المحبة المتجسدة
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
جاء لنا الاله المحب متجسداً
+ إن التجسد الإلهي برهان أكيد علي محبة الله للبشر وأعطاء كرامة
ورفعة للإنسان الساقط ودرس لنا في المحبة الباذلة والتواضع العملي . جاء الأبن
الوحيد لكي يخلص من قد هلك ويقدم لنا بسعة الدخول الي ملكوت الله { لأَنَّهُ
هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ
يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ}
(يو 3 :
16). أنه سر عظيم أعطي لنا أن نعرف الله ويشترك معنا في الجسد الإنساني ويقدسه
بتجسده ويرينا كيف يمكن أن نحيا كاناس الله القديسين { فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي
اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ
بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ،. وَيُعْتِقَ
أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاًمِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ
تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ.} (عب 14:2-15). بايماننا بمحبة الله المعلنة في المسيح
يسوع ربنا ندعو الله اباً لنا ويحل المسيح بالإيمان فينا وتكون لنا شركة معه في
الروح القدس { وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَسِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي
الْجَسَدِ،}(1تي 3 : 16).
+ أن كان يومك ملبدا بالغيوم. ولا تري في ليلك النجوم،
وأن كنت تعانى الوحدة والأحزان أو تعيش الاضطهاد والحرمان، إن أحسست أن أبواب
السماء مغلقة وقد صارت نحاسا يطن او صنجا يرن، إن عشت الخوف وعدم الأمان وفقدان
الأمل، أن لم يكن لك احد يسمعك ولا أحد يزيل همك وأحزانك، إن كان هذا حالك وأحسست
كأنك هالك ولا أحد يذيل همك وأحزانك، إن اشتدت ظروف الضيق ورايت ان ماضيك مظلماً وحاضرك
معاناة والآم، ومستقبلك غير واضح فليست
هذه النهاية، فإليك جاء رجاء من ليس له رجاء، جاء الرب يسوع المحب ليبحث عن من هلك
وليعطيه حياة أفضل، هو الحبيب لمن ليس له حبيب وهو نعم الصديق طوال الطريق. جاء
الإله المحب متجسداً ليعلن محبته لك أنت بالذات. أن أمرك وخلاصك وأبديتك
تهمه كثيرا جداً، انه أفتقر ليغنينا وجاع ليشبعنا وبذل دمه الثمين لتكون لنا حياة أفضل
{ وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ
أَفْضَلُ}(يو 10 : 10). بل قد جاء ليهبنا بعد الحياة علي الأرض
حياة أبدية نحيا فيها كملائكة الله.
+ ثق حبيبي أن الشمس
غلف الغيمة وبعد ظلام الليل يشرق شمس البر. إن الرب يسوع المسيح تجسد وعاني الوحدة
وترك الأحباء، وعاني الظلم والقيل والقال والجميع وقت الصلب تباعدو عنه، جاء ليبشر
المساكين ويعتق المأسورين ويبشر منكسري القلوب، جاء يبحث عن الخروف الضال ويعطي
الأمل للسامرية الخاطئة. جاء يقدم محبة لانهائية وغفران تام وتحرير من سلطان ابليس
والخطية والشر والضعف والخوف وغلبة حتى على الموت
الرب يسمع الدعاء ..
+ جاء المسيح الإله
متجسداً ليعطي للبائسين الرجاء ويمنح لنا الأمل المتجدد في الحياة ويضمنا الى
احضانه الالهية فى سماء المجد، جاء ليقوي الضعفاء، ويهب المرضي الشفاء، ويدافع عن
المظلومين، انه الصديق الصدوق، والحبيب الذي لا يفارقنا في اليأس أوالشقاء، انه
العريس الأبرع جمالاً لمن فاتهم قطار الزواج ، انه المحبة والوفاء، انه
الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف ويهبهم حياة أفضل، انه المخلص لمن استعصي
عليه الخروج من الخطية المهلكة للنفس والروح، انه الألف والياء، البداية والنهاية،
وسيبقي أمينا حتى لو كنا نحن غير أمناء. انه
المحبة المتجسدة التي تعلن لنا ان الله
محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. فهل نريد ان نحيا عمق المحبة
وقوتها أذن لنتحد بالمسيح المحب والمتواضع ولا نحب باللسان والكلام بل بالعمل
والحق.
+ صلي وقل له أعرف انك تحبني ولكن
أريد أن أمتلئ بالمحبة. اعرف انك الإله الحاضر في كل مكان ولكن أريد أن اشعر
برفقتك لى، أدرك انك قادر علي كل شيء فهل لك أن تغيرنى، تحررني من الخوف والضعف
والمرض والوحدة، ترشدني وتفتح أمامي الأبواب المغلقة وتمهد الطرق الوعرة، تعطيني
الأمل في مستقبل أفضل في عالم شرير ومظلم. تهبني السلام وتعطيني الرجاء وتملأ
القلب بالمحبة.
+ أن لم تستطيع أن تصلي فاصمت وبث المسيح
شكوكك وضعفك وعجزك وقل له أنت تعرف مما أعاني وما فى صمتي من معاني وتقدر أن
تنتشلني من ضعفي وخطاياي وأحزاني . أعترف
له بخطيئتك وبضعفك وخوفك وان لم تستطع أجلس أمامه وتأمل
محبته، هاتوا معكم كلاما وقولوا بك يرحم اليتيم وبك تفرح وتتعزى
الأرملة، بك نحمل الصليب ونتبعك من كل القلب، أتحد بالمسيح بالإيمان
والتناول من الأسرار المقدسة وهو يقودك ويرعاك واتخذه صديقا وهو الوفي واشتكي له
همك وهو يعولك . قل له العمر ضاع وأنا الآن وسط برية السباع وليست لي قوة للدفاع،
أنت صخرتي وقوتي وحمايتي ، وفي حياتي أنت محبتي وأملى الوحيد. قدس أنت جسدى وأجعله
هيكل مقدس لك . قدس فكري ليكون لي فكرك المقدس. نقي روحي وحواسي لكي أكون لك وحدك
وتكون أنت سر قوتي ونصرتي وسلامي وفرحي.
ليكن لك إيمان بالله...
الله يقول لك "لا تخف لأنى
معك"، أنا المحبة المشبعة وسأكون سلاما وفرحا لك ، أنا المحرر وها أنا أحررك
من الضعف والخوف والمرض واليأس، روحي القدوس سيقودك ويحول البرية إلى جنة، وسينبع
منك أنهار تجرى لحياة أبدية ، أنا أسير أمامك والهضاب أمهد، أكسر مصاريع النحاس
أنا أمس واليوم والي الأبد. ها أنت معنا كل الأيام . فالشكر والحمد
والتسبيح لك يا من تجسدت لترفعنا وتجعلنا ابناء للاب السماوى، نعم يا الهي ما
أجملك وما أروع عشرتك، قلبي وروحي يسبحان اسمك القدوس، أنت سلامى وأملى ومخلصي
وليس لي سواك، حررنى وغيرني وأمنحني القوة والشبع والعزاء، أريد ان أحيا لا
أنا بل أنت تحيا فى. منك سلامي ولك حبى وكلامى، أشكرك يا الهي فليس لك مثيل .
وبك أنت المحبة والرجاء والإيمان بك سنتغير للأفضل وبنعمتك نسير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق