحسب هذه الكلمات قطعت عهدا معك ومع اسرائيل. وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر. وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل ان موسى لم يعلم ان جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه. فنظر هرون وجميع بني اسرائيل موسى واذا جلد وجهه يلمع} (خر27:34-30). في صوم  الميلاد نفهم  ونعيش فرحة التجسد الالهي والخلاص والتحرر من عبودية إبليس وثقل الإنسان العتيق فيستحيل على الإنسان الطبيعي المنغمس فى لذة الأكل والشرب وملاهي العالم أن يهدأ وتصفو  وتسمو روحه  ويحيا قوة الإيمان العامل بالمحبة، ويحيا بالروح والحق ويدرك أبعاد التجسد الالهي في تواضع ووداعة وعمق محبة الله الآب الذى أرسل ابنه الوحيد الى العالم لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. والكنيسة تدعونا للصلاة والصوم  والتوبة لنستعد روحيا لنحيا أفراح ميلاد المسيح الذى إنتظرته الأجيال في ترقب وبالصوم والتوبة يتقدس الجسد والفكر والروح
الرجوع الى الله من كل القلب هو صميم دعوة الرب يسوع المسيح { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول الأستعداد بالصوم للتوبة .... توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4:17). الصوم عن الطعام هو ضبط للجسد والاهواء فالبطن سيدة الأوجاع من يستطيع ان يضبطها يسير فى طريق الكمال ويقدر أن يضبط الجسد كله { الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات} (غل 5 : 24). فلابد ان يصحب الصوم الأنقطاع عن الطعام لفترة من الزمن يعقبه الطعام النباتي الخفيف فى إعتدال ليصح الجسد وتصفو النفس وتقوى الروح يرافق صوم الجسد ضبط الحواس عن الطياشة فيما لا يفيد، وصوم اللسان عن الكلام غير النافع وضبط الشبع بالصلاة وكلمة الله المحيية والخلوة الروحية لمحاسبة الذات ومعاتبتها أو معاقبتها لترجع الى الله وتعترف بخطاياها وأخطائها وتقلع عنها وتكتسب العادات الإيجابية التي تقربها من الله وتتقدس بالاسرار المحيية وتتهيأ لحلول المسيح بالإيمان فيها

 صوم الميلاد والأستنارة الروحية .....
كان العالم قبل ميلاد المسيح قد بعد عن الله { يمدون السنتهم كقسيهم للكذب لا للحق قووا في الارض لانهم خرجوا من شر الى شر واياي لم يعرفوا يقول الرب} (ار 9 : 3). تعلق الناس بالمادة وغرور الغنى وهموم الحياة واصبح الناس فى فى ظلمة الخطية والجهل { يتلمسون في الظلام وليس نور ويرنحهم مثل السكران} (اي 12 : 25). وحتى البقية الباقية التي تعرف الله كانت عبادة الكثيرين منهم فريسية وشكليه والقلة القليلة التي تتوقع استعلان مجد الله كانت تعاني وتتعذب أنفسهم البارة بافعال من حولهم الأثمة فالبعد عن الله جهل { قد هلك شعبي من عدم المعرفة }(هو 4 : 6). فجاء ميلاد السيد المسيح، النور الحقيقي الذى ينير لكل إنسان أت الى العالم ليهبنا الاستنارة ويجعلنا ابناء النور كما تنبأ عنه اشعياء النبي { ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق كما اهان الزمان الاول ارض زبولون وارض نفتالي يكرم الاخير طريق البحر عبر الاردن جليل الامم. الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور.....لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا} ( أش 1:9-7). أن ميلاد السيد المسيح هو أشراق لنور شمس البر علينا مانحا لنا الأستنارة والشفاء  بنور الإيمان ولكي ينقلنا من عالم الظلمة الى نور معرفته.
صوم الميلاد والبنوة لله ....
دعانا الرب للإيمان والاستنارة كابناء له بالتبني {اما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله.} (يو 12:1-13) نولد ثانية من الماء والروح { الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله.}( يو5:3). تجسد  ابن الله ليصير إنسانا رفع من شأن الإنسان وأعطاه كرامة ومجد { فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم والدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس} (عب 2 : 14).  لقد وهبنا التجسد الإلهي استنارة روحية ترفع طبيعتنا المائتة وتعطينا ان نعرف الله  ونتحد به ونكون رعية واحدة لراع واحد { عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم } (يو 17 : 26). ولكل نفس يوجه الرب نداه لتؤمن وتتوب وتستنير{قومي استنيري لانه قد جاء نورك ومجد الرب اشرق عليك} (اش 60 : 1) .  إيماننا بالسيد المسيح وتجسده  صيرنا أبناء لله بالنعمة والتبني{لانكم جميعا ابناء الله بالايمان بالمسيح يسوع} (غل  3 :  26). وعلينا أن ننقاد بروح الله وننمو فى الإيمان لنستحق نعمة البنوة لله { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله }(رو  8 :  14).
صوم الميلاد  وشهر كيهك والفرح بالرب..
+ فى رحلة صوم الميلاد وخاصة في أيام الأحاد الخاصة بشهر كيهك نتأمل سر الله الكلمة المتجسد ومسيرة الخلاص فى العهد القديم والنبؤات الخاصة بالتجسد الإلهي ففي هذا الشهر تُسبِّح الكنيسة على مدى الليل كله، بصلوات لا تنقطع بفرح وتهليل وشكر، لميلاد المسيح، ففى أربعة اسابيع متوالية نقدم التمجيد والشكر اللائق بالله عن كل الاحداث الباهرة التى سبقت الميلاد
ففى الأسبوع الأول نفرح ونسبح  الله من أجل بشارة الملاك لزكريا بميلاد يوحنا المعمدان النبى، الذي تقدم المسيح بروح إيليا، ليُعدَّ لطريق الخلاص بالتوبة.
وفي الأسبوع الثاني: تكمل الكنيسة التسبيح والشكر من أجل بشارة الملاك غبرئيل للعذراء القديسة مريم بميلاد الرب يسوع المسيح القدوس والمخلص وعمانوئيل الهنا.
وفى الأسبوع الثالث: تكمل الكنيسة التسبيح من أجل قبول العذراء القديسة مريم حقيقة الحبل الإلهي من الله  وأن القدوس المولود منها يُدعى إبن الله وزيارتها لاليصابات وتسبيح القديسة مريم واليصابات لله من أجل الخلاص الأتي الي العالم بل وسجود يوحنا المعمدان وهو جنين فى بطن أمه وفرحه بزيارة العذراء حامله السر الالهي لبيتهم.
وفي الأسبوع الرابع: تكمل الكنيسة التسبيح والشكر اللائق من أجل ميلاد يوحنا المعمدان وانفتاح فم زكريا أبيه، بكلمات الوحي الإلهي من جهة تتميم كل مواعيد الله بمجئ المسيح وتكميل الخلاص بمغفرة الخطايا.
ومن بعد الأحد الرابع من شهر كيهك تتزين الكنيسة لإستقبال ميلاد المسيح بفرح فائق، فرح يقويه الصوم والسهر والألحان المبهجة للنفس والروح.
وشهر كيهك يتميز بألحانه الفرايحي، فهو الموسم الوحيد الذي يلتحم فيه الصوم باللحن الفرايحى، حيث يبدو الصوم هنا على أجمل صورة من صوره كمصدر فرح روحانى
+ يقال ان القديسة مريم هي أول من صام صوم الميلاد المجيد ففى أخر الثلث الأخير من الحبل الإلهي وقد ظهر حملها بالمخلص وقد أتهمها البعض ظلما، فقد صامت وصلت الى الله من أجل إعلان مجده ونجاتها من أعدائها ومن أيدي مبغضيها. وكانت تناجي الله وتخاطبه بتسابيح وصلوات قديسي العهد القديم. وقد صامت الكنيسة منذ القرون الاولى صوم الميلاد المجيد، وقد ذكره القديس مار أفرام في تسابيحه. ففى صوم الميلاد  نتذكر فيه ما كانت عليه الخليقة من إنتظار للخلاص ونفرح بميلاد عمانوئيل وحلوله بيننا وتجسده لخلاصنا وقد أضيف الي الاربعين يوم لصوم الميلاد ثلاثة أيام تذكار نقل جبل المقطم فى عهد البابا أبرام ابن زرعه فى عهد المعز لدين الله الفاطمي.
+ صوم الميلاد هو صوم الفرح بالخلاص من الشيطان والخطية والموت للمؤمنين باسم المسيح ولهذا رتبت الكنيسة تسابيح شهر كيهك الذى تدعونا فيه لنسبح الله فنقول فى بدء الهوس الكيهكي ( سبحوا الرب تسبيحاً جديداً. سبحوا الرب أيها الارض كلها، سبحوا الرب وباركوا أسمه. بشروا بخلاصه يوماً فيوم. وأخبروا بمجده فى الأمم وبعجائبه فى جميع الشعوب). نسهر مصلين لله وشاكرين تجسده المحيي ونطوب القديسة مريم التي إستحقت ان تلد الله الكلمة المتجسد ولهذا نقول فى تسبحة ايام الاحاد( تهللوا بالروح أيها الارثوذكسيين لاجل القديسة مريم. يسوع المسيح الهنا الحقيقي الذى اتى من اجل خلاصنا وتجسد. من أجل خطايانا نزل وقلب حزننا الى فرح قلب) وهكذا نسبح الله حتى نصل الى عيد الميلاد المجيد لتكون النفس قد تنقت وتقدست بالصلاة والشكر والتناول من الاسرار المقدسة لنسبح مع ملائكة الميلاد  ونمجد الله  كما سبحت الملائكة يوم ميلاده العجيب { وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين. المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة.} (لو13:2-14)  )

الأحد، 3 نوفمبر 2019

شعر قصير - 90- قيامة المسيح وثمارها 




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
" المسيح قام"
هذة العبارة تعطي لحياتنا محبة وفرح وسلام
المسيح قام وسيقيمنا معه في المجد أخر الأيام
يقودنا للنجاح والأنتصار ويحقق لنا معه الاحلام
يحول حياتنا من حزن وضيق الي فرح وسلام
يقيمنا من الضعف والخوف الي قوة الي التمام
ومن الشكك والحيرة يملاء قلوبنا ثقة و سلام
يقودنا الرب في موكب نصرته ويجعلنا معه قيام
.........

(2)
" تلميذي عمواس"
المسيح له المجد ظهر كغريب لتلميذي عمواس
قلبهم التهب بالحب وهو بيكلمهم عن الخلاص
والزماه بالحلول معهم للضيافة ومعرفة الأقداس
فسر لهم الكتب وما جاء عنه بدون اي التباس
وبكسر الخبز أنفتحت عيونهم وعرفوا ماسياس
التناول دا شركة وحب وقلبنا به يبقي حساس
رجعوا  يبشروا بقيامة الرب بفرح بين الناس
.............
(3)
" أفراح القيامة"
من نتائج القيامة أنك تحيا في سلام فرحان
مش خايف من ماضي ولا مستقبل ولا أحزان
لان مسيحك سر سلامك عايش معاه في أمان
حتي من الآتون يخلصك اللي نجي الفتيه زمان
وزي ما فرحوا التلاميذ بقيامته في قوة الإيمان
مسيحنا غلب الموت ووهبنا مذاقة الملكوت الأن
هنغلب ونفرح في الروح في كل زمان واى مكان

(4)
" الأحد الجديد"
ظهر الرب واعلن ذاته لتوما وجعل إيمانه وطيد
والمسيح اليوم يريدنا أن نؤمن وننال المواعيد
يتقوى ويترسخ إيماننا كل يوم وكانه يوم فريد
نصلب الجسد وشهواته ليقوم الانسان الجديد
ننقاد بالروح ونصنع البر وبرج الفضيلة نشيد
نسبح الله دوما تسبيحا جديدا بقلب فرح سعيد
نحيا المحبة كوصية جديدة وتصبح ايامنا عيد
........
(5)
" المجد الأبدي"
انظروا لنهاية سيرة أبائنا وأمهاتنا القديسين
تمثلوا بايمانهم وأعمالهم وكونوا ابناء صالحين
ولاتتكلوا علي انكم ابناء وبنات شهداء ومؤمنين
برهنوا بايمانكم وأعمالكم أنك بالروح عايشين
أحتملوا بصبر ضيقات الحياة وعيشوا واثقين
وكما جُرب المسيح فهو يقدر أن يعين المجربين
خفة ضيقتنا الوقتية تنشأ لنا عَظِّمْ مجد أبدي أمين
......



السبت، 2 نوفمبر 2019

أيها الشاب، لك أقول قم 





للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

السيد المسيح واهب الحياة وتحننه ..

+ جاء السيد المسيح الي مدينة " نايين" الواقعة الي الجنوب الغربي من جبل طابور بالجليل الأسفل وهي بمعني الجميلة ولكنها لم تكن بالجملة فى هذا اليوم، أذ كان يلف باب دخوله اليها الموت والحزن والألم بموت أبن وحيد لارملة محمول علي نعش ليدفن خارج المدينة. نظر السيد المسيح بحنانه وشفقته الي الأم التى فقدت رجائها فى أبنها الوحيد وأذ به يقول لها " لا تبكي" أنه المسيح المعزي القادر أن يحول حزننا ودموعنا وأحزننا الي فرح ويقيم الموتى بالجسد أو الموتى بالخطية والأنانية والشهوات الشبابية.  لقد لمس السيد المسيح النعش بلمسته المعطية الحياة وعندما يواجه الموت رئيس الحياة لابد أن تدب فيه روح البعث والقيامة والحياة وهذا ما سيحدث لنا فى القيامة العامة عندما يسمع الاموات صوت أبن الله والسامعون يحيون{ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ. فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.} (يو28:5-29).
+ أن شفقة الله وتحننه تجعلنا نأتي اليه بثقة ورجاء أن يحيي نفوسنا الشقية بمراحمة ومحبتة وكلمته وقدرته الإلهية فنحن لنا نفس وأحده وحيدة لابد أن نربحها للسماء وتحيا دائما مع المسيح أو نفقد كل شئ { لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءًعَنْ نَفْسِهِ؟} (مت  16 :  26). فلنحرص علي أن نحيا الحياة المقامة في الرب بالإيمان العامل بالمحبة ويكون لنا أحشاء رحمة نحو الخطاة والضعفاء والمظلومين والأرامل والأيتام { اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ الآبِ هِيَ هَذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ } (يع  1 :  27).

حاجتنا الي التوبة ...
+ لقد جاء السيد المسيح الى ارضنا يجول يصنع خيراً يشفى المرضى ويعلم الجهال ويشبع الجياع ويفتح أعين العميان ويكرز ببشارة التوبة والخلاص { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت  4 :  17). وهو يدعونا فى وقتنا الحاضر {ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل }(مر 1 : 15). ولا تظنوا ان هؤلاء الذين دعاهم الرب الى التوبة كانوا أكثر شراً منا نحن { وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. فاجاب يسوع وقال لهم اتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم اتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} (لو1:13-5).
+ نحن نحتاج الى قوة التوبة والقيامة من حياة الخطية والكسل لحياة التوبة والعمل، ومن حياة الضعف والموت الروحى الى حياة القوة الروحية العاملة فينا بقوة القيامة المجيدة . ان السيد المسيح له المجد يلح علينا ويدفعنا للقيامة والصلاة بلجاجة لتعبر عنا أزمنة الضيق الى حياة القيامة المجيدة. ونقوم كما فعل الابن الضال اذ أحس بالجوع والحرمان والحاجة الى الاحساس بالشبع والأمان فى بيت الله الابوى { فرجع الى نفسه وقال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وانا اهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء و قدامك} (لو17:15-18).
+ أن الله والكنيسة تطلب منا  حياة التوبة الدائمة والصلاة والقيام من حياة الخطية والكسل والخوف والضعف { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله } (كو  3 :  1) ان خطيئة وشر فرد قد تلحق الهزيمة بشعب كامل وقد راينا قديما ان خطيئة عخان بن كرمى تسببت فى هزيمة أمه {فقال الرب ليشوع قم لماذا انت ساقط على وجهك. قد اخطا اسرائيل بل تعدوا عهدي الذي امرتهم به بل اخذوا من الحرام بل سرقوا بل انكروا بل وضعوا في امتعتهم.فلم يتمكن بنو اسرائيل للثبوت امام اعدائهم يديرون قفاهم امام اعدائهم لانهم محرومون ولا اعود اكون معكم ان لم تبيدوا الحرام من وسطكم. قم قدس الشعب وقل تقدسوا للغد لانه هكذا قال الرب اله اسرائيل في وسطك حرام يا اسرائيل فلا تتمكن للثبوت امام اعدائك حتى تنزعوا الحرام من وسطكم}( يش 10:7-13). كما ان قداسة الافراد ونهضتهم قد يقودها  افراد فلقد قبل الله ان لا يحرق سدوم وعمورة ان وجد فيها عشرة أبرار بل وقال لارميا النبى قديما { طوفوا في شوارع اورشليم و انظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل طالب الحق فاصفح عنها}( أر 1:5).
قوة القيامة وعمل الله فينا ...
+ فى سعينا الى حياة التوبة والقيامة والصلاة لا نعتمد على قوتنا الذاتية ونطلب على المستوى الفردى او الكنسى  المعونة والقوة والتوبة من اله السماء الذى يعطينا أكثر مما نطلب أو نفتكر. اننا نتكل على الله الهنا القوي ونثق انه قادر ان يقودنا فى موكب نصرته { الرب قوتي ونشيدي وقد صار خلاصي هذا الهي فامجده اله ابي فارفعه} (خر  15 :  2). الله يعمل في كنيسته عبر التاريخ، للكنيسة رب يحميها ويتحنن ويشفق عليها { ولما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها} (مت  9 :  36). الهنا قوى يدافع عنا ويقودنا في موكب نصرته وعلى مدى التاريخ نري عمل الله العجيب مع كنيسته  ومع كل عضو فيها فهو قادر أن ينجينا من أتون النار ومن شر الأشرار ومؤامراتهم وحتى ان سمح الله بالتجارب فذلك لتقوية إيماننا وتوبتنا وخلاصنا وثباتنا فيه.  
+ ان مسيحنا القدوس رئيس الحياة وملك الدهور وواهب القيامة ، ومن أمن به ولو مات فسيحيا وهو أمس واليوم والي الإبد يتحنن على شعبه وعلى كل نفس تعانى. نعم هو يتحنن كل كل أرملة فقدت رجلها وكل أم فقدت أبنها وكل كل شاب وفتاه لا يجد الحنان او المحبة وعلى كل طفل يعانى الخوف او الضعف ويتقدم الينا اليوم وفى كل يوم ليعين المتعبين ويشفى المرضى ويداوى المجروحين ويقول لنا {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال وانا اريحكم.احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هين و حملي خفيف} (مت 28:11- 30 ). اننا ندعوه اليوم وكل يوم ان يتحنن علينا فى مصر وعلى منطقتنا والى عالمنا لكى ما يقيمنا بقوة قدرته وعمل مجده ناظراً الي دموعنا وأنينا ومتاعبنا وضيقاتنا لكى نفرح وتفرح الكنيسة بعمل الله فيها .
+ اننا نثق فى عمل الله فى كنيسته ومع ابناءه وهو رب الكنيسة وملجانا فى الضيقات والشدائد ننصلى اليه لي وهو معين لمن ليس له معين ، هو قديما جاء خصيصاً الى مريض بركة حسدا الذى قال له { ياسيد ليس لى انسان يقلقينى في البركة متى تحرك الماء بل بينما انا ات ينزل قدامي اخر.قال له يسوع قم احمل سريرك و امش. فحالا برئ الانسان و حمل سريره} (يو7:5-9 ) وهو لا يشفى فقط من المرض الجسدى بل له السلطان على مغفرة الخطايا {و لكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج لك اقول قم واحمل فراشك و اذهب الى بيتك ففي الحال قام امامهم و حمل ما كان مضطجعا عليه و مضى الى بيته وهو يمجد الله. فاخذت الجميع حيرة و مجدوا الله و امتلاوا خوفا قائلين اننا قد راينا اليوم عجائب.} (لو  5 :  24-26 ).
+ ان قدرة الله وقوة القيامة لاتشمل فقط اقامتنا فى اليوم الأخير ليعطى كل واحد كحسب عمله ولكنها ايضاً تشمل اقامة الاحياء لانه يوجد الكثيرين ممن يظنون انهم احياء وهم أموات، الضالين والمنحرفين والمتعصبين والجهال ، والمتكبرين والخطاة والأنانيين والبعيدين والجهال والذين يبيعون الإيمان تحت تأثير الخوف او تحت الأغراء او الوعيد او التهديد لكل هؤلاء جاء المسيح المحرر  { وجاء الى الناصرة حيث كان قد تربى ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية.   واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم}(لو 16:4-21).
+ ان السيد المسيح له المجد يقول لكل من يشعرون بالضعف انا هو قوتكم ، ولمن يعانون الخوف انا هو سلامكم ولمن يشعرون بضعف أمكانياتهم انا هو مفجر الطاقات هو { يعطي المعيي قدرة و لعديم القوة يكثر شدة (اش  40 :  29) ان مسيحنا القدوس قام ليقيمنا ويجلسنا معه  فى ملكوت السموات وهو يقول لم فقد عزيز لديه { انا هو القيامة و الحياة من امن بي و لو مات فسيحيا}  (يو  11 :  25)  نعم أحبائنا احياء وكملائكة الله فى الفردوس وسنلتقى بهم ونسعد معا بالوجود فى حضرة الله  { واما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول الرب اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب. وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء} (لو 37:20-38) .
قم ايها النائم ..
+ انها دعوة لنا للقيام والتوبة والرجوع الى الله ، فلا نتوانى فى زمن الجهاد فخير لنا ان نموت ونحن نجاهد فى حياة التوبة والصلاة والعمل من ان نموت فى حياة الكسل والخطية ونهلك وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه {  لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح }(اف  5 :  14). لنقوم ونقول لا تشمتى بي يا عدوتى فانى ان سقطت أقوم ، وان مشيت فى الظلمة فالرب نوراً لي.
+ الى تلك الركب المخلعة نقول ان المسيح القائم يدعونا الى ان نتشدد متعلقين بذراعه القوية وقوته المقتدرة فمن كان يظن ان شاول الطرسوسى يتغير ويتحول الى القديس بولس الرسول الذى جال العالم كله مبشراً بالإنجيل او سمعان بن يونا الصياد الذى ضعف وانكر أمام الجوارى يجاهد وبعظة واحدة يرد ثلاثة الأف نفس . ومن كان يظن ان مريم الخاطئة التى كانت الشياطين تسيطر عليها تصبح مبشرة بالقيامة حتى أمام القصر نفسه. ومن كان يظن ان لص كموسى الإسود يؤمن بالمسيح ويصير اباً ومعلماً للرهبنة ومرشداً تهابه الشياطين . انها اذن قوة القيامة العاملة فى كل أحد وفى كل جيل.
+  اننا مدعوين الى تبعية رئيس إيماننا ومكمله الذى أحتمل فى صبر وطاعة للأب السماوى، طاعة حتى الموت، موت الصليب ، فجلس عن يمين الأب { لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته }(في 3 :  1). مدعوين الى معرفة أختبارية نذوق فيها نعمة الله وحنانه وصبره وعمل قوة قيامته فينا ومن أجل خلاصنا . ولكى نذوق أمجاد القيامة فاننا مدعوين الى شركة الآلام ، حمل الصليب بفرح وشكر لنخلص انفسنا والبشرية الساقطة .
+ واذ لنا رئيس كهنة مجرب فى كل شئ يقدر ان يعين المجربين نرفع اليه أعين قلوبنا  ونسلم اليه أمر حاضرنا ومستقبلنا ، ونطلب منه القوة والصبر والعزاء فى أزمنه الضيق ونكنز فى السماء كنوزنا ودموعنا والآمنا وهو قادر ان يمسح الدموع ويعين المجربين ويعطى عزاء للمحزونين ويكأفانا بأكليل الظفر {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو  3 :  1). اننا مدعوين بقوة القيامة لنحيا  فى سلام الإيمان {منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح} (تي  2 :  13). {وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو  15 :  13).