نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 20 مارس 2021

الصوم المقدس- 3- الصوم والفضائل الروحية

 

3- الصوم والفضائل الروحية

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

 

+ الصوم فضيلة روحية .. قل لي بماذا تهتم اقول لك من انت؟ اننا على قدر ما نهتم بأرواحنا وإشباعها بالله ومحبته ننمو فى الفضيلة ونصير أناس روحيين، وفى الصوم نضبط أنفسنا ونشبع أرواحنا بمحبته الله ونحيا التوبة وندرب أنفسنا فى حياة التقوى والعطاء حتى من  القليل الذي بين أيدينا { فإن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون ولكن الذين حسب الروح فبما للروح. لان اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لان اهتمام الجسد هو عداوة لله اذ ليس هو خاضعا لناموس الله لانه ايضا لا يستطيع. فالذين هم في الجسد لا يستطيعون ان يرضوا الله}( رو 5:8-8). من أجل هذا يقول لنا مخلصنا الصالح { اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الابدية الذي يعطيكم ابن الانسان لان هذا الله الآب قد ختمه }(يو 6 : 27). الصوم اذاً ليس هدفاً فى حد ذاته لكنه وسيلة للأهتمام بالروحيات والشبع بكلمة الله. لقد رأينا سليمان الحكيم الذي أعطاه الله حكمة عندما أهمل الروحيات واهتم بإشباع شهواته وملذاته {ومهما اشتهته عيناي لم أمنعه عنهما }(جا 2: 1). من أجل ذلك سقط وعبد الهه غريبه لقد عصفت بحكمته الشهوات الكثيرة الصوم يقوم الأخطاء ويقوى الروح ويضبط النفس ويعطي صحة للجسد .
+ الصوم وحياة التوبة .. الصوم هو فترة مناسبة للتوبة والتذلل الى الله، ومع ان التوبة عمل مستمر للانسان الروحى إلا ان الصوم  فترة للتخلص من الأخطاء لاسيما خطايا اللسان والعادات الضارة، حيث تقوى الارادة ويكون صوم الفم عن الطعام و انشغاله بعمل إرادة الله دافع للتواضع والتذلل { أذللت بالصوم نفسي }(مز  35 :  13). والصوم قوة  فى مواجهة الضيقات تتعمق فيه صلواتنا ونطلب تدخل الله هكذا عندما رأى الله كيف صام وتاب وتواضع أهل نينوي غفر لهم خطاياهم. وفى صوم استير والشعب كله، حينما تعرضوا لمؤامرة هامان(أش 4: 16). رأينا كيف كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة. كذلك نسمع عن صوم نحميا لما جاءته الأخبار أن { سور أورشليم منهدم، أبوابها محروقة بالنار } (نح 1: 3، 4). ويروى سفر نحميا أيضاً كيف كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة. كذلك يروى لنا الكتاب كيف صام عزرا بالبكاء والصلاة، وكيف كان تأثير ذلك في تنقية الشعب وتطهيره. وفي تاريخ الكنيسة راينا كيف ان الصوم نقل جبل المقطم فى أيام البابا ابرآم ابن زرعة . هكذا نصلى فى قسمة الصوم الكبير ونقول كيف ان الصوم والصلاة صنعا المعجزات وكانا عونا للقديسين فى الضيقات .

+ الصوم والتداريب الروحية .. الصوم فترة مقدسة يكون فيها الجسد خفيف مما يساعد على الصلاة والسهر والقراءة في الكتب الروحية والسجود لله فى مطانيات { لذلك انا ايضا أدرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله و الناس} (اع 24 : 16). إننا نرى حتى أتباع البوذية والهندوسية يصلوا لسمو روحي عال بالصوم والتدريب فكم يجب علينا نحن ان ندرب انفسنا على حياة التقوى و الاستنارة الروحية نحن الذين يجب ان ننقاد لروح الله و نأتي بثمر ويدوم ثمرنا { وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة. عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة. حسد قتل سكر بطر وامثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان. وداعة تعفف ضد امثال هذه ليس ناموس. ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات.إن كنا نعيش بالروح فلنسلك أيضا بحسب الروح} (غل 19:5-25). صوما يجب ان يقترن التداريب الروحية ومنها  الصلاة الدائمة والتأمل فى محبة الله والشبع بكلامه واقتناء الفضائل الروحية كالصمت و الهذيذ في وصايا الله ورفع القلب بالحديث مع الله والصلاة من أجل الآخرين ولاسيما المتضايقين والمشكلات التى تواجه الكنيسة وأعضائها ليتدخل الله ويحلها.

+ الصوم ونجاح الخدمة .. إن نجاح الخدمة يحتاج لايدى مرفوعة بالصلاة كل حين. ان الرسل فيما هم يصومون ويصلون كان الرب يعمل معهم وينجح خدمتهم { وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس،افرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادى}( أع 13: 2، 3). ورأينا أثر الصوم روحياً في إخراج الشياطين وفي ذلك قال السيد الرب في معجزة إخراج للشياطين عندما لم يقووا التلاميذ على إخراجهم { وأما هذا الجنس، فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم }(مت 17: 21). ذلك لأن صلاة الصائم تكون لها قوتها وتأثيرها. من أجل هذا قال القديس بولس الرسول { بل في كل شئ نظهر أنفسنا كخدام لله..  في أتعاب في اسهار في أصوام} (2كو 6: 4 ، 5).

+ الصوم والعطاء .. الصائم يشبع بالصلاة ويبرهن على محبته لله بالنسك الجسدى ويعبر عن محبته لاخوته بالعطاء الروحي والمادي والمحبة والتشجيع. الصوم يجعلنا نشعر بآلام الفقراء وحاجتهم  فنعطيهم بسخاء ومحبة غير متغاضين عن اخوتنا { صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب} (طو 12 : 8). من أجل هذا يوصينا الإنجيل بالعطاء وأن نكنز كنوزنا في السماء {لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون.لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا} (مت 19:6-21). ان ما نقدمه لاخوتنا المحتاجين نقدمه لله ويبقى لنا كنزاً لا يفنى {لان الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الإنسان لنوال الرحمة والحياة الابدية} (طو 12 : 9).

+ الصوم ونقاوة القلب . الصوم فترة يقل فيها شغب الجسد وتتقوى الروح وهو فرصة للدخول إلى حياة العمق والتأمل وفحص القلب والضمير والنفس . ولا يعرف الانسان الا روح الإنسان الساكن فيه وبالصوم تصفو النفس ويتنقى القلب ونتوب ونرجع الي الله  ونعرف أنفسنا على حقيقتها ونعاتبها ونحاسبها ونتخلص من ضعفاتنا ونقوى أرواحنا ونفوسنا. فلنحرص اذاً ان يكون صومنا ليس مجرد استبدال طعام حيواني باخر نباتى ولا مجرد الامتناع عن الطعام لفترة من الزمن ثم نأكل ما لذ وطاب بل يجب ان يكون صومنا فرصة للنمو الروحى وضبط النفس وتقوية الإرادة وحرارة الروح . نشبع فى الصوم بالصلاة ونتوب ونتخلص من الضعفات والخطايا ونلتصق بالله وكلمته القوية و الفعالة والقادرة على أشباع ارواحنا وبكل الوسائط الروحية التى تشعل محبة الله فى القلب ونهتم بأن نكنز لنا كنوزاً فى السماء بالعطاء للمحتاجين والفقراء والصلاة من أجل المتضايقين وخدمة المحتاجين والضعفاء والعمل على نقاوة القلب وقداسته و طوبى لانقياء القلب لانهم يعاينون الله .

يا سامع الصلاة إليك يأتي كل بشر

+ أيها الرب الهنا القدوس الذى خلق الإنسان ويعرف طبيعته وأعطنا الصوم وصية بها تسمو أرواحنا وتتقوى أرادتنا وترتقي أنفسنا، أعطنا نعمة لضبط  ذواتنا بالصوم والصلاة نرجع إليك بتواضع قلب وتستريح نفوسنا فيك ونسير كما يحق لأناس الله القديسين ونرضيك كل أيام حياتنا.

+ يا مسيحنا القدوس الذى صام عنا أربعين يوماً وأربعين ليلة بسر لا ينطق به، وعلمنا أن الصوم والصلاة يخرجان الشياطين، أقبل أصوامنا و صلواتنا رائحة بخور مقبولة أمامك. اغفر خطايانا وعالج ضعفنا وبدد خوفنا وقوى إرادتنا وقدنا في موكب نصرتك .

+ ياروح الله القدوس، الناطق في الناموس والأنبياء والرسل، هب لنا من ثمارك المقدسة محبة وفرح وسلام وقوي إيماننا ولتثمر فينا عفة وقداسة ووداعة وتعفف. أعطنا الصبر لنجاهد حتى النفس الأخير ونسير منقادين بك في كل عمل صالح وتقيمنا في اليوم الأخير مع صفوف القديسين، آمين.

ليست هناك تعليقات: