للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ حياتنا اليوم ومستقبلنا وسعادتنا أو متاعبنا هم نتاج أفكارنا، فقد يواجه عدة أشخاص نفس الظروف والمعوقات ولكن كل شخص يتصرف بطريقة مختلفة حسب أفكاره وقيمه ومبادئه وعلاقته بالله والناس ولهذا يحصل كل إنسان على نتائج مختلفة حسب فهمه للمواقف وكيفية مواجهته للمعوقات. ولهذا علينا أن نبني أنفسنا على إيماننا الأقدس ونستلهم من روح الله الأفكار الإيجابية والخلاقة ونعيش كما يحق لإنجيل ربنا يسوع المسيح ونتعلم من المعلم الإلهي ونسير على خطى الراعي الصالح الذي كان يجول يصنع خيرا فنستريح ونسعد من حولنا. ولان الرب صالح ورحوم ومحب للبشر فان أفكاره نحونا هي أفكار سلام وخير ليعطينا آخرة ورجاء { لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ يَقُولُ الرَّبُّ أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرٍّ لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً} (ار 29 : 11) وعلينا نحن أن نفكر فى الخير والسلام ونسعي نحو ملكوت السموات برجاء صالح ونراقب ونوجه أفكارنا ويكون لنا الفكر المستنير ونتعلم من الأباء القديسين كيف نتغلب على ضعفاتنا وننمي إمكانياتنا ونتعلم من حكمة الحكماء فى كل مجال ونسعي لنقتني الفكر المستنير بالعقل الناضج والمنفتح والقلب المتسع والروح الوديع المتضع. نراقب أفكارنا فانها ستتحول الي أفعال، ونضبط افعالنا لأنها ستصير عادات، و نغير عاداتنا للأفضل فإنها ستشكل حياتنا فكما تكون حياتنا ستكون حياتنا الأبدية.
+ الوقت عامل مهم في نمونا ونجاحنا فى الحياة. والمؤمن يسلك بالتدقيق ويستغل الوقت ويستثمره جيداً لينجح ويعمل الخير ويبنى نفسه والغير { فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة.} (أف 15:5-16). الوقت الذي يمضي لن نستطيع تعويضه وعلينا أن نجاهد ولا نكل ونعمل باستمرار حتى تنضج شخصيتنا ونحقق آمالنا فى الحياة ونأتي بالثمر ومتى أتى وقت الحصاد نصل إلى الأبدية السعيدة ونحيا مع القديسين فى حضرة الله كل حين.
+ أن اردت ان تنجح فانظر للامس بعين الصفح فقد عبر الأمس ولن يعود ويمكن أن ناخذ العبر والدروس منه، وبقدر ما فى الماضى من إيجابيات نتعلم ان نبني حياتنا على صخرة الإيمان المسلم لنا من القديسين { واما انتم آيها الأحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس مصلين في الروح القدس}(يه 1 : 20). الحكيم يتعلم من حياة وأقوال من سبقوه من قديسين ورواد فى كل مجال ويبنى عليها حاضر سعيد ومستقبل أفضل.
+ تطلع إلى الحاضر على أنه فرصة لمحبة الله وعمل مرضاته كل حين. كما ان اليوم هو مجال للعمل ومحبة الغير وعمل الخير { فإذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان }(غل 6 : 10). نحيا فى حرص وتدقيق من أجل خلاصنا مبتعدين عن العثرات والأشرار وطرقهم ومشورتهم { بل عظوا أنفسكم كل يوم ما دام الوقت يدعى اليوم لكي لا يقسى احد منكم بغرور الخطية} (عب 3 : 13). نسعى لإتمام أعمال يومنا وواجباته بامانه ونستجيب لنداء وإرشاد روح الله لنا وننقاد له فى كل عمل صالح وندعوه ليشترك معنا فى عمل الخير.
+ نتطلع إلى الغد بعين الرجاء والثقة فى الله القادر ان يقودنا فى موكب نصرته ولا نقلق من أجل المستقبل{ فلا تهتموا للغد لان الغد يهتم بما لنفسه يكفي اليوم شره} (مت 6 :34). فما دام الغد فى يد الله فلا نقلق من أجله بل نعمل اليوم بجد {عاملون ليلاً ونهارًا كي لا نثقل على أحدٍ منكم} (1 تس 2: 9). فلا نهتم بما نواجهه غدًا، إنّما يكفي أن نعمل اليوم ونجاهد، وكأن الله وهو يمنعنا من القلق يحثّنا على الأمانة في أداء عملنا اليوم. ونقدم الشكر لله من أجل مراحمه ومعونته واحساناته المتجددة كل صباح. ونتكيف بمهارة مع مختلف الظروف التي تفرضها عليك الحياة. وليكن لنا أهداف سامية نسعى من أجلها ورسالة مقدسة نعمل من أجلها ونسأل الله فى كل صباح { يا رب ماذا تريد ان افعل} (أع 9 : 6). ونثق فى قيادة الله الحكيمة لنا كل الأيام وهو الذي قال: {ها أنا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 28 : 20).
+ نصلي الى الرب الهنا أن يبارك حياتنا وأوقاتنا ويهبنا الحكمة والنعمة لنعوض ما مضى وفات من وقت لم نستثمره جيداً ونصلي ليقودنا بروحه القدوس ويهبنا النجاح والتوفيق ونحن عبيده نقوم ونبني ونرمم الثغرات ونعالج الضعفات ونتوب عن الخطايا ونعمل بر ونسلك في مخافة الله ومحبته لليوم الأخير، أمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق