السبت، 16 ديسمبر 2017
شعر قصير - 64- أسندنى فاخلص
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" طيب هو الرب"
كما يُحمل الابن في حضن أبيه الحنون
أحضان ربي تضمني اليه وهي ليّ تصون
شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني كالعاشقون
الرب سند وأمان كالأم ومعه الصعب يهون
أن نسيت الأم طفلها فالرب لا ينسى البنون
برحمته الرب يشبع ويغني ويروى العطشون
يسكت فى محبته فما أطيب الرب للطالبون
........
(2)
" لا نعرف أخر سواك"
لك حياتنا ووقتنا ومالنا ومنك نستمد نسمة الحياة
أفض علينا بحكمتك من اول العمر والي منتهاه
بارك أعمالنا وقدس أفكارنا وعواطفنا وأجعلنا صلاة
دبر حياتنا فانت مخلصنا الذي لا نعرف أخر سواه
اعطنا حكمة في كل عمل وأكمل الخير الذي بدأناه
أنر علينا بنور وجهك فنخلص يا منيه القلب ومبتغاه
نحن بدونك لا شئ ومعك قوة ونستطيع كل شئ يا الله
..........
(3)
" التقدم والعلم"
دنيا عجيبة ودواره، بتلف حولين نفسها بمهارة
وتدور حولين الشمس بنظام وسرعة وكأنها طيارة
واللي عليها ولا يحسوا ولا يقعوا وجاذببتها دوارة
وضابط الكون يرعانا ويضبط العالم ومحبته ستارة
واحنا لازم نتعلم منها الحركة بنظام وسرعه وشطارة
ونطلب نعمة ربنا ونستجيب ونكون لها رهن الاشارة
الليّ يتوقف، يتراجع في عالم التقدم بمعرفة أسراره
........
(4)
" أسندني فاخلص"
يارب يا رحيم أشملني دايماً أنت برحمتك
خليني أقبل بشكر ظروفي حسب نعمتك
فانت أدري بصالحي حسب غني حكمتك
أهديني وقودني وقوم طريقي بعمق محبتك
ولما أتعب في الطريق أسندني انت بقوتك
سيرني كما تريد وأكون سريع فى صنع ارادتك
ولما يحين وقت الرحيل ترافقني اليك ملايكتك
......
(5)
" الصلاة والصوم"
يارب ياللي نقلت جبل المقطم بالصلاة والصوم
أعمل معانا وأنقل وزيح عنا الحزن والغم والهموم
أشفي مرضانا ودواى وعزي كل حزين مكلوم
بدد مشورة الأشرار وأهزم الشيطان لما علينا يقوم
أرعانا ياالله ياللي لاينعس ولا ينام وأنصف المظلوم
شعبك وكنيستك وبلادنا بتناديك وعليك رجائنا دوم
ملناش غيرك ندعوه يالهنا الحي، وعيونا اليك تروم
السبت، 9 ديسمبر 2017
شعر قصير (63) حياة الفضيلة والبر
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
سهل حياتنا يارب"
سهل حياتنا ودبرها حسب أرادتك يارب
وقودنا أنت مهما قصر أو يطول الدرب
ومهما عدت ضيقات يخف معاك الصعب
أسرع الينا وأعنا دا أنت كلك حنان وحب
أدينا نعمة وحكمة وقوة نتوب اليك من القلب
مهما طالت حياتنا هاتنتهي دا أحنا هنا غرب
مصير الغريب يرجع دياره ويعود اليك يارب
……….
(2)
" أشكروا الرب"
أشكروا الرب وزيدوه تسبيحاً كل حين
لانه صالح فهو يعطي الرجاء للبائسين
الرب يغفر خطايا التائبين ويقيم الساقطين
هو ضابط الكون والكل والحصن الحصين
هو سلامنا وفرحنا وواحة الراحة للمتعبين
التجأ اليه ابائنا فقادهم بمهارته عبر السنين
ثقوا فيه واحبوه وادعوه فهو الراعي الأمين
...............
(3)
"البار بالإيمان يحيا"
المؤمن البار يحيا راسخ في الإيمان
بالرجاء في الأبدية يحتمل وهو فرحان
محبته لله والناس تبعد عنه الاحزان
نعمة ربنا تسنده وتخليه عايش في أمان
بالإيمان يجاهد ويهزم كل حيل الشيطان
عشرته مع الله تقويه وفي الشده معدنه يبان
ينمو في النعمة ويدوم ثمرة ويُشبع الجوعان
.........
(4)
" البار يتكل على الله"
في زمن المشاكل والحوادث والقلق والاخطار
يواجه المسافر في الحياة الخوف والعنف والأمطار
وتضربنا المشاكل والامراض ودومات الاعصار
نرفع قلوبنا دوما الي فوق ونطلب عالم الاسرار
ليحفظنا بعنايته ويهبنا الحكمة والنعمة والاصرار
ويقودنا في موكب نصرته وينجينا من عذاب النار
هو راعي نفوسنا الأمين وعليه يتوكل المؤمن البار
.................
(5)
" أفضل عرض "
الإنسان بانسانيته يظهر جوهر معدنه ويبان
وعمل الرحمة للمحتاج أفضل وأغني بيان
فياليتنا نعمل خير ونسعد ونريح كل إنسان
اللي يعمل الخير في الخفاءوالله يكأفاه أعلان
يكفينا رضا الله علينا وحياتنا في سلام وأمان
ورضي المؤمن عن نفسه يريح ضميره كمان
لنا في رجال الله قدوة في المواقف بيها يستعان
السبت، 2 ديسمبر 2017
التجسد الإلهى وكرامة الجسد
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الجسد الإنساني في المسيحية :
لقد أعطى الله الإنسان كرامة ومجداً وخلقه علي صورته {فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ.} (تك 1 : 27) خلق الإنسان بعقل مميز وروح خالده تشتاق لخالقها وأرادة واعية وحتى الجسد المادي تراه الكنيسة مقدسا يعمل بنظام عجيب يمجد به خالقه، وبالتجسد الإلهي نال الجسد كرامة فائقة { والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الأب مملوء نعمة وحقاً } (يو 1 : 14). لقد شابهنا الرب يسوع المسيح في تجسده في كل شيء ما عدا الخطية وحدها وعندما قام من الموت وصعد للسماء أصعد باكورتنا للسماء ليكون سابق لأجلنا. والجسد وان مات وتحلل فان الله سيقيمه في اليوم الأخير للمكافأة أو العقاب { لأننا لا بد جميعاً أن نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد منا ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً } (2 كو 5 : 10 ). الجسد الإنساني يحمل نسمة الحياة داخله من الله، وهو هيكل الروح القدس بالعماد والميرون المقدس ليقدسه ويطهره { أم لستم تعلمون إن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله ولستم لأنفسكم} (1كو 6 : 19) . والمؤمنين يتناولوا من الأسرار المقدسة {من يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير }( يو 6 : 54) . إن أجسادنا لها كرامتها بكونها أعضاء جسد المسيح السري الذي هو كنيسته المقدسة { أم لستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء جسد المسيح } ( 1كو 6 : 9) . وهذا الجسد الترابي وان مات وتحلل فانه سيقوم جسد نوراني ممجد في القيامة العامة ليحيا في السماء { الذي سيغير جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء }( في 3 : 21) .
ولهذا تكرم الكنيسة رفات القديسين وتضعها في الكنائس لأنهم أكرموا الله في أجسادهم وأرواحهم التي لله لقد أقامت عظام اليشع النبي الميت عندما لامسته قديماً وكانت المناديل وعصائب القديس بولس المأخوذة من على جسده تشفي الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة . وما زالت رفات القديسين تصنع المعجزات في كنائسنا حتى اليوم لأنها تحمل سمات وقوة أشخاصهم وأرواحهم كسحابة شهود محيطة بنا وليسوا عنا ببعيد والرب اله أبائنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب واثناسيوس وانطونيوس ومار جرجس اله أحياء وليست اله أموات لان الجميع عنده أحياء .
الجسد في الكتاب المقدس :
عندما تأتي كلمة جسد في الكتاب المقدس فانه يقصد بها العديد من المعاني ولهذا سنتعرض لها حتى حتى نكون على وعي بمعانيها المختلفة كما جاءت في الإنجيل .
1 - تأتي كلمة جسد تعبيراً عن الكيان الإنساني ككل بما فيه من جسد وروح وعقل { إذا أعطيته سلطان على كل ذي جسد ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته }( يو 17 ، 2 ) .
{ ولو لم يقصر الرب تلك الأيام لم يخلص جسد ولكن لأجل المختارين قصر الأيام }( مر 13 : 20) . { فها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء كل ما في الأرض يموت}( تك 6 :17 ) .
2 - الجسد اللحمي الذي نلبسه مثلما جاء في العديد من الآيات
{ ويرحض جسده في مكان مقدس ثم يلبس ثيابه ويخرج ويعمل محرقته ومحرقة الشعب ويكفر عن نفسه }( لا 26 : 24 ). {سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً } (مت 6 : 23 ) . {لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه }( أف 5 : 29 ).{ بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر }( رو 3 : 20 ). وكما يقول القديس بولس الرسول { وان أطعمت كل أموالي وان سلمت جسدي حتى احترق وليس لي محبة فلا انتفع شيء }( 1 كو 13 : 3 – 62) .
3 - جسد الرب يسوع المسيح المتجسد أو الافخارستي :
{ وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده } ( يو 2 : 21 ). { الذي حمل خطايا في جسده على الخشبة} ( ا بطر 2 : 24 ).{ ولما لم يجدن جسده أتين قائلات إنهن رأين منظر ملائكة قالوا انه حي }( لو 24 : 23) .وعن الجسد الافخارستى في القربان المقدس { واخذ خبزاً وكسر وأعطاهم قائلاً هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري } (لو 22 : 19 ). { فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم }( يو 6 : 52 ).{ كاس البركة التي نباركها أليس هي شركة دم المسيح الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح }( 1 كو 10 : 16).
4 - الكنيسة ككيان مقدس وجسد المسيح السري .. { لان الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد }( أف 5 : 29 ). {هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح }( رو 15 : 5).
5 - الاتحاد الروحي المقدس... { فلذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون جسداً واحداً } ( تك 2 : 24 ، مت 9 : 5 ، أف 5 : 31).
6 - قرابة اللحم والدم ... ويطلق لفظ الجسد علي القرابة الجسدية {من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد }( أع 2 : 30 ).{ إخوتي انسبائي حسب الجسد }( رو 9 : 3) . { إن الأمم شركاء في الميراث والجسد ونوال المواعيد في المسيح بالإنجيل }( أف 3 : 6)
7 - الجسد يأتي فى الكتاب أيضا بمعنى حالة الخطية... أى بمعنى الانصياع للشهوات الغريزية.
{ لأننا لما كنا في الجسد كانت أهواء الخطايا تعمل فينا }( رو 7: 5). { عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً }( 1 كو 9 : 27 ). { وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد }( غل 5 : 16).{ مع المسيح صلبت فاحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه ألان في الجسد فإنما أحياه في الإيمان ابن الله الذي أحبني واسلم نفسه لأجلي } (غل 2 : 20). { ابعد ما ابتدأتم بالروح تكملون ألان بالجسد }( غل 3 : 3).{أعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى ، عهارة ، نجاسة ، دعارة عبادة أوثان ، عداوة ، خصام ، غيرة ، سخط ، تخريب ، شقاق ، بدعة ، حسد قتل سكر بطر وأمثال هذه التي اسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضا إن الذين يفعلون هذا لا يرثون ملكوت الله }( غل 5 : 20 ، 21). الإنسان المسيحي مطالب أن يسير ويحيا بالروح ، لا حسب الأهواء والشهوات الجسدية بل ينقاد بروح الله للقداسة والمحبة والسلام { الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات }( غلا 5 : 24) . أي إننا مطالبون أن نصلب الأهواء والشهوات من النفس وليس ضد الجسد كلحم ودم، فالنفس العفيفة تجعل الجسد مقدساً فأعمال وأهواء الطبيعة البشرية العتيقة الخاطئة هي التي نحاربها ونجاهد ضدها . لقد أعطينا من الله الحرية أن نصير أبناء له بالإيمان ويختم الجسد بكل أعضاءه بالميرون المقدس ليتقدس فكر المؤمن وإرادته وعمله وسلوكه وجسده بما فيه من غرائز وعواطف وبالتوبة والتناول نأخذ طبيعة جديدة لنحيا حياة البر والقداسة وننمو فيهما وهذا لا يعني عصمتنا من الخطأ لان الإنسان يظل حراً مسئولاً يقدر أن يفعل الخير والشر.
إن علاج الخطيئة والشهوات الجسدية هو محبة الله والشركة معه فعندما ننجذب لله ونتحد به بالأسرار والمحبة تتقدس أجسادنا وتعود لنا الصورة الإلهية للإنسان المخلوق على صورة خالقه في القداسة والبر، وبالتوبة والاعتراف يغفر الله كل الخطايا التي تغطي هذه الصورة المقدسة وبالتواضع والوداعة تلبسنا كرامة من الله وأمام الناس .
كرامة الجسد الانساني :
أجسادنا هي الهيكل الذي يحتوي النسمة الإلهية التي وهبنا الله إياها وبه نعبر عما في نفوسنا من مشاعر وبه نتحرك ونحيا في وحدة كيانيه نفساً وروحاً وعقلاً وبه نخدم ونصلي وهو يكشف لنا عن قدرة الخالق وعظمة الإنسان كسيد وتاج الخليقة وهو مرآة النفس في أحزانها وأفراحها وخيرها وشرها. لقد أراد الله لنا أن نحيا في انسجام جسداً وروحاً ونفساً لنحقق وجودنا ورسالتنا على الأرض بلا انقسام أو خطية وهنا نرى جمال الجسد وسلامة النفس ووداعتها، وقداسة الروح ورجاحة وحكمة العقل وقوة الإرادة لنصير هيكلاً لروح الله وأعضاء في جسد المسيح السري الذي هو الكنيسة (1 كو 6 : 5 ). إن الجسد بما فيه من أجهزة وأعضاء بشرية كلها مقدسة وطاهرة حتى الأعضاء التناسلية لها كرامتها الفائقة كمستودع لامتداد الحياة البشرية والتعبير عن المحبة الطاهرة، سر الزواج هو سر مقدس فلماذا يستحى البعض من أعضاء لم يستحى الله إن يخلقها بل إعطائها قدسية واحترام { فان الجسد أيضا ليس عضواً واحداً بل أعضاء كثيرة . لا تقدر العين أن تقول لليد لا حاجة لي إليك ولا الرأس أيضا للرجلين لا حاجة لي إليكما . بل بالأولى أعضاء الجسد التي تظهر اضعف هي ضرورية. وأعضاء الجسد التي نحسب أنها بلا كرامة نعطيها كرامة أفضل }( 1 كو 12 : 14 – 23) .
إن أردت لجسدك كرامة ومجداً ولكيانك وجوداً فاعلاً وحياة أبدية فليكن ذالك بان تحترمه وتزينه بالوداعة والتواضع وتسعى في اقتناء الفضائل وعلى رأسها ثمار ومواهب الروح القدس لكي لا يكون عثرة وان تزين جسدك بلباس الحشمة في زينة الروح وبالأكثر تنمية في الحكمة فالحكمة هي الله نفسه { أنا الحكمة عندي الغنى والكرامة }( ام 8 : )18 . فالله يكرم قديسيه { مجد وكرامة لكل من يفعل الصلاح }( رو 2 : 1). كما أن الاتضاع يعطيك كرامة { ثوب التواضع هو مخافة الرب هو غنى وكرامة وحياة }( أم 22 : 4) .فلا يخاصم أحد جسده أو يكرهه بل يربيه ويقيته لكن لا يدلله أو يتخمه بالأكل فيثور عليه ولا يضعفه ويهمله ويقسو عليه فيعتل ويعجز عن الخدمة.
إن النسك والزهد المسيحي هو حياة ترك وبذل للذات من اجل المسيح الذي بذل ذاته عنا فهو حب وبذل وصوم وجهاد روحي للنمو دون تفكير في كون الجسد خطية هو قهر للأهواء والشهوات الجسدية {فأميتوا أعضائكم التي هي على الأرض . الزنا ، النجاسة ، الهوى ، الشهوة الرديئة الطمع الذي هو عبادة الأوثان }(كو 3 : 5) . الجسد أذن مقدس وكريم عند الإنسان الروحي لاسيما عندما نروضه للبر والقداسة والبذل .
الجهاد الروحي :
الجهاد الروحي هو كل ما نقدمة من أعمال التوبة والصلاة والصوم والسهر والبذل والخدمة والعطاء وفي ذلك يشترك الجسد والنفس والفكر والروح من اجل إرضاء الله وصنع إرادة الله ومقاومة الأهواء سواء أتت من داخل الإنسان وميوله أو من البيئة المُعثرة في إغرائها أو سواء أتت من الشيطان في حروبه وان كان القلب محصن بمحبة الله والفكر مقدس لله ويفكر ايجابياً في إرضاء الله والحواس مختومة بالنعمة والجسد مضبوط بالجهاد فلا تجد الخطية لها مكان فينا .
الجهاد الروحي تؤازره النعمة وعندما يرى الله أمانتنا في الجهاد يهبنا العفة والطهارة وقداسة الفكر وكلما قويت أرواحنا رأينا الجسد يسعى لإرضاء الله في فرح وسلام وحب {حياة الجسد هدوء القلب ونخر العظام الحسد }( أم 14 : 30) . { يا الله الهي أنت إليك أبكر عطشت إليك نفسى. يشتاق إليك جسدي في ارض ناشفة ويابسة بلا ماء }( مز 63 : 1) .
الجسد إذا شريك حقيقى غير منفصل عن الروح في الجهاد يخدم ويصلى ويسجد ويصوم هو جسد مهذب مقدس وليس جسد نعذبه كما يفعل الهندوس مثلاً من اجل التخلص من خطية الجسد وتحرير الروح أو كما قال بعض الغنوسيين أهل البدع انه من صنع اله الشر الأمر الذي تحرمه المسيحية . فصومنا وزهدنا يجب أن يتم ذلك في اعتدال وحكمة واستشارة للأب الروحي إننا بالصوم والنسك والجهاد نسمو ونطلب عمل الروح القدس ونعمته ليقدس كياننا والصوم تكفيراً عن خطايانا التي لا يكفر عنها إلا دم المسيح الذي سفك على عود الصليب من اجل خلاصنا .
جسدك وكيانك هبة ووزنة من الله لا تسيء إليه ولا تجعله عثرة للآخرين أو سلعة تباع وتشترى فقدموا أعضائكم عبيداً للبر والقداسة { اله السلام يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح}( افس 5 : 23) .
يقول القديس أغسطينوس "تعال إلى الله بنجاستك وخطاياك ، بقلبك واشتياقك الروحية وفي الخفاء اخلع أعمال الظلمة ، اخلع جسم خطايا البشرية وحينئذ يرفع عنك ويجدد فيك الروح القدس،الحواس التي فسدت بالإثم وتصير نفوسنا مقدسة وروح الله يسكن فيها" .
إن خير مثل للحكمة والاعتدال نجده في سيرة الأنبا انطونيوس الكبير الذي ذهب للبرية الداخلية وقضى عشرين سنة في صوم وصلاة ووحدة ولما عرف الناس حياته وذهبوا إليه وجدوه سليما راجح العقل صحيح الجسم يشع سلاماً وصحة وجمال روحي لا ضعيفا من النسك ولا مترهلا من الكسل بل إن كل من كان يراه يمتلئ من السلام ومن قداسته يأخذ عبره وعظه وكان يوصي بحياة الطهارة فيقول برسالة له " يا أولادي الأحباء فلنجاهد من اجل الطهارة حتى الموت ، لنشع بالطهارة فان ثمرتها هي نور وحق واستيقاظ . فلا تصيروا عبيداً للأوجاع الرديئة المرذولة او للذات الشريرة النجسة أمام الله . اكتبوا اسم الله على قلوبكم ليصرخ داخلكم انتم هيكل الله الحي وموضع راحة للروح القدس. ولنسعى في طلب الطهارة لأنها فخر الملائكة
حياة الطهارة ومجدها :
الطهارة والعفاف المسيحي هم فضيلة ايجابية تعني طهارة الوجدان وقداسة الفكر الداخلي وعفة الحواس والجسد سواء للشباب وللبتولين والمتزوجين، هي الامتناع عن عمل ما لا يحل من شهوات جسدية مخزية تتعارض مع السلوك الروحي حسب وصايا المسيح .
وهي عفة وامتناع عن الأفكار والممارسات الجنسية للاتحاد بالمسيح سواء بتكريس الروح والنفس والجسد للمتبتلين أو في زيجة مقدسة أمينة في سر الزواج تجعل الجنس تعبيرا عن الوحدة والمحبة والشركة . إننا كنفوس مكرسة لله يعمل فيهم الروح القدس في شركة حب الله كنفوس عذارى {خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح }( 2 كو 11 : 2) {ما أحسن الجيل العفيف } (مك 4 : 1 ).عندما جاء المسيح متجسدا ولد من عذراء بتول وعاش حياة البتولية وعندما صعد الرب للسماء عهد ليوحنا الرسول البتول برعاية العذراء . ويدعونا الرب يسوع المسيح لحياة القداسة التي بدونها لا يرى احد الرب ولا يمكن أن يطلب الله من الإنسان شيء ليست في استطاعته عمله.
والعفاف والطهارة تحتاج منا إلى البعد عن العثرات وتقديس الحواس والفكر والعواطف والغرائز والميول فالعين العفيفة لا تتطلع إلى المغريات أو حتى أسرار الغير واليد لا تلمس أو تمتد إلى عمل أثيم والسمع يتقدس بكلمة الله والفكر الطاهر يبتعد عن الحسد والخبث والشر والأعضاء تتقدس في أداء كل ما يمجد الله { لأنكم اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله }( 1 كو 6 : 20) .انظر إلى جسدك نظرة مقدسة روحية {ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء للمسيح أفأخذ أعضاء المسيح واجعلها أعضاء زانية ؟ }( 1 كو 16 : 15) . كلما يظل المؤمن ثابتاً في المسيح القدوس فانه يقوده في موكب نصرته مقدساً حياته نفساً وجسداً وعقلاً وروحاً محرراً إياه من العزلة أو الانطواء أو الانحرافات الجنسية وكلما أحببنا الله وكانت لنا عشرة حية مع المسيح فانه يشبع روحنا وعواطفنا ونصير بحق أعضاء مقدسة في جسد المسيح .
لتمتلأ حياتنا بالروحانيات الايجابية من قراءة وصلاة وتأمل وخدمة ونجاهد من اجل الطهارة وتسندنا النعمة وتطرد عنا كل عاطفة غير مقدسة .
نحن نحتاج إلى اليقظة الروحية وعدم الانجراف وراء الحواس والعواطف والأفكار التي تدنس الجسد والروح والنفس فلا ندخل أفكار دنسه إلى عقولنا ولا نجاري الفكر ونسمح له بالتردد على عقولنا طالباين الطهارة كهبة من الله.
قدسية الزواج المسيحي :
الزواج المسيحي سر مقدس يعمل فيه الله ليوحد الاثنين {ويكون الاثنان جسداً واحداً فالذي جمعه الله لا يفرقه الإنسان}( مت 19 : 4 – 6). إن الأب السماوي يبارك الزواج المسيحي وهو الذي ككل أبوينا ادم وحواء في الفردوس وبارك الرب يسوع عرس قانا الجليل .
ويعمل الروح القدس ليقدس الزوجين ويرفع الزواج ليكون كسر اتحاد المسيح بالكنيسة .
في الزواج المقدس يقدس الرب البيت المسيحي وكلما كانت محبة الله في بيوتنا انتفى الخصام ويحب الرجل زوجته كنفسه ويبذل من اجل سعادتها وتحترم الزوجة رجلها وتطيعه في تفاهم وتضحية ولا يكون لأحد منهما سلطان على جسده بل للأخر .
ويوحد الروح القدس اتصالهما ويجعل مضجعهما نقياً مقدساً وغير دنس تكون العشرة الزوجية تعبيراً عن هذا الحب المقدس والوحدة .
وتكون ثمرة البطن الأبناء ، بركة وسعادة للأسرة ولبناء ملكوت الله على الأرض وفي السماء، وتكون الحياة في تفاهم وانسجام وحب واحترام وتعاون وبذل، شهادة لإيماننا وسعادة لحياتنا وعون للأسرة للسعادة على الأرض وللدخول بسعة للدخول للملكوت السماوي .
أما الذين قد أعطى لهم مجد البتولية والتكريس وقد أصبحوا نفوس مكرسة للمسيح فقد تمتعوا بالحياة الملائكية وهم على الأرض ، مع الاقرار منهم لقدسية الزواج كسر مقدس. والمكرس لله يحيا حياة الملائكة وهو على الأرض وهو مجاهداً من اجل عفة حواسه وفكره وجسده مقتدياً بسيده مدرباً نفسه على الصلاة والصوم تائباً عن أخطاءه وخطاياه كل يوم نامياً في الشركة والاتحاد بالله إلى أن يدخل العرس السماوي مرتلاً مع المائة والأربعة والأربعين ألفا البتوليين ترتيله الأبكار هؤلاء الذين يتبعون الخروف والراعي الصالح حيثما ذهب ( رؤ 14 : 1 – 4 ) .
الهي ما أعظمك
ما أعظمك يا رب فيما وهبتني، فسيداً للخليقة جعلتنى،
وعلى صورتك خلقتني وعلم معرفتك أعطيتنى،
وبالروح الحكيمة كللتني وجسداً بديعاً خلاقاً منحتنى،
ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت.
علمنى يا رب أن لا افقد صورتك في، فأكون طاهرا ،
جسدا وفكراً وروحاً، بالتواضع والوداعة والحكمة أسير ،
وكما تريد لي من قداسة وطهارة وبر أصير ،
ساعدني يا رب أن أكون ابنا لك وصورة متواضعة منك ،
مقدسا روحى وعقلى وجسدي لإنى ابنك .
يا رب أنت تعلم إني أريد أن احبك ، وان لا أكون عثرة لأحد
فعلمني أن انظر للجميع أنهم أخوة وأعضاء في الكنيسة المقدسة،
امنحني رقة الإحساس لأكون محبة طاهرة ،
تعطى بلا مقابل . وتحيا بلا أنقسام.
أمنحني شبعاً و أروي عطش نفسي بحبك ،
هبني التوبة والنقاوة ، العفة والقداسة لأعاينك داخلي ،
ربي ... أصنع لك في داخلي مسكناً لأعاين مجدك كل حين .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)