{صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب قوموا في القفر سبيلا لالهنا }
اش 40 : 3
الصوت النبوي
منذ ما يذيد من الفي عام بدء يوحنا المعمدان رسالته النبويه صارخا داعيا الي التوبه ورفع الظلم عن المظلومين وقد كان هيرودس واعوانه قد قسوا النير علي الشعب بالظلم والفساد الأداري والعشارين ظلموا الفلاحين والعمال بثقل الضرائب والكتبة والفريسيين حملوا الناس احمالا عثرة بالحرفية المقيته والكهنة اصبحوا عثرة للناس بريائهم وتعشيرهم كل شي حتي النعنع والشبث والكمون وتركوا اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان.حتي الجنود ورجال الشرطة ظلموا الناس واخذوا يشوا بالفقير ويحابوا الغني واصبحت الجاسوسيه منتشرة وأهل الثقة والمقربين من الحكام والرومان ذوي سطوة وسلطان .وانتشرت الاباحية والفساد الخلقي في المجتمع ..وصرخ الناس من اجل العتق من نير العبودية والخطية والشيطان والسلطان الجائر ووسط هذا الجو ظهر من يريد ان يحدث التغيير في قلوب الناس وتصرفاتهم وفي المجتمع بأسرة جاء يوحنا المعمدان السابق والصابغ والشهيد ( فلما راى كثيرين من الفريسيين و الصدوقيين ياتون الى معموديته قال لهم يا اولاد الافاعي من اراكم ان تهربوا من الغضب الاتي.فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة. و لا تفتكروا ان تقولوا في انفسكم لنا ابراهيم ابا لاني اقول لكم ان الله قادر ان يقيم من هذه الحجارة اولادا لابراهيم. و الان قد وضعت الفاس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع و تلقى في النار. انا اعمدكم بماء للتوبة و لكن الذي ياتي بعدي هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس و نار).مت7:3-11.
تقاطرت الجموع الي البرية لتسمع منه وقد تاثرت بمنظره ونسكه وزهده (و ساله الجموع قائلين فماذا نفعل. فاجاب و قال لهم من له ثوبان فليعط من ليس له و من له طعام فليفعل هكذا. و جاء عشارون ايضا ليعتمدوا فقالوا له يا معلم ماذا نفعل. فقال لهم لا تستوفوا اكثر مما فرض لكم. و ساله جنديون ايضا قائلين و ماذا نفعل نحن فقال لهم لا تظلموا احدا و لا تشوا باحد و اكتفوا بعلائفكم).لو 10:3-14
يوحنا ومجتمعنا اليوم
نعم يا اعزائي ما احوجنا الي هذا الصوت النبوي في مجتمعنا اليوم، نحتاج لمن يمهد طريق الرب لا بالقول فقط لكن بالفعل والحياة ، نحتاج الي القدوة الصالحة ،والنفس العفيفة والروح القوية الحكيمة التي لا تخاف أحد ولا تخشي في الحق لومة لائم .نحتاج الي من يدعو الي التوبة ورفع الظلم وايقاظ الضمير ولمن يعد الطريق للمجئ الثاني لرب المجد يسوع المسيح
نعم هناك حاجة لم يختفي ويظهر الله في أعماله وأقواله وحياته من يقول(ينبغي ان ذلك يزيد و اني انا انقص). يو 3 : 30 ان سر نجاح الخادم هو تواضعة ومحبتة لله وكل عمل نعمله حبا في الظهور نكون قد أخذنا اجرة وكل عمل خالي من المحبة الصادقة يكون كالقش الذي يحرق سريعا بالنار فالله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فية.
العدل والرحمة والأيمان
ان الله عادل ويحب العدل ورفع الظلم وان كنا نري الظلم أمامنا فلا يجب ان نسكت بل نصرخ الي رب القوات ليرفع الظلم والظلمة ونقول الحق في حكمة ودون نفاق حتي مع المنافق الآفاق(ان رايت ظلم الفقير و نزع الحق و العدل في البلاد فلا ترتع من الامر لان فوق العالي عاليا يلاحظ و الاعلى فوقهما) (جا 5 : 8) ان الله يريد منا ان نرفع اصواتنا ليسمع صراخنا (حتى بلغوا اليه صراخ المسكين فسمع زعقة البائسين). (اي 34 : 28) فلم يضع دم القديس يوحنا هباء بل ارتوت الارض بدمه الطاهر معلنه لله ظلم الأنسان لاخيه الانسان. وبلغت عنان السماء ليستريح مع القديسين وهو يصرخ في وجه هيرودس الظالم (لا يحل ان تكون لك امراة اخيك). (مر 6 : 18) .أن دماء القديس يوحنا المعمدان عجلت بنهاية الظالم المريعة والقاسية وهكذا في كل زمان يريد الله من يقول الحق ويحكم بالعدل فالي الحكام والقضاة نقول (افتح فمك اقض بالعدل و حام عن الفقير و المسكين). (ام 31 : 9) نحن نحتاج الي الصوت النبوي حتي مجي الحاكم الديان العادل الذي( يقضي بالعدل للمساكين و يحكم بالانصاف لبائسي الارض و يضرب الارض بقضيب فمه و يميت المنافق بنفخة شفتيه). (اش 11 : 4).
نحتاج الي ان نكون رحماء علي الجميع في مجتمع يسودة الفقر والجوع وارتفاع التضخم الي مستويات جعلت الملايين من الاسر ترزح تحت ثقل الحاجة فمن له ثوبان فليعطي من ليس له ومن لديه الطعام فليفعل ذلك وهذا هو المقياس الذي به نرث الملكوت في ذلك اليوم العظيم(ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم.لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فاويتموني. عريانا فكسيتموني مريضا فزرتموني محبوسا فاتيتم الي.فيجيبه الابرار حينئذ قائلين يا رب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك. و متى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك.و متى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك. فيجيب الملك و يقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم). مت34:25-40.وطوبي للرحماء لانهم يرحمون.لقد خلد لنا تاريخ الكنيسة منذ عصر يوحنا المعمدان وللأن اسماء اشتهرت بالرحمة وعمل البر ينبغي لنا ان نقتي بها حباً في من أحبنا.
نحتاج الي من يشعل الفتائل المدخنة ويضي الشموع وسط الظلام ويقوي ايماننا بالله ومحبتنا له ويحذر البعيدين ويرد الضالين ويكون قدوة للكثيرين (لكن متى جاء ابن الانسان العله يجد الايمان على الارض). (لو 18 : 8) نحتاج الي رجال الايمان لينروا لنا الطريق ويلهبوا القلوب ويعزوا صغيري النفوس الذين يبتعدوا عن الله والكنيسة .نحتاج لمن يفتح عيوننا علي وجود الله في حياتنا فنطمئن ونحيا في سلام المسيح الذي يفوق كل عقل ليحفظ قلوبنا وارواحنا وعقولنا ويقينا امراض النفس والجسد ولهذا فنحن نصرخ الي رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده لو 2:10.اننا نضع ثقتنا في رب الحصاد وراعي الرعاة الاعظم الذي جاء لتكون لنا حياة أفضل وهو قادر ان يقود الكنيسة رعاة ورعية ويعمل في مجتمعنا وعالمه من أجل خلاص ونجاة كل أحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق