الحديث المتبادل والثبات فى المسيح
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+
السيد المسيح هو الكرمة الحقيقية ولكي
نثمر يجب أن نكون فيه أغصان ثابته فيه، نتغذى باسراره ونشبع بخبز الحياة الذى لا
يموت أكلوه ونستنير بكلامه ووصاياه وننمو في محبته ونتحد به كاتحاد الأغصان
بالكرمة. الله يُطلب من الكرمة عنبًا جيدًا (إش ٥: ٢)، لهذا يطلب منا كمؤمنين حياة
لائقة بفكر وسلوك وقلب مسيحي محب لكل البشرية. فما نفع الكرمة بلا عنب؟ وما نفع
المسيحي بلا حب؟. ومع النمو المستمر في
الحياة المسيحية، ومع الثمر المتكاثر إلا أنه قد يوجد دائمًا ما لا يرغبه الله فينا فينقيه، فيقوم الله بالعمل ككرام يقلم
أغصان الكرمة لكي تأتي بثمر أكثر. لقد قال السيد المسيح لتلاميذه عند غسل أقدامهم
أنهم أطهار، لكنهم يحتاجون أن يمد يديه ليقوم بنفسه بغسل أقدامهم حتى تتنقى أو
تطهر مما لحق بها أثناء سيرهم في العالم. ويربط السيد المسيح بين الثبوت فيه
والثبوت في كلمته، فإنه خلال إنجيله نتمتع بالوحدة الصادقة. هذا الإنجيل المترجم
عمليًا بحفظ الوصية الإلهية وممارستها والفرح بها . الثبوت في كلمة المسيح هو لقاء دائم مع الكلمة،
وتعرف على شخص السيد المسيح خلال كلمته، فنثبت فيه بكل قلبنا وفكرنا ومشاعرنا
وأحاسيسنا وإرادتنا. ويقدم لنا السيد المسيح
وعدًا ثابتًا أن كل ما نريده حسب مسرته يكون لنا خلال ثبوتنا فيه. وما هي طلبتنا سوى أن نصير أيقونته، ونحمل
مشيئته فينا، ونلتقي به، ونتمتع بالشركة في مجده. وثبوتنا في المسيح وفي كلمته، وثبوته
فينا، يجعلنا بالحق رجال صلاة نعرف ماذا نطلب ونناله منه، لأنه حسب مسرة الله
أبينا. ونتابع هنا كيف نثبت في المسيح بعد
أن تحدثنا عن الإيمان العامل بالمحبة وضرورة التوبة المستمرة عن أهمية الثبات في
كلمة الله وحياة الصلاة الدائمة كوسائل للثبات في الله ...
3-
الثبات فى كلمة الله ..
+ الكتاب المقدس هو رسالة الله لنا، لكى نتعرف عليه ونعرف طرقه ووصاياه به
يتحدث الروح القدس الينا ويعلمنا { كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم
والتوبيخ للتقويم والتاديب الذي في البر} (2تي
3 : 16) فكلمة الله مشبعة للروح { لَيْسَ بِالْخُبْزِ
وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ}
(مت 4 :
4). وبالثبات في كلمة الله ننمو
روحيا ونتقوى وكما يحتاج الإنسان الى الطعام الصحى حتى ينموا فى الجسد، كذلك الروح
تتغذى بكلام الله وتثبت وتنمو فى الروح {الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة }(يو 6 :
63). حفظنا لوصايا الله وطاعتها ينمينا
روحيا ويثبتنا فيه وينقينا ويقوى محبتنا لله ويثبتنا فيه. ونعرف أرادته نحونا
ورسالتنا في الحياة ونفرح ونسر بوصاياه ومن خلال كلمة الله نحصل على الإجابة على
تساؤلاتنا، ونعرف الهدف والمعنى لوجودنا على الأرض. نعرف الحق والحق يحررنا من
الجهل والضلال {ان ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي وتعرفون الحق والحق
يحرركم.} (يو 8: 31-32).
+ عندما يصير الكتاب المقدس دستور حياتنا وكلمته
تثبت فينا نستخدمه في حروبنا الروحية للرد
علي حيل إبليس كما فعل السيد المسيح علي جبل التجربة فكان رده علي إبليس بآيات من
الكتاب المقدس. ومن يبني حياته علي أساس كلمة الله والعمل بها فانه يشبه من يبني
بيته علي الصخرة ويثبت في مواجهة التجارب { فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي
هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى
الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ
وَوَقَعَتْ عَلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ لأَنَّهُ كَانَ
مُؤَسَّساًعَلَى الصَّخْرِ.} ( مت 24:7-25). الكتاب المقدس رسالة الله المشجعة
والمعلمة والقوية والفعالة { لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ
وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ
وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ
وَنِيَّاتِهِ }(عب 4 : 12).
+
تخيل ان أحد الملوك أرسل لك خطابا يدعوك فيه لزيارته والتعرف عليه شخصيا، فكم يكون
هذا شرفا لك، لذلك فكم بالحرى يكون مقدار الشرف عندما يصلنا خطاب من الملك السماوى
القدوس، وليس هذا فقط بل يدعوك للتعرف عليه مباشرة من خلال كلمته المقدسة كرسالة شخصية
لك، لكى تتعرف عليه وعلى وعوده وكلمنا درسنا
الكتاب المقدس مفسراً ومترجم بحياة وأقوال الأباء القديسين ، كلما نمونا روحيا
وتعرفنا من خلاله على الله القدوس وزاد ايماننا. ومن خلال قراءة الكتاب المقدس
نشعر بمدى اهتمام ومحبة الله لنا وقربه منا ونتشجيع، من خلال قصص الأنبياء والرسل ونرى
مدى عناية الله بالجنس البشرى ونثق انه هو أيضا الذى يعتنى بكل واحد منا ويحبه. ويحثنا الله في الكتاب المقدس على محبة الآخرين،
كما يعطينا الحافز على عمل الخير ويهبنا قوة الإيمان والأمان، ليس فى الحاضر فقط بل فى المستقبل أيضا. ففى كلمة الله نجد الأمان لأنها
تقودنا الى الخلاص وهى ترسم لنا الطريق
الى السماء.
4- الصلاة
وسيلة للثبات في الله..
+ جاء في الكتاب المقدس عن الرب يسوع المسيح
أنه { في الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك} (مر1 :
35). فلو لم تكن الصلاة هامة لما مارسها المسيح له المجد. ويطلب من أن نصلي ونسهر
من أجل خلاصنا { اسهروا اذا وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا اهلا للنجاة من جميع هذا
المزمع ان يكون وتقفوا قدام ابن الانسان }(لو 21 : 36). {اسهروا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة}
(مر 14 :
38). الصلاة حديث مع أبينا السماوى { وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك
واغلق بابك وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك
علانية } (مت 6 : 6). وكل رجال الله القديسـون كانت الصلاة وسيلتهم للأتصال
والحديث مع الله { يا الله إلهى أنت إليك أُبكر، عطشت إليك نفسى يشتاق
إليك جسدى فى أرض ناشفة ويابسة بلا ماء }(مز 63 : 1). وسر قوة الكنيسة في عصر الرسل أنها كانت كنيسة
صلاة وبقوة الروح القدس كانت تنقاد { كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة
مع النساء ومريم ام يسوع ومع اخوته} (اع 1 : 14). لهذا يوصينا الكتاب قائلاً { لا
تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله }(في 4
: 6). { واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر} (كو 4 : 2). ويقول القديس أغسطينوس
(الجسد لا يستطيع أن يبقى حياً بدون غذاء ، هكذا الصلاة هى غذاء النفس وقوام
حياتها).
+ الصلاة
هى حديث محبة بين الابناء وأبيهم السماوى، فيها نسبح الله على أحسناته ونشكره على
محبته وأبوته وعطاياه ومعاملاته الطيبة معنا ونعترف له بخطايانا طالبين منه
الغفران وبها نتوب وننمو ويقوي إيماننا ويزداد رجائنا وتثبت محبتنا لله. بالصلاة
نتقدم لله بطلباتنا ونعرض عليه همومنا واحزاننا واشتياقاتنا، وهي علاقة حية تنبع
من قلب الإنسان فتكون صلاته إنما نتيجة هذه العلاقة الصادقة القلبية بين الله
والإنسان. نصلي بروح البنوة والمحبة ونخاطب الله قائلين يا ابانا الذى فى السموات
وهو يسمع ويستجيب وكما قال لنا { وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه} (مت 21
: 22). بالصلاة ندخل في عشرة حب مع الله
ونتعلم كيف نرد هذه المحبة ونتعلم كيف ندع محبته تشبعنا وتروينا {أحبك يا رب يا
قوتي} (مز 18 : 1). لهذا نجعل الصلاة من
أهم اولوياتنا ونعطيها الوقت المناسب كالصباح الباكر ونمهد لها ان كانا نصلى فى
النهار او المساء بالاستعداد الحسن ولا ندع الفكر يطيش منا فى أفكار غير روحية بل
نضبط فكرنا فى المسيح.
+ الصلاة المقترنة بالصوم هى سر نصرة المؤمن
على أعدائه الروحيين واغراءات الحياة المادية { قال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج
بشيء الا بالصلاة والصوم} (مر 9 : 29). الصلاة هي وسيلة مهمة للأنتصار في التجربة.
وهذا ما نراه في ليلة الخميس الأخير للسيد المسيح في جبل الزيتون. كان يسوع يعلم
عن التجارب العظيمة التي كان سيمر بها وإلقاء القبض عليه ومحاكمته وجلده ووقوع التلاميذ
تحت إلخوف بإنكاره. ثم صلبه وموته وقيامته. كان السيد مدركاً تمام الإدراك لحاجته
تلاميذه للثبات، فأنه يخاطبهم قائلاً { اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة اما
الروح فنشيط واما الجسد فضعيف} (مر 14 : 38). ماذا كان يعني بذلك؟ لأن الصلاة بكل
بساطة هي الترياق المضاد للاستسلام للتجارب التي كانت ستصادفهم قريباً مثل الخوف
والإحباط والرعب. كانت الصلاة ستحصن إيمانهم وشجاعتهم المهتزة. لكن ما الذي فعله
السيد ؟ فعل تماماً الذي قاله لتلاميذه أن يفعلوه: لقد صلى حتى يتغلب على التجربة.
يخبرنا لوقا أن صلاة يسوع كانت نابعة من القلب وكان في جهاد عنيف لدرجة أن عرقه
صار كقطرات دم تمهيداً للدم الذي كان سوف يُسفك فيما بعد. ابتدأ الصلاة قائلاً { يا
أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذا الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك.} (لو 22 : 42).
كانت الصلاة وسيلة غلبته. وعندما عاد إلى تلاميذه وجدهم نائمين!. فتحدى تعبهم
وحزنهم وقال لهم مرة أخرى عندما أيقظهم{ قوموا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة} (لو46:22).
وكما قال القديس مار اسحاق السريانى (الذى يتهاون بالصلاة ويظن ان له باب آخر
للتوبة غير الصلاة فهو مخدوع من الشياطين). لهذا يوصينا السيد المسيح بالسهر
والصلاة { فاحترزوا لانفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم
ذلك اليوم بغتة.} (لو 21 : 34). ويوصينا القديس بولس قائلا { أَخِيراً يَا
إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ
اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ.
فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ،
مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ،
مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ
احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي
الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. فَاثْبُتُوا
مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ،. وَحَاذِينَ
أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ
تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ
الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ
الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ
فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ،
لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ}(أف 10:6-18)
+ تتنوع الصلوات من صلاة فردية يصليها
المؤمن فى مخدعه وبمفرده ، منها ما هو مسلم لنا فى الكنيسة من صلوات الأجبية فى
ساعات اليوم بدء من باكر النهار حتى النوم ومنتصف الليل ومنها الصلوات الارتجاليه
التى نصليها فى البيت او الطريق او العمل او الخدمة كحديث محبة مع الله فيتقدس
اليوم ونستمطر مراحم الله ومعونته لنا فى رحلة الحياة ونشعر بحضوره وحفظه ورعايته
كل وقت. وهناك الصلوات العائلية التى نصليها معا كاسرة مسيحية متحدة كاعضاء بالله
تعلن محبتها وطلباتها لله { لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر
لتعلم طلباتكم لدى الله }(في 4 : 6). والصلوات الجماعية نصليها معا فى الكنيسة
ونتحد فيها بالسيد المسيح رئيس ايماننا ومكمله كما مارست الكنيسة الصلاة معا منذ
العصر الرسولى { وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة واذ هم يكسرون الخبز
في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب.مسبحين الله ولهم نعمة لدى
جميع الشعب وكان الرب كل يوم يضم الى الكنيسة الذين يخلصون} (أع 46:2-47).
+ قد يشتكى البعض من فتور صلواتهم وعدم
الرغبة فى الصلاة، لكن يجب ان نغصب أنفسنا على الصلاة حتى فى فترات الجفاف والفتور
فالله ينظر الى امانتنا فى الصلاة وتدب فينا الحرارة وعلينا ان نفحص ذواتنا هل ذلك
الفتور بسبب شهوات فى القلب تُبرد حرارتنا فنتوب عنها أم بسبب تعب الجسد والاعصاب
فنختار الوقت المناسب للصلاة ونعمل على البعد عن مسببات التعب وحلها أم هل ذلك
بسبب حروب من الشيطان فتغلب عليها بالتواضع والصبر والجهاد، وكما قال السيد المسيح
{ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه} (مت 11 : 12). { وكل من يجاهد يضبط نفسه
في كل شيء اما اولئك فلكي ياخذوا اكليلا يفنى واما نحن فاكليلا لا يفنى } (1كو 9 :
25). علينا ان نبتعد عن العثرات التى تحاربنا وقت الصلاة ونمهد للصلاة بالقراءة
الروحية الجيده التى هي ينبوع للصلوات النقية، ونصلي صلوات الساعات متذكرين أعمال
الرب من أجلنا مقدسين زمن حياتنا على الارض قدر أمكانياتنا طالبين من الرب ان
يعلمنا كل حين ان نصلي له بالروح والحق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق