عزاء للمحزونين
للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى
إلى كل نفس حزينة باكية
يا من بكيت الليل والدموع على خديك ، وليس من يعزي قلبك الحزين. اليك
ويا من صرخت لله قائلا لماذا تقف بعيداً.. لماذا تختفى فى أزمنة الضيق؟
إلى متى يا رب تنساني كل النسيان إلى متى تحجب وجهك عنى؟
إلى متى أجعل هموما في نفسي وحزنا في قلبي كل يوم؟
إليك يا من صرت كقصبة في مهب الريح، واختنقت من الآلم، واكتئبت من
الظلام، إليك يا من تعبت من البكاء وصوت تنهدك وحصرة قلبك صعدت إلى السماء
يا من بكيت لأن الأقوياء ظلموك،وكنت كعصفور مسكين عندما وقع فى فخ الصياد .
اليك يامن فقدت عزيزاً لديك أو قسي عليك الدهر أوخانك الصديق.
قد جاء من هو رجاء لمن ليس له رجاء .
الرب يمسح دموعك .. ويشفى أوجاعك ، لا تذكر الماضى ولا تأسف عليه
ربما تقول من يتحنن عليّ؟ لا أجد سوى القسوة من حولى،
لا تخف يوجد المملوء عطفاً وحناناً إن اسمه يسوع المسيح وهو
هو أمس واليوم وإلى الأبد ... لم يتغير إنه يشفق عليك إذ رآك مع باقي الشعب
كغنم لا راعي لها، يسوع الحنون يتحنن عليك سيمسح كل دمعة من عينيك
يأتي إليك ليقول لك أنا أمسح دموعك
اسمع هذه الكلمات إنها نابعة من قلبه الذي يحبك
انه يرى دموعك أيها المتألم
وهى ثمينة لديه ويشعر باحساسك ويصغى لتنهدك ويفهم مشاعرك
ويقدر ويفهم ما تعانى وما بداخل احزانك من معانى
وقد بالاكثر ان يعالج أثار الماضى ويجعل الحاضر حسن والمستقبل أفضل.
سيعوضك عن السنين التي أكلها الجراد
نعم يسوع هو إله التعويضات
ثق إن يسوع يعوضك عن الحنان الذي فقدته
يسوع يقول لك سأعوضك عن الفرح الذي لم تعرفه
انك تحتاح الى الثقة فيه والعشرة معه والسير معه كصديق طوال الطريق
هو يعوضك فرحا ويهبك الصداقة الحقيقية التي لم تجدها بين أقرب الناس إليك
سيجعلك تعبر الصحراء وسط مياه الراحة المتدفقة،
من أبار نعمته التي لا تنتهي وتتدفق باستمرار
سيعوضك عن رماد الماضي بعطر الابتهاج.
سيجعل الحزن والتنهد يهرب منك ،
نعم أنا السيد المسيح له المجد قد تألم مجرباً ولهذا يقدر ان يعين المجربين
فهو رجل الأوجاع ومختبر الحزن، لقد مر بكل ما تجتاز به وأكثر
لقد عانى خيانة الاتباع والتلاميذ . وظلم الاشرار ، وجحود من جال يصنع معهم خيراً
بل أخذ حمل خطايانا أيضا فوق الصليب لكي ما يمنحنا خلاصا، ويريح ويقيم الساقطين
وينعم لنا بالحياة الأبدية
تعال والقي عليه أحمالك لكي يريحك
تعال لكي يستبدل قلقك بسلامه الذي يحفظ قلبك وفكرك
تعال لكي يضع في فمك التهليل وصوت التسبيح
ألم تسمع عن المرأة الخاطئة التي جاءت إليه باكية؟ جاءت بكل خطاياها،
فقبلها وغفر لها فهو لا يرفض أحد لأنه جاء ليدعوا الخطاة للتوبة
جاءت باكية ومسحت رجليّ وغسلتهما بدموعها، فغفر خطاياها،
وذهبت بسلام يفوق كل تصور وبفرح لا ينطق به ومجيد
فتعال ولا تقل أن خطاياي كثيرة،
لقد جاء لأجل الخطاة ليحررهم والمتعبين ليريحهم والضالين ليردهم .
جاء ليطلب الضال ويسترد المطرود ويجبر الكسير ويعصب الجريح.
ويرعانا برحمته ويودنا بحنانه .
فما أطيبه وما احن قلبه الابوى على اولاده وبناته المحزونين
لذلك لا تخف لأنه يقول لك " لا تخف لانى فديتك، دعوتك باسمك أنت لي
أريد أن أمنحك الشفاء والسلام والحياة الخالدة
لأن دمي الذي سفكته على الصليب يطهر من كل خطية
أنت عزيز في عينيّ وقد احببتك "
وهو يريد ان تختبر معه الأمان والاستقرار وراحة البال.
انه يقول لك .. لك هل أجد مكان لي عندك؟ هل تفتح قلبك لي؟
انه يشتاق أن يسكن في سفينة حياتك لكي يحميك من عواصف الشر
ولكي تسمع صوته دائماً
لا تخف أنا معك ... لا ترتعد فأنا معك إلى الأبد
لا أهملك ولا أتركك
تعال لتعرفه بأنه محب الزق من الأخ
انه يسمع صراخك وصلاتك ويمسح كل دمعة من عيوننا .
انه عزء المحزونين ورجاء الساقطين وشفاء المرضي ومحرر المقيدين
وهو يقول لنا .. ها انا معكم كل الايام والى انقضاء الدهر ، أمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق