القديس بطرس الرسول ...
هو سمعان ابن يونا الذي دعاه الرب يسوع بطرس أي صخرة الذي بالارامية يدعي صفا (يو 40:1-42 ) وهو من المعتبرين أعمدة بالكنيسة وعندما تكلم الرب عن التناول من جسده ودمه رجع الكثيرين الي الوراء فقال الرب للتلاميذ {ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا ؟ إجابة سمعان بطرس يا رب الي من نذهب ؟ كلام الحياة الأبدية عندك} (يو 66:6-68 ). كان القديس بطرس باكورة التلاميذ إلا أنه يمثل الضعف البشرى أيضا وقد أنكر انه يعرف الرب يسوع المسيح أمام الخدم ليلة آلامه ولكنه ندم وخرج بعدها وبكي بكاً مراً (مت 75:26 ). وبعد أن ظهر السيد المسيح بعد القيامة ظهر لبطرس وقبل توبته ورد له رسوليته قائلاً له {ارع غنمي ، ارع خرافي} (يو 15:21-16 ). وقد أظهر القديس بطرس شجاعة كبيرة بعد حلول الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين وآمن علي يديه حوالي ثلاثة آلاف رجل و تعمدوا (أع 2 ) وقد وقف مدافعا عن الإيمان أمام رؤساء اليهود وكهنتهم وكثيرا ما اقتبس من العهد القديم في عظاته التي آمن بسببها الكثيرين كما أنه كتب رسالتين من أسفار العهد الجديد يحث المؤمنين على الثبات في الإيمان في مواجهة التجارب والالام والمعلمين الكذبة بروح الرجاء وقوة القيامة لتتمتع بميراث ملكوت السموات.
القديس بولس الرسول .. الكارز العظيم الذي اختاره الله للعمل في بناء الملكوت وعمل به لنشر الايمان في العالم في عصره الرسولي وقضي حياته يبشر من مدينه الي اخري وتكلم بألسنة أكثر من الكل لنشر الإيمان وتمتع بمواهب واستعلانات وصعد الي السماء الثالثة (2كو2:12-7 ). وكرز وأسس كنائس في اليونان وروما التي أقام فيها سنتين يكرز بالكلمة بلا مانع (أع 30:28-31 ). وخدم في أورشليم وأنطاكية وكرز في آسيا وأوروبا وخدم في جزر قبرص وكريت ومالطة وصقلية وأسس كنائسها، ووصل غربا الى اسبانيا وأسس كنائس كثيرة. كان القديس بولس يكرز ببشارة الملكوت في الهيكل والمجامع والبيوت والمعابد والميادين والأسواق والسجن وفي كل الأماكن المتاحة وتعرض للاضطهاد من غير المؤمنين ووقف أمام ولاة وملوك ومجمع السنهدريم مدافعا عن الإيمان المسيحي وكتب اربعة عشر رسالة للكنائس والتلاميذ يثبتهم في الايمان ويعالج قضايا الإيمان والفداء والقيامة والاسرار والسلوك المسيحي والترتيبات الكنسية ونال إكليل الرسولية والشهادة والبتولية على يد نيرون في 12 يوليو 67 ميلادية حسب التقويم الشرقي.
نواحي التشابه بين الرسولين بطرس وبولس..
توقر الكنيسة الرسولين وتطلب صلواتهم لما لهما من دور بارز في نشر الإيمان المسيحي ولتشابهما في الغيرة والاستشهاد فكل منهما دعاة الرب. القديس بطرس دعاه الرب يسوع المسيح من صيد السمك مع أخيه أندراوس الرسول عند بحر طبرية فقال لهما الرب هلمً ورائي فاجعلكما صيادي الناس فللوقت تركا الشباك وتبعاه (مت 18:4-20). والقديس بولس دعاه الرب في الطريق الى دمشق، اذ ابرق حوله نور من السماء (أع1:9-4) وبعد أن آمن واعتمد دعاة الروح القدس قائلاً افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه (أع 2:13) لقد دعا الله الرسولين إلى أن طريقة الدعوة اختلفت لكل شخص والله يدعونا اليوم لنتبعه ونسير في طريق الاباء الرسل مع اختلاف ظروف كل منا. وكل من الرسولين غير الرب اسمه من سمعان الي بطرس وقد غير اسم شاول الي بولس وكل منهما حل عليه الروح القدس وامن بواسطتهما الكثيرين وكان لهم السلطان الرسولي الذي به يحل الروح القدس على الذين يؤمنون بالرب. وكل من الرسولين صنع آيات وقوات وعجائب فجاء عن بطرس الرسول { كانوا يحملون المرضى خارجا في الشوارع ويضعونهم على فرش وأسرة حتى إذا جاء بطرس يخيم ولو ظله على أحد منهم. واجتمع جمهور المدن المحيطة الي أورشليم حاملين مرضى ومعذبين من أرواح نجسة وكانوا يبرأون جميعهم}(أع 15:5-16). وقيل عن القديس بولس {وكان الله يصنع على يدي بولس قوات غير معتادة.حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر فتزول عنهم الأمراض وتخرج الارواح الشريرة منهم} (أع 11:19). وكلا الرسولين أقام بصلواتهم ميتاً. بطرس أقام طابيثا في يافا (أع 36:9-41) وبولس الرسول أقام افتيخوس الشاب من الموت (أع 7:20-12 ) وقد كان الرسولين يبشرا ويعلما ويكرزا بغيرة لا تنقطع ويشهدا للتجسد الإلهي وللصلب والفداء وقيامة الرب يسوع من الأموات. بشر القديس بطرس في أورشليم ويافا وقيصرية وبين المغتربين في الشتات في بنطس وغلاطية وكبادوكيا وآسيا بيثينية (1بط1:1 ).
لقد كان القديسان بطرس وبولس يكرزان في شجاعة وعمل الروح القدس معهم وكرزا وبشرا بالإيمان بالمسيح أمام مقاومة قيادات اليهود حتى قال القديس بطرس {ينبغي ان يطاع الله أكثر من الناس} (أع 19:5). والقديس بولس كان جريئا في الحق وأما فيلكس الوالي عندما تكلم عن البر والدينونة والتعفف ارتعد أمامه الوالي (أع 25:24 ). كان بولس قويا أمام أغريباس الملك حتى قال له أغريباس {بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً} فقال له بولس { كنت أصلي الي الله بقليل وبكثير، ليس أنت فقط بل أيضاً جميع الذين يسمعونني اليوم ، يصيرون هكذا كما انا ما خلا هذه القيود} (أع 27:26-29) . وكان كلا الرسولين حازمين في مواجهة السحرة بطرس الرسول واجه سيمون الساحر الذي ظن أن مواهب الله تقتني بالمال قائلاً { لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم. تب عن شرك هذا واطلب الي الله عسى ان يغفر لك فكر قلبك . لأني أراك في مرارة المر ورباط الظلم} (أع 18:8-23). وهكذا بولس الرسول تصرف مع عليم الساحر منتهرا اياه وعاقبه {هوذا يد الرب عليك. فتكون أعمى لا تبصر الشمس الي حين} (أع 6:13-11) ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده. وتميز الرسولين بالتواضع بطرس الرسول خر ساجدا بعد معجزة صيد السمك قائلاً للرب أخرج يارب من سفينتي فإني رجل خاطئ ( لو8:5) وعندما قدم للاستشهاد طلب أن يصلب منكس الرأس لاحساسه بعدم الاستحقاق أن يشبه سيده . والقديس بولس رغم تعبه في الكرازة يقول { وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا ، لأني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلا أن أدعي رسولاً لأني اضطهدت كنيسة الله} (1كو8:15-9) .
نواحي الاختلاف بين الرسولين...
لقد كان القديس بطرس من اول الرسل الذين تبعوا المخلص اما بولس الرسول فلم يتبع الرب يسوع المسيح في حياته بل تبعه بعد القيامة بسنوات رغم أنه تعب في الخدمة أكثر من جميع الرسل( اكو 10:15) وقد كان بطرس الرسول من بيت صيدا الجليل وعاشت أسرته في كفر ناحوم وكان صيادا للسمك قبل دعوته ومتزوجا. أما القديس بولس فكان طرسوسي من كيليكية فريسي من سبط بنيامين كان ابيه غنيا وتعلم اليونانية حرفة صنع الخيام في كيليكية ثم تعلم الناموس والتلمود في أورشليم على يد غملائيل، أعظم أساتذة عصره وكان بتولاً وهذا يدل على أن لكل واحد موهبته الخاصة من الله وان الله يدعو الجميع للايمان والي الخدمة سواء متزوجين أو بتوليين ومهما كان عملهم ومستواهم التعليمي وإمكاناتهم فالروح القدس قادر أن يقودنا في موكب نصرته ويجعل منا أواني مقدسة للكرازه. وأن كان القديس بطرس هو بحق رسول الرجاء والإيمان فإن القديس بولس هو رسول الجهاد والإيمان والمحبة والنعمة الإلهية المغيرة والمحررة . لقد أؤتمن بطرس الرسول على التبشير والكرازة لليهود رغم أن الله استخدمه لقبول كرنيليوس وأهل بيته من الأمم فاتحاً باب دخولهم على يديه أما بولس الرسول للتبشير للأمم وهكذا قال الرب لبولس {أذهب فإني سأرسلك بعيداً الي الأمم } (أع 12:22). وكتب بولس أربعة عشر رسالة الي كنائس الأمم ومنها الرسالة الي رومية أما القديس بطرس وكتب رسالتين فقط الي اليهود المتغربين في الشتات. وكان القديس بطرس متحمسا مندفعا وقد مدحه الرب لشهادته له بأنه يسوع المسيح ابن الله الحي(مت 15:16-19) وان كان في اندفاعه قد أخطأ و انتهره الرب على ذلك (مت 12:16، يو8:13-23 ، مت 51:26-52 ). ولقد حول الرب هذا الاندفاع الى الخير بعد حلول الروح القدس علي التلاميذ فدعا الجموع الي الإيمان و بعظة واحدة آمن على يديه أكثر من ثلاثة آلاف نفس. وكلا الرسولين تعرضا للاضطهاد والسجن والجلد وكان الرب يقويهم الى ان اكملا جهادهما ونالا إكليل الرسولية والشهادة سنة 67 ميلادية بأمر من نيرون الإمبراطور الذى اضطهد وقاوم الإيمان. بركة شفاعة وصلوات القديسين الرسولين العظيمين فلتكن معنا أمين.
نرفع صلواتنا لله...
+ أيها الرب الهنا الذى أختار رسله القديسين وعلمهم وعاشوا معه في الإيمان ثابتين وبالمحبة نامين وشعلة التوبة والرجاء والخلاص جالوا مبشرين، أجعلنا نقتدي بإيمانهم ونسير على خطاهم ونحيا الإيمان المستقيم الذي سلمه لنا آبائنا القديسين لنكون معهم لامجاد السماء وارثين.
+ يا الله المحبة ورازق الرأي الواحد الذي للفضيلة، الذى اختار الرسل القديسين من عامة الشعب ومنحهم الحكمة والنعمة والغلبة والسلطان علي إبليس وأعطاهم مواهب الروح القدس وثماره، فعلموا وبشروا وردونا الي الإيمان الحقيقى، نشكرك ونسبحك علي نعمتك الغنية ومحبتك الأبدية وقيادتك الإلهية ونسألك أن تنعم علينا بغفران خطايانا وتقودنا في موكب نصرتك.
+ يا روح الله القدوس العامل في الأنبياء والرسل والقديسين، هبنا وحدانية القلب التي للمحبة وأعمل في كنيستك و مؤمنيها لنكون شعباً مبرراً وأمة مقدسة وجنس مختار يخبر بفضل من دعانا من الظلمة الى نوره العجيب، وتقودنا لنسلك بالروح ولا نكمل شهوة الجسد. ونثمر ثمر الروح ويدوم ثمرنا لمجد اسمك القدوس، امين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق