للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ يقدم السيد المسيح نفسه لنا بانه المشبع والمروي ومعطي الحياة للنفس البشرية فيقول { أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً.} (يو 35:6). بالمسيح يسوع نشبع ونرتوي ونحيا ونتحرك ونوجد وبدونه نجوع ونعطش ونموت فمهما نأكل ونتلذذ باطايب العالم ستظل نفوسنا جوعى بدونه ومهما نشرب من آبار العالم التي لا تضبط ماء فاننا نعطش ايضا. المسيح الرب فى إشباعه ليس قاصرا على تنوع احتياجات الإنسان، ومطالبه الجسدية والنفسية والروحية، بل هو يشبع باستمرار وبلا نهاية، هو يقودنا الى الحياة الأبدية فهو شجرة الحياة التى لا يموت أكلوها، ولابد أن نأتي اليه فهو لا يجبر أحد علي قبوله بل يقف ويقرع علي باب قلبنا، دون أن يفتحه عنوة، حتى يكون للإنسان الإرادة الحرة فى الاختيار، لكن من لا يقبل إلى المسيح، لا يلوم الإ نفسه عدما يهلك جوعا وعطشا. وعلينا أن نأتي اليه ونؤمن به ونثق فيه ونطلب منه أن يسدد كل أحتياجاتنا حسب غناه فى المجد.
+ المسيح مشبع بمحبته للنفس البشرية، محبته جعلته يموت حبا بنا ويقوم ليقيمنا معه ويحيينا حياة أبدية، وهو يجذبنا اليه بربط المحبة ويقطع عنا كل ربط الخطية {كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِماً إِيَّاهُ} (هو 11 : 4). لقد بين لنا الله محبته بابنه الوحيد يسوع المسيح الذى وهبنا بالإيمان به الحياة الأبدية {بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا (1يو 9:4-10). أن محبة الله تحصرنا وبها نموت عن شهوات العالم وندفن معه فى المعمودية لنقوم معه فى جدة الحياة المقامة كابناء لله وللقيامة {لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذاً مَاتُوا }(2كو 5 :14). أن محبة المسيح أقوى حتى من الموت وتنتصر عليه {اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ.} (نش 8 : 6). علينا أن نثبت فى محبته ونشبع به وبكلامه ونحب بعضنا بعض { وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي لِلَّهِ فِينَا. اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ }(1يو 4 : 16).
+ الصلاة والحديث مع المسيح وقراءة كلامة في الكتاب المقدس تشبع النفس البشرية وعلينا أن نقيم معه علاقة شخصية مشبعة مع الرب يسوع المسيح كمريم التى أختارت النصيب الصالح الذى لا يستطيع أحد أن ينزعه منا. وقديما قال المرنم { بِاسْمِكَ أَرْفَعُ يَدَيَّ. كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ تَشْبَعُ نَفْسِي وَبِشَفَتَيْ الاِبْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي} (مز4:63-5). عندما كلم السيد المسيح تلاميذه القديسين عن التناول من جسده ودمه الأقديسين رجع الكثير من اليهود من ورائه { فَقَالَ يَسُوعُ لِلاِثْنَيْ عَشَرَ: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟» فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: « يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ، وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ».}(يو67:6-69). أن كلام الله ينقى الإنسان ويقدسة ويهبه روح وحياة كما قال لنا { اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ}(يو 6 : 63).
+ التناول من الأسرار المقدسة بانسحاق وإيمان وتوبة يهبنا حياة وشبع وخلاص وغفران للخطايا وحياة أبدية. لقد قدم السيد المسيح نفسه خبزاً لنوال الحياة الأبدية فهو حي وواهب الحياة من يأكله يثبت فيه ويحيا الي الأبد، وحتى إن مات جسده تكمل حياته التي بدأها على الأرض بالروح فى السماء حتى القيامة العامة لنقوم باجساد روحانية نورانية ممجدة. لكن بدون التناول تموت الروح حتى وإن كان الجسد حي وكما أن الجسد يموت إن لم يأكل الخبز المادي هكذا تموت الروح إن لم تأكل هذا الخبز الحي الذي هو جسد المسيح وتشرب من كأس دمه. الخطية مفعولها في الإنسان هو الموت والتناول من جسد المسيح ودمه هو عملية نقل حياة لهذا الميت روحياً بسبب الخطية. { فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: « الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ. مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي.} ( يو 53:6-57) بالتناول نتحد بالمسيح ويحل بالإيمان فينا وننال الحياة الأبدية.
+ شركة الروح القدس المُروي.. الروح القدس هو روح الشركة الذى يعطينا من فيض نعمته الغزيرة وثماره ومواهبة لنرتوي ونشبع بل ويكون فينا كنهر دائم الجريان لذلك قال السيد الرب { مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ} (يو 38:7-39). الروح القدس يعلمنا ويرشدنا ويعزينا { وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ} (يو14 :26). والروح القدس يسكب فينا محبة الله ويهبنا الرجاء الصالح { وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا} (رو 5 :5). الروح القدس يملأ حياتنا بالسلام ويقودنا فى حياة الفضيلة والبر ويهبنا فرحا سمائيا لا يشوبه كدر { لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْباً بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ (رو 14 : 17). ونذداد فى الرجاء بقوة الروح لنمتلي بالسلام وننمو فى الإيمان {وَلْيَمْلَأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ} (رو 15 : 13). ومن يقبل الي المسيح لا يخرجه خارجا ومن يحيا بالإيمان يتبرر بدمه ويخلص بحياته ولا يعطش أبدا بل يكون له الشبع والأرتواء والحياة الأبدية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق