للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
سنة الرب
المقبولة ..
+ أهنئكم أحبائي الأعزاء فى كنيستنا القبطية المجيدة "
بعيد النيروز" رأس السنة القبطية
ونحن نستقبل السنة الجديدة من تقويم الشهداء الابرار، ونذكر بالخير ونطلب بركة
أجدادنا وأبائنا القديسين الشهداء الذين حفظوا الإيمان بدمائهم وننظر الي نهاية
سيرتهم ونتمثل بايمانهم. وارجو لجميعكم
سنة مقدسة ومباركة فى الرب. نصلى ليكون العام الجديد عاما مقدسا مقبولا متذكرين قول
الرب { رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ،
أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ
بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي
الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ.} ( لو 18:4-19).
أننا نطلب من الرب ان يعطينا عاما مقدسا مقبولا لديه، فيه يقودنا روح الرب ويعمل
الله مبشرا المساكين بالخلاص من الشر والخطية والجهل والتعصب. ويشفى الذين أنكسرت
قلوبهم من الظلم والضعف أو المرض أو الحزن. أننا نصلى ليجول المسيح على الارض
ويعمل بقوة ليفك الماسورين والمقيدين فى آسر إبليس والخطية والديون ويهب البصر لمن
فقدوا الرجاء في حياة أفضل ويعطي إيمان قوى لمن ضعف إيمانهم ليروا محبة الله
ورحمته وقوته. نصلى ونطلب ان يكون العام القبطي الجديد عام توبة ورجوع الى الله، يحل
الأمان والسلام فى ربوع بلادنا ومنطقتنا بل وعلى المسكونة كلها.
+ نقدم الشكر
الدائم لله الرحوم الذى أعطانا فرصة حياة لنأتى الى بداية العام الجديد وننقى شجرة
حياتنا ومسيرتنا من كل ما لا يرضى الله ونتوب ونقلع عن الخطايا والذنوب ونحيا مع
الهنا المحبوب ونتغذى بالاسرار المقدسة وبكلمة الله المحيية وبالصلاة والجهاد الروحي
نثمر ثمر الروح حتى لا نتعرض للقطع
والأحراق {وَقَالَ هَذَا الْمَثَلَ: «كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ
مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَراً وَلَمْ يَجِدْ فَقَالَ
لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هَذِهِ
التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضاً؟ فَأَجَابَ
وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ اتْرُكْهَا هَذِهِ السَّنَةَ أَيْضاً، حَتَّى أَنْقُبَ
حَوْلهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَراً، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ
تَقْطَعُهَا} ( لو 6:13-9). أننا أشجار حية مغروسة فى كنيسة الله وقد وهبنا الله
العمر والصحة والوقت والحياة كوزنات يجب ان نتاجر بها ونربح ونثمر على رجاء وفى
ثقة بمواعيد الله ومكأفاته للابرار.
الكنيسة القبطية وتقويم الشهداء ...
+ التقويم
القبطي هو التقويم الفرعونى القديم يرجع لعام 4241 قبل الميلاد، عندما تمكن
العلامة "توت" من وضع التقويم النجمي بعد ملاحظات ودراسات دقيقة لحركة
الافلاك وارتباطها بجريان النيل، وقد وجد ان مياه الفيضان تصل إلي هليوبوليس، مركز
العلوم الفلكية، في نفس اليوم الذي تظهر فيه نجمة الشعرى اليمانية، فى سماء مصر
بعد فيضان النيل وان هذه الرحلة السنوية تستغرق 365 يوما وربع يوم، فقسم السنة إلي
اثني عشر شهرا كل منها ثلاثون يوما، ثم اضاف خمسة أيام في نهاية السنة واطلق عليها
اسم "الشهر الصغير" وكان مخصصا للاحتفالات بعد الفراغ من الحصاد. وأستمر
المصريين يستعملون هذا التقويم حتى بعد إيمان مصر كلها بالمسيحية نظراً لارتباط
السنة بالمواسم الزراعية المختلفة حتى جاء الإمبراطور دقلديانوس في العصر المسيحي
وأستشهد فى عصره أكثر من مليون مصرى مسيحى؛ فاتخذ أقباط مصر بداية عهده الموافق
284 ميلادية بداية لتقويم سنة الشهداء. مع الاحتفاظ باسماء الشهور ومواسمها
الزراعية وتحديد الأعياد المسيحية وفقا لها.
+ أننا نتذكر أجدادنا وآبائنا القديسين
الذين بذلوا حياتهم من أجل الرب الاله الذى أحبنا وبذل ذاته فداءا عنا ومن أجل
حفاظهم وتمسكهم بايمانهم الأقدس، هؤلاء الذين إرتوت بدمائهم أرضنا الطيبة منذ
القرن الاول الميلادي عندما تخضبت شوارع الاسكندرية بالدماء الطاهرة لكاروز ديارنا
المصرية القديس مار مرقس الرسول وحتى شهدائنا الابرار فى العصر الحديث بصعيد مصر
وفى كنيسة القديسين والكاتدرائية بالاسكندرية وشهداء ماسبيروا والكنيسة البطرسية
بالقاهرة وشهداء دير الانبا صموئيل وشهداء
سينا وليبيا وكل الذين قدموا دمائهم
الذكية من أجل إيمانهم الأقدس. هذه الدماء البريئة الثمينة جدا لدى الله ولدينا
وهى تصرخ الي السماء كما دم هابيل الصديق مطالبة بالعدل { صوت دم اخيك صارخ الي من
الارض} (تك10:4). والله ليس بظالم لكي ينسي تعب ودم المظلومين. الله هو الديان العادل
الذى يجازى كل واحد حسب عمله { اذ هو عادل عند الله ان الذين يضايقونكم يجازيهم
ضيقا }(2تس 1 : 6). أننا نفتخر بكل سحابة الشهود الذين رفضوا ان ينكروا إيمانهم من
أجل تمتع وقتي بملاذ العالم وإقتبلوا العذاب والاستشهاد بمحبة وصبر من اجل محبتهم
فى الملك المسيح ومن أجل الحياة الابدية التي اليها دعينا.
+ على خطى
آبائنا القديسين نسير حاملين الصليب فى محبة وشكر وصبر، وأذ نقدم حياتنا رائحة
بخور وحتى عندما أحرقت ودمرت كنائسنا صبرنا
ونصلي من أجل المسيئين الينا، وعندما تسلب ممتلكات البعض منا فى بربرية
وبلا ضمير أو أخلاق من أناس يدعوا زورا وبهتانا انهم حماه الدين، والله والدين
منهم برئ. وحتى عندما يهجر البعض من ديارهم أو يسجنوا ظلما أو يقدم البعض حياته
كشهادة حية للإيمان وفدى لسلام الأوطان فاننا لا نقابل الشر بالشر. بل نرفع شكوانا
لله ونطالب بسيادة القانون والمساواة والعدل رغم الجراح الصعبة التى نعانيها من بعض أخوة لنا فى الوطن كنا نظن
أنهم العون والسند فى الملمات، ونحن نشاركهم ظروف العيش ونحزن لاحزانهم ونفرح فى
أفراحهم ونقدم لهم الحب فى كل المناسبات.أننا نصلى لكي يفيق المتشددين والمتعصبين
من غيهم ويعودوا الى رشدهم ويرجعوا الى ربهم. ونصلي ونطلب العدل فى مجتمع يحترم
الحرية الدينية والمعتقد للجميع فنحن المصريين جميعا فى مركب واحد ومصيرنا المشترك
يحتم علينا ان نتحد ونعمل بجد ونشاط
وتعاون لتصل سفينة حياتنا وبلادنا الى حاضر مستقر ومستقبل أفضل، والا فان
الطوفان متى يحل فانه يجرف الجميع ويأتى فى أولاً علي من يشعلوا فتيل الفتنة
ويبثوا الكراهية في النفوس.
بارك هذة السنة بصلاحك يارب..
+ أننا
نصلى لتكون هذه السنة القبطية الجديدة، سنة خير وسلام وإستقرار وأمان لشعبنا
وكنيستنا وبلادنا ولكل مواطن فيها نصلى ونطلب لكل أحد حياة مقدسة مباركة كريمة،
نتخلص فيها من كل أخطاء الماضي فى توبة مستمرة ومقبولة ونعمل على إكتساب العادات
الصالحة ونحيا حياة الفضيلة والبر، وان كان الله قد وهب لنا فرصة لنحيا هذه السنة
ونثمر فعلينا ان نجعلها سنة تحرر من الخطايا والأخطاء، وسنة للثمر الروحي المتكاثر
لحساب الملكوت، نعمل على النمو فى مختلف المجالات رغم التحديات والمشكلات فاله
السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبنى، واذ يرى الله أمانتنا فى القليل فانه
لن يتركنا وسيقيمنا على الكثير، ونحن نضع ثقتنا فى الله القادر على كل شئ، وهو
الذى عليه رجائنا وقادر ان يبارك حياتنا ويشترك معنا فى كل عمل صالح.
+ نصلى
ونطلب سلاما وبنيانا لكنيسة الله المقدسة الجامعة الرسولية وكل مؤمنيها، رعاة
ورعية، لكي ينظر الله الينا بعين الرحمة والمحبة ويبنى ويقيم ويرمم حجارتها ونثق
أن الذى وعد أمين {على هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها }(مت
16 : 18). نطلب عن كل نفس في بلادنا لاسيما المحتاجين والفقراء والمظلومين والمرضى
والضعفاء، لكي ما يعصب الله الجريح ويرد الضال ويجبر الكسير، ويحفظ شعبنا ويهبنا
الحكمة والنعمة والبركة. نرفع صلواتنا من أجل سلام العالم ولاسيما الشرق الأوسط
وبخاصة سوريا المحبوبة وشعبها الجريح لكي ينعم بالسلام والاستقرار وتتوقف دائرة
القتل والدمار هناك ونصلى من أجل العراق الشقيقة لكي تندحر قوى الشر وينعم أهلها
جميعا بالسلام والامن والحرية الدينية ولكي يعود المهجرين الى ديارهم وتضمد
جراحهم. نصلى من أجل ليبيا الجريحة وشعبها
الذى يعانى من الفرقة والتناحر وغياب الأمن وتفكك الدولة. نصلى من السودان
والصومال واليمن ومن أجل كل نفس تعاني ليعطي الله حكمة لجميع القادة والمسئولين ويمنحنا
الوعى والأحترام والتعاون معا من أجل حاضر يجد فيه كل انسان الأمن والسلام والحرية
والعداله والعيش الكريم ولبناء عالم أفضل للجميع، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق