للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الله صانع
الخيرات
+ الله هو صانع الخيرات الرحوم، يجول يصنع خير مع كل أحد وفى كل مكان
وزمان، أدرك ذلك الإنسان أو لم يعي ويهمه أمرنا كخالق وأب صالح ومحب للبشر. ولقد
جاء عن السيد المسيح كلمة الله المتجسد أنه كان يسير ويجول يعلم ويكرز ببشارة
الملكوت ويشفي كل مرض وضعف في الشعب { وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ
يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ
مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ } (مت
4 : 23). كما جاء عنه أيضا أنه كان
يجول يصنع خير { الذي جال يصنع خيرا} (اع
10 : 38). ولما جاء الي السيد
المسيح بعضا من تلاميذ يوحنا المعمدان قال لهم السيد الرب {أذْهَبَا وَأَخْبِرَا
يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ
وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ
وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ }(لو 7 :
22). والمسيح هو هو أمس واليوم
والي الأبد، أنه يعمل الخير للكل لأحبائه ولأعدائه وحتى للذين ينكرون وجوده. وعطاياه تنبع من محبته ورحمته
وجوده.
+ الله يسعي ويبادر الينا لنؤمن به ونتوب اليه ونبتعد عن
الشر مثلما فعل مع شعب نينوى قديما أذا أرسل لهم يونان النبي دون حتى أن يطلبوا ومثلما فعل مع
كثيرين بمعجزاته وآياته وبإحساناته الكثيرة، هذه الأحسانات التي شكر الله داود عليها
فقال { بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ
اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ
حَسَنَاتِهِ. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ.الَّذِي
يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ
وَالرَّأْفَةِ. الَّذِي يُشْبِعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ
النَّسْرِ شَبَابُكِ. اَلرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلَ وَالْقَضَاءَ لِجَمِيعِ
الْمَظْلُومِينَ.} (مز 1:103-6). الله كان
يجول يصنع خيرًا منذ القدم، حتى من أيام أبوينا آدم وحواء. وعندما أخطأ آدم وخاف من الله وكان غير
قادر على مواجهة الله، لكن الله لم يتركه هكذا، بل ذهب إليه وبدأ بمصالحته وبدأ
يتفاهم معه ومع حواء ولم يتفاهم معهم فقط بل أعطاهم وعد بالخلاص. لكن علينا أن
نستجيب لمبادرات الله الخيرة والساعية لتوبتنا لئلا نسمع صوته { يَا أُورُشَلِيمُ
يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ
إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ
الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. هُوَذَا
بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً!. (مت 37:23-38) . أن نعمة الله تعمل وتفتقد
الجميع ليعرفوا الحق ويخلصوا وينجوا من طوفان بحر العالم الزائل والسماء تفرح
بخاطئ واحد يتوب.
+ الراعي الصالح...
الله هو الراعي الصالح { أَنَا هُوَ الرَّاعِي
الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ} (يو 10 :
11). وهو كراعي صالح لنا يجول دائما ليفتقد الناس المتعبين ليريحهم
والضالين ليردهم ويسترد المطرود ويفتقد المرضى والمجروحين ليشفيهم. والجهال
والبسطاء ليعلمهم والبعيدين ليقربهم اليه { أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا
يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَأَطْلُبُ الضَّالَّ, وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ,
وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ, وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ} (حز 15:34-16). وكما جاء عن السيد
المسيح { وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ
عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ. وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ
مُمَجَّداً مِنَ الْجَمِيعِ. وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ
تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ
لِيَقْرَأَ. فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ
السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوباً فِيهِ : «رُوحُ الرَّبِّ
عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ
الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ
بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ. وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ
الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ». ثُمَّ طَوَى السِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ
وَجَلَسَ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ كَانَتْ عُيُونُهُمْ شَاخِصَةً
إِلَيْهِ.فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ: «إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا
الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ».} ( لو 14:4-21). أنه يبشر المساكين بالخلاص
ويشفي منكسرى القلوب وينظر اليهم بالرحمة والشفقه ويحرر من أستعبادهم لإبليس والشر
ويقودنا ويتعهدنا بالخلاص ويرشدنا بروحه القدوس.
+ الله يقبل الخطاة ويدعوهم للتوبة
...
رأيناه يبحث عن الخطاة ليخلصهم ويدعوهم للشهادة بفضل من دعاهم من الظلمة
للنور هكذا ذهب الي متي العشار فى مكان الجباية وطلب منه أن يتبعه فآمن وصار
تلميذا ورسول وذهب الرب على زكا العشار فى أريحا وقال له: { ينبغي
اليوم أن أمكث في بيتك}. وتذمر الفريسيين
لانه ذهب ليبيت عند رجل خاطئ دافع عنه السيد الرب { فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ
ذَلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ
خَاطِئٍ». فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي
نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ
أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: « الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا
الْبَيْتِ إِذْ هُوَ أَيْضاً ابْنُ إِبْرَاهِيمَ. لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ
جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».} ( لو 7:19-10). جلس السيد المسيح مع العشارين والخطاه وكان يأكل معهم. وقد انتقده البعض فقال لهم { فَلَمَّا
سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ
الْمَرْضَى. فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً
لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةًإِلَى التَّوْبَةِ».} (مت 12:9-13). السيد المسيح ذهب الي السامرة قديما من أجل توبة
المرأة السامرية وقبلها وجعلها مبشرة بالخلاص وقبل المرأة الخاطئة ودافع عنها أمام
من أرادوا رجمها { وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ:
«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!». ثُمَّ
انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. وَأَمَّا هُمْ
فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً
مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ
وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسَطِ. فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ
يَنْظُرْ أَحَداًسِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ
الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟». فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا
سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ
تُخْطِئِي أَيْضاً». ثمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: «أَنَا هُوَ
نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ
لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ». } ( يو 7:8-12). الله يريد أن الكل يخلصون { يُرِيدُ أَنَّ
جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ }(1تي 2 : 4). الله هو الذى رد أغسطينوس من ضلاله والذى قاد
القديس القوى الأنبا موسي وبلاجيه ومريم المصرية للتوبة وهو لا زال يجول يصنع خيرا
ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس. وعلينا أن نتعلم من رحمة الله وحنانه وقبوله
للخطاة ونعمل معه ونسعى من أجل توبتهم ونعلن لهم محبة الله ونفتح لهم باباً للرجاء
فى حياة أفضل .
شفقة
المسيح علي المرضى والحزاني ....
+ لقد جال
السيد المسيح يشفي المرضى بكل أنواع الأمراض شفقة منه علي شعبه ورحمة بهم وسجل لنا
الأنجيل البعض من المعجزات والكثير منها لم يسجل لكثرتها وكان يشفي بلمسة أو كلمة
منه ولم يكن غرضه أجراء المعجزات كغاية بل بها يشفق علي المرضى ويظهر لهم محبته
وسلطان لاهوته ويشفي أرواحهم من مرض الخطية ويقيم الموتي ويردهم كما أقام أبن
الأرملة بنايين تحنن منه علي أمه الأرملة وأقام لعازر من القبر بعد أربعة ايام من
موته ليعلن أنه القيامة والحياة وأن من أمن به ولو مات فسيحيا.
أن المرض كمشكلة
تعاني منها البشرية في كل زمان ومكان والله عن عالمنا ليس ببعيد ويهتم بنا ويريد
شفائنا ويهمه بالأكثر خلاصنا الأبدى فان كنا خطاه فبالأمراض والتجارب نتنقى وأن
كنا أبرار فبالأمراض نختبر وننال آكاليل البر.
أن السيد المسيح القدوس ورئيس إيماننا جاء عنه أنه "رَجُلُ أَوجاعٍ ومختبر الحزن ". وهو
البار المتألم وبه ومعه تأخذ أمراضنا وأحتمالنا قيمتها الخلاصية ومكأفاتها { رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ
الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. لَكِنَّ
أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً
مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا
مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ
شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ
وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا.} (أش 3:53-6). والقديس
بولس الرسول يتكلم عن هذه الخبرة في الضيقات التي تجعلنا ان نتحد مع المسيح
المتألم بقوله { حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ
يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضاً فِي جَسَدِنَا }(2كو 4 : 10).
أن معجزات
الشفاء الذي قام بها يسوع تعبِّر مسبقاً
عن حالة الكمال التي ستعود إليها الإنسانيّة في السماء ولكنها تحمل أيضاً معنى روحي
فشفاء المريض هو رمز أيضاً للشفاء الروحي الذي جاء يسوع ليتمّمه في البشر، فيغفر
خطايا مقعد كفرناحوم، ولكي يظهر أنه يملك سلطان مغفرتها قام بشفاء جسده { فَلَمَّا
رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ
خَطَايَاكَ».}( مر 11:2) . ولقد أشرك السيد المسيح له المجد رسله القديسين في شفاء
الأمراض { ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ
سُلْطَاناًعَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ
وَكُلَّ ضُعْفٍ.} (مت 1:10) . وفي كل جيل أعطي الله البعض مواهب الشفاء { وَهَذِهِ
الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي
وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا
شَيْئاًمُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى
فَيَبْرَأُونَ».}( مر17:16-18). وعلى خطى الرسل، يمسح كهنة الكنيسة المرضى بالزيت
باسم الرب ويصلون بإيمان ويعترف المرضى بخطاياهم، فتغفر لهم ويستطيعون أن ينالوا
الشفاء من الله { أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ
فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ،. وَصَلاَةُ
الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ
خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ. } ( يع 14:5-15). أننا يجب أن نصلي من أجل المرضى
والرازحين تحت أمراض الروح والنفس والجسد فى عالم يعاني ويئن وعلينا من باب المحبة
ان نساعد المرضى على تخفيف آلامهم كما ينصح القديس اغناطيوس الانطاكي (أحملوا
أمراض الجميع). فإن خدمة المرضى هي خدمة يسوع نفسه في اعضائه المتألمة. ويحاسبنا
يسوع يوم الدينونة بقوله {كُنتُ مَريضاً فعُدتُموني} (مت 25: 36). فأصبحت خدمة
المريض خدمة للرب يسوع المسيح نفسه.
وعلينا أن ندعو المرضى للصلاة والصبر وأحتمال صليب المرض بشكر
لينالوا الأجر والتعزية من الله وعليهم أن يذهبوا للأطباء الأمناء قول الرب { فلما
سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى} (مت 9 :
12). أن الشفاء علي يأتي علي يدى الأطباء وهو نعمة من الله الواهب الشفاء بصلاة الإيمان الواثق لأن كل شيء
ممكن بالإيمان كما قالَ الرب لِرئيسِ المَجمَع يائِيرس لما طلب منه شفاء ابنته {
لا تَخَفْ، آمِنْ فقط} (مر 5: 36). وهذا هو الإيمان الذي يُخلص ويشفي كما صرّح
يسوع لأعمى اريحا {اِذهَبْ. إِيمانُكَ
خلَّصَكَ} (مرقس 52:10).
محبة الله تفتقد
الضعفاء والخائفين والمقاومين ...
+ أن الله بمحبته
يفتقد الكل برحمته ومحبته ويدافع عن الضعفاء والمظلومين {الرب مجري العدل والقضاء
لجميع المظلومين }(مز 103 : 6). لقد كان الرب مع يوسف الصديق الذى ظلم
من أخوته وباعوه كعبد وظلمته أمرأة فوطيفار، وادعت عليه شرًا. وظلمه فوطيفار ووضعه
في السجن لكن الله دبر خلاصه من السجن ومنحه حكمة وعلم وجعله ينقذ مصر من المجاعة
وجاء اليه أخوته وسجدوا له طالبين عفوه اما هو فكان رحيما وحليما معهم وقال لهم {
أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّاًأَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً لِكَيْ
يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً} (تك 50 :
20).
+ كان السيد
مع الخائفين والضعفاء وقال لتلاميذه في ضعفهم وخوفهم أنا هو لا تخافوا . وعندما
هاجت عليهم الرياح والأمواج في بحيرة طبرية أنتهر الريح وأسكت الأمواج { فَقَامَ
وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «?سْكُتْ. ابْكَمْ». فَسَكَنَتِ
الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. وَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ
هَكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟». فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً وَقَالُوا
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ هَذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضاً وَالْبَحْرَ
يُطِيعَانِهِ!»} (مر 39:4-41). أن الله يقول لنا ولكل ضعيف أو خائف { لاَ تَخَفْ
أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ
الْمَلَكُوتَ }(لو 12 : 32).
+ كان شاول
الطرسوسى من الذين قاوموا الرب ووقفوا ضد المسيحية، ويقول الكتاب عن شاول أنه
كان يجر رجالًا ونساءًا إلى السجن، بخطابات يأخدها من رؤساء الكهنة في أورشليم.
لقد أفتقده الرب كصانع الخيرات الرحوم وهو في طريقه لدمشق، وقال له يا شاول لماذا
تضطهدني وعرفه بنفسه ودعاه للإيمان وحوله الي رسول يجول يدعو للإيمان بالمسيح . لقد
رأى الله في شاول طاقات قوية يمكن أن يستخدمها في الخير. وهكذا فعل مع أريانوس والي أنصنا الذى أضطهد
الكنيسة فآمن وأستشهد علي أسم المسيح الحسن . الله لا ييأس من أحد وهو يجول
يصنع خيرًا حتى مع الميئوس منهم والهالكين
والملحدين ولذلك قال: { ابن الأنسان قَدْ
جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ} (مت 18: 11). أن الله
يسعى إليك حتى دون أن تطلب. انه يهبنا النعمة والحكمة والتوبة التي تقيمنا من
الخطية وتهبنا أمكانيات الحياة المقدسة معه فالله قادر على كل شيء ولا يعثر عليه
أمر.
أسندني فأخلص
....
+ أيها الرب
الهنا صانع الخيرات الرحيم أسندني فاخلص وأجول أصنع خير معك. هبني نعمة وقوة وبركة
وحكمة لكي أتعلم منك وأنقاد بروحك القدوس وأتمثل بابائي القديسين الذين جاهدوا
الجهاد الحسن وحفظوا الإيمان وأكلموا السعي ونالوا آكاليل البر التي تهبها
للقديسين في ذلك اليوم الذى تدين فيه الأحياء والأموات وتعطي كل واحد كنحو أعماله.
+ أيها الآب
القدوس الذى يريد أن الكل يخلصون والي معرفة الحق يقبلون، أننا نصلي اليك ونطلب
منك وأنت ضابط الكل الرحوم محب البشر الصالح أن تنظر الينا بعين الرحمة والمحبة
والحنان وتترأف علي العالم وترحم خليقتك وتخلص شعبك وتشفينا من كل مرض وضعف ولا
يقوى علينا موت الخطية ولا علي كل شعبك.
+ أيها
الراعي الصالح والأمين أرعانا حسب مهارتك وحكمتك ورد الضالين وأسترد المطرودين
وأشفي جراح من جرحتهم الخطية والشيطان والضعف والخوف والمرض فليس لنا آخر سواك،
فان كنا كخراف ضاله أرجعنا اليك ومن جهلنا وضعفنا أشفنا أيها الرؤوف بمراهم نعمتك
الغنية وبروح قدسك أرشدنا الي العمل بوصاياك وأهدنا الي ملكوتك لكي وبهذا يتبارك
ويتمجد أسمك القدوس، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق