نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 13 ديسمبر 2019

المحبة والمثابرة علي الثبات في المسيح



الثبات في المسيح (3)
المحبة والمثابرة علي الثبات في المسيح
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

5- المحبة والثبات في المسيح ..
 + علاقتنا بالله وعبادتنا له تُبنى على أساس المحبة وكل فضيلة خالية من المحبة لا تعتبر فضيلة، الله أحبنا وكرد فعل نحن نبادله المحبة فنصلى لله ونعبده فى بذل باستمرار، ونحن نحب الغير حبا فى الله ومن اجل عمل مرضاته. ان المسيحية ليست وصايا او حلال وحرام بقدر ما هي محبة لله . نحب الله فنطيعه ونثبت فيه ونثمر بالمحبة ثمر الصلاح. الخطية هى انفصال عن الله فلهذا لا نسمح بوجود محبة تتعارض مع محبة الله فى قلوبنا لانها تمثل خيانة لله الذي أحبنا فلا نجعل اي شئ يفصلنا عن محبة الله فى المسيح يسوع. ان محبة الله الغافرة وابوته لنا ورعايته الدائمة تجعلنا نبادله المحبة {نحن نحبه لانه هو احبنا اولا }(1يو 4 : 19).
الله يطلب منا المحبة من كل القلب { ويختن الرب الهك قلبك وقلب نسلك لكي تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك لتحيا }(تث  30 :  6). ونحن لا نحب باللسان ولا بالكلام بل بالعمل والحق.
محبة الأخرين فى تعاليم السيد المسيح ..
+ ان محبتنا للغير هى الدليل العملى على محبتنا لله { بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعض لبعض} (يو 13 :  35). نحن لا نستطيع ان نصل الى محبة الله دون ان نحب أخوتنا { بهذا اولاد الله ظاهرون واولاد ابليس كل من لا يفعل البر فليس من الله وكذا من لا يحب اخاه }(1يو3 : 10). ان المحبة للغير تنقلنا للحياة الإبدية {نحن نعلم اننا قد انتقلنا من الموت الى الحياة لاننا نحب الاخوة من لا يحب اخاه يبق في الموت} (1يو 3 : 14).{ان قال احد اني احب الله وابغض اخاه فهو كاذب لان من لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب الله الذي لم يبصره }(1يو 4 : 20). ان الله يقدر حتى كأس الماء الذى يقدم بدافع المحبة والرحمة للغير في محبة شاملة للجميع من كل دين ولون ولسان وامة. وعندما نادى السيد المسيح {تحب قريبك كنفسك } أعطى مثل السامرى الرحيم (لو 30:10-37). ليبين من هو قريبنا، انه كل انسان لاسيما المتألم والمحتاج والفقير. نحب الكل ونقبلهم ونتعاون معهم في بذل وعطاء وتضحية، بهذه المحبة نخرج من الانانية والتعصب الدينى او العائلي او العرقى ونري خير الغير خيرا  لنا ونريد ان نقدم المحبة الطاهرة الروحية للجميع فى انكار للذات وترفع عن الصغائر، فالمحبة الحقيقية هى محبة مقدسة لا تخرج عن دائرة الحق والخير والبر والا تحولت الي شهوة ومحبة ضارة بالنفس والغير. فلتكن محبتكم روحية ومقدسة وبدون مقابل وتهدف الى خلاص الغير وبنيان نفوسهم .
+ المحبة المسيحية تمتد لنحب حتى من يناصبوننا العداء { سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين. لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك. وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} (مت 43:5-48). المحبة المسيحية تنهي عن الكراهية او الحقد او الانتقام  ويأمرنا الإنجيل  {إن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء } السيد المسيح ضرب المثل الأعلى في المحبة عندما غفر لصالبيه.
+ المسيحى يجب ان يكون خيراً محباً بطبيعته الجديده كابن لله وكغصن يتغذى من الكرمة المثمرة التى لمخلصه الصالح ويسكن فيه الروح القدس بثماره الصالحة { من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية.لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة.كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع و تلقى في النار.فاذا من ثمارهم تعرفونهم} (مت16:7-20). بالمحبة نلتمس الاعزار لضعفات الغير ولا ننتقدهم بل علينا أن نستر ونغفر لهم ونفحص انفسنا فى ضوء كلمة الله المقدسة فكل منا سيعطي حساباً عن نفسه.
6- ضرورة المثابرة فى جهادنا الروحى ..
+ المثابرة والجهاد الروحى تعنى  العمل المتواصل وقوة التحمل وطول البال والصبر حتى المنتهى  للوصول إلى غاياتنا وتحقيق اهدافنا التى نسعى اليها  { ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص} (مت 24 : 13).  لنا هدف سامى نسعى فى جهادنا  وهو الحياة الأبدية والدخول الى الملكوت السماوى { وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به الحياة الابدية }(1يو 2 : 25). فعلينا ان نجاهد ونثابر للوصول اليه { جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين }(1تي 6 : 12). وفى سبيل الوصول الى ذلك الهدف نحيا على الارض كابناء وبنات لله . نسعى فى طريق التوبة والنمو والأثمار حتي الوصول الى الكمال المسيحى الذى نستطيعه { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها }(اف 2 : 10).
+ اذ نسعى للوصول الى الملكوت السماوى علينا ان نتاجر ونربح بالوزنات المعطاة لنا . وان نكون أمناء فى حياتنا مع الله وفى علاقاتنا مع الآخرين  وفى أعمالنا . نضبط أنفسنا ونكون سفراء للسماء . وفى ذلك نتعلم  من خبرات الذين سبقونا من القديسين وجهاداتهم ونتسلح باسلحة الحرب الروحية لكى ننتصر كل كل سهام أبليس الموجهة ضدنا . نتعلم حتى من التعثر والسقوط الذى نتعرض له ونقول فى جهادنا { لا تشمتي بي يا عدوتي اذا سقطت اقوم اذا جلست في الظلمة فالرب نور لي} (مي  7 :  8). وهكذا يدعونا الأنجيل للجهاد لنيل الأكاليل المعدة للغالبين { الستم تعلمون ان الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون و لكن واحدا ياخذ الجعالة هكذا اركضوا لكي تنالوا. و كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء اما اولئك فلكي ياخذوا اكليلا يفنى واما نحن فاكليلا لا يفنى . اذا انا اركض هكذا كانه ليس عن غير يقين هكذا اضارب كاني لا اضرب الهواء.بل اقمع جسدي و استعبده حتى بعدما كرزت للاخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا} (1كو24:9-27). 
+ ولاظهار أهمية المثابرة والجهاد حتى النفس الأخير فاننا لو تصورنا ان سفينة قطعت في رحلة بحرية لالاف الاميال وقبل الوصول الى المينا ببضع أميال ضربتها ريح عاتية قلبتها وغرقت . فهل يفديدها انها قطعت غالبية الرحلة بسلام . بل  قد تحطمت طائرة ومات ركابها وهى تهبط على ممر الوصول لان قائدها  فقد تحكمه فيها وبعدت عن المدرج لتصطدم بمباني المطار وتحترق . هكذا نحن ايضا علينا ان نثابر ونصبر ونجاهد لنرث المواعيد { فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة. لانكم تحتاجون الى الصبر حتى اذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد.لانه بعد قليل جدا سياتي الاتي و لا يبطئ. و اما البار فبالايمان يحيا و ان ارتد لا تسر به نفسي . واما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الايمان لاقتناء النفس}(عب35:10-39).
+ نعلم ان الله يريد لنا النصرة واننا لسنا وحيدين فى المعركة  مع قوات الشر بل لنا سحابة من الشهود محيطة بنا { لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل و الخطية المحيطة بنا بسهولة و لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا. ناظرين الى رئيس الايمان و مكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله. فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا و تخوروا في نفوسكم.لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية} (عب 1:12-4 ).
+ أن وعود الله للغالبين تهبنا قوة روحية في جهادنا الروحي. وعده بوجوده معنا وعونه لنا ونصرته الأكيدة والآكاليل المعدة للمنتصرين تجعلنا نجاهد علي يقين { الفرس معد ليوم الحرب اما النصرة فمن الرب} (ام  21 :  31) . أن قول الل للقديس بولس يوجهه لنا أيضاً { لا تخف.. لأني أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك} (أع 18: 9، 10). وقوله  لارميا  النبي {يحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك، يقول الرب، لأنقذك}  (أر 1: 19).  علينا أن نعيش  في محبة الله، فننتصر ونستعين في جهادنا بالصبر والثبات فى كلمة الله. وإن أخافنا عدو الخير، تذكر قول القديس بولس {أستطيع كل شيء في المسيح  الذي يقويني}(فى 4: 13). ونثق أننا كلما نلنا خبرة في حروبنا الروحية، سوف نزداد قوة وإيمان وننتصر وننال الغلبة بربنا يسوع المسيح.


ليست هناك تعليقات: