للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الأم مدرسة الفضيلة ..
لقد شبه الله ذاته فى الكتاب المقدس بالأم التي تعزي ابنائها {كانسان تعزيه امه هكذا اعزيكم انا وفي اورشليم تعزون} (اش 66 : 13). كما شبه أهتمامه بنا باهتمام الأم بابنائها (هل تنسى المراة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين و انا لا انساك). (اش 49 : 15). وأوجب علينا أكرام أبائنا وأمهاتنا (اكرم اباك وامك التي هي اول وصية بوعدٍ) (اف 6 : 2).
اكرام الوالدين وصية الهية وواجب ووفاء دين علي الابناء ويكفي اننا مديونين للوالدين بنعمة الوجود والتعَلم فى الحياة ، الأم هى مدرسة الفضائل والمعلمة الاولى ومنها نأخد الأمان والأيمان، وبفضل رعايتها ننمو ونتعلم كيف نواجه تحديات الحياة. نحن نكرم في عيد الأم ، امهاتنا ومن هن في مقام الأمهات ونكرمهن من أجل كل أعمالهن والطيبة وأتعابهن وفضائلهن وكل القيم الطيبة التى تمثلها الأمومة. وان كان الرب قد سأل عن هؤلاء الذين شفاهم عندما شفى العشرة البرص لماذا لم ياتوا ويقدموا له الشكر فهو يحثنا علي الوفاء وأكرام امهاتنا علي محبتهم وتعبهم وعطائهم غير المحدود. ففى عيد الأم التى هى ربيع حياتنا نقدم باقات الورود وارق كلمات التقدير والوفاء لكل أم مصلين ان يهب الله لهن كل صحة وسعادة وسلام وبركة ويعوضهن عن أتعابهن خيراً وحكمةً ونعمةً وأجراً سمائياً . اننا نكرم كل أم تعبت وأنجبت وربت وكل أم لم تنعم بانجاب البنين فصارت بحنانها أما للكثيرين ونكرم كل الذين تبتلوا وعاشوا من أجل الله حياة الجهاد والعفة والقداسة ومن أنتقلوا من أمهاتنا نطلب لهم الراحة والسعادة في فردوس النعيم.
+ البعض يفضل أن يسمى هذا اليوم " عيد الأسرة " لأنه إذا كنا نتذكر فضل الأم ، والآمها وتعبها من أجل أبنائها ، فإن الأب له دوره أيضاً فى رعاية الأسرة، مادياً وروحياً واجتماعياً واقتصادياً ونفسياً ونتذكر كم الضغوط التى يتعرض لها الاباء فى توفير فرص حياة كريمة لابنائهم ، وغيرها من الأتعاب المختلفة طول عمرنا فى الدنيا فحتى يكبر الابناء ويتزوجوا وينجبوا لا يتخلى الاباء عن مشاعر الابوة والاهتمام بهم {أكرم أباك وأمك ، كما أوصاك الرب إلهك ، لكى تطول أيامك ، ولكى يكون لك خير على الأرض } ( تث 5 : 16 ). وأعاد الرب يسوع التأكيد على ضرورة إكرام الوالدين والإهتمام بهما ويعاقب الله الأبناء الجاحدين للأهل وقال : " إن الله أوصى قائلاً : { أكرم أباك وأمك ، ومن يشتم أباً أو أماً ، فليمت موتاً } ( مت 15 : 4 ).وأعتبر رب المجد يسوع أكرام الوالدين من ضمن الوصايا التى إذا ما نفذها المؤمن، يدخل الحياة الأبدية ( مت 19: 19 ) ولهذا قال الكتاب {إن كان أحد لا يعتنى بخاصته، ولاسيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان ، وهو أشر من غير المؤمن } ( 1 تى 5 : 8 ) . إلى هذا الحد يصف الإنجيل جحود بعض الابناء فمن يرفض مساعدة الوالدين يعتبر أشر من غير المؤمن. فيا ليتنا نكون اوفياء بارين باهلنا ونكرم والدينا طوال حياتهما وفى عيد الأم نقدم لهن الهديا ونعبر عن شكرنا وعرفاننا ووفائنا، معترفاً بجميلهن ونتحدث اليهم شاكرين مهنئين إن كنا بعيداً عنهم، أو أن نصلى طالبين لهن الرحمة ونقدم الصدقات عن أرواحهم إن كانوا قد رحلوا إلى عالم المجد ، لكى يصلوا عنا ولنا أمام عرش النعمة عند مخلصنا الصالح .
القديسة مريم أمنا الشفيعة ..
اننا نكرم أمنا القديسة العذراء ونطوبها في يوم عيد الأم وهي التي ولدت لنا الله الكلمة المتجسد وصارت لنا شفيعه ومعينة وأما للكنيسة وأما للرسل { ثم قال للتلميذ هوذا امك ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته } (يو 19 : 27) فنكرم سيدتنا وأمنا العذراء ونطوبها ونطلب شفاعتها عنا. فالعذراء أم المؤمنين والشفيعة المؤتمنة وستبقى العذراء امنا تشفع فى اولادها وبناتها وتطلب منا ان نعمل كل ما يوصينا الله ان نفعله .
الكنيسة أم المؤمنين ..
ونكرم ايضا امنا الكنيسة التي من جرن معموديتها ولدنا وصرنا ابناء لله وشعبا مقدسا،ففى الكنيسة ننمو ونشب في الأيمان ونأخد الأسرار المقدسة وترعانا من المهد للحد. وما أجمل قول أحد الاباء ( لا يستطيع احد ان يقول ان الله ابوه مالم تكن الكنيسة هى أم روحية له ) فمن الوفاء للكنيسة ان نهتم باحتياجاتها ونشارك فى صلواتها ونتغذى باسرارها ونحب ونحترم كهنتها وخدامها والعاملين فيها.
مصر وطننا الأم..
فى عيد الأم أيضاً نصلى من أجل مصر بلادنا الحبيبة وسلامها واستقرارها ومستقبلها. فعلى هذا الثرى الطيب حبونا ونمينا وكبرنا، ومن شمسها نلنا الدفء ومن نيلها أرتوينا ومن خيرات ارضها تغذينا . علينا دين وواجب ان نكون أوفياء لبلادنا ومرقد أجدادنا وجداتنا القديسين والقديسات ، فبلادنا حتى وان جارت علينا فهى عزيزة ، نعمل على رقيها وازدهارها وحريتها وسلامها ونسعى لتنعم بلادنا بالحرية والديمقراطية والأمن والأمان . ونصلى من كل قلوبنا ان يشعر كل واحد وواحدة منا بانسانيته وأحترامه فيها . وعلينا ان نعمل من أجل مصر الامل والاحترام والمساواة. حفظ الله مصر أمنا لتبقى بلد الخير والرخاء وليمتع الله كل مواطن فيها بالسلام والأمان والمستقبل المزدهر .
أستجب يارب الي صلواتنا
نتضرع اليك من أجل أمهاتنا وابائنا وأهلنا وشعبنا لتهبهم الحكمة والنعمة والقوة والصحة.
نطلب الرحمة والسعادة لمن رحلوا عنا من أحباء ذاكرين لهم أتعابهم ومحبتهم .
نصلى من أجل أمنا الكنيسة وسلامها ووحدتها وأزدهارها وتقديس كل فرد فيها.
نصلى من أجل بلادنا مصر وسلامها واستقرارها والحياة الكريمة لكل مواطن فيها ذاكرين بالرحمة كل من ضحوا بحياتهم من أجل بقاء مصر وسلامها.
نطلب طالبين من أمنا العذراء القديسة مريم ان تشفع من أجل أمهاتنا وكنيستنا ومصرنا بل وسلام ومستقبل الشرق الاوسط والعالم كله، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق