أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.} (مز10:51)
قول لقديس..
(مهما كانت خطاياك، لا تيأس من خلاصك. استمع إلى داود وهو يتنهد واُصرخ معه وتنهد معه. واخلط دموعك بدموعه.اسمعه وهو يُصلح من شأنه، وافرح معه.ولا تَستبعد نفسك عن الرجاء في نوال المغفرة. لقد أُرسل ناثان إلى داود، لاحظ تواضع الملك. إنه لم يستخف بكلمات من نَصحه، ولم يقل له: أتجسر أن تتكلم معي هكذا وأنا الملك؟ استمع الملك إلى نبي، فليسمع شعب المسيح المتواضع إلى المسيح.) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ ترضيت وجهك بكل قلبي ارحمني حسب قولك (مز 119 : 58)
I entreated Your favor with my whole heart; Be merciful to me according to Your word (Psa 119: 58)
صلاة..
" أيها المسيح الهنا، يا من تجسد من أجل خلاص جنس البشر، وصلب من أجل خطايانا وقام من أجل تبريرنا، اليك نعترف بضعفنا وخطايانا وأثامنا ونرجع عن الشر ونطلب المغفرة والقبول والخلاص. فأقبل يا سيدى صلواتنا كصالح ومحب البشر وأغفر خطايا وجهالات شعبك لانك اله رحيم ورؤوف ومتحنن. ويظهر بالأكثر عظم صلاحك فى قبول الخطاة وعودة الضالين وقيام الساقطين وثباتنا فيك وان نأتى بثمر ويدوم ثمرنا لمجد أسمك القدوس، لكي ندعوك كل حين بدالة البنين قائلين، أبانا الذى فى السموات.. "
من الشعر والادب
"الهج فى كلام الله"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
مثل عظيم رحمتك،
ياخالقى أرحمنى
ومثل كثرة رافتك،
أمحو معاصيٍ
فأنت لا تسر بموت الخاطي
مثلما يتوب ويرجع ويحيا
وقد قبلت توبة داود النبى
واللص يا سيدى سامحته
كن انت مخلصى وفاديا
قلباً نقياً أخلق في يا الله
وروحك يحل فى احشائى
فأحيا لا أنا بل أنت تحيا فيّ
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 5/1
الْمَزْمُورُ الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ
مز 1:51- 19
1 اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. 2اغْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي. 3لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِماً. 4إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ. 5هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي. 6هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ فَفِي السَّرِيرَةِ تُعَرِّفُنِي حِكْمَةً. 7طَهِّرْنِي بِالزُوّفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ. 8أَسْمِعْنِي سُرُوراً وَفَرَحاً فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا. 9اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ وَامْحُ كُلَّ آثَامِي. 10قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي. 11لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي. 12رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي. 13فَأُعَلِّمَ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ وَالْخُطَاةُ إِلَيْكَ يَرْجِعُونَ. 14نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اللهُ إِلَهَ خَلاَصِي فَيُسَبِّحَ لِسَانِي بِرَّكَ. 15يَا رَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِيحِكَ.16لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى. 17ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ. 18أَحْسِنْ بِرِضَاكَ إِلَى صِهْيَوْنَ. ابْنِ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ. 19حِينَئِذٍ تُسَرُّ بِذَبَائِحِ الْبِرِّ مُحْرَقَةٍ وَتَقْدِمَةٍ تَامَّةٍ. حِينَئِذٍ يُصْعِدُونَ عَلَى مَذْبَحِكَ عُجُولاً.
تأمل..
+ مزمور التوبة والأعتراف.. تعطي الكنيسة هذا المزمور مكانة مهمة فى صلواتها وصلوات المؤمنين ففى كل صلاة وبعد الصلاة الربانية وصلاة الشكر نصلى هذا المزمور فنعترف بحاجتنا إلى المراحم الإلهية وتقديمنا التوبة لله من خلال واقع عملي عاشه نبي عظيم سقط وقام بالرب. وتنبهنا الكنيسة حتى لا نتهاون مع الخطية أو نؤجل التوبة فهذا المزمور من أشهر مزامير التوبة كتبه داود النبي عندما اعترف بذنبه لما بلغته الرسالة الإلهية عن طريق ناثان النبي (2 صم 12: 1-3). لقد صلى داود هذ المزمور في أحلك اللحظات التي فيها اكتشف داود نفسه، وهو لا يكشف فقط عن أعماق حزنه على ما فرط منه في حق الله، بل يفرح ويبتهج ويسبح الله ويشهد لأعماله الخلاصية. تختلط أحزانه بالأفراح، ودموع الحزن بدموع البهجة. يبدأ المزمور بطلب الرحمة الإلهية لينطلق إلى الشهادة لله الرحيم، ثم يدخل في حالة تسبيح وتمتع بأورشليم العليا حيث يقبل الله صلواتنا كذبائح مقبولة. يظهر المزمور طبيعة الخطية بكونها عصيانًا وتمردًا وإثمًا وشرًا، ويبين خطورتها لنشتاق إلى الخلاص منها ومن سلطانها ومن لعنتها ومن ثمارها المُرّة. لم يخجل داود من الاعتراف بخطيته علانية أمام ناثان النبي حتى كما اعترف بها أمام الكل فيما بعد، بتسجيلها خلال مزامير التوبة التي صارت جزءً من العبادة الجماعية.
+ صلاة واعتراف بالأثم .. اننا نطلب مراحم الله بكثرة في صلواتنا، فطلب مراحم الله هو المدخل الوحيد الذي ندخل به في صلواتنا أمام الله. فبطلب مراحم الله أعترف أنني خاطئ وطالب لمراحم الله ونذكر الله بعظيم رحمته. التي تقبل أن تغفر كل الخطايا لكل الناس في كل العصور. ونطلب ان يمحو الله خطايانا مثل كثرة رأفته وتحننه وتعطفه وطيبة قلبه. فإن لم يمح الرب إثم إنسان سيمحي اسمه من سفر الحياة. وكما كانت هناك غسلات وتطهيرات في العهد القديم مبنية على دم الذبائح لكل خطية وكل نجاسة. ففي العهد الجديد نحن نتطهر بدم المسيح عن طريق غسل المعمودية والتوبة والاعتراف ونلاحظ أنه حين طلب الرحمة لم يشير لأعماله العظمية لأجل الله سابقاً بل إلى رحمة الله العظيمة. وكما يقول القديس الأنبا أنطونيوس" إن ذكرنا خطايانا ينساها لنا الله، وإن نسينا خطايانا يذكرها لنا الله. أن أي خطية هي موجهة ضد الله حتى الخطايا الخفية ليس بمخفية عن الله فاحص القلوب والكلي.
+ بهجة الغفران والتجديد .. اننا اذ نتوب ونعترف بخطايانا نتطهر بدم المسيح الفادى. لقد كان التطهير قديما يتم برش دم الحملان على الخطاة بنبات الزوفا المغموس في دم الذبيحة ويرشون بها للتطهير فبدون سفك دم لا تحدث مغفرة (عب22:9).. ولا غفران سوى بدم المسيح (1يو7:1) وهذا الدم يبيض (رؤ17:7). أي يمحو الخطية تماماً. ونحن نغتسل بالمعمودية للخلاص. وحين صارت ثياب المسيح كالثلج في التجلي كان هذا إعلاناً عن الكنيسة المتطهرة بدمه (اف27:5). خلال توبة داود النبى وإنسحاقه ارتجفت عظامه، ودخلت به نعمة الله إلى السرور والبهجة، فبقدر الإنسحاق يكون السرور، هنا شعر داود بأن الله غفر ونقله من الظلمة إلى النور، فالخطية تبلي العظام والتوبة تقيم الإنسان الجديد. وحتى لا يصرف الله وجهه عن المؤمن فيصلي الإنسان أن يصرف الله وجهه عن خطاياه. والتوبة هي الطريق الوحيد الذي به ينسى الله خطايانا. اننا نطلب قلبا جديد وسكنى روح الله داخلنا فنحن بدون معونة من الله لن نقدر أن نحيا في نقاوة. الخطية تفقد الانسان التمتع بوجه الله واهب البهجة بالخلاص وبالتوبة والاعتراف والتواضع يملك الروح القدس ويسود على الانسان فلا ينحرف ثانية.
+ الشكر والشهادة لعمل الرب... يربط المرتل بين التوبة والشهادة للمخلص. والشهادة هنا هي رجوعه لله وامتناعه عن الخطية وتسبيحه لله دائماً على قبوله ثانية. والبعد عن ان يكون المؤمن عثرة لغيره. بالنسبة لداود فهو يذكر خطيته تجاه أوريا. وداود يعد الله أنه حينما يخلص من هذه الخطية لن يكف عن تسبيحه. الله خلصنا بعدله الذي ظهر في موت المسيح على الصليب. لذلك يقول فيبتهج لساني بعدلك. حينما يفتح الله فمنا يخرج منه كلام طيب، كلام تسبيح. ولنلاحظ أن الإنسان المستعبد لخطية لا يستطيع أن يسبح (مز1:137،4). والشعب سبح تسبحة موسى بعد أن حرره موسى وخرجوا من عبودية فرعون. وهكذا نسبح في السماء (رؤ3:14). والله لا يسر بالمحرقات إن لم يشترك فيها القلب (أش11:1،12)، ولا يسر بمظاهر العبادة الخارجية والقلب مبتعد بعيداً، فالله يقول إعطني قلبك. الله يطلب القلب المنسحق والمتواضع والتائب عن خطيته وبالتوبة والاقلاع عن الخطية نعود للشركة مع الكنيسة مقدمين ذبائح التسبيح (هو2:14) وندخل فى حماية ورعاية الله القدير ليكون لنا حماية وعونا وقوة .
الأربعاء، 30 أبريل 2014
الثلاثاء، 29 أبريل 2014
آية وقول وحكمة لكل يوم الاربعاء الموافق 4/30
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ ادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي.} (مز15:50)
قول لقديس..
(الإيمان المستقيم هو رأس الحياة الصالحة التي تحق لها الحياة إلى الأبد. ويقوم الإيمان على القبول بما لا ترى. وجزاؤه ان ترى ما تؤمن به. زمن الإيمان هو زمن الزرع. إحذر من أن يفوتك؛ وثابر عليه حتى النهاية حتى تحصد ما زرعت. ثبت قلبك في الإيمان؛ ثم عش حياة صالحة مترفعًا عن كل ما يُغري، متحملاً آلام هذا الدهر، حتى إذا غالت الدنيا في ملاطفتك أو في تهديدك لا يجرفك تيارها ولا تحطمك شدتها، بل فليصمد قلبك.) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه (عب 13 : 15)
Therefore by Him let us continually offer the sacrifice of praise to God, that is, the fruit of our lips, giving thanks to His name (Heb 13 : 15)
صلاة..
" ربى والهي يا من تألم مجربا، أنت قادر أن تعين المجربين. لقد سرت يا الهي فى طريق الآلام بارادتك لتحمل الآمنا وحملت الصليب لتخلصنا من أثامنا ومت عوضا عن الخطاة المائتين لتهبنا حياة أبدية، وقمت بمجد عظيم لتقيمنا معك من موت الخطية وتقودنا فى موكب نصرتك، أننا نقدم لك يارب الشكر والتسبيح، ونسير خلفك كل أيام حياتنا مسبحين وقائلين: لك القوة والمجد والعزة والبركة يا عمانوئيل الهنا وملكنا. فلقد أظهرت لنا عظمة تواضعك وقوة محبتك وعمق غني نعمتك فلتعطينا يارب ان نحيا حياة القيامة والسلام والقوة والفرح والرجاء ونقوم معك فى جدة الحياة، أمين"
من الشعر والادب
"أطلبنى فى وقت الضيق"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أطلبنى يا أبنى فى وقت الضيق
أنقذك وأكون معاك أعز صديق
أسير معاك وأحملك كأوفى رفيق
وأبعدك عن الشر لئلا بيك يحيق
أخلصك وأكون لك فرح وطريق
ومهما صادفت صعوبات وضيق
تمر وتوصل للسماء ومجد عريق
قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 4/30
الْمَزْمُورُ الْخَمْسُونَ
مز 1:50-23
1 إِلَهُ الآلِهَةِ الرَّبُّ تَكَلَّمَ وَدَعَا الأَرْضَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا. 2مِنْ صِهْيَوْنَ كَمَالِ الْجَمَالِ اللهُ أَشْرَقَ. 3يَأْتِي إِلَهُنَا وَلاَ يَصْمُتُ. نَارٌ قُدَّامَهُ تَأْكُلُ وَحَوْلَهُ عَاصِفٌ جِدّاً. 4يَدْعُو السَّمَاوَاتِ مِنْ فَوْقُ وَالأَرْضَ إِلَى مُدَايَنَةِ شَعْبِهِ. 5اجْمَعُوا إِلَيَّ أَتْقِيَائِي الْقَاطِعِينَ عَهْدِي عَلَى ذَبِيحَةٍ. 6وَتُخْبِرُ السَّمَاوَاتُ بِعَدْلِهِ لأَنَّ اللهَ هُوَ الدَّيَّانُ. سِلاَهْ. 7اِسْمَعْ يَا شَعْبِي فَأَتَكَلَّمَ. يَا إِسْرَائِيلُ فَأَشْهَدَ عَلَيْكَ. اللهُ إِلَهُكَ أَنَا. 8لاَ عَلَى ذَبَائِحِكَ أُوَبِّخُكَ فَإِنَّ مُحْرَقَاتِكَ هِيَ دَائِماً قُدَّامِي. 9لاَ آخُذُ مِنْ بَيْتِكَ ثَوْراً وَلاَ مِنْ حَظَائِرِكَ أَعْتِدَةً. 10لأَنَّ لِي حَيَوَانَ الْوَعْرِ وَالْبَهَائِمَ عَلَى الْجِبَالِ الأُلُوفِ. 11قَدْ عَلِمْتُ كُلَّ طُيُورِ الْجِبَالِ وَوُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ عِنْدِي. 12إِنْ جُعْتُ فَلاَ أَقُولُ لَكَ لأَنَّ لِي الْمَسْكُونَةَ وَمِلأَهَا. 13هَلْ آكُلُ لَحْمَ الثِّيرَانِ أَوْ أَشْرَبُ دَمَ التُّيُوسِ؟ 14اِذْبَحْ لِلَّهِ حَمْداً وَأَوْفِ الْعَلِيَّ نُذُورَكَ 15وَادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي. 16وَلِلشِّرِّيرِ قَالَ اللهُ: «مَا لَكَ تُحَدِّثُ بِفَرَائِضِي وَتَحْمِلُ عَهْدِي عَلَى فَمِكَ 17وَأَنْتَ قَدْ أَبْغَضْتَ التَّأْدِيبَ وَأَلْقَيْتَ كَلاَمِي خَلْفَكَ. 18إِذَا رَأَيْتَ سَارِقاً وَافَقْتَهُ وَمَعَ الزُّنَاةِ نَصِيبُكَ. 19أَطْلَقْتَ فَمَكَ بِالشَّرِّ وَلِسَانُكَ يَخْتَرِعُ غِشّاً. 20تَجْلِسُ تَتَكَلَّمُ عَلَى أَخِيكَ. لاِبْنِ أُمِّكَ تَضَعُ مَعْثَرَةً. 21هَذِهِ صَنَعْتَ وَسَكَتُّ. ظَنَنْتَ أَنِّي مِثْلُكَ. أُوَبِّخُكَ وَأَصُفُّ خَطَايَاكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ. 22افْهَمُوا هَذَا يَا أَيُّهَا النَّاسُونَ اللهَ لِئَلاَّ أَفْتَرِسَكُمْ وَلاَ مُنْقِذَ. 23ذَابِحُ الْحَمْدِ يُمَجِّدُنِي وَالْمُقَوِّمُ طَرِيقَهُ أُرِيهِ خَلاَصَ اللهِ».
تأمل..
+ ذبيحة التسبيح والشكر لله.. هذا المزمور نبؤة عن الدينونة العامة كتبه آساف؛ وكان رئيس فرقة الموسيقيين في خيمة الأجتماع التى وضع فيها تابوت العهد. وقد عُين آساف في وظيفة دائمة في ضرب الصنوج أثناء خدمة الهيكل (1 أي 16: 4-5، 7). وفي أيام زربابل أُقيم بنو آساف للتسبيح بالصنوج (عز 3: 10). والمزمور يكشف عن إدانة الله للرياء في العبادة حيث تمارس في شكليات بلا روح، كما يدين الحياة الشريرة. ويحذر من الاستخدام الخاطئ للطقس، خاصة تقديم الذبائح، كقناع يخفي وراءه العابدون شرورهم. ويلاحظ أن المزمور لم يدن طقس الذبائح في ذاته، وإنما إساءة استخدامها، كأن يظن الإنسان أن الله في حاجة إلى عبادته أو ذبائحه أو عطاياه.
+ ظهور مجد الرب... يعلن المزمور عن ظهور مجد الرب وحديثه الينا فى تجسده فالآب كلمنا في ابنه ليدعو الأرض كلها أمماً ويهود لكنيسته ونرى سر جمال الكنيسة أن الله أشرق فيها. والله الهنا يمحو ذنبنا بالتعليم ويرسل لنا روحه القدوس كنار وريح عاصفة وهذا ما حدث يوم الخمسين فقد حل الروح القدس على هيئة ألسنة نار مع هبوب ريح عاصف لتطهر الرسل القديسين من كل ضعف، فالنار تحرق الخطايا وتشعل القلب بالحب. وينطبق المزمور على مجئ الرب الثاني حين يدعو كل إنسان للدينونة، ليس كلام تعليم وكرازة بل كلمات دينونة للأشرار. وأما الكنيسة فيكمل جمالها ويستعلن على الأرض أن المسيح في وسطها يعطيها جمالاً وقوة ويعينها في جهادها لتحفظ وصاياه، وتكون بطهارتها جمالاً للعالم. وفي اليوم الأخير ستستعلن كعروس للمسيح وجماله ينعكس عليها (1يو1:3،2). فيدعو الله الملائكة والقديسين ويجمع الله مختاريه الأبرار الذين قدموا أجسادهم ذبيحة حية مقدسة (رو1:12) وقدموا ذبائح التسبيح والرحمة بالفقراء (عب15:13،16) الى المجد الابدي والاشرار الى النار المعدة لابليس وجنوده.
+ إدانة الشكلية في العبادة .. نرى هنا دينونة شكلية العبادة وعقاب من يتكلموا بتجاديف ويرفضوا تاديبات الله. ويكفي المؤمنين فخراً أن يكون الله إله لهم. لقد أعطانا الله الكثير من الوزنات التى يجب ان نتاجر ونربح بها لملكوت الله ونرى الله هنا لا يطلب الذبائح ولكن يطلب القلب المحب له وللغير ولعمل الخير. ونلاحظ هنا عتاب الله الرقيق فنحن يجب أن نفهم أن الأرض وما عليها كلها لله. وما لدينا فهو عطية منه، وما نقدمه له فهو سبق وأعطاه لنا، ومن يده نعطيه. فنحن لا نتفضل عليه بشئ (1أي14:29). الله لا يجوع ولكنه هنا يعاتب اليهود الذين كانوا يشعرون أنهم يتفضلون على الله بذبائحهم. والله لا يحتاج لشئ بل هو يريد أن نقدم للفقراء في محبة لله ونقدم ذبائح الشكر لله فى تواضع قلب واستجابة لطول أناة الله بالتوبة حتى لا نقع فى الدنيونة.
آية للتأمل
{ ادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي.} (مز15:50)
قول لقديس..
(الإيمان المستقيم هو رأس الحياة الصالحة التي تحق لها الحياة إلى الأبد. ويقوم الإيمان على القبول بما لا ترى. وجزاؤه ان ترى ما تؤمن به. زمن الإيمان هو زمن الزرع. إحذر من أن يفوتك؛ وثابر عليه حتى النهاية حتى تحصد ما زرعت. ثبت قلبك في الإيمان؛ ثم عش حياة صالحة مترفعًا عن كل ما يُغري، متحملاً آلام هذا الدهر، حتى إذا غالت الدنيا في ملاطفتك أو في تهديدك لا يجرفك تيارها ولا تحطمك شدتها، بل فليصمد قلبك.) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح اي ثمر شفاه معترفة باسمه (عب 13 : 15)
Therefore by Him let us continually offer the sacrifice of praise to God, that is, the fruit of our lips, giving thanks to His name (Heb 13 : 15)
صلاة..
" ربى والهي يا من تألم مجربا، أنت قادر أن تعين المجربين. لقد سرت يا الهي فى طريق الآلام بارادتك لتحمل الآمنا وحملت الصليب لتخلصنا من أثامنا ومت عوضا عن الخطاة المائتين لتهبنا حياة أبدية، وقمت بمجد عظيم لتقيمنا معك من موت الخطية وتقودنا فى موكب نصرتك، أننا نقدم لك يارب الشكر والتسبيح، ونسير خلفك كل أيام حياتنا مسبحين وقائلين: لك القوة والمجد والعزة والبركة يا عمانوئيل الهنا وملكنا. فلقد أظهرت لنا عظمة تواضعك وقوة محبتك وعمق غني نعمتك فلتعطينا يارب ان نحيا حياة القيامة والسلام والقوة والفرح والرجاء ونقوم معك فى جدة الحياة، أمين"
من الشعر والادب
"أطلبنى فى وقت الضيق"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أطلبنى يا أبنى فى وقت الضيق
أنقذك وأكون معاك أعز صديق
أسير معاك وأحملك كأوفى رفيق
وأبعدك عن الشر لئلا بيك يحيق
أخلصك وأكون لك فرح وطريق
ومهما صادفت صعوبات وضيق
تمر وتوصل للسماء ومجد عريق
قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 4/30
الْمَزْمُورُ الْخَمْسُونَ
مز 1:50-23
1 إِلَهُ الآلِهَةِ الرَّبُّ تَكَلَّمَ وَدَعَا الأَرْضَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا. 2مِنْ صِهْيَوْنَ كَمَالِ الْجَمَالِ اللهُ أَشْرَقَ. 3يَأْتِي إِلَهُنَا وَلاَ يَصْمُتُ. نَارٌ قُدَّامَهُ تَأْكُلُ وَحَوْلَهُ عَاصِفٌ جِدّاً. 4يَدْعُو السَّمَاوَاتِ مِنْ فَوْقُ وَالأَرْضَ إِلَى مُدَايَنَةِ شَعْبِهِ. 5اجْمَعُوا إِلَيَّ أَتْقِيَائِي الْقَاطِعِينَ عَهْدِي عَلَى ذَبِيحَةٍ. 6وَتُخْبِرُ السَّمَاوَاتُ بِعَدْلِهِ لأَنَّ اللهَ هُوَ الدَّيَّانُ. سِلاَهْ. 7اِسْمَعْ يَا شَعْبِي فَأَتَكَلَّمَ. يَا إِسْرَائِيلُ فَأَشْهَدَ عَلَيْكَ. اللهُ إِلَهُكَ أَنَا. 8لاَ عَلَى ذَبَائِحِكَ أُوَبِّخُكَ فَإِنَّ مُحْرَقَاتِكَ هِيَ دَائِماً قُدَّامِي. 9لاَ آخُذُ مِنْ بَيْتِكَ ثَوْراً وَلاَ مِنْ حَظَائِرِكَ أَعْتِدَةً. 10لأَنَّ لِي حَيَوَانَ الْوَعْرِ وَالْبَهَائِمَ عَلَى الْجِبَالِ الأُلُوفِ. 11قَدْ عَلِمْتُ كُلَّ طُيُورِ الْجِبَالِ وَوُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ عِنْدِي. 12إِنْ جُعْتُ فَلاَ أَقُولُ لَكَ لأَنَّ لِي الْمَسْكُونَةَ وَمِلأَهَا. 13هَلْ آكُلُ لَحْمَ الثِّيرَانِ أَوْ أَشْرَبُ دَمَ التُّيُوسِ؟ 14اِذْبَحْ لِلَّهِ حَمْداً وَأَوْفِ الْعَلِيَّ نُذُورَكَ 15وَادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي. 16وَلِلشِّرِّيرِ قَالَ اللهُ: «مَا لَكَ تُحَدِّثُ بِفَرَائِضِي وَتَحْمِلُ عَهْدِي عَلَى فَمِكَ 17وَأَنْتَ قَدْ أَبْغَضْتَ التَّأْدِيبَ وَأَلْقَيْتَ كَلاَمِي خَلْفَكَ. 18إِذَا رَأَيْتَ سَارِقاً وَافَقْتَهُ وَمَعَ الزُّنَاةِ نَصِيبُكَ. 19أَطْلَقْتَ فَمَكَ بِالشَّرِّ وَلِسَانُكَ يَخْتَرِعُ غِشّاً. 20تَجْلِسُ تَتَكَلَّمُ عَلَى أَخِيكَ. لاِبْنِ أُمِّكَ تَضَعُ مَعْثَرَةً. 21هَذِهِ صَنَعْتَ وَسَكَتُّ. ظَنَنْتَ أَنِّي مِثْلُكَ. أُوَبِّخُكَ وَأَصُفُّ خَطَايَاكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ. 22افْهَمُوا هَذَا يَا أَيُّهَا النَّاسُونَ اللهَ لِئَلاَّ أَفْتَرِسَكُمْ وَلاَ مُنْقِذَ. 23ذَابِحُ الْحَمْدِ يُمَجِّدُنِي وَالْمُقَوِّمُ طَرِيقَهُ أُرِيهِ خَلاَصَ اللهِ».
تأمل..
+ ذبيحة التسبيح والشكر لله.. هذا المزمور نبؤة عن الدينونة العامة كتبه آساف؛ وكان رئيس فرقة الموسيقيين في خيمة الأجتماع التى وضع فيها تابوت العهد. وقد عُين آساف في وظيفة دائمة في ضرب الصنوج أثناء خدمة الهيكل (1 أي 16: 4-5، 7). وفي أيام زربابل أُقيم بنو آساف للتسبيح بالصنوج (عز 3: 10). والمزمور يكشف عن إدانة الله للرياء في العبادة حيث تمارس في شكليات بلا روح، كما يدين الحياة الشريرة. ويحذر من الاستخدام الخاطئ للطقس، خاصة تقديم الذبائح، كقناع يخفي وراءه العابدون شرورهم. ويلاحظ أن المزمور لم يدن طقس الذبائح في ذاته، وإنما إساءة استخدامها، كأن يظن الإنسان أن الله في حاجة إلى عبادته أو ذبائحه أو عطاياه.
+ ظهور مجد الرب... يعلن المزمور عن ظهور مجد الرب وحديثه الينا فى تجسده فالآب كلمنا في ابنه ليدعو الأرض كلها أمماً ويهود لكنيسته ونرى سر جمال الكنيسة أن الله أشرق فيها. والله الهنا يمحو ذنبنا بالتعليم ويرسل لنا روحه القدوس كنار وريح عاصفة وهذا ما حدث يوم الخمسين فقد حل الروح القدس على هيئة ألسنة نار مع هبوب ريح عاصف لتطهر الرسل القديسين من كل ضعف، فالنار تحرق الخطايا وتشعل القلب بالحب. وينطبق المزمور على مجئ الرب الثاني حين يدعو كل إنسان للدينونة، ليس كلام تعليم وكرازة بل كلمات دينونة للأشرار. وأما الكنيسة فيكمل جمالها ويستعلن على الأرض أن المسيح في وسطها يعطيها جمالاً وقوة ويعينها في جهادها لتحفظ وصاياه، وتكون بطهارتها جمالاً للعالم. وفي اليوم الأخير ستستعلن كعروس للمسيح وجماله ينعكس عليها (1يو1:3،2). فيدعو الله الملائكة والقديسين ويجمع الله مختاريه الأبرار الذين قدموا أجسادهم ذبيحة حية مقدسة (رو1:12) وقدموا ذبائح التسبيح والرحمة بالفقراء (عب15:13،16) الى المجد الابدي والاشرار الى النار المعدة لابليس وجنوده.
+ إدانة الشكلية في العبادة .. نرى هنا دينونة شكلية العبادة وعقاب من يتكلموا بتجاديف ويرفضوا تاديبات الله. ويكفي المؤمنين فخراً أن يكون الله إله لهم. لقد أعطانا الله الكثير من الوزنات التى يجب ان نتاجر ونربح بها لملكوت الله ونرى الله هنا لا يطلب الذبائح ولكن يطلب القلب المحب له وللغير ولعمل الخير. ونلاحظ هنا عتاب الله الرقيق فنحن يجب أن نفهم أن الأرض وما عليها كلها لله. وما لدينا فهو عطية منه، وما نقدمه له فهو سبق وأعطاه لنا، ومن يده نعطيه. فنحن لا نتفضل عليه بشئ (1أي14:29). الله لا يجوع ولكنه هنا يعاتب اليهود الذين كانوا يشعرون أنهم يتفضلون على الله بذبائحهم. والله لا يحتاج لشئ بل هو يريد أن نقدم للفقراء في محبة لله ونقدم ذبائح الشكر لله فى تواضع قلب واستجابة لطول أناة الله بالتوبة حتى لا نقع فى الدنيونة.
الأحد، 27 أبريل 2014
لماذا ترحلين سريعا ؟
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
مرعلى رحيلك من الايام أربعين
وما زال الدمع فى العيون سخين
والحزن على الوجوه والجبين
والقلب مجروح ومطعون بسكين
فلماذا يا أختاه سريعا ترحلين؟
وتتركينا عليك حزانى ومكلومين؟
قالت الأرض ممر وليس مسكن أمين
ومن لا يهفو الى السماء فهو حزين
أنطلقت فى سرعة لأكون مع القديسين
كملائكة الله نحن فى السماء دائما فرحين
فلماذا تحزن على من ترك الوحل والطين
جفف دموعك يا أخى وأستبقى الحنين
وأشتاق أن تكون مع المسيح كالعارفين
جمال وأفراح السماء تنتظر الصابرين
أني من أجلكم لله أصلي فى كل حين
ونحن لأهلنا وأحبائنا دائما قريبين
لا تحزن كمن ليس له رجاء أوالهالكين
وأستعد للرحيل مجاهدا فكلنا راحلين
سنأتى ونأخذك لتكون مع المسيح الأمين.
آه ليس لنا هنا مدينة أو مسكنا حصين!
بل الى موطننا السمائى نئن مشتاقين
لنكون أرواح مسبحه لله دائما فرحين.
أهنئي بالسماء يا أختاه مسكن الصديقين
وصلى من أجل الزوج والأقرباء والبنين
فنجد العزاء والصبر ونحيا بالرجاء فرحين
الخميس، 10 أبريل 2014
آية وقول وحكمة ليوم الجمعة الموافق 4/11
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26)
قول لقديس..
( يليق بنا ألا نضع رجاء خلاصنا في شيء آخر، وإنما فقط في إيماننا وأعمالنا البارة حسب نعمة الله. وان كان لنا ربوات الأسلاف المشهورين يلزمنا نحن أنفسنا أن نجاهد لكي نتفوق على سموهم، مدركين أننا لا ننتفع شيئًا من جهاد الآخرين كعون لنا في الدينونة العتيدة، بل بالحري يكون دينونة علينا أننا قد وُلدنا من أباء قديسين، وأمامنا أمثلة في البيت ولا نقتدي بمعلمينا.) القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ واما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة (1تي 6 : 6)
Now godliness with contentment is great gain (1Ti 6: 6)
صلاة..
" أيها الرب الهنا وأهب الحكمة والقداسة ومعلم الفضيلة، الذى دعانا بنعمته لنحيا بر الإيمان والتقوى، نصلى اليك لكي تهبنا منك حكمة ومعرفة وفطنة صالحة لنسلك بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة. علمنا ان لا نتكل على عدم يقينية الغنى، ولا على سلطان زائل ولا على فكر بشري للشر مال، ولا على ذراع بشر يفنى ولا على قوة إنسان لنأخذ منه الأمان بل نثق فيك وحدك ملجأ وسندا وقوة ومنقذ من الشر والخطية والمرض والجهل والشيطان. علمنا ان نحيا فى التقوى ونستودعك حياتنا وأحبائنا وحاضرنا ومستقبلنا، أمين"
من الشعر والادب
"نحتاج للحكمة"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
متى كان لانسان كتير
وبيلبس البز والحرير
وعنده جاه ومال للتبذير
هل ينجو من سوء المصير؟
ولا ينفعه المال أمام القدير؟
نحتاج للحكمة وحسن التفكير
الإيمان يخلي الإنسان بصير
ولعمل الخير فى محبة يسير
ينجو ويخلص فى اليوم الأخير
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 4/11
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ وَالأَرْبَعُونَ
مز 1:49-20
1 اِسْمَعُوا هَذَا يَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ. أَصْغُوا يَا جَمِيعَ سُكَّانِ الدُّنْيَا 2عَالٍ وَدُونٍ أَغْنِيَاءَ وَفُقَرَاءَ سَوَاءً. 3فَمِي يَتَكَلَّمُ بِالْحِكَمِ وَلَهَجُ قَلْبِي فَهْمٌ. 4أُمِيلُ أُذُنِي إِلَى مَثَلٍ وَأُوضِّحُ بِعُودٍ لُغْزِي. 5لِمَاذَا أَخَافُ فِي أَيَّامِ الشَّرِّ عِنْدَمَا يُحِيطُ بِي إِثْمُ مُتَعَقِّبِيَّ؟ 6الَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَى ثَرْوَتِهِمْ وَبِكَثْرَةِ غِنَاهُمْ يَفْتَخِرُونَ. 7الأَخُ لَنْ يَفْدِيَ الإِنْسَانَ فِدَاءً وَلاَ يُعْطِيَ اللهَ كَفَّارَةً عَنْهُ. 8وَكَرِيمَةٌ هِيَ فِدْيَةُ نُفُوسِهِمْ فَغَلِقَتْ إِلَى الدَّهْرِ 9حَتَّى يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ فَلاَ يَرَى الْقَبْرَ. 10بَلْ يَرَاهُ! الْحُكَمَاءُ يَمُوتُونَ. كَذَلِكَ الْجَاهِلُ وَالْبَلِيدُ يَهْلِكَانِ وَيَتْرُكَانِ ثَرْوَتَهُمَا لآخَرِينَ. 11بَاطِنُهُمْ أَنَّ بُيُوتَهُمْ إِلَى الأَبَدِ مَسَاكِنَهُمْ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. يُنَادُونَ بِأَسْمَائِهِمْ فِي الأَرَاضِي. 12وَالإِنْسَانُ فِي كَرَامَةٍ لاَ يَبِيتُ. يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ. 13هَذَا طَرِيقُهُمُ اعْتِمَادُهُمْ وَخُلَفَاؤُهُمْ يَرْتَضُونَ بِأَقْوَالِهِمْ. سِلاَهْ. 14مِثْلُ الْغَنَمِ لِلْهَاوِيَةِ يُسَاقُونَ. الْمَوْتُ يَرْعَاهُمْ وَيَسُودُهُمُ الْمُسْتَقِيمُونَ. غَدَاةً وَصُورَتُهُمْ تَبْلَى. الْهَاوِيَةُ مَسْكَنٌ لَهُمْ. 15إِنَّمَا اللهُ يَفْدِي نَفْسِي مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ لأَنَّهُ يَأْخُذُنِي. سِلاَهْ. 16لاَ تَخْشَ إِذَا اسْتَغْنَى إِنْسَانٌ إِذَا زَادَ مَجْدُ بَيْتِهِ. 17لأَنَّهُ عِنْدَ مَوْتِهِ كُلُّهُ لاَ يَأْخُذُ. لاَ يَنْزِلُ وَرَاءَهُ مَجْدُهُ. 18لأَنَّهُ فِي حَيَاتِهِ يُبَارِكُ نَفْسَهُ. وَيَحْمَدُونَكَ إِذَا أَحْسَنْتَ إِلَى نَفْسِكَ. 19تَدْخُلُ إِلَى جِيلِ آبَائِهِ الَّذِينَ لاَ يُعَايِنُونَ النُّورَ إِلَى الأَبَدِ. 20إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ.
تأمل..
+ الأتكال على الله .. هذا المزمور حكمى يعلمنا الاتكال على الله لا على ذراع بشر ولا على الكرامة الزمنية ولا على المال كسيد قاسى لقد سجله المرتل ربما حين رأى حوله غني الاشرار وعدم يقينية الغني وتقلب أحوال الحياة ويرد على تساؤلات تجول بأفكار الناس. أن الخطية ومحبة العالم لا تفيد، بل على كل واحد أن يدخر للحياة الأبدية الأفضل. فالمزمور عظة بليغة في فلسفة الحياة والموت يرد بها المرنم على كل ما يجول بخاطر الإنسان من ناحية وجوده وحياته فالإنسان حياته مهددة باليوم الشرير الذي يتعقبه وقد يتكل الإنسان على أمواله ولكن خلاص الإنسان لا يتم إلا بالإتكال على الله. وهذه دعوة لكل سكان الأرض ليسمعوا كلمة الله وصوت الحكمة ويرددوه ليسمعه كل واحد فيحيا. فحكمة المرنم هنا ليست خبرة إنسانية مجردة وإنما هبة الله الآب القادر أن يملأ العقل والقلب بالحكمة. إن النفس البشرية تميل إلى الخوف من يوم الشر الذي فيه تحل كارثة من تدبير الأشرار علي الاتقياء، ولكن المرنم يريد أن يعطي نصيحة، أن لا نخاف من تدبير إنسان، ولكن نخاف من السقوط فى الخطية والهلاك الأبدي.
+ من يفدينا من الموت.. المرنم يرى عبث الأتكال على المال والثروة في الحياة اليومية، المال وغيره من الأمور الزمنية لا يمكن أن تفدينا من الموت أو تبررنا أمام الله، أو تدخل بنا لشركة الميراث الأبدي. أما من فدانا بدمه فهو حمل الله وليس بذهب ولا فضة. والإيمان والتوبة فقط هو ما يجعلنا نستفيد من هذا الدم، وبأعمالنا الصالحة نكون كالعذارى الحكيمات، فمن يملك مالاً لا يظن أن ماله سيخلصه بل يستخدمه في عمل الصلاح. إن نفس الإنسان عزيزة جداً لدى من يحبه ويتمنى كل إنسان أن يفدي نفسه إذا أتت ساعة الموت حتى لا يموت ولكن كل أموال الأصحاب لن تفدي نفس من الموت. لن يفدي نفس أحد سوى دم المسيح الذي كانت عيون أنبياء العهد القديم تتطلع اليه كفادي للنفوس. والمسيح مات مرة ليقدم فداءً أبدياً للنفوس (عب25:9،26 + 12:10)، فكانت فدية نفوس البشر هي نفسه وهي كريمة جداً. وهذا الفداء صنعه الرب مرة واحدة وانهى مشكلة موت الإنسان وانفصاله عن الله، لقد أغلق المسيح بفدائه هذه المشكلة للأبد لكل من يؤمن. وكما ان السيد المسيح الفادي يحيا إلى الأبد ربا وديانا ولذلك فكل من يثبت فيه لن يرى الموت ويحيا معه الى الأبد ومن يبنى فقط فى الارض سترثه الأرض ويهلك ولا يفيده غنى أو مال أو سلطان فالإنسان في كرامة ولا يفهم. يشبه البهائم التي تباد بالرغم من وضوح هذه الحقيقة، فإن البشر لا يفهمونها. فالجيل السابق يبني مجداً وثروة ويموت وينتهي، ويأتي الجيل الجديد ليعمل نفس الشيء. ولنلاحظ أن الكتاب لا يعترض على أن يكون للإنسان ثروة ومجد. ولكن لا يكون هذا على حساب خلاص نفسه.
+ بركات البرّ والكنز السماوى.. السيد المسيح هو الذي يفدي النفس المؤمنة من الجحيم فالنبي يذكر المتكلين على أموالهم بحقائق النهاية. ويعطي نصيحة للمؤمنين أن لا يخافوا من أصحاب السلطة والغنى ولا يتملقوا احد. ليس عيباً أن يكون المؤمنين أغنياء في المال وفي الكرامة الزمنية وفي العلم.. الخ. ولكن على كل إنسان أن يسأل نفسه وماذا امتلكت وماذا كنزت للعالم الآخر. فمن لا يكنز في السماء يقال عنه: إنسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد. وكل واحدٍ بحسب ما أكتنز يدخل إلى جيل أبائه. فمن كانت كل كنوزه أرضية فقط لا يعاين النور الأبدى أما من يكنز فى السماء فتنتظره أمجاد السماء.
آية للتأمل
{ لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26)
قول لقديس..
( يليق بنا ألا نضع رجاء خلاصنا في شيء آخر، وإنما فقط في إيماننا وأعمالنا البارة حسب نعمة الله. وان كان لنا ربوات الأسلاف المشهورين يلزمنا نحن أنفسنا أن نجاهد لكي نتفوق على سموهم، مدركين أننا لا ننتفع شيئًا من جهاد الآخرين كعون لنا في الدينونة العتيدة، بل بالحري يكون دينونة علينا أننا قد وُلدنا من أباء قديسين، وأمامنا أمثلة في البيت ولا نقتدي بمعلمينا.) القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ واما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة (1تي 6 : 6)
Now godliness with contentment is great gain (1Ti 6: 6)
صلاة..
" أيها الرب الهنا وأهب الحكمة والقداسة ومعلم الفضيلة، الذى دعانا بنعمته لنحيا بر الإيمان والتقوى، نصلى اليك لكي تهبنا منك حكمة ومعرفة وفطنة صالحة لنسلك بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة. علمنا ان لا نتكل على عدم يقينية الغنى، ولا على سلطان زائل ولا على فكر بشري للشر مال، ولا على ذراع بشر يفنى ولا على قوة إنسان لنأخذ منه الأمان بل نثق فيك وحدك ملجأ وسندا وقوة ومنقذ من الشر والخطية والمرض والجهل والشيطان. علمنا ان نحيا فى التقوى ونستودعك حياتنا وأحبائنا وحاضرنا ومستقبلنا، أمين"
من الشعر والادب
"نحتاج للحكمة"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
متى كان لانسان كتير
وبيلبس البز والحرير
وعنده جاه ومال للتبذير
هل ينجو من سوء المصير؟
ولا ينفعه المال أمام القدير؟
نحتاج للحكمة وحسن التفكير
الإيمان يخلي الإنسان بصير
ولعمل الخير فى محبة يسير
ينجو ويخلص فى اليوم الأخير
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 4/11
الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ وَالأَرْبَعُونَ
مز 1:49-20
1 اِسْمَعُوا هَذَا يَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ. أَصْغُوا يَا جَمِيعَ سُكَّانِ الدُّنْيَا 2عَالٍ وَدُونٍ أَغْنِيَاءَ وَفُقَرَاءَ سَوَاءً. 3فَمِي يَتَكَلَّمُ بِالْحِكَمِ وَلَهَجُ قَلْبِي فَهْمٌ. 4أُمِيلُ أُذُنِي إِلَى مَثَلٍ وَأُوضِّحُ بِعُودٍ لُغْزِي. 5لِمَاذَا أَخَافُ فِي أَيَّامِ الشَّرِّ عِنْدَمَا يُحِيطُ بِي إِثْمُ مُتَعَقِّبِيَّ؟ 6الَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَى ثَرْوَتِهِمْ وَبِكَثْرَةِ غِنَاهُمْ يَفْتَخِرُونَ. 7الأَخُ لَنْ يَفْدِيَ الإِنْسَانَ فِدَاءً وَلاَ يُعْطِيَ اللهَ كَفَّارَةً عَنْهُ. 8وَكَرِيمَةٌ هِيَ فِدْيَةُ نُفُوسِهِمْ فَغَلِقَتْ إِلَى الدَّهْرِ 9حَتَّى يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ فَلاَ يَرَى الْقَبْرَ. 10بَلْ يَرَاهُ! الْحُكَمَاءُ يَمُوتُونَ. كَذَلِكَ الْجَاهِلُ وَالْبَلِيدُ يَهْلِكَانِ وَيَتْرُكَانِ ثَرْوَتَهُمَا لآخَرِينَ. 11بَاطِنُهُمْ أَنَّ بُيُوتَهُمْ إِلَى الأَبَدِ مَسَاكِنَهُمْ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. يُنَادُونَ بِأَسْمَائِهِمْ فِي الأَرَاضِي. 12وَالإِنْسَانُ فِي كَرَامَةٍ لاَ يَبِيتُ. يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ. 13هَذَا طَرِيقُهُمُ اعْتِمَادُهُمْ وَخُلَفَاؤُهُمْ يَرْتَضُونَ بِأَقْوَالِهِمْ. سِلاَهْ. 14مِثْلُ الْغَنَمِ لِلْهَاوِيَةِ يُسَاقُونَ. الْمَوْتُ يَرْعَاهُمْ وَيَسُودُهُمُ الْمُسْتَقِيمُونَ. غَدَاةً وَصُورَتُهُمْ تَبْلَى. الْهَاوِيَةُ مَسْكَنٌ لَهُمْ. 15إِنَّمَا اللهُ يَفْدِي نَفْسِي مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ لأَنَّهُ يَأْخُذُنِي. سِلاَهْ. 16لاَ تَخْشَ إِذَا اسْتَغْنَى إِنْسَانٌ إِذَا زَادَ مَجْدُ بَيْتِهِ. 17لأَنَّهُ عِنْدَ مَوْتِهِ كُلُّهُ لاَ يَأْخُذُ. لاَ يَنْزِلُ وَرَاءَهُ مَجْدُهُ. 18لأَنَّهُ فِي حَيَاتِهِ يُبَارِكُ نَفْسَهُ. وَيَحْمَدُونَكَ إِذَا أَحْسَنْتَ إِلَى نَفْسِكَ. 19تَدْخُلُ إِلَى جِيلِ آبَائِهِ الَّذِينَ لاَ يُعَايِنُونَ النُّورَ إِلَى الأَبَدِ. 20إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ.
تأمل..
+ الأتكال على الله .. هذا المزمور حكمى يعلمنا الاتكال على الله لا على ذراع بشر ولا على الكرامة الزمنية ولا على المال كسيد قاسى لقد سجله المرتل ربما حين رأى حوله غني الاشرار وعدم يقينية الغني وتقلب أحوال الحياة ويرد على تساؤلات تجول بأفكار الناس. أن الخطية ومحبة العالم لا تفيد، بل على كل واحد أن يدخر للحياة الأبدية الأفضل. فالمزمور عظة بليغة في فلسفة الحياة والموت يرد بها المرنم على كل ما يجول بخاطر الإنسان من ناحية وجوده وحياته فالإنسان حياته مهددة باليوم الشرير الذي يتعقبه وقد يتكل الإنسان على أمواله ولكن خلاص الإنسان لا يتم إلا بالإتكال على الله. وهذه دعوة لكل سكان الأرض ليسمعوا كلمة الله وصوت الحكمة ويرددوه ليسمعه كل واحد فيحيا. فحكمة المرنم هنا ليست خبرة إنسانية مجردة وإنما هبة الله الآب القادر أن يملأ العقل والقلب بالحكمة. إن النفس البشرية تميل إلى الخوف من يوم الشر الذي فيه تحل كارثة من تدبير الأشرار علي الاتقياء، ولكن المرنم يريد أن يعطي نصيحة، أن لا نخاف من تدبير إنسان، ولكن نخاف من السقوط فى الخطية والهلاك الأبدي.
+ من يفدينا من الموت.. المرنم يرى عبث الأتكال على المال والثروة في الحياة اليومية، المال وغيره من الأمور الزمنية لا يمكن أن تفدينا من الموت أو تبررنا أمام الله، أو تدخل بنا لشركة الميراث الأبدي. أما من فدانا بدمه فهو حمل الله وليس بذهب ولا فضة. والإيمان والتوبة فقط هو ما يجعلنا نستفيد من هذا الدم، وبأعمالنا الصالحة نكون كالعذارى الحكيمات، فمن يملك مالاً لا يظن أن ماله سيخلصه بل يستخدمه في عمل الصلاح. إن نفس الإنسان عزيزة جداً لدى من يحبه ويتمنى كل إنسان أن يفدي نفسه إذا أتت ساعة الموت حتى لا يموت ولكن كل أموال الأصحاب لن تفدي نفس من الموت. لن يفدي نفس أحد سوى دم المسيح الذي كانت عيون أنبياء العهد القديم تتطلع اليه كفادي للنفوس. والمسيح مات مرة ليقدم فداءً أبدياً للنفوس (عب25:9،26 + 12:10)، فكانت فدية نفوس البشر هي نفسه وهي كريمة جداً. وهذا الفداء صنعه الرب مرة واحدة وانهى مشكلة موت الإنسان وانفصاله عن الله، لقد أغلق المسيح بفدائه هذه المشكلة للأبد لكل من يؤمن. وكما ان السيد المسيح الفادي يحيا إلى الأبد ربا وديانا ولذلك فكل من يثبت فيه لن يرى الموت ويحيا معه الى الأبد ومن يبنى فقط فى الارض سترثه الأرض ويهلك ولا يفيده غنى أو مال أو سلطان فالإنسان في كرامة ولا يفهم. يشبه البهائم التي تباد بالرغم من وضوح هذه الحقيقة، فإن البشر لا يفهمونها. فالجيل السابق يبني مجداً وثروة ويموت وينتهي، ويأتي الجيل الجديد ليعمل نفس الشيء. ولنلاحظ أن الكتاب لا يعترض على أن يكون للإنسان ثروة ومجد. ولكن لا يكون هذا على حساب خلاص نفسه.
+ بركات البرّ والكنز السماوى.. السيد المسيح هو الذي يفدي النفس المؤمنة من الجحيم فالنبي يذكر المتكلين على أموالهم بحقائق النهاية. ويعطي نصيحة للمؤمنين أن لا يخافوا من أصحاب السلطة والغنى ولا يتملقوا احد. ليس عيباً أن يكون المؤمنين أغنياء في المال وفي الكرامة الزمنية وفي العلم.. الخ. ولكن على كل إنسان أن يسأل نفسه وماذا امتلكت وماذا كنزت للعالم الآخر. فمن لا يكنز في السماء يقال عنه: إنسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد. وكل واحدٍ بحسب ما أكتنز يدخل إلى جيل أبائه. فمن كانت كل كنوزه أرضية فقط لا يعاين النور الأبدى أما من يكنز فى السماء فتنتظره أمجاد السماء.
الأربعاء، 9 أبريل 2014
آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 4/10
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ نَظِيرُ اسْمِكَ يَا اللهُ تَسْبِيحُكَ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. يَمِينُكَ مَلآنَةٌ بِرّاً.} (مز10:48)
قول لقديس..
(عندما نفرح في الصلاة، عندما يهدأ فكرنا لا بمقتنيات العالم بل بنور الحق. عندئذ تفرح نفوسنا بالله ولا تكون بعيدة عنه لأنه كما يقول : به نحيا ونتحرك ونوجد "أع28: 17". وكأن الله كأخ وكقريب وصديق لنا. إلهي إني احبك وشوقي هو أن تزداد محبتي لك على الدوام.) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ ارنا يا رب رحمتك واعطنا خلاصك (مز 85 : 7)
Show us Your mercy, LORD, And grant us Your salvation (Psa 85: 7)
صلاة..
" ربى والهي .. وسط ضجيج العالم وصخبه، وعندما تلاطم سفينة حياتى أمواج التجارب أو تداهمنى الأحزان لرحيل الأحباء أو تباعد أو خيانة الأصدقاء. التجي اليك لأجد فيك السلام وسط القلق، والتعزية والفرح فى عالم الحزن والراحة فى عالم الشقاء والوفاء والقبول والمحبة فى عالم التعب والخيانة والكراهية. الهي الحبيب علمنى واشبع نفسى بمحبتك وروحي بالثبات فيك كل حين، أمين"
من الشعر والادب
"تشتاق اليك نفسي"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
تشتاق اليك نفسي يا الله
فانت واحتى فى الصحراء
وفرحي فى الحزن والشقاء
وراحتى بعد التعب والعناء
ومنك نتعلم المحبة والوفاء
بك نحيا القيم ومنك الرجاء
ومعك نرتوى ونحيا سعداء
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 4/10
الْمَزْمُورُ الثَّامِنُ وَالأَرْبَعُونَ
مز 1:48-14
1 عَظِيمٌ هُوَ الرَّبُّ وَحَمِيدٌ جِدّاً فِي مَدِينَةِ إِلَهِنَا جَبَلِ قُدْسِهِ. 2جَمِيلُ الاِرْتِفَاعِ فَرَحُ كُلِّ الأَرْضِ جَبَلُ صِهْيَوْنَ. فَرَحُ أَقَاصِي الشِّمَالِ مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. 3اَللهُ فِي قُصُورِهَا يُعْرَفُ مَلْجَأً. 4لأَنَّهُ هُوَذَا الْمُلُوكُ اجْتَمَعُوا. مَضُوا جَمِيعاً. 5لَمَّا رَأُوا بُهِتُوا ارْتَاعُوا فَرُّوا. 6أَخَذَتْهُمُ الرَّعْدَةُ هُنَاكَ وَالْمَخَاضُ كَوَالِدَةٍ 7بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ تَكْسِرُ سُفُنَ تَرْشِيشَ. 8كَمَا سَمِعْنَا هَكَذَا رَأَيْنَا فِي مَدِينَةِ رَبِّ الْجُنُودِ فِي مَدِينَةِ إِلَهِنَا. اللهُ يُثَبِّتُهَا إِلَى الأَبَدِ. سِلاَهْ. 9ذَكَرْنَا يَا اللهُ رَحْمَتَكَ فِي وَسَطِ هَيْكَلِكَ. 10نَظِيرُ اسْمِكَ يَا اللهُ تَسْبِيحُكَ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. يَمِينُكَ مَلآنَةٌ بِرّاً. 11يَفْرَحُ جَبَلُ صِهْيَوْنَ تَبْتَهِجُ بَنَاتُ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ أَحْكَامِكَ. 12طُوفُوا بِصِهْيَوْنَ وَدُورُوا حَوْلَهَا. عُدُّوا أَبْرَاجَهَا.13ضَعُوا قُلُوبَكُمْ عَلَى مَتَارِسِهَا. تَأَمَّلُوا قُصُورَهَا لِكَيْ تُحَدِّثُوا بِهَا جِيلاً آخَرَ. 14لأَنَّ اللهَ هَذَا هُوَ إِلَهُنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. هُوَ يَهْدِينَا حَتَّى إِلَى الْمَوْتِ.
تأمل..
+ الكنيسة بيت الله .. هذا المزمور تسبحة لله فى مدينة الله اورشليم كرمز للكنيسة ويبدأ المزمور بتعظيم الرب وينتهي بان الرب هو إلهنا إلى الأبد وإلى أبد الأبد. الكنيسة في جوهرها هي حياة مع الرب وفيه كما أنه فى الكنيسة يُعلن مجد الرب العظيم، وتتجلى رعايته الفائقة وتُختبر نعمته العجيبة المجانية. جمال الكنيسة وبهاؤها وقوتها ونموها إنما في اتحادها مع الله وارتباطها بالسيد المسيح بكونها جسده وحضوره فيها هو سرّ مجدها وأمانها وثقتها وفرحها وملجائها، لقد تطلع المرتل إلى صهيون كشاهد حيّ عن معاملات الله مع شعبه، ورعايته الفائقة للمؤمنين. ومن تسميات الكنيسة أنها مدينة إلهنا وهي جبل قدسه وهي جبل صهيون وهي مدينة الملك العظيم. وقوله جبل إشارة لأنها سماوية وأنها ثابتة راسخة. وهي مدينة الله فيها نلتقي مع الله في حب وفي عهد وفي علاقة شخصية وهي جبل قدسه فهي تشهد لقداسته خلال ممارستها الحياة المقدسة وشركتها معه وفيها يملك الملك العظيم على قلوب شعبه. ودعيت مدينة فهي تضم كثيرين من كل أنحاء العالم، وهي جبل ملأ الأرض كلها كما حلم الملك نبوخذ نصَّر. تعلن حبها لله وتخدم الجميع وكمسيحها تبذل نفسها عن الجميع وتكرز بمسيحها في كل مكان. ولأن كرازتها وصلت لكل الأرض صارت فرح كل الأرض.
+ الرب مصدر الأمان لكنيسته.. السيد المسيح وسط كنيسته هو مصدر الأمان لها وهو ملجأها وهو يسكن فينا فنكون قصر الملك الذي يحميه الملك، ويكون هو ملجأ لنا. ومن خلال حياة أولاده المقدسة يعرف العالم المسيح. وكل قوات الشر التى تقوم ضد الكنيسة لن تنجح ويذكر المرنم أن معدات هجومهم سفن ترشيش أي السفن العظيمة القوية يكسرها الله بريحه الجبارة ويفاجأهم المخاض كوالدة ومن هؤلاء الأمم يخرج أولاد لله، كما حدث مع الدولة الرومانية فلقد هاجمت بكل قوتها المسيحية، وفاجأها الله بضرباته ليخرج الوليد الجديد، أي الدولة الرومانية المسيحية فمن يقبل تأديب الله بخوف يتحول لابن لله ولكن بآلام كالمخا لقد سمعنا عن أعمال الله العجيبة مع شعبه في خروجه من مصر ودخوله كنعان. ويسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد. وهو يحمي شعبه دائماً.
+ الشهادة لله.. إن الكنيسة الفرحة بمخلصها تسبحه وتعظمه وتذكر أعماله بالتهليل لأنه حفظها ويحميها. وحتى الآلام والضيقات لا تفقدها سلامها. بل تسبحه وتشهد لقوته وجبروته وعظمته ومحبته وحمايته لكنيسته. وتشهد لصلاح الله وأعماله وتحصينه للمؤمنين كابراج يقيمها روح الله لكي يحفظ المؤمنين من ضربات العدو وعلينا ان نعي معاملات الله العجيبة في حماية لنا ولقديسيه ونخبر بها.
الأحد، 6 أبريل 2014
عيد البشارة وبشرى الخلاص
للأب افرايم الأنبا بيشوى
بشرى الخلاص للبشرية
عيد البشارة المجيد هو بدء الأعياد السيدة الكبري الذى فيه نفرح بمحبة الله لنا وتجسدة من اجل خلاصنا . فعيد البشارة وهو أول الأعياد من حيث ترتيب أحداث التجسد فلولا البشارة وحلول السيد المسيح في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك يسمونه الأباء رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع أو أصل الأعياد. فهو عيد بشرى الخلاص من قبضة الشيطان ومن الموت ومن سلطان الخطية لحرية مجد ابناء الله.
لقد أرسل الله رئيس الملائكة جبرائيل للسيدة العذراء ليخبرها بتجسد أقنوم الكلمة او اللوغوس منها كما جاء فى بشارة معلمنا لوقا البشير { وفي الشهر السادس ارسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة. الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و اسم العذراء مريم. فدخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء. فلما راته اضطربت من كلامه و فكرت ما عسى ان تكون هذه التحية. فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله. وها انت ستحبلين و تلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. و يملك على بيت يعقوب الى الابد و لا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا و انا لست اعرف رجلا. فاجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله. وهوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا. لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله.فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك} لو 26:1-38.
ختيار السماء للعذراء مريم
فى التسبحة اليومية فى كنيستنا القبطية نقول { تطلع الأب من السماء فلم يجد من يشبهك اتى وتجسد منك } نعم للعذراء المتواضعة التى قالت هوذا انا أمة الرب ، نظر الأب السماوى ليهبها تلك النعمة الفريدة لأنها متضعه ومنسحقه فرفعها الرب فوق السمائيين }قريب هو الرب من المنسحقى القلوب}. الله يعطي نعمة للمتواضعين {يقاوم الله المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة} لهذا نظر الرب الى تواضع القديسة مريم {نظر إلى إتضاع أمته} لهذا علينا ايضا ان نتواضع تحت يد الله القوية ليرفعنا فى حينة ونحن خطاة ضالين دعانا بنعمته لنكون له ابناء وبنات نحيا نعمة البنوة ونشهد لفضل من نقلنا من عالم الظلمة الى ملكوت أبن محبته فى النور. نظرت العذراء مريم الى نفسها أنها عبدة لله . من اجل هذا رفعها الى مرتبة الأم للاله الكلمة المتجسد .وتكلم معها الملاك بتحية الإحترام والتقدير {السلام لك أيتها الممتلئة نعمة ، الرب معك}.
الله العظيم فى تواضعه يريدنا ان نتعلم منه الوداعة والأتضاع . هل ترى مثل هذا إتضاع من الله أن يستأذن من السيدة العذراء أن يحل فيها ويأخذ منها ناسوتاً وهى جبلة يديه، وهذا طبعاً شرف كبير للسيدة العذراء هى فرحت به، فهى بشارة مفرحة تتضمن خبراً سعيداً وأيضاً إستئذان بلطف شديد مع عطايا جزيلة.
ويؤكد الآباء أن السيد المسيح حل فى بطن العذراء بعد أن قالت {هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك}. ان الله يحترم حريتنا وارادتنا الشخصية حتى وهو يهبنا أعظم النعم .
