للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
قدم ذاتك لله ليعمل معك...
+ الله مستعد أن يعمل معنا وفينا وبنا، مهما كانت إمكانياتنا وقدراتنا وعملنا وظروفنا. فلقد عمل بكل أنواع البشر الذين أطاعوه و قدموا ذواتهم كأواني لخدمته وبارك فى حياتهم وقدسها. لقد عمل الله مع موسى النبي ثقيل اللسان ليتكلم مع فرعون ويقود الشعب قديما كما عمل مع داود النبي راعي الغنم وصيره ملكا ونبي ومرنم المزامير العميقة. أستخدم الله بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا صيادي السمك وجعلهم صيادين للناس كما عمل مع متى الذي كان من جباة الضرائب وجعله سفيرا وتلميذا له. عمل الرب فى سمكتين وخمس خبزات قدمهم له طفل صغير وباركهم ليشبع بهم الالوف. كما عمل الرب بمريم المجدلية التائبة وجعلها مبشرة بالقيامة.
+ الله مستعد أن يعمل معك وهو يريد أن تعطيه قلبك وتفعل أرادته { يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي} (ام 23 : 26). فلا تتحجج بصغرك { فقال الرب لي لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب وتتكلم بكل ما امرك به} (ار1 : 7) ولا يهرب أحد من العمل مع الله أو الخدمة محتجا بجهله أو ضعفه أو حاجته { اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء. واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود} (1كو 1 : 28). {اسمعوا يا اخوتي الاحباء أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه} (يع 2 : 5). علينا أن نقدم ذواتنا لله وننقاد بروحه القدوس ونواظب على الصلاة في شكر ونخدمه بما لدينا من قدرة ونقول مع النبي { اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني}(نح 2 : 20)
المسيح ثباتنا وحياتنا ...
+ السيد المسيح هو شجرة الحياة التى لا يموت أكلوها. فيه لنا شبع وارتواء وحياة أبدية. من يعرف الله ويحبه ويحيا معه ويتناول من الأسرار المقدسة بانسحاق وتوبة واستحقاق وإيمان يشبع ويحيا سعيد، فها هي المرأة السامرية تابت ارتوت فعلاً بعد أن آمنت بالمسيح بل وذهبت تبشر بالمسيح مخلص العالم. إن ما نأكله وما نشربه يتحول فينا الي لحم ودم ويعطي استمرارية للحياة فكم بالحري يعمل فينا المسيح ويهبنا ثبات وحياة أبدية { من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي مأكل حق و دمي مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه. كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي.} ( يو 54:6-57). فما أحوجنا يا أحبائي للتناول من الأسرار المقدسة والثبات في المسيح لا لبر أو استحقاق فينا بل لحاجتنا القوية للخلاص والثبات والحياة بالمسيح المشبع بكلامه ومحبته وباسراره المقدسة. هو لا يخيب رجاء من يقبل إليه. لكن علينا أن نقبل إليه ونؤمن ونصدق، ونتقدم إليه بإشتياق، ويصير هو سيد لحياتنا.
المسيح خبز الحياة
+ وها هو يعلن عن نفسه أنه الخبز النازل من السماء { فقال لهم يسوع: أنا هو خبز الحياة، من يقبل إلي،ّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي، فلا يعطش أبدًا} (يو 35:6). لقد أشبع الآلاف بخمس خبزات وسمكتين. وهو كائن معنا فى كل حين بمحبته وكلمته وحضوره الإلهي لاسيما فى سر الأفخارستيا. هو يعطي الشبع الروحي، فهو لا يسد الإحساس بالجوع فقط، بل ويحرر الجسد من الهلاك ويعيد تشكيل كل الكائن الحي ويهبه حياة أبدية. ويصير الإنسان الذي خليقة جديدة. أننا يجب أن لا نقتات بالخبز المادي فقط بل بكل كلمة تخرج من فم الله و بالخبز الذي نزل من السماء، وهو يقودنا إلى حياة أبدية، بواسطة عمل الروح القدس العامل فى الأسرار والذي يسكب فينا شركة الله، ويمحو الموت الذي حلّ بنا من اللعنة القديمة. السيد المسيح تجسد ليعطي ويبذل جسده الحي ليكون بذرة الخليقة الجديدة، نأكل جسده لنتحد به ونثبت فيه ونأخذ قوة وحياة أبدية.
الحياة الأبدية في المسيح يسوع...
+ السيد المسيح هو الخبز النازل من السماء لكل من يتناول منه ويؤمن به ويثبت فيه ويثمر به ينال الحياة الأبدية فهو حي ومعطي الحياة. ومن يثبت فيه تكون له الحياة الأبدية ويقيمه الرب في اليوم الأخير حتى إن مات جسده، فالروح تحيا ولا تموت حتى يقوم الجسد فى اليوم الأخير جسدا روحاني نوراني ممجد على مثال جسد القيامة الذي لربنا ومخلصنا يسوع { تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة.}( يو 28:5-29). وبدون الثبات فى المسيح تموت الروح حتى وإن كان الجسد حي لكن من يريد هذه الحياة عليه أن يؤمن ويحيا الإيمان العامل بالمحبة. وكما أن الجسد يموت إن لم يأكل الخبز المادي هكذا تموت الروح إن لم تثبت في المسيح ثبوت الأغصان في الكرمة وتتغذى من عصارة الكرمة الحقيقة سر الأفخارستيا. إن كان للخطية مفعولها في الإنسان وهو الموت فإن التوبة والاعتراف والحياة في المسيح هو عملية نقل حياة لهذا الميت روحياً بسبب الخطية. مثل من عنده مرض بسرطان الدم ويحتاج بصفة مستمرة لعملية نقل دم طاهر اليه وهذا ما يفعله فينا دم المسيح الثمين انه يعطي لنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. أما في السماء والحياة الأبدية فسيكون المسيح هو حياتنا وفرحنا وشبعنا الأبدي في حياة التسبيح والشكر والصلاة والفرح التي يجب أن نحيا مذاقها من الآن { لأن ها ملكوت الله داخلكم} (لو 17 : 21) .