الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017
وفاء فأر
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
فأر شفته فى بيتي يوم
صحاني من النوم
ولقيته وحيد مسكين
جبلته جبنة وخيار وقلت يا فأر
لك الخيار تأكل وتهدأ
ولا تغادر من هنا مختار؟
أكل الخيار وبقي اليف
يكتفى مع باللي بأكله
ولو لقمة رغيف
وبقي ليَ صاحب واليف
أندهله يا ببسي
يجي لي يجرى
وكبر وأتعلم
وبقي مش ناقصه الا يتكلم
وكبر الفأر وبقي مغوار
على حرمة بيته
يدافع ويغار
لو فأر غريب دخل لبيتى
يأخد العلقة ويقول ياريتني
ما دخلت وجيت
بقى وفى وهمام
ويقوم بمهام
يجمعلي الفضلات
الى سلة المهملات
يصدق ما يشوفنى
يفرح ويغنى
فى زمن غدار
بقى فيه الفأر
أوفى من ناس كتار
تأكل وتنكر
وتعض الايد
اللى تمتدلها بالخير.
السبت، 18 نوفمبر 2017
القاغدة الذهبية فى التعامل
للأب القمص / أفرايم الأنبا بيشوى
كيف تريد ان يعاملك الناس ؟
+ الإنسان كائن إجتماعي بطبعه لا يستطيع ان ينعزل عن مجتمعه الذى يعيش فيه، لقد اصبحنا نحيا فى عصر السموات المفتوحة والتلفزيون والنت والمحمول ومن خلالهم نتصل ونتواصل مع الآخرين من حولنا وحتى فى مختلف القارات. ومن العلاقات الاسرية المحدودة اصبحنا نمتد لنتواصل فى مجالات العلاقات العائلية والاجتماعية والدراسة والعمل والصداقة مع المجتمع المحيط بنا والبعيد عنا وتشعبت العلاقات وتعقدت وتباينت ويعتمد مدى نجاحنا فى الحياة على مدى قدرتنا على كسب الأصدقاء والتاثير على الناس. كما اننا فى أمس الحاجة للتأقلم مع التغيرات الكثيرة الحادثة على مجتمعاتنا بروح منفتحة على الأخر، تقبله وتحبه وتتعاون معه للتغلب على المشكلات الى تواجهنا فى مختلف نواحي الحياة، كما اننا اصبحنا عرضة للتأثر بما يحدث من حولنا من أحداث .
+ يقدم لنا السيد المسيح قاعدة ذهبية فى التعامل مع الآخرين { كما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا} (لو 6 : 31) }. فلان الله خلق الإنسان ويعلم ما بداخله، ولان كل منا جُبل على محبة نفسه علمنا الله ان نحب قريبا كأنفسنا { تحب قريبك كنفسك }(مت 22 : 39). وقريبنا هنا هو كل انسان أخ لنا فى البشرية عندما نحبه محبة روحية صادقة فاننا نعمل لخيره ولا نريد له أذى أو ضرر { لانه لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تشته وان كانت وصية اخرى هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك} (رو 13 : 9). ويشجعنا الكتاب علي محبة القريب كناموس الهي ملوكي{ فان كنتم تكملون الناموس الملوكي حسب الكتاب تحب قريبك كنفسك فحسنا تفعلون} (يع 2 : 8). ونحن نريد ان يعاملنا الناس حسنا وبالاحترام والتقدير، فلابد ان نكون مبادرين لمعاملتهم هكذا أيضا. فهذا هو من جوهر الإيمان فى التعامل مع الآخرين { فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم لان هذا هو الناموس والانبياء} (مت 7 : 12).
+ انت تريد ان يحترمك ويحبك الناس فعليك ان تحترمهم وتحبهم ، وتريد ان يستمع اليك الآخرين عندما تتحدث ويقدرونك كما انت بشخصيتك وافكارك ومعتقداتك فهكذا يجب ان تكون انت معهم مقدرا لهم محترما ارائهم ومعتقداتهم. انت تريد ان يقبلك الناس كما انت فاقبلهم كما هم { لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله }(رو 15 : 7) وحتى عندما تخطئ تريد ان يلتمس لك الآخرين الاعذار والمبررات فهل تفعل انت هكذا ؟. يجب ان نبادر الى التعامل الإنساني الراقي حتى وان لم نجد رد الفعل المناسب من البعض. فانت تتصرف بناء علي قيمك وأخلاقك وليس بردود الفعل. وحتى لو كنا فى مجتمع ينتشر فيه العنف علينا ان نتحلى بالأخلاق الفاضلة والمبادئ السامية فان العنف لا يوقفه العنف والكراهية تزيد الكراهية اشتعالا فالنار تطفأ بالماء لا بمزيد من الحطب { ان جاع عدوك فاطعمه خبزا وان عطش فاسقه ماء} (ام 25 : 21) هكذا جاء السيد المسيح ليقدم لنا تعليما ساميا يهدف الى نشر الخير والمحبة التي تحول الاعداء الى اصدقاء وتجعلنا نتشبه بالله خالقنا وابينا السماوي { سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين.لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك.وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} (مت 43:5-48). وقد يقول قائل هذا الكلام صعب التنفيذ!. انه ان كان صعب التنفيذ على الإنسان العادي فانه مستطاع للمؤمن الذى تجدد على صورة خالقه ومنه يستمد القوة والنعمة والعون على طاعة وصاياه . كما اننا نثق فى ان وجود الرغبة والارادة فى طاعة الوصية تهبنا القدرة على التنفيذ { لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة }(في 2 : 13). عندما نتسامى فى تعاملنا مع الآخرين عن رد الفعل الغاضب ونقدم محبة لمن يسيئون الينا فاننا نكسبهم ونحولهم من دائرة الاعداء الى اصدقاء .
القبول والإحترام والمحبة في التعامل..
+ اننا نختلف فيما بيننا فى الميول والثقافات والاراء وقد نختلف فى الاعراق أو الاديان ونتيجة لذلك قد نختلف فى نظرتنا الى الأمور ومعالجتنا للمشكلات ولكن يجب ان نقبل بعضنا البعض ونحترم الآخر مهما كان رايه أو جنسه او معتقده الديني او السياسي . لابد ان نقبل الغير وندعهم يعبرون عن رايهم وليس معنى هذا ان نتبنى اراء الاخرين او نوافقهم عليها ولكن علينا ان نصل معهم بالحوار والاحترام والقبول الى القواسم المشتركة التي نتفق عليها بدون تعصب او انغلاق مما يصل بنا الى فهم أشمل وأعم للغير، يثرى حياتنا بتبادل وتنوع الاراء. ان القبول يمتد بنا الى بناء جسور من الإحترام والتعاون المشترك بيننا لنصل لحلول مرضية لكل المعضلات التي تواجهنا. نتعلم ان نقبل الناس كما هم لا كما نريد ان يكونوا فالانسان لن يكون الا نفسه وعندما ننطلق من مبدأ القبول نصل الى الإحترام والتفاهم والتعاون ونكسب الناس ونؤثر فيهم .
+ الإحترام المتبادل بين الناس دليل على رقي المجتمع والإنسان . الله لا يجبر الإنسان حتى على عبادته بل منحه العقل ليعبده بحرية والتزام ومسئوليه ومنحه الحرية ليبتعد عنه. ولكن صرنا نجد البعض يجعلوا من أنفسهم الهه ويتكبروا بل ويعطى البعض نفسه ان يكون الها وقاضي ومنفذ لاحكام الله كما يتصورها هو طبعا والله من هؤلاء براء . ونجد فى المجتمعات المتخلفة النظرة الضيقة المتعصبة التي لا تقبل من هو مختلف. ويتم فى غياب العدالة والقانون تفشي ظواهر العنف وأعمال البلطجية واستغلال الديمقراطية التي تعنى حق الفرد فى التعبير عن رايه. الاحترام ينبع من إحترام الإنسان لنفسه وايمانه بكرامة الإنسان بغض النظر عن معتقده الديني او رايه السياسي او عرقه او جنسه . ان إحترامنا للاخرين يجعلنا نكرمهم ونستمع اليهم حتى ان إختلفنا فى وجهات النظر لا نسفه او نستهزئ بارائهم .الإحترام يجعلنا نصغى للناس ونتفهمهم ونقدرهم. نحترم الكبار كاباء وامهات والتي هي أول وصية بوعد لكي تطول ايامنا على الارض ويكون لنا الخير، نحترم الصغير لينشأ سليم النفس يتلقى الاحترام ويمنحه. نحن جميعا وان تعددت أجناسنا وأعراقنا ومعتقداتنا من اب واحد هو أدم وأم واحدة هي حواء ، وتقاس عظمة الإنسان بخلقه وتقواه وحسن معاملته وإحترامه لنفسه والغير، ويتقدم بنا الاحترام الى معرفة أعمق بالاخرين وتقديرهم واكرامهم لنصل الى محبتهم وخدمتهم .
+ ان رسالتنا كمؤمنين هي ان نحب الآخرين محبة روحية مقدسة { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا} (يو 13 : 34). لقد جاء مسيحنا القدوس ليعلمنا أن قلب الله متسع بالمحبة لكل البشرية. وكل من يلتقى مع الله ويختبر محبته يتسع قلبه فيحب الجميع دون تمييز ويشعر بحاجة البعيدين عن دائرة المحبة الإلهية للقلب المتسع بالمحبة والترفق حتى لو أظهر البعض منهم عنفاً أو متاعب له ولاحبائه . المحبة لا تسقط ابدا لان الله محبة لكن يختلط الأمر فى أذهان البعض لاسيما الشباب والبعيدين عن الله فلا يميزوا بين المحبة التي من الله والميل العاطفي او الشهوة والأنانية ويعطى البعض صورة مقدسة لدوافع غير مقدسة أما غاية الوصية { اما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء} (1تي 1 : 5). المحبة الحقيقية هي محبة مقدسة وطاهرة وروحية التي تسعى لخلاص وخدمة الناس وتقربهم الى الله . لقد تصور قديما شمشون الجبار ان دليلة تحبه ولكنها لم تكن علاقتهما علاقة محبة حقيقية بل شهوة عابره تحولت الى خيانه وسلمته الى إيدي أعدائه ليعاملوه معاملة الحيوانات لما أباح لها بسر قوته { فقالت له كيف تقول احبك وقلبك ليس معي هوذا ثلاث مرات قد خذلتني ولم تخبرني بماذا قوتك العظيمة } (قض 16: 15). ان روح الله القدوس يستطيع ان يقدس دوافعنا وينميها ويوجهها متى أطعنا عمله داخلنا .
اللطف والعطاء واجب إنساني
+ ما من احد يريد ان يعامله الأخرين بالقسوة والعنف . والإنسان اللطيف المهذب يبقى دائما وابدا محبوبا ومرغوبا من الناس ، وكما يقول الإنجيل { الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط} (ام 15 : 1). فعليك باللطف والكلام اللين وطول البال مع الناس لتربحهم وتريحهم وكما يقول أحد الأمثال " ان طبق من العسل يصطاد من الذباب أكثر من برميل من العلقم" انت بالابتسامة تقول لمن هم أمامك : (انى أحبكم ، انتم تمنحوني السعادة ). وهذه السعادة تنتقل اليك ايضا عندما تقدمها للاخرين تاخذها ايضا منهم فكن بشوشا وتذكر ان وجهك لا تراه الا فى المرآة أما الناس فيرونه دائما . قدم لهم منه ابتسامة طيبة وقدم لهم الكلمة الطيبة وقدم من القلب المحبة الصادقة ان اردت ان تكون محبوبا وتذكر ان {حديث الاحمق كحمل في الطريق وانما اللطف على شفتي العاقل} (سيراخ 21 : 19).
+ من الاشياء التي تسعد الآخرين التعامل بروح العطاء والإنفتاح على الاخرين، والعطاء لا ينطبق فقط على الأشياء المادية بل والمعنوية ايضا فكلمات التقدير هي عطاء ومحبة لها مفعول السحر فى تغيير القلوب والهدية حتى ولو بسيطة فى وقتها المناسب شئ هام يعبر عن محبتك وتقديرك وإحساسك بالأخرين { الهدية حجر كريم في عيني قابلها حيثما تتوجه تفلح} (ام 17 : 8). ان خدمتك للأخرين وقت حاجتهم اليها عمل رحمة تأخذ عليه الأجر السمائي وتربح به النفوس {في كل شيء اريتكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ} (اع 20 : 35). فلتتذكر مثلا اعياد ميلاد اصدقائك وأحبائك ومناسباتهم الخاصة وعبر لهم عن أمتنانك وسعادتك بمعرفتهم وكن كسيدك { جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس } (اع 10 : 38).
+ وما من أحد منا عندما يخطأ فى حق الغير الا ويرجو منهم التماس العذر له ومسامحته سواء حدث ذلك عن عدم معرفة او سهوا او حتى فى ساعة غضب أو ضعف . فلماذا تنصب نفسك عزيزي ديانا للآخرين ، تذكر قول الإنجيل {ومتى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم }(مر 11 : 25)، {و لا تدينوا فلا تدانوا لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم اغفروا يغفر لكم} (لو 6 : 37).ان من شيم العظماء ان يلتمسوا الاعذار للمخطئين ومن صفات المتواضعين ان يلوموا أنفسهم متى حدث أن أخطأ اليهم أحد ويقولوا نحن مخطئين وهذا التواضع يرفعهم فى أعين الله واعين الناس . هكذا فعل داود النبي مع شاول الملك من اجل ذلك ارتفع فى عين الله وحتى فى اعين أعدائه { فلما فرغ داود من التكلم بهذا الكلام الى شاول قال شاول اهذا صوتك يا ابني داود ورفع شاول صوته وبكى . ثم قال لداود انت ابر مني لانك جازيتني خيرا وانا جازيتك شرا. وقد اظهرت اليوم انك عملت بي خيرا لان الرب قد دفعني بيدك ولم تقتلني. فاذا وجد رجل عدوه فهل يطلقه في طريق خير فالرب يجازيك خيرا عما فعلته لي اليوم هذا. والان فاني علمت انك تكون ملكا وتثبت بيدك مملكة اسرائيل} (صم16:24-20). فان اردنا ان نحصل على الغفران من الله ومن المحيطين بنا يجب علينا ان نقدمه فى عفو عند المقدرة وفى صبر وطول بال ولطف. ان أحوج الناس الى التعامل باللطف واللين من فقد أعصابه ومن ضاقت به السبل واحوج الناس الى الإبتسامة هو الإنسان المحزون . الذي يريد التعزية والمشاركة الوجدانية الصادقة .
اليك نصلى يا سامع الدعاء
+ اليك نرفع الصلاة ياربنا والهنا يامن أحببت الإنسان وأكرمته بنعمة العقل والروح والمشاعر . ولم تجبره على عبادتك بل تريد ان يحبك بنفس راغبة وبقلب طاهر وبإيمان بلا رياء. ايها الاله الرحوم الذى يصبر على البشرية فى بعدها وجحودها ونكرانها ملتمسا لنا الاعذار بالجهل وعدم المعرفة من أجل ان يقودنا اللطف وطول الأناة الى التوبة والرجوع اليك. أعطانا ان نتعلم منك، ونرجع اليك بالتوبة ونصلى اليك في كل حين طالبن عفوك ورضاك ومصلين ان تهبنا قلباً محبا. فانت ايها الأب الصالح تشرق شمس برك على الابرار والاشرار وتمطر على الصالحين والطالحين . فهبنا قلبا محبا يعامل الاخرين بالمحبة واللطف والوداعة .
+ ان كنا نريد ان يحبنا الناس فعلمنا يارب ان نحبهم وبدافع المحبة نصلى ونسعى من أجل خلاصهم، المحبة تحتمل وتصبر ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها . المحبة لا تسقط أبدا . فهبنا يارب ان نتعلم كيف نقدم المحبة الطاهرة الروحية المقدسة ، ومن أجل الفوز برضاك لا أنتظاراً للمعاملة بالمثل ، دعنا نجول نصنع خيرا مع الجميع ونزرع المحبة والخير لتنمو وتثمر ثمارا صالحة فلابد ان نحصد في الوقت المناسب خيرا ورحمة .
+ اننا اذ نرجو منك الغفران، نتوب عن خطايانا واخطائنا. ومن أجل الحصول على الغفران منك فنصلى ان تعلمنا ان نغفر ونسامح ونصفح عن المسيئين الينا والذين يبغضوننا، متعلمين منك أيها الرحيم الغفور، المتأني فى العقاب، البطئ الغضب، يا من علمتنا {و اما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم} (مت 5 : 44). وان كان ذلك ليس فى مقدورنا كبشر ضعفاء نسرع الى المعاملة بالمثل بل وفى بعض الأحيان نسرع للعنف، لكن نحن نثق فى عمل نعمتك فى داخلنا وقيادة روحك القدوس القادر ان يغير طبيعتنا الضعيفة خالقا فينا انسانا جديدا يسرع الى العمل بوصاياك ويسر بالسير فى رضاك . لا طمعا فى الثواب ولا خوفا من العقاب بل لنكون ابناء لابينا السماوي الذى علمنا قائلا {فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي هو كامل} (مت 5 : 48) { كونوا قديسين لاني انا قدوس} (1بط 1 : 16)، أمين
السبت، 11 نوفمبر 2017
شعر قصير (62) فى قيادة الراعي الصالح
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" معانا علي الدوام"
فرح قلوبنا يارب، واملاء حياتنا سلام
معك سفينة حياتنا تسير في هدوء ووئام
معاك نحيا في عشرة حب ونبعد عن الخصام
ملايكتك حولينا يحفظونا في سلام الي التمام
وأنت أمين ووعدت يارب تكون معانا مدي الايام
ملناش غيرك اله قوى يخلصنا من جحافل الظلام
في محبتك واثقين وبالايمان نصل لحسن الختام
.........
(2)
" شهوة القلب"
تشتاق اليك نفسي وتحن أحشائي يا الله
وتفرح روحي برفع يداي وقلبي للصلاة
أشتهي التحرر من تعلقي بالناس والأشياء
لتكون أنت دائما شهوة القلب وحبه ومبتغاه
أحب الناس وأخدمهم من أجلك أنت أيها الإله
وأختلي بك وأشكي همومى وأخذ منك العزاء
تسكن أنت فى قلبى وتكون له نبض وحياة
......
(3)
" مخلوقين لاعمال صالحة"
في كل ليله تاتي علينا نشكر الله
الذي اعطانا الليل للراحة والمناجاة
للحديث الممتع والود واللقاء معاه
وبكل صباح جديد نشكر الرب الاله
اعطانا يوم جديد لنشارك في الحياة
نصنع الخير ونفعل مايسره ويرضاه
نحن مخلوقين لاعمال صالحة اعدها الله
فليساعدنا الله لنتمم كل خير وبر بدأناه
......
(4)
"ثقتنا فى الله"
ثقتنا في الله تدينا قوة لنسير فى الحياة
اللي مع ربنا ينجح طرقه وثمره ما أحلاه
لايخشي يوم شر أو ضيق لان الله يتولاه
منتظر الرب كالنسر يرتفع وتتجدد قواه
الليّ يعطي المعيي والضعيف قدرة هو الله
فلا تخف وليتشدد قلبك وتمسك بالصلاة
لان الله سائر معك يقودك للنصرة والنجاة
.....
(5)
" قوة الإيمان"
حتى لو الابواب مقفولة يجي يوم وتنفتح
الضيقة مش هاتطول ويهل علينا الفرح
بعد سواد الليل أكيد هيطلع علينا الصبح
الشر هيبان للناس حقيقته ووجهه البشع
ولو لبس توب الحق وفيه البعض أنخدع
متقولش أزي وخلي عندك إيمان يا جدع
اللي معاه الله ميخافش من ظلمة ولا بدع
السبت، 4 نوفمبر 2017
أقامة أبن أرملة نايين
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
السيد المسيح ودعوته للحياة المقامة ..
+ جاء السيد المسيح الى إرضنا يجول يصنع خيراً يشفى المرضى ويعلم الجهال ويشبع الجياع ويفتح أعين العميان ويقيم الموتى ويكرز ببشارة التوبة والخلاص { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4 : 17) وهو يدعونا فى وقتنا الحاضر {ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل }(مر 1 : 15). ولا تظنوا ان هؤلاء الذين دعاهم الرب الى التوبة كانوا أكثر شراً منا نحن { وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. فاجاب يسوع و قال لهم اتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا.كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم اتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} لو1:13-5.
+ نحن نحتاج الى قوة التوبة والقيامة من حياة الخطية والكسل لحياة التوبة والعمل ، ومن حياة الضعف والموت الروحى الى حياة القوة الروحية العاملة فينا بقوة القيامة المجيدة . ان السيد المسيح له المجد يلح علينا ويدفعنا للقيامة والصلاة بلجاجة لتعبر عنا أزمنة الضيق الى حياة القيامة المجيدة . ونقوم كما فعل الابن الضال اذ أحس بالجوع والحرمان والحاجة الى الاحساس بالشبع والأمان فى بيت الله الابوى { فرجع الى نفسه و قال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز و انا اهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء و قدامك}( لو17:15-18). ان تصرف قاسى من زوج فاسد يدفع زوجته او ابنته الي ترك بيتها أو حتى دينها ليست حباً فى الدين الأخر ولكن تمرداً وهروباً من التسلط والأستبداد فى جهل وعدم فهم ان هناك ذئاب خاطفة تترصد بكنيسة المسيح المقدسة وتريد ان تمزقها ، فلا تعطوا لابليس مكانا فى قلوبكم وبيوتكم وكنايستنا .
+ علينا أن نسرع الي التوبة والقيام من حياة الخطية والكسل والخوف والضعف { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله } (كو 3 : 1) ان خطيئة وشر فرد قد تلحق الهزيمة بشعب كامل وقد راينا قديما ان خطيئة عخان بن كرمى تسببت فى هزيمة أمه {فقال الرب ليشوع قم لماذا انت ساقط على وجهك. قد اخطا اسرائيل بل تعدوا عهدي الذي امرتهم به بل اخذوا من الحرام بل سرقوا بل انكروا بل وضعوا في امتعتهم.فلم يتمكن بنو اسرائيل للثبوت امام اعدائهم يديرون قفاهم امام اعدائهم لانهم محرومون و لا اعود اكون معكم ان لم تبيدوا الحرام من وسطكم.قم قدس الشعب و قل تقدسوا للغد لانه هكذا قال الرب اله اسرائيل في وسطك حرام يا اسرائيل فلا تتمكن للثبوت امام اعدائك حتى تنزعوا الحرام من وسطكم} يش 10:7-13. كما ان قداسة الافراد ونهضتهم قد يقودها فرد او افراد فلقد قبل الله ان لا يحرق سدوم وعمورة ان وجد فيها عشرة أبرار بل وقال لارميا النبى قديما { طوفوا في شوارع اورشليم و انظروا و اعرفوا و فتشوا في ساحاتها هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل طالب الحق فاصفح عنها}( أر 1:5).
قوة القيامة بكلمة وعمل الله فينا ...
+ اننا فى سعينا الى حياة التوبة والقيامة والصلاة لا نعتمد على قوتنا الذاتية ولا نطلب على المستوى الفردى او الكنسى او العام مساعدة خارجية من احد ، اننا نتكل على الله الهنا القوي ونثق انه قادر ان يقودنا فى موكب نصرته { الرب قوتي ونشيدي وقد صار خلاصي هذا الهي فامجده اله ابي فارفعه} (خر 15 : 2) ان للكنيسة رب يحميها وللمؤمن اله قوى يدافع عنه وللأقباط على مدى التاريخ رب مقتدر ينجينا من أتون النار المتقد ومن شر الأشرار ومؤامراتهم وحتى ان سمح الله بالتجارب والاستشهاد من أجل كلمته فنحن شهود لمن بذل ذاته عنا وصُلب ومات وقام ليقيمنا لنحيا حياة أبدية . لقد جاء ذات يوم القنصل الروسى للبابا بطرس الشهير بالجاولى طالبا منه ان يطلب حماية قيصر روسيا من ظلم العثمانيين وتعسفهم فى معاملة الأقباط وبناء كنائسهم فكان رد البابا : وهل يموت قيصركم ؟ قال له نعم انه كبشر يموت . قال له البابا نحن فى حمى اله حي لايموت . ونحن نفتخر بكنيستنا التى ارتوت بدماء القديس مارمرقص الرسول الطاهرة التى سالت على تراب مدينة الأسكندرية وامتزجت بها دماء شهدائنا فى العصر الحديث فى الأسكندرية والقاهرة والصعيد فى الكشح وابو قرقاص ونجع حمادى والمقطم وامبابه والمنيا ومازالت دماء شهدائنا تصرخ لله مطالبة بالعدل.
+ ان مسيحنا القدوس رئيس الحياة وملك الدهور وواهب القيامة ، ومن أمن به ولو مات فسيحيا وهو أمس واليوم والي الإبد يتحنن على شعبه وعلى كل نفس تعانى الظلم والخطية والضعف والظلم {و في اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين وذهب معه كثيرون من تلاميذه و جمع كثير. فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه و هي ارملة و معها جمع كثير من المدينة. فلما راها الرب تحنن عليها و قال لها لا تبكي. ثم تقدم و لمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم. فجلس الميت و ابتدا يتكلم فدفعه الى امه. فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله}( لو 11:7-16). الله يتحنن كل كل أرملة فقدت رجلها وكل أم فقدت أبنها وكل كل شاب وفتاه لا يجد الحنان او المحبة وعلى كل طفل يعانى الخوف او الضعف ويتقدم الينا اليوم وفى كل يوم ليعين المتعبين ويشفى المرضى ويداوى المجروحين ويقول لنا {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم.احملوا نيري عليكم و تعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هين و حملي خفيف} (مت 28:11- 30) . اننا ندعوه اليوم وكل يوم ان يتحنن على كنيسة فى مصر والمشرق العربى والى عالمنا لكى من يقيمنا بقوة قدرته وعمل مجده ناظراً الي دموعنا وأنينا ومتاعبنا وضيقاتنا لكى نفرح بعمل الله معنا.
+ اننا نثق فى عمل الله فى كنيسته ومع ابناءه وهو رب الكنيسة وملجانا فى الضيقات والشدائد ننصلى اليه لي وهو معين لمن ليس له معين ، هو قديما جاء خصيصاً الى مريض بركة حسدا الذى قال له { ياسيد ليس لى انسان يقلقينى في البركة متى تحرك الماء بل بينما انا ات ينزل قدامي اخر.قال له يسوع قم احمل سريرك و امش. فحالا برئ الانسان و حمل سريره} (يو7:5-9). وهو لا يشفى فقط من المرض الجسدى بل له السلطان على مغفرة الخطايا {و لكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج لك اقول قم واحمل فراشك و اذهب الى بيتك ففي الحال قام امامهم و حمل ما كان مضطجعا عليه و مضى الى بيته و هو يمجد الله. فاخذت الجميع حيرة و مجدوا الله و امتلاوا خوفا قائلين اننا قد راينا اليوم عجائب.} (لو 5 : 24-26 ). فإلي كل إنسان فقد المعين والسند نقول ثقوا أن الله نعم المعين والأب والصديق والحبيب.
+ ان قدرة الله وقوة القيامة لاتشمل فقط اقامتنا فى اليوم الأخير ليعطى كل واحد كحسب عمله ولكنها ايضاً تشمل اقامة الاحياء لانه يوجد الكثيرين ممن يظنون انهم احياء وهم أموات ، الضالين والمنحرفين والمتعصبين والجهال ، والمتكبرين والخطاة والأنانيين والبعيدين والجهال والذين يبيعون الإيمان تحت تأثير الخوف او تحت الأغراء او الوعيد او التهديد لكل هؤلاء جاء المسيح المحرر { وجاء الى الناصرة حيث كان قد تربى ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم}( لو 16:4-21). ماذال السيد يعمل ليبشر المساكين ويشفي منكسرى القلوب وينادي للماسورين بالأطلاق ويفتح أعين الجهال ويحرر المستعبدين بالخطية وتحت نير الخطية ويحتاج منا أن نصلي اليه بلجاجة لتعلم طلباتنا لديه. أننا نحتاج لحنانه وشفقته ورحمته ولمسته الشافية والمعطية واهبة الحرية والتقديس والشفاء والحياة الأبدية.
+ ان السيد المسيح له المجد يقول لكل من يشعرون بالضعف انا هو قوتكم ، ولمن يعانون الخوف انا هو سلامكم ولمن يشعرون بضعف أمكانياتهم انا هو مفجر الطاقات هو { يعطي المعيي قدرة و لعديم القوة يكثر شدة (اش 40 : 29) ان مسيحنا القدوس قام ليقيمنا ويجلسنا معه فى ملكوت السموات وهو يقول لم فقد عزيز لديه { انا هو القيامة و الحياة من امن بي و لو مات فسيحيا} (يو 11 : 25) نعم أحبائنا احياء وكملائكة الله فى الفردوس وسنلتقى بهم ونسعد معا بالوجود فى حضرة الله { و اما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول الرب اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب. وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء} (لو 37:20-38) .
قم ايها النائم ..
+ انها دعوة لنا للقيام والتوبة والرجوع الى الله ، فلا نتوانى فى زمن الجهاد فخير لنا ان نموت ونحن نجاهد فى حياة التوبة والصلاة والعمل من ان نموت فى حياة الكسل والخطية ونهلك وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه { لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح }(اف 5 : 14). لنقوم ونقول لا تشمتى بي يا عدوتى فانى ان سقطت أقوم ، وان مشيت فى الظلمة فالرب نوراً لي.
+ والى تلك الركب المخلعة نقول ان المسيح القائم يدعونا الى ان نتشدد متعلقين بذراعه القوية وقوته المقتدرة فمن كان يظن ان شاول الطرسوسى يتغير ويتحول الى القديس بولس الرسول الذى جال العالم كله مبشراً بالإنجيل او سمعان بن يونا الصياد الذى ضعف وانكر أمام الجوارى يجاهد وبعظة واحدة يرد ثلاثة الأف نفس . ومن كان يظن ان مريم الخاطئة التى كانت الشياطين تسيطر عليها تصبح مبشرة بالقيامة حتى أمام القصر نفسه . ومن كان يظن ان لص كموسى الإسود يؤمن بالمسيح ويصير اباً ومعلماً للرهبنة ومرشداً تهابه الشياطين . انها اذن قوة القيامة العاملة فى كل أحد وفى كل جيل .
+ اننا مدعوين الى تبعية رئيس أيماننا ومكمله الذى أحتمل الظلم فى صبر وطاعة للأب السماوى ، طاعة حتى الموت ، فجلس عن يمين الأب { لاعرفه و قوة قيامته و شركة الامه متشبها بموته }(في 3 : 10). نعم مدعوين الى معرفة أختبارية نذوق فيها نعمة الله وحنانه وصبره وعمل قوة قيامته فينا ومن أجل خلاصنا . ولكى نذوق أمجاد القيامة فاننا مدعوين الى شركة الآلام ، حمل الصليب بفرح وشكر لنخلص انفسنا والبشرية الساقطة .
+ واذ لنا رئيس كهنة مجرب فى كل شئ يقدر ان يعين المجربين نرفع اليه أعين قلوبنا ونسلم اليه أمر حاضرنا ومستقبلنا ، ونطلب منه القوة والصبر والعزاء فى أزمنه الضيق ونكنز فى السماء كنوزنا ودموعنا والآمنا وهو قادر ان يمسح الدموع ويعين المجربين ويعطى عزاء للمحزونين ويكأفانا بأكليل الظفر {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3 : 1). اننا مدعوين بقوة القيامة لنحيا فى سلام الإيمان {منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم و مخلصنا يسوع المسيح} (تي 2 : 13). {و ليملاكم اله الرجاء كل سرور و سلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13).
الأربعاء، 1 نوفمبر 2017
أنتصارنا فى التجارب
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
التجارب في حياتنا ...
+ التجارب والضيقات تأتي علي كل الناس فكل الخليقة تئن وتتمخض { فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً إِلَى الآنَ} (رو 8 : 22). المشكلات والتجارب ليست دليل علي تخلي الله عنا، وعلينا أن نتعلم ونجاهد لكي نتغلب عليها ونواجهها وننتصر وننجح ونحقق نمونا الروحي ونجاحنا العملي. ونحن نسمع صوت الرب يسوع المسيح يقول لنا في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا اني قد غلبت العالم، السيد المسيح رئيس ايماننا قد جُرب وخرج منتصراً وهو قادر ان يعين المجربين.
+ العمل بجدية من طبيعة كل إنسان يريد أن يحصل على شيء ثمين. والحروب الروحية تعلم وتقوى المؤمنين وتنقيهم وتكللهم وبواسطتها ننمو روحيا ونتعلم الثبات في الرب. نصرتنا فى الحروب الروحية أكيدة أن تمسكنا بايماننا بالسيد المسيح الذى أنتصر وهو علمنا كيف نقاوم إبليس فيهرب منا. لقد جرب الشيطان معلمنا ومخلصنا الصالح بالأكل بعد الجوع ورغم أن أشباع جوعنا شئ طبيعي لكننا لن نشبعه بطاعة إبليس أو بطريقة غير مشروعه هكذا ليس خطأ أشباع حاجتنا للحب ولكن الخطأ هو أشباعه بشهوات وعلاقات خاطئة تقود للخطية والموت الروحي. لقد أنتصر السيد المسيح على حرب إبليس له بافكار العظمة والكبرياء عندما قال له ان يلقى بنفسه عن جناح الهيكل فى أبهار للناس بالمعجزات ولكن الرب أنتصر بالتواضع وأنكار الذات. وأخيراً حاربه الشيطان بترك الصليب ونهج الطريق السهل قائلاً: أعطيك ممالك الأرض كلها إن خررت وسجدت لي بدل أن تملك على قلوب البشر بالصليب. فانتصر الرب لنا وعلمنا ان لا نشتهي غرور وملك العالم بل نتطلع الي امجاد السماء مقدمين السجود والشكر لله.
المؤمن والأنتصار فى الحرب الروحية ... علينا أن ندرك أن إبليس عدونا يجول ملتمساَ من يبتلعه ويجب أن نقاومه راسخين فى الإيمان، فالنصرة أكيدة عندما نقاوم إبليس ونثبت فى كلمة الله ونلبس أسلحة الحرب الروحية ونصوم ونصلي طالبين الغلبة والنصرة من رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع الذى قال لنا {هذا الجنس لا يخرج إلاَّ بالصلاة والصوم}. أن الشيطان يعمل جاهدا إن يدخل طرق العالم حتى فى الكنيسة، ولدى مؤمنيها بمحبة المال، ويدخل المكر والدهاء لعقول البعض تحت اسم الحكمة، أو أن الغاية تبرر الوسيلة، أوالكذب الأبيض. الشيطان يطل علينا عن طريق التلفزيون والدش والنت فبدل أن يسمع الطفل صوت الترتيل والعبادة يسمع ويرى المناظر الخليعة واصبحنا محاصرين باغراءات العالم. والحق يقال أن شبابنا يحيوا وكانهم في جب الأسود فلابد ان يتحصنوا بالايمان وبالصوم والصلاة مع التواضع والصبر فدانيال سد أفواه الأسود بالصوم والصلاة. وبالصلاة والصوم علي المستوى الجماعي راينا كيف قبل الله توبة أهل نينوى ورحمهم وغفر لهم خطاياهم ورفع غضبه عنهم. وأولادنا في المدارس والجامعات يواجهوا حرب الإلحاد والانحراف الخلقي ودعوات ترك الإيمان المستقيم وعلينا أن نتقوى ونقويهم ونحصنهم ولا تفتر محبتنا لله. وفى ثقة بالله نلبس اسلحة الحرب الروحية القادرة بالمسيح يسوع على هدم حصون، وإخضاع كل فكر لطاعة المسيح.
التجربة على الجبل وتجارب المؤمنين؟
+ نتعرض فى حياتنا الي تجربة وحرب الشك في أبوة الله لنا {إن كنت ابن الله لماذا يتركك جائعاً؟ ولماذا يسمح الله بالمرض وبالفشل وبموت أحبائنا؟. ولماذا يتعرض المسيحيين للظلم والاضطهاد؟. لكن علينا ان نعي أن الطريق الي السماء ليس مفروش بالورود، ولم يدعونا الرب الي الطريق الرحب والسهل بل الي الطريق الضيق والكرب.{ بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله} (اع 14 : 22). رغم وعورة الطريق الروحي فان الله مهده لنا بل صار لنا السيد نفسه هو الطريق والحق والحياة ووعدنا أنه سيكون معنا كل الأيام والي أنقضاء الدهر.
لقد صام المسيح عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة وقد سمح للشيطان أن يجربه وأنتصر، وقد أورد الإنجيل عينات من هذه التجارب تجربة الخبز وتجربة مجد العالم وتجربة إلقاء المسيح نفسه من على جناح الهيكل وقد أنتصر الرب في كل التجارب وكسر شوكة الشيطان عنا واستخلص لنا بصومه المقدس نصرة على جميع سهام الشرير الملتهبة نارًا. أن للتجارب الروحية مداخلها ومنها مدخل الجسد واحتياجاته وعلينا ان نتحصن بالشبع بكلمة الله. والله فى محبته لنا لن يهمل أحتياجاتنا بل يشبعها بطريقة روحية ويقدس الجسد والنفس والروح. وقد يأتى الينا الشيطان بحروب الذات والكبرياء ولكن ننتصر بالتواضع والأنسحاق وطلب العون من السماء وأنكار الذات ليختفى المؤمن فى المسيح يسوع. أما مدخل المادة والممتلكات وبريق العالم الخادع فيحتاج منا الى حياة الغربة والتجرد والتطلع الي غني ملكوت الله. السيد المسيح الذى صام عنا ومن أجلنا والذى خرج منتصرًا على كل تجارب العدو قادر أن ينتصر بنا أيضا مادمنا ثابتين فيه.
الانقياد لروح الله......
+ لقد كانت التجربة على الجبل فى حياة السيد المسيح بعد المعمودية مباشرة بعد أن جاء صوت الآب من السماء شاهدًا {هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت} وبعدما حل الروح علي الرب يسوع المسيح بهيئة جسمية بشكل حمامة. كما أننا بعد المعمودية نصير أبناء لله بالتبني. ويجب أن ننقاد لروح الله لنصير أبناء لله حين نقبل نعمة البنوة ونتحد مع المسيح بشبه موته وننال نعمة الروح المعزي ونجاهد بالصلاة والصوم ونطيع الروح القدس ونسلم له حياتنا ليرشدنا ويعلمنا. والذين ينقادوا بروح الله فهولاء هم ابناء الله. الروح القدس هو الذي يرشدنا إلى جميع الحق، يعلم وينصح ويعزي ويشفع فينا بأنات لا ينطق بها ويأخذ مما للمسيح ويعطينا ويذكرنا بكل ما قاله السيدالمسيح. فإن كان الإنسان ينقاد بالروح في العمل والكلام ويسلك بالروح ولا يطفئه بل يطيعه يستطيع أن ينجو من حيل إبليس وينتصر فى التجارب ويعبر الضيقات لان الله معه
+ التجارب في حياة أولاد الله حتمية ولا مفر منها ولكن عندما ننحاز إلى المسيح ونجحد الشيطان وكل قواته الشريرة وكل نجاساته وكل حيله الردية والمضلة فاننا ننتصر ، فبعد أن خرج الشعب مع موسى من أرض العبودية واعتمدوا جميعهم في البحر الأحمر صارت الحرب مع عماليق. وبعد أن استعلن المسيح ابن الله بصوت الآب وحلول الروح القدس فقد شن إبليس الحرب الحرب عليه حتى على الصليب قال له { ان كنت أبن الله خلص نفسك} إذن التجربة نتيجة طبيعية لالتصاقنا بالمسيح واتحادنا معه ودخولنا إلى شركة معه وفيه بالروح القدس.
+ لم تخلو حياة أحد من القديسين على مر العصور من التجارب { جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يضطهدون} (2تي 3 : 12). فالرسل الأطهار كم قاسوا من التجارب والتشريد والحبس والسجون الاضطهادات والضيقات والأحزان. ولكن في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. وهكذا الشهداء والأبرار الصديقين والنساء سكان البراري ورجال الإيمان والآباء، كم قاسوا وحملوا الصليب وتجربوا وطافوا معتازين مذلين ولم يكن العالم مستحقا لهم لكن بصلواتهم أنتصروا وأستمطروا مراحم الله علي العالم كله.
+ أن النصرة في المسيح وبالمسيح أكيدة. فالمسيح سحق الشيطان وبالصليب أشهرهم جهارا ظافرا بهم. رجع الشيطان مكسورًا مهانًا مذلولاً خائبًا وقال لنا رئيس هذا العالم آت ولكن ليس له فى شئ، والتمسك بالمسيح والحياة فيه، يهبنا النصرة ووعد المسيح قائم أنه أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو الشرير. وهكذا ندرك أنه مهما طالت التجارب وتنوعت فان الغلبة النهائية هي لحساب المسيح. وما يبنيه الشيطان في سنين فان السيد المسيح يهدمه بكلمة، لأن ابن الله قد جاء لكي ينقض أعمال إبليس. وهكذا يدخل أبناء الله التجارب وهم حاملون للنصرة في داخلهم كتلميذ يدخل الامتحان مستعد للأمتحان فلا يخاف {ثقوا أنا قد غلبت العالم}. لقد أدرك القديسين أن النصرة ليست بقوتهم ولا بذراع البشر، ولا اعتمدوا على عملهم ولا على قدرتهم بل على الله وحده. فكانت لهم الغلبة والنصرة على الشيطان وكانوا يزدادون اتضاعًا وإنكارًا لذواتهم ويزدادون ثقة في الله الذي يقويهم {أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني}. ومهما حدث للمؤمن فلا يجب ان يستسلم بل عليه ان يتمسك بالرجاء وأن سقط عليه إن يقوم سريعا مقدما توبة صادقة لله الذى يقبل التائب ويقول من يقبل اليّ لا أخرجه خارجا.
التجارب وفوائدها فى حياة المؤمن...
+ أننا نصلي ونطلب من الله أن لا يدخلنا فى التجربة وأن ينجينا من الشرير لاسيما أن كانت التجربة تعثرنا أو تضعف إيماننا أو تبعدنا عن الله. لكن علينا أن ننظر إلى التجارب التي يسمح بها الله كنعمة وليس كنقمة وهى فرص للنمو الروحي والأنتصار لأن لها بركاتها الكثيرة ومنها إحساس المؤمن بوجود يد الله معه فى تجاربه وشعوره بالأكثر بالفرح، بعد أنقضائِها فعلاً ، وشكره لله عليها. التجربة تذيد المعونة والتعزية للنفس المتألمة ظلماً ، كما قال القديس بولس { لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذَلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضاً} (2كو 1 : 5). { عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي }(مز 94 : 19) التجارب تُعلم المؤمن الصابر فضائل كثيرة ، وتُشعر المؤمن بضعفه ، فلا يفتخر بعمله، أو بجهاده الروحى {إن خفة ضيقتنا الوقتية ، تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقَل مجد أبدياً } ( 2 كو 4 : 17 ) . وكما قال القديس مار إسحق السريانى ( التجارب أبواب للمواهب).
+ للتجارب بركاتها فى الأبدية ( رو 8 : 17 ) ، ( أع 14 : 222 ) فمقدار المكافأة يكون حسب صبر الإنسان على احتمالها ، وعدم تذمره عليها. وعلينا في التجارب أن نتمسك بوعود الله بإنقاذ الأتقياء وأن نصلى بروح التواضع محاربين بكل اسلحة الحرب الروحية ومنها الإيمان والتمسك بكلمة الله والصلاة والصوم والتواضع { لانك حفظت كلمة صبري انا ايضا ساحفظك من ساعة التجربة العتيدة ان تاتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الارض (رؤ 3 : ه 10). لقد سمح ليوسف الصديق بالتجارب وحسده أخوته وباعوه عبد، وفى مصر أتهم ظلما من زوجة فوطي فار وسجن ولكن الله كان معه فكان رجلا ناجحا وحفظه الله ورفعه وأنقذ به مصر وأهله من المجاعة ومنحه حكمة ونعمة. في الضيقات والتجارب نري إمانة الله ، وبُطلان التعزيات الأرضية، ونتعلم أهميته التوبة والسهر الروحي والجدية، وعدم التعلق بالعالم وشهواته
يقول القديس مارإسحق السريانى : ( إن كنا أشراراً ، بالأحزان نؤدب وإن كنا أبراراً بالأحزان نُختبر ). وقال أب قديس آخر : ( عندما تأتينا التجربة ، يكون لنا : شعور أما بالفرح ، لأننا نسيرفى طريق الله الضيق ( المؤدى للملكوت ) ، أو شعور بالحزن ، لئلا تكون التجربة بسبب غلاظة القلب فينا ) .
+ أننا نصلي ونطلب من الله الذى جاء الي أرضنا وتجسد من أجل خلاصنا وشابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها، وجُرب وأنتصر علي إبليس وقام ووهبنا النصرة علي الخطية والضعف والموت والشيطان وقواته أن يقودنا فى موكب نصرته ويعيننا على خلاص نفوسنا ويظهر بنا رائحة الذكية، أمين.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)