للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+يقلق ويضطرب الإنسان من أجل أمور الغد، فيفقد بهجة عيش يومه سعيد، وقد يصاب بالأمراض والهموم التي تشل التفكير والأجدر بنا أن نعيش قانعين راضين في يومنا الحاضر واثقين في الله مدبر الكون وضابط الكل، الذى يدبر أمور المستقبل ونستمع لصوت السيد المسيح القائل { فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ } (مت 6 : 34). ان أفضل طريقة لمواجهة الغد هو العمل بجد ونشاط لأنجاز عمل اليوم في ثقة بالله والنفس. علينا أذاً أن نفكر في الغد ونعد له بالنجاح في يومنا وأداء ما يجب القيام به بامانة ولكن لا نقلق ونضطرب من أجل الغد. أن معظم الأمراض النفسية والجسدية التي تصيب الكثيرين وتطرحهم على أسرة المرض سببها فرط الخوف والقلق والأضطراب مما يمكن أن يواجههم من خسائر أو مشكلات معظمها من خيالهم المرضي والقليل مما قد يحدث ممكن أن نواجهه وتلافى حدوثه بمعرفة أسبابه وعلاجها أو الحد والتقليل منها بالتفكير السليم والحكمة في التصرف.
+ أن كل يوم في حياتنا هو عطية مقدسة من الله ينبغي أن نشكره عليها { هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعَهُ الرَّبُّ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ} (مز 118 : 24). علينا أن لا نبني أحلام كبيرة علي مستقبل مجهول ونفقد بهجة الفرح باليوم مقبول. نتمتع بساعاته ولا نضيع أوقاته وننمي أنفسنا وعلاقاتنا ونحقق أهدافنا فيه ونفرح فيه بعمل أيدينا ونسعد من حولنا. علينا أن نتكل علي الله ونثق في محبته فهو يريد سلامنا وسعادتنا ويدعونا الي التأمل والتعلم من طيور السماء { لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟. اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟. فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟. فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ} ( مت 25:6-26، 31-34). وهكذا علمنا أن نصلي ونقول { خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ }(مت 6 : 11). ففي قناعة نطلب الشبع المادي والروحي لليوم فقط، فلا نحتج علي الخبز الردئ الذى للأمس ولا نقلق خوفاً من الغلاء أو الوباء الذى يؤثر علي السنة القادمة، أو نضطرب لأحتمال فقد وظيفاتنا وكيف نحصل علي قوتنا. فلنفرح يا أحبائى بعطية اليوم ولنقنع بما بين أيدينا لنحيا في سلام وسعادة وندع الغد لمن بيده الغد ونقول مع الحكيم { لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ }(ام 17 : 1).
+ لكي ننجح في حياتنا علينا أن نطوي صفحات الماضي الذى مضي ولن يمكننا أن نرجع ساعاته وأحداثه ولكن قد نأخذ منه الدروس والعبر مما عبر فيه من أحداث ولا نكرر أخطائه ونتوب عن خطاياه ونرجع الي الله ونطلب الغفران، وعلينا أيضا أن لا نطارد المستقبل المجهول الذى ليس بين أيدينا. دعونا نعيش اليوم إلي أن يحين وقت النوم نعمل ما يجب علينا أن نعمله ونهتم فيه بارواحنا ونصلي ليقودنا الله ويلهمنا الحكمة والنعمة ويشترك معنا في العمل لكي ننجح، ونهتم باجسادنا وعقولنا ونفوسنا وتغذيتها وتنميتها بما يفيدها ونمحو من نفوسنا كل قلق علي ماضي عبر أو مستقبل لم يأتي بعد ونعيش يومنا ونفرح بعمل أيدينا فيه ففي اليوم تكمن حياتنا وعملنا وسعادتنا, ومتي عشنا اليوم جيداً فانه يجعل أمسنا سعيد لان اليوم هو الأمس بعدما عبر، واليوم يجعل الغذ ملئ بالأمل والرجاء والتوفيق { الرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا }(رو 5 : 5).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق