" لا تَمِل يُمنة ولا يُسرة " ( أم 4 : 27 )
+ يدعونا الوحى المقدس إلى السير فى الطريق الوسطى ، أى " الإعتدال فى كل مجال " حتى فى النواحى الروحية : وقال القديس الأنبا أنطونيوس : " الطريق الوسطى خلّصت كثيرين " . وقال إشعياء النبى : " أُذناك تسمعان كلمة قائلة : " هذه هى الطريق : أسلكوا فيها ، حينما ( تفكرون أن ) تميلوا إلى اليمين ، أو إلى اليسار " ( إش 30 : 21 ) .
وقال سليمان الحكيم المُختبر : " لا تكن باراً كثيراً ، ولا تكن حكيماً بزيادة ، لماذا تُخرِب نفسك ؟" ( جا 7 : 16 ) . فقد حاول البعض تقليد القامات الروحية العالية جداً ، فى صومهم وسهرهم وجهادهم ، فباءت كل جهودهم بالفشل ، لعدم الإعتدال ، أو لعدم التدرج فى التدريبات الروحية ، أو لرفض المشورة الصالحة ، أو بسبب الكبرياء والتفاخر بالعمل فضاع الأمل .
+ وقد يكون هناك انحراف نحو اليمين :
+ بالتزمت الشديد مع الإهتمام بالمظهر دون الجوهر ، أو التظاهر بالتقوى ( مثل الفريسيين ) .
+ أو بالإنحراف نحو الشمال ، بإباحة المحظور والإستهانة بالفضيلة ، ورفض تبكيت الضمير ، حتى يتخدر ويموت ( لا يوبخ ) .
+ أسس الإعتدال ( الحياة الوسطية ) :
1 – الإلتزام بروح الوصية ، وليس بشكلها ( مظهرها ) ، كالعمق فى الصوم وليس طوله ( فترة الإنقطاع ) .
2 – عدم التمركز حول الذات ( الأنانية ) ، لأنه يؤدى للتطرف اليمينى .
3 – الإبتعاد عن أصدقاء السوء ، الذين يقودون للتطرف اليسارى .
4 – ضرورة التلمذة الروحية الجيدة ، لحفظ النفس من التطرف بنوعيه .
5 – مراعاة الإنسان لإمكانياته الصحية وقدراته البدنية " أن يرتئى إلى التعقل " ، باستخدام العقل لا العاطفة الهوجاء .
6 – عمل الخير حباً لله وللخير ولإسعاد الغير ، وليس بالضغط أو التهديد ( أو الكبت ) ، الذى قد يؤدى إلى الإنحراف اليسارى .
7 – تقديم الوالدين النصائح المعقولة ، مثل أسلوب اللبس والزينة ، واختيار الأصدقاء ، وحُرية الخروج والدخول ، ونصائح لإستعمال التليفونات ، والرسائل المختلفة ( العادية والإلكترونية (
8 – مراعاة الإعتدال فى استعمال المال ( الدخل ) ، وتجنب التطرف اليمينى ( البخل ) بحجة عدم إنحراف الأبناء ، أو إعطاء المال لهم بدون حساب ( رقابة ) فيقود للإنحراف اليسارى ( عادات سيئة ) .
9 – مراعاة الإعتدال فى توجيه الأبناء فى مجالات الترفيه والتسلية ، ووسائل الإعلام ، والكمبيوتر ، والدخول على النت ، وذلك بالسماح بها فى وقت محدد ، وتحت إشراف ( رقابة ) ، والتدخل بحزم إذا لزم الأمر .
+ واستمع ( يا أخى / يا أختى ) إلى نصيحة سليمان الحكيم : " انظر بعينيك إلى أمامك مستقيماً " ( أم 4 : 25 – 26 ) . والطريق المستقيم ، هو أقصر الطرق للنجاح والراحة والفرح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق