التعلمُ من الماضي العريق
نحن نحيا في عصر من ابرز سماته التقدم المعرفي والتكنولوجي المتلاحق ولا مجال فيه للتقدم والرقي والتفوق الا لمن لديه العلم والمعرفة والخبرة والحكمة والتفوق ..ولأننا ابناء بناة اول حضارة عرفها التاريخ الي الأن يحار العلماء في معرفة اسرارها ،في مختلف مجالات الحياة، في البناء يتعجب العالم كيف بني اجدادنا الأهرامات! و في الطب يحارون في ما هيي فنون التحنيط ، في النحت والرسم . وفي الفلك نجد ادق التقاويم هو التقويم الفرعوني منذ خمسة الاف سنة قبل الميلاد ، في الفلسفة نحن ابناء من عرفوا فجر الضمير الأخلاقي - وهذا ما شهد به جيمس هنري برستيد في كتابة فجر الضمير - فنحن نحمل هذة الجينات الوراثية لأجدادنا العظماء وعلي اكتافنا تاريخهم وفي عقولنا حضارتهم.
نحن أبناء كنيسة علم وروحانية ونسك وعندما جاء مارمرقص االرسول الي وجدها تموج بالفلسفات الوثنية واليونانية فأسس مدرسة لاهوتية في الأسكندرية تغلبت مع الوقت بلاهوتها ومعرفتها وغيرت وجه العالم وتخرج منها كبار القادة في الكنيسة ولاهوتييها وتعلم فيها كل طالبي المعرفة في الشرق والغرب .وبجوار تلك المدرسة نمت وترعرت الرهبنة القبطية كمنهج حياة يقوم علي النسك والروحانية والمعرفة العميقة ، والي اديردنا جاء وتعلم كبار الاباء القديسين الذين اسسوا الرهبنة كالقديس هيلاريون الكبير في فلسطين ،والقديس جيروم وروفينوس ويوحنا كاسيان في الغرب وعلي رهبانيتنا وكتبها تتلمذ القديس يوحنا ذهبي الفم والقديس باسليوس الكبير والقديس اغريغوريس اللاهوتي في اسيا. ومن رحم هذة الرهبنة خرج بطاركة الكنيسة العظماء أثناسيوس وكيرلس وديسقورس وصولا لقداسة البابا شنودة الثالث حفظة الله ومتعه بالصحة وملء النعمة
الحاضر وأمكانيات التقدم
لذا فنحن نحمل في قلوبنا هم النهوض بكل شبل وزهرة ، شاب وفتاة ، رجل وأمراة ، لينمو ويعرف ويختبر ويتقدم ويتميز وسط ظروف صعبة ليشق طريقة في القرن الواحد والعشرين وينجح ويساهم في بناء نفسة وأسرتة وبيته ومجتمعة ، محتفظا بإيمانه القويم وتواضعه الحقيقي فلا يغتر أو يتكبر ولا يشعر ايضا بالعزلة والسلبية او يتعبه الشعور بالنقص...ان الكتاب يحذر من الجهل قائلا: قد هلك شعبي من عدم المعرفة. (هو 4 : 6). ويدفعنا الكتاب الي المعرفة وجني ثمارها قائلا: و بالمعرفة تمتلئ المخادع من كل ثروة كريمة و نفيسة (ام 24 : 4). والمعرفة تحتاج الي التطور الدائم والتقدم الي الأمام كما قال القديس بولس الرسول: ايها الاخوة انا لست احسب نفسي اني قد ادركت و لكني افعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء و امتد الى ما هو قدام (في 3 : 13).وهذا ما يدعونا اليه القديس أغسطينوس" إنه لا سبيل لنا إلى النجاة من الرجوع إلى الوراء إلا بالاجتهاد الدائم في الارتقاء والتقدم إلى الأمام لأننا حينما نقف في جرينا نرتد إلى الوراء فعدم التقدم يعني التقهقر فإن أردنا ألا نرجع على الوراء علينا أن نسرع راكضين على الدوام بلا راحة". اننا نري من مشاهير الاقباط في داخل مصر وخارجها أمثلة نعتز ونفخر بها ولنا في قداسة البابا شنودة قدوة ومثال في الروحانية والعلم والحكمة وفي رجال الاعمال الناجحين كالاقتصادي الناجح أنسي ساويرس وثروت باسيلي وغيرهم ولنا في رجال المهجر أمثلة رائعه في النبوغ والعطاء والنجاح، كالراحل المعطاء عدلي ابادير والبروفسير طبيب القلب الشهير مجدي يعقوب وغيرهم الكثير..
أنواع من المعرفة ...
ان عالم المعرفة لا يحد ويتطور بسرعه ويوما بعد يوم يذداد التسارع في التقدم وعالم المعرفة والابتكار. وكلما عرفنا أكثر أدركنا مقدار جهلنا بامور اكثر واعظم .وفي عصر التخصص والعولمة ندعوا شبابنا الي المعرفة الشاملة بالله ونفسة وعالمة، ومعرفة متخصصة يبرز فيها في مجال تخصصة ويتفوق ليكون نورا للعالم وملحا يعطي مذاقة روحية للمجتمع، ويشتم منها الآخرين رائحة المسيح الذكية وعبق التاريخ ونجاح الحاضر وطموح المستقبل .
المعرفة الروحية ..
نحن نحتاج للاستنارة الروحية لعقولنا وقلوبنا وارواحنا في مسيرة حياتنا علي الارض ووسط صعوبات الحياة وشرورها نحتاج لنور السيد المسيح العجيب ليضئ علينا لنكون نور ونسير في النور ونسكن اخيرا في الملكوت السماوي وهذا يحتاج لسلاح الأيمان العامل بالمحبة ( تعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا الى كل ملء الله). اف 3 : 19 أن الإيمان القوي يمنح الانسان سلامة التفكير والهدوء وراحة البال وسط عواصف الحياة، ويدفعنا للأمانة في العمل والتفوق في الدراسة والالتزام والاتزان في الحياة.
المعرفة النفسية ..
نحتاج الي معرفة أنفسنا وهذا ما نادي به الحكماء منذ قديم الزمان لان من عرف نفسة عرف الله وأحترم الأخرين وعرف دوافع سلوكهم وتصرفاتهم والتمس الاعزار لأخطائهم ، وتعرف علي نواحي القوة والضعف في شخصيتة وعالج نقائصها وبرز في نقاط قوتها ، أننا لا نستخدم الا القليل من أمكانيتنا وقدراتنا ونهمل الكثير من مواهبنا وتخبوا مع الايام والسنين ولهذا نحن مدعوين الي الكمال الروحي والنفسي والأجتماعي .
المعرفة العلمية...
لكي يجد الشاب او الفتاة فرصة عمل كريمة في مجاله علية بالتفوق في دراستة وأستغلال وقته استغلال أمثل وعدم الأكتفاء بالشهادات الدراسية، علية بالألمام بعلوم الكمبيوتر واكثر من لغة حية ، علية بمواصلة البحث والتحصيل وعدم أضاعة الوقت فيما لا يفيد ، علية بالوصول الي حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجهه ، علية بالأمانة في حياته في اي عمل يعهد اليه القيام به.
المعرفة التاريخية والادبية ..
من وعي التاريخ في فكره ..اضاف أعمار الي عمره. علينا بمعرفة تاريخنا للتعلم من أخطاء التاريخ ونقاط قوته ومعرفة أمجادة..وكما ان التاريخ يعطي العبرَ فالأدب يعطي الحكمة وطاقة من النور يطل بها علينا المفكرين والادباء ، ان دراسة الفلسفة والحكمة تمنحنا صحة التفكير مع سلامة التصرف ..وفي كل المعارف يجب ان لا نكون متلقين فقط بل يكون لنا الفكر النقدي والمثقف الذي يقبل ما يبني ويرفض ما لا يتوافق مع مبادئه وأخلاقة ..
طموح المستقبل
ان هدفنا من النجاح وتقدمنا الحضاري والعلمي هو نهدف الرقي بمقدراتنا والنجاح في حياتنا ، وان نكون شهود أمناء لله ومساهمين في بناء الاسرة السعيدة والمجتمع الناجح وان نكون ابناء برره لكنيستنا العريقة، مصر ارض الاجداد التي ارتوت بدماء شهدائنا وعرق أجدادنا هي هم الحاضر ومستقبل الابناء وهي وطن يعيش فينا كما يقول قداسة البابا شنودة وعلينا ان نعمل ونصلي من اجل كل أنسان وزرة تراب فيها ونهوض كل واحد منا هو لبنة في النهوض بها .اننا نسعي ان نكون مواطنين صالحين فيها لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات ،وهذا يحتاج منا الي الوعي والمعرفة والتفوق والمشاركة الفاعلة في كل جوانب الحياة العلمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية
"و هذا اصليه ان تزداد محبتكم ايضا اكثر فاكثر في المعرفة و في كل فهم ". (في 1 : 9) "و لهذا عينه و انتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة و في الفضيلة معرفة. و في المعرفة تعففا و في التعفف صبرا و في الصبر تقوى. و في التقوى مودة اخوية و في المودة الاخوية محبة. لان هذه اذا كانت فيكم و كثرت تصيركم لا متكاسلين و لا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح" . 2بط5:1-8.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق