نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 6 أبريل 2016

تاملات فى عيد البشارة المجيد


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
بشرى الخلاص للبشرية ...
+ نهنئكم أحبائنا القراء بعيد البشارة بدء الأعياد السيدية الكبري ونرجو لكم حياة مفرحة مقدسة ونحن مدعوين ان نحيا جميعا فرحة محبة الله لنا وتجسدة من اجل خلاصنا . فعيد البشارة وهو أول الأعياد من حيث ترتيب أحداث التجسد فلولا البشارة وحلول السيد المسيح في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك يسمونه الأباء رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع أو أصل الأعياد.
لقد أرسل الله رئيس الملائكة جبرائيل للسيدة العذراء ليخبرها بتجسد أقنوم الكلمة او اللوغوس منها كما جاء فى بشارة معلمنا لوقا البشير (لو 26:1-38). وقد أختار الله القديسة مريم العذراء لتكون أما للأبن الكلمة كما نقول فى التسبحة اليومية فى كنيستنا { تطلع الأب من السماء فلم يجد من يشبهك ، اتى وتجسد منك } نعم للعذراء المتواضعة التى قالت هوذا انا أمة الرب ، نظر الأب السماوى ليهبها تلك النعمة الفريدة لأنها متضعه ومنسحقه فرفعها الرب فوق السمائيين {قريب هو الرب من المنسحقى القلوب} {يقاوم الله المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة} لقد نظر الله إلى إتضاع أمته كما قالت العذراء. فتواضعوا تحت يد الله القوية ليرفعكم فى حينة . نظرت العذراء مريم الى نفسها أنها عبدة لله . من اجل هذا رفعها الى مرتبة الأم للاله الكلمة المتجسد. وتكلم معها الملاك بتحية الإحترام {السلام لك أيتها الممتلئة نعمة ، الرب معك }.
ان الله العظيم فى تواضعه يريدنا ان نتعلم منه الوداعة والأتضاع . هل ترى مثل هذا إتضاع من الله أن يستأذن من السيدة العذراء أن يحل فيها ويأخذ منها ناسوتاً وهى جبلة يديه، وهذا طبعاً شرف كبير للسيدة العذراء هى فرحت به، فهى بشارة مفرحة تتضمن خبراً سعيداً وأيضاً إستئذان بلطف شديد مع عطايا جزيلة. ويؤكد الآباء أن السيد المسيح حل فى بطن العذراء بعد أن قالت "هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك"، ان الله يحترم حريتنا وارادتنا الشخصية حتى وهو يهبنا أعظم النعم .
+ العذراء العفيفة الطاهرة القديسة الخادمة التى ترنمت بتسبحتها الخالدة لله مستخدمة أيات الكتاب المقدسة وقد أعتادت ان تحفظ الكلام فى صمت متفكره به فى قلبها .{ فقالت مريم تعظم نفسي الرب. و تبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم و اسمه قدوس. ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الاعزاء عن الكراسي و رفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات و صرف الاغنياء فارغين} (لو 46:1-53). كان سلام القديسة مريم سبب أمتلاء اليصابات وجنينها بالروح القدس لتعلن لنا بالروح { من اين لى هذا ان تأتى ام ربى الي}( لو 34:1) . نعم ان العذراء أمنا توصينا دائما ان نفعل كل ما يقوله لنا المخلص الصالح { قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو 5:2). فلنقتدى أذا بالقديسة مريم فى فضائلها وحياتها ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا .
التجسد الإلهى أعلان محبة الله للبشر...
+ في عيد البشارة نجد قمة إعلان محبة الله للبشر إذ أخذ صورتنا وطبيعتنا بغير خطية ولا دنس ومن ثمار التجسد غفران الخطية الجدية والفعلية لأدم ونسله، ونوال الغفران بالإيمان بهذا السر العظيم وبالولادة من الماء والروح { لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع }(1كو 15 : 22) . كما ان التجسد الإلهى اعلان لقداسة الجسد الأنسانى { وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد} (1تي 3 : 16) . إذا كان الجسد شر في ذاته ما كان أقنوم العقل الإلهى قد أتخذ جسداً ووهبنا إمكانية تحقيق القداسة ونحن في الجسد اننا تعلمنا من ابائنا القديسين الذى أوصونا ان نحارب شهوات الجسد وليس اجسادنا التى هى هياكل لروح الله { ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لانفسكم } (1كو 6 : 19).نعم سيقوم الجسد فى اليوم الأخير جسداً روحيا نورانيا ليكأفا على تعبه وخدمته لله او يعقاب مع الروح على شروره وأثامه. وبالتجسد الإلهى نرى محبة الله للخاطئ وقبوله له بالتوبة، والتوبة هي أول خطوة نحو القداسة. ان أنظارنا تتجة للسماء مصدر فرحنا والى الله قوتنا ورجائنا وكلنا مدعوين للأتحاد بالعريس السمائى الذى جاء واتحد بطبيعتنا .
+ بالتجسد صار بطن القديسة مريم العذراء هو معمل الإتحاد بين اللاهوت والناسوت فى شخص ربنا يسوع المسيح. لقد تكون الجنين بعد أن قبلت العذراء البشرى باتحاد اللاهوت مع جبلتنا فى بطن العذراء، فى الولادة سُمى "يسوع" أى المخلص {أنا أنا هو الرب وليس غيرى مخلص} (أش 43) فى العماد سُمى "المسيح" أى الممسوح من الروح القدس فأصبح أسمه يسوع المسيح إبن الله الحى . بنوة روحية فريدة كولادة النور من النار أو نور الكهرباء من التيار . وهل هناك شئ غير مستطاع لدى الله ؟ ان كان الله قديما كلم الإنسان من شجرة او ظهر لابونا ابراهيم فى شكل انسان او ظهر للبعض بهئية ملاك فهل الله الذى يحب ابنائه لايقبل ان يتجسد لخلاصهم ولا يحد التجسد من لإهوته فهو حال فى كل مكان ولا يحويه مكان .
+ اننا اذ نحتفل بهذا العيد فنحن نعبر عن فرحة الكنيسة بهذه البشارة ، و نشارك العذراء فرحتها بهذه البشارة المفرحة التى أتت إليها من السماء من خلال رئيس الملائكة جبرائيل لأنها أيضا بشرى الخلاص لنا و للبشرية كلها. لقد شاركنا السيد المسيح فى كل مراحل حياتنا قبل الولادة وبعدها حتى النضوج، "باركت طبيعتنا فيك" لكى ما يجعلنا ابناء له بالتبنى ونرث ملكوت السموات.
انت فردوس نفسى ....
الهى أشكرك وتشكرك عنى ملائكتك لانى عاجز عن القيام بحمدك كما يليق بحبك وتواضعك وعطائك العجيب. نعم صرت وانت الاله العظيم أنسان حق لترفعنى لأكون ابنا لك بالتبنى والنعمة .
ايها الكلمة المتجسد الوديع علمنا ان نجعل من قلوبنا لك مسكنا ومن حياتنا شعلة حب تعلن محبتك للبشرية لكى ما نرجع بالتوبة والإيمان الى أحضانك الإلهية ايها الاله الرحوم .
الهى لقد أقتربت الي لترفعنى وتجسدت لتقدسنى وفديتنى بالدم الكريم على عود الصليب لتخلصنى وقمت لتقيمنى معك. الهى انت فردوس نفسى.

ليست هناك تعليقات: