الخميس، 29 ديسمبر 2016
شعر قصير -41 - ضابط الكون
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
أوعى تفتكر أن حياتك لعبه فى يد الناس
ولا الليّ يشكل حياتك المواقف أو الأحداث
ولا تفقدك سلامك ويدب فى روحك اليأس
ولو يبدو أني الشر أنتصر والحق أنداس
ربك ما بينسي الصديق ويدبر له الخلاص
رسخ رجائك فى وعود الله وكن ذو بأس
دا الهك ضابط الكون وهو محرك الأحداث
......
(2)
" عهد أمان"
مالك سارح ليه وشايل الهموم والأحزان؟
دنيا فانيه وبتتغير أحوالها بحركة الأجفان!
زي ما بينقضى وقت السرور أشكال والوان
هاتعبر الضيقات وبعد الظلمة نور النهار يبان
ربك رحيم وبيبحث عن الضال ويريح التعبان
ويقول تعالى اليّ يا ثقيلي الهموم ولا تتوان
عندى سلامك وفرحك ولك عندى عهد أمان
.....
(3)
" لك كل حبي"
عارف يارب فكري واعمالي وكل اللي في قلبي
عالم باللي بداخلي ومكشوف لك ومش مستخبئ
فكري وسلوكي عاوزهم يعكسوا نورك في قلبي
سامح ضعفي يارب لو نورك داخلي أطفي واخبئ
نفسي أكون شعلة حب وأنت وحدك تنير دربي
حياتي تكون قارورة حب أبذلها بفرح لاجلك ياربي
ياللي تواضعت وبذلت ذاتك لخلاصي، لك كل حبي
......
(4)
" ثقتنا فى الله"
أبتسم واقبل الحياة في ثقة بالله ورجاء
أنت قوة تستطيع عمل الكثير من الاشياء
تعب محبتك وعملك لن يضيع سدي او هباء
محاولاتك المتعثرة هي خطوة تتعلم منها البناء
فنحن نتعلم وننجح حتى من التعثر والأخطاء
ثق في أن كل الاشياء تعمل معا للخير والنماء
خليك مطمئن ولا تخف وليكن لديك ثقة في الله
.....
(5)
" التقوى كنز لا ينضب"
علمتني الحياة أني لقمة يابسة ومعها سلام
خير من وليمة ومعاها كره وحسد وخصام
واني القناعة أحسن تجارة علي مدي الأيام
علمتني الحياة أن السؤال لغير الله تعب ومذلة
واني محدش قال يارب الإ استجاب له ولا ذله
علمتني الحياة أني صنع الخير للغير يدى سعادة
وراحة البال مش بالمال ولا بالجمال ولا العيال
لكن تقوي الله كنز ما بينضب علي مدي الأجيال
المؤمن بابوه السماوي يتشبه دا أفضل مثل يتقال
الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016
(145) فكرة روحية لكل يوم - اليوم السعيد
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+يقلق ويضطرب الإنسان من أجل أمور الغد، فيفقد بهجة عيش يومه سعيد، وقد يصاب بالأمراض والهموم التي تشل التفكير والأجدر بنا أن نعيش قانعين راضين في يومنا الحاضر واثقين في الله مدبر الكون وضابط الكل، الذى يدبر أمور المستقبل ونستمع لصوت السيد المسيح القائل { فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ } (مت 6 : 34). ان أفضل طريقة لمواجهة الغد هو العمل بجد ونشاط لأنجاز عمل اليوم في ثقة بالله والنفس. علينا أذاً أن نفكر في الغد ونعد له بالنجاح في يومنا وأداء ما يجب القيام به بامانة ولكن لا نقلق ونضطرب من أجل الغد. أن معظم الأمراض النفسية والجسدية التي تصيب الكثيرين وتطرحهم على أسرة المرض سببها فرط الخوف والقلق والأضطراب مما يمكن أن يواجههم من خسائر أو مشكلات معظمها من خيالهم المرضي والقليل مما قد يحدث ممكن أن نواجهه وتلافى حدوثه بمعرفة أسبابه وعلاجها أو الحد والتقليل منها بالتفكير السليم والحكمة في التصرف.
+ أن كل يوم في حياتنا هو عطية مقدسة من الله ينبغي أن نشكره عليها { هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعَهُ الرَّبُّ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ} (مز 118 : 24). علينا أن لا نبني أحلام كبيرة علي مستقبل مجهول ونفقد بهجة الفرح باليوم مقبول. نتمتع بساعاته ولا نضيع أوقاته وننمي أنفسنا وعلاقاتنا ونحقق أهدافنا فيه ونفرح فيه بعمل أيدينا ونسعد من حولنا. علينا أن نتكل علي الله ونثق في محبته فهو يريد سلامنا وسعادتنا ويدعونا الي التأمل والتعلم من طيور السماء { لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟. اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟. فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟. فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ} ( مت 25:6-26، 31-34). وهكذا علمنا أن نصلي ونقول { خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ }(مت 6 : 11). ففي قناعة نطلب الشبع المادي والروحي لليوم فقط، فلا نحتج علي الخبز الردئ الذى للأمس ولا نقلق خوفاً من الغلاء أو الوباء الذى يؤثر علي السنة القادمة، أو نضطرب لأحتمال فقد وظيفاتنا وكيف نحصل علي قوتنا. فلنفرح يا أحبائى بعطية اليوم ولنقنع بما بين أيدينا لنحيا في سلام وسعادة وندع الغد لمن بيده الغد ونقول مع الحكيم { لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ }(ام 17 : 1).
+ لكي ننجح في حياتنا علينا أن نطوي صفحات الماضي الذى مضي ولن يمكننا أن نرجع ساعاته وأحداثه ولكن قد نأخذ منه الدروس والعبر مما عبر فيه من أحداث ولا نكرر أخطائه ونتوب عن خطاياه ونرجع الي الله ونطلب الغفران، وعلينا أيضا أن لا نطارد المستقبل المجهول الذى ليس بين أيدينا. دعونا نعيش اليوم إلي أن يحين وقت النوم نعمل ما يجب علينا أن نعمله ونهتم فيه بارواحنا ونصلي ليقودنا الله ويلهمنا الحكمة والنعمة ويشترك معنا في العمل لكي ننجح، ونهتم باجسادنا وعقولنا ونفوسنا وتغذيتها وتنميتها بما يفيدها ونمحو من نفوسنا كل قلق علي ماضي عبر أو مستقبل لم يأتي بعد ونعيش يومنا ونفرح بعمل أيدينا فيه ففي اليوم تكمن حياتنا وعملنا وسعادتنا, ومتي عشنا اليوم جيداً فانه يجعل أمسنا سعيد لان اليوم هو الأمس بعدما عبر، واليوم يجعل الغذ ملئ بالأمل والرجاء والتوفيق { الرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا }(رو 5 : 5).
+يقلق ويضطرب الإنسان من أجل أمور الغد، فيفقد بهجة عيش يومه سعيد، وقد يصاب بالأمراض والهموم التي تشل التفكير والأجدر بنا أن نعيش قانعين راضين في يومنا الحاضر واثقين في الله مدبر الكون وضابط الكل، الذى يدبر أمور المستقبل ونستمع لصوت السيد المسيح القائل { فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ } (مت 6 : 34). ان أفضل طريقة لمواجهة الغد هو العمل بجد ونشاط لأنجاز عمل اليوم في ثقة بالله والنفس. علينا أذاً أن نفكر في الغد ونعد له بالنجاح في يومنا وأداء ما يجب القيام به بامانة ولكن لا نقلق ونضطرب من أجل الغد. أن معظم الأمراض النفسية والجسدية التي تصيب الكثيرين وتطرحهم على أسرة المرض سببها فرط الخوف والقلق والأضطراب مما يمكن أن يواجههم من خسائر أو مشكلات معظمها من خيالهم المرضي والقليل مما قد يحدث ممكن أن نواجهه وتلافى حدوثه بمعرفة أسبابه وعلاجها أو الحد والتقليل منها بالتفكير السليم والحكمة في التصرف.
+ أن كل يوم في حياتنا هو عطية مقدسة من الله ينبغي أن نشكره عليها { هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعَهُ الرَّبُّ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ} (مز 118 : 24). علينا أن لا نبني أحلام كبيرة علي مستقبل مجهول ونفقد بهجة الفرح باليوم مقبول. نتمتع بساعاته ولا نضيع أوقاته وننمي أنفسنا وعلاقاتنا ونحقق أهدافنا فيه ونفرح فيه بعمل أيدينا ونسعد من حولنا. علينا أن نتكل علي الله ونثق في محبته فهو يريد سلامنا وسعادتنا ويدعونا الي التأمل والتعلم من طيور السماء { لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟. اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟. فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟. فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ} ( مت 25:6-26، 31-34). وهكذا علمنا أن نصلي ونقول { خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ }(مت 6 : 11). ففي قناعة نطلب الشبع المادي والروحي لليوم فقط، فلا نحتج علي الخبز الردئ الذى للأمس ولا نقلق خوفاً من الغلاء أو الوباء الذى يؤثر علي السنة القادمة، أو نضطرب لأحتمال فقد وظيفاتنا وكيف نحصل علي قوتنا. فلنفرح يا أحبائى بعطية اليوم ولنقنع بما بين أيدينا لنحيا في سلام وسعادة وندع الغد لمن بيده الغد ونقول مع الحكيم { لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ }(ام 17 : 1).
+ لكي ننجح في حياتنا علينا أن نطوي صفحات الماضي الذى مضي ولن يمكننا أن نرجع ساعاته وأحداثه ولكن قد نأخذ منه الدروس والعبر مما عبر فيه من أحداث ولا نكرر أخطائه ونتوب عن خطاياه ونرجع الي الله ونطلب الغفران، وعلينا أيضا أن لا نطارد المستقبل المجهول الذى ليس بين أيدينا. دعونا نعيش اليوم إلي أن يحين وقت النوم نعمل ما يجب علينا أن نعمله ونهتم فيه بارواحنا ونصلي ليقودنا الله ويلهمنا الحكمة والنعمة ويشترك معنا في العمل لكي ننجح، ونهتم باجسادنا وعقولنا ونفوسنا وتغذيتها وتنميتها بما يفيدها ونمحو من نفوسنا كل قلق علي ماضي عبر أو مستقبل لم يأتي بعد ونعيش يومنا ونفرح بعمل أيدينا فيه ففي اليوم تكمن حياتنا وعملنا وسعادتنا, ومتي عشنا اليوم جيداً فانه يجعل أمسنا سعيد لان اليوم هو الأمس بعدما عبر، واليوم يجعل الغذ ملئ بالأمل والرجاء والتوفيق { الرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا }(رو 5 : 5).
السبت، 24 ديسمبر 2016
(144) فكرة روحية لكل يوم - زيارة القديسة مريم لاليصابات
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
عندما نقرأ ما جاء فى بشارة القديس لوقا الأنجيلي ما كتبه بالروح القدس عن زيارة القديسة مريم العذراء لاليصابات، نتأمل كيف تكون لقاءات القديسات مملؤة إيمان وسلام وفرح وتسبيح وشكر لله.
1- تقويه الإيمان... عندما أعلن رئيس الملائكة غبريال بشري الميلاد للقديسة مريم وقبلتها وحل الأبن الكلمة وأخذ منها جسداً، أعلن لها أن اليصابات قريبتها المتقدمة فى الأيام هي ايضا حبلي بيوحنا فى الشهر السادس وهي فى شيخوختها، لأنه ليس شئ غير مستطاع لدي الله. قامت القديسة مريم مسرعة تحمل مسيحيها ومخلصها وأبنها وبشري الخلاص وذهبت من الناصرة الي " عين كارم" غربي القدس قاطعة ما يقرب من مائة وستين كيلومتر، وعندما تقابلت مع اليصابات وسلمت عليها أمتلات اليصابات من الروح القدس وسبحت وباركت الله وأعلنت إيمانها بامومة العذراء للكلمة المتجسد " وقالت من أين لي هذا أن تأتي أم ربي اليّ" بل أن يوحنا المعمدان أرتكض فرحا بقدوم العذراء وأبنها الحبيب جنين فى بطنها. وأعطت اليصابات الطوبي للعذراء التي أمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب. هذا ما جاء فى الكتاب المقدس { فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا،وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ». فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ،وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي،لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ،وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ،وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.} ( لو 39:1-49). لقد أسرعت القديسة مريم وهى تحمل رسالة الخلاص وذهبت فى تواضع قلب تخدم اليصابات وتقوي إيمانها وتهبها سلام الله وتفرح معها باعلان قدوم يوحنا المعمدان كجنين فى بطن أمه، فما أحلي وأطيب أن نجتمع معا نفرح مع الفرحين ونحزن مع الحزاني، ونعطي الشكر لله العامل فينا ومعنا من أجل مجد أسمه القدوس.
علينا أن نعي دورنا فى نشر وتقوية الإيمان، نحن نحمل نور المسيح الي العالم المتعب، وعلينا أن نكون موصل جيد للنور وبقدر أقترابنا من نور المسيح فاننا ننير ونحمل بشري الخلاص لجميع الناس لاسيما فى لقائتنا الأسرية والأجتماعية وفى كل مكان نحل فيه، فلا يمكن أن تخفي مدينة كائنة علي جبل ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال، بل يضعونه على المنارة ليضئ لكل من فى البيت، فليضئ نوركم أمام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات.
+ بشرى السلام والفرح .. ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام { ما اجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص القائل لصهيون قد ملك الهك} (اش 52 : 7). هكذا علمنا ملك السلام أن نحمل بشرى السلام لكل بيت نذهب فيه { واي بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت. فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه و الا فيرجع اليكم.} (لو 5:10-11). لقد حملت العذراء مريم ملك السلام ومعطيه فكان سلامها من القلب ودخل الي قلب اليصابات واحشائها ففرح يوحنا وأرتكض فى بطن أمه وأمتلأت اليصابات بالروح القدس، وسبحت الله فرحه بعمله الخلاصي ورحمته.
أننا نتعلم من لقاءات القديسين كيف نقوي إيمان بعضنا البعض ونهب السلام والفرح لمن حولنا. فما أحوجنا فى عالم اليوم الي من يحمل لنا الأخبار السارة ويطمئننا في ثقة بعمل الله العجيب في مختلف الظروف والأحداث. علينا أن لا نعاتب فى خصام ولا ننشر المذمة والأنقسام بل نكون دعاة وحدة ووئام. فمسيحنا ملك السلام يقول لنا {طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت 5 : 9). أن أبناء الله وبناته عليهم أن يحملوا بشري السلام والفرح لكل أحد { فلنعكف اذا على ما هو للسلام و ما هو للبنيان بعضنا لبعض }(رو 14 : 19). فلا تخافوا مهما تعقدت الأمور فلها عند الله حلول كثيرة، وثقوا في المسيح الغالب وتمسكوا بوعده الصادق{ فان الجبال تزول و الاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10). {وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس }(رو 15 : 13).
+ الشكر لله علي خلاصه ... قام أحد الأطباء بعمليه تغيير قلب لمريض فى حالة مئيوس منها وتعافى الرجل وكتب يشكر الطبيب الشهير ويمتدحه ويقول له أنه سيظل مديون له بالشكر ما بقي علي قيد الحياة. ونحن كم يا أحبائي مديونين بتقديم الشكر والتسبيح لمن مات وبذل ذاته عنا ونحن خطاه وببرنا ووهبنا الحياة الأبدية السعيدة. هكذا سبحت القديسة مريم العذراء الله شاكرة خلاص الله العظيم وقدمت له المجد والتعظيم لانه نظر الي تواضع أمته وتجسد منها ووهبنا الخلاص. لقد أعترفت بقداسة الله ورحمته وأستحقت التطويب من المؤمنين فى كل الأجيال فهي بالحقيقة أرفع من الشاروبيم وأجل قدراً من السيرافيم فقد صارت سماء ثانية ووالدة الله المتجسد ، ومع القديسة مريم نعظم من تواضع وجاء وخلاصنا ووهبنا الخلاص ونقدم الشكر والتسبيح لله ومع الغالبين نسبح { قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح ان ياخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة} (رؤ 5 : 12)، أمين.
عندما نقرأ ما جاء فى بشارة القديس لوقا الأنجيلي ما كتبه بالروح القدس عن زيارة القديسة مريم العذراء لاليصابات، نتأمل كيف تكون لقاءات القديسات مملؤة إيمان وسلام وفرح وتسبيح وشكر لله.
1- تقويه الإيمان... عندما أعلن رئيس الملائكة غبريال بشري الميلاد للقديسة مريم وقبلتها وحل الأبن الكلمة وأخذ منها جسداً، أعلن لها أن اليصابات قريبتها المتقدمة فى الأيام هي ايضا حبلي بيوحنا فى الشهر السادس وهي فى شيخوختها، لأنه ليس شئ غير مستطاع لدي الله. قامت القديسة مريم مسرعة تحمل مسيحيها ومخلصها وأبنها وبشري الخلاص وذهبت من الناصرة الي " عين كارم" غربي القدس قاطعة ما يقرب من مائة وستين كيلومتر، وعندما تقابلت مع اليصابات وسلمت عليها أمتلات اليصابات من الروح القدس وسبحت وباركت الله وأعلنت إيمانها بامومة العذراء للكلمة المتجسد " وقالت من أين لي هذا أن تأتي أم ربي اليّ" بل أن يوحنا المعمدان أرتكض فرحا بقدوم العذراء وأبنها الحبيب جنين فى بطنها. وأعطت اليصابات الطوبي للعذراء التي أمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب. هذا ما جاء فى الكتاب المقدس { فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا،وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ». فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ،وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي،لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ،وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ،وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.} ( لو 39:1-49). لقد أسرعت القديسة مريم وهى تحمل رسالة الخلاص وذهبت فى تواضع قلب تخدم اليصابات وتقوي إيمانها وتهبها سلام الله وتفرح معها باعلان قدوم يوحنا المعمدان كجنين فى بطن أمه، فما أحلي وأطيب أن نجتمع معا نفرح مع الفرحين ونحزن مع الحزاني، ونعطي الشكر لله العامل فينا ومعنا من أجل مجد أسمه القدوس.
علينا أن نعي دورنا فى نشر وتقوية الإيمان، نحن نحمل نور المسيح الي العالم المتعب، وعلينا أن نكون موصل جيد للنور وبقدر أقترابنا من نور المسيح فاننا ننير ونحمل بشري الخلاص لجميع الناس لاسيما فى لقائتنا الأسرية والأجتماعية وفى كل مكان نحل فيه، فلا يمكن أن تخفي مدينة كائنة علي جبل ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال، بل يضعونه على المنارة ليضئ لكل من فى البيت، فليضئ نوركم أمام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات.
+ بشرى السلام والفرح .. ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام { ما اجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص القائل لصهيون قد ملك الهك} (اش 52 : 7). هكذا علمنا ملك السلام أن نحمل بشرى السلام لكل بيت نذهب فيه { واي بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت. فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه و الا فيرجع اليكم.} (لو 5:10-11). لقد حملت العذراء مريم ملك السلام ومعطيه فكان سلامها من القلب ودخل الي قلب اليصابات واحشائها ففرح يوحنا وأرتكض فى بطن أمه وأمتلأت اليصابات بالروح القدس، وسبحت الله فرحه بعمله الخلاصي ورحمته.
أننا نتعلم من لقاءات القديسين كيف نقوي إيمان بعضنا البعض ونهب السلام والفرح لمن حولنا. فما أحوجنا فى عالم اليوم الي من يحمل لنا الأخبار السارة ويطمئننا في ثقة بعمل الله العجيب في مختلف الظروف والأحداث. علينا أن لا نعاتب فى خصام ولا ننشر المذمة والأنقسام بل نكون دعاة وحدة ووئام. فمسيحنا ملك السلام يقول لنا {طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت 5 : 9). أن أبناء الله وبناته عليهم أن يحملوا بشري السلام والفرح لكل أحد { فلنعكف اذا على ما هو للسلام و ما هو للبنيان بعضنا لبعض }(رو 14 : 19). فلا تخافوا مهما تعقدت الأمور فلها عند الله حلول كثيرة، وثقوا في المسيح الغالب وتمسكوا بوعده الصادق{ فان الجبال تزول و الاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10). {وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس }(رو 15 : 13).
+ الشكر لله علي خلاصه ... قام أحد الأطباء بعمليه تغيير قلب لمريض فى حالة مئيوس منها وتعافى الرجل وكتب يشكر الطبيب الشهير ويمتدحه ويقول له أنه سيظل مديون له بالشكر ما بقي علي قيد الحياة. ونحن كم يا أحبائي مديونين بتقديم الشكر والتسبيح لمن مات وبذل ذاته عنا ونحن خطاه وببرنا ووهبنا الحياة الأبدية السعيدة. هكذا سبحت القديسة مريم العذراء الله شاكرة خلاص الله العظيم وقدمت له المجد والتعظيم لانه نظر الي تواضع أمته وتجسد منها ووهبنا الخلاص. لقد أعترفت بقداسة الله ورحمته وأستحقت التطويب من المؤمنين فى كل الأجيال فهي بالحقيقة أرفع من الشاروبيم وأجل قدراً من السيرافيم فقد صارت سماء ثانية ووالدة الله المتجسد ، ومع القديسة مريم نعظم من تواضع وجاء وخلاصنا ووهبنا الخلاص ونقدم الشكر والتسبيح لله ومع الغالبين نسبح { قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح ان ياخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة} (رؤ 5 : 12)، أمين.
الخميس، 22 ديسمبر 2016
شعر قصير -40- كلة للخير
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" كله للخير"
املا قلبك بالأمل ولا تشتكي من سوء الأحوال
بعد ظلام الليل يشرق نور الصباح من المتعال
خليك واثق في الهك مطمئن وكن مرتاح البال
كله للخير ومصيرها تنتهي والشدة الي زوال
بالإيمان سكتت الريح وهديت الامواج والاهوال
أرفع ايديك للصلاة وأعمل باخلاص وبهمة الرجال
قول دبر حياتنا كما يليق وصلح وأعدل اللي مال
.....
(2)
" ذوقوا وأنظروا"
ذوقوا وانظرواما اطيب الرب
خيّر وصالح وأمين طول الدرب
اللي يعرفه لازم يحبه من كل القلب
بارك بلادنا ووعده ثابت بكل الحب
هاتبقي بلادنا بركة للكل شرق وغرب
تفضل واحة أمان وخير لاهلها وللغُرب
وتذوقوا يا أهلي وتشكروا فضل الرب
....
(3)
" أجمل البلدان"
وتمضي بينا الأيام وتعبر أحلك الأزمان
وأنت يا بلدى محمية وقوية من الرحمان
بلد الحضارة تضلي لكي باع طويل وشأن
ومهما عبرت عليكي مصاعب وأحزان
أنت يا أمي أصيلة وصابرة على الحرمان
تنهضي بنعمة المولي وبهمة الفرسان
تعيدى مجدك يا بلدى دا أنتى أجمل البلدان
.......
(4)
" الهنا قوى"
قائد سفينة حياتنا هو اله ورب قدير
ضابط الكون كله وهو قوي في التدبير
نسلم حياتنا له ويجعلها تسير في تيسير
مهما كانت الظروف صعبة والامر خطير
عنده للموت مخارج ومعاه سلام وفرح كبير
مهما الشر يهيج ويقوم كبخار يتبخر ويطير
دا أحنا الهنا قوي وقادر يحل كل أمر عسير
....
(5)
" ثقتنا في الله"
ثقتنا وإيماننا بلا حدود في الله ضابط الكل
أتكالنا عليه ورجائنا فيه وهو لينا حماية كالظِلّ
نطرح أمامه همومنا ونطلبه وهو يدي ولا يهمل
يدينا سلام وخير ومحبة وبركة والفرح علينا يهل
هو رعانا بالأمس ويقودنا اليوم وللابد أمين يَظلّ
سلم له أمرك وقول يارب وحياتك تبقى زي الفل
ذوقوا وأنظروا ما اطيب الرب، يدي خلاص للكل
(1)
" كله للخير"
املا قلبك بالأمل ولا تشتكي من سوء الأحوال
بعد ظلام الليل يشرق نور الصباح من المتعال
خليك واثق في الهك مطمئن وكن مرتاح البال
كله للخير ومصيرها تنتهي والشدة الي زوال
بالإيمان سكتت الريح وهديت الامواج والاهوال
أرفع ايديك للصلاة وأعمل باخلاص وبهمة الرجال
قول دبر حياتنا كما يليق وصلح وأعدل اللي مال
.....
(2)
" ذوقوا وأنظروا"
ذوقوا وانظرواما اطيب الرب
خيّر وصالح وأمين طول الدرب
اللي يعرفه لازم يحبه من كل القلب
بارك بلادنا ووعده ثابت بكل الحب
هاتبقي بلادنا بركة للكل شرق وغرب
تفضل واحة أمان وخير لاهلها وللغُرب
وتذوقوا يا أهلي وتشكروا فضل الرب
....
(3)
" أجمل البلدان"
وتمضي بينا الأيام وتعبر أحلك الأزمان
وأنت يا بلدى محمية وقوية من الرحمان
بلد الحضارة تضلي لكي باع طويل وشأن
ومهما عبرت عليكي مصاعب وأحزان
أنت يا أمي أصيلة وصابرة على الحرمان
تنهضي بنعمة المولي وبهمة الفرسان
تعيدى مجدك يا بلدى دا أنتى أجمل البلدان
.......
(4)
" الهنا قوى"
قائد سفينة حياتنا هو اله ورب قدير
ضابط الكون كله وهو قوي في التدبير
نسلم حياتنا له ويجعلها تسير في تيسير
مهما كانت الظروف صعبة والامر خطير
عنده للموت مخارج ومعاه سلام وفرح كبير
مهما الشر يهيج ويقوم كبخار يتبخر ويطير
دا أحنا الهنا قوي وقادر يحل كل أمر عسير
....
(5)
" ثقتنا في الله"
ثقتنا وإيماننا بلا حدود في الله ضابط الكل
أتكالنا عليه ورجائنا فيه وهو لينا حماية كالظِلّ
نطرح أمامه همومنا ونطلبه وهو يدي ولا يهمل
يدينا سلام وخير ومحبة وبركة والفرح علينا يهل
هو رعانا بالأمس ويقودنا اليوم وللابد أمين يَظلّ
سلم له أمرك وقول يارب وحياتك تبقى زي الفل
ذوقوا وأنظروا ما اطيب الرب، يدي خلاص للكل
الأربعاء، 21 ديسمبر 2016
قصص قصيرة - عمل الخير
أعداد القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
ولد فقير مكافح وأمين ومجتهد يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمن دراسته، يدعي "هوارد كيلي" يوما ما قد وجد أنه لا يملك الا القليل من المال لا يكفي لسد جوعه وحاجاته، لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر عليه .ولكن خجل من نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة ، فبدلا من أن يطلب وجبة طعام ، طلب أن يشرب ماء. وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع، أحضرت له كأسا من الحليب، وقطعة من الكيك فشربها ببطء وتناول قطعة الكيك ثم سألها
بكم مديون لكي سيدتي؟
فأجابته : لا لست مديون لي بشيء
لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير!
فقال لها أشكرك إذا من أعماق قلبي.
وعندما غادر الشاب المنزل ، شعر بأن صحته جيدة وإيمانه قد زاد بعد أن كان يائسا ومحبط. وأجتهد وأصبح طبيب نابغة بعد ذلك بسنوات.
تعرضت تلك السيدة لمرض خطير مما أربك الأطباء المحليين فأرسلوها لمستشفى المدينة حيث تم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر وقد أستدعوا لها فى المستشفي الدكتور المشهور في ذلك الوقت إسمه الدكتور "هوارد كيلي " للاستشارة الطبية . وعندما قرأ اسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة، لمعت عيناه بشكل غريب ، وانتفض في الحال عابرا المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها ، وهو مرتديا الزي الطبي ، لرؤية تلك المريضة ، وعرفها بمجرد أن رآها . فعاد إلى غرفة الأطباء ، عاقدا العزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها ، وأبدى اهتماماً خاصاً بحالتها. وبعد صراع طويل ، تمت المهمة على أكمل وجه ، وطلب الدكتور "هوارد كيلي " فاتورة العلاج من المستشفى إلى مكتبه ودفعها، وأرسلها لغرفة المريضة .
مشفوعة بالكلمات التالية :الفاتورة مدفوعة بالكامل بكأس من الحليب وشريحة كيك مع ابتسامة رقيقة غيرت حياتي .
التوقيع: د. هوارد كيلي
عزيزى {اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ }(جا 11 : 1)
.......
(2)
ألبعد عن الشر
أصيب أسد بمرض أرهقه، وكانت رائحة كريهة تفوح من فمه، وبالكاد كان يسير في الغابة، يبحث عن فريسة، وإذ رأى حماراً سأله: أيها الحمار العزيز إني أشعر بتعب شديد، وأود أن أسألك، هل تفوح من فمي رائحة كريهة؟
أجابه الحمار : نعم، فإن رائحة فمك لا تطاق فقد ظن ان الواجب أن يقول الحق مهما كان الثمن، عندئذ زأر الأسد، وهجم على الحمار، وهو يقول له: كيف تتجاسر أيها الحمار الجاهل، وتهين ملك الأسود، وافترس الأسد الحمار.
وبعد يومين عبر الأسد بثعلب وكان قد سمع ما حدث مع الحمار، وإذ سأله الأسد كما
سبق أن سأل الحمار. خاف الثعلب من الأسد فأجاب: سيدي ملك الغابة، وسيد كل الحيوانات، إنني اشم من فمك رائحة زكية رائعة، لم اشمها من قبل!. ظناً أنه يتكلم ما يحلو أن يسمعه الأسد بمكر.
زأر الأسد وقال له : يا أيها الثعلب المخادع، إنك مرائي، كيف تقول هذا وأنا اشم رائحة كريهة من فمي، كيف تتجاسر، وتنافق ملك الغابة!. ثم هجم عليه وافترسه.
بعد أيام قليلة عبر الأسد على قرد ، وإذ رآه القرد هرب منه وتسلق شجرة، وإذ كان الأسد جائعاً، توسل إلى القرد لكي ينزل ويشم رائحة فمه. أما القرد الذي سمع عما فعله الأسد مع الحمار والثعلب ، فقال للأسد: سيدي ملك الوحوش إنني أشتهي أن أخدمك وأحقق لك طلبتك، لكنني اعتذر لك، فإني أعاني من البرد فلا أستطيع أن اشتم شيئاً بسبب مرضي. ونجا القرد لانه استخدم الحكمة وابتعد عن المناقشة الغبية مع الاسد.
ونحن علينا أن نبتعد عن المباحثات الغبية { المباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالما انها تولد خصومات. وعبد الرب لا يجب ان يخاصم بل يكون مترفقا بالجميع صالحا للتعليم صبورا على المشقات.}(2يم 23:24) وعلينا أن نصلي ونطلب الحكمة من الله ونبتعد عن حيل الشيطان متذكرين قول الكتاب {اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ }(1بط 5 : 8) .
........
(3)
الدفاع عن المظلوم
كان يطوف في السوق رجل متكبر ..يظهر عليه الكثير من حسن الهيئة والزهو ..
مرت عليه أرملة تبيع السمن ..
فسألها : ماذا تبيعين يا إمرأة ؟
فقالت : أبيع السمنة ياسيدي .. فقال لها : أريني أياه!.
وعندما أرادت أن تنزل السمن من فوق رأسها إندلق منه بعض السمن على ثيابه !! فغضب الرجل غضباً شديداً ... وقال لها : لن أبرح المكان حتى تعطيني ثمن الثوب
فظلت المرأة تستعطفه وتقول له : إعفينى سيدي فأنا أرملة فقيرة أصرف علي أيتام .
فقال لها : إعطيني ثمن الثوب ! فسألته : وكم ثمن الثوب ؟؟ قال : ألف جنية فقالت له: أنا امرأة فقيرة فمن أين لي بهم ؟
قال لها : لا شأن لي
فقالت له : إرحمني ولا تفضحني .. وبينما هو يتهددها
أقبل عليهم أحد الحكماء فقال لها : ما هي المشكلة ؟ فقصت عليه الخبر .
فقال الحكيم أنا أدفع ثمن الثوب ، فأخرج ألف جنية وعدها الرجل المتكبر!
ثم قال للرجل القاسي لن أن تبرح المكان قبل أن تعطيني ثوبي الذى اشتريته.
فرد عليه ذلك المتكبر وقال: ماذا تريد ؟
فقال له : هل أخذت ثمن الثوب ؟
قال : نعم
قال له الحكيم فأين الثوب ؟ لقد أعطيناك ثمنه فأعطنا الثوب.
قال الرجل المتكبر : وأسير عارياً !؟
قال الشاب : لا شأن ليّ
قال الرجل المتكبر : وإن لم أعطك الثوب ؟
قال: تعطينا الثمن .
قال الرجل المتكبر : الألف جنية ؟
قال الحكيم : كلا ، بل الثمن الذي نطلبه الفين لقد أصبح ملكي وأنا لن أبيعه بأقل من ذلك .
قال الرجل المتكبر : أتريد أن تفضحني ؟ وأمشي عاريا فى السوق .
قال الحكيم : أما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة
وتجمع الناس وسمعوا القصة وخجل الرجل المتكبر وعفا عن الأرملة وعوضها الحكيم ثمن السمنة المسكوبة بالألف جنية!
{ تَعَلَّمُوا فِعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ}(اش 1 : 17)
(1)
ولد فقير مكافح وأمين ومجتهد يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمن دراسته، يدعي "هوارد كيلي" يوما ما قد وجد أنه لا يملك الا القليل من المال لا يكفي لسد جوعه وحاجاته، لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر عليه .ولكن خجل من نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة ، فبدلا من أن يطلب وجبة طعام ، طلب أن يشرب ماء. وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع، أحضرت له كأسا من الحليب، وقطعة من الكيك فشربها ببطء وتناول قطعة الكيك ثم سألها
بكم مديون لكي سيدتي؟
فأجابته : لا لست مديون لي بشيء
لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير!
فقال لها أشكرك إذا من أعماق قلبي.
وعندما غادر الشاب المنزل ، شعر بأن صحته جيدة وإيمانه قد زاد بعد أن كان يائسا ومحبط. وأجتهد وأصبح طبيب نابغة بعد ذلك بسنوات.
تعرضت تلك السيدة لمرض خطير مما أربك الأطباء المحليين فأرسلوها لمستشفى المدينة حيث تم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر وقد أستدعوا لها فى المستشفي الدكتور المشهور في ذلك الوقت إسمه الدكتور "هوارد كيلي " للاستشارة الطبية . وعندما قرأ اسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة، لمعت عيناه بشكل غريب ، وانتفض في الحال عابرا المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها ، وهو مرتديا الزي الطبي ، لرؤية تلك المريضة ، وعرفها بمجرد أن رآها . فعاد إلى غرفة الأطباء ، عاقدا العزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها ، وأبدى اهتماماً خاصاً بحالتها. وبعد صراع طويل ، تمت المهمة على أكمل وجه ، وطلب الدكتور "هوارد كيلي " فاتورة العلاج من المستشفى إلى مكتبه ودفعها، وأرسلها لغرفة المريضة .
مشفوعة بالكلمات التالية :الفاتورة مدفوعة بالكامل بكأس من الحليب وشريحة كيك مع ابتسامة رقيقة غيرت حياتي .
التوقيع: د. هوارد كيلي
عزيزى {اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ }(جا 11 : 1)
.......
(2)
ألبعد عن الشر
أصيب أسد بمرض أرهقه، وكانت رائحة كريهة تفوح من فمه، وبالكاد كان يسير في الغابة، يبحث عن فريسة، وإذ رأى حماراً سأله: أيها الحمار العزيز إني أشعر بتعب شديد، وأود أن أسألك، هل تفوح من فمي رائحة كريهة؟
أجابه الحمار : نعم، فإن رائحة فمك لا تطاق فقد ظن ان الواجب أن يقول الحق مهما كان الثمن، عندئذ زأر الأسد، وهجم على الحمار، وهو يقول له: كيف تتجاسر أيها الحمار الجاهل، وتهين ملك الأسود، وافترس الأسد الحمار.
وبعد يومين عبر الأسد بثعلب وكان قد سمع ما حدث مع الحمار، وإذ سأله الأسد كما
سبق أن سأل الحمار. خاف الثعلب من الأسد فأجاب: سيدي ملك الغابة، وسيد كل الحيوانات، إنني اشم من فمك رائحة زكية رائعة، لم اشمها من قبل!. ظناً أنه يتكلم ما يحلو أن يسمعه الأسد بمكر.
زأر الأسد وقال له : يا أيها الثعلب المخادع، إنك مرائي، كيف تقول هذا وأنا اشم رائحة كريهة من فمي، كيف تتجاسر، وتنافق ملك الغابة!. ثم هجم عليه وافترسه.
بعد أيام قليلة عبر الأسد على قرد ، وإذ رآه القرد هرب منه وتسلق شجرة، وإذ كان الأسد جائعاً، توسل إلى القرد لكي ينزل ويشم رائحة فمه. أما القرد الذي سمع عما فعله الأسد مع الحمار والثعلب ، فقال للأسد: سيدي ملك الوحوش إنني أشتهي أن أخدمك وأحقق لك طلبتك، لكنني اعتذر لك، فإني أعاني من البرد فلا أستطيع أن اشتم شيئاً بسبب مرضي. ونجا القرد لانه استخدم الحكمة وابتعد عن المناقشة الغبية مع الاسد.
ونحن علينا أن نبتعد عن المباحثات الغبية { المباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالما انها تولد خصومات. وعبد الرب لا يجب ان يخاصم بل يكون مترفقا بالجميع صالحا للتعليم صبورا على المشقات.}(2يم 23:24) وعلينا أن نصلي ونطلب الحكمة من الله ونبتعد عن حيل الشيطان متذكرين قول الكتاب {اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ }(1بط 5 : 8) .
........
(3)
الدفاع عن المظلوم
كان يطوف في السوق رجل متكبر ..يظهر عليه الكثير من حسن الهيئة والزهو ..
مرت عليه أرملة تبيع السمن ..
فسألها : ماذا تبيعين يا إمرأة ؟
فقالت : أبيع السمنة ياسيدي .. فقال لها : أريني أياه!.
وعندما أرادت أن تنزل السمن من فوق رأسها إندلق منه بعض السمن على ثيابه !! فغضب الرجل غضباً شديداً ... وقال لها : لن أبرح المكان حتى تعطيني ثمن الثوب
فظلت المرأة تستعطفه وتقول له : إعفينى سيدي فأنا أرملة فقيرة أصرف علي أيتام .
فقال لها : إعطيني ثمن الثوب ! فسألته : وكم ثمن الثوب ؟؟ قال : ألف جنية فقالت له: أنا امرأة فقيرة فمن أين لي بهم ؟
قال لها : لا شأن لي
فقالت له : إرحمني ولا تفضحني .. وبينما هو يتهددها
أقبل عليهم أحد الحكماء فقال لها : ما هي المشكلة ؟ فقصت عليه الخبر .
فقال الحكيم أنا أدفع ثمن الثوب ، فأخرج ألف جنية وعدها الرجل المتكبر!
ثم قال للرجل القاسي لن أن تبرح المكان قبل أن تعطيني ثوبي الذى اشتريته.
فرد عليه ذلك المتكبر وقال: ماذا تريد ؟
فقال له : هل أخذت ثمن الثوب ؟
قال : نعم
قال له الحكيم فأين الثوب ؟ لقد أعطيناك ثمنه فأعطنا الثوب.
قال الرجل المتكبر : وأسير عارياً !؟
قال الشاب : لا شأن ليّ
قال الرجل المتكبر : وإن لم أعطك الثوب ؟
قال: تعطينا الثمن .
قال الرجل المتكبر : الألف جنية ؟
قال الحكيم : كلا ، بل الثمن الذي نطلبه الفين لقد أصبح ملكي وأنا لن أبيعه بأقل من ذلك .
قال الرجل المتكبر : أتريد أن تفضحني ؟ وأمشي عاريا فى السوق .
قال الحكيم : أما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة
وتجمع الناس وسمعوا القصة وخجل الرجل المتكبر وعفا عن الأرملة وعوضها الحكيم ثمن السمنة المسكوبة بالألف جنية!
{ تَعَلَّمُوا فِعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ}(اش 1 : 17)
السبت، 17 ديسمبر 2016
(143) فكرة روحية لكل يوم - بشارة الملاك للعذراء
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
1- بشرى السماء....
+ فى عالمنا المضطرب، ووسط الضيق والوحدة والمعاناة والغلاء والمرض والصراع، كم نحتاح الي سماع صوت الله المفرح والمطمئن وواهب السلام، وكم تكون البشرى سارة عندما تأتي من السماء وبصوت وظهور رئيس الملائكة الجليل غبريال المبشر، ليعلن لنا خلاص الله وسلامه ورضاه ليهبنا نعمة وبركة. هكذا ظهر ملاك الرب قديما لزوجة منوح وبشرها بميلاد شمشون كمخلص من ظلم الفلسطينين فى ذلك الوقت { فَتَرَاءَى مَلاَكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: «هَا أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي, وَلَكِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً. وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْراً وَلاَ مُسْكِراً وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئاً نَجِساً. فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً, وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ, لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ, وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ} (قض 3:13-5).
+ هكذا فرحت العذراء مريم ببشارة رئيس الملائكة للقديسة العذراء مريم بالحبل بمخلص العالم كله عندما أعطاها السلام ووهبها أعظم عطية بان يحل الروح القدس عليها وتظللها قوة العلي ويتجسد منها الأبن الكلمة، كما تنبأ أشعيا النبي أن السيد الرب يعطينا نفسه آية { وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»} (اش 7 : 14). + نحن أيضا في إيمان ورجاء علينا أن ننتظر خلاص الرب ونطلب أن يفتح الله عيون قلوبنا ونرى ملائكتة الله تحيط بنا وتحفظنا { أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ} (عب 1 : 14). وعلينا أن نصلي بتواضع وتوبة صادقة ونطلب خلاص الله لنا من أيدي أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا كقول زكريا الكاهن { خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا. لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ. الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا: أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا نَعْبُدُهُ. بِقَدَاسَةٍ وَبِرٍّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا.} (لو71:1-75). نطلب تعزية وفرح من الرب الذى هو فرحنا وخلاصنا من طوفان العالم { فَرَحاً أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا }(اش 61 : 10).
2- التجسد الإلهي من العذراء...
+ ظهر الملاك للقديسة العذراء وأهبا لها السلام ومبشرا أياها بعطية السماء وخلاص الله لجميع الأمم وأقتراب الله الينا بل ليصيرا الكلمة جسدا ويحل بيننا ونرى مجده كمجد أبن وحيد لابيه، أنه سر عظيم قال عنه الكتاب المقدس {وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَسِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ} (1تي 3 : 16). الرب اختار القديسة مريم لتكون أما لله الكلمة المتجسد لأنها كانت مملوءة نعمة، أن أعظم نعمة أن يتحد في بطنها لاهوت المسيح مع ناسوته، إتحاد الإنسان بالله، والجسد بالكلمة. لقد عاشت العذراء وذاقت معية الرب على مستوى فريد، إذ حملت كلمة الله في أحشائها، وقدمت له من جسدها ودمها جسدا مقدسا. وصار الأبن الكلمة أبنا للانسان لكي نصير نحن أبناء لله بالإيمان والتبني. لقد سألت القديسة مريم الملاك { فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟». فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.} (لو 34:1-35) أن سؤال العذراء للملاك لا يدل على شك، بل أستفسار وطلب للفهم فهي لا تدري كيف يتم هذا الأمر وهي عذراء ولقد نذرت نفسها لتخدم الهيكل دون زواج. وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة في التاريخ أن تحبل عذراء بدون زرع بشر. وكانت إجابة الملاك: بقوله أن الروح القدس يحل عليها لتقديسها، روحاً وجسداً، فتتهيأ لعمل الآب الذي يرسل ابنه في أحشائها يتجسد منها. حقاً هذا سر إلهي فائق فيه يعلن الله حبه العجيب للإنسان وتكريمه له.
+ لقد أختار الله القديسة مريم العذراء لتكون أما لله الكلمة المتجسد لطهارتها وتواضعها وإيمانها وحياة التسليم التي عاشتها منذ طفولتها. لقد عاشت القديسة مريم حياة الصلاة والتامل فى صمت وهدوء وجمعت بين الخدمة وحياة الصلاة { وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا }(لو 2 : 19). وعاشت حياة الخدمة فى الهيكل منذ طفولتها ثم كخادمة فى بيت يوسف كما رايناها تخدم وتطلب من الرب في عرس قانا الجليل بل وتوصينا { قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»} (يو 2 : 5) خدمت اليصابات المتقدمة فى الأيام فى أيام حبلها بيوحنا المعمدان ثم كأم لربنا يسوع المسيح، ثم كأم للرسل والعذارى فكانت مثالا وقدوة لكل الخدام والخادمات فى كل جيل { فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.} (لو 38:1). وتم فيها قول داود النبي { إسمعي يا إبنتي وانظري وأميلي سمعك، وأنسى شعبك وكل بيت أبيك، فإن الملك قد اشتهى حسنك، لأنه هو ربك.} (مز 10:45-11)
+ نحن مدعوين للتعلم من حياة القديسة مريم وفضائلها وخدمتها وبالأكثر مدعوين لنذوق ما أطيب الرب ونتحد به كاتحاد الأغصان بالكرمة لنأتي بثمر ويدوم ثمرنا { أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.} ( يو 1:15-4).
أن الله يريد منا نقاوة القلب لكي نعاينه فى حياتنا ويحل بالإيمان فينا { طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ} (مت 5 : 8). ومن يريد أن يحل المسيح بالإيمان فيه، عليه أن يجاهد ليكون في نقاوة وعفة وتواضع وإيمان وفضائل أمنا القديسة مريم العذراء وعلينا أن نقتدي بها ونتعلم منها ونكرمها { لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي }(لو 1 : 48).
3- ليس شئ غير ممكن لدي الله ...
+ لدي البشر هناك أشياء يمكننا أن نفعلها أو نتوقع حدوثها وهناك اشياء تبدو مستحيلة الحدوث لكن الأمر ليس هكذا لدي الله { لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ} (لو 37:1). لكن بالإيمان نستطيع فعل الأشياء الصعبة والمستحيلة كما قال القديس بولس الرسول { أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي }(في 4 : 13). وبالإيمان نتوقع بالصبر خلاص الرب الذى يعمل لاجل خلاصنا ونجاتنا فالله يقدر أن يخلص حتى من قد هلك { لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ}(لو 19 : 10). كل شئ مستطاع لدي الله الذى جعل في البحر طريقا لشعبه قديما والذى نجي الفتية من آتون النار . الله الذى أرسل ملاكه وأباد الالوف من جيش سنحاريب قديما مدافعا عن أورشليم هو أمس واليوم والي الأبد . فثقوا وقفوا وأنظروا خلاص الرب الذى يدافع عنكم وأنتم صامتون.
+ هكذا يحدثنا الكتاب المقدس عن رجال الإيمان وكيف عاشوا وأحتملوا ونالوا المواعيد وعلينا أن نجاهد بالإيمان لتظل شعلة الإيمان متقدة فى قلوبنا لنصل الي السماء { الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ،. أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ،.أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ،.وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ.فَهَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُوداً لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ،. إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئاً أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا} ( عبر 33:11-40).
+ علينا أذا أن نثق فى محبة الله المعلنة لنا فى المسيح يسوع ربنا ونجاهد بالصبر ناظرين الي رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع كقول القديس بولس لتلميذه تيموثاوس { جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي الَيْهَا دُعِيتَ أَيْضاً، وَاعْتَرَفْتَ الاِعْتِرَافَ الْحَسَنَ امَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ }(1تي 6 : 12). وفى إيماننا بالله نتوب عن الخطية ونحيا حياة البر والإيمان ليقدم لنا بسعة الدخول الي ملكوت الله { وَلِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،. وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،.وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً.لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هَذِهِ هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ. لِذَلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَنْ تَزِلُّوا أَبَداً. لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ.} (2بط 5:1-11)، أمين.
الأحد، 11 ديسمبر 2016
(142) فكرة لكل يوم - البشارة بميلاد يوحنا المعمدان
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
في بشارة رئيس الملائكة جبرائيل المبشر لزكريا الكاهن نري
١- حكمة الله والأستجابة للصلاة.. الله يسمع صلواتنا ويستجيب في الوقت المناسب، حتي مع السالكين في جميع وصايا الله واحكامه بلا لوم، لقد تأني الله علي الأستجابة لصلوات زكريا واليصابات بان يرزقهما بابن وأنتظرا البشارة بميلاد يوحنا المعمدان حتى كبرا وتقدما في الأيام لكن فى الوقت المناسب بشر رئيس الملائكة غبريال ابيه زكريا بميلاد يوحنا ليكون السابق والمعمدان وينال شرف أعداد الطريق أمام الرب يسوع المسيح ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته . في كل طلباتنا وصلواتنا علينا أن ننتظر الرب ونسلك في وصاياه بلا عيب وهو يستجيب لصلواتنا ويحقق طلباتنا في الوقت المناسب حسب حكمته وغناه في المجد. { وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا}(اف 3 : 20)
٢- الأنقياد بروح الله .. لقد امتلأ يوحنا المعمدان بالروح القدس من بطن امه عندما سمعت الصابات صوت سلام القديسة مريم العذراء وارتكض الجنين بابتهاج في بطن أمه فرحا وكان يوحنا سبب فرح وابتهاج الكثيرين وذلك
أ- لانه دعا للتوبة والرجوع الي الله ولاقت دعوته القبول وكان القديس يوحنا خير قدوة ومثال للنسك والزهد والتواضع . رد يوحنا بدعوته قلوب الاباء الي الابناء والعصاة الي فكر الأبرار، وكم من عائلات انصلح حالها وفرح أعضائها برجوع الأبناء الي حضن الاباء والامهات بدعوة يوحنا المعمدان وأثمرت دعوته بثمار روحية تليق بالتوبة.
ب- كان يوحنا منقاد بالروح في البراري الي يوم ظهوره في اسرائيل فظهر كمصلح أجتماعي يدعو من له طعام ان يعطي من ليس له ومن له ثياب ليكسي العرايا وان يكتفي الموظفين برواتبهم دون رشوة أو فساد { وَكَانَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ الَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ: «يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟. فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. ولاَ تَبْتَدِئُوا تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْرَاهِيمَ. وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ». وَسَأَلَهُ الْجُمُوعُ: «فَمَاذَا نَفْعَلُ؟». فَأَجَابَ: «مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ وَمَنْ لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هَكَذَا». وَجَاءَ عَشَّارُونَ أَيْضاً لِيَعْتَمِدُوا وَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا نَفْعَلُ؟».
فَأَجَابَ: «لاَ تَسْتَوْفُوا أَكْثَرَ مِمَّا فُرِضَ لَكُمْ». وَسَأَلَهُ جُنْدِيُّونَ أَيْضاً: «وَمَاذَا نَفْعَلُ نَحْنُ؟» فَأجَابَ: «لاَ تَظْلِمُوا أَحَداً وَلاَ تَشُوا بِأَحَدٍ وَاكْتَفُوا بِعَلاَئِفِكُمْ».} (لو 7:3-14). وكان لهم خير مثال في الأتكال علي الله والدعوة الي الحق حتي لو واجه الحكام الظالمين وفضل يوحنا ان يموت مقطوع الرأس من ان يحيا برأس وهو منحني وراض علي الظلم والشر.
ج- توج يوحنا دعوته بان وجه أنظار الجميع الي المسيا المنتظر، العريس الحقيقي لكل نفس ودعي السيد المسيح بانه ( حمل الله الذي يرفع خطية العالم) " يو ٢٩:١" وشهد في عماده للسيد المسيح أنه أبن الله ( وانا قد رايت وشهدت أن هذا هو أبن الله) " يو ٣٤:١" .
٣- معرفة أرادة الله - كم نحتاج في عالم اليوم لمعرفة ارادة الله في حياتنا والأنفتاح علي السماء والأمتلاء بروح الله والأنقياد له، اننا رعاة ورعية يجب ان ننسكب أمام الله بروح التضرع والصلاة لنسمع صوت الله بين الاصوات الكثيرة ونميزه ونصنع ارادة الله في حياتنا لنكون ابناء وبنات لله . في كلامنا وفي صمتنا وفي اعمالنا نتمم ارادة الله ونسعي لخلاصنا ولنكون قديسين نسعي في حياة الكمال المسيحي الذي اليه دعينا ونسلك بتواضع ونعمل الخير ونعرف الحق والحق يحررنا من الخطية والجهل والضعف والخوف ويقودنا الي الحياة الأبدية، أمين.
الجمعة، 9 ديسمبر 2016
خمسة قصص قصيرة سر السعادة
أعداد الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
القناعة والسعادة""
ذهب الصياد الي البحر ليتصيد الأسماك، فاصطاد سمكةً كبيرةً، فوضعها في حقيبته، ونهض لينصرف! ولاقاه تاجر الأسماك فسأله : إلي أين تذهب؟ فأجابه الصياد إلى البيت.
فقد اصطدت سمكةً كبيرةً جدّاً تكفيني وأسرتي لنعيش بثمنها لأيام
فردّ التاجر : انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة.
فاجابه الصياد : ولماذا أفعل ذلك؟
فردّ التاجر : عندما تصطاد الكثر يمكنك أن تربح أكثر وتصبح أكثر غني.
فسأله الصياد : ولماذا أفعل هذا؟
قال له: كي تحصل على المزيد من المال وتدّخره وتشترى مركب صيد وتصبح من الأثرياء. فسأله الصياد : وماذا سأفعل بالثّراء؟
فردّ التاجر : تستطيع في يوم من الأيّام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك وزوجتك!
فقال له الصياد : هذا هو بالضبط ما أفعله الآن، ولا أريد تأجيله حتّى أكبر!.
.....
(2)
"درس فى الإيمان"
سأل الملحد لأحد المؤمنين ... هل ترى صديقك بجوارك؟
أجابه المؤمن نعم أراه يا عزيزى.
وهل تري الأشجار تتمايل خارج البيت؟
فقال له ... نعم أراها ؟
ولكن هل تري الله في السماء من فوق !
فاجاب ... لا ولكن نراه بالإيمان فى كل أعماله وكما لا نري الريح لكن نري عملها في الاشجار هكذا الله أن كنا لا نراه فنحن ندركه بالإيمان والروح والعقل المتضع.
قال الملحد فى مكر : أنت لا تري الله أذن هو ليس بموجود!.
سأل المؤمن الملحد... هل نري الروح فيك يا سيدى !..
أجابه : لا
العفو يا سيدى فانت إنسان ميت !.
وهكذا لا نري عقلك! فأنت ليست بعاقل ...
حقا قال الكتاب { إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ. لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ.} (رو 19:1-22)
(3)
الرسام والعطاء""
- عاش رسّام عجوز في قرية صغيرة وكان يرسم لوحات غاية في الجمال ويبيعهم بسعر جيّد- وفي يوم من الأيام أتاه احد رجال القرية وقال له:
أنت تكسب مالًا كثيرًا من أعمالك، فلماذا لا تساعد الفقراء في القرية ؟
انظر لجزار القرية الذي لا يملك مالًا كثيرًا ومع ذلك يوزّع كل يوم قطعًا من اللحم المجّانية على الفقراء.
وانظر الى خباز القرية برغم انه رجل فقير ذو عيال الا انه يعطي الفقراء خبزا مجانيا كل يوم.
. لم يردّ عليه الرسام وابتسم بهدوء
- خرج الفقير منزعجًا وأشاع في القرية بأنّ الرسام ثري ويكتنز الأموال ولكنّه بخيل ، ولا يساعد الفقراء.
فنقم عليه أهل القرية وقاطعوه وهجروه.
- بعد مدّة مرض الرسّام العجوز ولم يعره أحد من أبناء القرية اهتمامًا ... ثم مات وحيدًا فريدا - مرّت الأيّام ولاحظ أهل القرية بأنّ الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحمًا مجّانيًا
وكذلك الخباز الشهم صار لا يمنح الفقراء خبزا مجانيا برغم توافدهم عليه ورجاؤهم منه
- وعندما سألوهما عن سبب توقفهما ، قالا
بأنّ الرسّام العجوز الذي كان يعطينا كل شهر مبلغا من المال لنعطي الفقراء اللحم والخبز . و قد مات فتوقّف ذلك بسبب موته.
قد يسيء بعض الناس بك الظن أو يحسنوا الظن ، ولن ينفعك هؤلاء ولن يضرك أولئك ، المهم حقيقتك وما يعلمه الله عنك.
ولا تحكموا على أحد من ظاهر ما ترونه منه، فقد يكون في حياته أمور أخرى لو علمتها لتغير حكمكم عليه.
(4)
" أخلاق العظماء"
أقام أحد نبلاء بريطانيا، حفلة عشاء، حضرها رئيس الوزراء الشهير تشرتشل والعديد من الشخصيات الرسمية والمعتبرة
خلال المأدبة، تقدم أحد مساعدي رئيس الوزراء منه، وهمس في أذنه قائلا: يا سيدي، لقد شاهدنا إحدى السيّدات تسرق مملحة فضّية وتضعها في حقيبة يدها. فهل لنا أن نفعل شيء ؟
اجاب ترتشل مساعده، دع الأمر لي، فأنا سأهتم بالموضوع... توجه رئيس الوزراء الى الطاولة، وأخذ مملحة أخرى مماثلة ووضعها في جيبه. ثم أتجه الى تلك السيدة، طالبا، أن يكلمها على إنفراد
عندما أصبحا في معزل عن مرأى الآخرين
اخرج المملحة من جيبه وقال للسيدة: سيدتي العزيزة، إني أخشى، أن ما فعلناه، قد صار معلوما عند الآخرين... فلا يوجد لنا حلٌ سوى أن نعيد هاتين المملحتين من حيث أخذناهما
يا لحكمة هذا القائد الشهير. فبالرغم من أنه كان له مطلق الحق أن يدين تلك السيدة، ويشهّرها، غير أنه ترك لها فرصة للرجوع عن فعلها وتصحيح خطأها.
يقول الكتاب المقدس: المحبة تستر كثرة من الخطايا. إن المحبة المسيحية الحقيقية تستر الخطايا، لكنها لا تتستر عليها. إنها تكره الخطية لكنها تحب الخاطئ. إن المحبة المسيحية تعلّمنا أن نرحم الآخرين كما رحمنا الرب، أن نحبهم كما أحبهم الرب، وأن نعمل كي نبنيهم ونقويهم لا أن نهدمهم. أطلب اليوم من الله أن يساعدك أن ترى الآخرين كما يراهم هو... أن ترحمهم كما يرحمهم هو... وأن تحبهم كما يحبهم .
......
(5)
"علاج قسوة القلوب "
سأل المريض الأب الحكيم قائلاً: هل يوجد لديك علاج لقسوة القلوب
أخرج الأب الكتاب المقدس من مكتبته وقال له
خد هذا الكتاب وأقراء فيه بقدر استطاعتك وتأمل في كلامه وحوله لسلوك فانه يلين اقسي القلوب.
كلام الله كالمطرقة تحطم الصخر وتذيب قسوة القلوب { أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ }(ار 23 : 29) وفيه روح وحياة ونقاوة وشفاء وهو علاج لكل داء .
......
(1)
القناعة والسعادة""
ذهب الصياد الي البحر ليتصيد الأسماك، فاصطاد سمكةً كبيرةً، فوضعها في حقيبته، ونهض لينصرف! ولاقاه تاجر الأسماك فسأله : إلي أين تذهب؟ فأجابه الصياد إلى البيت.
فقد اصطدت سمكةً كبيرةً جدّاً تكفيني وأسرتي لنعيش بثمنها لأيام
فردّ التاجر : انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة.
فاجابه الصياد : ولماذا أفعل ذلك؟
فردّ التاجر : عندما تصطاد الكثر يمكنك أن تربح أكثر وتصبح أكثر غني.
فسأله الصياد : ولماذا أفعل هذا؟
قال له: كي تحصل على المزيد من المال وتدّخره وتشترى مركب صيد وتصبح من الأثرياء. فسأله الصياد : وماذا سأفعل بالثّراء؟
فردّ التاجر : تستطيع في يوم من الأيّام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك وزوجتك!
فقال له الصياد : هذا هو بالضبط ما أفعله الآن، ولا أريد تأجيله حتّى أكبر!.
.....
(2)
"درس فى الإيمان"
سأل الملحد لأحد المؤمنين ... هل ترى صديقك بجوارك؟
أجابه المؤمن نعم أراه يا عزيزى.
وهل تري الأشجار تتمايل خارج البيت؟
فقال له ... نعم أراها ؟
ولكن هل تري الله في السماء من فوق !
فاجاب ... لا ولكن نراه بالإيمان فى كل أعماله وكما لا نري الريح لكن نري عملها في الاشجار هكذا الله أن كنا لا نراه فنحن ندركه بالإيمان والروح والعقل المتضع.
قال الملحد فى مكر : أنت لا تري الله أذن هو ليس بموجود!.
سأل المؤمن الملحد... هل نري الروح فيك يا سيدى !..
أجابه : لا
العفو يا سيدى فانت إنسان ميت !.
وهكذا لا نري عقلك! فأنت ليست بعاقل ...
حقا قال الكتاب { إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ. لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ.} (رو 19:1-22)
(3)
الرسام والعطاء""
- عاش رسّام عجوز في قرية صغيرة وكان يرسم لوحات غاية في الجمال ويبيعهم بسعر جيّد- وفي يوم من الأيام أتاه احد رجال القرية وقال له:
أنت تكسب مالًا كثيرًا من أعمالك، فلماذا لا تساعد الفقراء في القرية ؟
انظر لجزار القرية الذي لا يملك مالًا كثيرًا ومع ذلك يوزّع كل يوم قطعًا من اللحم المجّانية على الفقراء.
وانظر الى خباز القرية برغم انه رجل فقير ذو عيال الا انه يعطي الفقراء خبزا مجانيا كل يوم.
. لم يردّ عليه الرسام وابتسم بهدوء
- خرج الفقير منزعجًا وأشاع في القرية بأنّ الرسام ثري ويكتنز الأموال ولكنّه بخيل ، ولا يساعد الفقراء.
فنقم عليه أهل القرية وقاطعوه وهجروه.
- بعد مدّة مرض الرسّام العجوز ولم يعره أحد من أبناء القرية اهتمامًا ... ثم مات وحيدًا فريدا - مرّت الأيّام ولاحظ أهل القرية بأنّ الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحمًا مجّانيًا
وكذلك الخباز الشهم صار لا يمنح الفقراء خبزا مجانيا برغم توافدهم عليه ورجاؤهم منه
- وعندما سألوهما عن سبب توقفهما ، قالا
بأنّ الرسّام العجوز الذي كان يعطينا كل شهر مبلغا من المال لنعطي الفقراء اللحم والخبز . و قد مات فتوقّف ذلك بسبب موته.
قد يسيء بعض الناس بك الظن أو يحسنوا الظن ، ولن ينفعك هؤلاء ولن يضرك أولئك ، المهم حقيقتك وما يعلمه الله عنك.
ولا تحكموا على أحد من ظاهر ما ترونه منه، فقد يكون في حياته أمور أخرى لو علمتها لتغير حكمكم عليه.
(4)
" أخلاق العظماء"
أقام أحد نبلاء بريطانيا، حفلة عشاء، حضرها رئيس الوزراء الشهير تشرتشل والعديد من الشخصيات الرسمية والمعتبرة
خلال المأدبة، تقدم أحد مساعدي رئيس الوزراء منه، وهمس في أذنه قائلا: يا سيدي، لقد شاهدنا إحدى السيّدات تسرق مملحة فضّية وتضعها في حقيبة يدها. فهل لنا أن نفعل شيء ؟
اجاب ترتشل مساعده، دع الأمر لي، فأنا سأهتم بالموضوع... توجه رئيس الوزراء الى الطاولة، وأخذ مملحة أخرى مماثلة ووضعها في جيبه. ثم أتجه الى تلك السيدة، طالبا، أن يكلمها على إنفراد
عندما أصبحا في معزل عن مرأى الآخرين
اخرج المملحة من جيبه وقال للسيدة: سيدتي العزيزة، إني أخشى، أن ما فعلناه، قد صار معلوما عند الآخرين... فلا يوجد لنا حلٌ سوى أن نعيد هاتين المملحتين من حيث أخذناهما
يا لحكمة هذا القائد الشهير. فبالرغم من أنه كان له مطلق الحق أن يدين تلك السيدة، ويشهّرها، غير أنه ترك لها فرصة للرجوع عن فعلها وتصحيح خطأها.
يقول الكتاب المقدس: المحبة تستر كثرة من الخطايا. إن المحبة المسيحية الحقيقية تستر الخطايا، لكنها لا تتستر عليها. إنها تكره الخطية لكنها تحب الخاطئ. إن المحبة المسيحية تعلّمنا أن نرحم الآخرين كما رحمنا الرب، أن نحبهم كما أحبهم الرب، وأن نعمل كي نبنيهم ونقويهم لا أن نهدمهم. أطلب اليوم من الله أن يساعدك أن ترى الآخرين كما يراهم هو... أن ترحمهم كما يرحمهم هو... وأن تحبهم كما يحبهم .
......
(5)
"علاج قسوة القلوب "
سأل المريض الأب الحكيم قائلاً: هل يوجد لديك علاج لقسوة القلوب
أخرج الأب الكتاب المقدس من مكتبته وقال له
خد هذا الكتاب وأقراء فيه بقدر استطاعتك وتأمل في كلامه وحوله لسلوك فانه يلين اقسي القلوب.
كلام الله كالمطرقة تحطم الصخر وتذيب قسوة القلوب { أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ }(ار 23 : 29) وفيه روح وحياة ونقاوة وشفاء وهو علاج لكل داء .
......
الخميس، 8 ديسمبر 2016
شعر قصير -39 - المحبة والبذل
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
"نحب ونخدم "
علمنا يارب أن نحبك ونحب ونخدم كل الناس
محبة صادقه نقدمها ببذل وعطاء واحساس
نعمل الخير مع اللي يسوي واللي مايسواش
نخلص للي يحبونا ونحطهم كتاج علي الرأس
زي ما المسيح أحب الكنيسة وبذل ذاته كمقياس
أي شئ نقدمه بدون محبة يبقي كالتراب ينداس
الدنيا من غير محبة ووفاء يا ناس ما تسواش
......
(2)
" أشكروا الله"
أشكروا الله محب البشر الصالح والأمين
باركوا وسبحوا أسمه القدوس في كل حين
العامل عبر التاريخ مع شعبه ومع القديسين
لم يتركنا لايدي اعدائنا وان كنا أثمة خاطئين
ملجأنا في شدائدنا ومنقذ لمن نحوه صارخين
تعالوا اليه وأقتربوا منه واحتموا فيه يا متعبين
يقودنا في موكب نصرته ويخلصنا فنسبح فرحين
.....
(3)
" كلي الشفقة والحنان"
يسوع المسيح الهنا كلي الشفقة والحنان
ويبحث عن الضال ويرده ويريح التعبان
يغفر الخطايا ويهب العطايا وله السلطان
هو أمس واليوم وغداً وفي كل زمان ومكان
يقدر يقيمنا من موت الخطية ويشفي الأبدان
نصلي اليه يرحمنا ويبص بالشفقة لكل إنسان
نرجع له بكل قلوبنا ونتبعه يخلي قلبنا فرحان
......
(4)
" ما أطيبه "
في الصليب نري يسوع المخلص والحبيب
يبذل ذاته عنا ونحن خطاه فقسوتنا يذيب
ويجعلنا نحب الكل حبا في الهنا المهيب
فتعالوا يا عطاشي الي نبع الحب العجيب
تنالوا بفيض سعادة وشبع به القلب يطيب
ذوقوا ما أطيبه يغفر ويمحو الأثم الرهيب
.....
(5)
"يشفي الأرواح والأبدان"
محمول علي الأكتاف وملفوف باللحاف
حملوه للطبيب، لقوا زحمة وكأنه يوم زفاف
شالوه ونقبوا السقف كرجال اقوياء عجاف
لما السيد المسيح بحنيته تطلع لهم وشاف
إيمان ومحبة قوية في عالم يعاني من الجفاف
غفر خطايا المفلوج وشفي كاني المرض ماشاف
وانت انظر لمن حولك واصنع معاهم الأحسان
وتقوي في الإيمان كمبدع ومحب وايجابي فنان
الله أمس واليوم ويقدر يعمل المعجزات بالإيمان
يغفر ويدي سلام وفرح ويشفي الارواح والابدان
....
(1)
"نحب ونخدم "
علمنا يارب أن نحبك ونحب ونخدم كل الناس
محبة صادقه نقدمها ببذل وعطاء واحساس
نعمل الخير مع اللي يسوي واللي مايسواش
نخلص للي يحبونا ونحطهم كتاج علي الرأس
زي ما المسيح أحب الكنيسة وبذل ذاته كمقياس
أي شئ نقدمه بدون محبة يبقي كالتراب ينداس
الدنيا من غير محبة ووفاء يا ناس ما تسواش
......
(2)
" أشكروا الله"
أشكروا الله محب البشر الصالح والأمين
باركوا وسبحوا أسمه القدوس في كل حين
العامل عبر التاريخ مع شعبه ومع القديسين
لم يتركنا لايدي اعدائنا وان كنا أثمة خاطئين
ملجأنا في شدائدنا ومنقذ لمن نحوه صارخين
تعالوا اليه وأقتربوا منه واحتموا فيه يا متعبين
يقودنا في موكب نصرته ويخلصنا فنسبح فرحين
.....
(3)
" كلي الشفقة والحنان"
يسوع المسيح الهنا كلي الشفقة والحنان
ويبحث عن الضال ويرده ويريح التعبان
يغفر الخطايا ويهب العطايا وله السلطان
هو أمس واليوم وغداً وفي كل زمان ومكان
يقدر يقيمنا من موت الخطية ويشفي الأبدان
نصلي اليه يرحمنا ويبص بالشفقة لكل إنسان
نرجع له بكل قلوبنا ونتبعه يخلي قلبنا فرحان
......
(4)
" ما أطيبه "
في الصليب نري يسوع المخلص والحبيب
يبذل ذاته عنا ونحن خطاه فقسوتنا يذيب
ويجعلنا نحب الكل حبا في الهنا المهيب
فتعالوا يا عطاشي الي نبع الحب العجيب
تنالوا بفيض سعادة وشبع به القلب يطيب
ذوقوا ما أطيبه يغفر ويمحو الأثم الرهيب
.....
(5)
"يشفي الأرواح والأبدان"
محمول علي الأكتاف وملفوف باللحاف
حملوه للطبيب، لقوا زحمة وكأنه يوم زفاف
شالوه ونقبوا السقف كرجال اقوياء عجاف
لما السيد المسيح بحنيته تطلع لهم وشاف
إيمان ومحبة قوية في عالم يعاني من الجفاف
غفر خطايا المفلوج وشفي كاني المرض ماشاف
وانت انظر لمن حولك واصنع معاهم الأحسان
وتقوي في الإيمان كمبدع ومحب وايجابي فنان
الله أمس واليوم ويقدر يعمل المعجزات بالإيمان
يغفر ويدي سلام وفرح ويشفي الارواح والابدان
....
الخميس، 1 ديسمبر 2016
صوم الميلاد المجيد
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ صوم الميلاد هو رحلة استعداد.. أذ تستعد الكنيسة وتهيئ وتعد المؤمنين لاستقبال الله الكلمة المتجسد ليحل بالإيمان فى قلوبنا وندرك عظمة هذا السر{ عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد}(1تي 3 : 16). وكما صام موسي النبي قديما أربعين يوما وأربعين ليلة ليستضئ فكره وقلبه وروحه لاستلام لوحى العهد المكتوبة بإصبع الله { وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات لانني بحسب هذه الكلمات قطعت عهدا معك ومع اسرائيل. وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر. وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل ان موسى لم يعلم ان جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه. فنظر هرون وجميع بني اسرائيل موسى واذا جلد وجهه يلمع} (خر27:34-30). اننا نصوم فى رحلة مقدسه لاربعين يوم لنستطيع ان نفهم ونعيش فرحة التجسد الالهي والخلاص والتحرر من عبودية إبليس وثقل الإنسان العتيق فيستحيل على الإنسان الطبيعي المنغمس فى لذة الأكل والشرب وملاهي العالم أن يهدأ ويحيا قوة الإيمان العامل بالمحبة، ويحيا بالروح والحق ويدرك أبعاد التجسد الالهي في تواضع ووداعة وعمق محبة الله الآب الذى أرسل ابنه الوحيد الى العالم لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. والكنيسة تدعونا للصلاة والصوم والتوبة لنستعد روحيا لنحيا أفراح ميلاد المسيح الذى إنتظرته الأجيال في ترقب وبالصوم نتقدس بالتوبة ويتقدس الجسد والفكر والروح.
الاستعداد للميلاد بالتوبة.. الرجوع الى الله من كل القلب هو صميم دعوة الرب يسوع المسيح { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4:17). الصوم عن الطعام هو ضبط للجسد والاهواء فالبطن سيدة الأوجاع من يستطيع ان يضبطها يسير فى طريق الكمال ويقدر أن يضبط الجسد كله { الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات} (غل 5 : 24). لابد ان يصحب الصوم عن الطعام لفترة من الزمن الأكل النباتي الخفيف فى إعتدال ليصح الجسد وتصفو النفس وتقوى الروح يرافقه صوم الحواس عن الطياشة فيما لا يفيد، وصوم اللسان عن الكلام غير النافع وضبط الشبع بالصلاة وكلمة الله المحيية والخلوة الروحية لمحاسبة الذات ومعاتبتها أو معاقبتها لترجع الى الله وتعترف بخطاياها وأخطائها وتقلع عنها وتكتسب العادات الإيجابية التي تقربها من الله وتتقدس بالاسرار المحيية وتتهيأ لحلول المسيح بالإيمان فيها.
صوم الميلاد والإستنارة الروحية.. كان العالم قبل ميلاد المسيح قد بعد عن الله { يمدون السنتهم كقسيهم للكذب لا للحق قووا في الارض لانهم خرجوا من شر الى شر واياي لم يعرفوا يقول الرب} (ار 9 : 3). تعلق الناس بالمادة وغرور الغنى وهموم الحياة واصبح الناس فى فى ظلمة الخطية والجهل { يتلمسون في الظلام وليس نور ويرنحهم مثل السكران} (اي 12 : 25). وحتى البقية الباقية التي تعرف الله كانت عبادة الكثيرين منهم فريسية وشكليه والقلة القليلة التي تتوقع استعلان مجد الله كانت تعاني وتتعذب أنفسهم البارة بافعال من حولهم الأثمة فالبعد عن الله جهل { قد هلك شعبي من عدم المعرفة }(هو 4 : 6). فجاء السيد المسيح النور الحقيقي الذى ينير لكل إنسان أت الى العالم ليهبنا الاستنارة ويجعلنا ابناء النور كما تنبأ عنه اشعياء النبي { ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق كما اهان الزمان الاول ارض زبولون وارض نفتالي يكرم الاخير طريق البحر عبر الاردن جليل الامم. الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور.....لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته و للسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا} ( أش 1:9-7). ولكي يشرق علينا نور شمس البر والشفاء فى أجنحتها وتستنير قلوبنا بنور الإيمان وننتقل من عالم الظلمة الى ملكوت النور فاننا فى رحلة صوم الميلاد والاحاد الخاصة بشهر كيهك نتأمل سر الله المتجسد ومسيرة الخلاص فى العهد القديم والنبؤات الخاصة بالتجسد والبشرى بميلاد السابق يوحنا المعمدان لكي يهيئ طريق الرب ثم بشرى التجسد الإلهي للقديسة مريم العذراء وميلاد القديس يوحنا المعمدان لنصل الى ميلاد السيد المسيح الوديع والمتواضع والغالب والمنتصر ليهبنا إمكانيات الخلاص من عبودية إبليس بتجسده وصليبه المحيي وقيامته المجيدة. أن الإيمان بالله يعطي أستنارة للعقل ويهب الروح معرفة وحكمة وفهم ويهب الجسد قداسة وطهارة وعفه وهدوء ويقدس الكيان الإنساني .
أن تجسد وتأنس ابن الله ليصير ابناً للإنسان بغير إنفصال ولا إمتزاج ولا تغيير وهو ابن الله الازلي رفع من شأن الإنسان وأعطاه كرامة ومجد { فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم و الدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس} (عب 2 : 14). لقد وهبنا التجسد الإلهي استنارة روحية ترفع طبيعتنا المائتة وتعطينا ان نعرف الله ونحبه ونتحد به ونكون رعية واحدة لراع واحد { عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم }(يو 17 : 26). لقد دعانا الرب للإيمان والاستنارة كابناء له بالتبني بمقتضى مسرته { واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله.} (يو 12:1-13) نولد ثانية من الماء والروح { الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله.}( يو5:3). ولكل نفس يوجه الرب نداه لتؤمن وتتوب وتستنير{قومي استنيري لانه قد جاء نورك و مجد الرب اشرق عليك} (اش 60 : 1) .)
صوم الميلاد والفرح بالرب.. يقال ان القديسة مريم هي أول من صام صوم الميلاد المجيد ففى أخر الثلث الأخير من الحبل الإلهي وقد ظهر حملها بالمخلص وقد أتهمها البعض ظلما، فقد صامت وصلت الى الله من أجل إعلان مجده ونجاتها من أعدائها ومن أيدي مبغضيها. وكانت تناجي الله وتخاطبه بتسابيح وصلوات قديسي العهد القديم. وقد صامت الكنيسة منذ القرون الاولى صوم الميلاد المجيد، وقد ذكره القديس مار أفرام في تسابيحه ونتذكر فيه ما كانت عليه الخلقة من إنتظار للخلاص ونفرح بميلاد عمانوئيل وحلوله بيننا وتجسده لخلاصنا وقد أضيف الي الاربعين يوم لصوم الميلاد ثلاثة أيام تذكار نقل جبل المقطم فى عهد البابا أبرام ابن زرعه فى عهد المعز لدين الله الفاطمي.
صوم الميلاد هو صوم الفرح بالخلاص من الشيطان والخطية والموت للمؤمنين باسم المسيح ولهذا رتبت الكنيسة تسابيح شهر كيهك الذى تدعونا فيه لنسبح الله فنقول فى بدء الهوس الكيهكي ( سبحوا الرب تسبيحاً جديداً. سبحوا الرب أيها الارض كلها، سبحوا الرب وباركوا أسمه. بشروا بخلاصه يوماً فيوم. وأخبروا بمجده فى الأمم وبعجائبه فى جميع الشعوب). نسهر مصلين لله وشاكرين تجسده المحيي ونطوب القديسة مريم التي إستحقت ان تلد الله الكلمة المتجسد ولهذا نقول فى تسبحة ايام الاحاد( تهللوا بالروح أيها الارثوذكسيين لاجل القديسة مريم. يسوع المسيح الهنا الحقيقي الذى اتى من اجل خلاصنا وتجسد. من أجل خطايانا نزل وقلب حزننا الى فرح قلب) وهكذا نسبح الله حتى نصل الى عيد الميلاد المجيد لتكون النفس قد تنقت وتقدست بالصلاة والشكر والتناول من الاسرار المقدسة لنسبح مع ملائكة الميلاد { وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين. المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة.} (لو 13:2-14).)
الصوم يا أحبائي هو وسيلة روحية نقترب بها من الله بالصلاة والتأمل ونحيا متواضعين ونجول نصنع خير، فتصفو النفس وتستنير الروح ونتوب عن الخطايا والضعفات التي تبعد الإنسان عن الله وندرب أنفسنا على الشبع بكلمة الله والفرح بمحبته وعندما يكون الصوم صوما مقدسا تصومه الكنيسة كلها يتحنن الله ويمطر مراحمه على كنيسته وشعبه وقديسيه والراجعين اليه بكل قلوبهم.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)