نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 13 مايو 2024

اتْبَعْنِي أَنْتَ


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

دعوة لتبعية الرب

+  الله فى محبته يدعو كل أحد منا إن يسمع صوته يتبعه بكل قلبه ويحبه لنحيا سعداء على الأرض ونرث السماء وأمجادها. لقد خُلقنا الله كنفخة من روحه ولن تستريح نفوسنا وأرواحنا الا بوجودنا معه, فتجد النفس سلامها وفرحها وراحتها. ومن يتبع الله بقلب كامل يرفعه الله ويصنع منه إناء للكرامة والمجد. الله يريد خلاص الجميع { الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). لكن ليس الكل يخلصون لأنه ليس الكل يريدون. القديس متى "لاوى" العشار الذى كان يعمل فى جباية الضرائب تقابل مع السيد الرب فدعاه لكي يتبعه، فترك كل شئ وتبعه { وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعني فقام وتبعه }(مت 9 : 9). سار متى وراء الرب وصار من التلاميذ الرسل وكاتب أول الأناجيل المقدسة و كارز عظيم لملكوت الله. وهكذا بقية التلاميذ الذين دعاهم الرب وتبعوه فحولهم من صيادي السمك الى رسل يصطادوا الناس لملكوت الله. لكن هناك من دعاهم الرب ليتبعوه فاستعفاوا ورفضوا دعوته بسبب محبتهم للعالم وشهواته أو أمواله واهتماماته وخسروا سلامهم وأبديتهم { لأنه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26).

+ أن دعوة الله لنا لكي نتبعه هي دعوة للإيمان به وتبعيته وخدمته وهي دعوة مفتوحة لكل أحد، فى كل زمان فقد أحب الله العالم كله ويدعونا للإيمان {لانه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية} (يو 3 : 16). وكل منا مسئول عن خلاصه فلا يتحجج أحد ببعد الكثيرين عن الله أو بالعثرات التي في العالم أو عدم إيمان البعض أو انسياق البعض وراء شهواتهم واهتمامات العالم المملوءة بريق خادع يجذب ضعاف النفوس. علينا أن نتسلح بالإيمان القوي الذى يغلب شرور العالم وحروب إبليس ومقاومة الأشرار. كما اننا مدعوين للأخذ بأيدي أخوتنا الضعفاء وأن نسند ونشجع صغار النفوس، ونعمة ربنا يسوع المسيح تعمل فى نفوسنا وروح الله يقود المؤمن القوى ويجعل منه قوة جذب ووسيلة لخلاص من حوله فيرى الناس أعماله الصالحة ويتعلموا منه و يمجدوا الله { فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات} (مت 5 : 16).
ماذا تعني تبعيتنا لله...

+ أن نتبع الرب فهذا يعني ان يكون الله سيدا لحياتنا ونحن ننتسب إليه ولهذا يُدعى المؤمن بالسيد الرب يسوع المسيح "مسيحي" ويجب أن نكون أتباع للمسيح له المجد لا بالكلام ولا باللسان والأسم ولكن بالعمل والحق. نسمع كلامه و نطيع وصاياه ونسير خلفه { وقال للجميع ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني } (لو 9 : 23). أن حمل الصليب كل يوم بشكر يجعلنا ننال بركة وسلام وقوة من الله وأثقين أن المسيح يسوع ربنا هو سر تعزيتنا وسلامنا وهو المدافع عنا، هكذا رأينا الرب يسوع المسيح يدافع عن المضطهدين معتبرا ما يقع عليهم من ظلم واضطهاد هو أمر يقع عليه هو. هكذا دافع الرب عن المسيحيين فى أنطاكية الذين كان يضطهدهم شاول { فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني صعب عليك ان ترفس مناخس} (أع  26 : 14). تغير شاول الذي يضطهد المؤمنين وتحول الي القديس بولس المجاهد للكرازة باسم المسيح { كارزا بملكوت الله ومعلما بأمر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة بلا مانع}(اع 28 : 31).

+ تبعيتنا لله تعنى طاعتنا له فى محبة كاملة. قد نتدرج فى معرفتنا لله وعلاقتنا به. ونبتدئ بمخافة الله كرأس للحكمة أو نتقدم لنحيا على رجاء وننمو فى معرفتنا لله الى أن نصل الى المحبة الكاملة التي تجعلنا نخدمة برغبة صادقة من القلب ونسرع الى عمل مرضاته كل حين، ليحل المسيح بالإيمان فينا ونتحد به إتحاد الأغصان بالكرمة الحقيقة ونثمر ويدوم به ثمرنا و نقول مع القديس بولس الرسول { مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لأجلي }(غل 2 : 20). لقد جاء السيد المسيح متجسدا ومات وقام لا نعيش لانفسنا بل من أجله وكسفراء لمملكته { وهو مات لاجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات لاجلهم وقام} (2كو 5 : 15).

+ أن أهم ما يميز المؤمنين بالمسيح هو المحبة الحقيقة لله وللغير ولعمل الخير { وسأله واحد منهم وهو ناموسي ليجربه قائلا. يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء.} (مت 35:22-40) نحن نحبه لأنه أحبنا أولا { نحن نحبه لانه هو احبنا اولا }(1يو 4 : 19).  وبهذا نعرف أننا أولاد الله وأتباعه { بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله إذا احببنا الله وحفظنا وصاياه}(1يو 5 : 2). وعلينا أن نحب بعضنا البعض ونأخذ بأيدي بعضنا في طريق الكمال المسيحي كأعضاء في جسد المسيح الواحد { بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض} (يو 13 : 35). وهذه وصية مسيحنا القدوس { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا }(يو 13 : 34). علينا أن نسعى فى وصية المحبة لله و لأخوتنا لاسيما المحرومين والضعفاء والخطاة وغير المؤمنين، لنعلن لهم محبتنا بالعمل والحق.

أتبعك سيدي....

+ يا مسيحنا القدوس، يا من دعانا أن نتبعه فى حياة مقدسة متشبهين به كل الأيام. أننا نتبعك من كل القلب والنفس والفكر ونريد ان يكون لنا فكرك المقدس وتحيا وتحل بالإيمان فينا فنكون متعلمين منك. نعيش كما يحق للإنجيل المقدس. نسلك بالمحبة ونسعى فى طريق السلام، فخذ يارب بايدينا وعلمنا ودربنا ولتكن عينك علينا من أول السنة الي آخرها. اجذبنا بشبكة المحبة الالهية وأجعلنا تلاميذ فى حقل خدمتك نتعلم منك بامانة والتزام واتزان ونحيا الإيمان العامل بالمحبة كاتباع لك كل الأيام.

+ نتبعك يا أبانا القدوس كابناء وبنات برره متشبهين بابيهم السماوي فخذ بأيدينا يارب فى دروب المخافة والمحبة واهبا لنا حكمة من روحك القدوس لكي نسير فى طريقك بحق وننمو فى معرفتك ونميز صوتك ونتبعه وتكون انت سيداً ورباً ومعلماً لنا نتتلمذ على كتابك المقدس ونلهج فى وصاياك و نحافظ علي إيماننا المستقيم الذي تسلمناه من الرسل والآباء كوديعة مقدسة ونحوله الي سلوك وحياة واثقين فى أبوتك وحنانك ورعايتك. ونحمل الصليب بشكر وفرح  كل يوم عالمين أنك تهبنا نعمة وبركة وسلام وها هو وعدك الصادق يعزينا { وها أنا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 28 : 20).

+ نلبي يارب دعوتك ونتبعك من كل القلب، ونصلى طالبين أن تغفر لنا خطايانا وعدم أمانتنا تجاه دعوتك وها نحن نطوى صفحة الأيام الماضية ونسرع إلى الاستجابة الى دعوتك المقدسة فاقبلنا اليك ايها الرب كصالح ومحب البشر واجعلنا من أصحاب الساعة الحادية عشر الذين أتوا إليك فى الهزيع الأخير من النهار وقبلتهم وأعطيتهم الأجر الكامل كصالح ومحب البشر. ونصلى من أجل كل نفس لم تذوق ما أطيبك أيها المعلم الصالح لتجذبها اليك لنكون رعية واحدة لراع وأحد، أمين. 

ليست هناك تعليقات: