السبت، 26 مارس 2016
الأبن الضال والرجوع إلى الله
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
رحلة البحث عن السعادة
يقدم لنا الربّ يسوع المسيح في مثل الابن الضال ، رحلة البشرية في بحثها عن السعادة بعيداُ عن الله ، وهي رحلة بعض منا للبحث عن المتعة أَو اللذة بعيداً عن قيود الأهل وبعيداً عن الله ، بل هى رحلة الهروب من الله إلى بئر شهوات العالم المتعبة للنفس . هكذا يظن البعض أن الله ووصاياه تقف عائقا أمام سعادتنا، مع أن الله كأب سماوي بِهِ نحيا ونتحرك ونوجد ،هو الذي يهبنا الإمكانيات والمواهب والغنى، ونحن في جهل نبحث عن العطيّة، وننسى الرب المُعطي ونبحث عن السعادة والغنى والحرية بعيداً عن الله، فماذا قال الربّ في هذا المثل الذي يعلن لنا محبة الله الآب لنا حتى لو بعدنا عنه كابناء :{إنسان كان له ابنان ... فقال أصغرهما لأبيه يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال . فقسم لهما معيشتهُ . وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كوره بعيدة وهناك بذَّر مالهُ بعيش مسرف . فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكوره فابتدأ يحتاج فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكوره فأرسله إلى حقله ليرعى الخنازير وكان يشتهي أن يملا بطنه من الخروب الذي كانت الخنازير تأكله فلم يعطهِ لهُ }. ( لو 15 : 11 - 16).
إننا في رحلة البحث عن سعادة وهمية نأخذ عطايا الله لنبذرها بعيش مسرف في كورة الخطية ، ولنصير لها عبيدًا مذلولين نجوع إلى طعام الخنازير والنجاسة فلا نجدها . نبحث عن الغنى فنجد نفوسنا وقد فقدت كل ما نملك ، ونحتاج للشبع والارتواء بالمحبة فلا نجد غير البؤس والشقاء ونشتهي طعام الخنازير النجس غير المشبع فلا يعطى لنا، ونظل قلقين غير سعداء ، فالشرير يهرب ولا مطارد. إننا في رحلتنا في البحث عن السعادة خارج بيت الله لن نجد شبعاً ، لا في مال أو جمال زائل أو في منصب أو في شهوة يعقبها الندم والألم ، ولن نجد راحة في علم كاذب أوحكمة أرضية. لن نجد الشبع في كورة الخطية ، ولا الحرية في أرض العبودية ، ولا السعادة في سراب العالم الكاذب. أن الميراث الحقيقي والسمائي ينتظر أبناء الله الذين لهم في القناعة كنز، وفي محبة الله يجدون الكرامة والعز، وفي الجلوس تحت أقدام الصليب السعادة والشَّبع والميراث والوعود الصادقة . أن الذات هي الصنم الذي يجب ان لا نتعبّد له في أنانية بعيداً عن الله. إن نفسي صورة الله الفريدة فلنعطها لله ونبذلها من اجل محبته، فنحيا فيه ونوجد معه وننمو في معرفته وإذ نخصص ذواتنا لخدمة الله ومحبته ، يُنمِّي مواهبنا ويضاعف وزناتنا ويقودنا في موكب نصرته ويهبنا السعادة الحقيقية. فنفرح به ويفرح بنا ويكون نصيبنا السماوي {فنفتخر باسم قدسه وتفرح قلوب الذين يلتمسون الرب} (أخ 16:16) .
رجع الي نفسه
عندما تجوع أنفسنا بعيداً عن الله ، فحسن لنا أن نرجع اليه لنقف وقفة جادّة مع أنفسنا، نحاسبها على خطاياها ونعاتبها على ضلالها أو حتى نعاقبها لننجو من العقاب الأبدي ونتخذ القرار السليم كما فعل الابن الضال كما جاء عنه في الإنجيل : {فرجع إلى نفسه وقال كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا اهلك جوعاً . أقوم واذهب إلى أبي وأقول يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً بعد أن ادعى لك ابناً . اجعلني كأحد أجرائك }( لو 15 : 17 – 19 ).
إنَّ الخطية تبدِّد كل ما نملك من مواهب ووزنات وتذهب بسعادتنا وتفقدنا مجد البنوّة لله وتورثنا القلق والمرض والضياع والعوز . لقد أخطأ الابن الضال عندما طالب بالميراث في حياة أبيه وهو متمتع بخيراته. وسعى كما يفعل الكثيرون منا الى الحياة بعيداً عن الله، ليحيا بلا ضابط في حياة اللذة والخطية، ليصير عبداً محتاجا لا يجد شبعاً بل تعاسة وجوعًا .
ربما دارت هذه الأفكار فى ذهن هذا الابن الضال كما تدور فى أذهان البعض منا : هل لا يزال الأب السماوي يحبني ويفتح أحضانه لاستقبالي للعودة إليه ؟. وكانت الأجابة هى نعم أن الله يحبني ويحب الخطاة ويعلن مسرته برجوعهم متغاضيا عن أزمنة الجهل. إن هروبي من الله لن يسعدني وأين اهرب منك يا رب وأنت تملا كل مكان ؟. لقد تقوقعت حول ذاتي وأنانيتي فلم أجد إلا الشقاء. فحرّرني يا رب من أنانيتي لألتقي بك بعيداً عن فلسفات كاذبة وحكمة أرضية لا تقود إلا إلى الجوع والضياع. ربّي إني جوعان لمحبتك فغناي هو في حياة الفضيلة وعطشي إلى ينبوع محبتك وعمل روحك القدّوس داخلي فأنت الكنز والعريس المفرح للنفس البشرية .
ربي إنني إن أحببت أن أجد نفسي بعيداً عنك، فاني اهلك فها أنا أتوق للرجوع إليك يا رب لتقبلني إليك معطياً لي التشجيع للعودة والتوبة والاعتراف كي أحيا في بيتك كابن حقيقي لأب صالح وأنت يا رب تسمح لى بالضيقة حتى أعود إليك شاعراً باحتياجي، وأنت لم ترفض احدًا بل قبلت إليك أصحاب الساعة الحادية عشرة، وأعطيتهم تماما الأجرة عينها التي أعطيتها للذين عملوا طوال اليوم والحياة . فاعنِّي يا الله إله خلاصي من اجل مجد اسمك. وأعلن محبتك المحررة والغافرة فيبتهج الكل بخلاصك ورحمتك .
التوبة وحياة الفرح...
التوبة تفرِّح قلب الله كأب سماوي حقيقي يسعى في طلب الضال، وتُفرح الملائكة الذين يعملون على خلاصنا فيفرحون بتوبتنا ويقدمون ثمار أيماننا إليك . وتفُرح القديسين في السماء الذين يشفعون فينا ويكملون بنا وتفرح الكنيسة العاملة على خلاصنا وتفرح قلب الخاطئ الراجع لله فرحا بقبول الله ومحبته ومغفرته وابتهاجا بالتحرر من سلطان إبليس وقيوده. نبتهج برحمة الله ونقدم لَه الشكر والسجود لانه بذل أبنه الوحيد من أجل خلاصنا وجعلنا ملوكًا وكهنة وشعبًا مقدسًا لله أبيه. نعم يجب أن نتذكر محبة الله لنا، وعنايته بنا، وحريتنا فيه ونشتاق إلى أحضانه.
الله يفرح بعودة الخاطئ إليه { يا ابني كن حكيماً يفرح قلبي أنا أيضا } أم 23 : 15 أن الله يسعى في طلب الضالّ ويسترد المطرود ويعصب الجريح ويجبر الكسير ، أنه يركض لاستقبال الابن الضال ليعيد له ثوب الحكمة والبر ويأتمنه على الميراث الأبوي والإيمان الحي ليحتذي بالاستعداد للبشارة المفرحة بالإنجيل بعيداً عن أدناس الطريق الواسع لحياة الخطية.
التوبة تهب الإنسان سلام النفس الضائع وسلامته النفسية المفقودة، فكم من الأمراض الجسدية والنفسية ترجع أسبابها إلى الخطية وتأثيرها المدمِّر للنفس والجسد والروح ، لهذا نرى الرب يسوع المسيح عندما شفى المخلَّع قال له : لا تعود للخطيئة لئلا يصير لك أشرّ . فالتوبة تشفي النفس والجسد وتفرح القلب بالقبول الإلهي .
الحياة المقامة
{ فقام وجاء إلى أبيه ، وإذ كان لم يزل بعيداً فراه أبوه فتحنَّن ووقع على عنقه وقبله فقال له الابن يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً أن ادعى لك ابناً . فقال الأب لعبيده اخرجوا الحلّة الأولى والبسوه واجعلوا خَاتماً في يده وحذاءً في رجليه وقدموا العجل المسمن واذبحوه . فنأكل ونفرح. لان ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد ، فابتدءوا يفرحون } ( لو 15 : 20 – 24). لا تنام وقت العمل ولا ترضخ للقيود والمسيح المقام يدعوك لتقوم معه في جِدّة الحياة ناظراً إلى فوق حيث المسيح جالس. تحرر من أنانيتك لتشعر بمحبة أبيك السماوي ، الذي يهبك الحكمة، ولتتخذ القرار الصائب بالعودة إلى أحضان الآب الذي يهبك القوة للرجوع ، لأنه بدونه لا تقدر أن تفعل شيئًا وبه تؤهل للتبني والنعمة والحرية والحياة الأبدية .
أعترف إليك يا رب ، إني أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً ان ادعى لك ابناً ، وها أنا اقرّ بخطاياي وحاجتي إليك وعزمي إلى البقاء في أحضانك والتصميم على عدم العودة للخطية، فمن يعترف بخطاياه ويقرّ بها يرحم ومن يكتمها لا ينجح . حقا يا رب في البعد عنك فقدت فرحي وسلامي ومستقبلي . اعترف لك وللكنيسة باني خاطئ ، فاسرع وأعنّي وفي محبتي للعودة إليك اقبلني ابناً لك تلبسني حُلّة البرّ والرحمة وبجسدك ودمك طهرني وقوّني وثبتني فيك .
نعم يا رب أنت تسرع للقائي وتنزع عني حزني، وبقبلاتك وقبولك تسرع فرحاً باحتضاني ورجوعي إليك محرراً إياي من نير عبودية الخطية. نعم لقد خرجت يا سيدي يسوع من علياء سمائك من اجل خلاصي رافعاً عقوبة خطاياي بموتك عني وما زال صليب حبّك يعلن إن ذراعيك ما زالتا مفتوحتين لاستقبال الراجعين إليك بقلوبهم لتغيير حياتهم وتسترهم بثوب برّك وتصالحهم مع الآب السماوي . ان السلوك في جدّة الحياة المقامة مع المسيح يجدد فكرنا ، ويقدِّس حواسنا وينقّي عواطفنا ويطهّر قلوبنا ويشبع أرواحنا ويجعلنا نجاهد بالصبر ونحن مرنمين لله .
مجد التوبة
أنت يا رب تعود فتحيينا ، فيفرح بك شعبك (مز 8 : 6 ). نعم يا رب أنت الأب الحنون الذي تفرح برجوعي إليك وتعطي للتائبين جمالاً عوض الرماد ودهنًا فرحًا عوض النوح ورداء تسبيح عوض الروح اليائسة ليكونوا كأشجار البر وغرس الرب للتمجيد. حقاً يا رب أنت تعطي للتوبة أهمية في حياتنا وهي بدء رسالتك لنا " توبوا وآمنوا بالإنجيل " وكما قلت يا رب ان السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون إلى التوبة .
التوبة تكشف لنا ما في قلب الآب السماوي من محبة وقبول ، فانا لست عبدا أو أجيرا حتى رغم بعدي عن الله ، فالآب السماوي دعانا أبناء محبوبين له ، وهو لا يقبل لنا أن نكون عبيداً للخطية أو أجراء في بيته . أننا بحريتنا نتركه ونصير عبيداً للخطية والشيطان ، ورغم هذا تظل محبة الله تنتظر رجوعنا إليه ليعيد لنا مجد البنوة وفرح الخلاص { لأنه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك . هوذا ألان وقت مقبول هوذا ألان يوم خلاص}( 2 كو 6 : 2) . فلا تؤجلي يا نفسي توبتك حتى الغد فمن يضمن حياتك للغد لأنه بينما تقولين إني في سلام وأمان يفاجئك الموت بغتة . لقد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع عنا أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور ونصلي لله أن يحرر ربُطنا وقيودنا لنتمتع بقوة القيامة وسلامها وفرحها وأمجادها ونُفرَّح السماء بملائكتها وقديسيها .
إن الله الكلمة الابن القدّوس تجسّد من اجل خلاصنا ، وُصلب ومات من اجل فدائنا وتبريرنا وقام في مجد ليغلب لنا الشيطان والخطية والموت . ووهبنا التناول من الأسرار الإلهية لنأخذ منه طهارة وغفراناً وحياة أبدية ، فأيّ مجد هذا الذي أعطى للإنسان وما أعظم محبة الله المدخَّرة للخطاة .
ليكن لنا محبة لخلاص الخطاة
ونحترس لئلا نماثل الابن الأكبر الذي تذمر على الآب لأنه قبل أخيه الأصغر بفرح ، وذبح العجل المسمن فرحا به. وكما أدان الفرّيسيين المعلم الصالح لأنه يحب الخطاة ويأكل معهم . وهكذا لاموه عندما دخل يبيت في بيت زكّا العشار غير عالمين إن لطف الله إنما يقودنا للتوبة والبنوة لله . لقد جاء المُخلِّص ليطلب ويخلِّص ما قد هلك ، ولأن الأصحاء لا يحتاجون إلى طبيب بل المرضى ، جاء الرب لا ليدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة . ليكن لك المحبة الإلهية والقلب المتضع الذي يفرح بعودة كل احد إلى الأحضان الأبوية ...
الابن الأكبر في قصة الابن الضال لم يرد أن يدخل بيت الأب لان ابيه كان فرحاً بعودة ابنه من الكوره البعيدة ، ولولا محبة أبيه له وخروجه إليه ليقنعه ويشفي عجرفته وكبرياء قلبه ويداوي حسده وتذمره لكان قد هلك ، انه مثل يونان النبي الذي اغتاظ من أجل توبة أهل نينوى وعدم هلاك المدينة حتى تفاهم الله معه وأقنعه بشفقته ، فأحذر أن توجد في بيت أبيك وأنت لا تعرف إرادته وتعمل في حقله متطلعاً إلى المكافأة الأرضية لتفرح فقط مع أهل العالم ، ناسياً الميراث السمائي. إن الإدانة والحسد من العوائق التي تحرمنا من التمتع بالفرح ألسمائي وتجعلنا لا نشعر بإخوتنا فلا نفرح لفرحهم ولا نحسّ بجوعهم الروحي . إن الحسد والإدانة يجعلان النفس تظلم وتجاهد في كآبة ، وتدين حتى الله على أعماله الخلاصية .
إننا نحتاج لحنان الله الذي يؤكد لنا تمتعنا بأبوته وبميراثه ألسمائي، ولكي ما نعرف إرادته في خلاص الجميع لنحيا معه حياة الحب والبذل، ونسعى لرجوع الخطاة بدون انانية أو تقوقع على الذات.الله غني في المجد ، سخي في العطاء ، لا حدّ لمحبته وشفقته ، جاء ليصالح ويوِّحد الجميع فيه يهوداً وأمما ، كباراً وصغاراً رجالا ونساء . مصالحاً لمن يقبلونه غير حاسباً لهم خطاياهم وملكوته وأبوته تتسع للجميع .
أرجع اليك
أرجع إليك يا الهي وخلاصي فتفرح بي الملائكة في السماء . لقد ظننت البعد عنك سعادة فوجدته ضـيـاع وشــقاء ، وحسبت ان لى فى العالم فرح وغنى فوجدت العالم بعيداً عنك حزن وبلاء وبدلاً مـــن مــجــد القداسـة بعيداً عنك جـوع وعــنـاء. أرجع إليك يا الـهي حتى لو أجير وبـك مــن قوات الظلمــة أستجير فارحمني يـا مخلص العالم وافتـح لي الأحضان الأبوية وأرني نعمتــك الأزلية والـبسنـي الحـلل الـبـهية وقـودني بالتـوبة لحياة أبدية،أمين.
الأربعاء، 23 مارس 2016
شعر قصه قصير-20 أحبك يارب
شعر قصه قصير-20
أحبك يارب
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" أحبك يارب"
أحبك يارب والهي ياقوتي فى الضعف
رجائي أنت ووأثق أنك منا تزيل الخوف
وأما إيماننا يضعف منك عجايب نشوف
محبتك يارب تسعف المحتاج والملهوف
ترد الضال للأحضان بحنان غير مالوف
أرويني وعلمني أردلك الجميل والمعروف
للقريب والبعيد نعلن محبتك كأب عطوف
.......
(3)
"أبتسم فى ثقة "
أبتسم واقبل الحياة في ثقة بالله وصلاة وتقى
أنت قوة تستطيع معه عمل الكثير من الاشياء
تعب محبتك وعملك الخير لن يضيع سدى وهباء
ومحاولاتك المتعثرة هي خطوة في طريق البناء
فنحن نتعلم بالأكثر من التعثر والفشل والأخطاء
ونثق ان كل الاشياء تعمل معا للخير لمحبي الله
ليكن لنا محبة ثابته لله وإيمان به وفيه لنا رجاء
....
(3)
"علمنا يا نخيل"
يا نخيل مصر يا عالي ياللي كلك خير
نحدفك بطوب بكرم تدي بلح لينا وللغير
ويأكل منك الكل ويشبع حتى كمان الطير
يا صابرعلي أختلاف الطقس برد وحر
ومحتمل عطش الصيف وتقلبات أمشير
علمنا يانخل نحتمل بصمت وصبر كتير
خلينا نثمر وندي بمحبة لصالح وشرير
وجذورنا تتأصل فى مصرنا وعليها نغير
لما نشيخ نرحل وقوف ونولد نخيل وفير
مهما طال العمر الموت ملهوش حد كبير
......
(4)
" أطلب الرحمان"
أن جار أو قسى عليك الزمان
أصبر وصلي وأطلب الرحمان
أطلب ربك من قلبك بغير توان
قله أنا عبدك الضعيف والغلبان
أنظر لتعبي وأصنع معي إحسان
أقع في أيدك انت يا رحيم وحنان
ولا تسلمني يارب ليد أي إنسان
نور طريقي يارب وريح التعبان
.......
(5)
" أغلب الشر بالخير"
لا يغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخير
قول الحق دائما لان الكذب حبله قصير
أسلك بالأمانة ولا تتبع مشورة الشرير
دا الظالم مهما نجح كبخار ينهزم ويطير
خليك جبل صامد ماتهزكش رياح أمشير
لاتتكل على ذراع بشر ولا علي مال وفير
خلي أتكالك وثقتك بربنا وأجعله لك مشير
صلي أطلب أرادة ربنا ونعمة في التدبير
أطلب حكمة منه تغيث المُعيي بكلمة القدير
أحبك يارب
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" أحبك يارب"
أحبك يارب والهي ياقوتي فى الضعف
رجائي أنت ووأثق أنك منا تزيل الخوف
وأما إيماننا يضعف منك عجايب نشوف
محبتك يارب تسعف المحتاج والملهوف
ترد الضال للأحضان بحنان غير مالوف
أرويني وعلمني أردلك الجميل والمعروف
للقريب والبعيد نعلن محبتك كأب عطوف
.......
(3)
"أبتسم فى ثقة "
أبتسم واقبل الحياة في ثقة بالله وصلاة وتقى
أنت قوة تستطيع معه عمل الكثير من الاشياء
تعب محبتك وعملك الخير لن يضيع سدى وهباء
ومحاولاتك المتعثرة هي خطوة في طريق البناء
فنحن نتعلم بالأكثر من التعثر والفشل والأخطاء
ونثق ان كل الاشياء تعمل معا للخير لمحبي الله
ليكن لنا محبة ثابته لله وإيمان به وفيه لنا رجاء
....
(3)
"علمنا يا نخيل"
يا نخيل مصر يا عالي ياللي كلك خير
نحدفك بطوب بكرم تدي بلح لينا وللغير
ويأكل منك الكل ويشبع حتى كمان الطير
يا صابرعلي أختلاف الطقس برد وحر
ومحتمل عطش الصيف وتقلبات أمشير
علمنا يانخل نحتمل بصمت وصبر كتير
خلينا نثمر وندي بمحبة لصالح وشرير
وجذورنا تتأصل فى مصرنا وعليها نغير
لما نشيخ نرحل وقوف ونولد نخيل وفير
مهما طال العمر الموت ملهوش حد كبير
......
(4)
" أطلب الرحمان"
أن جار أو قسى عليك الزمان
أصبر وصلي وأطلب الرحمان
أطلب ربك من قلبك بغير توان
قله أنا عبدك الضعيف والغلبان
أنظر لتعبي وأصنع معي إحسان
أقع في أيدك انت يا رحيم وحنان
ولا تسلمني يارب ليد أي إنسان
نور طريقي يارب وريح التعبان
.......
(5)
" أغلب الشر بالخير"
لا يغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخير
قول الحق دائما لان الكذب حبله قصير
أسلك بالأمانة ولا تتبع مشورة الشرير
دا الظالم مهما نجح كبخار ينهزم ويطير
خليك جبل صامد ماتهزكش رياح أمشير
لاتتكل على ذراع بشر ولا علي مال وفير
خلي أتكالك وثقتك بربنا وأجعله لك مشير
صلي أطلب أرادة ربنا ونعمة في التدبير
أطلب حكمة منه تغيث المُعيي بكلمة القدير
الأحد، 20 مارس 2016
عيد الأم
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الأم مدرسة الفضيلة ..
لقد شبه الله ذاته فى الكتاب المقدس بالأم التي تعزي ابنائها {كانسان تعزيه امه هكذا اعزيكم انا وفي اورشليم تعزون} (اش 66 : 13). كما شبه أهتمامه بنا باهتمام الأم بابنائها (هل تنسى المراة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين و انا لا انساك). (اش 49 : 15). وأوجب علينا أكرام أبائنا وأمهاتنا (اكرم اباك وامك التي هي اول وصية بوعدٍ) (اف 6 : 2).
اكرام الوالدين وصية الهية وواجب ووفاء دين علي الابناء ويكفي اننا مديونين للوالدين بنعمة الوجود والتعَلم فى الحياة ، الأم هى مدرسة الفضائل والمعلمة الاولى ومنها نأخد الأمان والأيمان، وبفضل رعايتها ننمو ونتعلم كيف نواجه تحديات الحياة. نحن نكرم في عيد الأم ، امهاتنا ومن هن في مقام الأمهات ونكرمهن من أجل كل أعمالهن والطيبة وأتعابهن وفضائلهن وكل القيم الطيبة التى تمثلها الأمومة. وان كان الرب قد سأل عن هؤلاء الذين شفاهم عندما شفى العشرة البرص لماذا لم ياتوا ويقدموا له الشكر فهو يحثنا علي الوفاء وأكرام امهاتنا علي محبتهم وتعبهم وعطائهم غير المحدود. ففى عيد الأم التى هى ربيع حياتنا نقدم باقات الورود وارق كلمات التقدير والوفاء لكل أم مصلين ان يهب الله لهن كل صحة وسعادة وسلام وبركة ويعوضهن عن أتعابهن خيراً وحكمةً ونعمةً وأجراً سمائياً . اننا نكرم كل أم تعبت وأنجبت وربت وكل أم لم تنعم بانجاب البنين فصارت بحنانها أما للكثيرين ونكرم كل الذين تبتلوا وعاشوا من أجل الله حياة الجهاد والعفة والقداسة ومن أنتقلوا من أمهاتنا نطلب لهم الراحة والسعادة في فردوس النعيم.
+ البعض يفضل أن يسمى هذا اليوم " عيد الأسرة " لأنه إذا كنا نتذكر فضل الأم ، والآمها وتعبها من أجل أبنائها ، فإن الأب له دوره أيضاً فى رعاية الأسرة، مادياً وروحياً واجتماعياً واقتصادياً ونفسياً ونتذكر كم الضغوط التى يتعرض لها الاباء فى توفير فرص حياة كريمة لابنائهم ، وغيرها من الأتعاب المختلفة طول عمرنا فى الدنيا فحتى يكبر الابناء ويتزوجوا وينجبوا لا يتخلى الاباء عن مشاعر الابوة والاهتمام بهم {أكرم أباك وأمك ، كما أوصاك الرب إلهك ، لكى تطول أيامك ، ولكى يكون لك خير على الأرض } ( تث 5 : 16 ). وأعاد الرب يسوع التأكيد على ضرورة إكرام الوالدين والإهتمام بهما ويعاقب الله الأبناء الجاحدين للأهل وقال : " إن الله أوصى قائلاً : { أكرم أباك وأمك ، ومن يشتم أباً أو أماً ، فليمت موتاً } ( مت 15 : 4 ).وأعتبر رب المجد يسوع أكرام الوالدين من ضمن الوصايا التى إذا ما نفذها المؤمن، يدخل الحياة الأبدية ( مت 19: 19 ) ولهذا قال الكتاب {إن كان أحد لا يعتنى بخاصته، ولاسيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان ، وهو أشر من غير المؤمن } ( 1 تى 5 : 8 ) . إلى هذا الحد يصف الإنجيل جحود بعض الابناء فمن يرفض مساعدة الوالدين يعتبر أشر من غير المؤمن. فيا ليتنا نكون اوفياء بارين باهلنا ونكرم والدينا طوال حياتهما وفى عيد الأم نقدم لهن الهديا ونعبر عن شكرنا وعرفاننا ووفائنا، معترفاً بجميلهن ونتحدث اليهم شاكرين مهنئين إن كنا بعيداً عنهم، أو أن نصلى طالبين لهن الرحمة ونقدم الصدقات عن أرواحهم إن كانوا قد رحلوا إلى عالم المجد ، لكى يصلوا عنا ولنا أمام عرش النعمة عند مخلصنا الصالح .
القديسة مريم أمنا الشفيعة ..
اننا نكرم أمنا القديسة العذراء ونطوبها في يوم عيد الأم وهي التي ولدت لنا الله الكلمة المتجسد وصارت لنا شفيعه ومعينة وأما للكنيسة وأما للرسل { ثم قال للتلميذ هوذا امك ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته } (يو 19 : 27) فنكرم سيدتنا وأمنا العذراء ونطوبها ونطلب شفاعتها عنا. فالعذراء أم المؤمنين والشفيعة المؤتمنة وستبقى العذراء امنا تشفع فى اولادها وبناتها وتطلب منا ان نعمل كل ما يوصينا الله ان نفعله .
الكنيسة أم المؤمنين ..
ونكرم ايضا امنا الكنيسة التي من جرن معموديتها ولدنا وصرنا ابناء لله وشعبا مقدسا،ففى الكنيسة ننمو ونشب في الأيمان ونأخد الأسرار المقدسة وترعانا من المهد للحد. وما أجمل قول أحد الاباء ( لا يستطيع احد ان يقول ان الله ابوه مالم تكن الكنيسة هى أم روحية له ) فمن الوفاء للكنيسة ان نهتم باحتياجاتها ونشارك فى صلواتها ونتغذى باسرارها ونحب ونحترم كهنتها وخدامها والعاملين فيها.
مصر وطننا الأم..
فى عيد الأم أيضاً نصلى من أجل مصر بلادنا الحبيبة وسلامها واستقرارها ومستقبلها. فعلى هذا الثرى الطيب حبونا ونمينا وكبرنا، ومن شمسها نلنا الدفء ومن نيلها أرتوينا ومن خيرات ارضها تغذينا . علينا دين وواجب ان نكون أوفياء لبلادنا ومرقد أجدادنا وجداتنا القديسين والقديسات ، فبلادنا حتى وان جارت علينا فهى عزيزة ، نعمل على رقيها وازدهارها وحريتها وسلامها ونسعى لتنعم بلادنا بالحرية والديمقراطية والأمن والأمان . ونصلى من كل قلوبنا ان يشعر كل واحد وواحدة منا بانسانيته وأحترامه فيها . وعلينا ان نعمل من أجل مصر الامل والاحترام والمساواة. حفظ الله مصر أمنا لتبقى بلد الخير والرخاء وليمتع الله كل مواطن فيها بالسلام والأمان والمستقبل المزدهر .
أستجب يارب الي صلواتنا
نتضرع اليك من أجل أمهاتنا وابائنا وأهلنا وشعبنا لتهبهم الحكمة والنعمة والقوة والصحة.
نطلب الرحمة والسعادة لمن رحلوا عنا من أحباء ذاكرين لهم أتعابهم ومحبتهم .
نصلى من أجل أمنا الكنيسة وسلامها ووحدتها وأزدهارها وتقديس كل فرد فيها.
نصلى من أجل بلادنا مصر وسلامها واستقرارها والحياة الكريمة لكل مواطن فيها ذاكرين بالرحمة كل من ضحوا بحياتهم من أجل بقاء مصر وسلامها.
نطلب طالبين من أمنا العذراء القديسة مريم ان تشفع من أجل أمهاتنا وكنيستنا ومصرنا بل وسلام ومستقبل الشرق الاوسط والعالم كله، أمين.
الأم مدرسة الفضيلة ..
لقد شبه الله ذاته فى الكتاب المقدس بالأم التي تعزي ابنائها {كانسان تعزيه امه هكذا اعزيكم انا وفي اورشليم تعزون} (اش 66 : 13). كما شبه أهتمامه بنا باهتمام الأم بابنائها (هل تنسى المراة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين و انا لا انساك). (اش 49 : 15). وأوجب علينا أكرام أبائنا وأمهاتنا (اكرم اباك وامك التي هي اول وصية بوعدٍ) (اف 6 : 2).
اكرام الوالدين وصية الهية وواجب ووفاء دين علي الابناء ويكفي اننا مديونين للوالدين بنعمة الوجود والتعَلم فى الحياة ، الأم هى مدرسة الفضائل والمعلمة الاولى ومنها نأخد الأمان والأيمان، وبفضل رعايتها ننمو ونتعلم كيف نواجه تحديات الحياة. نحن نكرم في عيد الأم ، امهاتنا ومن هن في مقام الأمهات ونكرمهن من أجل كل أعمالهن والطيبة وأتعابهن وفضائلهن وكل القيم الطيبة التى تمثلها الأمومة. وان كان الرب قد سأل عن هؤلاء الذين شفاهم عندما شفى العشرة البرص لماذا لم ياتوا ويقدموا له الشكر فهو يحثنا علي الوفاء وأكرام امهاتنا علي محبتهم وتعبهم وعطائهم غير المحدود. ففى عيد الأم التى هى ربيع حياتنا نقدم باقات الورود وارق كلمات التقدير والوفاء لكل أم مصلين ان يهب الله لهن كل صحة وسعادة وسلام وبركة ويعوضهن عن أتعابهن خيراً وحكمةً ونعمةً وأجراً سمائياً . اننا نكرم كل أم تعبت وأنجبت وربت وكل أم لم تنعم بانجاب البنين فصارت بحنانها أما للكثيرين ونكرم كل الذين تبتلوا وعاشوا من أجل الله حياة الجهاد والعفة والقداسة ومن أنتقلوا من أمهاتنا نطلب لهم الراحة والسعادة في فردوس النعيم.
+ البعض يفضل أن يسمى هذا اليوم " عيد الأسرة " لأنه إذا كنا نتذكر فضل الأم ، والآمها وتعبها من أجل أبنائها ، فإن الأب له دوره أيضاً فى رعاية الأسرة، مادياً وروحياً واجتماعياً واقتصادياً ونفسياً ونتذكر كم الضغوط التى يتعرض لها الاباء فى توفير فرص حياة كريمة لابنائهم ، وغيرها من الأتعاب المختلفة طول عمرنا فى الدنيا فحتى يكبر الابناء ويتزوجوا وينجبوا لا يتخلى الاباء عن مشاعر الابوة والاهتمام بهم {أكرم أباك وأمك ، كما أوصاك الرب إلهك ، لكى تطول أيامك ، ولكى يكون لك خير على الأرض } ( تث 5 : 16 ). وأعاد الرب يسوع التأكيد على ضرورة إكرام الوالدين والإهتمام بهما ويعاقب الله الأبناء الجاحدين للأهل وقال : " إن الله أوصى قائلاً : { أكرم أباك وأمك ، ومن يشتم أباً أو أماً ، فليمت موتاً } ( مت 15 : 4 ).وأعتبر رب المجد يسوع أكرام الوالدين من ضمن الوصايا التى إذا ما نفذها المؤمن، يدخل الحياة الأبدية ( مت 19: 19 ) ولهذا قال الكتاب {إن كان أحد لا يعتنى بخاصته، ولاسيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان ، وهو أشر من غير المؤمن } ( 1 تى 5 : 8 ) . إلى هذا الحد يصف الإنجيل جحود بعض الابناء فمن يرفض مساعدة الوالدين يعتبر أشر من غير المؤمن. فيا ليتنا نكون اوفياء بارين باهلنا ونكرم والدينا طوال حياتهما وفى عيد الأم نقدم لهن الهديا ونعبر عن شكرنا وعرفاننا ووفائنا، معترفاً بجميلهن ونتحدث اليهم شاكرين مهنئين إن كنا بعيداً عنهم، أو أن نصلى طالبين لهن الرحمة ونقدم الصدقات عن أرواحهم إن كانوا قد رحلوا إلى عالم المجد ، لكى يصلوا عنا ولنا أمام عرش النعمة عند مخلصنا الصالح .
القديسة مريم أمنا الشفيعة ..
اننا نكرم أمنا القديسة العذراء ونطوبها في يوم عيد الأم وهي التي ولدت لنا الله الكلمة المتجسد وصارت لنا شفيعه ومعينة وأما للكنيسة وأما للرسل { ثم قال للتلميذ هوذا امك ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته } (يو 19 : 27) فنكرم سيدتنا وأمنا العذراء ونطوبها ونطلب شفاعتها عنا. فالعذراء أم المؤمنين والشفيعة المؤتمنة وستبقى العذراء امنا تشفع فى اولادها وبناتها وتطلب منا ان نعمل كل ما يوصينا الله ان نفعله .
الكنيسة أم المؤمنين ..
ونكرم ايضا امنا الكنيسة التي من جرن معموديتها ولدنا وصرنا ابناء لله وشعبا مقدسا،ففى الكنيسة ننمو ونشب في الأيمان ونأخد الأسرار المقدسة وترعانا من المهد للحد. وما أجمل قول أحد الاباء ( لا يستطيع احد ان يقول ان الله ابوه مالم تكن الكنيسة هى أم روحية له ) فمن الوفاء للكنيسة ان نهتم باحتياجاتها ونشارك فى صلواتها ونتغذى باسرارها ونحب ونحترم كهنتها وخدامها والعاملين فيها.
مصر وطننا الأم..
فى عيد الأم أيضاً نصلى من أجل مصر بلادنا الحبيبة وسلامها واستقرارها ومستقبلها. فعلى هذا الثرى الطيب حبونا ونمينا وكبرنا، ومن شمسها نلنا الدفء ومن نيلها أرتوينا ومن خيرات ارضها تغذينا . علينا دين وواجب ان نكون أوفياء لبلادنا ومرقد أجدادنا وجداتنا القديسين والقديسات ، فبلادنا حتى وان جارت علينا فهى عزيزة ، نعمل على رقيها وازدهارها وحريتها وسلامها ونسعى لتنعم بلادنا بالحرية والديمقراطية والأمن والأمان . ونصلى من كل قلوبنا ان يشعر كل واحد وواحدة منا بانسانيته وأحترامه فيها . وعلينا ان نعمل من أجل مصر الامل والاحترام والمساواة. حفظ الله مصر أمنا لتبقى بلد الخير والرخاء وليمتع الله كل مواطن فيها بالسلام والأمان والمستقبل المزدهر .
أستجب يارب الي صلواتنا
نتضرع اليك من أجل أمهاتنا وابائنا وأهلنا وشعبنا لتهبهم الحكمة والنعمة والقوة والصحة.
نطلب الرحمة والسعادة لمن رحلوا عنا من أحباء ذاكرين لهم أتعابهم ومحبتهم .
نصلى من أجل أمنا الكنيسة وسلامها ووحدتها وأزدهارها وتقديس كل فرد فيها.
نصلى من أجل بلادنا مصر وسلامها واستقرارها والحياة الكريمة لكل مواطن فيها ذاكرين بالرحمة كل من ضحوا بحياتهم من أجل بقاء مصر وسلامها.
نطلب طالبين من أمنا العذراء القديسة مريم ان تشفع من أجل أمهاتنا وكنيستنا ومصرنا بل وسلام ومستقبل الشرق الاوسط والعالم كله، أمين.
الأربعاء، 16 مارس 2016
الصوم المقدس 4- الصوم وفوائده الصحية
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
يتخوف البعض من الصوم حرصا على صحتهم الجسدية، لكن هذا التخوف لا أساس له من الصحة بل هناك فوائد كثيرة للصوم لصحة الإنسان وسلامة بدنه ونفسه وروحه، منها ما يتعلق بالحالة النفسية للصائم وانعكاسها على صحته الجسدية ، حيث أن الصوم يساهم مساهمة فعالة في علاج الاضطرابات النفسية والعاطفية، وتقوية إرادة الصائم، ورقة مشاعره، وحبّه للخير، والابتعاد عن الجدل والمشاكسة والميول العدوانية، وإحساسه بسمو روحه وأفكاره، وبالتالي تقوية وتدعيم شخصيته، وزياة تحمّلها للمشاكل والأعباء بالاضافة الى مساعدته في علاج الكثير من أمراض الجسم، كأمراض جهاز الهضم، مثل التهاب المعدة الحاد، وأمراض الكبد، وسوء الهضم، وكذلك في علاج البدانة وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها. كتب الطبيب السويسري بارسيليوس (إن فائدة الجوع قد تفوق بمرّات استخدام الأدوية). أما الدكتور فيليب، فكان يصوم مرضاه من الطعام لبضعة ايام، ثم يقدّم لهم بعدها وجبات غذائية خفيفة، ولذلك فأهمية الصوم تكمن في أنه يساعد على القيام بعملية التخلص من الخلايا القديمة، والخلايا الزائدة عن حاجة الجسم . ان فوائد الصيام كثيرة تشمل كل أبعاد الحياة الإنسانية، بحيث أنها تدخل في كل خلية من خلايا الجسم.. فيسهم الصوم فى ..
1- الوقاية من الأورام .. وهو يقوم بدور مشرط الجراح الذي يزيل الخلايا التالفة والضعيفة في الجسم، باعتبار أن الجوع يحرك الأجهزة الداخلية في الجسم لمواجهة ذلك الجوع، ما يفسح المجال للجسم لاستعادة حيويته ونشاطه، ومن جانب آخر، فإنه يقوم بعملية بناء الخلايا والأعضاء المريضة، ويتم تجديد خلاياها، فضلاً عن دور الوقاية من كثير من الزيادات الضارة مثل الرواسب والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية، والأورام في بدايات تكونها.
2 ـ التوازن وأنقاص الوزن .. يقوم بدور إنقاص الوزن لمن يعاني السمنة، ولكن بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام بعد فترة الانقطاع عن الطعام ، والاكتفاء بالخضروات والبقول والفاكهة المفيده للجسم.
3ـ الحماية من السكر.. يقوم بعملية خفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها، ويتم ذلك من خلال إعطاء البنكرياس فرصة للراحة، لأن البنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحوّل السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة، وعندما يزيد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة يصاب البنكرياس بالإرهاق ويعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكر، ويحتاج الامر منا الى متابعة طبيعه لدي المتخصصين.
3ـ علاج الأمراض الجلدية.. إن الصيام يفيد في علاج الأمراض الجلدية، ويعمل على زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية. والتقليل من حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر في مساحات كبيرة من الجسم مثل مرض الصدفية. وتخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية. ومع الصيام تقل إفرازات الأمعاء للسموم وتناقص نسبة التخمر الذي يسبب دمامل وبثوراً مستمرة.
4ـ الوقاية من داء النقرس والآم المفاصل .. النقرس ينتج عادة عن زيادة التغذية والإكثار من أكل اللحوم، ومعه يحدث خلل في تمثيل البروتينات المتوافرة في اللحوم داخل الجسم، مما ينتج عنه زيادة ترسيب حامض البوليك في المفاصل، خاصة مفصل الأصبع الكبير للقدم، وعند إصابة مفصل بالنقرس فإنه يتورم ويحمر ويصاحب هذا ألم شديد، وقد تزيد كمية أملاح البول في الدم ثم تترسب في الكلى فتسبب الحصوة، وإنقاص كميات الطعام علاج رئيسي لهذا المرض. ويعالج الصوم آلام المفاصل الذي يتفاقم مع مرور الوقت، فتنتفخ الأجزاء المصابة به، ويرافق الانتفاخ آلام مبرحة، وتتعرض اليدان والقدمان لتشوهات كثيرة، وذلك المرض قد يصيب الإنسان في أية مرحلة من مراحل العمر، ولكنه يصيب بالأخص المرحلة ما بين الثلاثين والخمسين ، ولكن ثبت بالتجارب العلمية أنه يمكن للصيام أن يكون علاجاً حاسماً لهذا المرض، وقد أرجعوا هذا إلى أن الصيام يخلص الجسم تماماً من النفايات والمواد السامة.
5ـ الحماية من جلطة القلب والمخ.. أكد الكثيرون من أساتذة الأبحاث العلمية والطبية أن الصوم ينقص من الدهون في الجسم ما يؤدي إلى نقص مادة الكوليسترول ، وهي عادة تترسب على جدار الشرايين، وبزيادة معدلاتها مع زيادة الدهون في الجسم تؤدي إلى تصلب الشرايين، كما تسبب تجلط الدم في شرايين القلب والمخ .
لقد أستيقظ وعي العالم المتقدم على أهمية الصوم والأطعمة النباتية ويسعي الكثيرين اليه فى الاسواق فى الدول المتقدمة لا سعيا الى تقوية الروح بل من أجل صحة الجسد . لهذا وجب علينا نحن المؤمنين ان نرجع الى الصوم كفضيلة روحية من اجل صحة الجسد والنفس والروح . ان عقولنا تصبح أكثر تعقلا واصفى ذهناً وأنفسنا اقوى ارادةً وأكثر سمواً . نستطيع ان نضبط غرائزنا ونقوى ارادتنا بالصوم . اما الروح فالصوم يروضها ويحثها للشبع بكلام الله والشبع بالحديث معه وقراءة كتابه والتأمل فى محبته وصفاته وعمل ارادته { قال لهم يسوع طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله} (يو 4 : 34).
يتخوف البعض من الصوم حرصا على صحتهم الجسدية، لكن هذا التخوف لا أساس له من الصحة بل هناك فوائد كثيرة للصوم لصحة الإنسان وسلامة بدنه ونفسه وروحه، منها ما يتعلق بالحالة النفسية للصائم وانعكاسها على صحته الجسدية ، حيث أن الصوم يساهم مساهمة فعالة في علاج الاضطرابات النفسية والعاطفية، وتقوية إرادة الصائم، ورقة مشاعره، وحبّه للخير، والابتعاد عن الجدل والمشاكسة والميول العدوانية، وإحساسه بسمو روحه وأفكاره، وبالتالي تقوية وتدعيم شخصيته، وزياة تحمّلها للمشاكل والأعباء بالاضافة الى مساعدته في علاج الكثير من أمراض الجسم، كأمراض جهاز الهضم، مثل التهاب المعدة الحاد، وأمراض الكبد، وسوء الهضم، وكذلك في علاج البدانة وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها. كتب الطبيب السويسري بارسيليوس (إن فائدة الجوع قد تفوق بمرّات استخدام الأدوية). أما الدكتور فيليب، فكان يصوم مرضاه من الطعام لبضعة ايام، ثم يقدّم لهم بعدها وجبات غذائية خفيفة، ولذلك فأهمية الصوم تكمن في أنه يساعد على القيام بعملية التخلص من الخلايا القديمة، والخلايا الزائدة عن حاجة الجسم . ان فوائد الصيام كثيرة تشمل كل أبعاد الحياة الإنسانية، بحيث أنها تدخل في كل خلية من خلايا الجسم.. فيسهم الصوم فى ..
1- الوقاية من الأورام .. وهو يقوم بدور مشرط الجراح الذي يزيل الخلايا التالفة والضعيفة في الجسم، باعتبار أن الجوع يحرك الأجهزة الداخلية في الجسم لمواجهة ذلك الجوع، ما يفسح المجال للجسم لاستعادة حيويته ونشاطه، ومن جانب آخر، فإنه يقوم بعملية بناء الخلايا والأعضاء المريضة، ويتم تجديد خلاياها، فضلاً عن دور الوقاية من كثير من الزيادات الضارة مثل الرواسب والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية، والأورام في بدايات تكونها.
2 ـ التوازن وأنقاص الوزن .. يقوم بدور إنقاص الوزن لمن يعاني السمنة، ولكن بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام بعد فترة الانقطاع عن الطعام ، والاكتفاء بالخضروات والبقول والفاكهة المفيده للجسم.
3ـ الحماية من السكر.. يقوم بعملية خفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها، ويتم ذلك من خلال إعطاء البنكرياس فرصة للراحة، لأن البنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحوّل السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة، وعندما يزيد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة يصاب البنكرياس بالإرهاق ويعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكر، ويحتاج الامر منا الى متابعة طبيعه لدي المتخصصين.
3ـ علاج الأمراض الجلدية.. إن الصيام يفيد في علاج الأمراض الجلدية، ويعمل على زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية. والتقليل من حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر في مساحات كبيرة من الجسم مثل مرض الصدفية. وتخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية. ومع الصيام تقل إفرازات الأمعاء للسموم وتناقص نسبة التخمر الذي يسبب دمامل وبثوراً مستمرة.
4ـ الوقاية من داء النقرس والآم المفاصل .. النقرس ينتج عادة عن زيادة التغذية والإكثار من أكل اللحوم، ومعه يحدث خلل في تمثيل البروتينات المتوافرة في اللحوم داخل الجسم، مما ينتج عنه زيادة ترسيب حامض البوليك في المفاصل، خاصة مفصل الأصبع الكبير للقدم، وعند إصابة مفصل بالنقرس فإنه يتورم ويحمر ويصاحب هذا ألم شديد، وقد تزيد كمية أملاح البول في الدم ثم تترسب في الكلى فتسبب الحصوة، وإنقاص كميات الطعام علاج رئيسي لهذا المرض. ويعالج الصوم آلام المفاصل الذي يتفاقم مع مرور الوقت، فتنتفخ الأجزاء المصابة به، ويرافق الانتفاخ آلام مبرحة، وتتعرض اليدان والقدمان لتشوهات كثيرة، وذلك المرض قد يصيب الإنسان في أية مرحلة من مراحل العمر، ولكنه يصيب بالأخص المرحلة ما بين الثلاثين والخمسين ، ولكن ثبت بالتجارب العلمية أنه يمكن للصيام أن يكون علاجاً حاسماً لهذا المرض، وقد أرجعوا هذا إلى أن الصيام يخلص الجسم تماماً من النفايات والمواد السامة.
5ـ الحماية من جلطة القلب والمخ.. أكد الكثيرون من أساتذة الأبحاث العلمية والطبية أن الصوم ينقص من الدهون في الجسم ما يؤدي إلى نقص مادة الكوليسترول ، وهي عادة تترسب على جدار الشرايين، وبزيادة معدلاتها مع زيادة الدهون في الجسم تؤدي إلى تصلب الشرايين، كما تسبب تجلط الدم في شرايين القلب والمخ .
لقد أستيقظ وعي العالم المتقدم على أهمية الصوم والأطعمة النباتية ويسعي الكثيرين اليه فى الاسواق فى الدول المتقدمة لا سعيا الى تقوية الروح بل من أجل صحة الجسد . لهذا وجب علينا نحن المؤمنين ان نرجع الى الصوم كفضيلة روحية من اجل صحة الجسد والنفس والروح . ان عقولنا تصبح أكثر تعقلا واصفى ذهناً وأنفسنا اقوى ارادةً وأكثر سمواً . نستطيع ان نضبط غرائزنا ونقوى ارادتنا بالصوم . اما الروح فالصوم يروضها ويحثها للشبع بكلام الله والشبع بالحديث معه وقراءة كتابه والتأمل فى محبته وصفاته وعمل ارادته { قال لهم يسوع طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله} (يو 4 : 34).
الثلاثاء، 15 مارس 2016
شعر قصير (19) صنع الخير
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" نعمل الخير بحب"
نودع الأمس بالآمه وأحزانه وظلمته
نستقبل الغد ويعمل الإنسان قدر طاقته
نصلي ونشكر الله على عظيم صنعته
لا نطمع بنجم بعيد فلله تدبيره وحكمته
لا نبكي لبن مسكوب لا نقدر علي لمته
نعيش اليوم ونسعد فيه ونرضى بلقمته
نجول نعمل الخير بحب وكل ينال أجرته
.....
(2)
" اللة بيحبك"
الله بيحبك ويدعوك وعنده لك بركات
نعمته الغنية تغنيك عن كتير حاجات
محبتك الغافرة تمحو الخطايا والزلات
روح قدسه يعلمك ويبعدك عن الآفات
يحررك من الضعف والشك وحب الذات
والمتحرر من إبليس والخوف والشهوات
أفضل من مالك مدينة عايش فى متاهات
لا ينجو من حساب الله ولا من الأنتقادات
....
(3)
" رحمتك قوية"
رحمتك قوية يارب وفى ثقتنا بك مانخاف
لا من ظروف صعبه ولا حتى سنين عجاف
أنت تستر وتغفر وكأنك لا عرف ولاشاف
وللفقير أنت شبع ومحبة وغطاء ولحاف
بترعانا وفى الضعف تحملنا علي الأكتاف
علمني أحبك وأكون شبهك كريم مضياف
أرحم وأحب وأتعلم منك الصفح والأنصاف
..............
(4)
" قم يارب"
تعالي معانا ورتل يا داود
علي الناي نعزف ويا العود
نناجي فى الهدوء ربنا المعبود
يصغي لصلواتنا وعنا هو يذود
ينظر للكرمة وبالثمر علينا يجود
من أجل صراخ وتنهد المساكين
قم يارب وخلي الحق والعدل يسود
......
(5)
" أوفى صديق"
قديما كنت لأبراهيم أوفي صديق
رافقته وباركته ونجيته من الضيق
عملت لشعبك قديما في البحر طريق
أنت موجود معانا دائما يا اعز رفيق
تنجينا من إبليس والشر ومن عماليق
وتخلصنا لو في يوم الشر بينا يحيق
دا انت الهنا لينا حياة ونجاة وطريق
نشكر فضلك يا صادق وأمين ودقيق
الذكرى الرابعة لأنتقال قداسة البابا شنودة الثالث
تمجيد وأكرام
قداسة البابا شنودة الثالث
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
السلام لك يا أبانا القديس البابا الأنبا شنودة فى ذكرى ميلادك السمائي الرابع والذى يوافق السابع عشر من شهر مارس 2016م، نتذكرك بكل خير ونذكر تعب محبتك ونطلب صلواتك يا أبانا القديس فانت تحيا فى قلوبنا وتعيش فى فكرنا وتعاليمك تغذى أرواحنا وعظاتك وتعاليمك وإيمانك المستقيم وسيرتك الطيبة قدوة لنا نتعلم وننهل منها كل يوم.
السلام لذهبي الفم والواعظ القدير، الذى تلمذ أجيال من شعبه بامانة وبر وجال فى كل مكان يكرز بمحبة الله المعلنة لنا فى المسيح يسوع وكتابه المقدس فكان من أعظم مفسري الكتاب المقدس وتعاليمه.
السلام لرجل المحبة والسلام والوطنية والذى عبر عن قيم مصر كقامة فريدة فى حب مصر والدفاع عنها وأعلاء شانها فى كل بقاع الأرض، كانت مصر فى قلبك وفكرك إينما حللت وكنت خير سفيراً لبلادك وكنيستك وشعبك وقيم مصر الأصيلة.
السلام لك يا أبانا القديس البابا صاحب النهضة الروحية والرهبانية واللأهوتية والعمرانية. الذى نشر الإيمان وعمل على ربط أبنائه بالكنيسة القبطية فى كل بلاد الأرض.
السلام لرجل الصلاة والزهد والعطاء، محب الفقراء الذى أغدق محبته علي كل محتاج وأحس بنبض شعبه والآمه ومازال يرفع صلواته عنا أمام الله كل حين.
السلام لك يا حبيب الأباء والأنبياء والقديسين والذى جال يعلم عن حياتهم ومحبتهم وسيرتهم العطرة والأن ينعم معهم بفردوس النعيم ويكرموه علي محبته لهم.
السلام لك يارجل الإيمان الذى أعترف الأعتراف الحسن بسيده وقاد الكنيسة عبر ما يزيد عن الاربعين عاما بحكمة وأقتدار وأحتمل وحفظ الإيمان وأكل السعي ووضع له آكليل البر من الديان العادل.
السلام لك يا أبانا القديس الذى صبر علي صليب المرض بشكر وأبتسامة صافية من قلب محب لله ولشعبه وبلاده وكنيسته. السلام لمن علمنا الرجاء والسعي فى جهاد للحياة الأبدية، أطلب من الرب عنا يا أبانا القديس البابا شنودة الثالث ليغفر لنا خطايانا ويحفظ بلادنا وكنيستنا، أمين
الخميس، 10 مارس 2016
الصوم المقدس 3- الصوم والفضائل الروحية
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الصوم فضيلة روحية .. قل لي بماذا تهتم اقول لك من انت؟ اننا على قدر ما نهتم بارواحنا واشباعها بالله وبمحبته ننمو فى الفضيلة ونصير اناس روحيين، وفى الصوم نضبط أنفسنا ونشبع أرواحنا بمحبته الله ونحيا التوبة وندرب أنفسنا فى حياة التقوى والعطاء حتى من القليل الذى بين أيدينا { فان الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون ولكن الذين حسب الروح فبما للروح. لان اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام.لان اهتمام الجسد هو عداوة لله اذ ليس هو خاضعا لناموس الله لانه ايضا لا يستطيع. فالذين هم في الجسد لا يستطيعون ان يرضوا الله}( رو 5:8-8). من اجل هذا يقول لنا مخلصنا الصالح { اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان لان هذا الله الاب قد ختمه }(يو 6 : 27). الصوم اذاً ليس هدفاً فى حد ذاته لكنه وسيلة للأهتمام بالروحيات والشبع بكلمة الله. لقد راينا سليمان الحكيم الذى اعطاه الله حكمة عندما أهمل الروحيات واهتم باشباع شهواته وملذاته سقط وعبد الهه غريبه {ومهما اشتهته عيناى لم أمنعة عنهما }(جا 2: 1). لقد عصفت بحكمته الشهوات الكثيرة فالصوم يقاوم الاخطاء ويقوى الروح ويضبط النفس ويعطي صحة للجسد .
+ الصوم وحياة التوبة .. الصوم هو فترة مناسبة للتوبة والتذلل الى الله، ومع ان التوبة عمل مستمر للانسان الروحى الا ان الصوم فترة للتخلص من الاخطاء لاسيما خطايا اللسان والعادات الضارة، حيث تقوى الارادة ويكون صوم الفم عن الطعام وانشغاله بعمل ارادة الله دافع للتواضع والتذلل { اذللت بالصوم نفسي }(مز 35 : 13). والصوم قوة فى مواجهة الضيقات تتعمق فيه صلواتنا ونطلب تدخل الله هكذا عندما راي الله كيف صام وتاب وتواضع اهل نينوي غفر لهم خطاياهم. وفى صوم استير والشعب كله، حينما تعرضوا لمؤامرة هامان(أش 4: 16). راينا كيف كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة. كذلك نسمع عن صوم نحميا لما جاءته الأخبار أن { سور أورشليم منهدم، أبوابها محروقة بالنار } (نح 1: 3، 4). ويروى سفرنحميا أيضاً كيف كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة. كذلك يروى لنا الكتاب كيف صام عزرا بالبكاء والصلاة، وكيف كان تأثير ذلك في تنقية الشعب وتطهيره. وفى تاريخ الكنيسة راينا كيف ان الصوم نقل جبل المقطم فى أيام البابا ابرام ابن زرعه . هكذا نصلى فى قسمة الصوم الكبير ونقول كيف ان الصوم والصلاة صنعا المعجزات وكانا عونا للقديسين فى الضيقات .
+ الصوم والتداريب الروحية .. الصوم فترة مقدسة يكون فيها الجسد خفيف مما يساعد على الصلاة والسهر والقراءة فى الكتب الروحية والسجود لله فى مطانيات { لذلك انا ايضا ادرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله و الناس} (اع 24 : 16). اننا نري حتى أتباع البوذية والهندوسية يصلون لسمو روحى عالي بالصوم والتدريب فكم يجب علينا نحن ان ندرب انفسنا على حياة التقوى والاستنارة الروحية نحن الذين يجب ان ننقاد لروح الله ونأتي بثمر ويدوم ثمرنا { واعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة.عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة. حسد قتل سكر بطر وامثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله.واما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان. وداعة تعفف ضد امثال هذه ليس ناموس.ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات.ان كنا نعيش بالروح فلنسلك ايضا بحسب الروح} (غل 19:5-25). نحن يجب ان نقرن الصوم بالتداريب الروحية ومنها الصلاة الدائمة والتامل فى محبة الله والشبع بكلامه واقتناء الفضائل الروحية كالصمت والهذيذ فى وصايا الله ورفع القلب بالحديث مع الله والصلاة من اجل الآخرين ولاسيما المتضايقين والمشكلات التى تواجه الكنيسة وأعضائها ليتدخل الله ويحلها.
+ الصوم ونجاح الخدمة .. ان نجاح الخدمة يحتاج لايدى مرفوعة بالصلاة كل حين. ان الرسل فيما هم يصومون ويصلوا كان الرب يعمل معهم وينجح خدمتهم { وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس،افرزوا لى برنابا وشاول العمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادى}( أع 13: 2، 3). وراينا اثر الصوم روحياً فى اخراج الشياطين وفي ذلك قال السيد الرب في معجزة إخراجه للشياطين عندما لم يقووا التلاميذ على اخراجهم { وأما هذا الجنس، فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم }(مت 17: 21). ذلك لأن صلاة الصائم تكون لها روحياتها وتأثيرها. من اجل هذا قال القديس بولس الرسول { بل في كل شئ نظهر أنفسنا كخدام لله.. في أتعاب في اسهار في أصوام} (2كو 6: 4 ، 5).
+ الصوم والعطاء .. الصائم يشبع بالصلاة ويبرهن على محبته لله بالنسك الجسدى ويعبر عن محبته لاخوته بالعطاء الروحي والمادي والمحبة والتشجيع. الصوم يجعلنا نشعر بالآم الفقراء وحاجتهم فنعطيهم بسخاء ومحبة غير متغضين عن اخوتنا { صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب} (طو 12 : 8). من اجل هذا يوصينا الانجيل بالعطاء وان نكنز كنوزنا فى السماء {لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون.لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا} (مت19:6-21). ان ما نقدمة لاخوتنا المحتاجين نقدمه لله ويبقى لنا كنزاً لا يفنى {لان الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الانسان لنوال الرحمة والحياة الابدية} (طو 12 : 9).
+ الصوم ونقاوة القلب . الصوم فترة يقل فيها شغب الجسد وتتقوى الروح وهو فرصة للدخول الى حياة العمق والتأمل وفحص القلب والضمير والنفس . اذ لا يعرف الانسان الا روح الإنسان الساكن فيه وفي الصوم تصفو النفس ويتنقى القلب ونتوب ونرجع الي الله . فلنحرص اذاً ان يكون صومنا ليس مجرد استبدال طعام حيوانى باخر نباتى ولا مجرد الامتناع عن الطعام لفترة من الزمن ثم نأكل ما لذ وطاب بل يجب ان يكون صومنا فرصة للنمو الروحى وضبط النفس وتقوية الارادة وحرارة الروح . نشبع فى الصوم بالصلاة ونتوب ونتخلص من الضعفات والخطايا ونلتصق بالله وكلمته القوية والفعالة والقادرة على أشباع ارواحنا وبكل الوسائط الروحية التى تشعل محبة الله فى القلب ونهتم بان نكنز لنا كنوزاً فى السماء بالعطاء للمحتاجين والفقراء والصلاة من أجل المتضايقين وخدمة المحتاجين والضعفاء والعمل على نقاوة القلب وقداسته وطوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الله .
الثلاثاء، 8 مارس 2016
الصوم المقدس 2- الصوم فى حياة السيد المسيح والكنيسة
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ بدء السيد المسيح خدمته بالصوم .... لكي يبين لنا السيد المسيح أهمية الصوم فقد بدء خدمته العامة بعد العماد بالاختلاء والصوم مع الصلاة لمدة اربعين يوماً { ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس. فبعدما صام اربعين نهارا واربعين ليلة جاع اخيرا. فتقدم اليه المجرب وقال له ان كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا. فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله} (مت 1:4-4). الصوم يعطينا القدرة على الانتصار على تجارب الشيطان ورفض مشورته. علمنا السيد الرب كيف نشبع بكلمة الله وهو يقيت الجسد ايضا أن عمل مشيئة الله هو شبع للانسان الروحي فعندما ذهب التلاميذ ليبتاعوا طعاما فى السامرة ورجعوا { وفي اثناء ذلك ساله تلاميذه قائلين يا معلم كل. فقال لهم انا لي طعام لاكل لستم تعرفونه انتم. فقال التلاميذ بعضهم لبعض العل احدا اتاه بشيء لياكل. قال لهم يسوع طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله}(يو 31:4-34). ونحن يجب أن نشبع بكلمة الله وصنع ارادته ومحبته وهو يعتني باحتياجاتنا الجسدية والمادية ولن يعوزنا شئ.
+ تعليم السيد المسيح باهمية الصوم .... صام السيد المسيح أربعين يوما وأربعين ليلة (مت 2:4). مقدما لنا مثالا لتتبع اثر خطواته. وعندما سالوا السيد المسيح عن صوم تلاميذه قائلا أجاب بوجوب الصوم بعد صعوده للسماء { وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ.} (مر 18:2-20). ولقد صام الرسل الصوم المعروف بصوم الرسل بعد حلول الروح القدس عليهم وصاموا أيضا عند اختيار الخدام ورسامتهم (أع3:13،27:14). أما عن الصوم الخاص نرى القديس بولس الرسول يصوم في وقت الخطر خلال رحلة بولس الرسول لروما (أع 21:27). أما قول البعض أن السيد المسيح لم يحتم الصوم بل تركه للظروف بقوله "متى صمتم". فلماذا نصوم في أوقات ثابتة "سنويا"؟. فان كلمة متى تفيد التحقيق والتأكيد وليس الشك، بحيث يكون في حكم الواقع المحتم مثل قول الرب: { متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه} (مت31:25). أن كلمة "متى" تقرر حقائق مقررة ووقوعها محتم وقد حدد الرب أوقاتًا معينة للصوم (لا 29:16، زك 19:8، لو 12:18). وحدد الرب يسوع له المجد موعد بدء صوم الرسل بعد صعوده عنهم إلى السماء (مت 15:9) وهذا ما تم فعلا (أع 13،14،27). وعلينا ويجب الخضوع للترتيب الكنسي الذي وضعه الرسل والكنيسة لما فى الصوم الجماعي من فؤائد تقودنا الي وحدانية الروح في العبادة وفي التقرب لله.
+ الصوم قوة ننتصر بها فى الحروب الروحية... بالصوم والصلاة نستطيع ان ننتصر على ابليس وهذا ما أكد عليه السيد المسيح عندما اتوا اليه بشاب عليه ارواح نجسة ولم يستطيع التلاميذ ان يخرجوها وشفاه السيد المسيح وعندما ساله التلاميذ لماذا لم نقدر نحن أن نخرج الشياطين؟ { ولما دخل بيتا ساله تلاميذه على انفراد لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه. فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة والصوم} (مر28:9-29). وما سمعنا عن أحد من القديسين أنتصر فى حروبه علي إبليس الا وكان الصوم والصلاة من الأسلحة الروحية التي أنتصر بها وتغلب على حيل الشيطان.
+ الأصوام الكنسية الجماعية... هى التى يصومها المؤمنين حسب طقس كل كنيسة، لقد صام المسيح لنتعلم من ونتبع خطواته لهذا نصوم الاربعين المقدسة كل عام مع صوم اسبوع الآلام ونصوم يومي الاربعاء والجمعة من ايام الاسبوع ماعدا فى أيام الخماسين المقدسة منذ العصر الرسولى. كما نصوم صوم الميلاد استعدادا لاستقبال الله الكلمة المتجسد كما صام موسي النبى قديما اربعين يوما ليستقبل لوحى العهد. بالاضافة الى الصوم المعروف لدينا بصوم العذراء الذى صامه المتبتلين اولا ثم عامة الشعب وراينا مثال له فى الانجيل { وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط اشير وهي متقدمة في ايام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها. وهي ارملة نحو اربع و ثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة باصوام وطلبات ليلا ونهارا. فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في اورشليم}(لو36:2-38).
+ أهتمام السيد المسيح بروحانية الصوم... أهتم السيد المسيح بروحانية الصوم والعبادة وبالبعد عن المظهرية فى الصوم والصلاة والصدقة بصفة عامة { ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم. واما انت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية}(مت 16:6-18). ويقول القديس باسليوس الكبير ( لاتكونوا عابسين وأنتم تستعيدون صحتكم. فإنه لا بدّ لنا أن نتهلل لصحة أنفسنا، ولا مجال للحزن بسبب تبدّل الطعام وكأننا نؤثر ملذّات البطن على منفعة أنفسنا، لأن الشبع يقف إحسانه عند حدود البطن، أما الربح الناتج عن الصوم فهو يَنفذ إلى النفس. كن فرحاً لأنك أعطيت من قبل طبيبك دواء ينزع الخطايا. لا تبدّل وجهك كما يفعل المراؤون. إن الوجه يتبدل عندما يظلم الداخل مع التظاهر الخارجي، وكأنه مخفي وراء ستار كاذب. المرائي هو الذي يكون له على المسرح وجه آخر. يرتدي قناع السيّد وهو في الحقيقة عبد. يلبس قناع الملك وهو بالحقيقة من عامة الناس. هكذا أيضاً في الحياة الحاضرة، كثيرون يتظاهرون وكأنهم على المسرح. يكونون على كل شيء في عمق القلب ويتظاهرون بوجه آخر أمام الناس. أما أنت فلا تبدّل وجهك. كما أنت هكذا أظهر للآخرين. لا تبدّل مظهرك عابساً ساعياً وراء الشهرة عن طريق التظاهر بالصوم والإمساك، لأنه لا نفع للإحسان الذي يطبَّل له، ولا ثمر للصوم الذي يشهّر أمام الناس، أي كل ما يقوم به الإنسان بغية التظاهر أمام الآخرين لا ينفذ إلى الدهر ولا يتخطى حدّه مدح الناس. أسرع بفرح إلى هبات الصوم. إنّه هبة قديمة العهد لا تعتق ولا تشيخ، بل تتجدد وتزهر على الدوام).
+ الصوم والتوبة والمصالحة .... الصوم لكى يكون مقبولا يجب ان يكون مقرونا بالتوبة والتواضع والمصالحة مع الخير { ناد بصوت عال لا تمسك ارفع صوتك كبوق واخبر شعبي بتعديهم وبيت يعقوب بخطاياهم، واياي يطلبون يوما فيوما ويسرون بمعرفة طرقي كامة عملت برا ولم تترك قضاء الهها يسالونني عن احكام البر يسرون بالتقرب الى الله. يقولون لماذا صمنا ولم تنظر ذللنا انفسنا ولم تلاحظ ها انكم في يوم صومكم توجدون مسرة وبكل اشغالكم تسخرون،ها انكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. أمثل هذا يكون صوم اختاره يوما يذلل الانسان فيه نفسه يحني كالاسلة راسه ويفرش تحته مسحا ورمادا هل تسمي هذا صوما ويوما مقبولا للرب.اليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر فك عقد النير واطلاق المسحوقين احرارا وقطع كل نير. اليس ان تكسر للجائع خبزك وان تدخل المساكين التائهين الى بيتك اذا رايت عريانا ان تكسوه وان لا تتغاضى عن لحمك.حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعا ويسير برك امامك ومجد الرب يجمع ساقتك.حينئذ تدعو فيجيب الرب تستغيث فيقول هانذا ان نزعت من وسطك النير والايماء بالاصبع وكلام الاثم.وانفقت نفسك للجائع واشبعت النفس الذليلة يشرق في الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر. ويقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة ريا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه.ومنك تبنى الخرب القديمة تقيم اساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى} (اش1:58-12).
+ الصوم فى حياة الأباء واقوالهم.... لقد اختبر ابائنا القديسين الصوم وفائدته ومارسوه بمحبة وبه سمت ارواحهم وتهذبت نفوسهم وقويت ارواحهم وقالوا فيه الكثير حسب خبرتهم . الصوم عند الاباء هو صوم الجسد عن الطعام وصوم اللسان عن الكلام البطال وصوم القلب عن الشهوات ونقاوته من الخطايا كما قال مار اسحق (الذى يصوم عن الغذاء ولايصوم قلبه عن الحنق والحقد ولسانه ينطق بالأباطيل فصومه باطل لأن صوم اللسان أخير من صوم الفم وصوم القلب أخير من الاثنين). وقال القديس مكسيموس (من غلب الحنجرة فقد غلب كل الأوجاع) شيخ حدثته أفكاره من جهة الصوم قائلة (كل اليوم وتنسك غدا فقال لن أفعل ذلك. لكنى أصوم اليوم وتتم ارادة الله غدا. ويقول القديس باسيلوس الكبير ( أن الصوم الحقيقى هو سجن الراذئل أعنى ضبط اللسان وامساك الغضب وقهر الشهوات الدنسة). ونجد ان المقدرة على الصوم تأتى بالتدريج فقد قال أنبا أولوجيوس لتلميذه (يا بنى عود نفسك اضعاف بطنك بالصوم شيئا فشيئا لأن بطن الانسان أنما تشبه زقا فارغا فبقدر ما تمرنه وتملأه تزداد سعته كذلك الأحشاء التى تحشى بالأطعمة الكثيرة ان أنت جعلت فيها قليلا ضاقت وصارت لا تطلب منك الا القليل) . الصوم عند الاباء هو الحصن الذى نحتمى فيه والصلاة هى السلاح (حصن الانسان الروحي هو الصوم وسلاحه هو الصلاة فمن ليس له صوم دائم فلا يوجد حصن يمنع عنه العدو ومن ليست له صلاة نقية فليس له سلاح يقاتل به الأعداء). الصوم انتصار على اوجاع الجسد الروحية ، قال القديس يوحنا القصير (اذا أراد ملك أن يأخد مدينة الأعداء فقبل كل شئ يقطع عنهم الشراب والطعام وبذلك يذلون فيخضعون له هكذا أوجاع الجسد اذ ضيق الانسان على نفسه بالجوع والعطش ازاءها فانها تضعف). القصد الالهى من الصوم هو الجهاد المستمر بإيمان ضد الذات واغراءات العالم والجسد حتى نصل إلى نقاوة القلب التى بها نعاين الله ونشبع به .
الاثنين، 7 مارس 2016
الصوم المقدس - مفهوم الصوم وأهميته الروحية -1
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الصوم فى معناه العام يعنى الامتناع عن الطعام فترة من الزمن يعقبها تناول أطعمة نباتيه خاليه من اللحوم ومنتجاته أما المعنى الروحى فيشمل كل انواع ضبط النفس والنسك والامتناع عن الشهوات وخطايا اللسان والعواطف، الصوم ليس تحريما لانواع معينه من الطعام محلل لنا أكلها فى الأفطار بل البعد عنها لفترة الصوم نسكاً وزهداً وتعففاً. فنرجع الي الطبيعة النباتية التي جبل عليها الإنسان ونبتعد عن الاطعمة التى تثقل الانسان من اجل أشباع الروح وضبط النفس وكما قال السيد المسيح { ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله} (مت 4 : 4). الصوم جوع الى حياة البر والتقوى والشبع بالروحيات { طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون} (مت 5 : 6). والصوم الكبير كفترة خزين روحي يهدف الي النمو فى حياة التوبة والفضيلة والتخلص من الضعفات وتقوية الأرادة وضبط النفس والأستعداد للتمتع بحياة القيامة مع المسيح القائم منتصرا على الضعف البشري والشيطان والموت.
+ أن البطن هى سيدة الاوجاع التى متى تم ضبطها، يستطيع المؤمن أن يضبط ذاته روحاً وفكراً وجسداً . فمن يقدر ان يضبط نفسه فى الأكل والشرب يستطيع ان يضبط ذاته ويقول لا لشهواته واهوائه وانفعالاته وضابط نفسه خير من مالك مدينة، لذلك قال القديس بولس { بل اقمع جسدي واستعبده حتى بعدما كرزت للاخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا }(1كو 9 : 27). لقد كان كسر الصوم بالأكل من الشجرة المحرمة علة سقوط ابوينا القدماء أدم وحواء ومن يريد ان يرجع الى الفردوس مرة اخرى عليه ان يبدأ بالصوم وضبط النفس وتقوية ارادته وأشباع روحه. ان معظم الحروب والخصومات على المستوى الفردى والجماعى تبدأ من أنانية الإنسان وسعيه لاشباع لذاته وشهواته دون النظر الى اخوته { من اين الحروب والخصومات بينكم اليست من هنا من لذاتكم المحاربة في اعضائكم تشتهون ولستم تمتلكون تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون ان تنالوا تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لانكم لا تطلبون. تطلبون ولستم تاخذون لانكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم}.(يع 4 : 1-3). من هنا تأتى أهمية الصوم بضبط النفس حتى فيما هو محلل منها { ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات }(غل 5 : 24). اننا نحتاج الي اشباع الروح مع ضبط الجسد والاهتمام به وتقويته واعطائه ما يلزمه لا ما يشتهيه { اما انا فبالبر انظر وجهك اشبع اذا استيقظت بشبهك }(مز 17 : 15).
+ الصوم وصية أوصى بها الله فى العهد القديم {اضربوا بالبوق في صهيون قدسوا صوما نادوا باعتكاف. اجمعوا الشعب قدسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الاطفال وراضعي الثدي ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها. ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح ويقولوا اشفق يا رب على شعبك ولا تسلم ميراثك للعار حتى تجعلهم الامم مثلا لماذا يقولون بين الشعوب اين الههم} (يؤ15:2-17). الله يستجيب لصلواتنا المقرونة بالصوم والتوبة { اعلموا ان الرب يستجيب لصلواتكم ان واظبتم على الصوم والصلوات امام الرب} (يهو 4 : 12). الصوم الجماعى فى قوته رايناه فى صوم وتوبة أهل نينوي { فامن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم. وبلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد. ونودي وقيل في نينوى عن امر الملك وعظمائه قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا لا ترع و لا تشرب ماء.وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا الى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في ايديهم.لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك . فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه} (يو5:3-10). كما ان رجال الله القديسين تقووا بالصوم والصلاة كما راينا فى كثير من رجال الله القديسين كما صام دانيال والفتية الثلاثة القديسين { فقال دانيال لرئيس السقاة الذي ولاه رئيس الخصيان على دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا. جرب عبيدك عشرة ايام فليعطونا القطاني لناكل وماء لنشرب. ولينظروا الى مناظرنا امامك والى مناظر الفتيان الذين ياكلون من اطايب الملك ثم اصنع بعبيدك كما ترى.فسمع لهم هذا الكلام وجربهم عشرة ايام.وعند نهاية العشرة الايام ظهرت مناظرهم احسن واسمن لحما من كل الفتيان الاكلين من اطايب الملك} (دا 11:1-15). وقد كشف الله أسراره لدانيال بالصوم والصلاة {فوجهت وجهي الى الله السيد طالبا بالصلاة والتضرعات بالصوم والمسح والرماد }(دا 9 : 3). كما صلى داود وصام { اما انا ففي مرضهم كان لباسي مسحا اذللت بالصوم نفسي وصلاتي الى حضني ترجع (مز 35 : 13). وهكذا يطلب الله منا فى كل زمان أن نتسلح بالصوم والصلاة والتوبة {ولكن الان يقول الرب ارجعوا الي بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح (يؤ 2 : 12).
الصوم اذا وسيلة لضبط النفس وتقوية الأرادة ومساعد قوى للتوبة المقبولة المصحوبة بالتذلل والرجوع الشر والأقلاع عن الخطية وفعل البر وأستمطار مراحم الله والحصول على الغفران والشبع بكلام الله والصلاة ومحبة الله وفعل الخير ومحبة الجميع محبة روحية فى بذل وعطاء من النفس والوقت والمال.
الخميس، 3 مارس 2016
شعر قصير- 18 كلك حب
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" كلك حبك "
عاوز أكتبلك يا الهي وأقول كلمتين من القلب
أنت أبويا ومعينى ويجب لك الأخلاص يارب
مفيش زيك يسعدنا ويصبر علينا ويزيل الكرب
بتسمع وتفهم وترعي وتسند فى الزمن الصعب
لما نجوع بتشبعنا بحنانك وتروينا وكلك عذب
ولما نزعلك ونبعد تنتظرنا كأم حنون في الدرب
لا تعاتب ولا تغضب وتقولنا ما أحلي منى القرب
أحساناتك وجمايلك علي راسي يارب كلك حب
....
(2)
" يديك الأمان"
ارمي همومك دايما عند أقدام المصلوب
وتستريح وهو يطبب ويشفى المجروح
لما قلبك يتعب ويعاني وتعصرك الآلام
تعالي للي أتعذب وقام وهو يديك القيام
لا تشكي همك وأحزانك لإنسان مهما كان
أشكيها لله اللي قدرته فى الضعف تبان
كل العالم فاني وهيعبر منا سريعا الزمان
هنفرح معاه فى السماء وننسي الأحزان
.......
(3)
" يديك سلام كامل"
ليه أنت تخاف ومن بكره تكون قلقان؟
ربك أمين وبيعول حتى صغار الغربان
لو ظروفك صعبة ومش لاقي فيها الأمان
تعالي للرب الهك وهو اللي يزيل الأحزان
يدي للخاطي التوبة ويقدس كل الإنسان
معاه الضعيف يقوى ويرد الضال والحيران
المجروح يشفيه الله ويشبع من بعد الحرمان
يديك سلام كامل ويرعاك مهما طال الزمان
.......
(4)
" ربنا معاك"
أمامك طريق ضيق طويل صعب فين ما تروح
تلاقي أشواك وتجارب وحروب تتعب الروح
بس أوعي تضعف ربنا معاك يشفي الجروح
ويحملك كل الأيام وريحته الحلوه منك تفوح
جاهد فى الصلاة وأشكر وأصبر وكله يروح
ربنا لم يعدنا بطريق رحب وباب متسع مفتوح
بس هو يقودنا فى الضيق وفرحه يرد الروح
.....
(5)
" الصمت حكمة"
أصْمت فان الصمت لك حكمة وكمال
الصمت أبلغ من كلام كثير من الجهال
هو أجمل فضيلة في زمن ردئ للعقال
أغلب بصمتك أفتراء وكذب نسمعه يقال
كذبوا وبانوا وكلامهم عن الحقيقة مال
وأرفع صلاتك في هدوء لله طويل البال
يصغي لصمتك مستجيب ويحقق الأمال
(1)
" كلك حبك "
عاوز أكتبلك يا الهي وأقول كلمتين من القلب
أنت أبويا ومعينى ويجب لك الأخلاص يارب
مفيش زيك يسعدنا ويصبر علينا ويزيل الكرب
بتسمع وتفهم وترعي وتسند فى الزمن الصعب
لما نجوع بتشبعنا بحنانك وتروينا وكلك عذب
ولما نزعلك ونبعد تنتظرنا كأم حنون في الدرب
لا تعاتب ولا تغضب وتقولنا ما أحلي منى القرب
أحساناتك وجمايلك علي راسي يارب كلك حب
....
(2)
" يديك الأمان"
ارمي همومك دايما عند أقدام المصلوب
وتستريح وهو يطبب ويشفى المجروح
لما قلبك يتعب ويعاني وتعصرك الآلام
تعالي للي أتعذب وقام وهو يديك القيام
لا تشكي همك وأحزانك لإنسان مهما كان
أشكيها لله اللي قدرته فى الضعف تبان
كل العالم فاني وهيعبر منا سريعا الزمان
هنفرح معاه فى السماء وننسي الأحزان
.......
(3)
" يديك سلام كامل"
ليه أنت تخاف ومن بكره تكون قلقان؟
ربك أمين وبيعول حتى صغار الغربان
لو ظروفك صعبة ومش لاقي فيها الأمان
تعالي للرب الهك وهو اللي يزيل الأحزان
يدي للخاطي التوبة ويقدس كل الإنسان
معاه الضعيف يقوى ويرد الضال والحيران
المجروح يشفيه الله ويشبع من بعد الحرمان
يديك سلام كامل ويرعاك مهما طال الزمان
.......
(4)
" ربنا معاك"
أمامك طريق ضيق طويل صعب فين ما تروح
تلاقي أشواك وتجارب وحروب تتعب الروح
بس أوعي تضعف ربنا معاك يشفي الجروح
ويحملك كل الأيام وريحته الحلوه منك تفوح
جاهد فى الصلاة وأشكر وأصبر وكله يروح
ربنا لم يعدنا بطريق رحب وباب متسع مفتوح
بس هو يقودنا فى الضيق وفرحه يرد الروح
.....
(5)
" الصمت حكمة"
أصْمت فان الصمت لك حكمة وكمال
الصمت أبلغ من كلام كثير من الجهال
هو أجمل فضيلة في زمن ردئ للعقال
أغلب بصمتك أفتراء وكذب نسمعه يقال
كذبوا وبانوا وكلامهم عن الحقيقة مال
وأرفع صلاتك في هدوء لله طويل البال
يصغي لصمتك مستجيب ويحقق الأمال
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)