للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المسيح مريح التعابى+
لقد جاء المسيح ليريح المتعبين وينادي ويقول { تَعَالَوْا
إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا
أُرِيحُكُمْ }(مت 11 : 28). انه مخلص الجميع ومريح الكل لاسيما من قسى عليهم الدهر
وأثقلتهم الخطايا والضيقات وأتعبتهم صراعات الحياة. عندما دخل الي المجمع فى
الناصرة رايناه يشير الي نبؤة اشعياء عنه { فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ
النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ
مَكْتُوباً فِيهِ: «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ
الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ
لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ
الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ. وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ
الْمَقْبُولَةِ».} (لو 16:4-19). جاء المسيح يسوع ربنا ليبشر المساكين ويقدم لهم
بشرى الفرح الخلاص وملكوت السموات. أنه هو الطبيب الشافي لمنكسرى القلوب، ومحرر
المسجونين فى قيود الشيطان والخطية والعادات الخاطئة والذى يفتح عيوننا وأذهاننا
وقلوبنا التي فقدت الحكم السليم علي الناس والاشياء، ويحررنا من كل ضعف وخوف ومرض.
لنثق أذاً فى محبته ونأتي اليه معترفين بخطايانا وننال البرء من كنوز أدويته
ومحبته الأبوية الغافرة والمحررة وننهل من نعمته الغزيزة وعمل روحه القدوس فنشبع
ونرتوي ونروي الغير { وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ
يَسُوعُ وَنَادَى: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ
آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ
هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ
يَقْبَلُوهُ } (يو 37:7-39) .
+ المسيح المحرر....
المسيح ذو القلب
الذى يفيض حب ورحمة وسلام، الذى طعن بالحربة فى جنبه بلا ذنب أرتكبه ليعلن حتى
للجندى الذى طعنه أنه يغفر ويلتمس العذر لنا { فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ
اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ».} (لو 23 :
34)، أنه مسيح الجياع والعطاش والعرايا والفقراء والمسجونين والغرباء والذين
بلا سكن او لقمة خبز كريمة، ومن جارت عليهم القوانين الظالمة. أنه يسوع المسيح أبن
الإنسان الذى هو الله الكلمة ومن تعقبه هيردوس طفلا ليقتله ويعانى مع الأطفال الجياع
في افريقيا واسيا وفي كل مكان. مسيح المفترى عليهم أمام القضاء والمحاكم المدنية
والدينية. الهنا المتجسد والذى عانى التعصب والظلم والنفاق السياسى والدينى. وهو
الراعى الصالح والمحرر الذى جاء ليقودنا الي الحق ونعرفه ويحررنا { وَتَعْرِفُونَ
الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ} (يو 8
: 32). هو المسيح ذو القلب الانسانى
الرحوم للذين تجردوا من انسانيتهم والاله الحق الذى جاء ليقدم لنا نموذجا صالحا
للانسان الصالح. جاء لكي يحريرنا من كل أشكال الرق والعبودية، فلهذا نشكره ونسأله
ان يعمل فى العالم لتحريرة من عبودية الشيطان والخطية والموت. { فَإِنْ
حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً }(يو 8 :
36).
+ المسيح المخلص وغافر الخطايا ...
الله حسب رحمته الكثيرة يغفر الخطايا للتائبين ويرد
الضالين، يفرح قلوبنا ويرد سبينا ويقيمنا من موت الخطية { مَنْ هُوَ إِلَهٌ
مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ
يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ} (مي 7 : 18).
لهذا يدعونا للتوبة { لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ
أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ
يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ }(اش 55 : 7). وبالتوبة والإيمان ننال الغفران {فَقَالَ
لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ
يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ
الْقُدُسِ}(اع 2 : 38). لقد أكد السيد
المسيح بالقول والفعل أن له سلطان غفران الخطايا{ وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا
أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» قَالَ
لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى
بَيْتِكَ». فَفِي الْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ وَحَمَلَ مَا كَانَ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ
وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ.} (لو 24:5-25). وعنه شهد جميع
الأنبياء أنه ليس هناك أسم أخر تحت السماء يغفر الخطايا سواه { لَهُ يَشْهَدُ
جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ
غُفْرَانَ الْخَطَايَا»} (اع 10 : 43).
المسيح المخلص يمد يد العون لكل نفس
مكبَّلة بسلاسل الدنس، ومرتبطة بعبودية الخطية، والتى تحاول عبثًا الإتكال على
ذاتها وحدها فلا تستطيع الفكاك من الخطية. بينما يناديها الله لتأتى إليه ليكسرعنها
قيودها، ويحرِّرها من عبودية الخطية، ومن أي عادة ردية تجلب الهموم والعار والفقر
والمرض والموت، وهذه دعوته لكل إنسان ليحرره من سجن الخطية والشهوات
العالمية، ولكى يُقبل الجميع إلى حرية مجد أولاد الله. أننا نطلب منه أن يعلمنا أن
نسير علي خُطاه نجول نصنع خير كما كان يجول يصنع خير ويشفي كل مرض وضعف في الشعب.
ليكن كل واحد منا سفير سلام ونوايا حسنة وسط ظلمة هذا العالم. لنكون رائحتك الذكية
التي يشتم منها الآخرون قوة المحبة والبذل والعطاء. لنكون سفراء لمملكة السماء
نطلب عن المسيح من الناس أن يتصالحوا مع أنفسهم وإخوتهم والله.
+ نرفع صلواتنا الي الله
اليك نصرخ أيها المحرر الحقيقى، حررنا من العبودية
للشيطان والخطية ، حررنا من سلطان المال والمناصب والشهوات، حررنا من ان أستعباد
نفوسنا للأخرين فى خضوع مهين لكرامتنا الإنسانية، حررنا من عبودية الحرف والخوف
والضعف، حررنا من انانيتنا وقيودنا لننعم بعبادتك بالروح والحق، وننقاد في فكرنا
واقوالنا وسلوكنا لروحك القدوس، وننمو في المحبة والأيمان والرجاء ونضع رضاك
ووصاياك ومحبتك هدفنا. حررنا يارب من كل القيود
التي تعيق حريتنا ونمونا فى معرفتك ومحبتك، لنعرفك وقوة قيامتك وشركة الأمك لكي
نخدمك بكل حب ونتبعك من كل القلب، فانت رجائنا وتستحق منا كل الحب.
اننا نصلى
لكي تستخدمنا يارب لنكون صناع سلاما ودعاة حرية، وان نكون أوانى مقدسة لحمل
مشاعل المحبة ونور الايمان في القلوب وندعو الناس للتوبة؛ نعلن بشري الخلاص
للمقيَّدين، ورسالة الحرية للخطاة. لنصلى من اجل انتهاء الظلم والأضطهاد
واحقاق الحق والرحمة والعدل. إلهي إننا نصلي من أجل كل حزين ليفرح، ومريض
ليُشفي، وخاطي لكي يتوب ويرجع إليك. وأنت ضابط الكل؛ فأعمل يارب في الجميع
ليخلصوا، وإلي أحضنك ليرجعوا؛ فيفرح الزارع والحاصد، ويُستعلن حبك ومجدك ويراه كل
بشر، أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق