للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
"الهنا صالح"
الهنا صالح وأمين ونعمه كثيرة لا تحصي لِك
أشكره ولا تتذمر ولا تدع الهم والقلق يحتويك
أفرح بالهواء والنور والماء والنوم يجي لعينيك
لقمة يابسة ومعها سلام مع من تحبه ويستهويك
خير من ولائم ومعها خصام أو كراهية تؤذيك
سامح وأغفر وأنسي وعيش سعيد بما بين يديك
الهك رحيم ومحب وحنان وهو أمين بيعتني بيك
.......
(2)
سدد للخير خطانا"
يارب بحكمتك الإلهية سدد للخير خطانا
وأن نسيناك أو أهملنا فبرحمتك لاتنسانا
ومتى ضاقت بنا الدنيا فأسمع لشكوانا
فرح قلوبنا وأزل أحزاننا وأهدينا وأرعانا
ليس لنا معين سواك قادر أن يغفر خطايانا
أسمك القدوس نرجوه وندعوه خالقنا وأبانا
ثقتنا عند الرحيل تستقبلنا بافراح وأحضانا
.......
(3)
" كنز لا ينضب"
كتز لا ينضب هو المحبة الطاهرة لذوي الأفهام
والعطاء بسخاء ينفع علي الأرض وفي السماء لقدام
أعطوا تعطوا كيلاً فائضاً من الذي لا ينعس ولا ينام
تواضعوا يرفعكم من له عينان يخترقا استار الظلام
دا اللي يحبه ربنا يخليه يشتغل معاه لاخوته خدام
من حبه المسيح خدمنا وبذل ذاته علي الصليب للتمام
واللي يعمل خير بيتمثل بسيده وينال منه المديح والاكرام
........
(4)
" باركي يا نفسي الرب"
أشكروا الله فانه صالح والي الأبد رحمته
باركي يا نفسي الرب ولا تنسي أبداً محبته
فهو أمين حين يمنح وحين يمنع عنا بقدرته
فقد نطلب ويكون في العطاء للمرء مضرته
الله كأب صالح يعطينا ما ينفع بحسب حكمته
فلنعمل ما علينا ولا نقلق وندع الامر لله برمته
وأذ فعلنا خير فما نحن الإ عبيد فعلنا وصيته
علينا أن نشكر الله كل حين فيزيد الله لنا نعمته
..............
(5)
" نتمسك بالرجاء "
أبحث عن الأمل والرجاء ولو حتي بين أكوام اليأس
يظهر ليّ شعاع كخيط من نور فافرح واقول لا بأس
فسينقضي ظلام الليل الحالك ويظهر نور الشمس
ليكن لدينا إيمان بالله يبدد شك وأحزان ومآسي الأمس
لنحب الله والغير فننجو من الكراهية ويمضي النحس
لنتمسك بالرجاء لان الله أمين، اليوم والغد وبالامس
نسلك في النور فرحين وفكر المسيح يملاء الرأس
.....
الثلاثاء، 28 فبراير 2017
السبت، 18 فبراير 2017
قدسوا صوماً
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الصوم الكبير وأهميته الروحية ..
+ الصوم الكبير هو ربيع السنة الليتروجية، وفيه ينبغى ان نشبع روحيا ونتقوى بالروح ونقدم توبة صادقة ونثمر ونتخلص من الصغائر والضعفات ونقتنى الفضائل. وترجع أهمية الصوم الكبير الى انه الصوم الذى صامه ووضع حجر الأساس له السيد المسيح له المجد وأنتصر فيه لحسابنا على الشيطان ليعلمنا الطريق الى النصرة فى الجهاد الروحى الموضوع أمامنا { ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس. فبعدما صام اربعين نهارا واربعين ليلة جاع اخيرا. فتقدم اليه المجرب وقال له ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا. فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله} (مت 1:4-4). كما ان موسى وايليا من انبياء العهد القديم الذين استحقوا ان يروا مجد الرب ويظهرا مع السيد المسيح على جبل التجلى، كلاهما صام الاربعين يوماً { وتغيرت هيئته قدامهم واضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور. واذا موسى وايليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه} (مت 2:17-3). ونحن ان كنا لا نستطيع ان ننقطع عن الطعام طوال الاربعين يوم المقدسة بدون أكل أو شرب فلابد ان ننقطع عن الطعام لفترة من الزمن حسب ترتيب الكنيسة وأمكاناتنا الروحية ويعقبها تناول أطعمة نباتية صحية والأهم أن نتعلم ان نزهد فى ملذات الحياة ونمارس الصوم الذى يضبط الجسد والنفس ويقوى الروح، ونصوم عن كل شر بطهارة وبر. لهذا رتبت الكنيسة لنا الصوم الجماعى الذى فيه نتفرغ حسب أمكانيات شخص ونصلي ونطلب الرحمة والحكمة والشبع الروحى { قدسوا صوما نادوا باعتكاف اجمعوا الشيوخ جميع سكان الارض الى بيت الرب الهكم واصرخوا الى الرب} (يؤ 1 : 14).
+ الصوم فى معناه العام يعني الامتناع عن الطعام فترة من الزمن يعقبها تناول أطعمة نباتيه خالية من اللحوم ومنتجاتها أما المعنى الروحيّ فيشمل كل انواع ضبط النفس والنسك والامتناع عن الشهوات وخطايا اللسان، الصوم ليس تحريمًا لانواع معينه محلله للأكل بل البعد عنها لفترة نسكًا وزهدًا وتعففًا من اجل أشباع الروح وضبط النفس وكما قال السيد المسيح { ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله} (مت 4 : 4). الصوم جوع الى حياة البر والتقوى والشبع بالروحيات { طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون} (مت 5 : 6). الصائم يضع الشبع بالرب قبل الشبع بالخبز والشرب { اما انا فبالبر انظر وجهك اشبع اذا استيقظت بشبهك }(مز 17 : 15).
+ ان البطن هى سيدة الاوجاع التي متى تم ضبطها، ينضبط الانسان كله روحاً وفكراً وجسداً . فمن يقدر ان يضبط نفسه فى الأكل والشرب يستطيع ان يضبط ذاته ويقول لا لشهواته واهوائه وانفعالاته ومالك نفسه خير من مالك مدينة لذلك راينا القديس بولس الرسول يقول { بل اقمع جسدي واستعبده حتى بعدما كرزت للاخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا }(1كو 9 : 27). لقد كان كسر الصوم بالأكل من الشجرة المحرمة علة سقوط ابوينا القدماء آدم وحواء ومن يريد ان يرجع الى الفردوس مرة اخرى عليه ان يبدأ بالصوم وضبط النفس وتقوية ارادته وأشباع روحه، ان معظم الحروب والخصومات على المستوى الفردي والجماعي تبدأ من سعي الانسان لاشباع لذاته وشهواته وسعيه الى التملّك الاناني للاشياء دون النظر الى حاجة اخوته { من اين الحروب والخصومات بينكم اليست من هنا من لذاتكم المحاربة في اعضائكم تشتهون ولستم تمتلكون تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون ان تنالوا تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لانكم لا تطلبون. تطلبون ولستم تاخذون لانكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم}.(يع 4 : 1-3). من هنا تأتى أهمية الصوم بضبط النفس وزهدها حتى فيما هو محلل لها { ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات }(غل 5 : 24).
الصوم فى الكتاب المقدس وحياة القديسين ..
+ الصوم هو وصية الله منذ القديم لاسيما فى أوقات الضيقات {اعلموا ان الرب يستجيب لصلواتكم ان واظبتم على الصوم والصلوات امام الرب} (يهو 4 : 12). راينا الصوم الجماعي فى قوته فى صوم وتوبة أهل نينوى (يو5:3-10). كما انه هناك اصوام خاصة رايناها فى حياة كثير من رجال الله القديسين كما صام دانيال والفتية الثلاثة القديسون (دا 9 : 3). وكما صام داود النبى { اذللت بالصوم نفسي } (مز 35 : 13). ولكي يبين لنا السيد المسيح أهمية الصوم فانه بدء خدمته العامة بعد العماد بالاختلاء والصوم مع الصلاة لمدة اربعين يوماً. الصوم يعطينا القدرة على الانتصار على تجارب الشيطان. علمنا السيد الرب ان نطلب ملكوت السموات وبره وهو يعتنى بالجسد ايضا { اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم} مت 33:4. ان الصوم قوة روحية بها نستطيع ان ننتصر على ابليس وهذا ما أكد عليه السيد المسيح عندما اتوا اليه بشاب عليه ارواح نجسة ولم يستطع التلاميذ ان يخرجوها وشفاه السيد المسيح { ولما دخل بيتا ساله تلاميذه على انفراد لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه. فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم} مر28:9-29. فالصوم ضرورة روحيًة للانتصار على قوات الشر، عندما كان السيد المسيح مع التلاميذ وساله اليهود { وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيرا ويقدمون طلبات وكذلك تلاميذ الفريسيين ايضا واما تلاميذك فياكلون ويشربون. فقال لهم اتقدرون ان تجعلوا بني العرس يصومون ما دام العريس معهم. ولكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام} (لو33:5-35). كان وجود المسيح له المجد وجودا للعريس والفرح معهم وعندما صعد الى السماء صام الرسل .
+ اهتم السيد المسيح بعدم مظهرية الصوم بل بروحانيته { ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم. واما انت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية} (مت 16:6-18). فالصوم لكى يكون مقبولا يجب ان يكون ليس للتظاهر بالتقوى بل مقرونا بالتوبة والتواضع والمصالحة مع الغير.
+ لقد اختبر اباؤنا القدّيسون الصوم وفائدته ومارسوه بمحبة وبه سمت ارواحهم وتهذبت نفوسهم وقويت ارواحهم وقالوا فيه الكثير حسب خبرتهم . قال القديس مكسيموس (من غلب الحنجرة فقد غلب كل الأوجاع). وشيخ حدثته أفكاره من جهة الصوم قائلة ( كل اليوم وتنسك غدا فقال لن أفعل ذلك .لكني أصوم اليوم وتتم ارادة الله غدا. الصوم عند الاباء هو صوم الجسد عن الطعام وصوم اللسان عن الكلام البطّال وصوم القلب عن الشهوات كما يقول مار اسحاق (الذى يصوم عن الغذاء ولايصوم قلبه عن الحنق والحقد ولسانه ينطق بالأباطيل فصومه باطل ).
الصوم والنمو الروحى فى الفضيلة
+ الصوم رياضة روحية .. قل لي بماذا تهتم اقول لك من انت؟ اننا على قدر ما نهتم بارواحنا واشباعها بالله وبمحبته والنمو فى الفضيلة نصير اناسًا روحيين { اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان لان هذا الله الاب قد ختمه } (يو 6 : 27). الصوم اذاً ليس هدفاً فى حد ذاته لكنه وسيلة للأهتمام بالروحيات والشبع بكلمة الله . من أجل هذا راينا سليمان الحكيم الذى اعطاه الله حكمة عندما أهمل الروحيات واهتم باشباع شهواته وملذاته سقط وعبد الهة غريبه { ومهما اشتهته عيناى لم أمنعة عنهما }(جا 2: 1). ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه وعصفت به الشهوات الكثيرة فالصوم يقاوم الاخطاء ويقوى الروح ويضبط النفس ويعطي صحة للجسد .
+ الصوم وحياة التوبة .. ان الصوم هو الفترة المناسبة للتوبة والتذلل الى الله ، ومع ان التوبة عمل مستمر للانسان الروحي الا ان الصوم فترة للتخلص من الاخطاء لاسيما خطايا اللسان والعادات الضارة، حيث تقوى الارادة ويكون صوم الفم عن الطعام وانشغاله بعمل ارادة الله دافع للتواضع والتوبة. الصوم والصلاة قوة جبارة فى مواجهة الضيقات تجعل الله ينظر الى تواضعنا ويرحمنا، هكذا عندما رأى الله كيف صام وتاب وتواضع اهل نينوي غفر لهم خطاياهم ، وفي صوم استير والشعب كله، حينما تعرضوا لمؤامرة هامان(أش 4: 16). كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة. كذلك صام نحميا لما جاءته الأخبار أن { سور أورشليم منهدم، أبوابها محروقة بالنار } (نح 1: 3، 4). ويروى سفرنحميا أيضاً كيف كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة. كذلك يروى لنا الكتاب كيف صام عزرا وهو باك، وكيف كان تأثير ذلك في تنقية الشعب وتطهيره. وفى تاريخ الكنيسة راينا كيف ان الصوم نقل جبل المقطم فى القرن العاشر الميلادى، أيام البابا ابرام ابن زرعه.
+ الصوم والتداريب الروحية .. الصوم فترة مقدسة يكون فيها الجسد خفيفًا مما يساعد على الصلاة والسهر والقراءة فى الكتب الروحية والسجود لله فى مطانيات وركوع طلباً لمراحم الله { لذلك انا ايضا ادرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله و الناس} (اع 24 : 16). نحن يجب ان نقرن الصوم بالتداريب الروحية ومنها الصلاة الدائمة وقراءة الكتاب المقدس والتامل فيه والشبع بكلامه واقتناء الفضائل الروحية كالصمت والهذيذ فى وصايا الله ورفع القلب بالحديث مع الله والصلاة من اجل الآخرين ولاسيما المتضايقين والصلاة من اجل حل المشكلات التى تواجه الكنيسة وأعضاءها.
+ الصوم ونجاح الخدمة .. ان نجاح الخدمة يحتاج لايدٍ مرفوعة بالصلاة كل حين والصوم يرفع من حرارتنا الروحية. ان الرسل فيما هم يصومون ويصلون كان الربّ يعمل معهم ويقود خدمتهم { وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس،افرزوا لى برنابا وشاول العمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادى}( أع 13: 2، 3). من اجل هذا قال القديس بولس الرسول { بل في كل شئ نظهر أنفسنا كخدام لله. في أتعاب في اسهار في أصوام} (2كو 6: 4 ، 5).
+ الصوم والعطاء .. الصائم يشبع بالصلاة ويبرهن على محبة لله بالنسك الجسدي ويعبر عن محبته لاخوته بالعطاء، فالصوم يجعلنا نشعر بآلام الفقراء وحاجتهم فنعطيهم بسخاء ومحبة غير متغاضين عن حاجة اخوتنا { صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب} (طو 12 : 8). من اجل هذا يوصينا الانجيل بالعطاء وان نكنز كنوزنا فى السماء {لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا} (مت 19:6-21). ان ما نقدمة لاخوتنا المحتاجين نقدمه لله ويبقى لنا كنزاً لا يفنى {لان الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الانسان لنوال الرحمة والحياة الابدية } (طو 12 : 9).
+ الصوم ونقاوة القلب . الصوم المقترن بالصلاة والتواضع تتقوّى فيه الروح ويكون فرصة للدخول الى حياة العمق. ففي الصوم تصفو النفس ويتنقّى القلب ونتوب ونرجع الي الله . فلنحرص اذاً ان يكون صومنا ليس مجرد استبدال طعام حيوانيّ باخر نباتيّ ولا مجرد الامتناع عن الطعام لفترة من الزمن ثم نأكل ما لذ ّوطاب بل يجب ان يكون صومنا فرصة للنمو الروحي وضبط النفس وتقوية الارادة وحرارة الروح. نشبع فى الصوم بالصلاة ونتوب ونتخلص من الضعفات ونهتم بان نكنز لنا كنوزاً فى السماء بالعطاء للمحتاجين والفقراء والصلاة من أجل المتضايقين وخدمة المحتاجين والضعفاء والعمل على نقاوة القلب وقداسته فطوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الله .
+ الصوم والصحة النفسية والجسدية .. أن فوائد الصوم لصحة الإنسان وسلامته الجسدية والنفسية والروحية كثيرة جداً، منها ما يتعلق بالحالة النفسية للصائم وانعكاسها على صحته الجسدية ، حيث أن الصوم يساهم مساهمة فعالة في علاج الاضطرابات النفسية والعاطفية، وتقوية إرادة الصائم، ورقة مشاعره، وحبّه للخير، والابتعاد عن الجدل والمشاكسة والميول العدوانية، وبالتالي تقوية وتدعيم شخصيته، وزياة تحمّلها للمشاكل والأعباء بالاضافة الى مساعدته في علاج الكثير من أمراض الجسم، كأمراض جهاز الهضم، مثل التهاب المعدة الحاد، وأمراض الكبد، وسوء الهضم، وكذلك في علاج البدانة وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها. ان عقولنا تصبح أكثر تعقلا واصفى ذهناً وأنفسنا اقوى ارادةً وأكثر سمواً . فكل صوم وحضراتكم بخير وليقبل الله صلواتنا وأصوامنا كرائحة بخور طيبة وقرابين مقبولة أمامه.
الصوم الكبير وأهميته الروحية ..
+ الصوم الكبير هو ربيع السنة الليتروجية، وفيه ينبغى ان نشبع روحيا ونتقوى بالروح ونقدم توبة صادقة ونثمر ونتخلص من الصغائر والضعفات ونقتنى الفضائل. وترجع أهمية الصوم الكبير الى انه الصوم الذى صامه ووضع حجر الأساس له السيد المسيح له المجد وأنتصر فيه لحسابنا على الشيطان ليعلمنا الطريق الى النصرة فى الجهاد الروحى الموضوع أمامنا { ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس. فبعدما صام اربعين نهارا واربعين ليلة جاع اخيرا. فتقدم اليه المجرب وقال له ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا. فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله} (مت 1:4-4). كما ان موسى وايليا من انبياء العهد القديم الذين استحقوا ان يروا مجد الرب ويظهرا مع السيد المسيح على جبل التجلى، كلاهما صام الاربعين يوماً { وتغيرت هيئته قدامهم واضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور. واذا موسى وايليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه} (مت 2:17-3). ونحن ان كنا لا نستطيع ان ننقطع عن الطعام طوال الاربعين يوم المقدسة بدون أكل أو شرب فلابد ان ننقطع عن الطعام لفترة من الزمن حسب ترتيب الكنيسة وأمكاناتنا الروحية ويعقبها تناول أطعمة نباتية صحية والأهم أن نتعلم ان نزهد فى ملذات الحياة ونمارس الصوم الذى يضبط الجسد والنفس ويقوى الروح، ونصوم عن كل شر بطهارة وبر. لهذا رتبت الكنيسة لنا الصوم الجماعى الذى فيه نتفرغ حسب أمكانيات شخص ونصلي ونطلب الرحمة والحكمة والشبع الروحى { قدسوا صوما نادوا باعتكاف اجمعوا الشيوخ جميع سكان الارض الى بيت الرب الهكم واصرخوا الى الرب} (يؤ 1 : 14).
+ الصوم فى معناه العام يعني الامتناع عن الطعام فترة من الزمن يعقبها تناول أطعمة نباتيه خالية من اللحوم ومنتجاتها أما المعنى الروحيّ فيشمل كل انواع ضبط النفس والنسك والامتناع عن الشهوات وخطايا اللسان، الصوم ليس تحريمًا لانواع معينه محلله للأكل بل البعد عنها لفترة نسكًا وزهدًا وتعففًا من اجل أشباع الروح وضبط النفس وكما قال السيد المسيح { ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله} (مت 4 : 4). الصوم جوع الى حياة البر والتقوى والشبع بالروحيات { طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون} (مت 5 : 6). الصائم يضع الشبع بالرب قبل الشبع بالخبز والشرب { اما انا فبالبر انظر وجهك اشبع اذا استيقظت بشبهك }(مز 17 : 15).
+ ان البطن هى سيدة الاوجاع التي متى تم ضبطها، ينضبط الانسان كله روحاً وفكراً وجسداً . فمن يقدر ان يضبط نفسه فى الأكل والشرب يستطيع ان يضبط ذاته ويقول لا لشهواته واهوائه وانفعالاته ومالك نفسه خير من مالك مدينة لذلك راينا القديس بولس الرسول يقول { بل اقمع جسدي واستعبده حتى بعدما كرزت للاخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا }(1كو 9 : 27). لقد كان كسر الصوم بالأكل من الشجرة المحرمة علة سقوط ابوينا القدماء آدم وحواء ومن يريد ان يرجع الى الفردوس مرة اخرى عليه ان يبدأ بالصوم وضبط النفس وتقوية ارادته وأشباع روحه، ان معظم الحروب والخصومات على المستوى الفردي والجماعي تبدأ من سعي الانسان لاشباع لذاته وشهواته وسعيه الى التملّك الاناني للاشياء دون النظر الى حاجة اخوته { من اين الحروب والخصومات بينكم اليست من هنا من لذاتكم المحاربة في اعضائكم تشتهون ولستم تمتلكون تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون ان تنالوا تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لانكم لا تطلبون. تطلبون ولستم تاخذون لانكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم}.(يع 4 : 1-3). من هنا تأتى أهمية الصوم بضبط النفس وزهدها حتى فيما هو محلل لها { ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات }(غل 5 : 24).
الصوم فى الكتاب المقدس وحياة القديسين ..
+ الصوم هو وصية الله منذ القديم لاسيما فى أوقات الضيقات {اعلموا ان الرب يستجيب لصلواتكم ان واظبتم على الصوم والصلوات امام الرب} (يهو 4 : 12). راينا الصوم الجماعي فى قوته فى صوم وتوبة أهل نينوى (يو5:3-10). كما انه هناك اصوام خاصة رايناها فى حياة كثير من رجال الله القديسين كما صام دانيال والفتية الثلاثة القديسون (دا 9 : 3). وكما صام داود النبى { اذللت بالصوم نفسي } (مز 35 : 13). ولكي يبين لنا السيد المسيح أهمية الصوم فانه بدء خدمته العامة بعد العماد بالاختلاء والصوم مع الصلاة لمدة اربعين يوماً. الصوم يعطينا القدرة على الانتصار على تجارب الشيطان. علمنا السيد الرب ان نطلب ملكوت السموات وبره وهو يعتنى بالجسد ايضا { اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم} مت 33:4. ان الصوم قوة روحية بها نستطيع ان ننتصر على ابليس وهذا ما أكد عليه السيد المسيح عندما اتوا اليه بشاب عليه ارواح نجسة ولم يستطع التلاميذ ان يخرجوها وشفاه السيد المسيح { ولما دخل بيتا ساله تلاميذه على انفراد لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه. فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم} مر28:9-29. فالصوم ضرورة روحيًة للانتصار على قوات الشر، عندما كان السيد المسيح مع التلاميذ وساله اليهود { وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيرا ويقدمون طلبات وكذلك تلاميذ الفريسيين ايضا واما تلاميذك فياكلون ويشربون. فقال لهم اتقدرون ان تجعلوا بني العرس يصومون ما دام العريس معهم. ولكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام} (لو33:5-35). كان وجود المسيح له المجد وجودا للعريس والفرح معهم وعندما صعد الى السماء صام الرسل .
+ اهتم السيد المسيح بعدم مظهرية الصوم بل بروحانيته { ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم. واما انت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية} (مت 16:6-18). فالصوم لكى يكون مقبولا يجب ان يكون ليس للتظاهر بالتقوى بل مقرونا بالتوبة والتواضع والمصالحة مع الغير.
+ لقد اختبر اباؤنا القدّيسون الصوم وفائدته ومارسوه بمحبة وبه سمت ارواحهم وتهذبت نفوسهم وقويت ارواحهم وقالوا فيه الكثير حسب خبرتهم . قال القديس مكسيموس (من غلب الحنجرة فقد غلب كل الأوجاع). وشيخ حدثته أفكاره من جهة الصوم قائلة ( كل اليوم وتنسك غدا فقال لن أفعل ذلك .لكني أصوم اليوم وتتم ارادة الله غدا. الصوم عند الاباء هو صوم الجسد عن الطعام وصوم اللسان عن الكلام البطّال وصوم القلب عن الشهوات كما يقول مار اسحاق (الذى يصوم عن الغذاء ولايصوم قلبه عن الحنق والحقد ولسانه ينطق بالأباطيل فصومه باطل ).
الصوم والنمو الروحى فى الفضيلة
+ الصوم رياضة روحية .. قل لي بماذا تهتم اقول لك من انت؟ اننا على قدر ما نهتم بارواحنا واشباعها بالله وبمحبته والنمو فى الفضيلة نصير اناسًا روحيين { اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان لان هذا الله الاب قد ختمه } (يو 6 : 27). الصوم اذاً ليس هدفاً فى حد ذاته لكنه وسيلة للأهتمام بالروحيات والشبع بكلمة الله . من أجل هذا راينا سليمان الحكيم الذى اعطاه الله حكمة عندما أهمل الروحيات واهتم باشباع شهواته وملذاته سقط وعبد الهة غريبه { ومهما اشتهته عيناى لم أمنعة عنهما }(جا 2: 1). ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه وعصفت به الشهوات الكثيرة فالصوم يقاوم الاخطاء ويقوى الروح ويضبط النفس ويعطي صحة للجسد .
+ الصوم وحياة التوبة .. ان الصوم هو الفترة المناسبة للتوبة والتذلل الى الله ، ومع ان التوبة عمل مستمر للانسان الروحي الا ان الصوم فترة للتخلص من الاخطاء لاسيما خطايا اللسان والعادات الضارة، حيث تقوى الارادة ويكون صوم الفم عن الطعام وانشغاله بعمل ارادة الله دافع للتواضع والتوبة. الصوم والصلاة قوة جبارة فى مواجهة الضيقات تجعل الله ينظر الى تواضعنا ويرحمنا، هكذا عندما رأى الله كيف صام وتاب وتواضع اهل نينوي غفر لهم خطاياهم ، وفي صوم استير والشعب كله، حينما تعرضوا لمؤامرة هامان(أش 4: 16). كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة. كذلك صام نحميا لما جاءته الأخبار أن { سور أورشليم منهدم، أبوابها محروقة بالنار } (نح 1: 3، 4). ويروى سفرنحميا أيضاً كيف كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة. كذلك يروى لنا الكتاب كيف صام عزرا وهو باك، وكيف كان تأثير ذلك في تنقية الشعب وتطهيره. وفى تاريخ الكنيسة راينا كيف ان الصوم نقل جبل المقطم فى القرن العاشر الميلادى، أيام البابا ابرام ابن زرعه.
+ الصوم والتداريب الروحية .. الصوم فترة مقدسة يكون فيها الجسد خفيفًا مما يساعد على الصلاة والسهر والقراءة فى الكتب الروحية والسجود لله فى مطانيات وركوع طلباً لمراحم الله { لذلك انا ايضا ادرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله و الناس} (اع 24 : 16). نحن يجب ان نقرن الصوم بالتداريب الروحية ومنها الصلاة الدائمة وقراءة الكتاب المقدس والتامل فيه والشبع بكلامه واقتناء الفضائل الروحية كالصمت والهذيذ فى وصايا الله ورفع القلب بالحديث مع الله والصلاة من اجل الآخرين ولاسيما المتضايقين والصلاة من اجل حل المشكلات التى تواجه الكنيسة وأعضاءها.
+ الصوم ونجاح الخدمة .. ان نجاح الخدمة يحتاج لايدٍ مرفوعة بالصلاة كل حين والصوم يرفع من حرارتنا الروحية. ان الرسل فيما هم يصومون ويصلون كان الربّ يعمل معهم ويقود خدمتهم { وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس،افرزوا لى برنابا وشاول العمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادى}( أع 13: 2، 3). من اجل هذا قال القديس بولس الرسول { بل في كل شئ نظهر أنفسنا كخدام لله. في أتعاب في اسهار في أصوام} (2كو 6: 4 ، 5).
+ الصوم والعطاء .. الصائم يشبع بالصلاة ويبرهن على محبة لله بالنسك الجسدي ويعبر عن محبته لاخوته بالعطاء، فالصوم يجعلنا نشعر بآلام الفقراء وحاجتهم فنعطيهم بسخاء ومحبة غير متغاضين عن حاجة اخوتنا { صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب} (طو 12 : 8). من اجل هذا يوصينا الانجيل بالعطاء وان نكنز كنوزنا فى السماء {لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا} (مت 19:6-21). ان ما نقدمة لاخوتنا المحتاجين نقدمه لله ويبقى لنا كنزاً لا يفنى {لان الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الانسان لنوال الرحمة والحياة الابدية } (طو 12 : 9).
+ الصوم ونقاوة القلب . الصوم المقترن بالصلاة والتواضع تتقوّى فيه الروح ويكون فرصة للدخول الى حياة العمق. ففي الصوم تصفو النفس ويتنقّى القلب ونتوب ونرجع الي الله . فلنحرص اذاً ان يكون صومنا ليس مجرد استبدال طعام حيوانيّ باخر نباتيّ ولا مجرد الامتناع عن الطعام لفترة من الزمن ثم نأكل ما لذ ّوطاب بل يجب ان يكون صومنا فرصة للنمو الروحي وضبط النفس وتقوية الارادة وحرارة الروح. نشبع فى الصوم بالصلاة ونتوب ونتخلص من الضعفات ونهتم بان نكنز لنا كنوزاً فى السماء بالعطاء للمحتاجين والفقراء والصلاة من أجل المتضايقين وخدمة المحتاجين والضعفاء والعمل على نقاوة القلب وقداسته فطوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الله .
+ الصوم والصحة النفسية والجسدية .. أن فوائد الصوم لصحة الإنسان وسلامته الجسدية والنفسية والروحية كثيرة جداً، منها ما يتعلق بالحالة النفسية للصائم وانعكاسها على صحته الجسدية ، حيث أن الصوم يساهم مساهمة فعالة في علاج الاضطرابات النفسية والعاطفية، وتقوية إرادة الصائم، ورقة مشاعره، وحبّه للخير، والابتعاد عن الجدل والمشاكسة والميول العدوانية، وبالتالي تقوية وتدعيم شخصيته، وزياة تحمّلها للمشاكل والأعباء بالاضافة الى مساعدته في علاج الكثير من أمراض الجسم، كأمراض جهاز الهضم، مثل التهاب المعدة الحاد، وأمراض الكبد، وسوء الهضم، وكذلك في علاج البدانة وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها. ان عقولنا تصبح أكثر تعقلا واصفى ذهناً وأنفسنا اقوى ارادةً وأكثر سمواً . فكل صوم وحضراتكم بخير وليقبل الله صلواتنا وأصوامنا كرائحة بخور طيبة وقرابين مقبولة أمامه.
السبت، 11 فبراير 2017
شعر قصير (46) نتبعك بكل قلوبنا
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" اليك نأتي يا الله"
اليك نأتي يا الله كالطبيب والحبيب والحكم
نكشف اليك جراحنا كي ما تطيب وتلتئم
أمح خطايانا وذنوبنا وأصلح فساد فى الذمم
أهدى النفوس كغروس تثمر في حينه فى كرم
ونحبك من القلوب ويتوب اليك من حاد أو أثم
أبعد عنا الشيطان وشر من له أعوان أو خدم
وأحمي بلادي من الشرور لتبقى ثابته كالهرم
أفض علينا من سلامك وأعطينا فيض من النعم
علمنا أن نتبعك ولروحك القدوس نقول دوما نعم
......................
(2)
" ناجي ربك"
قالت سمائي ملبدة بالضباب وبالغيوم
قلت لها فتبسمي فستمطر السماء
وتنجلي ومن ماء الغيوم سنرتوي ..
قالت حياتي كلها لون السواد!
قلت: انه لون الحكمة والوقار بعينه
وظلمة الليل يعقبها النهار ونوره
الأبتسام ينهي السواد أو يذيد جماله
قالت تركني من ظننت بانه قمر لا يخبو ضوءه
قلت لها القمر يشرق من جديد بنوره
فتطلعي نحو السماء وناجي ربك
وأفرحي بالرب من لا يغيب نوره
فهو الحبيب والنصيب ومن يدوم حبه
صرخت وقالت رباه أين أنت
قال لها أنا هنا أنتظرك
وفي قلبك أنا أكون نوره وفرحه.
......
(3)
" أهدينا الي ملكوتك"
أيهاالرب الإله محب البشر الصالح والقدير
أنت ضابط الكون والكل والقوي في التدبير
تقول للشئ كن فيكون فانت تصنع التغيير
دبر حياتنا بصلاحك فانت بكل أكرام جدير
شكلنا كاوأني للكرامة والمجد فابناء لك نصير
هبنا حكمة ونعمة وقوة لنعمل ارادتك كما تشير
وأهدنا الي ملكوتك ليتمجد اسمك وبنعمتك نسير
.....
(4)
" آمن بالله ومحبته"
بيقول بخاف في غربتي أني أعاني من الضياع
بخاف بكره يقوم عليّ فيه ناس أشرار كالسباع
ومن المستقل المجهول كل سر صار فيه مشاع
والغلاء اللي بينهش في المشترى وفي اللي باع
بخاف المرض بيهد الشباب والكبار وحتى الرضاع
قلت آمن بالله ومحبته ومش هاتخاف تغير الأوضاع
هو يرعي ويحفظ ويقود الضعيف يصير بطل شجاع
ربك يدى نعمة وعزاء وصبر وكل شئ عنده مستطاع
............
(5)
" كلي الرحمة والحب"
عندما تغٌلق امامك وتوصد الأبواب
وتبحث عن الحلول وتصبح كسراب
أطلب الذي ما صرخ اليه أحد وخاب
قل له ضاقت بيّ وأضحت الدنيا خراب
خارت قوايا وضعفت وشعري شاب
فاستجبني بنعمتك كخاطئ رجع وتاب
وارحني وبرحمتك أفتح لي الأبواب
ثق أنه سيستجيب ويمحو عنك العقاب
هو كلي الرحمة والحب ومانح الثواب
الأربعاء، 8 فبراير 2017
فكرة روحية لكل يوم (147) أنا هو لا تخافوا
فكرة روحية لكل يوم (147)
أنا هو لا تخافوا
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ وسط بحر الحياة وهياجه... كان تلاميذ السيد المسيح يواجهون الأمواج فى بحيرة طبرية تتقاذف سفينتهم الرياح العاتية والأمواج القاسية ليلاً واذ بهم ينظروا السيد المسيح قادماً اليهم ويأمر الريح ان تسكت والبحر ان يهدأ(مت 24:14-34). وقال لهم { ثقوا انا هو لا تخافوا} (مر 6 : 50) فتعجب التلاميذ جدا ودخل معهم الى السفينة لتصل الى الميناء بسلام. قد يسمح الله لرياح التجارب ان تلاطم سفينة حياتك وتظن ان الله عنك بعيد لا يستطيع ان يسكت الأمواج. لكن علينا أن نصلي فى ثقة لله ونطلب منه أن يأتي الينا، فسياتي فى الوقت المناسب ويهدئ الامواج ويسكت الرياح وبالإيمان تصل السفينة الى بر النجاة.
ما احوجنا فى هذه الايام الى دخول الله الى سفينة حياتنا والإيمان بشدة قوته وحفظه وعنايته، ان اهوج يوكد لنا إهتمامه بنا { اليست خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسيا امام الله. بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة.}( لو6:12-7 ). فليس نفوسنا وحياتنا ومستقبلها فقط معروف لدى لله ويتمتع بعنايته بل وحتى شعور رؤوسنا محصى لديه. فالذي على دراية دائمة بشعر رؤوسنا ولا تسقط شعرة منا الا باذنه!. هل يغيب عنه حفظ حياتنا طوال أيام غربتنا على الأرض؟. وهل لا يقدر ان يحفظنا وهو ضابط الكل مدبر الكون القدير؟ فلماذا اذا الخوف من المستقبل او الناس الاشرار او من حمل الصليب او المجهول؟.
علينا أن نثق فى الهنا الصالح الذى لا ينعس ولا ينام. ان الثقة فى الله نتعلمها ونختبرها من خلال وعود الله الامينة ومن صفاته المقدسة ومن تعاملات الله مع شعبه. يجب أن نتذكر إحسانات الله معنا في الماضي ونثق انه قادر أن يخلصنا من ضيقاتنا الأن وغدا ونتكل عليه مما يهبنا السلام والهدوء ويجعلنا نحيا الرجاء المسيحي فى الهنا القادر على كل شئ .
الإيمان وثماره فى حياتنا.. الإيمان بالله يثمر فى حياتنا مانحا ايانا حياة الطمانينة وعدم الخوف. الايمان بالله ضابط الكل وبعنايته وحسن رعايته وصدق وعوده { فان الجبال تزول والاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54: 10). حتى ان كان فى العالم ضيقات يجب ان نواجهها بثقة فى غلبة الله على الشيطان وكل حيله الشريرة ونحن لا ننظر ونتطلع الى الضيقات بل نصلى ونطلب من الله ان يحل بسلامه فى قلوبنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا وان يهبنا سلامه الحقيقي. كل الضيقات ستنتهى بل وحتى حياتنا ستنتهى فيا ليتها تنتهى من اجل عمل صالح، علينا ان نتعلم من التجارب ونصلى فى عمق ونلتصق باله الصبر والرجاء ونرى بالإيمان يد الله فى الاحداث ونثق ان كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، المدعوين حسب قصده. نعم قد نواجه متاعب وتجارب لكن نثق ان الله هو المنتصر والغالب {قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). لقد وعدنا بالنصرة على الشر { واله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين} (رو16 : 20). اننا لا نأخذ سلامنا من الظروف المحيطة ولا من الإتكال على مال ولا جمال ولا وظيفة بل نأخذ سلامنا من الله وإيماننا بمحبته ووعوده الصادقة لنا.
+ حياة التوبة والسلام .. اذ نحيا حياة التوبة والاستعداد فلا نخاف ونحيا فى سلام مع الله ونحيا فى طمانينة وعدم خوف حتى فى مواجهة الموت الانسان الشرير او الخاطئ لا يستطيع ان يحيا فى سلام { لا سلام قال الرب للاشرار} (اش 48 : 22) لانه يحيا الخوف والقلق وعدم السلام حتى بدون اعداء له فشره يفقده سلامه { الشرير يهرب ولا طارد اما الصديقون فكشبل ثبيت} (ام 28 : 1). أن الله يتكلم بالسلام لشعبه وقديسيه وللراجعين اليه { لاني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة ورجاء. فتدعونني وتذهبون وتصلون الي فاسمع لكم. وتطلبونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلبكم} (ار 11:29-13). لنثق اذا فى الله ملك السلام القادر ان يهبنا سلامه الكامل { وليملاكم اله الرجاء كل سرور و سلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13). نسعى فى صنع السلام ونصلى ونعمل من أجله {فلنعكف اذا على ما هو للسلام وما هو للبنيان بعضنا لبعض } (رو 14 : 19). ولنقل مع داود النبي { الرب راعي فلا يعوزني شيء. في مراع خضر يربضني الى مياه الراحة يوردني. يرد نفسي يهديني الى سبل البر من اجل اسمه. ايضا اذا سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا لانك انت معي عصاك وعكازك هما يعزيانني. ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي مسحت بالدهن راسي كاسي ريا. انما خير ورحمة يتبعانني كل ايام حياتي واسكن في بيت الرب الى مدى الايام}(مز 23). علينا أن نحيا الإيمان الذى ينزع منا الخوف ويهبنا الثقة فى القائل ها أنا معكم كل الأيام والي أنقضاء الدهر، أمين.
أنا هو لا تخافوا
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ وسط بحر الحياة وهياجه... كان تلاميذ السيد المسيح يواجهون الأمواج فى بحيرة طبرية تتقاذف سفينتهم الرياح العاتية والأمواج القاسية ليلاً واذ بهم ينظروا السيد المسيح قادماً اليهم ويأمر الريح ان تسكت والبحر ان يهدأ(مت 24:14-34). وقال لهم { ثقوا انا هو لا تخافوا} (مر 6 : 50) فتعجب التلاميذ جدا ودخل معهم الى السفينة لتصل الى الميناء بسلام. قد يسمح الله لرياح التجارب ان تلاطم سفينة حياتك وتظن ان الله عنك بعيد لا يستطيع ان يسكت الأمواج. لكن علينا أن نصلي فى ثقة لله ونطلب منه أن يأتي الينا، فسياتي فى الوقت المناسب ويهدئ الامواج ويسكت الرياح وبالإيمان تصل السفينة الى بر النجاة.
ما احوجنا فى هذه الايام الى دخول الله الى سفينة حياتنا والإيمان بشدة قوته وحفظه وعنايته، ان اهوج يوكد لنا إهتمامه بنا { اليست خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسيا امام الله. بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة.}( لو6:12-7 ). فليس نفوسنا وحياتنا ومستقبلها فقط معروف لدى لله ويتمتع بعنايته بل وحتى شعور رؤوسنا محصى لديه. فالذي على دراية دائمة بشعر رؤوسنا ولا تسقط شعرة منا الا باذنه!. هل يغيب عنه حفظ حياتنا طوال أيام غربتنا على الأرض؟. وهل لا يقدر ان يحفظنا وهو ضابط الكل مدبر الكون القدير؟ فلماذا اذا الخوف من المستقبل او الناس الاشرار او من حمل الصليب او المجهول؟.
علينا أن نثق فى الهنا الصالح الذى لا ينعس ولا ينام. ان الثقة فى الله نتعلمها ونختبرها من خلال وعود الله الامينة ومن صفاته المقدسة ومن تعاملات الله مع شعبه. يجب أن نتذكر إحسانات الله معنا في الماضي ونثق انه قادر أن يخلصنا من ضيقاتنا الأن وغدا ونتكل عليه مما يهبنا السلام والهدوء ويجعلنا نحيا الرجاء المسيحي فى الهنا القادر على كل شئ .
الإيمان وثماره فى حياتنا.. الإيمان بالله يثمر فى حياتنا مانحا ايانا حياة الطمانينة وعدم الخوف. الايمان بالله ضابط الكل وبعنايته وحسن رعايته وصدق وعوده { فان الجبال تزول والاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54: 10). حتى ان كان فى العالم ضيقات يجب ان نواجهها بثقة فى غلبة الله على الشيطان وكل حيله الشريرة ونحن لا ننظر ونتطلع الى الضيقات بل نصلى ونطلب من الله ان يحل بسلامه فى قلوبنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا وان يهبنا سلامه الحقيقي. كل الضيقات ستنتهى بل وحتى حياتنا ستنتهى فيا ليتها تنتهى من اجل عمل صالح، علينا ان نتعلم من التجارب ونصلى فى عمق ونلتصق باله الصبر والرجاء ونرى بالإيمان يد الله فى الاحداث ونثق ان كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، المدعوين حسب قصده. نعم قد نواجه متاعب وتجارب لكن نثق ان الله هو المنتصر والغالب {قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). لقد وعدنا بالنصرة على الشر { واله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين} (رو16 : 20). اننا لا نأخذ سلامنا من الظروف المحيطة ولا من الإتكال على مال ولا جمال ولا وظيفة بل نأخذ سلامنا من الله وإيماننا بمحبته ووعوده الصادقة لنا.
+ حياة التوبة والسلام .. اذ نحيا حياة التوبة والاستعداد فلا نخاف ونحيا فى سلام مع الله ونحيا فى طمانينة وعدم خوف حتى فى مواجهة الموت الانسان الشرير او الخاطئ لا يستطيع ان يحيا فى سلام { لا سلام قال الرب للاشرار} (اش 48 : 22) لانه يحيا الخوف والقلق وعدم السلام حتى بدون اعداء له فشره يفقده سلامه { الشرير يهرب ولا طارد اما الصديقون فكشبل ثبيت} (ام 28 : 1). أن الله يتكلم بالسلام لشعبه وقديسيه وللراجعين اليه { لاني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة ورجاء. فتدعونني وتذهبون وتصلون الي فاسمع لكم. وتطلبونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلبكم} (ار 11:29-13). لنثق اذا فى الله ملك السلام القادر ان يهبنا سلامه الكامل { وليملاكم اله الرجاء كل سرور و سلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13). نسعى فى صنع السلام ونصلى ونعمل من أجله {فلنعكف اذا على ما هو للسلام وما هو للبنيان بعضنا لبعض } (رو 14 : 19). ولنقل مع داود النبي { الرب راعي فلا يعوزني شيء. في مراع خضر يربضني الى مياه الراحة يوردني. يرد نفسي يهديني الى سبل البر من اجل اسمه. ايضا اذا سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا لانك انت معي عصاك وعكازك هما يعزيانني. ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي مسحت بالدهن راسي كاسي ريا. انما خير ورحمة يتبعانني كل ايام حياتي واسكن في بيت الرب الى مدى الايام}(مز 23). علينا أن نحيا الإيمان الذى ينزع منا الخوف ويهبنا الثقة فى القائل ها أنا معكم كل الأيام والي أنقضاء الدهر، أمين.
الاثنين، 6 فبراير 2017
شعر قصير -45 - الغد الأفضل
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" يوم فريد"
هذا هو اليوم الذي صنعه الرب كيوم فريد
فكر فيه وأعمل كي تحيا مع الله والناس سعيد
سعادتنا تنبع من داخلنا وليس من اشياء بعيد
ساعتني بجسدي وعقلي وأغذيهم بما هو مفيد
وأشبع بالله واطلب من روحه أن يصنع فيّ التجديد
لن أندم علي ما مضي ولن أقلق علي مستقبل بعيد
اليوم ملكي وفيه أنمو وأعمل وغدا يأتي يوم جديد
......
(2)
"مفيش مستحيل"
مش مستحيل ابداً تبقي بلدنا من احسن البلدان
ولا اطفالنا وشبابنا يبقوا زينة الأطفال والشبان
من حبنا لبلدنا رواها اجدادنا بالدم وبعرق الابدان
دا أحنا مهد الحضارة ودرة التاريخ ومعقل الإيمان
وبالعمل والأمل والتعليم هنعيد مجد سابق الأزمان
ويصحى الضمير ويتحقق العدل ونحيا في أمان
ومهما تعثرنا نقوم وننهض ونصنع التجديد للاوطان
ولو قالوا مستحيل لكن مفيش مستحيل لدي الديان
.....
(3)
" غد أفضل"
أوعي يدب اليأس فى قلبك يوم وتقول تعبان
وزهقت من الدنيا وما فيها، دنيا مفهاش أمان
خلي عندك رجاء فى ربنا مدبر حياة كل إنسان
بيعتني بصغار الطير وحبه فى الشدة تملي يبان
حتى لو تعثرت أنهض وأطلب نعمة من الرحمان
يجدد الله كالنسر شبابك وتبقي فى سلام فرحان
خلي عند أمل فى غد أفضل من ربنا بقوة الإيمان
..............
(4)
" يقودك كل الأيام"
أطمئن وثق في وعود الله وأنه مش ناسيك
هو سلامك وفي حروبك وضعفك حاسس بيك
أتجسد وجه أرضنا وعاني وجُرب بمحبته فيك
وصُلب لخلاصك وقام لتبريرك وقال أنا هافديك
وقال ها أنا معكم كل الأيام، دا أنا عيني عليك
أدعوه فهو قريب وخلي أتكالك عليه وهاينجيك
يقودك كل الأيام ويرعاك وتفرح بيه ويفرح بيك
.......
(5)
" التوبة تحيي"
شفت الورد بينزف ويبكي والحزن منه بان
بقوله بتبكي ليه ؟ قال قطعوني في الأغصان
جرحوني وتركوني أعاني من الوحده والحرمان
قلتله دا أنت في الفازة لك جمال وبهاء وسلطان
الناس بتبص عليك باعجاب وحب ومنظرك فتان
قالي فرق ما بين الميت والحي وانا ميت ودبلان
وميت الخطية أيه يستفيد من الأعياد يا إنسان؟
قلتله التوبة تحي الميت وتفرح ملايكة الرحمان
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)