العذراء العفيفة الطاهرة القديسة الخادمة التى ترنمت بتسبحتها الخالدة لله مستخدمة أيات الكتاب المقدسة وقد أعتادت ان تحفظ الكلام فى صمت متفكره به فى قلبها .{ فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم و اسمه قدوس. و رحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الاعزاء عن الكراسي و رفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات و صرف الاغنياء فارغين} (لو 46:1-53).
لقد كان سلام القديسة مريم سبب أمتلاء اليصابات وجنينها بالروح القدس لتعلن لنا بالروح { من اين لى هذا ان تأتى ام ربى الي} (لو 34:1 ). نعم ان العذراء أمنا توصينا دائما ان نفعل كل ما يقوله لنا المخلص الصالح { قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو 5:2 )فلقتدى أذا بالقديسة مريم فى فضائلها وحياتها ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا .
عيد البشارة وأعلان محبة الله للبشر
في عيد البشارة نجد قمة إعلان محبة الله للبشر إذ أخذ صورتنا وطبيعتنا بغير خطية ولا دنس ومن ثمار التجسد غفران الخطية الجدية والفعلية لأدم ونسله الى نهاية الدهور بالفداء وننال هذا الغفران بالإيمان بهذا السر العظيم وبالولادة من الماء والروح { لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع }(1كو 15 : 22(
كما ان التجسد الإلهى اعلان لقداسة الجسد الأنسانى { و بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد} (1تي 3 : 16) . إذا كان الجسد شر في ذاته ما كان أقنوم العقل الإلهى قد أتخذ جسداً ووهبنا إمكانية تحقيق القداسة ونحن في الجسد اننا كما تعلمنا من ابائنا القديسين قد أمرونا ان نحارب شهوات الجسد وليس اجسادنا التى هى هياكل لروح الله { ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله و انكم لستم لانفسكم } (1كو 6 : 19).نعم سيقوم الجسد فى اليوم الأخير جسداً روحيا نورانيا ليكأفا على تعبه وخدمته لله او يعقاب مع الروح على شروره وأثامه .
وبالتجسد الإلهى نرى محبة الله للخاطئ وقبوله له بالتوبة، والتوبة هي أول خطوة نحو القداسة. ان أنظارنا تتجة للسماء مصدر فرحنا والى الله قوتنا ورجائنا وكلنا مدعوين للأتحاد بالعريس السمائى الذى جاء واتحد بطبيعتنا .بالتجسد صار بطن القديسة مريم العذراء هو معمل الإتحاد بين اللاهوت والناسوت فى شخص ربنا يسوع المسيح. لقد تكون الجنين بعد أن قبلت العذراء البشرى باتحاد اللاهوت مع جبلتنا فى بطن العذراء ، فصار فى البطن الإبن الكلمة المتجسد. فى الولادة سُمى "يسوع" أى المخلص {أنا أنا هو الرب وليس غيرى مخلص}(أش 43) فى العماد سُمى "المسيح" أى الممسوح من الروح القدس فأصبح أسمه يسوع المسيح إبن الله الحى . بنوة روحية فريدة كولادة النور من النار أو نور الكهرباء من التيار . لماذا لايقبل البعض التجسد فهل هناك شئ غير مستطاع لدى الله ؟ ان كان الله قديما كلم الإنسان من شجرة او ظهر لابونا ابراهيم فى شكل انسان او ظهر للبعض بهئية ملاك فهل الله الذى يحب ابنائه لايقبل ان يتجسد لخلاصهم ولا يحد التجسد من لإهوته فهو حال فى كل مكان ولا يحويه مكان .
اننا اذ نحتفل بهذا العيد فنحن نعبر عن فرحة الكنيسة بهذه البشارة ، ونشارك العذراء فرحتها بهذه البشارة المفرحة التى أتت إليها من السماء من خلال رئيس الملائكة جبرائيل. ونشاركها لأنها بشارة للخلاص لنا و للبشرية كلها. لقد شاركنا السيد المسيح فى كل مراحل حياتنا قبل الولادة وبعدها حتى النضوج، "باركت طبيعتنا فيك" لكى ما يجعلنا ابناء له بالتبنى ونرث ملكوت السموات .
تجسدت لترفعنى وتقدسنى..
الهي أشكرك وتشكرك عنى ملائكتك لانى عاجز عن القيام بحمدك كما يليق بحبك وتواضعك وعطائك العجيب . نعم صرت وانت الاله العظيم أنسان حق لترفعنى لأكون ابنا لك بالتبنى والنعمة .
ايها الكلمة المتجسد الوديع علمنا ان نجعل من قلوبنا لك مسكنا ومن حياتنا شعلة حب تعلن محبتك للبشرية لكى ما نرجع بالتوبة والإيمان الى أحضانك الإلهية ايها الاله الرحوم .الهى لقد أقتربت الي لترفعنى وتجسدت لتقدسنى وفديتنى بالدم الكريم على عود الصليب لتخلصنى وقمت لتقيمنى معك. الهى انت فردوس نفسى .
بشرى الخلاص للبشرية
عيد البشارة المجيد هو بدء الأعياد السيدة الكبري الذى فيه نفرح بمحبة الله لنا وتجسدة من اجل خلاصنا . فعيد البشارة وهو أول الأعياد من حيث ترتيب أحداث التجسد فلولا البشارة وحلول السيد المسيح في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك يسمونه الأباء رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع أو أصل الأعياد. فهو عيد بشرى الخلاص من قبضة الشيطان ومن الموت ومن سلطان الخطية لحرية مجد ابناء الله.
لقد أرسل الله رئيس الملائكة جبرائيل للسيدة العذراء ليخبرها بتجسد أقنوم الكلمة او اللوغوس منها كما جاء فى بشارة معلمنا لوقا البشير { وفي الشهر السادس ارسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة. الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و اسم العذراء مريم. فدخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء. فلما راته اضطربت من كلامه و فكرت ما عسى ان تكون هذه التحية. فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله. وها انت ستحبلين و تلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. و يملك على بيت يعقوب الى الابد و لا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا و انا لست اعرف رجلا. فاجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله. وهوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا. لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله.فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك} لو 26:1-38.
ختيار السماء للعذراء مريم
فى التسبحة اليومية فى كنيستنا القبطية نقول { تطلع الأب من السماء فلم يجد من يشبهك اتى وتجسد منك } نعم للعذراء المتواضعة التى قالت هوذا انا أمة الرب ، نظر الأب السماوى ليهبها تلك النعمة الفريدة لأنها متضعه ومنسحقه فرفعها الرب فوق السمائيين }قريب هو الرب من المنسحقى القلوب}. الله يعطي نعمة للمتواضعين {يقاوم الله المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة} لهذا نظر الرب الى تواضع القديسة مريم {نظر إلى إتضاع أمته} لهذا علينا ايضا ان نتواضع تحت يد الله القوية ليرفعنا فى حينة ونحن خطاة ضالين دعانا بنعمته لنكون له ابناء وبنات نحيا نعمة البنوة ونشهد لفضل من نقلنا من عالم الظلمة الى ملكوت أبن محبته فى النور. نظرت العذراء مريم الى نفسها أنها عبدة لله . من اجل هذا رفعها الى مرتبة الأم للاله الكلمة المتجسد .وتكلم معها الملاك بتحية الإحترام والتقدير {السلام لك أيتها الممتلئة نعمة ، الرب معك}.
الله العظيم فى تواضعه يريدنا ان نتعلم منه الوداعة والأتضاع . هل ترى مثل هذا إتضاع من الله أن يستأذن من السيدة العذراء أن يحل فيها ويأخذ منها ناسوتاً وهى جبلة يديه، وهذا طبعاً شرف كبير للسيدة العذراء هى فرحت به، فهى بشارة مفرحة تتضمن خبراً سعيداً وأيضاً إستئذان بلطف شديد مع عطايا جزيلة.
ويؤكد الآباء أن السيد المسيح حل فى بطن العذراء بعد أن قالت {هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك}. ان الله يحترم حريتنا وارادتنا الشخصية حتى وهو يهبنا أعظم النعم .
العذراء العفيفة الطاهرة القديسة الخادمة التى ترنمت بتسبحتها الخالدة لله مستخدمة أيات الكتاب المقدسة وقد أعتادت ان تحفظ الكلام فى صمت متفكره به فى قلبها .{ فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم و اسمه قدوس. و رحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الاعزاء عن الكراسي و رفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات و صرف الاغنياء فارغين} (لو 46:1-53).
لقد كان سلام القديسة مريم سبب أمتلاء اليصابات وجنينها بالروح القدس لتعلن لنا بالروح { من اين لى هذا ان تأتى ام ربى الي} (لو 34:1 ). نعم ان العذراء أمنا توصينا دائما ان نفعل كل ما يقوله لنا المخلص الصالح { قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو 5:2 )فلقتدى أذا بالقديسة مريم فى فضائلها وحياتها ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا .
عيد البشارة وأعلان محبة الله للبشر
في عيد البشارة نجد قمة إعلان محبة الله للبشر إذ أخذ صورتنا وطبيعتنا بغير خطية ولا دنس ومن ثمار التجسد غفران الخطية الجدية والفعلية لأدم ونسله الى نهاية الدهور بالفداء وننال هذا الغفران بالإيمان بهذا السر العظيم وبالولادة من الماء والروح { لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع }(1كو 15 : 22(
كما ان التجسد الإلهى اعلان لقداسة الجسد الأنسانى { و بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد} (1تي 3 : 16) . إذا كان الجسد شر في ذاته ما كان أقنوم العقل الإلهى قد أتخذ جسداً ووهبنا إمكانية تحقيق القداسة ونحن في الجسد اننا كما تعلمنا من ابائنا القديسين قد أمرونا ان نحارب شهوات الجسد وليس اجسادنا التى هى هياكل لروح الله { ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله و انكم لستم لانفسكم } (1كو 6 : 19).نعم سيقوم الجسد فى اليوم الأخير جسداً روحيا نورانيا ليكأفا على تعبه وخدمته لله او يعقاب مع الروح على شروره وأثامه .
وبالتجسد الإلهى نرى محبة الله للخاطئ وقبوله له بالتوبة، والتوبة هي أول خطوة نحو القداسة. ان أنظارنا تتجة للسماء مصدر فرحنا والى الله قوتنا ورجائنا وكلنا مدعوين للأتحاد بالعريس السمائى الذى جاء واتحد بطبيعتنا .بالتجسد صار بطن القديسة مريم العذراء هو معمل الإتحاد بين اللاهوت والناسوت فى شخص ربنا يسوع المسيح. لقد تكون الجنين بعد أن قبلت العذراء البشرى باتحاد اللاهوت مع جبلتنا فى بطن العذراء ، فصار فى البطن الإبن الكلمة المتجسد. فى الولادة سُمى "يسوع" أى المخلص {أنا أنا هو الرب وليس غيرى مخلص}(أش 43) فى العماد سُمى "المسيح" أى الممسوح من الروح القدس فأصبح أسمه يسوع المسيح إبن الله الحى . بنوة روحية فريدة كولادة النور من النار أو نور الكهرباء من التيار . لماذا لايقبل البعض التجسد فهل هناك شئ غير مستطاع لدى الله ؟ ان كان الله قديما كلم الإنسان من شجرة او ظهر لابونا ابراهيم فى شكل انسان او ظهر للبعض بهئية ملاك فهل الله الذى يحب ابنائه لايقبل ان يتجسد لخلاصهم ولا يحد التجسد من لإهوته فهو حال فى كل مكان ولا يحويه مكان .
اننا اذ نحتفل بهذا العيد فنحن نعبر عن فرحة الكنيسة بهذه البشارة ، ونشارك العذراء فرحتها بهذه البشارة المفرحة التى أتت إليها من السماء من خلال رئيس الملائكة جبرائيل. ونشاركها لأنها بشارة للخلاص لنا و للبشرية كلها. لقد شاركنا السيد المسيح فى كل مراحل حياتنا قبل الولادة وبعدها حتى النضوج، "باركت طبيعتنا فيك" لكى ما يجعلنا ابناء له بالتبنى ونرث ملكوت السموات .
تجسدت لترفعنى وتقدسنى..
الهي أشكرك وتشكرك عنى ملائكتك لانى عاجز عن القيام بحمدك كما يليق بحبك وتواضعك وعطائك العجيب . نعم صرت وانت الاله العظيم أنسان حق لترفعنى لأكون ابنا لك بالتبنى والنعمة .
ايها الكلمة المتجسد الوديع علمنا ان نجعل من قلوبنا لك مسكنا ومن حياتنا شعلة حب تعلن محبتك للبشرية لكى ما نرجع بالتوبة والإيمان الى أحضانك الإلهية ايها الاله الرحوم .الهى لقد أقتربت الي لترفعنى وتجسدت لتقدسنى وفديتنى بالدم الكريم على عود الصليب لتخلصنى وقمت لتقيمنى معك. الهى انت فردوس نفسى .
السبت، 5 أبريل 2014
آية وقول وحكمة ليوم الاحد الموافق 6/4
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ أَعْلَمُ شَيْئاً وَاحِداً: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ.} يو 25:9
قول لقديس..
( لقد أخرجوا المولود أعمي خارج الهيكل، ورب الهيكل وجده. لقد عُزل من الصحبة المهلكة، والتقى بينبوع الخلاص. أهانه الذين أهانوا المسيح، فكرمه رب الملائكة. هكذا هي مكافآت الحق. ونحن أيضًا إن تركنا ممتلكاتنا في هذا العالم نجد ثقة في العالم العتيد. إن صرنا هنا في ضيق نجد راحة في السماء، وإن شُتمنا من أجل الله نُكرم هنا وهناك)القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل (مت 5 : 14)
You are the light of the world, A city that is set on a hill can't be hidden. Mat 5:14
صلاة..
" أيها المسيح الهنا النور الحقيقى الذى ينير لكل إنسان آت الى العالم، أنر عيون قلوبنا وأفهامنا لنعاين جلال مجدك ونؤمن بك ربا والها متجسدا من أجل خلاصنا. هبنا بصيرة روحية لنعرفك بالروح والحق ونحيا كما يليق بابناء وبنات الله القديسين. افتح عيون العميان وأعطنا حكمة ونعمة وقوة لنحيا فى النور ونشهد لنور محبتك ورعايتك الأمينة. أرشدنا بروح قدسك لنحيا بالإيمان العامل بالمحبة وندعوك ايها الاب القدوس بنعمة البنوة قائلين : أبانا الذى فى السموات.."
من الشعر والادب
"الهج فى كلام الله"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أنا كنت أعمى فى الخطية فقير
ومعرفش لوحدى أزى أسير
ولا عارف بكرة فين المصير.
لحد ما شفته خلانى بصير
وأدانى نعمة وحكمة وتفكير
نشلنى من جهلى أنا الشرير
وقالى فى نورى أنت تصير:
أبنى الغالي وصنع التغيير
دا هو الهي وحبيبى القدير
قراءة مختارة ليوم
الاحد الموافق 4/6
الْمَزْمُورُ السَّابِعُ وَالأَرْبَعُونَ
مز 1:47-9
1 يَا جَمِيعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِالأَيَادِي. اهْتِفُوا لِلَّهِ بِصَوْتِ الاِبْتِهَاجِ. 2لأَنَّ الرَّبَّ عَلِيٌّ مَخُوفٌ مَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. 3يُخْضِعُ الشُّعُوبَ تَحْتَنَا وَالأُمَمَ تَحْتَ أَقْدَامِنَا. 4يَخْتَارُ لَنَا نَصِيبَنَا فَخْرَ يَعْقُوبَ الَّذِي أَحَبَّهُ. سِلاَهْ. 5صَعِدَ اللهُ بِهُتَافٍ الرَّبُّ بِصَوْتِ الصُّورِ. 6رَنِّمُوا لِلَّهِ رَنِّمُوا. رَنِّمُوا لِمَلِكِنَا رَنِّمُوا. 7لأَنَّ اللهَ مَلِكُ الأَرْضِ كُلِّهَا رَنِّمُوا قَصِيدَةً. 8مَلَكَ اللهُ عَلَى الأُمَمِ. اللهُ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ قُدْسِهِ. 9شُرَفَاءُ الشُّعُوبِ اجْتَمَعُوا. شَعْبُ إِلَهِ إِبْرَاهِيمَ. لأَنَّ لِلَّهِ مَجَانَّ الأَرْضِ. هُوَ مُتَعَالٍ جِدّاً.
تأمل..
+ الله الملك المنتصر .. تعترف النفس المؤمنة مع الكنيسة بروح الشكر والفرح بتتويج الله ملكًا عليها وعلى الأرض كلها. وقد وضع هذا المزمور للإحتفال بعمل الله وخلاصه ويعلن عن غلبة الله على أعدائه، ويظهر ملكوته على الخليقة كلها وربما وُضع بمناسبة نقل تابوت العهد إلى جبل صهيون، ليحمل نبوةً عن صعود السيد المسيح إلى السماء، وحكمه الملوكي وعن جلوسه عن يمين الآب، وعن انتشار الكرازة بالانجيل في المسكونة. فهو مزمور مسياني يعبر عن ملك المسيح وخضوع الأمم له وشهادة الكنيسة والمؤمنين لملكه، فقد فتح السيد المسيح أبواب كنيسته أمام كل الأمم، وهو يملك عليها روحيًا، مشتاقًا أن يملك على حياتنا بكليتها، أعني أجسادنا وأرواحنا وأفكارنا وأعمالنا وكلماتنا (كو 1: 17، 18). لا ليسيطر بل ليهب روح الفرح، ويردّ لنا كرامتنا وبنوتنا لله. ويفسر البعض هذا المزمور تفسير أخروى حين تسقط مملكة إبليس تمامًا بلا رجعة، ويملك الرب إلى الأبد بمجيئه الثاني. ولقد حقق السيد المسيح ملكه الروحى على المؤمنين بالصليب.
+ مُلك الله علي الجميع.. هذا المزمور دعوة لكل إنسان أن يسبح الله كملك يملك عليه شخصياً وعلى الكل. هذا المزمور فيه نبوة عن أن المسيح هو الملك على الأرض كلها وبعد أن صعد إلى السموات فقد ملك على كل الأمم والمؤمنين هم شهود لذلك العمل العجيب ونحن نصلى هذا المزمور في صلاة الساعة الثالثة فهو مزمور الصعود. وفيه دعوة لكل الشعوب أن يسبحوا الله لعمله العجيب الفدائي. فالمسيح بملكة وصليبة هزم الشيطان والموت والخطية ليقيم مملكته الروحية. ولهذا نسبحه ونشكره ونرتل له وتصفيق الأيادي رمز للأعمال الصالحة. لقد أختارنا له نصيبا بل أعطانا نفسه ميراثاً ،لا فضل لنا في شئ، بل هو اختارنا وأحبنا أولا.
+العبادة والفرح بالرب... السجود لله ينبغى ان يكون بالروح والحق والفرح والتهليل لخلاص الله العجيب وصعود السيد المسيح للسماء ملاء التلاميذ فرحا ولم يدخل بهم إلى حزن وحرمان، بل إلى فرح عظيم وسجود وتسبيح وشكر لله، لأنهم رأوا في صعوده صعودًا لهم. ما صنعه الرب إنما لحسابهم وباسمهم. صعوده حوّل الكنيسة إلى سماءً متهللة متعبدة، تُشارك السمائيين تسابيحهم وفرحهم. انطلق إلى السماء لتبّوق السماء معلنة نصرة مليكها. بصعوده تهللت الأرض لأنها اتحدت مع السماء، وأعلنت أبواق السماء نصرة مليكها. ولهذا فعند مجيئه الأخير سيضرب الملائكة صوت بوق (1كو 15: 52، 1 تس 4: 16). وإن كان السيد المسيح قد صعد إلى السموات ليجعلها قريبة جدًا منا، فإنه ليس من عمل تقوم به الكنيسة مثل التسبيح المستمر بكونها العرش الذي يتربع عليه عريسها الملك، لهذا ففي عدد واحد يُكرر المرتل "رتلوا" أربعة مرات: {رتلوا لإلهنا رتلوا، رتلوا لمليكنا رتلوا}. فالمرتل يدعو الكنيسة الممتدة في أربع جهات المسكونة: المشارق والمغارب والشمال والجنوب ألا تنشغل بشيء إلا بالتسبيح له، فتتهيأ كمركبة يجلس عليها الملك. وبملك الله على جميع الأمم تتحقق وعود الله لإبراهيم: {بنسلك تتبارك جميع الأمم}.
آية للتأمل
{ أَعْلَمُ شَيْئاً وَاحِداً: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ.} يو 25:9
قول لقديس..
( لقد أخرجوا المولود أعمي خارج الهيكل، ورب الهيكل وجده. لقد عُزل من الصحبة المهلكة، والتقى بينبوع الخلاص. أهانه الذين أهانوا المسيح، فكرمه رب الملائكة. هكذا هي مكافآت الحق. ونحن أيضًا إن تركنا ممتلكاتنا في هذا العالم نجد ثقة في العالم العتيد. إن صرنا هنا في ضيق نجد راحة في السماء، وإن شُتمنا من أجل الله نُكرم هنا وهناك)القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل (مت 5 : 14)
You are the light of the world, A city that is set on a hill can't be hidden. Mat 5:14
صلاة..
" أيها المسيح الهنا النور الحقيقى الذى ينير لكل إنسان آت الى العالم، أنر عيون قلوبنا وأفهامنا لنعاين جلال مجدك ونؤمن بك ربا والها متجسدا من أجل خلاصنا. هبنا بصيرة روحية لنعرفك بالروح والحق ونحيا كما يليق بابناء وبنات الله القديسين. افتح عيون العميان وأعطنا حكمة ونعمة وقوة لنحيا فى النور ونشهد لنور محبتك ورعايتك الأمينة. أرشدنا بروح قدسك لنحيا بالإيمان العامل بالمحبة وندعوك ايها الاب القدوس بنعمة البنوة قائلين : أبانا الذى فى السموات.."
من الشعر والادب
"الهج فى كلام الله"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أنا كنت أعمى فى الخطية فقير
ومعرفش لوحدى أزى أسير
ولا عارف بكرة فين المصير.
لحد ما شفته خلانى بصير
وأدانى نعمة وحكمة وتفكير
نشلنى من جهلى أنا الشرير
وقالى فى نورى أنت تصير:
أبنى الغالي وصنع التغيير
دا هو الهي وحبيبى القدير
قراءة مختارة ليوم
الاحد الموافق 4/6
الْمَزْمُورُ السَّابِعُ وَالأَرْبَعُونَ
مز 1:47-9
1 يَا جَمِيعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِالأَيَادِي. اهْتِفُوا لِلَّهِ بِصَوْتِ الاِبْتِهَاجِ. 2لأَنَّ الرَّبَّ عَلِيٌّ مَخُوفٌ مَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. 3يُخْضِعُ الشُّعُوبَ تَحْتَنَا وَالأُمَمَ تَحْتَ أَقْدَامِنَا. 4يَخْتَارُ لَنَا نَصِيبَنَا فَخْرَ يَعْقُوبَ الَّذِي أَحَبَّهُ. سِلاَهْ. 5صَعِدَ اللهُ بِهُتَافٍ الرَّبُّ بِصَوْتِ الصُّورِ. 6رَنِّمُوا لِلَّهِ رَنِّمُوا. رَنِّمُوا لِمَلِكِنَا رَنِّمُوا. 7لأَنَّ اللهَ مَلِكُ الأَرْضِ كُلِّهَا رَنِّمُوا قَصِيدَةً. 8مَلَكَ اللهُ عَلَى الأُمَمِ. اللهُ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ قُدْسِهِ. 9شُرَفَاءُ الشُّعُوبِ اجْتَمَعُوا. شَعْبُ إِلَهِ إِبْرَاهِيمَ. لأَنَّ لِلَّهِ مَجَانَّ الأَرْضِ. هُوَ مُتَعَالٍ جِدّاً.
تأمل..
+ الله الملك المنتصر .. تعترف النفس المؤمنة مع الكنيسة بروح الشكر والفرح بتتويج الله ملكًا عليها وعلى الأرض كلها. وقد وضع هذا المزمور للإحتفال بعمل الله وخلاصه ويعلن عن غلبة الله على أعدائه، ويظهر ملكوته على الخليقة كلها وربما وُضع بمناسبة نقل تابوت العهد إلى جبل صهيون، ليحمل نبوةً عن صعود السيد المسيح إلى السماء، وحكمه الملوكي وعن جلوسه عن يمين الآب، وعن انتشار الكرازة بالانجيل في المسكونة. فهو مزمور مسياني يعبر عن ملك المسيح وخضوع الأمم له وشهادة الكنيسة والمؤمنين لملكه، فقد فتح السيد المسيح أبواب كنيسته أمام كل الأمم، وهو يملك عليها روحيًا، مشتاقًا أن يملك على حياتنا بكليتها، أعني أجسادنا وأرواحنا وأفكارنا وأعمالنا وكلماتنا (كو 1: 17، 18). لا ليسيطر بل ليهب روح الفرح، ويردّ لنا كرامتنا وبنوتنا لله. ويفسر البعض هذا المزمور تفسير أخروى حين تسقط مملكة إبليس تمامًا بلا رجعة، ويملك الرب إلى الأبد بمجيئه الثاني. ولقد حقق السيد المسيح ملكه الروحى على المؤمنين بالصليب.
+ مُلك الله علي الجميع.. هذا المزمور دعوة لكل إنسان أن يسبح الله كملك يملك عليه شخصياً وعلى الكل. هذا المزمور فيه نبوة عن أن المسيح هو الملك على الأرض كلها وبعد أن صعد إلى السموات فقد ملك على كل الأمم والمؤمنين هم شهود لذلك العمل العجيب ونحن نصلى هذا المزمور في صلاة الساعة الثالثة فهو مزمور الصعود. وفيه دعوة لكل الشعوب أن يسبحوا الله لعمله العجيب الفدائي. فالمسيح بملكة وصليبة هزم الشيطان والموت والخطية ليقيم مملكته الروحية. ولهذا نسبحه ونشكره ونرتل له وتصفيق الأيادي رمز للأعمال الصالحة. لقد أختارنا له نصيبا بل أعطانا نفسه ميراثاً ،لا فضل لنا في شئ، بل هو اختارنا وأحبنا أولا.
+العبادة والفرح بالرب... السجود لله ينبغى ان يكون بالروح والحق والفرح والتهليل لخلاص الله العجيب وصعود السيد المسيح للسماء ملاء التلاميذ فرحا ولم يدخل بهم إلى حزن وحرمان، بل إلى فرح عظيم وسجود وتسبيح وشكر لله، لأنهم رأوا في صعوده صعودًا لهم. ما صنعه الرب إنما لحسابهم وباسمهم. صعوده حوّل الكنيسة إلى سماءً متهللة متعبدة، تُشارك السمائيين تسابيحهم وفرحهم. انطلق إلى السماء لتبّوق السماء معلنة نصرة مليكها. بصعوده تهللت الأرض لأنها اتحدت مع السماء، وأعلنت أبواق السماء نصرة مليكها. ولهذا فعند مجيئه الأخير سيضرب الملائكة صوت بوق (1كو 15: 52، 1 تس 4: 16). وإن كان السيد المسيح قد صعد إلى السموات ليجعلها قريبة جدًا منا، فإنه ليس من عمل تقوم به الكنيسة مثل التسبيح المستمر بكونها العرش الذي يتربع عليه عريسها الملك، لهذا ففي عدد واحد يُكرر المرتل "رتلوا" أربعة مرات: {رتلوا لإلهنا رتلوا، رتلوا لمليكنا رتلوا}. فالمرتل يدعو الكنيسة الممتدة في أربع جهات المسكونة: المشارق والمغارب والشمال والجنوب ألا تنشغل بشيء إلا بالتسبيح له، فتتهيأ كمركبة يجلس عليها الملك. وبملك الله على جميع الأمم تتحقق وعود الله لإبراهيم: {بنسلك تتبارك جميع الأمم}.
الجمعة، 4 أبريل 2014
لو دار الزمان
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
لو دار الزمان يا يسوعي
لتبعتك بين الجموع
ولمست هدب ثوبك الشافي حبيبي
وصرت تلميذاً وراك
وسرت في اثر خطاك
لكتبت كلامك في الواح قلبي
ومضيت ابشر في كل درب
ووقفت تحت صليبك ربي
وقلت انظروا كم عاني لذنبى
لو دار الزمان للوراء يا مسيحي
وعشت في عصرك المجيد
لاستقبلت في بيتي وقلبي
وقلت ذوقوا ما أطيب ربي
وتبعتك بين الجبال والحقول
وسمعت كلاما فاق العقول
وشبعت حباً منك حبيبي
وبللت قدميك بالدموع
وصببت عطري وطيوبي
فوق راسك يا حبيبي
لو الدارالزمان يا مسيحي
لتبعتك لحظة بلحظة
ومضيت خلفك حاملا الصليب
وصرخت مع اللص اليمين
أذكرني مت جئت في ملكوتك
يا غافر الخطايا والذنوب
وجئت فجراً مع المريمات
وبشرت باخبار القيامة
وتبعت بطرس وبولس للبشارة
والان لن يعود الزمان الي الوراء
لكنك انت هو امس واليوم والي الابد
وزمني زمن الحب المعلن
اجعلي اموت وتحيا انت في يا حبيبى
لاعلن انك قريبا، قريبا في القلوب
واقف علي الابواب تقرع
وطوبي لمن يسمع ويفتح
تأتي اليه معلناً اسرارك
فاتحا احضانك
غافراً كل الخطايا
مانحا أعظم عطايا
روحك الهادي الوديع
ليكون صوتك يا حبيبي
الخميس، 3 أبريل 2014
آية وقول وحكمة ليوم الجمعة الموافق 4/4
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلَهُ يَعْقُوبَ.} (مز7:46)
قول لقديس..
( كثيرة هي الأحزان، وفي كل حزن يلزمنا أن نهرب إلى الله، سواء كان الحزن يمس أملاكنا أو صحة جسدنا أو كارثة لمن هم أعزاء علينا جدًا أو تمس أمرًا آخر خاص بضروريات هذه الحياة، فإنه بالنسبة للمسيحي لا يليق مطلقًا الالتجاء إلى آخر غير مسيحه، غير إلهه، الذي إذا ما هرب إليه يتقّوى.) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه (مز 34 : 8)
Oh, taste and see that the LORD is good; blessed is the man who trusts in Him. Psa 34:8
صلاة..
" الهي وربى القدير، الذى قاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل، وقد أختبر أبائنا قوتك ونصرتك ووجودك معهم فى كل حين. يا ملك السلام أعطنا سلامك عبر تقلبات الحياة وظروفها المختلفة، أنت هو الراعي الصالح فلترعي يارب شعبك وتخلص ميراثك من حروب الشيطان وقواته واعوانه. أمنح شعبك وكنيستك قوة الإيمان والمحبة الكاملة والرجاء الثابت والصبر التام ولتكن يارب وسط سفينة بلادنا ومدبرها لتصل الى بر السلام والأمان، أمين"
من الشعر والادب
"ستنجو سفينة حياتنا"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
مادام الرب معنا
فمن علينا؟
لا نخشى من الأهوال
حتى لو البعض مال
فى الله وضعنا الأمال
ومعه سنخلص من،
الاهواء والاعداء،
ومن القيل والقال.
ستنجو سفينة حياتنا
لان رب القوات قائدها
يوصلها الى شط الأبدية
فهو قدير وليس عنده محال.
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 4/4
الْمَزْمُورُ السَّادِسُ وَالأَرْبَعُونَ
مز 1:46-11
1 اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْناً فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيداً. 2لِذَلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ. 3تَعِجُّ وَتَجِيشُ مِيَاهُهَا. تَتَزَعْزَعُ الْجِبَالُ بِطُمُوِّهَا. سِلاَهْ. 4نَهْرٌ سَوَاقِيهِ تُفَرِّحُ مَدِينَةَ اللهِ مَقْدِسَ مَسَاكِنِ الْعَلِيِّ. 5اللهُ فِي وَسَطِهَا فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ. يُعِينُهَا اللهُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصُّبْحِ. 6عَجَّتِ الأُمَمُ. تَزَعْزَعَتِ الْمَمَالِكُ. أَعْطَى صَوْتَهُ ذَابَتِ الأَرْضُ. 7رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلَهُ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. 8هَلُمُّوا انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ كَيْفَ جَعَلَ خِرَباً فِي الأَرْضِ. 9مُسَكِّنُ الْحُرُوبِ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. يَكْسِرُ الْقَوْسَ وَيَقْطَعُ الرُّمْحَ. الْمَرْكَبَاتِ يُحْرِقُهَا بِالنَّارِ. 10كُفُّوا وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللهُ. أَتَعَالَى بَيْنَ الأُمَمِ. أَتَعَالَى فِي الأَرْضِ. 11رَبُّ الْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلَهُ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ.
تأمل..
+ وجود الله معنا.. يعبر هذا المزمور عن الشكر لله وعمله الخلاصى الذى يقدمه لشعبه مثلما خلص الرب أورشليم من حصار سنحاريب (2 مل 19: 8-9). وخلص يهوشفاط وشعب يهوذا من آرام وبني عمون وذلك عندما ابتدأ المرتلين في التسبيح للرب (1 مل 20: 1-30)، إذ قيل: "لأن الحرب ليست لكم بل لله" (2 أي 20: 15). ويعلن المرنم عن سكنى الله وسط شعبه بكونه "رب القوات" يهب شعبه القوة على الطبيعة حتى إن تزعزت الأرض وانتقلت الجبال إلى البحار ويهبهم القوة على الأعداء إذ هو في وسط شعبه فلن يتزعزع بل وعلى المسكونة كلها هكذا يتجلى الله المخلص في وسط كنيسته، صهيون الجديدة، كما في وسط جيش بألوية (نش 6: 4)، يهبها نصرته. وتستخدم بعض الكنائس هذا المزمور في الاحتفال بعيد الغطاس حيث يتجلى الله المخلص وسط شعبه معلنًا عمله فيها كما يستخدم في الاحتفال بتكريس الكنائس.
+ الرب واهب القوة.. رب القوات الحال وسط شعبه يهبهم النصرة والقوة والروح القدس يحلّ ويعمل فى الكنيسة، وفي مؤمنيها، يقودها ويعطيها روح القوة. ولذلك تصلي الكنيسة هذا المزمور في صلاة الساعة الثالثة إذ يحدثنا عن الروح القدس. وحين تشتد الآلام، نجد في الله ملجأ لنا وقوة ومعيناً، إن كنا مقدسين له، ننعم بالشركة معه ونقول مع القديس بولس الرسول { أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني}. والأعداء محيطين دائماً بالكنيسة ولكن وجود الله فيها يعطيها قوة وهو حصن لها. وعلينا أن لا نلجأ لسواه مهما اشتدت الضيقة، حتى لو تصوَّر الإنسان كأن الأرض تتزلزل تحت قدميه فعلينا أن لا نخاف. البحار هنا إشارة للعالم، والجبال هنا هم االاشرار ، حتى لو نزل هؤلاء إلى العالم ليحاربوا الكنيسة فلا نخاف لأن الله وسطها. فهؤلاء الجبال غير ثابتين أما المسيح فثابت (إش2:2) وكل ما هو خارج المسيح يعج ويجيش ويضطرب ويتزعزع ومدام الله فى الكنيسة وفى قلب وحياة المؤمن فهو يهبه السلام والنصرة والأمان.
+ الله واهب التعزية والفرح.. الروح القدس المعزي (يو37:7-39) هو الذى يهب التعزية والفرح والسلام للكنيسة. يروى الروح القدس مدينة الله فتعطيها ثمار محبة فرح سلام.. (يؤ18:3) هذا الروح القدس يهدم إنساننا العتيق ويقيم الجديد. ولنلاحظ أن العالم يشبه ببحاره الصاخبة المتقلبة مياهه مالحة لا تروي، أما الروح القدس فيشبه النهر الذي يروي فى هدوء وسلام. الله يعين كنيسته وينتشلها فى الحياة على الارض يسند ويعزي ويقود حتى نحيا معه كل حين فى الأبدية السعيدة ومهما اشتد صوت المقاومين، الله قادر أن يسكتهم، فقد هاجت الدولة الرومانية ضد المسيحية، ولكن الله بحضوره فى وسط الكنيسة أسكتها حتى ذابت واصبحت مؤمنة بالمسيح.
+ الله واهب النصرة .. الحروب التي قامت ضد الكنيسة انتهت غالباً بإيمان الأعداء مثلما فعل الرب مع شاول الطرسوسي بل مع الأمبراطورية الرومانية، الله كسر قوتهم وترتيباتهم ضد الكنيسة. ومن لم يؤمن أباده الرب. والتفسير الروحي يعنى كسر الرب لثورة الشهوات علينا وهياجها فيكسر الله هذه الشهوات وهذه الأسلحة الروحية سواء الخارجية أو الداخلية، سواء من إبليس المحارب ضدنا أو شهواتنا المحاربة فينا، ويقيم الإنسان الجديد. ومن يريد أن يختبر سلام الله، عليه أن يكف على أن يتكل على ذراع بشر. ويحتمى بالله ويثق فيه فهو يتعالي بنا ويرفعنا ويحملنا إلى السمويات.
الأربعاء، 2 أبريل 2014
آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 4/3
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ اسمعي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي وَأَمِيلِي أُذْنَكِ وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ. فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ حُسْنَكِ لأَنَّهُ هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ.} (مز10:45-11)
قول لقديس..
( ما هو نوع النسيان هذا الذي يسكب جمالاً على النفس؟ إنه نسيان الخطية! لكن، متى يأتينا نسيان الشر؟ عندما نتذكر الأمور الصالحة، عندما نتذكر الله! إن كنا نتذكر الله على الدوام لا يمكننا أن نتذكر الخطية. فإن كان فينا أي شيء عتيق، فلنطرحه عنا؛ إن كان فينا أي غضن أي دنس أو عيب، فلنغسله فنصير أطهارًا. ويمكن حتى لمن تشوّه تمامًا أن يستعيد هذا الجمال الذي يقول عنه داود: يشتهي الملك حسنك.) القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ اتبعني انت (يو 21 : 22)
You follow me. Joh21:22
صلاة..
" نقدم لك الشكر والتسبيح ايها الرب الهنا الذى أحبنا وحبه خلصنا من الموت الأبدى ونقلنا من مملكة الظلمة على عالم النور، لقد مررت علينا فى زمن المحبة ونحن ملوثين بالخطايا، نحيا فى الخطية فحنت أحشاء رآفاتك علينا ودعوتنا للتوبة والإيمان لنكون لك ابناء وبنات لك وغسلتنا بماء المعمودية ومسحتنا بالزيت المقدس لنكون هيكل لروحك القدوس نتزين بالفضائل وننمو فى بر الإيمان ونجاهد على رجاء المجد والحياة الأبدية، فنتبعك من كل قلوبنا وندعوك لتقدس نفوسنا وتملاء حياتنا بالسلام والفرح الداخلى لنؤهل لملكوتك السماوى،أمين"
من الشعر والادب
"محبة قوية"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أحببتنا يارب محبة قوية
تغفر وتمحو كل الخطية
تداوى بحب نفسى الشقية
تنير البصيرة وتقدس السيرة
وتكسي بثوب الفضيلة البهية
معاك نسير عارفين المصير
سماء مجيدة وحياة أبدية.
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 4/3
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ وَالأَرْبَعُونَ
مز 1:45-17
1 فَاضَ قَلْبِي بِكَلاَمٍ صَالِحٍ. مُتَكَلِّمٌ أَنَا بِإِنْشَائِي لِلْمَلِكِ. لِسَانِي قَلَمُ كَاتِبٍ مَاهِرٍ.2 أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ بَنِي الْبَشَرِ. انْسَكَبَتِ النِّعْمَةُ عَلَى شَفَتَيْكَ لِذَلِكَ بَارَكَكَ اللهُ إِلَى الأَبَدِ. 3تَقَلَّدْ سَيْفَكَ عَلَى فَخْذِكَ أَيُّهَا الْجَبَّارُ جَلاَلَكَ وَبَهَاءَكَ. 4وَبِجَلاَلِكَ اقْتَحِمِ. ارْكَبْ. مِنْ أَجْلِ الْحَقِّ وَالدَّعَةِ وَالْبِرِّ فَتُرِيَكَ يَمِينُكَ مَخَاوِفَ. 5نَبْلُكَ الْمَسْنُونَةُ فِي قَلْبِ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ. شُعُوبٌ تَحْتَكَ يَسْقُطُونَ. 6كُرْسِيُّكَ يَا اللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. 7أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِدُهْنِ الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ. 8كُلُّ ثِيَابِكَ مُرٌّ وَعُودٌ وَسَلِيخَةٌ. مِنْ قُصُورِ الْعَاجِ سَرَّتْكَ الأَوْتَارُ. 9بَنَاتُ مُلُوكٍ بَيْنَ حَظِيَّاتِكَ. جُعِلَتِ الْمَلِكَةُ عَنْ يَمِينِكَ بِذَهَبِ أُوفِير ٍ 10اسمعي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي وَأَمِيلِي أُذْنَكِ وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ 11فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ حُسْنَكِ لأَنَّهُ هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ. 12وَبِنْتُ صُورٍ أَغْنَى الشُّعُوبِ تَتَرَضَّى وَجْهَكِ بِهَدِيَّةٍ. 13كُلُّهَا مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ فِي خِدْرِهَا. مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ مَلاَبِسُهَا. 14بِمَلاَبِسَ مُطَرَّزَةٍ تُحْضَرُ إِلَى الْمَلِكِ. فِي أَثَرِهَا عَذَارَى صَاحِبَاتُهَا. مُقَدَّمَاتٍ إِلَيْكَ 15يُحْضَرْنَ بِفَرَحٍ وَابْتِهَاجٍ. يَدْخُلْنَ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ. 16عِوَضاً عَنْ آبَائِكَ يَكُونُ بَنُوكَ تُقِيمُهُمْ رُؤَسَاءَ فِي كُلِّ الأَرْضِ. 17أَذْكُرُ اسْمَكَ فِي كُلِّ دَوْرٍ فَدَوْرٍ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.
تأمل..
+ تسبحة شكر للمسيح الملك.. هذا المزمور هو مزمور ملوكي يصف ملك المسيح المنتصر واحتفال لعرس روحي وفرح دائم بين السيد المسيح وكنيسته جاء هذا المزمور بعد مزامير الألم ليعلن الروح القدس أن الألم هو الطريق للفرح والمجد الأبدي والاتحاد بالمسيا الملك المحارب للدخول بالنفس كعروس سماوية مزينة، يشتهي الملك جمالها الروحي وتدخل إلى قصره وتنعم به ومعها كل النفوس الحكيمة للتمتع ببهجة القيامة وقوتها وأمجادها الأبدية. وقد ذكرت الكتابات المسيحية الأولى والليتروجيات تفسر هذا المزمور بكونه تسبحة العرس القائم بين السيد المسيح وكنيسته فيه تُناجي الكنيسة عريسها الأبرع جمالاً من بني البشر، القادر وحده أن يدخل إلى المعركة لحسابها فيغلب عدو الخير، ويحرر عروسه من أسرها، ويسكب بهاءه عليها، ويهبها بره وشركة أمجاده. ويُناجي العريس كنيسته معلنًا اشتياقه إليها، ويهبها فرحه وبهجته وقوته وسلطانه، فتعيش ملكه متهللة بالروح القدس الذي يشكّل النفس ويقدسها لتصير على صورة عريسها فتتأهل للعرس الأبدي.
+ القلب المتهلل بالرب.. اذ ترى النفس المؤمنة خلاص المسيح وحبه لها يفيض قلبها بالحب له، بل ويفيض اللسان بكلمات حب ليعبر به عن محبته وحينما لم يسعفه السان يعطيه الروح القدس أن يفيض ككاتب ماهر لا يحتاج للتفكير ولا يتوقف فالروح يملي ما يقوله القلب المؤمن مسبحا المسيح الرب المولود من الآب والأزلي الذى صار بشراً ولكنه أبرع جمالاً من بني البشر. ليس المقصود هو جمال الجسد بل لأنه كان بلا خطية لذلك أضاف إنسكبت النعمة على شفتيك والمسيح بحسب الناسوت كان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة (لو52:2) فبكونه إنسان حقيقي كان هذا يظهر فيه تدريجياً. ويقال أن الله باركه بمعنى أن ما تناله الكنيسة من بركات إلهية يكون هذا خلال الرأس وباسمه. والنعمة التي انسكبت على شفتيه هي تعاليمه، وكلمات الغفران للخطاة، والحب والشفقة لمن يحتاج.
+ الملك المنتصر... "تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك" إشارة إلى التجسد الإلهي والسيف هو صليبه الذي حمله ليحارب به أعداء كنيسته ومعركة الصليب أثبتت أنه جبار سحق الشيطان وكسر شوكة الموت وفتح الجحيم (1كو18:1)، وكلمة الله صارت سيف ذو حدين (عب12:4 + أف17:6) فهي سيف يقطع حركات الشهوة وأهواء النفس التي يثيرها فينا عدو الخير والمسيح في معركته كان يبدو أمام الناس كضعيف ولكنه كان جباراً وفي جلال، فلقد إظلمت الشمس والقبور تفتحت وأقام الرب مملكته المؤسسة على الحق والدعة والبر. وهذا عكس مملكة إبليس القائمة على الباطل وشهوة هذا العالم الزائفة وعلينا ان نقبله فينا بكونه الحق ونسير معه ولا يجد الباطل مكاناً فينا. وحينما نقتنيه وهو الوديع تهرب منا الكبرياء. وحين نتقلد هذه الأسلحة الحق والدعة والعدل نصير أقوياء كما تقلدها الرب فصنع أعمالاً عجيبة أخافت الشياطين وهزمتهم.
+ إعلان ملكوته المسيح.. "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك." نرتل هذه الآية فى كنيستنا القبطية في الساعة الثانية عشرة من يوم الجمعة العظيمة في لحن "بيك إثرونوس" لنقول للمسيح ولو أنك صلبت ومت ودفنت إلا أنك على عرشك إلى دهر الدهور. وواضح أن هذه الكلمات لا توجه إلى ملك أرضي سواء داود أو سليمان، بل هي للمسيح ملكنا السماوي، فهو قبل أن يتأنس كان ملكاً ورباً منذ الأزل وبصليبه صار ملكاً ورباً على الكل وبعد صعوده جلس عن يمين الآب إلى دهر الدهور. وهو يملك بالعدل، تارة يترفق وتارة يؤدب، هو محب للبر ومبغض للإثم، فلا شركة للنور مع الظلمة. وهو الممسوح ليكون الملك والكاهن والذبيحة (عب2:12) وبايماننا بالمسيح صرنا مسيحيين لأننا به نُمسح لله وتُفرز قلوبنا لحساب ملكوته، ويسكن فينا الروح القدس ( أع37:10،38) الذي من ثمارة الفرح حين يسكن في أعماقنا وتنزع عنا روح الغم، ولكن هذا لمن يحب البر ويبغض الإثم. كانوا قديما يكفنون الموتي بالمر والصبر والميعة والسليخة وهكذا عَمِلَ يوسف الرامي مع جسد المسيح وهى أنواع من الأطياب تشير لآلام المسيح. ولقد فاحت رائحة ألام المسيح وطاعته فهو أطاع حتى الموت موت الصليب، وفاحت الرائحة في الكنائس وفى قلوب قديسيه التي هي هياكل للروح القدس. وثوب المسيح هو كنيسته وحين يسكنها الروح القدس تصير لها رائحة حلوة، تعلن قبولها الألم مع مسيحها. وذكر عدة أنواع من العطور فلكل منا فضيلة معينة تختلف عن الآخر.
+ الملكة العروس... يتكلم هنا المرنم عن العروس الملكة الجالسة عن يمين الملك واليمين هو مكان الكرامة المعد للخراف لا للجداء ولها ثوب من ذهب أوفير والذهب رمز للسماويات سمة العروس. والمؤمنين قد صاروا أبناء الملك يكرمونه يومياً بتسابيحهم وأعمالهم والكنيسة المقدسة مزينة بالفضائل والقديسين والشهداء وهو موضع محبة الله وعليها أن تترك أهل العالم وعاداتهم السابقة كما ترك إبراهيم أور، وتنس خطاياها، وكل ما كانت متعلقة به سابقاً كما ترك الرسل شباكهم وتركت السامرية جرتها وتقدم العبادة لله وتسمعي كل كلامه وتؤمن بقدرته والكنيسة كل مجدها من داخل في مسيحها داخلها حتى ان وجد من خارج ألام واضطهاد. وكل نفس مسيحي مجده من داخل في قلبه الذي تقدس وفرح بعريسه. فعلاقة العروس بعريسها هي في صلاة سرية في المخدع (نش12:4) مع انها مشتملة بأطراف موشاة بالذهب الأطراف إشارة لتعليم العروس السماوي وكرازتها التى تجذب النفوس للمسيح ككنيسة ولود، فعوض الآباء يكون دائماً هناك أبناء. والمؤمن الحقيقي لا يهتم بالخارج ولكنه يهتم بالداخل، فالعروس لا تكشف جمالها إلا لعريسها الذي أحبته.
آية للتأمل
{ اسمعي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي وَأَمِيلِي أُذْنَكِ وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ. فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ حُسْنَكِ لأَنَّهُ هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ.} (مز10:45-11)
قول لقديس..
( ما هو نوع النسيان هذا الذي يسكب جمالاً على النفس؟ إنه نسيان الخطية! لكن، متى يأتينا نسيان الشر؟ عندما نتذكر الأمور الصالحة، عندما نتذكر الله! إن كنا نتذكر الله على الدوام لا يمكننا أن نتذكر الخطية. فإن كان فينا أي شيء عتيق، فلنطرحه عنا؛ إن كان فينا أي غضن أي دنس أو عيب، فلنغسله فنصير أطهارًا. ويمكن حتى لمن تشوّه تمامًا أن يستعيد هذا الجمال الذي يقول عنه داود: يشتهي الملك حسنك.) القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ اتبعني انت (يو 21 : 22)
You follow me. Joh21:22
صلاة..
" نقدم لك الشكر والتسبيح ايها الرب الهنا الذى أحبنا وحبه خلصنا من الموت الأبدى ونقلنا من مملكة الظلمة على عالم النور، لقد مررت علينا فى زمن المحبة ونحن ملوثين بالخطايا، نحيا فى الخطية فحنت أحشاء رآفاتك علينا ودعوتنا للتوبة والإيمان لنكون لك ابناء وبنات لك وغسلتنا بماء المعمودية ومسحتنا بالزيت المقدس لنكون هيكل لروحك القدوس نتزين بالفضائل وننمو فى بر الإيمان ونجاهد على رجاء المجد والحياة الأبدية، فنتبعك من كل قلوبنا وندعوك لتقدس نفوسنا وتملاء حياتنا بالسلام والفرح الداخلى لنؤهل لملكوتك السماوى،أمين"
من الشعر والادب
"محبة قوية"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أحببتنا يارب محبة قوية
تغفر وتمحو كل الخطية
تداوى بحب نفسى الشقية
تنير البصيرة وتقدس السيرة
وتكسي بثوب الفضيلة البهية
معاك نسير عارفين المصير
سماء مجيدة وحياة أبدية.
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 4/3
الْمَزْمُورُ الْخَامِسُ وَالأَرْبَعُونَ
مز 1:45-17
1 فَاضَ قَلْبِي بِكَلاَمٍ صَالِحٍ. مُتَكَلِّمٌ أَنَا بِإِنْشَائِي لِلْمَلِكِ. لِسَانِي قَلَمُ كَاتِبٍ مَاهِرٍ.2 أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ بَنِي الْبَشَرِ. انْسَكَبَتِ النِّعْمَةُ عَلَى شَفَتَيْكَ لِذَلِكَ بَارَكَكَ اللهُ إِلَى الأَبَدِ. 3تَقَلَّدْ سَيْفَكَ عَلَى فَخْذِكَ أَيُّهَا الْجَبَّارُ جَلاَلَكَ وَبَهَاءَكَ. 4وَبِجَلاَلِكَ اقْتَحِمِ. ارْكَبْ. مِنْ أَجْلِ الْحَقِّ وَالدَّعَةِ وَالْبِرِّ فَتُرِيَكَ يَمِينُكَ مَخَاوِفَ. 5نَبْلُكَ الْمَسْنُونَةُ فِي قَلْبِ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ. شُعُوبٌ تَحْتَكَ يَسْقُطُونَ. 6كُرْسِيُّكَ يَا اللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. 7أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِدُهْنِ الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ. 8كُلُّ ثِيَابِكَ مُرٌّ وَعُودٌ وَسَلِيخَةٌ. مِنْ قُصُورِ الْعَاجِ سَرَّتْكَ الأَوْتَارُ. 9بَنَاتُ مُلُوكٍ بَيْنَ حَظِيَّاتِكَ. جُعِلَتِ الْمَلِكَةُ عَنْ يَمِينِكَ بِذَهَبِ أُوفِير ٍ 10اسمعي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي وَأَمِيلِي أُذْنَكِ وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ 11فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ حُسْنَكِ لأَنَّهُ هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ. 12وَبِنْتُ صُورٍ أَغْنَى الشُّعُوبِ تَتَرَضَّى وَجْهَكِ بِهَدِيَّةٍ. 13كُلُّهَا مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ فِي خِدْرِهَا. مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ مَلاَبِسُهَا. 14بِمَلاَبِسَ مُطَرَّزَةٍ تُحْضَرُ إِلَى الْمَلِكِ. فِي أَثَرِهَا عَذَارَى صَاحِبَاتُهَا. مُقَدَّمَاتٍ إِلَيْكَ 15يُحْضَرْنَ بِفَرَحٍ وَابْتِهَاجٍ. يَدْخُلْنَ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ. 16عِوَضاً عَنْ آبَائِكَ يَكُونُ بَنُوكَ تُقِيمُهُمْ رُؤَسَاءَ فِي كُلِّ الأَرْضِ. 17أَذْكُرُ اسْمَكَ فِي كُلِّ دَوْرٍ فَدَوْرٍ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.
تأمل..
+ تسبحة شكر للمسيح الملك.. هذا المزمور هو مزمور ملوكي يصف ملك المسيح المنتصر واحتفال لعرس روحي وفرح دائم بين السيد المسيح وكنيسته جاء هذا المزمور بعد مزامير الألم ليعلن الروح القدس أن الألم هو الطريق للفرح والمجد الأبدي والاتحاد بالمسيا الملك المحارب للدخول بالنفس كعروس سماوية مزينة، يشتهي الملك جمالها الروحي وتدخل إلى قصره وتنعم به ومعها كل النفوس الحكيمة للتمتع ببهجة القيامة وقوتها وأمجادها الأبدية. وقد ذكرت الكتابات المسيحية الأولى والليتروجيات تفسر هذا المزمور بكونه تسبحة العرس القائم بين السيد المسيح وكنيسته فيه تُناجي الكنيسة عريسها الأبرع جمالاً من بني البشر، القادر وحده أن يدخل إلى المعركة لحسابها فيغلب عدو الخير، ويحرر عروسه من أسرها، ويسكب بهاءه عليها، ويهبها بره وشركة أمجاده. ويُناجي العريس كنيسته معلنًا اشتياقه إليها، ويهبها فرحه وبهجته وقوته وسلطانه، فتعيش ملكه متهللة بالروح القدس الذي يشكّل النفس ويقدسها لتصير على صورة عريسها فتتأهل للعرس الأبدي.
+ القلب المتهلل بالرب.. اذ ترى النفس المؤمنة خلاص المسيح وحبه لها يفيض قلبها بالحب له، بل ويفيض اللسان بكلمات حب ليعبر به عن محبته وحينما لم يسعفه السان يعطيه الروح القدس أن يفيض ككاتب ماهر لا يحتاج للتفكير ولا يتوقف فالروح يملي ما يقوله القلب المؤمن مسبحا المسيح الرب المولود من الآب والأزلي الذى صار بشراً ولكنه أبرع جمالاً من بني البشر. ليس المقصود هو جمال الجسد بل لأنه كان بلا خطية لذلك أضاف إنسكبت النعمة على شفتيك والمسيح بحسب الناسوت كان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة (لو52:2) فبكونه إنسان حقيقي كان هذا يظهر فيه تدريجياً. ويقال أن الله باركه بمعنى أن ما تناله الكنيسة من بركات إلهية يكون هذا خلال الرأس وباسمه. والنعمة التي انسكبت على شفتيه هي تعاليمه، وكلمات الغفران للخطاة، والحب والشفقة لمن يحتاج.
+ الملك المنتصر... "تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك" إشارة إلى التجسد الإلهي والسيف هو صليبه الذي حمله ليحارب به أعداء كنيسته ومعركة الصليب أثبتت أنه جبار سحق الشيطان وكسر شوكة الموت وفتح الجحيم (1كو18:1)، وكلمة الله صارت سيف ذو حدين (عب12:4 + أف17:6) فهي سيف يقطع حركات الشهوة وأهواء النفس التي يثيرها فينا عدو الخير والمسيح في معركته كان يبدو أمام الناس كضعيف ولكنه كان جباراً وفي جلال، فلقد إظلمت الشمس والقبور تفتحت وأقام الرب مملكته المؤسسة على الحق والدعة والبر. وهذا عكس مملكة إبليس القائمة على الباطل وشهوة هذا العالم الزائفة وعلينا ان نقبله فينا بكونه الحق ونسير معه ولا يجد الباطل مكاناً فينا. وحينما نقتنيه وهو الوديع تهرب منا الكبرياء. وحين نتقلد هذه الأسلحة الحق والدعة والعدل نصير أقوياء كما تقلدها الرب فصنع أعمالاً عجيبة أخافت الشياطين وهزمتهم.
+ إعلان ملكوته المسيح.. "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك." نرتل هذه الآية فى كنيستنا القبطية في الساعة الثانية عشرة من يوم الجمعة العظيمة في لحن "بيك إثرونوس" لنقول للمسيح ولو أنك صلبت ومت ودفنت إلا أنك على عرشك إلى دهر الدهور. وواضح أن هذه الكلمات لا توجه إلى ملك أرضي سواء داود أو سليمان، بل هي للمسيح ملكنا السماوي، فهو قبل أن يتأنس كان ملكاً ورباً منذ الأزل وبصليبه صار ملكاً ورباً على الكل وبعد صعوده جلس عن يمين الآب إلى دهر الدهور. وهو يملك بالعدل، تارة يترفق وتارة يؤدب، هو محب للبر ومبغض للإثم، فلا شركة للنور مع الظلمة. وهو الممسوح ليكون الملك والكاهن والذبيحة (عب2:12) وبايماننا بالمسيح صرنا مسيحيين لأننا به نُمسح لله وتُفرز قلوبنا لحساب ملكوته، ويسكن فينا الروح القدس ( أع37:10،38) الذي من ثمارة الفرح حين يسكن في أعماقنا وتنزع عنا روح الغم، ولكن هذا لمن يحب البر ويبغض الإثم. كانوا قديما يكفنون الموتي بالمر والصبر والميعة والسليخة وهكذا عَمِلَ يوسف الرامي مع جسد المسيح وهى أنواع من الأطياب تشير لآلام المسيح. ولقد فاحت رائحة ألام المسيح وطاعته فهو أطاع حتى الموت موت الصليب، وفاحت الرائحة في الكنائس وفى قلوب قديسيه التي هي هياكل للروح القدس. وثوب المسيح هو كنيسته وحين يسكنها الروح القدس تصير لها رائحة حلوة، تعلن قبولها الألم مع مسيحها. وذكر عدة أنواع من العطور فلكل منا فضيلة معينة تختلف عن الآخر.
+ الملكة العروس... يتكلم هنا المرنم عن العروس الملكة الجالسة عن يمين الملك واليمين هو مكان الكرامة المعد للخراف لا للجداء ولها ثوب من ذهب أوفير والذهب رمز للسماويات سمة العروس. والمؤمنين قد صاروا أبناء الملك يكرمونه يومياً بتسابيحهم وأعمالهم والكنيسة المقدسة مزينة بالفضائل والقديسين والشهداء وهو موضع محبة الله وعليها أن تترك أهل العالم وعاداتهم السابقة كما ترك إبراهيم أور، وتنس خطاياها، وكل ما كانت متعلقة به سابقاً كما ترك الرسل شباكهم وتركت السامرية جرتها وتقدم العبادة لله وتسمعي كل كلامه وتؤمن بقدرته والكنيسة كل مجدها من داخل في مسيحها داخلها حتى ان وجد من خارج ألام واضطهاد. وكل نفس مسيحي مجده من داخل في قلبه الذي تقدس وفرح بعريسه. فعلاقة العروس بعريسها هي في صلاة سرية في المخدع (نش12:4) مع انها مشتملة بأطراف موشاة بالذهب الأطراف إشارة لتعليم العروس السماوي وكرازتها التى تجذب النفوس للمسيح ككنيسة ولود، فعوض الآباء يكون دائماً هناك أبناء. والمؤمن الحقيقي لا يهتم بالخارج ولكنه يهتم بالداخل، فالعروس لا تكشف جمالها إلا لعريسها الذي أحبته.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)