للأب أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
أمين تعال أيها الرب يسوع
حدثت هذه القصة في رومانيا اثناء الحقبة الشيوعية
فى أحد فصول الدراسة و قُرب أعياد الميلاد، كانت المعلمة "جيرترود" تعرف أن إحدى تلميذاتها في الصف الرابع مؤمنة بالمسيح وتذهب الى الكنيسة كل صباح أحد للصلاة وبالحقيقة كانت المعلمة تريد أن تخضعها وتهدم ما فيها من إيمان تحسدها عليه ..
طلبت جيرترود من تلميذتها " إنجيل" الوقوف في الصف وأخذت تثني على أخلاقها والتزامها ثم سألتها عن جدها الذي توفى وقالت لها اننا نشاطرك الأحزان ولكن أريد أن أسألك هل لو ناديت على هذا الجد الآن سيسمعك ويجيبك؟
قالت التلميذة "إنجيل" : لا لن يسمعني لأنه توفي ..
قالت لها : ولكن كيف تصلين وتطلبين من يسوع الذي مات منذ مئات السنين ، أنه لن يسمعك؟
إنجيل : هناك فرق بين يسوع وجدي يا معلمتى فيسوع المسيح حي لا يموت حاضر دائما ، ويستجيب الدعاء.
سخرت المعلمة بخبث من تلميذتها وقالت لها أن هذه القصص هي من وحى الخيال المريض لأهلك . واتحدى ان تطلبي منه الآن فيأتي لنؤمن به معك والا فاتركي عنك قصص امك وستك المريضة.
في تحدي واضح و مواجهه ساخنه بين إيمان طفلة وإلحاد معلمتها ، طلبت المعلمة من تليمذتها أن تنادى على يسوع ليأتي!!
وقفت التلميذة تنادي بحرارة الإيمان : أمين تعال أيها الرب يسوع.. أمين تعال أيها الرب يسوع.
فجأة انفتح باب الصف وإذ بنور هادي خفيف يظهر كقرص الشمس ويدخل إلى الفصل وأمام الصبورة وعلى بعد مترين من الأرض ومن القرص المنير يتشكل يسوع الطفل وديعاً مبتسماً، ينظر إلى تلاميذ الصف، في محبة تذيب القلب و كشعاع من الحب يدخل الى القلب... وبعد عدة دقائق نظر بشفقة إلى معلمة الصف ... ثم أختفى لتصرخ المعلمة وهي تهرول الى غرفة المدير ...نعم لقد أتي ... أنه يسمع ..انه حاضر ... ياله من حب .. لقد انقشعت الغمامة من عيني ...
وبعد أن سمعوا منها القصة وذاع أمرها ، أودعوا المعلمة مصحة للأمراض العقلية حتى أفرج عنها بعد انهيار الشيوعية في رومانيا لتخرج تبشر بفضل الذي نقلها من عالم الظلمة الى نوره العجيب.
...............................
(2)
أي هدية نقدم ليسوع ؟
قصة من حياة القديس جيروم
القديس جيروم أو ايرونيموس باليونانية هو مؤسس دير رهباني في بيت لحم فى منتصف القرن الرابع وهو الذي ترجم للكتاب المقدس إلى اللاتينية دخل إلى كنيسة بيت لحم وشرع يتأمل في التجسد الإلهي ؛ وفي سر ولادة مخلص العالم ، عند المزود فظهر له بغتة يسوع الطفل محفوفا بأنوار بهية ونظر إليه نظرته الالهية الحانية التي تشف رحمة ونعمة عجيبة لايقدر اي لسان بشري أن يصف سموها وحنوها ، ثم جرى بينهما هذا الحوار المؤثرة
قال له يسوع : يا جيروم ، ماذا تعطيني في ميلادي وانت واقف امامي عند المزود ؟
فقال : أيها الطفل الإلهي ها أنذا اعطيك قلبي !! ياسيدي !!
قال له يسوع : حسنا جبروم ، لكن هب لي شيئا آخر.
قال : اقدم اليك جميع صلواتي وسجودي وتوبتي وعواطف قلبي ومشورات حريتي .
قال له يسوع : حسنا وبعد
قال : يارب كلي لك بجملتي لانك تجسدت وصنعت التدبير لتخلصني .. اعطيك كل مالي وكل ما أنا عليه ؛ أهبك نفسي كلها يا سيد يا حبيب نفسي
قال له يسوع : لكنني أطلب منك شيئا آخر !؟
أجاب : لم يبق لي شيء يا سيدي ومليكي ، اتوسل ان تقول لي ماذا انت مربد ؛ قل لي اي شيء تريد ان اقدم اليك. ؟
قال له يسوع : يا جيروم اعطني خطاياك. وضعفاتك ! اعطني عثراتك وزلاتك وسقطاتك .
أجابه : يا الهي ماذا تريد ان تفعل بها ؟ كيف اعطيك هذه النفايات ؟!
قال له الرب يسوع : أعطني خطاياك كي أغفرها لك بكليتها. وضعفاتك لاسترها ؛ وسقطاتك لاقيمك واحييك فلا تسودك الخطية عليك ؛ ولا تمكث بعد في جحيمك ؛ بل تحيا في نعمة الخلاص الذي من أجله انا ولدت في هذا المزود .
اجابه جيروم : آه ما الطفك وأجملك يا يسوع الملك. المحبوب ، فاسمح لي ان اسكب عند قدميك عبرات التعزية والفرح ، ساطرح نفسي كلها عند مغارة مزودك ، فتعال لتولد في كياني ؛ انك ولدت من اجلي انا وصار بك الفرح يا مخلصي مسيح الرب .
تأثر آنذاك جيروم ولم يتمالك أن أفاض الدموع الغزيرة ممجدا الرب المعبود .
فلنقدم للمسيح حياتنا ليحييها ويبعد عنها كل الأعمال غير النافعة ... ذهبا ولبانا ومرا في العبادة المقبولة وفي خدمة ابنائه وبناته - لاتدعو عيد ميلاده يفوت قبل ان تدعوه وتقبلوه يولد في حياتكم ويسكن فيها؛ فمع المسيح سيولد الخلاص والصلاح والخير والنور والفرح والمجد والسلامة التي من السموات .
...........
(3)
هدايا القديس جوزيف
حدثت هذه القصة في جنوب فرنسا ..
شاب نشأ في ظروف أسرية مفككة ولم يجد الرعاية والحنان في ظل انفصال الأب والأم منذ الصغر وزواج الأم من آخر. فما كان الا ان يكبر وينحرف إلى الإدمان والسرقة.
وفي احتفالات عيد الميلاد وما بقي من ذكريات طيبة لهدايا الميلاد ومن أجل حاجته للمال تسلل إلى منزل ليسرق ما يجد فيه مما خف وزنه وغلا ثمنه للإنفاق على ملذاته وإدمانه.
أخذ يبحث في المنزل عن مال أو مجوهرات ووجد شنطة سفر أخذ يجمع فيها بعض المقتنيات والأشياء الثمينة والتحف الفنية التي كانت الأسرة مغرمة باقتنائها.
كان الرجل وزوجته خارج البيت وتركا ابنهما ذو الستة أعوام بول وابنتهم كاترين الاصغر نيام في البيت .
ومع حركة اللص أستيقظ الأبناء وأخذ يبحثا لعله بابا نويل قد أحضر لهم هدايا عيد الميلاد .
سألت كاترين أخيها: هل أتي بابا نويل محمل بالهدايا؟
قال لها بول دعنا نبحث عنه ... وأخيراً أمسكا باللص وفى براءة الأطفال
سالوه، بابا نويل فين ! إنت مين!
أرتبك اللص وقال أنا سانت جوزيف.
وأين بابا نويل ؟
أنه مشغول وطلب مني أن أساعده!
ولماذا ملابسك غير مرتبة وشعرك غير مرتب وغير حليق ، تساءلت كاترين؟
أجابها اللص ..انها زحمة الأعياد وتجهيز الهدايا !
أخذ الابن يتحدث عن العيد والابنة تحضر الحلوى والطعام للقديس يوسف، وكانا يتبادلان الحديث الودي عن عيد الميلاد ، حتي نسي انه لص وذاب قلبه محبة وقدم لهم بعض من هدايا الشنطة المسروقة. وفجأة سمع اللص صوت سيارة الأب والأم معه تدخل للبيت فأستاذن من الابناء ليمضي ، وكانا هما يطلبان منه أن ينتظر ولديهم للسلام عليه والترحيب به ..إلا أنه اعتذر ليواصل توزيع الهدايا !
لكنه هرب الباب الخلفي مضى واختفى!
لم ينم الشاب ليلته هذا متأثراً بمحبة الأطفال وتضاربت الأفكار في ذهنه وقرر
ان يتغير وذهب بعد ذلك إلى الكنيسة صباحاً ليحتفل بمولود المذود الذي ولد في قلبه بالتوبة .
وكانت هذه الحادثة سببا لتغيره وتوبته ورجوعه الى الله والبدء بحياة الصلاة والعمل وتكوين أسرة ... الإ أنه لم ينسى أن يكتب قصته لتكون حافز ودعوة لأخرين من الشباب البعيد عن الله ليرجعوا إليه.
أن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى التوبة . فهل نفرح بتوبتنا صاحب العيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق