للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى
+ فى كل يوم من حياتنا علينا أن ننمو في معرفتنا للرب وفي حياة التوبة والقداسة ونهتم أن نبنى أنفسنا على الإيمان المستقيم ونتقدم روحيا. إن الله يدعونا للنمو في معرفتنا له وفي محبته { وعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم} (يو 26:17). { انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلى يوم الدهر آمين }(2بط 3 : 18). حتى الطبيعة تعلمنا فالأشجار التي لا تنمو معرضة للتوقف وعدم الإثمار والموت. نعمل الخير على قدر طاقتنا مع من حولنا ونسعدهم وذلك سيعود علينا بالسعادة ونصل إلي الحياة أفضل التي إليها دعينا.
+ معرفتنا لله تحتاج منا أن نواظب على قراءة الكتب المقدسة القادرة أن تقودنا الي الخلاص وتجمع فكرنا من الطياشة والتفكير فيما لا يفيد كما أن القراءة في الكتب المقدسة والروحية المفيدة تهب المؤمن مادة للصلاة والحديث مع الله { كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر }(2تي 3 : 16). القراءة المستمرة تجعل المؤمن دائم النمو ومن يلاحظ نفسه بتواضع قلب في تعلم مستمر يخلص نفسه والذين يسمعونه أيضاً { لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لأنك إذا فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك ايضا} (1تي 4 : 16).
+ أن هدف الإنسان الروحي من القراءة ليس تثقيف عقله بمعلومات نظرية فقط بل يهدف الي فهم روحي جيد لما جاء بالكتب وتطبيقها في حياته العملية وتحويلها الي سلوك عملي فيه يختبر ويذوق ما أطيب الرب { ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه} (مز 34 : 8). قراءتنا لوصايا الله تجعلنا نعمل على تطبيقها عملياً في حياتنا و قراءتنا لسير القديسين تجعلنا نلتهب بمحبة الله ونسير ورائهم في سيرة مقدسة ترضى الله ونجد أمامنا أمثلة عملية لأناس الله القديسين الذين ساروا في طريق معرفة الله وكان الله قائداً لهم في الدرب فانتصروا في الحروب الروحية ونالوا أكاليل الحياة المعدة للقديسين.
+ نحن مدعوين الي حياة التوبة المستمرة، والنمو الروحي الى أن نصل الى القداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب. إن الله لا يطلب منا ما هو فوق طاقتنا ويعطى القوة والنعمة والحكمة لمن يريد أن يحيا حياة مقدسة ترضى الله. ونحن مدعوين أن نحيا كما يحق لإنجيل المسيح { فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح }(في 1 : 27) .المؤمن الحقيقي لا يصنع الشر و ينمو دائما في صنع الخير وكما يريد ان يفعل الناس معه يبادر بصنعه معهم.المسيحي يجول يصنع خير كسيده، يحب الكل ويصلي من اجلهم. يقدر ويشجع الجميع لاسيما صغار النفوس ويغفر للناس أخطائهم لينال الغفران من الله. فطوبي للرحماء لانهم يرحمون.
+ علينا أن نجلس مع أنفسنا ونشكر الله على رحمته ونعمته وصبره ونطلب منه المعونة والحكمة وهو قادر أن يهبنا أكثر مما نطلب او نفتكر. أن وصايا الإنجيل ليست بقليلة بل يمكن تلخيصها في كلمات قليلة وهي: { تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك} (لو 10 : 27). وهذا يقول القديس بولس الرسول { وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء }(1تي 1 : 5) فلنحرص على محبة الله من كل القلب والفكر والقدرة ونقدم محبة للغير كما نحب نفوسنا، فإن ما يزرعه الانسان اياه يحصد.
نصلي ونعمل للنمو في معرفة الله
+ أيها الرب الهنا، محب البشر الصالح يا من يريد أن الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر أن تنعم علينا بنور معرفتك الحقيقة وتعلن لنا إرادتك المقدسة الصالحة نحونا نتبعك بكل قلوبنا ونحبك ونسير على خطى القديسين الذين ارضوك لننمو في المعرفة والمحبة ويحل ملكوتك فينا ويكون لنا نصيباً وميراثاً مع القديسين.
+ هبني يارب حكمة ونعمة من لدنك تقودني في الدرب وتعطي قوة ونصرة في الحرب، وتسدد أحتياجاتي حسب غناك في المجد، فلا أتطلع لارتواء من آبار العالم التي لا تضبط ماء ولا تهب أرتواء بل تقود الي السراب والهلاك. هبني قلباً محباً وروحاً متضعة وفكراً يتسع ويحتمل الآخرين و يغفر وينسي لينال المغفرة والصفح ويجد نعمة أمامك ولدى الناس.
+ يا روح الله القدوس، حرك في قلبي المشاعر النبيلة، وقدني بحكمتك الجزيلة وأثمر في ثمار الفضيلة، وأبعد عني كل شر ورذيلة فانت الروح القدس واهب الفضيلة. هب لروحي تخشع ومسكنة ووداعة وصبر وقدس حواسي بنعمتك وهبنى كمالاً مسيحياً يرضيك كل حين، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق