" مستنيرة عيون أذهانكم " ( أف 1 : 18 )
نحن نحتاج للاستنارة الروحية لعقولنا وقلوبنا وارواحنا في مسيرة حياتنا علي الارض ووسط صعوبات الحياة وشرورها نحتاج لنور السيد المسيح العجيب ليضئ علينا لنكون نور ونسير في النور ونسكن اخيرا في الملكوت السماوي في النور .
نحن نسبح الله الذي ينير حياتنا مع ملائكة النور لانه انعم علينا بالاستنارة بالمعمودية والأيمان لنكون ابنا للنور وانعم علينا بالروح القدس لكي يعلمنا وينير عقولنا وقلوبنا ويقود ارواحنا للنور .نمجد الله علي كتابه المقدس المحيي والذي ينير لنا بتعاليمة ووصاياة ونحيا في التوبة التي تنقلنا من عالم الظلمة الي ملكوت النور .
ترمز الظلمة إلى حياة الخطية ، التى يفعلها الأشرار بعيداً عن النور ، لأنها مخجلة ، وتجلب العار لفاعلها ، وتحرمه من عالم النور . والمسيح هو نور العالم وشمس البر ، ويستمد منه أولاده نوره ، كما أن كلمته المقدسة هى نور للنفس السالكة فى ظلمة العالم ، كما قال الكتاب " الوصية مصباح ، والشريعة نور " ( أم 6 : 23 ) . وقال المرنم للرب : " سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى " ( مز 119 : 105 )
ويرمز النور إلى السلوك فى الحياة المقدسة ، والقدوة الصالحة للناس : " أنتم نور العالم ، فليضئ نوركم ( سلوككم المبارك ) قدام الناس ، لكى يروا أعمالكم الحسنة ، ويمجدوا أباكم الذى فى السماوات " ( مت 5 : 14 – 16 ) . " كونوا بلا لوم وبسطاء ( أنقياء القلب ) أولاد الله بلا عيب ، فى وسط جيل مُعوج وملتو ، تضيئون بينهم كأنوار ( قدوة ) فى العالم " ( فى 2 : 15 ) .ونحن نطلب من الرب ، فى صلوات الساعات ( الأجبية ) ونقول كل يوم : أنر قلوبنا وأفهامنا ، أيها السيد الرب .. " فالحاجة ماسة إلى طلب الإستنارة الروحية للقلب والذهن ، من الروح القدس ، ومن مداومة ممارسة كل وسائط النعمة والخلاص ولذلك فالحاجة ماسة إلى الإستنارة ، بناء على رجاء القديس بولس " مستنيرة عيون أذهانكم " ( أف 1 : 18 ) .
فليست العبرة بالبصر الحاد ، ولكن بالبصيرة ( الإستنارة الذهنية بنور الروح القدس ) . أى الحكمة الروحية اللازمة .وكثيرون لهم عيون ولا تبصر ، ولا يفكرون فى عالم المجد والمستقبل الأبدى ، بل كل همهم النظر إلى الماديات والشهوات ، وقد أعمى الشيطان عيونهم ( يو 12 : 40 ) ، ( رو 11 : 10 ) وأضلهم عن طريق الحق ، بالإنشغال بالنظر للماديات ، دون الروحيات ( جا 2 : 10 ) ، وليت الرب يفتح أعين غير المؤمنين ، على حقائق الإيمان والخلاص ، بدلاً من السلوك فى طريق الظلمة الأبدية ، وكما طالب به المرنم وقال : " اكشف عن عينى ، فأرى عجائب من شريعتك " ( مز 119 : 18 ) . وكان القديس " ديديموس الضرير " فاقد البصر ، ولكن الله أعطاه استنارة الداخل ، وشهد عنه القديس جيروم بأنه كان أعظم من كتب عن الروح القدس ، وقد أمتدحه القديس أنطونيوس ، وقال عنه : " إن الله أعطاه بصيرة روحية رأى بها نور اللاهوت " .
فاطلب من الرب ومن كل القلب ، أن ينير عقلك ، ويعطيك حكمة ونعمة دائمة ، وارتبط بكل وسائط الإستنارة الروحية ، والعملية ، واستفد من كل خبرات النفوس ، التى أنارها الروح القدس ، وأعطاها نعمة وحكمة ، وخبرة ، لربح النفوس ، لا كسب الفلوس ، والسعى لربح الفردوس . ولا تركن إلى مشورة الأشرار ، أو لذوى أفكار عالمية ، مضادة لتعاليم الإنجيل ، ولا تنصت لخبرات أهل السوء ، لأنها ستقودك للهلاك ، إن آجلاً أو عاجلاً ، وهى نتيجة مؤكدة ، لمصاحبة الأشرار ، كما حدث للإبن الضال ، فتعب وشقى من الصداقة الفاسدة ( لو 15 ) . ولنأخذ الدرس من شمشون نذير الرب القوى ، وما آل إليه حاله ( راجع سفر القضاة 16 ) ، ومن سليمان الذى فكر وطبق فلسفة السعادة باللذة ، وليس بالحياة المفرحة مع الله ؟! واكتشف أن تلك السلوكيات غير حكيمة ، وهى حماقة وجهل وقبض الريح ( راجع سفر الملوك الأول 11 : 1-3 ) ، ( وسفر الجامعة 1 ) .وهذا خير درس لكل من يريد أن يسلك فى طريق الغرائز الفاسدة ، واللذات المهلكة للنفس والجسد والروح واطلب الإستنارة لقلبك وعقلك دائماً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق