(6) فكرة لليوم وكل يوم
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
في كل زمان حياتنا على الأرض، وفى كل يوم علينا أن نحيا مع الله وننمو لأفضل ونهتم أن نبنى أنفسنا على الإيمان المستقيم ونتقدم روحيا فحتى الاشجار التى لا تنمو معرضة للتوقف وعدم الأثمار والموت. علينا أن نعمل الخير على قدر طاقتنا مع من حولنا ونسعدهم وذلك سيعود علينا بالسعادة ونصل إلي حياة أفضل.
(27) الحياة المقدسة ..
نحن مدعوين الي حياة التوبة المستمرة، والنمو الروحي الى أن نصل الى القداسة التى بدونها لن يري أحد الرب. الله لا يطلب منا ما هو فوق طاقتنا ويعطى القوة والنعمة والحكمة لمن يريد أن يحيا حياة مقدسة ترضى الله. ونحن مدعوين أن نحيا كما يحق لإنجيل المسيح { فقط عيشوا كما يحق لانجيل المسيح }(في 1 : 27) .المؤمن الحقيقي لا يصنع الشر وينمو دائما في صنع الخير وكما يريد ان يفعل الناس معه يبادر بصنعه معهم.
المسيحي يجول يصنع خير كسيده، يحب الكل ويصلي من اجلهم. علينا أن نقدر ونشجع الجميع لاسيما صغار النفوس ونغفر للناس اخطائهم لننال الغفران من الله. وطوبي للرحماء فانهم يرحمون.
علينا إن نجلس مع أنفسنا ونشكر الله علي رحمته ونعمته وصبره ونطلب منه المعونة والحكمة وهو قادر ان يهبنا اكثر مما نطلب او نفتكر. أن وصايا الإنجيل يمكن تلخيصها في كلمات قليلة وهي: { تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك} (لو 10 : 27) .t لنحرص على محبة الله من كل القلب والفكر والقدرة ونقدم محبة للغير كما نحب نفوسنا، وما يزرعه الانسان اياه يحصد.
..........................
(28) لليوم فقط
ياليتنا نجعل من كل يوم في حياتنا يوم مثالي. نقتدى فيه بالقديسين ونعمل على أستخدام الوقت الأستخدام الأمثل ونقوم فيه باداء أعمالنا وضبط حواسنا وأفكارنا وعواطفنا. ونقول مع النبي مترنمين {هذا هو اليوم الذي صنعه الرب نبتهج ونفرح فيه} "مز24:118".
أن أمس قد مضي ولن نستطيع إن نرجع عقارب الساعة الي الوراء، وغدا لم ياتي بعد ولا نملكه. لكن اليوم هو اليوم الذي نملكه لنصلى ونعمل وننجح فيه. ونقدم الشكر الله عليه ولا نضيع ساعاته منا ثم نتحسر عليها.
لليوم فقط ساقدم خدمتى لمن يحتاجها بدون النظر الي المقابل. وساترك من يقابلني افضل حالا من قبل مقابلتهم لي. وانمو في معرفة الله ومحبته واستثمر وزناتي واربح بها. لليوم ساعمل على أن أهتم بجسدى وعقلي وروحي وعائلتى كوزنات معطاه لي من الله.
واخر اليوم ساقيم يومي بناء علي ما زرعته من خير ومحبه لله والغير وعمل الخير .
................................
(29) التفكير السليم ...
قل لي ماذا نقرأ وكيف وفيما تفكر أقول لك من تكون!.
التفكير هو الذي يحدد المصير، لهذا لابد ان نقرر ماذا نقرأ وفي ماذا نفكر. بالتفكير السليم المبني على الايمان القويم نصل الي ما نريد. فلنسلك بتدقيق كحكماء لا كجهلاء مستفيدين من اوقاتنا لان من يضيع اوقاته يضيع حياته.علينا أن نخطط لمستقبل أفضل ونسعى اليه وننمو يوما فيوم.
علينا أن نضبط فكرنا ونوجهه نحو البناء لا الهدم، التقدير والاحترام للغير لا النقد والتقليل من شأن الأخرين. ننظر الى مزايا الناس وفضائلهم ونقتدى بها ونتعلم منها ونبتعد عن العيوب والنقائص ولا ندينهم عليها فالمحبة تستر كثرة من الخطايا.
الذي هدفه السماء يحيا سفيرا لها علي الارض وتكون اشواقه اليها ويحي غريبا علي الارض يعد نفسه للرجوع اليها وتكون له عشرة واتصال دائم باهل السماء.
الخميس، 26 مارس 2015
الجمعة، 20 مارس 2015
(5) فكرة لليوم وكل يوم .. الوفاء
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
ما أروع أن يسعى المؤمن دائما ليكون عقلا يفكر السيد المسيح من خلاله ويستخدمه ويقدسه، وفى كل وقت ينبض قلبه بمحبة الله ويفيض قلبه بمحبة الله على كل أحد. علينا أن نكون الصوت الذى يتكلم السيد الرب من خلاله، ويداً يقدم بها الرب المساعدة للمحتاجين ليري الناس أعمالنا الصالحة.
(24) الوفاء
الوفاء والاخلاص صفة من الصفات الرائعة التى يتصف بها الرب الهنا { الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء }(خر 34 : 6). وهو يعنى الأمانة والمحبة والبذل والحفاظ على العهود وتنفيذ الوعود وعدم الخيانة. الوفاء يحتاج لقلوب طاهرة ونفوس نقيه وهو أساس العلاقات الناجحة التى تستمر وهو من الصفات التى يجب ان يتحلى بها المؤمن لكي ينجح في علاقاته. ومع هذا نري البعض يتصف بالانانية ويؤثر مصالحه عن المصالحة مع الغير وصرنا نسمع عن جحود الأبناء نحو والديهم أو العكس.
الوفاء صفه تتصف بها بعض الطيور والحيونات، حتى صار وفاء الكلاب يضرب به الأمثال. ما أحوجنا يا أحبائى أن نتذكر بالوفاء والأحسان أمهاتنا وأبائنا وتعبهم معنا منذ الطفولة حتى الكبر ونرد لهم الجميل بصنع المعروف والجميل. عالمين أن أكرام الوالدين ومن فى مقامهم عمل يدل على نبل أصيل وبه نسمع عما قليل: { نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك }(مت 25 : 21)
(25) أختيارك لاصدقائك ...
من يختلط بالنسور يتعلم التحليق عاليا ومن يخالط الذئاب يتعلم كيف يعوى ويفترس. فاختيارك لاصدقائك المفضلين ومخالطتهم تؤثر فيك وتشكلك. لهذا علينا أن نختار أصدقائنا بعناية وحتى أن وجد لنا زملاء كثيرين لكن ليكن أصحاب سرنا والمقربين الينا من الأمناء وأصحاب الأخلاق والمبادئ وناخذ بايدى بعضنا البعض في الخير والبنيان والرقي.
لنحترس لان المعاشرات الرديئة تفسد الاخلاق الجيده، وكثيرا ما قاد أصدقاء السوء أصحابهم الي الشر والهلاك والسجون.
....................................
(26) ثقتنا فى الله
سالت اليمامة اختها يوما:
لماذا يجري الناس في اندفاع وقلق وصراع وحيره !
فاجابتها اختها: لابد انهم نسوا ان لهم أب سماوي يعتني بهم كما يعتني بنا!
هل ليس لنا أتكال على الله نظير يمامه صغيرة! هل راينا يمامة تبنى عشها في مخزن الحنطة.. أنها تأكل وتطير وهى تعلم ان لها مولي قدير. يدبر لها طعام كل يوم بيومه. لهذا يدعونا الله الي التعلم من طيور السماء والثقة فيه ويقول: { انظروا الى طيور السماء انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن وابوكم السماوي يقوتها الستم انتم بالحري افضل منها} (مت 6 : 26). ثقوا في الله وأجعلوا إيمانكم به فوق كل شئ وكل شئ مستطاع للمؤمن، وثقوا دوما أن لكم اب سماوى يعتنى بكم ويريد خيركم وأعملوا ما تستطيعوا القيام به وأتركوا الهم والغم لغير المؤمنين أما أنتم فليكن شعاركم قول الكتاب : {ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم }(1بط 5 :7).
الأربعاء، 18 مارس 2015
آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 3/19
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ }(مز 128 : 1)
قول لقديس..
( كما تحمل الكرمة عناقيد كثيرة ولها جذر واحد، تضرب بأغصانها في اتساع وإزدهار. هكذا الحكمة التي هي كزوجة للنفس، إن لم ندعها تتركنا تلد فينا عناقيد كثيرة، أي فضائل عدة، وإرادة قوية مقدسة وأعمال شريفة كثيرة) القديس جيروم
حكمة للحياة ..
+ ماذا يطلب منك الرب الهك الا ان تتقي الرب الهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك (تث 10 : 12)
what does the LORD your God require of you, but to fear the LORD your God, to walk in all His ways and to love Him, to serve the LORD your God with all your heart and with all your soul, (Deu 10 : 12)
صلاة..
" علمني يارب أن أتقيك واسلك فى طرقك باستقامة قلب، أشبع يارب قلبى وجسدى ونفسي وروحي وحاجتى للحب. أدينى إيمان وسلام وحكمة وأفراز خليني دائما معاك في إتحاد وقرب. وأجعلني مثمر في وقتى وحياتى وبيتى ومجتمعى وثمرى يدوم فى بذل وعطاء وحكمة للأقرباء والغرب. وعندما تقترب حياتى للمغيب وياتي وقت الحصاد ضمني لسمائك وتكمل فرحتى وأحيا معك فى سماء الحب، أمين"
من الشعر والادب
" أتقي الله "
أتقي الله يا أبني وأحفظ وصاياه
وأعمل اللي يسره وينال رضاه
خلي الحكمة غاية قلبك ومبتغاه
بيتك يبقى كجنة محبوبة مشتهاه
زوجتك ككرمة تفرح نفسك والله
وأولادك كغروس مثمرة خضراء
يبارك الله متقيه ويحيا فى سماه
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 19/3
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ
مز 1:128-6
الاسرة السعيدة
1 طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ 2لأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ. طُوبَاكَ وَخَيْرٌ لَكَ. 3امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ. 4هَكَذَا يُبَارَكُ الرَّجُلُ الْمُتَّقِي الرَّبَّ. 5يُبَارِكُكَ الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ وَتُبْصِرُ خَيْرَ أُورُشَلِيمَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ 6وَتَرَى بَنِي بَنِيكَ. سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ.
تأمل..
+ الاسرة السعيدة .. يقدم النبي وصف للأسرة المطوبة والسعيدة التي تقوم على تقوى الله ومحبته وتسلك في سيرة صالحة مقدسة تتعب في العمل الروحي والعملي وينجح الرب أعمالها وتثمر ثمار البر والفضيلة وتحيا فى سلام ومحبة وفرح ونجاح. أن علامة مخافة الرب أن يسلك المؤمن في طرق الرب. وكما قيل: "قفوا على طرق الرب، واسألوا عن السبل الأبدية. أين هو الطريق الواحد وسيروا فيه ( إر 16:6). علينا كاعضاء فى الكنيسة أن نسلك فى طرق الرب باستقامة قلب ويكون المسيح قائد للبيت وللأسرة والرجل رأس البيت والزوجة ككرمة مثمرة في بيتها والبنون كغروس الزيتون المثمرة والدائمة الخضرة والتى تنير وتؤثر في الاخرين. ان ما يزرعه الانسان البار من تقوى وفضيلة يحصد ثماره الصالحة.
+ الثمار الصالحة .. يجب أن نفهم الزوجة والأبناء بطريقة روحية ايضا فالزوجة الروحية التي تاق سليمان أن تكون له هى الحكمة كزوجة (أم 6:4، 8). فلنتخذ الحكمة الروحية ولنحتضنها(جا 8:2). ولا ندعها تفارقنا وننجب منها ثمار روحية صالحة وفضائل عديده، وإرادة قوية ويشبه النبي ابناء الإنسان المؤمن في أسرته بغروس الزيتون الصغيرة المحيطة بالشجرة الأصل. فشجرة الزيتون تنتج ثماراً طيلة خمسين عاماً تقريباً، وتنبت شجيرات أو فروع عند الجذر تحيط بها، فتعينها وتزيد تماسكها وإنتاجها. ففي وقت الأزهار تمتلئ الشجرة بالزهر الأبيض، فتصير كرجل أشيب الشعر، وتحيط حولها الأشجار الصغيرة. صورة جميلة جذابة للمؤمن وقد أحاط حوله أولاده يسندونه ويعملون معه ويعينون والديهم في كبرهم.
الخميس، 12 مارس 2015
المسيح المحرر والمرأة السامرية
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المسيح المحرر ...
+ في لقاء ربنا يسوع السيد المسيح مع المرأة السامرية نرى المسيح المحرر والمشجع والمشبع والذى يستطيع أن يحرر الله الإنسان من التمييز العنصرى البغيض على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو الرأى ومن تصنيفنا للناس فى كبرياء ورياء ومن أغتصاب الحق الله كديان العادل.
كان السامريين يهود اختلطوا فى السبى الأشورى بالأمم وتزاوجوا من بعضهم البعض وأقتصر إيمانهم على اسفار موسى الخمسة دون بقية كتب الانبياء . كما تاثروا بالامم فلم يؤمنوا بالقيامة ولا الحياة الاخرى او الملائكة وكان اليهود فى عداوة مع السامريين { فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين} (يو9:4).
+ هذا التمييز الدينى الذى نراه فى صراعات عالم اليوم جاء المخلص الصالح ليحررنا منه ويعلمنا ان نحترم الجميع كما هم لا كما نريد ان يكونوا . ان البشرية كلها تنحدر من أب واحد هو أدم وأم واحده هى حواء ويجب ان نحترم كل إنسان كخليقة الله العاقلة الحرة، وكما نريد ان يفعل الناس بنا يجب أن نفعل بهم نحن أيضاً فنحترم الاخرين ونقدرهم ان اردنا ان يحترموا ويستمعوا الينا . لابد ان نقبلهم كما هم لا كما نعتقد نحن عنهم عالمين ان الله يحترم الارادة الانسانية ولا يغصب أحد حتى على الإيمان به فلماذا ينصب البعض أنفسهم محل الله ؟. ويكفروا أو يحكموا بالقتل والموت فى كراهية ممقوته على المختلف عنهم. يجب أن نتعلم فى كل مجالات الحياة كيف نحترم الإنسان بغض النظر عن دينه أو معتقده او عرقه او جنسه أو مركزه المالى او رايه السياسى. علينا أن نعمل ونصلى لاسيما فى عالمنا العربي من اجل الذين أظلم قلبهم وعيونهم وعقولهم بدوافع الكراهية والعنصرية والتعصب الأعمى ليدركوا أتساع محبة الله للجميع وحسن رعايته لكل الخليقة ويتعلموا من الله لننهض من التخلف والجهل والكراهية وظلم الإنسان لاخيه الانسان وباسم الله والدين! .
+ لقد ذهب المخلص الصالح الى السامرة من أجل خلاصهم والانفتاح على هؤلاء المنبوذين من اليهود ، بل ومدح السامرى الصالح الذى تحنن على اليهودى المجروح { ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن} (لو 10 : 33). وكذلك مدح السامرى الذى شفاه المخلص الصالح من برصه فاتى ليقدم الشكر على الشفاء دون التسعة اليهود الباقين الذين ذهبوا ولم يعودا فى عدم عرفان بالجميل. لقد احب الله العالم وجاء المسيح ليعلن هذه المحبة للجميع { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم} (يو16:3-17). وفى السامرة التى هى نابلس بفلسطين الان وعند بئر يعقوب أبو الاباء تقابل الرب يسوع المسيح مع المرأة السامرية وكانت خاطئة وفى هذا نرى مخلص العالم يخلصنا من النظرة الدونية للمرأة وكذلك من النظرة المتعالية نحو الخطاة . نعم لقد تعجب التلاميذ عندما وجدوا معلمهم يتحدث مع أمرأة { وعند ذلك جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة ولكن لم يقل احد ماذا تطلب او لماذا تتكلم معها}( يو 27:4). لقد كان التقليد اليهودى يقلل من شأن المرأة ويمنع من التحدث معها فى الطرق ولكن عندما تعلم التلاميذ من سيدهم رايناهم يعُلموا بالمساواه بين الناس بغض النظر عن الجنس او الدين او العرق { ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع} (غل 3 : 28) . {غير ان الرجل ليس من دون المراة ولا المراة من دون الرجل في الرب} (1كو 11 : 11). هكذا نرى المخلص يدافع عن المرأة الخاطئة أمام طالبوا رجمها { ولما استمروا يسالونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر} (يو 8 : 7) ثم قال لها اذهبى بسلام ولا تعودى تخطئى ايضا . وهنا نراه يسير من الصباح الباكر حتى الظهر ليلتقى مع السامرية الخاطئة ليحررها من مستنقع الشهوات ويقودها لتكون شاهدة لنعمة الله المحررة والمغيرة والقادرة على كسر قيود الشر والتى تعلمنا ان نسجد لله بالروح والحق .
+ راينا كيف سعى الراعى الصالح فى طلب الخروف الضال وكيف يستقل الابن الضال ليرده الى بيته الأبوى ويكسوه بثوب الفضيلة والبر فى مثل الأبن الضال وهنا نراه يسعى فى أثر المرأة الخاطئه لينعم لها بالتوبه والخلاص وكان الكتبة والفريسيين يعتزلون عن مخالطة الخطاة وغير الملتزمين بالناوس فى كبرياء ولكن نرى المخلص يفتح لهم باب الرجاء ويعلن لهم محبته ليحررهم من الضعف والخوف والشيطان والخطية والشهوات حتى دعى محباً للعشارين والخطاة لدفاعه عنهم وسعيه لخلاصهم { فلما راى الجميع ذلك تذمروا قائلين انه دخل ليبيت عند رجل خاطئ. فوقف زكا وقال للرب ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف. فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم. لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك}( لو7:19-10). ان المسيح هو أمس واليوم والى الابد { صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا} (1تي 1 : 15). الله يسعى لخلاصنا وتحريرنا من كل أشكال التمييز والبغضة والعداوة ومن يعرف قلب الله الأبوى لابد ان يتعلم منه، فغاية الوصايا من الله هى المحبة { واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء} (1تي 1 : 5) والله يريد خلاص الجميع من كل الأمم والقبائل والشعوب { الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). وعلينا ان نسير على هدى تعاليم الأنجيل فى نشر رسالة المحبة والاحترام والتقدير والخلاص لكل أحد ان اردنا بالحقيقة ان نكون تلاميذ لمعلمنا الصالح ونحيا إيماننا الأقدس الذى اليه دُعينا.
المسيح المشجع ..
+ نحن فى حاجة دائمة الى الله ولكن نرى الله فى محبة لنا يعلن لنا حاجته لنا ولخدماتنا ونراه مشجعا لصغار النفوس ومادحا حتى لصغار الاشياء وفى مقابلته مع السامرية { جاءت امراة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع اعطيني لاشرب } (يو 4 : 7).{ قالت له فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين.اجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا }(يو 4 : 9- 10). وعندما طلبت منه ان يعطيها من هذا الماء الحى لكى لا تتعب وتأتى الى البئر لتستقى قال لها يسوع أذهبى وأدعى زوجك ؟ قالت له ليس لى زوج . فمدح المخلص صراحة المرأة { اجابت المراة و قالت ليس لي زوج قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج.لانه كان لك خمسة ازواج و الذي لك الان ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق} (يو17:4-18). نعم ان المخلص يريد ان يشجعنا ويعلمنا ان نشجع صغار النفوس { شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع} (1تس 5 : 14)
+ ان الرب فى حنانه مدح المرأة التى القت فلسين فى خزانة الهيكل { وتطلع فراى الاغنياء يلقون قرابينهم في الخزانة. وراى ايضا ارملة مسكينة القت هناك فلسين. فقال بالحق اقول لكم ان هذه الارملة الفقيرة القت اكثر من الجميع.لان هؤلاء من فضلتهم القوا في قرابين الله واما هذه فمن اعوازها القت كل المعيشة التي لها} (لو1:21-4). بل مدح السيد وكيل الظلم { فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل }(لو 16 : 8). ومدح السيد مريم أخت لعازر لانها جلست لتستمع اليه { فاجاب يسوع و قال لها مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة. ولكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها}(لو 41:10-42). بل ان الله يعد بالأجر السمائى لمن يقدم كأس ماء بارد لمحتاج صغير { ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره} (مت 10 : 42). من أجل هذا يعلمنا الإنجيل ان نقدر ونشجع الأخرين { بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود} (1كو 1 : 27، 28). ويعلمنا ان نُكرم الفقراء {اسمعوا يا اخوتي الاحباء اما اختار الله فقراء هذا العالم اغنياء في الايمان و ورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه} (يع 2 : 5).
+ ان الله يشجع الضعفاء ويقويهم بروحه القدوس { لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود} (زك 4 : 6). الله يقدر الخطاة ويحررهم ويرفع من نفسية المتواضعين {لانه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الابد القدوس اسمه في الموضع المرتفع المقدس اسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لاحيي روح المتواضعين ولاحيي قلب المنسحقين} (اش 57 : 15). الله يشجع قطيعة الصغير فى برية هذا العالم { لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت} (لو 12 : 32). ويطمئن كل مضطهد قائلاً { لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتالم به هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة ايام كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة} (رؤ 2 : 10).
المسيح المشبع ...
+ لكل انسان رغبات تحتاج الى الاشباع، ويسعى كل منا الى حياة الشبع الروحى والعاطفى والنفسى والى الاحساس بالمحبة والأمان ولكن لن يشبع النفس ويغيرها للأفضل الإ محبة الله المشبعة والمحررة والمغيرة التى تعطينا الشبع الروحى، فكل من يشرب من أبار هذا العالم المشققة التى لا تضبط ماء يعطش ايضاً { ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية} (يو 14:4). ان الله يقدر ان يشبعنا من نبع الروح القدس المتدفق دائما { وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح القدس}( يو 37:7-39 ). لقد التقت السامرية بالمسيح المشبع فتركت جرتها عند البئر كرمز لشهوات العالم وذهبت تعلن عن المسيا المخلص لأهل السامرة . وتغيرت من امرأة تجادل فى حرفية الناموس والعبادة الى إنسانة تعبد الله بالروح والحق { الله روح والساجدين له بالروح والحق ينبغى ان يسجدوا}( يو42:4).
+ ما احوجنا يا أحبائى لهذه الروح التى تجمع ولا تفرق، والتى تبعد عن شكلية ومظهرية العبادة لتنحنى بالسجود لله بالروح والحق. نريد ان نعرف ارادة الله الصالحة نحو كل أحد { لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة }(رو 12 : 2). وندعو الجميع ان يذوقوا ما أطيب الرب { ذوقوا و انظروا ما اطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه} (مز 34 : 8). حقا ان مراحم الله علينا جديدة كل صباح واحساناته ومراحمه ما أكثرها { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو.انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول.هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه}( مر21:3-25).
لقد كان شاول يضطهد الكنيسة ويقاوم الإيمان ولكن الله سعى لخلاصه وابرق حوله نور من السماء معلناُ له عن خلاصه العجيب وتحول شاول الى القديس بولس الرسول الذى جال يبشر بفضل من دعاه من عالم الظلمة الى نوره العجيب، وهكذا تقابلت مريم المجدليه مع المخلص فاخرج منها سبعة شياطين لتتحول الى مبشرة بالقيامة للجميع حتى أمام الأمبراطور. وتقابلت مريم المصرية مع محرر الخطاة فتحولت الى مريم المصرية القديسة السائحه. وهذه النعمة الغنية تنتظرنى وتنظرك لتروينا وتحررنا وتغيرنا للأفضل، نعمة الله الغنيه تعمل مع الجميع لياتوا الى الله ويشهدوا لمحبته، وسيبقى المخلص فاتحا ذراعيه قائلاُ {تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم} (مت 11 : 28). اننا نصلى من أجل خلاص الضالين والخطاة ومن أجل الضعفاء والمنكسرى القلوب .
يارب حررنا وعلمنا..
+ أننا نصلى اليك يارب الكل ومخلص الجميع. لكى ما تعمل معنا من أجل خلاصنا وارتوائنا وتحريرنا. لقد فرقتنا الأنقسامات واحنت ظهورنا الخطية بل طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء، وانت يالله تسعى من جل خلاصنا وتبحث عن الضالين وترد الخاطئين وتحرر منكسرى القلوب وتنادى بالعتق للمأسورين والرازحين تحت ثقل الخطية فردنا اليك يا مخلص العالم، لنعبد بالروح والحق ونسجد لك وحدك يا سيد الكل .
+ حررنا من كل عنصرية بغيضة وبعيدة عن روحك، لنحب الكل كاخوة واخوات، علمنا ان نحترم الجميع صغاراُ وكباراُ، رجالاً ونساء، من كل لون وعرق وراى ودين، فنكون بالحقيقة للحق عارفين ولمشيئتك طاعين و بالمحبة والاحترام نتعامل مع الجميع. علمنا ان نصنع السلام فى عالم يسوده البغضة والأنقسام، وان نزرع الحب حيث أشواك الكراهية، وان نضئ ولو شمعة فى الطريق بدلاً من ان نلعن الظلام.
+ ربى ان نسيناك فانت الاب الحنون لن تنسانا، وان أخطائنا اليك فانت الرحوم أغفر لنا خطايانا، وان بعدنا عنك فانت بمحبتك أجذبنا اليك ومن نبع نهر محبتك اروينا لنحيا على شاطئ نعمتك حتى نكون معك فى السماء كل حين، أمين.
المسيح المحرر ...
+ في لقاء ربنا يسوع السيد المسيح مع المرأة السامرية نرى المسيح المحرر والمشجع والمشبع والذى يستطيع أن يحرر الله الإنسان من التمييز العنصرى البغيض على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو الرأى ومن تصنيفنا للناس فى كبرياء ورياء ومن أغتصاب الحق الله كديان العادل.
كان السامريين يهود اختلطوا فى السبى الأشورى بالأمم وتزاوجوا من بعضهم البعض وأقتصر إيمانهم على اسفار موسى الخمسة دون بقية كتب الانبياء . كما تاثروا بالامم فلم يؤمنوا بالقيامة ولا الحياة الاخرى او الملائكة وكان اليهود فى عداوة مع السامريين { فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين} (يو9:4).
+ هذا التمييز الدينى الذى نراه فى صراعات عالم اليوم جاء المخلص الصالح ليحررنا منه ويعلمنا ان نحترم الجميع كما هم لا كما نريد ان يكونوا . ان البشرية كلها تنحدر من أب واحد هو أدم وأم واحده هى حواء ويجب ان نحترم كل إنسان كخليقة الله العاقلة الحرة، وكما نريد ان يفعل الناس بنا يجب أن نفعل بهم نحن أيضاً فنحترم الاخرين ونقدرهم ان اردنا ان يحترموا ويستمعوا الينا . لابد ان نقبلهم كما هم لا كما نعتقد نحن عنهم عالمين ان الله يحترم الارادة الانسانية ولا يغصب أحد حتى على الإيمان به فلماذا ينصب البعض أنفسهم محل الله ؟. ويكفروا أو يحكموا بالقتل والموت فى كراهية ممقوته على المختلف عنهم. يجب أن نتعلم فى كل مجالات الحياة كيف نحترم الإنسان بغض النظر عن دينه أو معتقده او عرقه او جنسه أو مركزه المالى او رايه السياسى. علينا أن نعمل ونصلى لاسيما فى عالمنا العربي من اجل الذين أظلم قلبهم وعيونهم وعقولهم بدوافع الكراهية والعنصرية والتعصب الأعمى ليدركوا أتساع محبة الله للجميع وحسن رعايته لكل الخليقة ويتعلموا من الله لننهض من التخلف والجهل والكراهية وظلم الإنسان لاخيه الانسان وباسم الله والدين! .
+ لقد ذهب المخلص الصالح الى السامرة من أجل خلاصهم والانفتاح على هؤلاء المنبوذين من اليهود ، بل ومدح السامرى الصالح الذى تحنن على اليهودى المجروح { ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن} (لو 10 : 33). وكذلك مدح السامرى الذى شفاه المخلص الصالح من برصه فاتى ليقدم الشكر على الشفاء دون التسعة اليهود الباقين الذين ذهبوا ولم يعودا فى عدم عرفان بالجميل. لقد احب الله العالم وجاء المسيح ليعلن هذه المحبة للجميع { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم} (يو16:3-17). وفى السامرة التى هى نابلس بفلسطين الان وعند بئر يعقوب أبو الاباء تقابل الرب يسوع المسيح مع المرأة السامرية وكانت خاطئة وفى هذا نرى مخلص العالم يخلصنا من النظرة الدونية للمرأة وكذلك من النظرة المتعالية نحو الخطاة . نعم لقد تعجب التلاميذ عندما وجدوا معلمهم يتحدث مع أمرأة { وعند ذلك جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة ولكن لم يقل احد ماذا تطلب او لماذا تتكلم معها}( يو 27:4). لقد كان التقليد اليهودى يقلل من شأن المرأة ويمنع من التحدث معها فى الطرق ولكن عندما تعلم التلاميذ من سيدهم رايناهم يعُلموا بالمساواه بين الناس بغض النظر عن الجنس او الدين او العرق { ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع} (غل 3 : 28) . {غير ان الرجل ليس من دون المراة ولا المراة من دون الرجل في الرب} (1كو 11 : 11). هكذا نرى المخلص يدافع عن المرأة الخاطئة أمام طالبوا رجمها { ولما استمروا يسالونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر} (يو 8 : 7) ثم قال لها اذهبى بسلام ولا تعودى تخطئى ايضا . وهنا نراه يسير من الصباح الباكر حتى الظهر ليلتقى مع السامرية الخاطئة ليحررها من مستنقع الشهوات ويقودها لتكون شاهدة لنعمة الله المحررة والمغيرة والقادرة على كسر قيود الشر والتى تعلمنا ان نسجد لله بالروح والحق .
+ راينا كيف سعى الراعى الصالح فى طلب الخروف الضال وكيف يستقل الابن الضال ليرده الى بيته الأبوى ويكسوه بثوب الفضيلة والبر فى مثل الأبن الضال وهنا نراه يسعى فى أثر المرأة الخاطئه لينعم لها بالتوبه والخلاص وكان الكتبة والفريسيين يعتزلون عن مخالطة الخطاة وغير الملتزمين بالناوس فى كبرياء ولكن نرى المخلص يفتح لهم باب الرجاء ويعلن لهم محبته ليحررهم من الضعف والخوف والشيطان والخطية والشهوات حتى دعى محباً للعشارين والخطاة لدفاعه عنهم وسعيه لخلاصهم { فلما راى الجميع ذلك تذمروا قائلين انه دخل ليبيت عند رجل خاطئ. فوقف زكا وقال للرب ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف. فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم. لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك}( لو7:19-10). ان المسيح هو أمس واليوم والى الابد { صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا} (1تي 1 : 15). الله يسعى لخلاصنا وتحريرنا من كل أشكال التمييز والبغضة والعداوة ومن يعرف قلب الله الأبوى لابد ان يتعلم منه، فغاية الوصايا من الله هى المحبة { واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء} (1تي 1 : 5) والله يريد خلاص الجميع من كل الأمم والقبائل والشعوب { الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). وعلينا ان نسير على هدى تعاليم الأنجيل فى نشر رسالة المحبة والاحترام والتقدير والخلاص لكل أحد ان اردنا بالحقيقة ان نكون تلاميذ لمعلمنا الصالح ونحيا إيماننا الأقدس الذى اليه دُعينا.
المسيح المشجع ..
+ نحن فى حاجة دائمة الى الله ولكن نرى الله فى محبة لنا يعلن لنا حاجته لنا ولخدماتنا ونراه مشجعا لصغار النفوس ومادحا حتى لصغار الاشياء وفى مقابلته مع السامرية { جاءت امراة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع اعطيني لاشرب } (يو 4 : 7).{ قالت له فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين.اجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا }(يو 4 : 9- 10). وعندما طلبت منه ان يعطيها من هذا الماء الحى لكى لا تتعب وتأتى الى البئر لتستقى قال لها يسوع أذهبى وأدعى زوجك ؟ قالت له ليس لى زوج . فمدح المخلص صراحة المرأة { اجابت المراة و قالت ليس لي زوج قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج.لانه كان لك خمسة ازواج و الذي لك الان ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق} (يو17:4-18). نعم ان المخلص يريد ان يشجعنا ويعلمنا ان نشجع صغار النفوس { شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع} (1تس 5 : 14)
+ ان الرب فى حنانه مدح المرأة التى القت فلسين فى خزانة الهيكل { وتطلع فراى الاغنياء يلقون قرابينهم في الخزانة. وراى ايضا ارملة مسكينة القت هناك فلسين. فقال بالحق اقول لكم ان هذه الارملة الفقيرة القت اكثر من الجميع.لان هؤلاء من فضلتهم القوا في قرابين الله واما هذه فمن اعوازها القت كل المعيشة التي لها} (لو1:21-4). بل مدح السيد وكيل الظلم { فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل }(لو 16 : 8). ومدح السيد مريم أخت لعازر لانها جلست لتستمع اليه { فاجاب يسوع و قال لها مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة. ولكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها}(لو 41:10-42). بل ان الله يعد بالأجر السمائى لمن يقدم كأس ماء بارد لمحتاج صغير { ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره} (مت 10 : 42). من أجل هذا يعلمنا الإنجيل ان نقدر ونشجع الأخرين { بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود} (1كو 1 : 27، 28). ويعلمنا ان نُكرم الفقراء {اسمعوا يا اخوتي الاحباء اما اختار الله فقراء هذا العالم اغنياء في الايمان و ورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه} (يع 2 : 5).
+ ان الله يشجع الضعفاء ويقويهم بروحه القدوس { لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود} (زك 4 : 6). الله يقدر الخطاة ويحررهم ويرفع من نفسية المتواضعين {لانه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الابد القدوس اسمه في الموضع المرتفع المقدس اسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لاحيي روح المتواضعين ولاحيي قلب المنسحقين} (اش 57 : 15). الله يشجع قطيعة الصغير فى برية هذا العالم { لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت} (لو 12 : 32). ويطمئن كل مضطهد قائلاً { لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتالم به هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة ايام كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة} (رؤ 2 : 10).
المسيح المشبع ...
+ لكل انسان رغبات تحتاج الى الاشباع، ويسعى كل منا الى حياة الشبع الروحى والعاطفى والنفسى والى الاحساس بالمحبة والأمان ولكن لن يشبع النفس ويغيرها للأفضل الإ محبة الله المشبعة والمحررة والمغيرة التى تعطينا الشبع الروحى، فكل من يشرب من أبار هذا العالم المشققة التى لا تضبط ماء يعطش ايضاً { ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية} (يو 14:4). ان الله يقدر ان يشبعنا من نبع الروح القدس المتدفق دائما { وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح القدس}( يو 37:7-39 ). لقد التقت السامرية بالمسيح المشبع فتركت جرتها عند البئر كرمز لشهوات العالم وذهبت تعلن عن المسيا المخلص لأهل السامرة . وتغيرت من امرأة تجادل فى حرفية الناموس والعبادة الى إنسانة تعبد الله بالروح والحق { الله روح والساجدين له بالروح والحق ينبغى ان يسجدوا}( يو42:4).
+ ما احوجنا يا أحبائى لهذه الروح التى تجمع ولا تفرق، والتى تبعد عن شكلية ومظهرية العبادة لتنحنى بالسجود لله بالروح والحق. نريد ان نعرف ارادة الله الصالحة نحو كل أحد { لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة }(رو 12 : 2). وندعو الجميع ان يذوقوا ما أطيب الرب { ذوقوا و انظروا ما اطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه} (مز 34 : 8). حقا ان مراحم الله علينا جديدة كل صباح واحساناته ومراحمه ما أكثرها { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو.انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول.هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه}( مر21:3-25).
لقد كان شاول يضطهد الكنيسة ويقاوم الإيمان ولكن الله سعى لخلاصه وابرق حوله نور من السماء معلناُ له عن خلاصه العجيب وتحول شاول الى القديس بولس الرسول الذى جال يبشر بفضل من دعاه من عالم الظلمة الى نوره العجيب، وهكذا تقابلت مريم المجدليه مع المخلص فاخرج منها سبعة شياطين لتتحول الى مبشرة بالقيامة للجميع حتى أمام الأمبراطور. وتقابلت مريم المصرية مع محرر الخطاة فتحولت الى مريم المصرية القديسة السائحه. وهذه النعمة الغنية تنتظرنى وتنظرك لتروينا وتحررنا وتغيرنا للأفضل، نعمة الله الغنيه تعمل مع الجميع لياتوا الى الله ويشهدوا لمحبته، وسيبقى المخلص فاتحا ذراعيه قائلاُ {تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم} (مت 11 : 28). اننا نصلى من أجل خلاص الضالين والخطاة ومن أجل الضعفاء والمنكسرى القلوب .
يارب حررنا وعلمنا..
+ أننا نصلى اليك يارب الكل ومخلص الجميع. لكى ما تعمل معنا من أجل خلاصنا وارتوائنا وتحريرنا. لقد فرقتنا الأنقسامات واحنت ظهورنا الخطية بل طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء، وانت يالله تسعى من جل خلاصنا وتبحث عن الضالين وترد الخاطئين وتحرر منكسرى القلوب وتنادى بالعتق للمأسورين والرازحين تحت ثقل الخطية فردنا اليك يا مخلص العالم، لنعبد بالروح والحق ونسجد لك وحدك يا سيد الكل .
+ حررنا من كل عنصرية بغيضة وبعيدة عن روحك، لنحب الكل كاخوة واخوات، علمنا ان نحترم الجميع صغاراُ وكباراُ، رجالاً ونساء، من كل لون وعرق وراى ودين، فنكون بالحقيقة للحق عارفين ولمشيئتك طاعين و بالمحبة والاحترام نتعامل مع الجميع. علمنا ان نصنع السلام فى عالم يسوده البغضة والأنقسام، وان نزرع الحب حيث أشواك الكراهية، وان نضئ ولو شمعة فى الطريق بدلاً من ان نلعن الظلام.
+ ربى ان نسيناك فانت الاب الحنون لن تنسانا، وان أخطائنا اليك فانت الرحوم أغفر لنا خطايانا، وان بعدنا عنك فانت بمحبتك أجذبنا اليك ومن نبع نهر محبتك اروينا لنحيا على شاطئ نعمتك حتى نكون معك فى السماء كل حين، أمين.
آية وقول وحكمة ليوم الجمعة الموافق 3/13
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ.} (مز 127 : 1)
قول لقديس..
( إن لم يعطِ الله نجاحًا للمجهود المبذول فإن كل من المجهود والذين يصارعون لأجله يصيرون بلا نجاحٍ. من جانبنا لنا أن نبدأ، ولكن من جانب الله هو يهب النجاح. نحن نبدأ نبني البيت، والله يعيننا ويكمل العمل. نحن نحرس مدينتنا، ونراعي القرار بأن نحرسها، لكن الله هو الذي يحفظها دون أن تُدمر أو تهزم من المعتدين عليها) القديس ديديموس الضرير
حكمة للحياة ..
+ اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني .(نح 2 : 20)
"The God of heaven Himself will prosper us; therefore we His servants will arise and build " (Neh 2 : 20)
صلاة..
" الهي الحبيب.. من كل قلبى أريد ان أتبعك، فاجذبني اليك. أنى أسعى لكي أرضيك بفكرى وقولي وأعمالي فكن أنت لى الحكمة والقوة وهبنى نعمة لأبني بيتى الروحي وحياتى على صخرة الإيمان القويم والعامل بالمحبه. وأذ يعمل الشيطان بقوة أن يجذبنى بعيد عنك والترهيب والترغيب فكن أنت قوتى ونعمتى وحارسي من الضلال والقلب قدس والأفعال. علمنى أن أسهر على خلاص نفسى وأكون بك قلعة حصينة لا يدخلها شئ غريب عن محبتك وطهرك. روحي القدوس يقودنا في الطريق ويعطينا ثمار روحية ويقظة لنسير فى طريقك الى أن نستوطن الأبدية ونكون معك كل حين، أمين"
من الشعر والادب
" الرب يدافع عنا"
أدينى يارب همه ويقظة روحية
وأبني حياتي على صخرة قوية
لا ريح تأثر فيه ولا قوة بشرية
أن هاج الشيطان ولا أغرى فيه
دافع أنت وانتهره بقوتك الإلهية
أن لم تبنى يا رب بيتى وحياتى
باطلا تعب البناؤون والفواعليه
وأن لم تحرس نفوسنا وتخلصنا
فمش هايفيدنا كل أعمال بشرية
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 3/13
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالسَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
مز1:127-5
1 إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ. 2بَاطِلٌ هُوَ لَكُمْ أَنْ تُبَكِّرُوا إِلَى الْقِيَامِ مُؤَخِّرِينَ الْجُلُوسَ آكِلِينَ خُبْزَ الأَتْعَابِ. لَكِنَّهُ يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْماً. 3هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ. 4كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ هَكَذَا أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ. 5طُوبَى لِلَّذِي مَلَأَ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ. لاَ يَخْزُونَ بَلْ يُكَلِّمُونَ الأَعْدَاءَ فِي الْبَابِ.
تأمل..
+ الجهاد والنعمة... بدون النعمة الإلهية تصير كل مجهوداتنا باطلة، وقد تكررت كلمة "باطل" ثلاث مرات في المزمور فالرب هو الخالق الذي له القدرة على بناء بيته في أعماق قلوبنا، وبعنايته بنا يحفظنا كمدينته المقدسة، ويهبنا ثمار الروح القدس. نحن نسعى من أجل الخير والبناء والحراسه بأعمالنا ومجهوداتنا ونصلى ونطلب من الله الحكمة والقوة والحفظ والعناية. فإننا في حاجة إلى العمل بجد ونشاط وسهر مع المؤازرة الإلهية ليس فقط في تحقيق النجاح والبناء والصلاح وإنما للاستمرار فيهما. ونطلب عمل الله ليزيل كل العقبات ويكلل اعمالنا بالنجاح ويحفظنا. والمدينة هنا تشير إلى الجماعة الكنسية التي تحتاج إلى حماية إلهية من الشرور المتنوعة، والمخاطر التي تهددها، لكن باطلاً يسهر الحارس إن لم يحرس الرب المدينة. فبمعزل عن الله لا نجد عوناً ولا حماية ولا بركة. وان كنا لا نتجاهل أهمية الجهود البشرية في بناء كنيسة الله، وتأسيس ملكوته، وحفظ حياتنا وبيوتنا لكن علينا ان نعي انه ما من جهد بشرى يمكن أن يدوم إن تجاهلنا الله الخالق واهب الحياة وحافظها.
+ الثمار الروحية ... يحث هذا المزمور كل مؤمن ليثمر ويقيم أعماله ومصداقيتها وإستمراريتها. كان أتقياء العهد القديم، يحسبون كثرة الأولاد بركة عظيمة. لقد تصور المرنم أب محاط بمجموعة من البنين الشباب الأشداء، الذين ولدوا في أوائل حياته الزوجية، والآن قد صاروا قادرين على الوقوف حوله كسياج منيع في أواخر أيامه. بحيث لا يستطيع أعداؤه الحاق الأذى به لأن له ابناء اقوياء يصدونهم. أننا نشكر إلهنا الصالح لأنه يهتم بنا ويتعهدنا بالعناية والحراسة كاب صالح لابنائه. ونجاهد ليكون لنا ثمر الروح ولا نتكل على ذراع بشر بل على الله ونصلى من أجل سلام شعبنا وكنيستنا وبلادنا وتكون حياتنا وأعمالنا وبيوتنا مقدسة طاهرة، نشهد لعمل الرب بايماننا العامل بالمحبة وبسيرنها في النور.
آية للتأمل
{ إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ.} (مز 127 : 1)
قول لقديس..
( إن لم يعطِ الله نجاحًا للمجهود المبذول فإن كل من المجهود والذين يصارعون لأجله يصيرون بلا نجاحٍ. من جانبنا لنا أن نبدأ، ولكن من جانب الله هو يهب النجاح. نحن نبدأ نبني البيت، والله يعيننا ويكمل العمل. نحن نحرس مدينتنا، ونراعي القرار بأن نحرسها، لكن الله هو الذي يحفظها دون أن تُدمر أو تهزم من المعتدين عليها) القديس ديديموس الضرير
حكمة للحياة ..
+ اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني .(نح 2 : 20)
"The God of heaven Himself will prosper us; therefore we His servants will arise and build " (Neh 2 : 20)
صلاة..
" الهي الحبيب.. من كل قلبى أريد ان أتبعك، فاجذبني اليك. أنى أسعى لكي أرضيك بفكرى وقولي وأعمالي فكن أنت لى الحكمة والقوة وهبنى نعمة لأبني بيتى الروحي وحياتى على صخرة الإيمان القويم والعامل بالمحبه. وأذ يعمل الشيطان بقوة أن يجذبنى بعيد عنك والترهيب والترغيب فكن أنت قوتى ونعمتى وحارسي من الضلال والقلب قدس والأفعال. علمنى أن أسهر على خلاص نفسى وأكون بك قلعة حصينة لا يدخلها شئ غريب عن محبتك وطهرك. روحي القدوس يقودنا في الطريق ويعطينا ثمار روحية ويقظة لنسير فى طريقك الى أن نستوطن الأبدية ونكون معك كل حين، أمين"
من الشعر والادب
" الرب يدافع عنا"
أدينى يارب همه ويقظة روحية
وأبني حياتي على صخرة قوية
لا ريح تأثر فيه ولا قوة بشرية
أن هاج الشيطان ولا أغرى فيه
دافع أنت وانتهره بقوتك الإلهية
أن لم تبنى يا رب بيتى وحياتى
باطلا تعب البناؤون والفواعليه
وأن لم تحرس نفوسنا وتخلصنا
فمش هايفيدنا كل أعمال بشرية
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 3/13
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالسَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ
مز1:127-5
1 إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ. 2بَاطِلٌ هُوَ لَكُمْ أَنْ تُبَكِّرُوا إِلَى الْقِيَامِ مُؤَخِّرِينَ الْجُلُوسَ آكِلِينَ خُبْزَ الأَتْعَابِ. لَكِنَّهُ يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْماً. 3هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ. 4كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ هَكَذَا أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ. 5طُوبَى لِلَّذِي مَلَأَ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ. لاَ يَخْزُونَ بَلْ يُكَلِّمُونَ الأَعْدَاءَ فِي الْبَابِ.
تأمل..
+ الجهاد والنعمة... بدون النعمة الإلهية تصير كل مجهوداتنا باطلة، وقد تكررت كلمة "باطل" ثلاث مرات في المزمور فالرب هو الخالق الذي له القدرة على بناء بيته في أعماق قلوبنا، وبعنايته بنا يحفظنا كمدينته المقدسة، ويهبنا ثمار الروح القدس. نحن نسعى من أجل الخير والبناء والحراسه بأعمالنا ومجهوداتنا ونصلى ونطلب من الله الحكمة والقوة والحفظ والعناية. فإننا في حاجة إلى العمل بجد ونشاط وسهر مع المؤازرة الإلهية ليس فقط في تحقيق النجاح والبناء والصلاح وإنما للاستمرار فيهما. ونطلب عمل الله ليزيل كل العقبات ويكلل اعمالنا بالنجاح ويحفظنا. والمدينة هنا تشير إلى الجماعة الكنسية التي تحتاج إلى حماية إلهية من الشرور المتنوعة، والمخاطر التي تهددها، لكن باطلاً يسهر الحارس إن لم يحرس الرب المدينة. فبمعزل عن الله لا نجد عوناً ولا حماية ولا بركة. وان كنا لا نتجاهل أهمية الجهود البشرية في بناء كنيسة الله، وتأسيس ملكوته، وحفظ حياتنا وبيوتنا لكن علينا ان نعي انه ما من جهد بشرى يمكن أن يدوم إن تجاهلنا الله الخالق واهب الحياة وحافظها.
+ الثمار الروحية ... يحث هذا المزمور كل مؤمن ليثمر ويقيم أعماله ومصداقيتها وإستمراريتها. كان أتقياء العهد القديم، يحسبون كثرة الأولاد بركة عظيمة. لقد تصور المرنم أب محاط بمجموعة من البنين الشباب الأشداء، الذين ولدوا في أوائل حياته الزوجية، والآن قد صاروا قادرين على الوقوف حوله كسياج منيع في أواخر أيامه. بحيث لا يستطيع أعداؤه الحاق الأذى به لأن له ابناء اقوياء يصدونهم. أننا نشكر إلهنا الصالح لأنه يهتم بنا ويتعهدنا بالعناية والحراسة كاب صالح لابنائه. ونجاهد ليكون لنا ثمر الروح ولا نتكل على ذراع بشر بل على الله ونصلى من أجل سلام شعبنا وكنيستنا وبلادنا وتكون حياتنا وأعمالنا وبيوتنا مقدسة طاهرة، نشهد لعمل الرب بايماننا العامل بالمحبة وبسيرنها في النور.
الأربعاء، 11 مارس 2015
فكرة لليوم وكل يوم ضبط اللسان
ضبط اللسان
للاب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ تفاحة من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها} (ام 25 : 11)
كتب أحدهم تحت أحدى الأسماك التى أصطادها: (لو أحتفظت بفمى مغلقا لما كنت ها هنا). حقا لو لم تفتح السمكة فاها وتبتلع الطعم لما تم أصطيادها!
ونحن كثيرا ما نتسرع ولا نضبط السنتنا مما يتسبب لنا فى مشكلات كثيرة لاسيما لان هناك من يتصيدون لنا الأخطاء، علينا اذن ان نضبط السنتنا لانه بكلامنا نتبرر وبكلامنا ندان. ونفكر قبل ان نتكلم، فنتكلم بما يفيد ويبنى الغير والنفس. والا فلنصمت ونستمع للغير وكما قال أحد القديسين: تكلمت كثيرا فندمت أما عن الصمت فلم أندم قط.
فان أردنا الابتعاد عن هفوات اللسان علينا ان نراعي لمن نتكلم،وكيف، ومتى، ولماذا؟. ونصلى ليهبنا الله حكمة ونعمة وقوة لنضبط السنتنا وحواسنا وأفكارنا وعواطفنا وسلوكنا لنصل الى الكمال المسيحي الذى دعينا اليه.
للاب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ تفاحة من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها} (ام 25 : 11)
كتب أحدهم تحت أحدى الأسماك التى أصطادها: (لو أحتفظت بفمى مغلقا لما كنت ها هنا). حقا لو لم تفتح السمكة فاها وتبتلع الطعم لما تم أصطيادها!
ونحن كثيرا ما نتسرع ولا نضبط السنتنا مما يتسبب لنا فى مشكلات كثيرة لاسيما لان هناك من يتصيدون لنا الأخطاء، علينا اذن ان نضبط السنتنا لانه بكلامنا نتبرر وبكلامنا ندان. ونفكر قبل ان نتكلم، فنتكلم بما يفيد ويبنى الغير والنفس. والا فلنصمت ونستمع للغير وكما قال أحد القديسين: تكلمت كثيرا فندمت أما عن الصمت فلم أندم قط.
فان أردنا الابتعاد عن هفوات اللسان علينا ان نراعي لمن نتكلم،وكيف، ومتى، ولماذا؟. ونصلى ليهبنا الله حكمة ونعمة وقوة لنضبط السنتنا وحواسنا وأفكارنا وعواطفنا وسلوكنا لنصل الى الكمال المسيحي الذى دعينا اليه.
فكرة لليوم وكل يوم + عمل الخير
عمل الخير ...
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ علينا أن نعمل الخير في محبة وتواضع وأنكار للذات ولا نكل أو نمل أو نتضجر بل نقتدى بمخلصنا الصالح الذى كان يجول يصنع خير وكما يوصينا الكتاب { لا نفشل في عمل الخير لاننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكل} (غل 6 : 9). وثقوا أن عمل الخير لا يضيع أجره ابدا لا على الأرض ولا في السماء. بل حتى كأس الماء الذى نقدمه لنروي عطشان له أجر صالح {ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره}(مت 10 : 42).
روى دوستويفسكى قصة إمرأة ماتت وذهبت إلى الجحيم . وفى تسأول طلبت من الله إن يعطيها سببا لماذا هى هناك ؟ وإذ سمع بطرس صرخات تظلمها تكلم إليها قائلا لها : إعطنى سببا واحدا لماذا ينبغى أن تكونى فى السماء . توقفت, راجعت, فكرت مليا, ثم قالت : يوما ما أعطيت جزرة لمتسول .
تحقق بطرس من السجل ورأى أنها فعلت ذلك حقا, كانت جزرة قديمة, لكن مع ذلك فهى جادت بها. فأخبرها بطرس أن تنتظر ريثما يساعدها لتصعد, ثم أخذ سلكا طويل وربط إلى طرفه جزرة ودالها لها إلى الجحيم لتتمسك بها, فتعلقت بها وبدأ هو يسحبها .ورآها اخرون تختفى تدريجيا من وسطهم, فتمسكوا بكاحليها عساهم ينتقلون أيضا, وإذ استمر المزيد منهم بالتعلق, بدأ السلك بالهبوط فصرخت: " اتركونى, هذه جزرتى وليست جزرتكم" وحالما قالت ذلك انكسرت الجزرة . يا احبائى كلنا نحتاج لعمل الخير فى محبة لله والغير وبدون انانية مادام فى أمكاننا أن نعمله ونجذب الأخرين معنا لنجد داله امام الله ونجد نصيب مع القديسين. {فاذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لاهل الايمان} (غل 6 : 10).
الثلاثاء، 10 مارس 2015
آية وقول وحكمة ليوم الأربعاء الموافق 3/11
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا وَصِرْنَا فَرِحِينَ.} (مز 126:3)
قول لقديس..
(الذين أمضوا حياتهم، التي اقتربت من نهايتها واقترب غروب شمسها وهم يقاموا الخطية بدموع. سيفرحون عندما يأتي الصباح الحقيقي {الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج} "مز126: 5") القديس باسيليوس الكبير
حكمة للحياة ..
+ يا الله ارجعنا وانر بوجهك فنخلص (مز 80 : 3)
Restore us, O God of hosts; Cause Your face to shine, And we shall be saved (Psa 80 : 7)
صلاة..
" الهي الحبيب، عندما أدعوك كن لي مجيب. علمنى وارشدنى في الطريق يارب لئلا أتوه في الدروب وأضل عن الطريق المؤدى الي الحياة. ربى كن لي الطريق والحق والحياة فبدونك لا خلاص ولا نجاه وبك خلاصنا وشفائنا وحياتنا ورجائنا وقيامتنا. أرددنا اليك وأنر بوجك علينا فنخلص. هب لي دموع نقيه بالتوبة والرجوع اليك وأعطنى حكمة ونعمة وقوة لكي احيا حياة الفضيلة والبر وأجول أصنع خير وتنمو بذور الفضيلة في حياتى وتثمر ثمارا صالحة لكي ما أسمع ذلك الصوت الممتلي فرحا نعما ايها العبد الصالح والأمين كنت أمينا في القليل، فساقيمك علي الكثير، أدخل الي فرح سيدك، أمين"
من الشعر والادب
" عظم عملك ويانا"
عظم عملك ويانا، برحمتك لا تنسانا
فى بعدنا وفي خطايانا، أسمع لشكونا
ملناش غيرك يا فادينا، يتوبنا ويهدينا
مهما عظمت ذنوبنا،حبك هيرد قلوبنا
نرجع لك بالدموع وتوبة وندم وخضوع
هنفرح بالرجوع، وهانشبع من الينبوع
وتضمنا للأحضان، يارب أنت كلك حنان
أفرايم الأنبا بيشوى
قراءة مختارة ليوم
الأربعاء الموافق 3/11
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالسَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ
الفرح بالرجوع الي الله
مز 1:126-6
1 عِنْدَمَا رَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ صِهْيَوْنَ صِرْنَا مِثْلَ الْحَالِمِينَ. 2حِينَئِذٍ امْتَلَأَتْ أَفْوَاهُنَا ضِحْكاً وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّماً. حِينَئِذٍ قَالُوا بَيْنَ الأُمَمِ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ الْعَمَلَ مَعَ هَؤُلاَءِ». 3عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا وَصِرْنَا فَرِحِينَ. 4ارْدُدْ يَا رَبُّ سَبْيَنَا مِثْلَ السَّوَاقِي فِي الْجَنُوبِ. 5الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ. 6الذَّاهِبُ ذِهَاباً بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ.
+ الفرح بالرجوع الي الله ... هذا المزمور نبؤة عن الرجوع من السبي ويعبر عن فرحة التائب بالرجوع الي الله، فعندما يرجع التائب بالدموع الى الله وبيته ويرد الرب سبيه يفرح بعمل الله معه. أن العالم يمثل وادي الدموع الذي فيه يزرع الإنسان وهو باكٍ. ومن يتوب ويحتمل تجارب الحياة في هذا العالم يصير متهللاً بعلاقته القوية بالله وبالحياة الأبدية السعيدة. وعلينا ان نزرع بالدموع كي نحصد بالفرح. لنظهر أنفسنا كشعب نينوى التائب، لا شعب سدوم (تك 19: 17، 23). لننصت إلى كرازة يونان ونتوب لئلا تكتنفنا النار والكبريت. وإذ يبلغ المؤمنون مدينة أورشليم يحسبون أنفسهم أشبه بمن هم في حلم، فلا يصدقون أنهم قد تحرروا من السبي وانطلقوا إلى وطنهم أو مدينتهم السماوية أورشليم العليا أمنا.
+ الآلم والمجد العتيد ... أن الآم الزمان الحاضر التي تحدث للمؤمنين من أجل الحق، لا يمكن أن تُقاس بالمجد العتيد المهيأ للذين يجتهدون في الأعمال الصالحة (رو 18:8). فالفرح يتبع الذين يتألمون من أجل الله. كما أن الخبز الذي يُقتنى بعرقٍ كثير يبدو حلوًا للزارع، هكذا عذبة هي الأعمال من أجل البّر في قلوب الذين نالوا معرفة المسيح. والذين يزرعون بالدموع سيحصدون بالفرح. فما يزرعه الإنسان إياه يحصد لهذا علينا ان نسعى على الدوام أن نزرع حقل قلوبنا بالقراءة والصلاة والأعمال الصالحة. هذه التي نحصد بها حصاد البّر والرحمة في اليوم الآتي، يوم الدينونة. عندئذ يتحقق فينا المكتوب: "الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه".
آية للتأمل
{ عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا وَصِرْنَا فَرِحِينَ.} (مز 126:3)
قول لقديس..
(الذين أمضوا حياتهم، التي اقتربت من نهايتها واقترب غروب شمسها وهم يقاموا الخطية بدموع. سيفرحون عندما يأتي الصباح الحقيقي {الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج} "مز126: 5") القديس باسيليوس الكبير
حكمة للحياة ..
+ يا الله ارجعنا وانر بوجهك فنخلص (مز 80 : 3)
Restore us, O God of hosts; Cause Your face to shine, And we shall be saved (Psa 80 : 7)
صلاة..
" الهي الحبيب، عندما أدعوك كن لي مجيب. علمنى وارشدنى في الطريق يارب لئلا أتوه في الدروب وأضل عن الطريق المؤدى الي الحياة. ربى كن لي الطريق والحق والحياة فبدونك لا خلاص ولا نجاه وبك خلاصنا وشفائنا وحياتنا ورجائنا وقيامتنا. أرددنا اليك وأنر بوجك علينا فنخلص. هب لي دموع نقيه بالتوبة والرجوع اليك وأعطنى حكمة ونعمة وقوة لكي احيا حياة الفضيلة والبر وأجول أصنع خير وتنمو بذور الفضيلة في حياتى وتثمر ثمارا صالحة لكي ما أسمع ذلك الصوت الممتلي فرحا نعما ايها العبد الصالح والأمين كنت أمينا في القليل، فساقيمك علي الكثير، أدخل الي فرح سيدك، أمين"
من الشعر والادب
" عظم عملك ويانا"
عظم عملك ويانا، برحمتك لا تنسانا
فى بعدنا وفي خطايانا، أسمع لشكونا
ملناش غيرك يا فادينا، يتوبنا ويهدينا
مهما عظمت ذنوبنا،حبك هيرد قلوبنا
نرجع لك بالدموع وتوبة وندم وخضوع
هنفرح بالرجوع، وهانشبع من الينبوع
وتضمنا للأحضان، يارب أنت كلك حنان
أفرايم الأنبا بيشوى
قراءة مختارة ليوم
الأربعاء الموافق 3/11
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالسَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ
الفرح بالرجوع الي الله
مز 1:126-6
1 عِنْدَمَا رَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ صِهْيَوْنَ صِرْنَا مِثْلَ الْحَالِمِينَ. 2حِينَئِذٍ امْتَلَأَتْ أَفْوَاهُنَا ضِحْكاً وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّماً. حِينَئِذٍ قَالُوا بَيْنَ الأُمَمِ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ الْعَمَلَ مَعَ هَؤُلاَءِ». 3عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا وَصِرْنَا فَرِحِينَ. 4ارْدُدْ يَا رَبُّ سَبْيَنَا مِثْلَ السَّوَاقِي فِي الْجَنُوبِ. 5الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ. 6الذَّاهِبُ ذِهَاباً بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ.
+ الفرح بالرجوع الي الله ... هذا المزمور نبؤة عن الرجوع من السبي ويعبر عن فرحة التائب بالرجوع الي الله، فعندما يرجع التائب بالدموع الى الله وبيته ويرد الرب سبيه يفرح بعمل الله معه. أن العالم يمثل وادي الدموع الذي فيه يزرع الإنسان وهو باكٍ. ومن يتوب ويحتمل تجارب الحياة في هذا العالم يصير متهللاً بعلاقته القوية بالله وبالحياة الأبدية السعيدة. وعلينا ان نزرع بالدموع كي نحصد بالفرح. لنظهر أنفسنا كشعب نينوى التائب، لا شعب سدوم (تك 19: 17، 23). لننصت إلى كرازة يونان ونتوب لئلا تكتنفنا النار والكبريت. وإذ يبلغ المؤمنون مدينة أورشليم يحسبون أنفسهم أشبه بمن هم في حلم، فلا يصدقون أنهم قد تحرروا من السبي وانطلقوا إلى وطنهم أو مدينتهم السماوية أورشليم العليا أمنا.
+ الآلم والمجد العتيد ... أن الآم الزمان الحاضر التي تحدث للمؤمنين من أجل الحق، لا يمكن أن تُقاس بالمجد العتيد المهيأ للذين يجتهدون في الأعمال الصالحة (رو 18:8). فالفرح يتبع الذين يتألمون من أجل الله. كما أن الخبز الذي يُقتنى بعرقٍ كثير يبدو حلوًا للزارع، هكذا عذبة هي الأعمال من أجل البّر في قلوب الذين نالوا معرفة المسيح. والذين يزرعون بالدموع سيحصدون بالفرح. فما يزرعه الإنسان إياه يحصد لهذا علينا ان نسعى على الدوام أن نزرع حقل قلوبنا بالقراءة والصلاة والأعمال الصالحة. هذه التي نحصد بها حصاد البّر والرحمة في اليوم الآتي، يوم الدينونة. عندئذ يتحقق فينا المكتوب: "الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه".
السبت، 7 مارس 2015
الأبن الضال والرجوع الى بيت الأب
الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
+ قدم لنا السيد المسيح مثل الابن الضال ليبين لنا محبة الله الابوية ويرينا كيف أن الله يفرح برجوع الخاطئ عن طريق ضلالة فتحيا نفسه فقال: { وقال انسان كان له ابنان. فقال اصغرهما لابيه يا ابي اعطني القسم الذي يصيبني من المال فقسم لهما معيشته. وبعد ايام ليست بكثيرة جمع الابن الاصغر كل شيء وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف. فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدا يحتاج. فمضى والتصق بواحد من اهل تلك الكورة فارسله الى حقوله ليرعى خنازير. وكان يشتهي ان يملا بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تاكله فلم يعطه احد. فرجع الى نفسه وقال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وانا اهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك. ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا اجعلني كاحد اجراك} (لو 11:15-19). كان الابن الاصغر فى بيت ابيه ولكنه كان يشتهى العيش بعيدا عن ابيه وربما ارد الهروب من السلطة الابوية مع انها للبناء لا للهدم ومن اجل الرعاية لا السلطان وحتى وصاياه تعمل على تربيته الابناء على الاخلاق الفاضلة، ورغم انه لا يحق للابن فى المجتمع الشرقى ان يأخذ الميراث الا بعد وفاة الاب الا انه طلبه من ابيه وفى كرم ونبل وهبه ابوه نصيبه فاخذه وسافر الى الكورة البعيدة حيث بدده فى عدم حكمة وغياب العقل فى عيش مسرف.
+ ان كل منا قد اخذ الامكانيات والطاقات والوزنات ونعمة العقل والضمير والروح كوزنات من الله الذى يريد لنا ان نحيا البنوة فى محبة وان نطيع الوصايا من اجل سعادتنا ولكن البعض فى انانية وطيش يفقد عقله وينفصل عن انسانيته واعماقه الداخلية التى تشتهى القداسة والوجود فى حضن الآب ، البعض يسعى وراء الشهوات والبعض الاخر يسعى فى طمع وراء المال او الجمال او المناصب. وقد نأخذ الوزنات ونطمرها فى التراب او نتركها نهبا للكلاب والذئاب ويجوع الانسان فى البعد عن الله ويشتهى طعام الخنازير النجس ولا يعطى له كما قال السيد المسيح للمرأة السامرية الخاطئة { اجاب يسوع وقال لها كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا} (يو 4 : 13). أن نفوسنا خلقت على صورة الله ولن نجد راحة ولا سعادة الا فيه.
+ كان الاحتياج هو دافع الابن الضال للرجوع الى الله وحقا قال الكتاب { لانه بسبب امراة زانية يفتقر المرء الى رغيف خبز وامراة رجل اخر تقتنص النفس الكريمة} (ام 6 : 26). وقد تذكر الابن كم من الاجراء فى بيت ابيه يشبعون خبزاً وهو يهلك جوعاً. لا يجب ان تكون الحاجة فقط هى الدافع الى رجوعنا الى الله وبيته الأبوى بل يجب ان يكون الدافع هو محبة العيش فى الاحضان الابوية . فان حياة الخطية خاطئة جداً وتترك بصمتها السوداء على النفس، وخبرة الشر نتائجها قاسية ومنها الامراض النفسية والاجتماعية والصحية . قيل فى احدى القصص ان أب روحى اوصى ابنه ان يدق مسمار خشبى فى لوح كلما أخطأ وبعد فترة أمتلا اللوح الخشبى وشعر الابن بالخطأ فتاب فامره ابيه الروحى ان يقوم بخلع المسامير من اللوح الخشبى لكن اللوح اصبح كله ندوب وجروح. هكذا اثار الخطية ونتائجها على النفس انها تحتاج الى طبيب التجميل الاعظم ليعالجها وتحتاج الى سنين من الجهاد لنسيانها والتخلص من نتائجها الارضية مع مراحم ونعمة الغفران من الله للحصول على الخلاص والحياة الابدية.
الرجوع الى النفس...
+ بداية طريق التوبة هو الرجوع الى النفس، جاء عن الابن الضال "رجع إلى نفسه" الابن الضال حين ترك أباه وسافر إلى كورة بعيدة، إنما ترك طريق الحب وتقوقع حول "الأنا" ليعيش في أنانيته، متمركزًا حول كرامته أو شبعه الجسدي أو ملذّاته. وبدلا من ان يجد السعادة رايناه يحطم نفسه ويهلكها ويدمر سمعته ومستقبله. فياليتنا نحب خلاص نفوسنا ونسعى الى رجوعها لله، هذا ما أكده السيِّد المسيح حين أعلن ان من يهلك نفسه يخلصها، بمعنى يضبط ذاته ويوجها التوجيه السليم ويعيش في طريق الحب لله والناس خارج دائرة الأنانية. وهذا ما أعلنه الناموس حين طالبنا أن نحب قريبنا كأنفسنا، فمن لا يحب نفسه، أي خلاصها الأبدي، كيف يقدر أن يحب قريبه محبة روحية طاهرة ؟ إن كانت الخطيَّة هي تحطيم للنفس بدخول الإنسان إلى "كورة بعيدة" أي الأنا، فإن التوبة هي عودة الإنسان ورجوعه إلى نفسه ليعلن حبه لخلاصها، فيرجع بها إلى أبيه السماوي القادر على تجديد النفس وإشباعها الداخلي. بهذا إذ يرجع الإنسان إلى نفسه إنما يعود إلى بيت أبيه، ليمارس الحب كعطيَّة إلهيَّة، ويوجد بالحق كعضو حيّ في بيت الله يفتح قلبه لله وملائكته وكل خليقته .
+ النضج النفسى يجعل الانسان يحب نفسه محبة روحية سليمة تربيها على محبة الله والقيم الروحية والاخلاق الفاضلة والمبادئ السامية، فيحب المؤمن الآخرين ويعمل الخير نحو الجميع . وياليتنا نربى اولادنا وبناتنا وننمى لدينا ولديهم الضمير الأخلاقى الذى ينقاد لروح الله ونقوى الروح الانسانية المنضبطة دون ضغط او كبت أو أكراه ونتحاور مع ابنائنا بما ينمى لديهم ملكة الافراز والتمييز والحكمة ليستطيع الانسان ان يرفض ما هو غير مناسب لقيمة ومبادئه ويختار ما هو صالح لبنيان كيانه الروحى والانسانى.
+ النضج النفسى هو ضبط للنفس ضد الاهواء والشهوات والغضب وان يكون الانسان مالك لذاته ومسيطر على حواسه وفكره وعواطفه { البطيء الغضب خير من الجبار ومالك روحه خير ممن ياخذ مدينة} (ام 16 : 32). النضج هو المقدرة على ضبط الذات عندما يتعرض الانسان للاغراء أو التجربة، ان يوسف العفيف استطاع وهو عبد فى بيت فوطى فار ان يقول لا للخطية ولزوجة سيده { ليس هو في هذا البيت اعظم مني ولم يمسك عني شيئا غيرك لانك امراته فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله} (تك 39 : 9). وقد وضع فى قلبه ان الخطية موجهة الى الله اولا ثم الى زوج المرأة ثانيا كما هى اساءة للأمانة الموكلة اليه . اما شمشون الجبار فقد افقدته الشهوة والخطية نذره وكرامته وعينيه وجعلته اضحوكة امام اعدائه واخيرا فقد حياته . هكذا نجد فى كل جيل لاسيما فى الايام الاخيرة اناس محبين لانفسهم والمال وغير طائعين لله ولا لوالديهم ويجب ان نصلى من اجل توبتهم ونعمل على جذبهم لمحبة المسيح { ولكن اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستاتي ازمنة صعبة. لان الناس يكونون محبين لانفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين. بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح. خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة لله. لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها فاعرض عن هؤلاء} (2تيمو 1:3-5).
+ ان وصايا الله هى لسلامنا النفسى والروحى ونمونا فى بيت الله ولخيرنا وابديتنا فلا يظن البعض ان الوصايا عائق للنجاح او السعادة فضفاف النهر تحفظ مائه من الضياع والتلف كما ان الوصايا تحفظ الانسان وتهبه السلام وحياة البر {ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر} (اش 48 : 18). الله يعطينا الحرية ولا يجبرنا على فعل الخير بل يحثنا عليه { هكذا قال الرب هانذا اجعل امامكم طريق الحياة وطريق الموت}(ار21 : 8). فهل نختار الخير لكى نحيا؟ وهل نعيش فى محبة الله وعمل وصاياه لنسعد؟ وهل نرجع الى الاب السماوى بالتوبة فيعيد لنا كرامتنا وبنوتنا له؟ أم يتقاعس الانسان عن خلاص نفسه { فالله الان يامر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة } (اع 17 : 30). ان التوبة هى دعوة الله والكنيسة لكل انسان وأمة فى كل زمان ومكان { بل اخبرت اولا الذين في دمشق وفي اورشليم حتى جميع كورة اليهودية ثم الامم ان يتوبوا ويرجعوا الى الله عاملين اعمالا تليق بالتوبة }(اع 26 : 20).
الرجوع الى الله ...
+ بعد ان رجع الابن الضال الى نفسه وشعر باحتياجه وقارن مدى الشبع الذى يجده حتى الخدم فى بيت ابيه بالجوع والحرمان الذى يعانيه قام ورجع اليه { فقام وجاء الى ابيه واذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله. فقال له الابن يا ابي اخطات الى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا. فقال الاب لعبيده اخرجوا الحلة الاولى والبسوه واجعلوا خاتما في يده وحذاء في رجليه. وقدموا العجل المسمن واذبحوه فناكل ونفرح.لان ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد فابتداوا يفرحون} (لو 20:15-24) تواضع الانسان يرفعه وندمه وقيامه من ارض الخطية والانفصال عن الاشرار ومكان الشر ضرورة لا غنى عنها للتائب لكى يستطيع ان يحيا فى جو روحى سليم. كما ان الاعتراف بالخطايا يمحو الذنوب، ربما لم تكن محبة الابن الاصغر كافيه كتلك المراة التى قال لها الرب { من اجل ذلك اقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لانها احبت كثيرا والذي يغفر له قليل يحب قليلا} (لو 7 : 47). لكن الله يثمن كل خطوة يخطوها التائب للرجوع اليه ويقبل أعترافه لينمو تدريجيا حتى يصل الى المحبة الكاملة .
+ الاب فى مثل الابن الضال يمثل محبة الله للخاطئ ويظهر محبة الله الفائقة نحو عودة الخطاة. لقد ركض اليه ابيه وهو لا يزال بعيدا عن بيت ابيه هكذا تفعل نعمة الله مع كل نفس تريد التوبة والخلاص. ان محبة الله لا تريد ان تجرح الخاطئ بل تداوى جراحه فهو كطبيب للنفس البشرية يعرف نفسياتنا ويطلب الضال ويسترد المطرود { انا ارعى غنمي واربضها يقول السيد الرب. واطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح واحفظ السمين والقوي وارعاها بعدل} (حز 15:34-16). وسواء كان الانسان كالخروف الضال الذى ضل عن جهل او عدم اهتمام الرعاة او كالدرهم المفقود الذى اضاعته صاحبته او الابن الضال الذى ذهب بارادته الحرية الى الكورة البعيده ، فان الله يهتم بكل نفس ليخلصها لكن يجب ان نستجيب للنداء الالهى بالعودة الى احضان الله ونعمل بارادتنا الحرة ونسعى الى خلاص نفوسنا ونعترف الاعتراف الحسن بخطايانا ونقلع عنها ونثمر ثمر البر والصلاح .
+ اظهر الابن الضال الشعوربالندم ولم يقع فى التبرير الخاطئ للنفس فلم يلقى باللوم على البيئة المعثرة التى ذهب اليها باردته أو على كرم الاب وسخائه عندما اعطاه نصيبه دون رفض أو حتى على عدم سؤال اخيه الاكبر عنه فى بعده وضلاله. الانسان مسئول امام الله عن خطئه واخطائه ولديه كامل الارادة لعمل الخير او الشر ، لكن الاكثر روعة فى مثل الابن الضال هو قبول الاب واحضانه الابوية المتلهفة لعودة الابن واستقباله له بدون تأنيب او تاديب. فقد وهبه الله كرامة الابن بمجرد عودته وستر عريه وعوزه واعطاه الحله الاولى فالتوبة عبارة عن معمودية ثانية تغسل الخطايا، وذبح له العجل المثمن فى أشارة الى جسد ودم عمانوئيل الهنا الاقدسين ولقد قدم له الخاتم الذهبى فى يده ليعيد له كرامته فالله كاب صالح رفعنا الى مرتبة الابناء وامر بان يلبسوه حذاءاً جديداً كعلامة على السير فى طريق الصلاح والبر .
+ التوبة تفرح الله وملائكته والقديسين والخاطئ التائب الراجع الى الله، ان التوبة هي انتصار على الشيطان وحيله وفرح للابرار { اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة }(لو 15 : 7). ان كانت الخطية هى موت وانفصال روحى عن الله فالتوبة هى حياة ورجوع الى الاحضان الابوية. وان كان الانسان الخاطئ هو ضال وانسان يحيا فى غيبوبة بلا عقل فالرجوع الى الله عودة الى النفس ورجوع الى الله وعودة الى صواب العقل والتعقل. الخاطئ هو انسان ميت روحيا ومن اجل خلاصه يسعى السيد المسيح ويتشفع ويطلب عنه القديسين ويجب ان تعمل الكنيسة والخدام من اجل عودة الخطاه الى الله وحياتهم مع المسيح الذى تتسع احضانه الابوية لكل الخطاة .
+ ان الوقت المقبول للخاطئ هو الان واليوم وليس الغد فكلما أجل الانسان الرجوع الى الله كلما تقسى القلب وقد لا يجد الفرصة ولا الدافع للعودة الى النفس والله، فيجب ان نغتنم الفرصة ونرجع الى الله { هذا وانكم عارفون الوقت انها الان ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين امنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة ونلبس اسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد. بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لاجل الشهوات} (رو 11:13-14). نحن فى حاجة للتوبة فى كل وقت والى الحديث الودى مع الله كاب سماوى فى كل لحظات الحياة لكى ما نشبع من محبته فلا نشعر بحرمان من شئ ولا بكبت داخلى. حينئذ تتفجر داخل نفوسنا كنوز النعمة الغنية التى تشبع وتقود الى حياة الفرح والسعادة والسلام.
أقبلنا اليك ايها الاب المحب...
+ ايها الاب القدوس ان نفوسنا لن تشبع او تجد السلام والدفء الا فى احضانك الابوية ولن تجد الفرح الا فى بيتك وحضورك الدائم فى حياتنا فتحول الحياة الى عشرة حب دائم وتحول الضيقات الى نبع تعزية وسلام، وحتى مرارة الخطية تستطيع ان تغفرها وتمحو أثارها وتعالج ما بداخل نفوسنا من ضيق والم وتحول حزننا الى فرح قلبى وتهليل كلى .
+ اننا نصلى اليك يا الله من اجل كل نفس بعيدة لتطلبها وتردها اليك ومن اجل كل نفس ساقطة لترفعها من بئر اليأس والحرمان، نصلى اليك من اجل القائمين لكى ما تثبتهم فيك وتمنحهم الشبع والفرح والراحة، نصلى من اجل الرعاة لتجعلهم سفراء سلام ومصالحة ومحبة ومن اجل الرعية لكى يسعى الانسان بارادته الحرة الى الرجوع اليك دون ابطاء او اهمال او تكاسل. بل نصغى بفرح لصوتك الابوى وعمل نعمة روحك القدوس فينا للتوبة والرجوع. نصلى من اجل اخوتنا المقيدين والمأسورين بقيود ابليس لتردهم الى احضان كنيستك فرحين .
+ اقبل يارب طلبة شعبك والتفت الى تنهد عبيدك واقبل اصوامنا وصلواتنا كرائحة ذكية امامك، علمنا ان لا ندين اخوتنا كما فعل الابن الأكبر عندما رجع اخيه بل نحب الخطاة ونجذبهم بالمحبة وان نترفق بكل من ضل وتاه. علمنا ان نقوم الركب المخلعة ونشدد الايدى المتراخية ونقوى الضعفاء ، لنرجع اليك كنيسة مقدسة لا عيب فيها ولادنس، علمنا ان نعد أنفسنا بالتوبة وثمار الصلاح مستعدين لملاقاتك كل حين، أمين.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)