نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 23 أغسطس 2023

التوبة والرجوع إلى الله - (1) مفهوم التوبة وأهميتها


التوبة والرجوع إلى الله

         مفهوم التوبة وأهميتها (1)

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

مفهوم التوبة..

 + التوبة هى عودة الإنسان الخاطئ إلى الله بعزم قلب وإرادة صادق واقلاعه عن الخطية وعدم الرجوع إليها وتحرره من العبودية للخطية والشيطان وأعماله. لغوياً فى اللغة العربية، ثاب أي عاد إلى ثوابه أو رشده. فالابن الضال عندما تاب قيل عنه { رجع إلى نفسه وقال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك} (لو 15 : 17- 18)  أما التوبة في اللغة اليونانية، في مأخوذة من كلمتين " ميتا" أي  تغيير  و"نوس". اي  العقل فمعناها ( ميتانيا) اي تغيير الذهن والفكر والسلوك اي التغيير في فكر الانسان وسلوكه وحياته. فيكون لنا فكر المسيح المقدس والإيمان المستقيم العامل بالمحبة.  

+ التوبة تحمل معاني الندم على العيش بعيدا عن الله والإصرار على عدم العودة إلى الخطية. قد يخطئ الانسان عن جهل او عدم حرص او تهاون او بحيل الشيطان أو بمصادقة الأشرار وتفتقده النعمة ويستيقظ من غفلته وتهاونه وكسله فيعود الى الله الذى يدعونا للتوبة كأب صالح { ارجعوا اليٌ ، أرجع إليكم } (ملا 7:3 ). التغيير يبدأ فى حياة النائب برفض المشاعر والسلوك والعلاقات الخاطئة ويعمل على إصلاح ما أفسده ويسير مع الله فى اصرار على عدم الرجوع الى الخطية، وهذا ما راينا فى حياة قدّيسي التوبة كداود النبي والقديس اغسطينوس ومريم المصرية وغيرهم ، الذين تابوا ولم يعودا الى الخطية مرة أخرى وقاوموا حتى الدم مجاهدين ضدّها.

+ التوبة تمحو الخطايا .. يقدم الله العلاج للخطية في الإيمان به وبخلاصة وعمل روحه القدوس فينا الذي يبكّتنا على الخطية ويحثنا على عمل البر ويدفعنا إلى الرجوع إليه { هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف }(إش 1 : 18). وكما دعانا الرسل القديسين { فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب }(اع  3 :  19). التوبة  لازمة لكل واحد وواحدة منا لأنه من منا بلا خطية ولو كانت حياته أيام قليلة على الأرض {الجميع زاغوا وفسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد }(رو 3 : 12). وعندما أخبروا السيد المسيح عن الجليليين الذين قتلهم بيلاطس وهم يقدمون الذبائح لله { فاجاب يسوع وقال لهم أتظنون ان هؤلاء  الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم أتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} (لو 1:13-5).

+ التوبة تغيير يتم بعمل النعمة واستجابة الخاطئ .. وهذا التغيير يحصل بالوعي والارادة والاصرار على الإصلاح والتغيير والندم على الخطأ وبقوة وعمل النعمة فينا لكي نتغير ونتحرر من سلطان ابليس { لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من أجل المسرة }(في 2:13). الله يدعونا إلى التوبة ويفتقدنا بنعمة لنرجع ويمهد لنا الطريق للرجوع  ثم يقبل توبتنا ويفرح برجوعنا . الله يريدنا أن نعود إليه، ويستقبلنا بالفرح ، ويرد الخاطئ إلى مكانته الأولى {فقال الأب لعبيده: أخرِجوا الحُلَّة الأولى وألبِسوهُ، واجعلوا خاتمًا في يده، وحذاءً في رِجليه، وقدموا العِجل المُسَمن واذبَحوهُ فنأكُل ونفرح}(لو15: 22-23). كأبناء لله يريد لنا الخلاص {الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4) {أنا أنا هو الماحي ذُنوبَكَ لأجل نفسي، وخطاياكَ لا أذكُرُها} (إش 43: 25). {قد مَحَوتُ كغَيمٍ ذُنوبَكَ وكسحابة خطاياكَ. اِرجِع إليَّ لأني فدَيتُكَ} (إش22:44). لأن الله صالح ورحوم يعد بالغفران  للراجعين إليه { فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياة يحيا لا يموت. كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه في برّه الذي عمل يحيا. هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب الا برجوعه عن طرقه فيحيا. واذا رجع البارّ عن بره وعمل إثما وفعل مثل كل الرجاسات التي يفعلها الشرير افيحيا كل بره الذي عمله لا يذكر في خيانته التي خانها وفي خطيته التي اخطا بها يموت} (حز 21:18-24). التوبة الحقيقية هي عودة من خدمة الشيطان وحياة الخطية والنجاسة  الى الاحضان الابوية والبنوّة لله.

+ التوبة إعلان لرحمة الله ..  التوبة تظهر محبة الله للخطاة وسعيه لخلاص الانسان من أجل هذا قال أحد القديسين : ( إن الله لا يسألنا لماذا أخطأنا ولكن يسألنا لماذا لم تتوبوا ؟). لقد رأينا كيف ان التوبة استطاعت ان تمنع حكم الله بالهلاك على أهل مدينة نينوى { فآمن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم. وبلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد. ونودي و قيل في نينوى عن امر الملك وعظمائه قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا الى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم. لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك.فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه} (يون 5:30-19). وعندما أخطأ داود النبي وتاب الله الله معترفًا بخطئه غفر له الله { فقال داود لناثان قد اخطات الى الرب فقال ناثان لداود الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك لا تموت} (2 صم 12 : 13).

+  نتائج الخطية المهلكة..  عندما ندرك نتيجة الخطية المهلكة لابد ان نتوب ولا نعود نخطئ بعد. ان الخطية ضعف وانهزام وعدم ضبط للنفس وهى موجهة ضد الله فهي كسر وتعدً وعصيان وصاياه وهي موت أدبي وانفصال عن الله القدوس كما أنها تفقد الانسان سلامه { اما الاشرار كالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع ان يهدأ وتقذف مياهه حمأة وطينا. ليس سلام قال إلهي للاشرار} (اش 57 : 20-21).  ان الخطية تقود للحزن والكآبة واليأس وسوء العلاقات بين الناس وتجلب الأمراض والعار { البر يرفع شأن الامة وعار الشعوب الخطية }(ام 14 : 34). وبالنظر الى مدمني الخمور والمخدرات والشهوات حولنا وكم تحط الخطية من قدرهم وتعبث بحاضرهم ومستقبلهم بالاضافة الى الهلاك الابدي فإننا ندرك إلى نتائج سيئة تقود إليها الخطية.

توبني يارب فاتوب

+ أيها الرب الإله الداعي الجميع الي التوبة وحياة الإيمان العامل بالمحبة، أنت هو الإله المحب الذي يصفح عن الخطايا والذنوب والذي يسعى لخلاص ونجاة كل أحد، وتعاملنا باللطف طول الأناة والصبر وتجذبنا بربط المحبة وتغدق علينا من خيراتك وتسمح أن نتعرض للضيقات والتجارب لنتنقى ونرجع إليك فترحمنا.

+ يا يسوع المسيح الإله المتجسد لأجل خلاصنا، الذي بذل ذاته علي الصليب كفارة لخطايانا ونجاتنا من طوفان العالم الشرير، توبني يارب فاتوب وأغفر لي الخطايا والذنوب وكما قبلت توبة العشار والمرأة الخاطئة اقبلني اليك. فقد جئت إليك في الساعة الحادية عشر واثقاً في رحمتك فاقبلي كاللص اليمين متى جئت فى ملكوتك.

+ يا روح الله القدوس، العامل فى الأنبياء والرسل، الخالق والعامل في توبة الخطاة, بكتنا علي الخطية  لنتوب وحثنا علي عمل البر والخير لنعوض سنين وأيام أكلها الجراد، قلباً نقياً أخلقه فينا يا الله وروحاً مستقيماً جدده في أحشائنا لكي لا يقوى علينا موت الخطية ولا علي كل شعبك، أمين.


ليست هناك تعليقات: