للأب القمص أفرايم الأورشليمى
الإنجيل فى وصفه لشخصيات الكتاب ؟
+ كثيرا ما يستخدم الناس كلمات قليلة لتعبر عن وصفهم لشخصيات من يقابلونهم او يتعاملون معهم ، سواء فى محيط الأسرة او العمل او المجتمع الكنسي او العلاقات الإنسانية ، بل نجد ان السيد المسيح عبر عن شخصيته فى كلمات قليلة قائلا :{احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت 11 : 29) وقال هو عن نفسه { صدقوني اني في الاب والاب في والا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها} (يو 14 : 11). وشهد عنه ابيه الصالح {فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء واذا السماوات قد انفتحت له فراى روح الله نازلا مثل حمامة واتيا عليه.وصوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت} مت 16:3-17 . وشهد عنه القديس يوحنا المعمدان { وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم }(يو 1 : 29) .وشهد له حتى اعدائه {فارسلوا اليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين يا معلم نعلم انك صادق و تعلم طريق الله بالحق و لا تبالي باحد لانك لا تنظر الى وجوه الناس} (مت 22 : 16). وقال عنه تلاميذه {ونحن قد امنا وعرفنا انك انت المسيح ابن الله الحي} (يو 6 : 69). وجاء عنه فى الانجيل انه كان يجول يصنع خيرا ويشفى جميع المتسلط عليهم ابليس . ولقب بالراعى والمعلم الصالح ودُعى اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم .وهكذا نستطيع ان نعرف من هو يسوع المسيح من خلال شهادته عن نفسه وشهادة السماء عنه وشهادة تلاميذه وشهادة مجتمعه وان كان رؤساء الكهنة قد اسلموه للصلب حسدا فان ذلك كان صار خلاص للبشرية الخاطئة { ليس احد ياخذها مني بل اضعها انا من ذاتي لي سلطان ان اضعها و لي سلطان ان اخذها ايضا هذه الوصية قبلتها من ابي} (يو 10 : 18). فعندما قال له بيلاطس الحاكم الرومانى ان له سلطان ان يحكم عليه او ان يطلقه {فقال له بيلاطس اما تكلمني الست تعلم ان لي سلطانا ان اصلبك وسلطانا ان اطلقك ،اجاب يسوع لم يكن لك علي سلطان البتة لو لم تكن قد اعطيت من فوق لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم }(يو 10:19-11).
+ وهكذا وصف الكتاب المقدس وشهد عن كثيرين بكلمات قليلة موجزة تعبر عن شخصيات رجال الله القديسين ،فقد جاء عن نوح {هذه مواليد نوح كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله و سار نوح مع الله }(تك 6 : 9) . وجاء عن ابراهيم ابو الاباء ان الرب دعاه { و لما كان ابرام ابن تسع و تسعين سنة ظهر الرب لابرام و قال له انا الله القدير سر امامي و كن كاملا }(تك 17 : 1) .وغير الله اسمه من ابرام اى اب سام لاب لجمهور من الامم { فلا يدعى اسمك بعد ابرام بل يكون اسمك ابراهيم لاني اجعلك ابا لجمهور من الامم (تك 17 : 5) . بل عرف الله نفسه لنا باله ابراهيم واله اسحاق واله يعقوب . وجاء عن موسى النبى { واما الرجل موسى فكان حليما جدا اكثر من جميع الناس الذين على وجه الارض}(عد 12 : 3).وقيل عنه {فتهذب موسى بكل حكمة المصريين و كان مقتدرا في الاقوال و الاعمال }(اع 7 : 22). ودعى اشعياء بالنبي الانجيلى لكثرة ما جاء به من نبؤات عن السيد المسيح وتسمى ارميا بالنبى الباكى لكثرة دموعه من اجل خطايا الشعب ، ودُعى القديس بطرس برسول الرجاء والقديس بولس برسول الجهاد لكثرة جهاده واتعابه فى الخدمة ، ودُعى يوحنا بالتليمذ الإنجيلى الحبيب ، ودعى القديس يوحنا بذهبى الفم لاقواله الذهبية التى انار بها عقولنا ، كما تسمى القديس اثناسيوس البابا العشرين بالقديس الرسولى نظرا لجهاده ودفاعه المستميت من اجل الحفاظ على الايام المسلم لنا من الاباء القديسين . والأنجيل يدعونا الى التعلم من كل هؤلاء بما يتناسب مع طبيعتنا وجهادنا وعمل نعمة الله الغافرة والمحررة معنا والوزنات المعطاة لنا من الله والمتاجرة بها وتنمية شخصيتنا لنقتدى برئيس ايماننا وقديسنا {مبنيين على اساس الرسل و الانبياء و يسوع المسيح نفسه حجر الزاوية }(اف 2 : 20). وهكذا يدعونا الإنجيل الى التصرف الحسن فى حكمة {من هو حكيم و عالم بينكم فلير اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة }(يع 3 : 13).
+ راينا ايضا امثله لاناس كان حكم الله عليهم صعب من اجل كبرياء قلوبهم وشرورهم ومن بين هؤلاء نجد كيف كانت موازين الله لنبوخذ نصر الملك الذى تكبر تختلف عن موازين الناس { لذلك ايها الملك فلتكن مشورتي مقبولة لديك وفارق خطاياك بالبر واثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك. كل هذا جاء على نبوخذنصر الملك.عند نهاية اثني عشر شهرا كان يتمشى على قصر مملكة بابل.واجاب الملك فقال اليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي.والكلمة بعد في فم الملك وقع صوت من السماء قائلا لك يقولون يا نبوخذنصر الملك ان الملك قد زال عنك. ويطردونك من بين الناس وتكون سكناك مع حيوان البر ويطعمونك العشب كالثيران فتمضي عليك سبعة ازمنة حتى تعلم ان العلي متسلط في مملكة الناس وانه يعطيها من يشاء.في تلك الساعة تم الامر على نبوخذنصر فطرد من بين الناس واكل العشب كالثيران وابتل جسمه بندى السماء حتى طال شعره مثل النسور واظفاره مثل الطيور} دا27:4-33.وعندما ذهب صموئيل النبي ليمسح ابنا من ابنا يسى ملكا على اسرائيل ونظر الياب {وكان لما جاءوا انه راى الياب فقال ان امام الرب مسيحه. فقال الرب لصموئيل لا تنظر الى منظره وطول قامته لاني قد رفضته لانه ليس كما ينظر الانسان لان الانسان ينظر الى العينين واما الرب فانه ينظر الى القلب}1صم 6:16-7، لقد اختار الله داود وكان فتى يرعي غنم ابيه فى البريه لانه راى فيه انسانا بارا {و اقام لهم داود ملكا الذي شهد له ايضا اذ قال وجدت داود بن يسى رجلا حسب قلبي الذي سيصنع كل مشيئتي} (اع 13 : 22) .ان الانجيل يدعونا ان التواضع والتعقل { فاني اقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم ان لا يرتئي فوق ما ينبغي ان يرتئي بل يرتئي الى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الايمان}(رو 12 : 3).
من أنت فى كلمات ؟
+ سمعت احد المتخصصين فى الادارة وهى يعطى محاضرة للشباب استهلها بسؤال لتحفيز الشباب على الخلق والابداع والتفوق والتخطيط لمستقبل أفضل وهذا السؤال هو مجال خطط وحياة لمستقبل أفضل لكل واحد وواحدة منا وهو : ( تخيل بعد عمر طويل انك قد انتقلت الى عالم البقاء وقد دُعى ثلاثة اشخاص للتحدث عنك بأمانه ماذا يقول أحد أقاربك وزميل لك فى العمل واخر من محيط الكنيسة ؟ ثم ماذا يقول عنك الله ؟!) بناء على تلك الأقوال المتوقعة يجب ان نضع الخطط لمستقبلنا القريب والبعيد . فالانسان فكر وعمل ومواقف . ولابد ان نكون صادقين مع نفوسنا ومع الله ومن ثم نعمل جاهدين ان نحقق ذواتنا ونربطها بالله فى صلة محبة وسلام فى الروح . والسؤال بطريقة أخرى :( كيف تريد ان ترى نفسك عام 2030؟ ماذا تريد ان تحقق فى العشرين سنة القادمة ؟ فى مجال الأسرة والعمل والكنيسة والمجتمع ؟). بناء على أمنياتك لابد ان تضع أهدافك الحاضرة والمستقلبيه . اننا نحتاج للتخطيط لنعرف ماذا نعمل ؟ ونحتاح للتنظيم لنعرف كيف ومتى نعمل ونحتاج للمتابعة لنعرف كيف نصحح الاخطاء ونُقيم العمل ونصل الى الاهداف المرجوة فى حياتنا.
+ حياتنا فى مجال العلاقات الانسانية تمتد الى ثلاثة دوائر متكاملة وهى علاقتنا وفهمنا لانفسنا وعلاقتنا بالاخرين سواء فى الاسرة او المحيط العائلى والعمل والكنيسة والمجتمع ثم علاقتنا بالله وقد لخص الكتاب المقدس وصايا الله لنا {فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الاولى والعظمى.والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله و الانبياء} مت 37:22-40.
+ ان كل منا له فهمه الخاص لنفسه ومن يكون وكيف يكون ؟ ولابد ان نحب أنفسنا محبة سليمة روحية تبنيها وتخلصها وكما يقول الكتاب المقدس { كما فكر فى نفسه هكذا يكون } فهل انت تريد ان تكون انسان الله {لكي يكون انسان الله كاملا متاهبا لكل عمل صالح }(2تي 3 : 17). {و اما انت يا انسان الله فاهرب من هذا و اتبع البر و التقوى و الايمان و المحبة و الصبر و الوداعة }(1تي 6 : 11). وهل تسمع لصوت الرب الهك {و اما انت فتعود تسمع لصوت الرب و تعمل بجميع وصاياه التي انا اوصيك بها اليوم }(تث 30 : 8). وهل الله قوتك ومصدر تعزيتك {اما انت يا رب فترس لي مجدي و رافع راسي }(مز 3 : 3). ان الله يدعونا للحكمة واليقظة لنكون نورا العالم وملحا فى الإرض نسعى كسفراء للمسيح نطلب من الناس ان يتصالحوا مع الله لنكون رائحة المسيح الذكية ورسالة المسيح المقرؤة من جميع الناس {و اما انت فاصح في كل شيء احتمل المشقات اعمل عمل المبشر تمم خدمتك }(2تي 4 : 5). هل انت تسعى لصنع السلام لتكون بحق ابناً لله { طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت 5 : 9). وهل تحيا حياة الطاعة لله ولكلمته المقدسة ؟ . وهل انت أمين وصادق مع نفسك ؟ وهل تسعى الى تنمية شخصيتك والاهتمام بجسدك كهيكل لله وبروحك لتنقاد لروح الله القدوس ، وهل تنمي معرفتك العقلية بتعلم ما هو جديد ومفيد كل يوم ؟ وهل تعمل على كسب المهارات العملية والفنية ومواكبة التطور الفكرى والعلمى . اننا فى عصر يحتاج الى تحديث المعلومات وتطوير المعارف والإ نتخلف عن عصرنا . نحن ننمو ونتقدم ومع هذا يجب ان ننمو روحيا ونتمسك باخلاقنا كاناس الله القديسين . فضع لنفسك برنامج للنمو فى مختلف المجالات لتحقق ذاتك وتحيا إنسانيتك كما يريدها لك الله كتاج الخليقة وسيدها وثق ان الله يريد لك النجاح والقوة {لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة و المحبة و النصح }(2تي 1 : 7).
+ وفى مجال علاقاتنا بالإخرين . ما هو الإخر بالنسبة لك ؟ هل تجد فى الإخر مصدر للسعادة والمحبة بالنسبة لك ؟ ام الإخر هو الجحيم او المنافس لك ؟ وهل انت تحب الإخرين وتحب لهم الخير كما لنفسك وتتعاون معهم أم انت انسان تصادمى أوعدوانى ؟ هل يعجبك الشخص الانانى المحب لنفسه أو الانسان الميكيافيلى الذى يستغل الناس من أجل مصلحة ويتلاعب بمشاعرهم ؟ ام انت انسان متعاون مع الاخرين وتحب ان تخدم وتبذل من وقتك وجهدك ومالك لتدخل البسمة والسعادة فى قلوب من حولك . ان الإنجيل يدعونا الى صنع الخير مع الجميع دون انتظار حتى لمقابل او اجر لنأخذ الاجر السمائى من الله . والحياة المسيحية كما ارادها السيد الرب هى أمتداد فى محبة نحو الغير وهذا هو مقياس دخولنا الى الملكوت {و متى جاء ابن الانسان في مجده و جميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.... ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم .لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فاويتموني.عريانا فكسيتموني مريضا فزرتموني محبوسا فاتيتم الي.فيجيبه الابرار حينئذ قائلين يا رب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك.و متى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك.و متى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك.فيجيب الملك و يقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم. ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس و ملائكته.لاني جعت فلم تطعموني عطشت فلم تسقوني.كنت غريبا فلم تاووني عريانا فلم تكسوني مريضا و محبوسا فلم تزوروني.حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين يا رب متى رايناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا و لم نخدمك.فيجيبهم قائلا الحق اقول لكم بما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا.فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي و الابرار الى حياة ابدية} مت31:25-46.ان الكتاب يوصينا بمحبة القريب كالنفس {فان كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب تحب قريبك كنفسك فحسنا تفعلون }(يع 2 : 8). وتمتد بنا المحبة للإخرين الى محبة الأعداء { اما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين} مت 44:5-45.
فان كنا ننفر من الاشخاص الأنانيين المحبين لذواتهم ، ونتضايق من الشخص العدوانى او الانسان المتعدد الوجوه المتقلب فى اراءه فلماذا لا نكون نحن أناس المبادئ والقيم والاخلاق الرفيعة،لا من أجل كسب رضا الناس مع ان كل منا يريد ان يكون محبوبا وناجحا ولكن ايضا من أجل حياتنا الأبدية ونمونا الروحي وامتداد ملكوت الله على الارض والسعى نحو السعادة الحقيقة وتحقيق ارادة الله فى حياة كل واحد منا .
+ فى مجال علاقتنا بالله .. نحن بالايمان بالله وبسر العماد المقدس نولد من فوق لنصير ابناء الله {و اما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه }(يو 1 : 12). فهل نحن نسلك كابناء الله القديسين المدعوين الى حياة الكمال { فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} (مت 5 : 48). وهل نسعى الى القداسة التى بدونها لن يعاين احد الرب {بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة (1بط 1 : 15). ان كان الله قد وهبنا كل ما يساعدنا للفضيلة فيجب علينا ان نتوب ونقدم ثماراً تليق بالتقوى { كما ان قدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة.ولهذا عينه و انتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة. وفي المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوى.وفي التقوى مودة اخوية وفي المودة الاخوية محبة.لان هذه اذا كانت فيكم و كثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح} 2بط 3:1-8. فحرى بنا ان لا نشاكل أهل هذا الدهر فى سيرتهم وسلوكهم وأعمالهم وانانيتهم { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة} (رو 12 : 2). بل نسلك كحكماء وابناء الله القديسين { فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لان الايام شريرة} اف 15:5-16.
أقوم الان ..
+ ان الابن الضال عندما أخذ نصيبه فى الميراث وبدده فى عيش مسرف تركه الاصدقاء الانانيين بعد ان افتقر ولم يجد الوفاء فى الكورة البعيدة ومضى ليخدم فى رعى الخنازير التى هى رمز للنجاسة والخطية فى العهد القديم وكان يشتهى ان يملأ بطنه بطعام الخنازير ولم يشبع كما حدث مع المراة السامرية فى سعيها للسعادة بعيدا عن الله قال { اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك }(لو 15 : 18). وقام وجاء الى ابيه { فقام وجاء الى ابيه واذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله. فقال له الابن يا ابي اخطات الى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا. فقال الاب لعبيده اخرجوا الحلة الاولى والبسوه واجعلوا خاتما في يده وحذاء في رجليه.وقدموا العجل المسمن واذبحوه فناكل ونفرح. لان ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد فابتداوا يفرحون} لو 20:15-24. نعم ان السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعون باراً لا يحتاجون الى التوبة . فهل نقوم الان ونرجع الي الله ونتوب ونصلح طرقنا لكى نجد داله وقبول فى يوم الدينونة ويستقبلنا الاب السماوى فى الاحضان الابوية .
+ ان كنا نريد ان ننجح فى حياتنا الروحية والعملية ونحقق النجاح فيجب ان نجلس مع انفسنا ونعالج مواضع الخلل والضعف فينا ونطرح عنا رداء الكسل ونسعى في جد ونشاط للعمل والابداع وتكوين علاقات ناجحة مع الاخرين والله. علينا ان نعمل على تنمية وزناتنا وتنمية أمكانيتا ووضع الخطط والبرامج للايام القادمة والسنوات القادمة لما نريد ان نكون عليه ونلاحظ انفسنا ونبنيها فى الإيمان ونربطها بالله وقديسيه ونطرح عنا كل ثقل الخطية ونحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين الى رئيس إيماننا ومكمله فهو القادر ان يعين المجربين ويعطى قوة للضعفاء وحكمة للجهال ونجاحا وانصافاً للمظلومين الصارخين اليه ليلا ونهاراً .
+ وان اردنا ان نكون محبوبين من الناس ومحبين لهم ، وان يتذكرنا الاخرين بالخير والمعروف طالبين لنا الرحمة بعد طول العمر فيجب ان نتصالح مع أنفسنا واخوتنا وعلى قدر طاقتنا نسالم جميع الناس ، ونلتمس الاعزار لللضعفاء ونحتملهم ، ونغفر للمسئيين الينا ونحبهم لنكون ابناء ابينا السماوي . يجب ان نقدم البسمة للمحزون والمساعدة للمحتاج ، وان نكون مبادرين الى صنع الخير ، نسعى الى المصالحة وتقديم المحبة والعون فى حكمة ووداعة وحزم ابناء المسيح . يجب ان نعرف قدر انفسنا كابناء لله فى تواضع ووداعه وفكر المسيح . ومن تعوزه حكمة فليطلب من الله { ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء و لا يعير فسيعطى له }(يع 1 : 5). ونحن نثق فى الله الاله المحب انه سيقودنا فى موكب نصرته {واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح (1تس 5 : 23).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق