للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
عيد الأنوار وطريق الخلاص...
+ أهنئكم أحبائي بعيد الغطاس المجيد أو الظهور الإلهي أو عيد الأنوار والذى فيه أعتمد السيد المسيح من يوحنا المعمدان والذى فيه شهد يوحنا المعمدان للسيد المسيح عندما راى المخلص مقبلا اليه أنه حمل الله الذى يرفع خطية العالم { هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ.} (يو29:1). لقد جاء الينا حمل الله الذى بلا عيب ولا دنس ليقدم ذاته كفارة لخطايانا، وليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم. لقد برهن الله لنا عن محبته الأبوية { فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا }(1يو 4 : 10). فلكل من يؤمن ويعتمد باسمه يقدم الله الخلاص والبنوة والنعمة والنجاة من طوفان بحر العالم { مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ }(مر 16 : 16).
+ غاية معمودية يوحنا المعمدان للتوبة والرجوع الي الله هي الشهادة للمسيح ابن الله { وَشَهِدَ يُوحَنَّا: « إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لِأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ».} ( يو 32:1-34). بل وسمعنا شهادة الأب من السماء للأبن الوحيد الجنس { وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ، وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».} ( مر 10:1-11).
+ في عماد السيد المسيح، ظهر الروح القدس بهئية حمامة وأستقر علي المسيح له المجد كخالق للخليقة ومجدد لها، وأعلن لنا الروح القدس أن الولادة من الماء والروح تجعلنا أبناء وبنات لله كخليقة جديدة، يرضى عنها الله الأب ويسر بها في الأبن الكلمة المتجسد. لقد قدس السيد المسيح بعماده من يوحنا المعمدان مياة المعمودية وعلمنا طريق الخلاص بالولادة من فوق كما أعلن المخلص لنيقوديموس { أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ.اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.} (يو5:3-6). المعمودية ولادة من فوق، من الماء والروح، ونوالٌ للخلاص من الخطية وغفرانها{بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغَسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ} (تي3: 5). وأيضاً بالمعمودية نُدفَن مع المسيح ونقوم معه في جدة الحياة الروحية لنجاهد بالصبر ناظرين الي رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع المسيح {أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ. فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ نَصِيرُ أَيْضاً بِقِيَامَتِهِ... فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ } (رو6: 3-8).
البنوة لله ....
+ في عيد الغطاس المجيد أستنارت البشرية بمعرفة الله وعرفنا الابن والأبن والروح القدس الإله الواحد { فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ }(1يو 5 : 7). في العماد دشن المخلص الصالح لنا أول معمودية علي الأرض باسم الثالوث رغم وجود رموز كثيرة للمعمودية في العهد القديم. في نهر الأردن أعلن الله الأب أبوته للابن ولاهوتية الابن اذ قال : {هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ} (مت 3 : 17). أن بنوه المسيح لله ليست بنوه مادته ولا جسميه ، بل هي ولاده روحيه وعقليه ، كولادة الفكر من العقل ، والنور من النور . وهي بنوه أزليه وليست زمنية " المسيح ابن الله الحي بمعني انه من طبيعة الله وجوهره { الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي} (عب 1 : 3) . فلم تمر لحظه من الزمن كان فيها الأب ولم يكن الابن معه فهو كائن معه وفيه منذ الأزل .كما قال القديس اثناسيوس الرسولي : " كما أن الماء ينبع من النبع ، وكما أن أشعه الشمس متصلة بالشمس نفسها ، ولا يمكن أن نتصور النور دون ان تكون أشعه منه منذ ان كان نور ، هكذا أيضا لا يمكن ان نتصور لحظه من الزمان كان الله فيها كائنا ولم يكن الكلمة كائنا فيه ، أو يكون هذا معناه أن الله كان في لحظه من اللحظات بغير عقل حاشـــا ، وهو ما لا يمكن نتصوره إذ ان الله هو العقل الأعظم منذ الأزل" .
+ أما بنوتنا نحن لله فننالها بالولادة الجديدة من الماء والروحي بالتبني وقبول الإيمان { وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.الَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.} (يو 12:1-13) المؤمن يحيا كابن لله في توبة مستمرة وإيمان عامل بالمحبة وصلاة دائمة وصله بالله الأب { إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!» (رو 8 : 15) . والروح أيضا يشفع فينا ويعيننا ويعلمنا ويرشدنا الي الحق { وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ،.لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا الآبُ».} (غلا 4:4-6). لقد أحب السيد المسيح الكنيسة واسلم نفسه لاجلها واسس لها سر المعمودية للتطهير من الخطية { كما احب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لأجلنا لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة} (أف 27:5).
اليك نأتي يا الله ...
+ اليك نأتي يا الله مستترين فى دم الحمل الذى بلا عيب ومستنيرين بمعرفتك كنور وقداسة ومحبة فاشرق علينا بنور معرفتك الحقيقة لننمو في معرفتك ونعي عمق محبتك ونبادلك المحبة ونحيا إيماننا العامل بالمحبة حتى النفس الأخير كابناء وبنات لك.
+ يا حمل الله رافع خطية العالم أغفر خطايانا وأمحو أثامنا وأستر علينا وأنعم علينا بحياة الوحدة في الإيمان والمحبة والقلب الواحد، جدد فينا روحك القدوس لنسير في طاعة وصاياك ونتبعك بكل قلوبنا.
+ ياروح الله القدوس، العامل فينا ومجدد طبيعتنا والعامل في الكنيسة واسرارها. قلبا نقيا أخلقه فينا يا الله وجدد فيها نعمة المعمودية ومفاعيلها لنجحد الشيطان وكل حيله الردئية والمضلة ونقبل الإيمان ونشهد بفضل من دعانا من الظلمة الي عالم النور، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق