فكرة روحية لكل يوم (147)
أنا هو لا تخافوا
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ وسط بحر الحياة وهياجه... كان تلاميذ السيد المسيح يواجهون الأمواج فى بحيرة طبرية تتقاذف سفينتهم الرياح العاتية والأمواج القاسية ليلاً واذ بهم ينظروا السيد المسيح قادماً اليهم ويأمر الريح ان تسكت والبحر ان يهدأ(مت 24:14-34). وقال لهم { ثقوا انا هو لا تخافوا} (مر 6 : 50) فتعجب التلاميذ جدا ودخل معهم الى السفينة لتصل الى الميناء بسلام. قد يسمح الله لرياح التجارب ان تلاطم سفينة حياتك وتظن ان الله عنك بعيد لا يستطيع ان يسكت الأمواج. لكن علينا أن نصلي فى ثقة لله ونطلب منه أن يأتي الينا، فسياتي فى الوقت المناسب ويهدئ الامواج ويسكت الرياح وبالإيمان تصل السفينة الى بر النجاة.
ما احوجنا فى هذه الايام الى دخول الله الى سفينة حياتنا والإيمان بشدة قوته وحفظه وعنايته، ان اهوج يوكد لنا إهتمامه بنا { اليست خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسيا امام الله. بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة.}( لو6:12-7 ). فليس نفوسنا وحياتنا ومستقبلها فقط معروف لدى لله ويتمتع بعنايته بل وحتى شعور رؤوسنا محصى لديه. فالذي على دراية دائمة بشعر رؤوسنا ولا تسقط شعرة منا الا باذنه!. هل يغيب عنه حفظ حياتنا طوال أيام غربتنا على الأرض؟. وهل لا يقدر ان يحفظنا وهو ضابط الكل مدبر الكون القدير؟ فلماذا اذا الخوف من المستقبل او الناس الاشرار او من حمل الصليب او المجهول؟.
علينا أن نثق فى الهنا الصالح الذى لا ينعس ولا ينام. ان الثقة فى الله نتعلمها ونختبرها من خلال وعود الله الامينة ومن صفاته المقدسة ومن تعاملات الله مع شعبه. يجب أن نتذكر إحسانات الله معنا في الماضي ونثق انه قادر أن يخلصنا من ضيقاتنا الأن وغدا ونتكل عليه مما يهبنا السلام والهدوء ويجعلنا نحيا الرجاء المسيحي فى الهنا القادر على كل شئ .
الإيمان وثماره فى حياتنا.. الإيمان بالله يثمر فى حياتنا مانحا ايانا حياة الطمانينة وعدم الخوف. الايمان بالله ضابط الكل وبعنايته وحسن رعايته وصدق وعوده { فان الجبال تزول والاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54: 10). حتى ان كان فى العالم ضيقات يجب ان نواجهها بثقة فى غلبة الله على الشيطان وكل حيله الشريرة ونحن لا ننظر ونتطلع الى الضيقات بل نصلى ونطلب من الله ان يحل بسلامه فى قلوبنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا وان يهبنا سلامه الحقيقي. كل الضيقات ستنتهى بل وحتى حياتنا ستنتهى فيا ليتها تنتهى من اجل عمل صالح، علينا ان نتعلم من التجارب ونصلى فى عمق ونلتصق باله الصبر والرجاء ونرى بالإيمان يد الله فى الاحداث ونثق ان كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، المدعوين حسب قصده. نعم قد نواجه متاعب وتجارب لكن نثق ان الله هو المنتصر والغالب {قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). لقد وعدنا بالنصرة على الشر { واله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين} (رو16 : 20). اننا لا نأخذ سلامنا من الظروف المحيطة ولا من الإتكال على مال ولا جمال ولا وظيفة بل نأخذ سلامنا من الله وإيماننا بمحبته ووعوده الصادقة لنا.
+ حياة التوبة والسلام .. اذ نحيا حياة التوبة والاستعداد فلا نخاف ونحيا فى سلام مع الله ونحيا فى طمانينة وعدم خوف حتى فى مواجهة الموت الانسان الشرير او الخاطئ لا يستطيع ان يحيا فى سلام { لا سلام قال الرب للاشرار} (اش 48 : 22) لانه يحيا الخوف والقلق وعدم السلام حتى بدون اعداء له فشره يفقده سلامه { الشرير يهرب ولا طارد اما الصديقون فكشبل ثبيت} (ام 28 : 1). أن الله يتكلم بالسلام لشعبه وقديسيه وللراجعين اليه { لاني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة ورجاء. فتدعونني وتذهبون وتصلون الي فاسمع لكم. وتطلبونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلبكم} (ار 11:29-13). لنثق اذا فى الله ملك السلام القادر ان يهبنا سلامه الكامل { وليملاكم اله الرجاء كل سرور و سلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13). نسعى فى صنع السلام ونصلى ونعمل من أجله {فلنعكف اذا على ما هو للسلام وما هو للبنيان بعضنا لبعض } (رو 14 : 19). ولنقل مع داود النبي { الرب راعي فلا يعوزني شيء. في مراع خضر يربضني الى مياه الراحة يوردني. يرد نفسي يهديني الى سبل البر من اجل اسمه. ايضا اذا سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا لانك انت معي عصاك وعكازك هما يعزيانني. ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي مسحت بالدهن راسي كاسي ريا. انما خير ورحمة يتبعانني كل ايام حياتي واسكن في بيت الرب الى مدى الايام}(مز 23). علينا أن نحيا الإيمان الذى ينزع منا الخوف ويهبنا الثقة فى القائل ها أنا معكم كل الأيام والي أنقضاء الدهر، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق